logo
أطباء غزة بين إنقاذ الأرواح وصواريخ القتل الإسرائيلية

أطباء غزة بين إنقاذ الأرواح وصواريخ القتل الإسرائيلية

الجزيرةمنذ 7 ساعات
في مشهد يختزل قسوة حرب الإبادة وشراسة الاستهداف، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمها بحق الطواقم الطبية والمنشآت الصحية في قطاع غزة ، في انتهاك سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وبينما ما تزال إسرائيل تعتقل مدير مستشفى كمال عدوان ، الدكتور حسام أبو صفية، أقدمت على اغتيال مدير المستشفى الإندونيسي، الدكتور مروان السلطان ، مع زوجته وأطفاله الخمسة، لتضيف إلى سجلها الدموي جريمة جديدة تطال النخبة الطبية والإنسانية.
وقد أثارت هذه الجرائم موجة غضب واسعة بين النشطاء والمدونين الذين اعتبروا أن استهداف الأطباء لا يهدف فقط إلى إسكات أصواتهم، بل إلى قتل روح الحياة والمعرفة في غزة المحاصرة، وسط تساؤلات واسعة حول المواقف الدولية التي ما زالت تجد المبررات لصمتها أو تواطئها أمام هذه الانتهاكات المستمرة بحق الأطباء والكفاءات الطبية.
وفي ذات السياق، نعى المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، شهيدي الطواقم الطبية بكلمات مؤثرة، قال فيها:"أبكيكما لا بكاء العيون، بل بكاء الأرواح حين تُنتزع منها أنفاسها، أبكيكما دماً لا دمعاً، فأنتم لستما مجرد زملاء، بل كنتم أعزاء الروح، ومهجة الفؤاد، ورفاق الطريق في أشدّ الساعات ظلمة".
وأشار الدكتور البرش إلى صورة توثّق لحظة وقوف الشهيدين الدكتور عدنان البرش والدكتور مروان السلطان جنبًا إلى جنب، كما اعتادا دومًا في ميادين الكرامة والطبابة، حيث تقدّما صفوف الدفاع عن الأرواح المنسية تحت الركام، وضمدّا جراح وطن يتنزف من خاصرته.
وأضاف :"سقطا كما يليق بالأبطال، في خط الدفاع الأول، لا في العيادات المكيّفة ولا بين صفحات المجد، بل في قلب الجحيم، هناك حيث لا يُسمع صوت سوى أنين الجرحى وصرخات الأطفال".
وبدورهم، عبر العديد من النشطاء عن حزنهم وغضبهم إزاء هذه المجازر، حيث أشار بعضهم إلى أن إسرائيل اعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان، ثم قتلت مدير المستشفى الإندونيسي مع أسرته، في رسالة واضحة بأنها لا تميّز بين طبيب ومقاوم أو مدني أعزل.
وكتب أحد النشطاء :"الطبيب في غزة هدف للقتلة مثل المقاوم، مثل الباحث عن لقمة العيش، مثل حامل كيس الطحين. مدير مستشفى في المعتقل، وآخر يُقتل في بيته، والقاتل فوق كل القوانين".
وقال آخرون إن لا مبرر لإسرائيل في اغتيال طبيبٍ أفنى حياته في خدمة الجرحى والمصابين، يُضاف إلى قائمة طويلة من الكفاءات الإنسانية التي قضت تحت القصف المستمر.
ونشر مدونون صورًا لعدد من الأطباء الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب المستمرة، وعلّقوا:"هذه ليست صورة عابرة، بل وثيقة ناطقة تُجسّد واحدة من أفظع جرائم الإبادة الجماعية التي تطال النخبة العلمية والطبية في غزة".
وأوضحوا أن الصورة التُقطت خلال حفل تخرج لإحدى دفعات كلية الطب في غزة، حيث وقف أربعة من أعمدة الطب والتعليم بفخر، وقد خرج من تحت أيديهم مئات الأطباء ممن خدموا أبناء شعبهم في أحلك الظروف، واليوم باتوا جميعًا شهداء بعد أن اغتالتهم آلة القتل الإسرائيلية بدم بارد.
وأشار مغردون إلى أن قتل هؤلاء ليس فقط لإسكات أصواتهم، بل لاغتيال المستقبل، ولحرمان الجرحى من يد تطببهم، والطلاب من معلم يرشدهم، ولتجريف العقل الفلسطيني الذي لطالما قاوم بالعلم كما قاوم بالصمود.
إعلان
وختم أحد النشطاء بقوله: "إنها ليست حربًا على غزة فحسب، بل حرب على الحياة، على المعرفة، على الكرامة، وعلى كل من اختار أن يطبب الجراح بدلًا من أن يحمل السلاح".
واعتبر مدونون أن استهداف الأطباء والعلماء في غزة يعكس سياسة ممنهجة ضمن حرب إبادة جماعية يُنفذها الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد، وسط صمت دولي مطبق ومخزٍ.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قتلت إسرائيل 1580 من أفراد الطواقم الطبية بقطاع غزة، وفق أحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟
لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟

الجزيرة

timeمنذ 6 دقائق

  • الجزيرة

لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟

ترتفع وتيرة وحدة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة إلى محاور مختلفة في قطاع غزة بناءً على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكبدت فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام و سرايا القدس -الجناحان العسكريان لحركتي حماس و الجهاد الإسلامي – جيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والمادي في شمال قطاع غزة وجنوبها خلال الأسابيع الأخيرة. وتأكيدا على ذلك، قال مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة "سي إن إن" إن تحقيق الأهداف التكتيكية في غزة صار "أصعب الآن"، وأقر في الوقت نفسه أن " إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها الحربية بالكامل". ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا. ويتفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي مع تصريحات هذا المسؤول الإسرائيلي، وأرجع ذلك إلى أسباب عدة: الطبيعة الحضرية للمناطق المبنية، فهي مكتظة سكانيا، مما يعيق تحقيق الأهداف التكتيكية لصعوبة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. آلية عمل فصائل المقاومة، إذ قد ينفذ مقاتلان عملية عسكرية نوعية، فالأمر لا يحتاج أعدادا كبيرا، مما يصعب الوصول إلى هذه الأهداف والتخلص منها. طبيعة المنطقة الجغرافية ووجود الأنفاق يصعب على قوات الاحتلال الوصول لأهداف مهمة. العمل في بيئة حضرية تحتوي على أنقاض أصعب بكثير من العمل في بيئة حضرية طبيعية. الكفاءة القتالية لفصائل المقاومة تختلف عن قوات الاحتلال في إمكانية التصدي والتنقل داخل هذه المناطق. وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة " الياسين 105" المضادة للدروع -أمس الأربعاء- في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، مؤكدة اشتعال النيران فيها وهبوط الطيران للإخلاء. كما أعلنت سرايا القدس تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وسط خان يونس، كاشفة أن العملية تمت بتفجير عبوتين من مخلفات الاحتلال عبر الهندسة العكسية. كما أعلنت السرايا تفجير مقاتليها -أمس الأربعاء- جرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" بعبوة كانت مزروعة سابقا أثناء توغلها في حي الشجاعية شرقي غزة.

واشنطن تعاقب إيران وحزب الله واستهداف إسرائيلي لعنصر من فيلق القدس بلبنان
واشنطن تعاقب إيران وحزب الله واستهداف إسرائيلي لعنصر من فيلق القدس بلبنان

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

واشنطن تعاقب إيران وحزب الله واستهداف إسرائيلي لعنصر من فيلق القدس بلبنان

أعلنت إسرائيل -اليوم الخميس- أنها استهدفت عنصرا من فيلق القدس في لبنان، في حين أظهر موقع الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على الحزب وإيران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة استهدفت عنصرا -يعمل لمصلحة فليلق القدس الإيراني- "ضالعا في تهريب الأسلحة بلبنان". ونقل مراسل الجزيرة أن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة خلدة عند المدخل الجنوبي لبيروت. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات مرتبطة بإيران. وقد أظهر موقع وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت -اليوم الخميس- عقوبات جديدة متعلقة بإيران، فضلا عن أخرى تستهدف جماعة حزب الله اللبنانية. وتستهدف العقوبات أيضا شبكة أعمال تهرِّب النفط الإيراني على أنه نفط عراقي، إضافة إلى عقوبات أخرى على مؤسسة مالية يديرها حزب الله، وفق بيان الخزانة الأميركية. وأضافت الوزارة أن شبكة شركات -يديرها رجل الأعمال العراقي سليم أحمد سعيد- تشتري وتشحن نفطا إيرانيا تقدر قيمته بمليارات الدولارات، وتموّهه على أنه نفط عراقي أو ممزوج به منذ عام 2020 على الأقل. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن "الوزارة ستواصل استهداف مصادر إيرادات طهران وتكثيف الضغوط الاقتصادية لعرقلة وصول النظام إلى موارد مالية تغذي أنشطته المزعزعة للاستقرار". وتقول الوزارة إنها فرضت عقوبات أيضا على عدة سفن تتهمها بالمشاركة في التستر على نقل النفط الإيراني بما يزيد الضغط على " أسطول الظل" الإيراني. وفرضت الوزارة عقوبات على عدد من كبار المسؤولين وكيان مرتبط بمؤسسة القرض الحسن المالية الخاضعة لسيطرة حزب الله. وأضافت أن هؤلاء المسؤولين أجروا معاملات بملايين الدولارات استفاد منها حزب الله في نهاية المطاف.

