logo
فانس يشرح عقيدة ترامب العسكرية: قوة ساحقة دون نزاعات طويلة الأمد

فانس يشرح عقيدة ترامب العسكرية: قوة ساحقة دون نزاعات طويلة الأمد

العربي الجديدمنذ 2 أيام

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد بقاذفات بي-2، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليجر الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق العديد من مؤيديه من أنصار مبدأ "أميركا أولا"، في حين يقول نائب الرئيس جيه دي فانس إن هناك اسماً لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار وهو "عقيدة ترامب".
وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك، فعليك "استخدم القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم أخرج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد". ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة لبعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة.
وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى "عقيدة ترامب'". وأضاف: "لا أعتقد أن ترامب لديه عقيدة. أعتقد أن ترامب يتبع حدسه وحسب".
أخبار
التحديثات الحية
هيغسيث لـ"العربي الجديد": دمّرنا قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي
وبعد فترة وجيزة من قرار الولايات المتحدة مشاركة إسرائيل في الحرب على إيران وقصف منشآت نووية إيرانية، أعلن ترامب عن وقف لإطلاق النار صمد في الغالب. وأمس الأربعاء، تعهد ترامب مجدداً بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي وقال إن المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي رداً على طلب للتعليق: "الرئيس ترامب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي لأنهما يتشاركان نفس رؤية 'السلام من خلال القوة' للسياسة الخارجية".
ضغوط على ترامب لتفسير قراره التدخل في الحرب مع إيران
يواجه ترامب ضغوطاً لتفسير قراره التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني. وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده سياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسيين للإدارة في هذه القضية. ومما ساعد ترامب في كسب أصوات الناخبين قوله إن الحروب "الغبية" التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية.
والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في عام 2019 والقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير/ كانون الثاني 2020. لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب الكثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترامب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون.
تقارير عربية
التحديثات الحية
أنظار إسرائيل وأميركا على الحوثيين في اليمن
وتعكس استطلاعات الرأي أيضاً قلقاً بالغاً بين الأميركيين بشأن ما قد يأتي بعد ذلك. فقد عبر نحو 79% من الأميركيين الذين شملهم استطلاع للرأي، أجرته رويترز/إبسوس وانتهى يوم الاثنين، عن قلقهم "من احتمال استهداف إيران المدنيين الأميركيين رداً على الغارات الجوية الأميركية". وقالت ميلاني سيسون، وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، إن فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترامب من خلال "محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري دون أن يكون ذلك تمهيداً لحرب". وبالنسبة للبعض، تبدو "عقيدة ترامب" التي طرحها فانس حقيقية.
وقال كليفورد ماي، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية: "قدم فانس ملخصاً دقيقاً لنهج الرئيس ترامب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط". وأضاف: "قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح 'عقيدة' قاصر. ولكن إذا ما بنى الرئيس ترامب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها الرئيس ترامب".
ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي. وقالت ريبيكا ليسنر، الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، إن من السابق لأوانه "إعلان أن هذا كان نجاحاً باهراً أو أنه كان فشلاً استراتيجياً ذريعاً". وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي الدبلوماسية وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد البرنامج النووي الإيراني ووضوح وبقائه".
(رويترز)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدانات متصاعدة لترامب بعد قصف إيران.. 'انتهاك للدستور وخيانة للدبلوماسية'
إدانات متصاعدة لترامب بعد قصف إيران.. 'انتهاك للدستور وخيانة للدبلوماسية'

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

إدانات متصاعدة لترامب بعد قصف إيران.. 'انتهاك للدستور وخيانة للدبلوماسية'

