
محللان: نتنياهو يريد مفاوضات تثبت وقائع عسكرية وتهجر الغزيين
وقال نتنياهو إنه يوافق على صفقة التبادل فقط "إذا كانت جيدة" أما الصفقات السيئة فلن يقبل بها، متحدثا عن "ضرورة أن تُحكم غزة من قبل أشخاص لا يريدون تدمير إسرائيل".
وتتزامن تصريحات نتنياهو مع ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر أميركية لعائلات الأسرى قولها إن الرئيس دونالد ترامب سئم من الحرب في غزة، لكن نتنياهو تمكن من كسب وقت إضافي.
وتركز المفاوضات بين وفدي المقاومة الفلسطينية وإسرائيل على الخرائط المقترحة لنشر القوات الإسرائيلية داخل غزة، في وقت يحاول فيه الوسطاء إيجاد حلول من شأنها سد الفجوات المتبقية، والحفاظ على زخم المفاوضات، حسب هيئة البث الإسرائيلية.
وقبل يومين، قال نتنياهو إنه وافق على مقترح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف ، ثم النسخة التي اقترحها الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل، زاعما أن حركة حماس هي التي رفضتهما، وأكد تمسكه بشرط إعادة الأسرى والقضاء على حماس.
ويبدو أن سيل التصريحات التي يطلقها نتنياهو مؤخرا ليس سوى ذرائع وتعبيرات وهمية عن مسألة الحكم العسكري وتهجير الغزيين، وفق حديث الباحث بالشؤون السياسية سعيد زياد لبرنامج "مسار الأحداث".
وتمنح خرائط الانسحاب المعدلة سيطرة أمنية واسعة لإسرائيل خاصة على شارع صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، وكذلك السيطرة على حياة الناس.
ورغم تراجع نسبة انتشار قوات الاحتلال في قطاع غزة من 36% إلى 28% خلال الهدنة المفترضة، فإن النسبة الجديدة تبقى منطقة جغرافية معزولة في الجنوب، وسيطرة عسكرية إسرائيلية على مناطق حيوية شمالي القطاع وشرقه.
وفي هذا السياق، ذكر موقع "أكسيوس" أن المفاوضين الإسرائيليين قدموا خرائط محدثة تتضمن تقليصا إضافيا لوجود الجيش في الجزء الجنوبي من القطاع.
وبموجب الخرائط الجديدة، ستبقى القوات الإسرائيلية في منطقة لا يتجاوز عرضها كيلومترين شمال محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر.
لكن رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي لا يرى في تصريحات نتنياهو تحولا دراماتيكيا، إذ لطالما تحدث عن وقف إطلاق نار مؤقت، ولم يستخدم أبدا عبارات دبلوماسية، بل ركز دائما على إعادة الأسرى ثم استئناف الحرب.
وينبع قلق نتنياهو من صفقة جزئية ضمن ترتيبات إقليمية تقودها الولايات المتحدة تفضي إلى واقع جديد، مما دفعه للاجتماع بوزيريه للأمن والمالية إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريتش بغرض الطمأنة وإبقائهم في دائرة الاحتواء.
وبناء على هذا الوضع، تبدو إسرائيل مصممة على الذهاب نحو حكم عسكري يبقي آلية المساعدات المستحدثة التي تقودها " مؤسسة غزة الإنسانية" وكذلك إبقاء المليشيات يدا حاكمة جنوبي القطاع -وفق زياد- إلى جانب "المدينة الإنسانية" في رفح كجسر نحو التهجير.
وكذلك، وصل نتنياهو -بعد مرور أكثر من 21 شهرا على الحرب- إلى طريق مسدود بعد فشله في القضاء على حماس، مما يمهد لاختلاق ذرائع باتجاه "منطقة عازلة بالجنوب تمهيدا لتهجير الغزيين".
في المقابل، تنظر المقاومة الفلسطينية إلى أن "الوقت من دم" لكنها لا تريد صفقة بأي ثمن يمكن لإسرائيل الاستمرار في الحرب أو احتلال غزة وحكمها عسكريا، في وقت تعلم فيه أيضا أن إسرائيل لم تنتصر في حروب الاستنزاف تاريخيا.
