logo
الحرب التالية في لبنان؟

الحرب التالية في لبنان؟

الميادينمنذ 7 ساعات
تتزايد المؤشرات على استعداد "إسرائيل" لهجوم عسكري كبير في ظل تضارب حول وجهة هذه الضربة الإسرائيلية. فالأنباء تتواتر عن شحنات كبيرة من الأسلحة التي تصل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا الى الكيان الصهيوني، بذريعة تعويض "تل أبيب" عن الذخائر التي استخدمتها مؤخراً في هجومها ضد إيران.
لكن حجم هذه الذخائر لا يوحي بأنها فقط لتعويض "إسرائيل" عمّا خسرته بل يفيد بتحضير الصهاينة لجولة حرب جديدة مع تضارب حول وجهة هذه الضربة.
فبعض المؤشرات تدفع باتجاه أن الضربة ستكون لليمن، وهو ما أعلنه صراحة وزير الحرب الصهيوني، "بغية التخلص من أنصار الله والخطر الذي يشكلونه" على حد تعبيره. لكن البعض الآخر يعتبر أن هذا الإعلان قد يكون للتمويه على النية الحقيقية لـ"إسرائيل" معتبرين أن هنالك تحضيرات لضربة ثانية لإيران.
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى فرضية أن إيران تلقت ضربة كبيرة في الجولة الأولى من الحرب، إلا أن السقف العالي للعملية الإسرائيلية والتي كانت تقضي بإطاحة النظام الإسلامي في الجمهورية الإسلامية وفشلها في تحقيق هذا الهدف، قلّل من وهج الإنجاز الذي تحقق بالضرر الكبير للمنشآت الإيرانية النووية والصاروخية على حد تعبيرهم، معتبرين أن الضرر لم يكن كاملاً ويجب إتباعه بضربة أخرى أكثر وضوحاً في هدفها، لجهة القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد قرار الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما دفع بالمستشار الألماني إلى الإعلان أنه سيكون لهذه الخطوة تبعات كبيرة.
لكن فرضية ضربة ثانية لإيران قد لا تستقيم في ظل استنزاف "إسرائيل" لبنك أهدافها في الضربة الأولى، وعدم قدرتها على تحقيق نتيجة حاسمة ضد طهران، ما جعل الرئيس الأميركي يبني على ذلك لوقف التصعيد ضد الجمهورية الإسلامية.
كذلك فإن ضربة ثانية لإيران في ظل الأنباء عن دعم استخباري روسي ولوجستي صيني للدفاعات الإيرانية، قد يجعل مخاطر ضربة ثانية لإيران أعلى مع احتمال إقدام القادة العسكريين الإيرانيين على إغلاق مضيق هرمز، بما يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الغربي والخليجي والعالمي، ويدفع باتجاه موجات تضخم عالية تصيب الاقتصادات الغربية بعطب كبير.
إذاً يبقى السؤال: أين ستكون الضربة الإسرائيلية – الأميركية المرتقبة؟ قد تكون الولايات المتحدة تبحث عن تحقيق إنجاز استراتيجي يؤدي إلى عزل إيران، خصوصاً عن المشرق العربي، بما يجعل من جلوسها إلى طاولة المفاوضات وقبولها بالأمر الواقع مسألة وقت لا أكثر. 1 تموز 12:16
25 حزيران 10:54
والجدير ذكره أنه على الرغم من الزلزال الذي أصاب المنطقة بانهيار الدولة السورية وتبوؤ أحمد الشرع الجولاني للسلطة بدعم أميركي – تركي – إسرائيلي، فإن قوى المقاومة المدعومة من إيران، مثل المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، لا تزال تقاوم.
هذا يحصل في وقت لا يزال فيه حزب الله في لبنان يرفض الانصياع للشروط الأميركية بسحب سلاحه، والأهم من ذلك، رفض جر لبنان إلى تطبيع مع "إسرائيل" يرسّخ الهيمنة الأميركية على المشرق العربي.