واشنطن- 'القدس العربي': أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ ضربات جوية ضد ثلاث منشآت نووية في إيران موجة انتقادات واسعة من قبل جماعات مناهضة للحرب ونواب ديمقراطيين في الكونغرس، حيث وُصفت الخطوة بأنها 'غير قانونية' وتنذر بإشعال مواجهة خطيرة في الشرق الأوسط. وأعلن ترامب، مساء السبت في واشنطن، أن ستّ قاذفات أمريكية من طراز B-2 ألقت 12 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها 30 ألف رطل، على مواقع نووية إيرانية، من بينها منشأة فوردو الأكثر تحصينًا تحت الأرض، إضافة إلى مواقع في نطنز وقرب أصفهان. Q: The DNI concluded in March that Iran is not building a nuclear weapon. So what new intelligence does the US have since then that Iran changed its position? HEGSETH: The president has made it very clear that he's looked at all the intelligence and come to the conclusion that… — Aaron Rupar (@atrupar) June 22, 2025 وقالت إيران مرارًا إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، في حين أشارت تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران لم تبدأ تصنيع سلاح نووي باستخدام اليورانيوم المخصب. ورغم ذلك، تهرّب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث، خلال مؤتمر صحافي الأحد، من الإجابة على سؤال حول وجود معلومات استخباراتية جديدة تفيد بعزم إيران على إنتاج قنبلة نووية. وكان مسؤولون إيرانيون يشاركون في مفاوضات مع واشنطن حين بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شنّ هجمات على أهداف داخل إيران مطلع الشهر. وادّعى نتنياهو مجددًا أن إيران قد تنتج سلاحًا نوويًا 'في وقت قصير جدًا' إذا لم يتم تدمير منشآتها النووية. وذكرت وكالة 'تسنيم' الإيرانية الرسمية أن عدة أشخاص أصيبوا جراء القصف على موقع فوردو. ورغم تصريحات ترامب السابقة بأنه لم يقرر بعد ما إذا كانت بلاده ستشارك مباشرة في الحرب الإسرائيلية، أثارت بيانات تتبع الطيران، التي أظهرت تحليق قاذفات B-2 فوق المحيط الهادئ السبت، شكوكا حول قرب تنفيذ الضربة الأمريكية. وقالت ميليسا بارك، المديرة التنفيذية لـ'الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية'، إن إدارة ترامب 'تنتهك القانون الدولي' بانخراطها في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، مضيفة: 'العمل العسكري ليس هو الحل لمعالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. التقييمات الاستخباراتية الأمريكية تشير إلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وبالتالي ما قامت به إدارة ترامب تصعيد خطير بلا مبرر، يقوض الجهود الدولية للحدّ من انتشار السلاح النووي'. ودعت بارك الإدارة الأمريكية إلى العودة للمسار الدبلوماسي، قائلة: 'هذا الهجوم لا يجعل المنطقة أو العالم أكثر أمنًا… على واشنطن وقف التصعيد والعودة إلى الحوار'. وفي الكونغرس الأمريكي، أدان ديمقراطيون الخطوة باعتبارها انتهاكًا للدستور، الذي يشترط موافقة الكونغرس على أي استخدام للقوة العسكرية. وقالت النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغن): 'قيام ترامب بإرسال القوات الأمريكية لقصف إيران دون موافقة الكونغرس يُعد انتهاكًا صارخًا للدستور. الشعب الأمريكي لا يريد حربًا لا نهاية لها في الشرق الأوسط… لقد خُدعنا من قبل بحجة أسلحة الدمار الشامل، ولن نقع في الفخ مرة أخرى'. وتقدّم نواب بمشاريع قوانين، بينها اثنان بموجب 'قانون سلطات الحرب'، لمنع أي عمل عسكري إضافي ضد إيران دون تفويض