وبين هذا وذاك، تقاتل المقاومة في الميدان مع اقتصاد في القوة -حسب زياد- ودفاع مرن لا يمنع قوات الاحتلال من التقدم، بل يكبدها أكبر قدر من الخسائر، مما يجعل الوقت أيضا من دم الاحتلال، كما يقول زياد.
وفي ضوء هذا المشهد، لن تقبل المقاومة بأي مسار لا يوقف الحرب وينظف غزة عسكريا من أي قوات إسرائيلية، في وقت تريد إسرائيل من المفاوضات تثبيت وقائع عسكرية عوضا عن الانسحاب إلى حدود اتفاق يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي هذا السياق، تؤكد كمائن المقاومة وضراوة الميدان أن الرؤى السياسية الإسرائيلية -بدخول غزة وفرض وقائع جديدة وبناء نظام إداري جديد- باتت أمرا غير ممكن، وفق الشوبكي.
ولكن هذا الارتباك الإسرائيلي في إدارة الحرب، على المستويين السياسي والعسكري، يفضي نهاية المطاف إلى خيار تهجير الفلسطينيين، حسب الأكاديمي الفلسطيني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 دقائق
- الجزيرة
إسرائيل تقدم خرائط انسحاب جديدة ولقاء أميركي قطري بشأن غزة
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أن إسرائيل قدمت للوسطاء، اليوم الخميس، خرائط محدثة تظهر انسحابا واسعا لقواتها من محور موراغ ، في حين عقدت محادثات قطرية أميركية في البيت الأبيض بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن هؤلاء المسؤولين- إن الديناميكية في محادثات الدوحة إيجابية، ولا تزال هناك حاجة لتقليص الفجوات بين الأطراف. وفي السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم إن الجيش على استعداد لبذل مرونة أكبر وانتشار في حدود جديدة بقطاع غزة من أجل المفاوضات. وفي غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ببدء اجتماع المجلس الوزاري المصغر لبحث آخر التطورات بشأن المحادثات الجارية في الدوحة والرامية إلى إبرام اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية تحدثت مساء أول أمس الثلاثاء عن تقدم كبير في محادثات الدوحة، وقالت إن "الطريق إلى الصفقة بات ممهدا". ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بقطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. وخلال الأيام القليلة الماضية، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل عرضت خرائط تبقي احتلالها لنحو 40% من مساحة القطاع، بما في ذلك محور موراغ الممتد بين رفح وخان يونس، وهو ما ترفضه حماس. ونقلت قناة الأقصى الفضائية مساء أمس عن المتحدث باسم حماس جهاد طه أن الحركة لن تقبل بفصل أي منطقة عن قطاع غزة وترفض بقاء الاحتلال فيه. معارضة للانسحاب في هذه الأثناء، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور موراغ خطأ جسيم، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التراجع عنه. كما دعا بن غفير نتنياهو إلى وقف المفاوضات وإصدار التعليمات اللازمة لاحتلال غزة بالكامل وتشجيع الهجرة والاستيطان. وفي وقت سابق اليوم، قال الوزير الإسرائيلي إنه سيتخذ قرارا في الوقت المناسب بشأن الانسحاب من الحكومة، لافتا إلى أنه لا يريد الانسحاب من الحكومة ويريد الاستمرار بكونه وزيرا. وأشار نتنياهو مرارا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، بيد أنه ردد مرارا أن أي اتفاق يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال. وتجري المفاوضات الحالية على أساس مقترح أميركي ينص على الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 من أصل 20 أسيرا)، على أن تمهد الهدنة لمحادثات تفضي لوقف الحرب. وتطالب حركة حماس بضمانات لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف العدوان نهائيا والدخول غير المشروط للمساعدات والإعمار. من جهتها، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بوضع حد لمحاولات عرقلة الجهود الرامية لإنهاء الحرب واستعادة هؤلاء الأسرى جميعا. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن ممثلي عائلات الأسرى ونشطاء أغلقوا صباح اليوم شارع أيالون في تل أبيب ورفعوا لافتات كتب عليها "نتنياهو يعطل إرادة الشعب أعيدوا الجميع"، و"اخرجوا من غزة". وأضافت أن العائلات والنشطاء هتفوا بشعارات تُحمّل نتنياهو عرقلة التوصل لصفقة تبادل على عكس إرادة المجتمع وجر إسرائيل إلى حرب أبدية. محادثات بالبيت الأبيض وبالتزامن مع تواصل المفاوضات في الدوحة، قال مراسل الجزيرة إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء في البيت الأبيض وبحثا مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تزال في المرحلة الأولى، مؤكدا أن فِرق التفاوض لا تزال في الدوحة. وأضاف الأنصاري أن قطر تواصل جهودها للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن. وقبل أسبوع، أفاد موقع أكسيوس الإخباري بأن وفدا قطريا التقى مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض لعدة ساعات قبل اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأميركي. وكان ترامب تحدث مرارا في الآونة الأخيرة عن احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبا.