من هنا فإن الضربة الإسرائيلية قد تكون تُحضَّر للبنان، على أن تكون ضربة جوية قاسية تشارك فيها مئات الطائرات الحربية الصهيونية، بالتوازي مع دعم لوجستي واستخباري غربي، يترافق مع ضغوط سياسية داخلية في لبنان.
ومن مؤشرات هذا الأمر، زيارة الموفد الأميركي توم باراك وتسليمه ورقة شروط قاسية للبنان مع مهلة زمنية لا تتجاوز عشرة أيام، حدها الأقصى هو السابع من تموز يوليو المقبل، والقول إن هذه الفرصة لقبول هذه الشروط قد لا تُتاح مرة أخرى في حال جرى رفضها من حزب الله.
وقد ترافق ذلك مع ضغط الأميركيين لسحب ملف التفاوض مع حزب الله لسحب سلاحه من رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يحاول إدارة الملف من دون صدام، إلى رئيس الحكومة نواف سلام، الأكثر طواعية في يد الأميركيين.
وفي إطار التحضيرات لهذه الضربة، وحتى لا تضطر "إسرائيل" للتوغل براً من الجنوب ومواجهة مقاومة شرسة توقع جنودها قتلى على يد المقاومة، فإن الأميركيين بدأوا بالتحضير لجبهة أخرى تُفتح ضد حزب الله في شرق وشمال لبنان، وتستهدف خزانه الأساسي وظهره في منطقة بعلبك الهرمل، وذلك عبر استنفار جماعات الإيغور والشيشان والأوزبك، الذين يقاتلون في صفوف جماعة أحمد الشرع على طول الحدود اللبنانية السورية، من البقاع الغربي جنوباً إلى الهرمل والقصر شمالاً، علماً أن معلومات أفادت بأن تعداد هؤلاء يزيد على 11 ألف مقاتل يتنكرون في زي قوات الأمن العام السورية المشكلة حديثاً.
وفي هذا السياق يجدر الذكر أن لتوم باراك علاقة قديمة بهذه الجماعات بصفته سفير الولايات المتحدة في تركيا، وهو الذي كان ينسق العلاقة بين واشنطن والجماعات الأجنبية المسلحة التي كانت تقاتل ضد الدولة السورية منذ العام 2011.
في هذا الإطار، وتحسباً لإمكانية تدخل قوات الحشد الشعبي أو قوات "شيعية" من العراق، فإن قوات سوريا الديمقراطية قامت بالتمدد جنوباً لتسيطر على معظم الحدود السورية العراقية، وذلك للاشتباك مع أي قوات تتقدم من العراق لنجدة المقاومة في لبنان، والتي ستكون محاصرة من دون وسائل دعم تحت رحمة الهجمات الجوية الصهيونية، والهجمات البرية من قبل جماعات الإيغور والأوزبك والشيشان، انطلاقاً من الأراضي السورية، في ظل قيام جماعات استخبارية إسرائيلية تتنكر في لبوس جماعات إسلامية للقيام بإشغال الدولة اللبنانية على الجبهة الداخلية، حتى لا تتمكن من تقديم الدعم اللازم في حماية الحدود ضد الجماعات المسلحة المنطلقة من سوريا.
وفي حال حدوث هذا السيناريو، وفي حال نجاح الضربة الأميركية الإسرائيلية لحزب الله، فإن المشرق العربي كله سيصبح تحت الهيمنة الأميركية الإسرائيلية، بما يمنع إيران، ومن خلفها روسيا والصين، من الوصول إلى شرق المتوسط، ويحقق إنجازاً استراتيجياً كبيراً لواشنطن.
ويبقى السؤال عن مدى استعداد المقاومة وحزب الله لمواجهة هذا العدوان، ومدى قدرة إيران وحلفاء المقاومة الإقليميين على تقديم الدعم للحزب في حرب عالمية تُشَنّ ضده.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"العاشر منذ سقوط النظام".. الاحتلال ينشئ موقعاً متقدماً جديداً في سوريا
"العاشر منذ سقوط النظام".. الاحتلال ينشئ موقعاً متقدماً جديداً في سوريا