من الكونغرس، ووقع على هذه المبادرات حتى الآن 59 نائبًا ديمقراطيًا ونائب جمهوري واحد، وفقا لتقرير نشرته منصة 'كومن دريمز'. وفي حين دعم بعض القادة الديمقراطيين هذه التحركات لاحقًا، لم يكن من بينهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولا زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، اللذان دافعا عن الهجمات الإسرائيلية على إيران. لكن شومر انضم لاحقًا كمشارك في مشروع القرار الذي قدّمه السناتور تيم كين، داعيًا للتصويت عليه فورًا. من جهتها، قالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إن قرار ترامب 'الكارثي' بتنفيذ الهجوم بشكل أحادي 'يمثل بوضوح سببًا يستدعي المساءلة وربما العزل'. The President's disastrous decision to bomb Iran without authorization is a grave violation of the Constitution and Congressional War Powers. He has impulsively risked launching a war that may ensnare us for generations. It is absolutely and clearly grounds for impeachment. — Alexandria Ocasio-Cortez (@AOC) June 22, 2025 أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقال إن ترامب 'خان إيران' التي كانت في مفاوضات معه، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول: 'بلدي يتعرض لهجوم وعدوان، وسنردّ بناء على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا'. وكانت إيران قد هددت في وقت سابق باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال شاركت واشنطن في الحرب الإسرائيلية. وقال رائد جرار، مدير السياسات في منظمة 'الديمقراطية الآن للعالم العربي'، إن خطوة ترامب 'ستؤدي غالبًا إلى ردّ فعل إيراني يعرّض القوات والمواطنين الأمريكيين في الشرق الأوسط للخطر'، داعيًا إلى إقرار تشريع يمنع أي مشاركة عسكرية إضافية حتى في حال وجود ردّ انتقامي. بدوره، قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، إن ترامب 'وقع في فخ نتنياهو' وسهّل على إسرائيل 'جرّ بلادنا لمزيد من التواطؤ مع إبادة جماعية في غزة وهجمات متعددة في المنطقة'، وأضاف: 'تمامًا كما دفع المحافظون الجدد إدارة جورج بوش لشنّ حرب كارثية في العراق، اعتمد ترامب على معلومات مضللة لدفع البلاد إلى حرب لا طائل منها'. ودعا عوض إلى وقف جميع الأعمال العسكرية ضد إيران، وإنهاء الدعم الأمريكي لـ'دولة مارقة تسعى لفرض هيمنتها على المنطقة من خلال حملة لا تنتهي من الموت والتجويع والتطهير العرقي والدمار'. أما جمال عبدي، رئيس المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، فقال إن الهجوم تم 'لأن ترامب وغيره من القادة الأمريكيين لا يعرفون كيف يقولون 'لا' لنتنياهو'، مضيفًا: 'إذا كان نتنياهو قد أشعل طاولة المفاوضات، فإن ترامب قد صبّ عليها الوقود. لقد انهارت القنوات الدبلوماسية مع إيران فعليًا'. ورأى عبدي أن 'الصقور' في واشنطن وتل أبيب يريدون حربًا دائمة مع إيران، و'ترامب أطلق كلاب الحرب، والمستقبل يبدو أكثر خطورة من أي وقت مضى… علينا جميعًا الآن أن نعيد بناء طريق نحو السلام'. وحذّرت 'رابطة ضبط التسلح' من أن الضربات قد تضر بالمواقع النووية الإيرانية، لكنها لن تمحو المعرفة التقنية لدى طهران، ما قد يدفعها للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وربما التفكير فعليًا في التسلّح النووي. وأضافت المنظمة: 'رغم الأضرار، يبقى المسار التفاوضي هو السبيل الأفضل لاحتواء البرنامج النووي الإيراني. على ترامب أن يقدّم خطة للتهدئة والانخراط الدبلوماسي بدلًا من التصعيد'.

الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات في أفريقيا
الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات في أفريقيا

BBC عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • BBC عربية

الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات في أفريقيا

وقّعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام في واشنطن، بهدف إنهاء عقود من الصراع المدمر بين الجارتين، بينما تشير التوقعات إلى أن الاتفاق ربما سيمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن. وما تزال التفاصيل قليلة حول تفاصيل الاتفاق، لكنه يطالب بـ"فض الاشتباك ونزع السلاح والدمج المشروط" للجماعات المسلحة المتقاتلة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وعلى الرغم من فشل اتفاقيات السلام السابقة في المنطقة، إلا أن ذلك لم يثنِ الرئيسين الأمريكي والكونغولي عن اعتبار هذا الاتفاق انتصاراً. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة: "اليوم، انتهى العنف والدمار، وبدأت المنطقة بأكملها فصلاً جديداً من الأمل والفرص". وحضر توقيع الاتفاق في المكتب البيضاوي، نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومندوبين من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. ووصف ترامب اتفاق السلام بأنها "نصرٌ مجيد". وقبيل توقيعه على اتفاق السلام - الذي صادق عليه المندوبون الأفارقة المعنيون - قال الرئيس الأمريكي: "هذا إنجازٌ عظيم". وفي وقت سابق، وقّع وزيرا خارجية الكونغو ورواندا على الاتفاقية في وزارة الخارجية الأمريكية. وقال مكتب الرئيس الكونغولي قبيل توقيع الاتفاقية، يوم الجمعة، إن هذا "نجاح دبلوماسي آخر للرئيس فيليكس تشيسكيدي، وهو بلا شك الأهم منذ أكثر من 30 عاماً". وترددت أنباء عن زيارة الرئيس الكونغولي تشيسكيدي ورئيس رواندا بول كاغامي إلى واشنطن للقاء ترامب، إلا أنه لم يُحدَّد موعدٌ للزيارة حتى الآن. وتصاعد الصراع - المستمر منذ عقود - في وقت سابق من هذا العام، عندما سيطر متمردو حركة 23 مارس/أذار أو "إم 23" المسلحة على أجزاء كبيرة من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك العاصمة الإقليمية غوما، ومدينة بوكافو، ومطارين. وقُتل ألاف الأشخاص خلال التصعيد الأخير، بينما أُجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح من منازلهم. وبعد خسارتها للأراضي، لجأت الحكومة الكونغولية إلى الولايات المتحدة طلباً للمساعدة؛ حيث أشارت التقارير إلى أنها عرضت على واشنطن السماح بالوصول إلى معادن حيوية، مقابل ضمانات أمنية. ويُعد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منطقة غنية بمعدن الكولتان وموارد أخرى حيوية لصناعات الإلكترونيات العالمية. في المقابل، تنفي رواندا دعمها لحركة "إم 23" رغم وجود أدلة دامغة على ذلك، وتصر على أن وجودها العسكري في المنطقة هو إجراء دفاعي ضد التهديدات التي تشكلها جماعات مسلحة مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة تتألف في معظمها من الهوتو - وهي جماعة عرقية ارتبط اسمها بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وتتهم رواندا بدورِها الحكومةَ الكونغولية بدعم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي تشكل مصدر قلق كبير لحكومة كيغالي، غير أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تنفي تلك الاتهامات. وعند الكشف عن بعض المعلومات حول الاتفاق الأسبوع الماضي، تحدّث بيانٌ عن "بنودٍ تتعلق باحترام وحدة الأراضي وحظر الأعمال العدائية"، وتطرق إلى "تسهيل عودة اللاجئين والنازحين داخلياً"، لكن دون تفاصيل إضافية. ووفقاً لتقريرٍ لوكالة رويترز، فقد ضغط المفاوضون الكونغوليون من أجل الانسحاب الفوري للجنود الروانديين، لكن رواندا، التي لديها ما لا يقل عن 7000 جندي على الأراضي الكونغولية رفضت ذلك. وفي بيانٍ غاضبٍ صدر قبل يومٍ من توقيع الاتفاق، أدان وزير خارجية رواندا، أوليفييه ندوهونغيريه، "تسريب مسودة اتفاق السلام"، قائلاً إن بلاده "طالبت الأطراف الأخرى باحترام سرية المناقشات". وتُعدّ الدعوات إلى الانسحاب الكامل للقوات الرواندية من جمهورية الكونغو الديمقراطية نقطة خلافٍ رئيسية خلال المفاوضات. ومع ذلك، قال ندوهونغيريه إن "كلمات (قوة دفاع رواندا) أو (القوات الرواندية) أو (الانسحاب) غير موجودة في الوثيقة". وقبل ساعات قليلة من حفل التوقيع، صرّح مكتب الرئيس الكونغولي بأن الاتفاق "ينص بالفعل على انسحاب القوات الرواندية، لكنه فضّل مصطلح "فض الاشتباك" على "الانسحاب"، باعتبار أن "فض الاشتباك أشمل" على حد قوله. وفيما لم تُعلن التفاصيل الكاملة للاتفاق الموقع حتى الآن، تبقى عدة أسئلة جوهرية عالقة بلا إجابة، ومنها: قبل توقيع الاتفاق يوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، يولاند ماكولو، لوكالة رويترز، إن "رفع الإجراءات الدفاعية في منطقتنا الحدودية" سيكون مشروطاً بـ"تحييد" القوات الديمقراطية لتحرير رواندا. وتعدّ حركة "إم 23" أحد الأطراف الرئيسية في الصراع الدائر، وقد انبثقت عن اتفاق سلام سابق أُبرِم قبل 16 عاماً، ولم يضمن حلّ الجماعات المسلحة. وفي العام الماضي، توصل خبراء روانديون وكونغوليون إلى اتفاقين بوساطة أنغولية بشأن انسحاب القوات الرواندية وقوات العمليات المشتركة ضد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا؛ لكن وزراء من كلا البلدين لم يؤيدوا الاتفاق. وفي نهاية المطاف، تخلت أنغولا عن دورها كوسيط في مارس/آذار الماضي.

الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام بوساطة أميركية قطرية
الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام بوساطة أميركية قطرية