الجزيرة
منذ 32 دقائق
- الجزيرة
فيديو للقسام يطالب جنود الاحتلال بالاستسلام للأسر بدلا من القتل
بثت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، تسجيلا مصورا للجنود الإسرائيليين في قطاع غزة تطالبهم فيه بالاستسلام للأسر بدلا من القتل. ووجهت القسام رسالة إلى "جندي الاحتلال النازي في غزة" مفادها "حتما سيصل إليك مقاتلونا الأشداء". وأضافت "فإن اخترت ألا تقاتل ولتحفظ حياتك.. ألقِ سلاحك، وارفع يديك، واتبع التعليمات الميدانية". وختمت القسام رسالتها المصورة بـ"أسير أفضل من قتيل"، وتعهدت بالحفاظ على حياة الجنود الأسرى حتى أقرب صفقة تبادل. واستعرض فيديو القسام عمليات أسر نفذها مقاتلوها خلال عملية " طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومحاولات أسر أخرى خلال الحرب الحالية. وفي العاشر من الشهر الجاري، بثت الجزيرة مشاهد حصرية توثق محاولة أسر أحد جنود الاحتلال، نفذها مقاتلو كتائب القسام ، في مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة). وأظهرت المشاهد محاولة أسر القسام جنديا إسرائيليا قبل قتله، خلال إغارة على تجمع لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس. وفي السياق ذاته، قال قيادي في القسام خلال تصريحات للجزيرة إن التوفيق سيكون حليف المقاومة في عملياتها المقبلة لأسر جنود إسرائيليين، بعد المحاولة التي لم يكتب لها النجاح. وقبل يومين من محاولة الأسر، توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام جيش الاحتلال بتكبيده خسائر يومية من شمال القطاع إلى جنوبه ضمن معركة استنزاف، ملمحا إلى أن المقاومة في غزة قد تتمكن قريبا من أسر جنود إسرائيليين. وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240 إسرائيليا.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
المستوطنون ذراع أمنية للاحتلال.. تصعيد منظم لتفريغ الضفة من سكانها
القدس- يشن المستوطنون حملة انتهاكات ممنهجة ومتواصلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية تؤشر على مدى تغلغلهم في أركان دولة الاحتلال التي باتوا يحكمونها ضمن هدف واحد هو سرقة ما تبقى من أراضي الضفة. ويتحدث محللون عن توقعات بتفاقم الوضع نحو مواجهة واسعة، حيث حذر شعوان جبارين، مدير عام مؤسسة الحق، -في تصريح للجزيرة نت- من أن كل المعطيات المتوافرة ستؤدي إلى صدام وجرائم مستمرة من المستوطنين في الضفة. وقال "نعيش إبادة صامتة متمثلة في طرد التجمعات السكانية الفلسطينية وقطع المياه، ومصادرة الأراضي وسرقة المنتجات الزراعية وقطعان الماشية، والاعتداء اليومي على العائلات البدوية، وحرق البيوت، ضمن بيئة تؤدي إلى حالة من المجازر". وصف جبارين المستوطن بأنه يحمل فكرا استعماريا فاشيا توقف عند الثلاثينات وتحديدا قبل عام 1948 وما رافق هذه الفترة من عمليات قتل واسعة في القرى الفلسطينية وإشاعة أجواء من الخوف أدت إلى تهجير 900 ألف فلسطيني آنذاك، و"هذا ما يحاولون ممارسته