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

"العاشر منذ سقوط النظام".. الاحتلال ينشئ موقعاً متقدماً جديداً في سوريا

أفادت "قناة i24" الإسرائيلية بأن "الجيش" الإسرائيلي أكمل، أمس، إنشاء موقع متقدّم جديد داخل الأراضي السورية، ليصبح الموقع العاشر من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 3 تموز 3 تموز وبحسب القناة، توزّعت المواقع الـ10 بين "موقعين على قمة جبل الشيخ، و8 مواقع في مرتفعات الجولان السوري". وأشارت إلى أنّ الكتيبة 7006 التابعة لـ"الجيش"، هي الجهة المسؤولة عن إنشاء وصيانة البؤرة الاستيطانية الجديدة. هذا وتُعدّ التحركات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة انتهاكاً واضحاً لسيادة الأراضي السورية، وتندرج في إطار محاولات الاحتلال فرض وقائع ميدانية جديدة في الجولان السوري المحتل ومحيطه.

فضلي: استخدمنا بالحرب ربع قوتنا الصاروخية فقط.. ونحن في أفضل أوضاعنا منذ 45 عاماً
فضلي: استخدمنا بالحرب ربع قوتنا الصاروخية فقط.. ونحن في أفضل أوضاعنا منذ 45 عاماً

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

فضلي: استخدمنا بالحرب ربع قوتنا الصاروخية فقط.. ونحن في أفضل أوضاعنا منذ 45 عاماً

أكد نائب مساعد منسق حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد علي فضلي، يوم الخميس، أنّ بلاده كانت منذ سنوات طويلة تتهيأ لأي مواجهة محتملة مع العدو. وفي تصريح لافت، أشار فضلي إلى أنّ صاروخ "سجّيل" فاجأ العدو وأربك حساباته خلال الحرب الأخيرة، كاشفاً أنّ ما تم استخدامه من القدرات الصاروخية الإيرانية لم يتجاوز 25% من القدرة الفعلية. كذلك قال فضلي، إنّه "نحن اليوم في أفضل أوضاعنا منذ 45 عاماً، ولم نفتح بعد باب أي من مدن الصواريخ". 2 تموز 29 حزيران كما شدد على أن قرارات القوات المسلحة الإيرانية تُبنى على تخطيط طويل الأمد، وليس على ردود فعل آنية. ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ركّز هجماته في اليوم الأخير من الحرب على المراكز الأمنية. وفي ما يتعلق بالسلاح النووي، لفت فضلي إلى أن إيران تمتلك المعرفة التقنية في هذا المجال، لكنها، وبحكم مبادئها العقائدية، لا تسعى إلى امتلاك أو استخدام هذا النوع من السلاح. وفي هذا السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانتشي، الخميس، أن بلاده مستمرةٌ في تخصيب اليورانيوم.

العفو الدولية: "إسرائيل" تحوّل طلب الفلسطينيين للمساعدة إلى فخّ مميت
العفو الدولية: "إسرائيل" تحوّل طلب الفلسطينيين للمساعدة إلى فخّ مميت

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

العفو الدولية: "إسرائيل" تحوّل طلب الفلسطينيين للمساعدة إلى فخّ مميت

اتهمت منظمة العفو الدولية، الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن روايات السكان الفلسطينيين تثبت "وجود نظام مساعدات عسكري قاتل، تزامناً مع التهجير القسري والقصف المستمر". وقالت المنظمة إن "إسرائيل"، حوّلت طلب الفلسطينيين للمساعدة إلى "فخّ مميت للجائعين"، داعيةً المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار ووقف الإبادة الجماعية فوراً. كما طالبت العفو الدولية بوقف الدعم العسكري للاحتلال، وفرض عقوبات على مسؤوليه، مؤكدةً أهمية التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية. 3 تموز 3 تموز في سياقٍ متصل، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الخميس، استشهاد 78 شخصاً في غارات الاحتلال المتواصلة، بينهم 38 من منتظري المساعدات. وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل، قد صرّح في وقتٍ سابق اليوم الخميس، للميادين، عن وجود نحو 100 مفقود توجهوا لمحاولة الحصول على مساعدات ولم يعودوا. استمرار لحرب التجويع في #غزة.. مشاهد توثّق إطلاق قوات الاحتلال النار على الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات.#الميادين الاحتلال الإسرائيلي تعمّده استهداف منتظري المساعدات بشكل ممنهج، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، والتي تشمل القتل والحصار والتجويع واستهداف المنظومة الطبية. اقرأ أيضاً: "الأونروا": غزيون تعرضوا لإطلاق نار ودهس بالشاحنات أثناء انتظارهم المساعدات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store