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام بوساطة أميركية قطرية

وقعت الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام، يوم الجمعة، في واشنطن ، لإنهاء نزاع خلّف آلاف القتلى في شرق الكونغو الديموقراطية. ويستند الاتفاق، الذي رحّب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى المبادئ التي جرت الموافقة عليها بين الدولتَين في إبريل/نيسان الفائت، وتتضمّن أحكاماً بشأن "احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد الهجوم الذي قادته جماعة " 23 مارس " المسلّحة. وقال ترامب: "نحتفل بانتصار طال انتظاره بتوقيع اتفاق بين رواندا والكونغو الديمقراطية"، مشيداً بـ"قطر والاتحاد الأفريقي اللذين بذلا جهوداً كبيرة لتحقيق الاتفاق"، مضيفاً أن الدوحة "عملت بلا كلل للتوصل إلى اتفاق سلام". وذكر الرئيس الأميركي: "تعرفون، لقد تقاتلوا لسنوات... وكان الأمر عنيفاً. واليوم نوقع معاهدة سلام. ولأول مرة منذ سنوات عديدة، سيعرفون السّلام. هذا أمر بالغ الأهمية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تحصل على الكثير من حقوق التعدين من الكونغو في هذا الإطار". ومن المتوقع أن يستقبل ترامب الرئيسَين الرواندي بول كاغامي، والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في البيت الأبيض في يوليو/ تموز القادم. وجرى توقيع الاتفاق رسمياً خلال احتفال نُظّم في واشنطن الجمعة، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيريه في الكونغو الديمقراطية تيريزا كاييكوامبا واغنر، وفي رواندا أوليفييه ندوهوجيريهي. وقال روبيو: "إنّها لحظة مهمة بعد ثلاثين عاماً من الحرب"، مستدركاً أنّه لا يزال هناك "الكثير للقيام به". وشاركت قطر في حفل توقيع اتفاق السّلام، ومثّلها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي. ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن الخليفي ترحيب الدوحة بإبرام هذا الاتفاق وإشادتها بما أبداه الطرفان من "إرادة صادقة والتزام حقيقي بنهج الحلول السلمية والدبلوماسية". كما عبّر الخليفي عن اعتزاز دولة قطر بـ"المساهمة الإيجابية في تيسير الوصول لهذا الاتفاق عبر عقد عدد من جلسات المفاوضة بين الطرفين انطلاقاً من استضافة الدوحة للقاء الثلاثي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيسَين الرواندي والكونغولي في 18 مارس/آذار الفائت، الذي شكّل نقطة هامة للحوار المباشر وبناء الثقة بين الجانبَين"، مثمناً "الدور البنّاء الذي قامت به الولايات المتحدة في استكمال هذه الجهود، والوصول إلى هذا الاتفاق الهام الذي من شأنه أن يعزّز الأمن والاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى". وأكّد الخليفي أن هذه الجهود "تأتي دعماً لوساطة الاتحاد الأفريقي ومخرجات القمّة المشتركة لمجموعة شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي عقدت في دار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية في 8 فبراير/شباط الفائت"، معرباً في هذا الصدد عن "استعداد دولة قطر الكامل للعمل مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تحقيق سلام دائم يعود بالخير على شعوب المنطقة". من جانبه، قال الوزير الرواندي إنّ الاتفاق "يستند إلى الالتزام الذي جرى التعهّد به لإنهاء الدعم الحكومي للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا والمليشيات المرتبطة بها بشكل لا رجوع عنه، وقابل للتحقّق". كما أشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالاتفاق ووصفه بأنه "خطوة تاريخية إلى الأمام". وقال ماكرون على منصة إكس "إن اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، هو خطوة تاريخية إلى الأمام بعد عقود من المعاناة"، مضيفا أن "السلام يجب أن يصمد". اقتصاد دولي التحديثات الحية الكونغو الديمقراطية تتوقع توقيع اتفاق المعادن مع واشنطن في يونيو وأدت قطر دور الوسيط في هذا الاتفاق. واستُضيف الرئيس الرواندي بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، في الدوحة في منتصف مارس/ آذار الفائت. ومن المتوقع أن يستقبل ترامب الرئيسَين في البيت الأبيض في يوليو/ تموز القادم. وسيطرت حركة "23 مارس" المدعومة من رواندا، وفق خبراء في الأمم المتحدة والولايات المتحدة، على مدن كبرى في غوما في يناير/ كانون الثاني الفائت وبوكافا في فبراير/ شباط الفائت في خضم هجوم مباغت أسفر عن آلاف القتلى. والشطر الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية متاخم لرواندا، وهو غني بالموارد الطبيعية ويعاني العنف منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وجرى التوصّل إلى اتفاقات عدّة لوقف إطلاق النار وانتهاكها منذ أن استأنفت حركة "23 مارس" عملياتها في شرق الكونغو الديمقراطية في العام 2021، بينما أدّت الاشتباكات مع القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وتسبّبت في أزمة إنسانية هائلة. وتنفي كيغالي تقديم أي دعم عسكري للحركة، لكنّها تقول إنّ أمنها مهدّد منذ فترة طويلة من الجماعات المسلّحة، بما فيها القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، التي أنشأها زعماء الهوتو السابقون المرتبطون بالإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994. (العربي الجديد، فرانس برس، قنا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store