من جديد". وأوضح أن ما جرى في قرى كفر مالك وسنجل وسعير والأغوار الشمالية يأتي ضمن خطة تهجير واسعة تحمل رسالة للفلسطيني بأنه مهدد في رزقه وعائلته وأرضه، وعليه مغادرتها. ويتمثل هذا الفكر العنصري -وفق جبارين- أيضا في أن "أرض إسرائيل هي لليهود فقط، وهي يهودا والسامرة، ويتربون على الحقد وكره الفلسطيني في مناهجهم ومدارسهم الدينية المتطرفة القائمة قرب قرى ترمسعيا وسنجل، حيث يوجد في مستوطنة تشيلو معهد ديني متطرف جدا، كما أن عتاة المتطرفين يقيمون في مستوطنات الضفة، ويعتبرونها مشروعا ربحياً يقدم لهم ضمانات وامتيازات حتى بالقروض". وأضاف أن المستوطنين يلتحقون بالجيش في سن 18 عاما، ويلتحق جزء منهم بالأمن، لذا لديهم معلومات استخبارية عن المعتقلين الفلسطينيين والمحررين، لكنهم يتدربون على السلاح أيضا، وهم أطفال "لدرجة أنهم يضعون رأس فلسطيني مغطى بالحنطة للتدرب على قتله". من جانبه، قال أمير داود مدير دائرة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في حديث للجزيرة نت إن سلوك المستوطنين، خاصة بعد أن وصلوا إلى مناطق (أ)، ينقسم إلى قسمين: الأول: يتعلق بكل ما يفعلوه في مناطق (ج) بهدف فرض الوقائع على الأرض وبناء البؤر الاستيطانية. الثاني: في مناطق (أ) ويتعلق بخلق بيئة طاردة للتجمعات البدوية من حرائق واعتداءات، وإيصال رسائل أنهم يستطيعون المس بالوجود الفلسطيني الرسمي والشعبي. خطط ممنهجة وعن أبرز المعطيات والأرقام المتعلقة بالمستوطنين أشار أمير داود مدير دائرة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى: يبلغ عدد المستوطنين 780 ألفا، يوجد 340 ألفا منهم في القدس ، وقرابة نصف مليون في الضفة. اندلاع 500 حريق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ألحقت الحرائق أضرارا بالممتلكات والأراضي وتسجيل محاولات حرق عائلات فلسطينية في منازلها. قتل المستوطنون 28 فلسطينيا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبخصوص تسليح المستوطنين، تحدث داود عن عدم وجود بيانات رسمية وأن ما جُمع عبر رصد الصحافة الإسرائيلية بيّن تسليم 35 ألف قطعة سلاح للمستوطنين. مشيرا إلى أن أكثر المناطق استهدافا هي شمال شرقي رام الله وخاصة التجمعات البدوية، مع التسلل للسفوح الشرقية، وغرب بيت لحم ، حيث توجد مجموعة كبيرة من التجمعات الاستيطانية على رأسها غوش عتصيون وصولا إلى مستوطنة إفرات وجنوب الخليل ، وتحديدا مسافر يطا وجنوب نابلس. يرتبط تغير المشهد الاستيطاني نحو المزيد من التطرف مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية، حيث قالت فداء توما العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي في حديث للجزيرة نت إن هذه الحكومة -ومنذ تشكيلها- ركزت جهودها على خطط ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، وهذا كان واضحا في اتفاقية الائتلاف الحكومي. وفي رأيّها، فإن 7 أكتوبر/تشرين الأول عجّل من عملية الضم، حيث طلب الوزير بتسلئيل سموتريتش تعيينه وزيرا ثانياً في وزارتي الأمن والمالية ليستطيع تطبيق مخططاته الاستيطانية التوسعية وفرض واقع جديد في الضفة، فحظي بصلاحيات أمنية جديدة عن المسؤولية عن إدارة الشؤون المدنية بعد أن كانت بيد جيش الاحتلال، وهو ما يعني أنها في يد سلطة سياسية تنفيذية وتحت السيادة الإسرائيلية. وأوضحت توما أنه ولأول مرة يكون هناك حكومة إسرائيلية يمينية تتغلغل فيها حركة الاستيطان ، وتتفشى العقلية الاستيطانية في المجتمع الإسرائيلي الذي كانت تحكمه في الماضي "عقلية صهيونية تريد بناء الدولة الصهيونية العلمانية، لكنها اليوم صهيونية استعمارية تؤمن بأرض إسرائيل الكبرى والاستيطان في كل المواقع". ووفقا لها، فقد قُدم اقتراح قانون سيُصوت عليه لاحقا لإعلان فرض السيطرة على مناطق الضفة كلها. وحسب شعوان جبارين مدير عام مؤسسة الحق، فإن الحكومة الإسرائيلية، وخاصة من خلال وزرائها مثل سموتريتش و إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، تشجع وتسلح المستوطنين علنا وتحمي تحركاتهم ضد الفلسطينيين. بينما أكد أمير داود مدير دائرة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن هذه الحكومة مكونة من قيادات المستوطنين ما يعني أن كل القرارات والتشريعات الصادرة عنها هي لحماية المستوطنين، "الذين كانوا جزءا من مخطط الدولة ويخدمونها، واليوم هي في خدمتهم". وأشار إلى حوادث قال إنها شكّلت تحولا في سلوك المستوطنين في الضفة الغربية، موضحا "بعد أيام من حادثة المزرعة الشرقية التي سقط إثرها شهيدان على يد المستوطنين، أصدر جيش الاحتلال بيانا يُعتبر منعطفا في خطابه ساوى فيه بين طرفين حدث بينهما صدام في المنطقة، وبالتالي الترويج لوجود خلاف لا أكثر". وهناك حوادث -وفقا له- تدلل على دعم الجيش للمستوطنين، "ففي 22 يناير/كانون الثاني الماضي، وبينما كان جيش الاحتلال يشاهد المستوطنين، في قرى الفندق وجين صافوط قضاء قلقيلية ، يحرقون المنازل والممتلكات، اشتبه بوجود اثنين، فأطلق عليهما النار ليتبيّن أنهما مستوطنان وليسا فلسطينيين". كما تناول حادثة قرية المغير شمال رام الله في أبريل/نيسان 2024 والتي هاجمها المستوطنون، وعندما خرج سكانها اقتحمها جيش الاحتلال فورا، مما يشير إلى أن المسألة "تتجاوز حمايته المستوطنين إلى منع الفلسطيني من حقه في الدفاع عن نفسه". واعتبر جبارين، أن المستوطنين ليسوا أفرادا معزولين يتصرفون تصرفات شخصية، بل إن كل تحركاتهم تأتي ضمن سياسة ممنهجة للاستيلاء على الأرض وطرد سكانها، والجيش يدعم إجرامهم ويحميهم من أي رد فلسطيني، وهم محصنون من عمليات القتل التي يقومون بها ومدعومون أيضا من مجلس المستوطنات والمجالس الفرعية. من جهتها، أكدت فداء توما أنه "علينا أن نتسلح بالوعي الكافي، فالتصعيد الخطِر خلال العامين الماضيين يحدث برعاية جيش الاحتلال وحراسته، وليس كما يحاولون تصويره بأنه معركة بين مستوطنين ومواطنين فلسطينيين، والجيش موجود في كل حادثة ويعتقل الفلسطينيين خلالها".