القره داغي للجزيرة نت: دعوة إلى تشكيل تحالف إسلامي للدفاع عن القدس وفلسطين
القره داغي للجزيرة نت: دعوة إلى تشكيل تحالف إسلامي للدفاع عن القدس وفلسطين

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

القره داغي للجزيرة نت: دعوة إلى تشكيل تحالف إسلامي للدفاع عن القدس وفلسطين

الدوحة – كشف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي عن مبادرة للاتحاد لتكوين "التحالف الإسلامي الاقتصادي والعدلي" للدفاع عن القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحا أنه قدم مشروعا في هذا الإطار للدول الإسلامية والعربية، وينتظر الالتقاء ببعض الرؤساء لمناقشة المشروع. وأضاف القره داغي في حوار للجزيرة نت، أن ما تشهده غزة والمسجد الأقصى من انتهاكات غير مسبوقة يعكس استغلال الاحتلال الإسرائيلي حالة العجز والصمت الدوليين لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض مشروعه للهيمنة على الشرق الأوسط بدعم وتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة. وأكد أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتبر هذه المرحلة فرصة ذهبية لإنهاء ملف المقاومة، وإعادة ترتيب المنطقة وفق أجندته، مشيرا إلى أن العدوان المتواصل على غزة منذ ما يقارب السنتين، والتصعيد داخل باحات المسجد الأقصى، يجري وسط صمت عربي ودولي مؤسف، بل وتواطؤ من بعض الأطراف. كيف تقرؤون تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الخطِرة بالمسجد الأقصى في ظل الحرب، وانشغال العالم عنه؟ وجدت دولة الاحتلال، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الفرصة الكاملة للقضاء على القضية الفلسطينية وتنظيم شرق أوسط جديد، حسب ما يراه نتنياهو، الذي أعلن أنه سيسافر إلى واشنطن لأجل ذلك الترتيب. فمن وجهة نظر نتنياهو، تعد الفرصة مواتية للقضاء على هذه القضية وتحقيق السيطرة الكاملة والهيمنة التامة على الشرق الأوسط، بالتنسيق والتعاون والشراكة مع الولايات المتحدة، لتكون شرطي المنطقة نيابة عن أميركا، وبالتعاون معها، والسبب في ذلك هو العجز العربي الواضح جدا؛ بل إن الأمة العربية –ونتكلم عن الحكومات– بين العجز الكامل والصمت. إضافة إلى صمت الحكومات الغربية، وحتى الحكومات الشرقية مثل الصين و روسيا ، فليس لهم موقف حقيقي قوي، بل مجرد إدانة أو شيء من هذا القبيل. وأمام هذه الحالة الغريبة، من الطبيعي أن تنتهز دولة الاحتلال الفرصة وتصعد كل الانتهاكات. إعلان فعلا، شهدت خطط جماعات الهيكل خطوات غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، وهناك تخوف شديد من هذا الأمر، وقد نستيقظ يوما ما بلا أقصى. وقد شهدنا، لأول مرة، تعطل صلاة الجمعة حينما ضربت طهران، والمظاهرات والاحتفالات التلمودية على أشدها داخل باحات الأقصى. كما أن تصريح ذلك الصهيوني المجرم، وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ، واضح جدا، إذ قال: "القدس لنا، وليس هناك شيء اسمه تقسيم الأقصى، الكل لنا، وغزة لنا، والشرق الأوسط لنا"، هكذا يقولون. أما العالم العربي، فهو في حالة صمت. فاليوم، إسرائيل ليست في غزة فقط، بل تدخلت في سوريا واحتلت جزءا آخر منها، وتصول وتجول في سماء لبنان، تقتل من تشاء وتدمر ما تشاء، فهو احتلال كامل. هل يتناسب التحرك العلمائي والشعبي والرسمي لنصرة الأقصى مع تلك الخطوات المتصاعدة من جماعات الهيكل وسلطات الاحتلال؟ التحرك الشعبي في العالم العربي ضعيف جدا، ليس على مستوى غزة، ولا على مستوى الأقصى، ولا على مستوى الانتهاكات الخطِرة لدولة الاحتلال. أما التحرك الرسمي في الأمة العربية من هذا الجانب، فعلى ثلاثة مستويات: فهناك دول تسعى بقدر جهدها، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، وهناك دول صامتة، وهذا هو الغالب، وهناك دول داعمة. هذه هي المواقف الرسمية –مع الأسف الشديد– لنصرة الأقصى، في ظل الخطوات المتسارعة من جماعات الهيكل وسلطات الاحتلال. أما الموقف الشعبي العالمي، فهو أفضل بألف مرة من موقفنا نحن المسلمين، ولكن الحكومات الغربية، وحتى غير الغربية، لا تزال ليست على المستوى المطلوب. أما الأمم المتحدة، فقد انتهت تقريبا، وأهملها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا تستطيع أن تحمي مؤسساتها مثل " أونروا"، فما الذي نتوقعه؟ أما دور العلماء، فالعلماء أيضا على ثلاثة أنواع: علماء أصحاب العمائم واللحى، يعبّرون عما تريده دولة الاحتلال، ويحمّلون حماس المسؤولية، وهو نفس كلام نتنياهو، وهناك علماء ربانيون يدافعون عن القضية بكل صدق، وهناك علماء ساكتون يحافظون على مصالحهم. نحن، في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من النوع الذي يسعى بكل جهده، ومنذ " طوفان الأقصى" إلى الآن، لم يتوقف الاتحاد عن المبادرات القولية، والبيانات، والفتاوى، وقد التفت حول الاتحاد جمعيات علمائية في إندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وتركيا، وفي كل العالم الإسلامي. فنحن لسنا جهة سياسية، ولا عسكرية، ولا دبلوماسية، نحن جهة علمائية شعبية، وفي نظري، إن الاتحاد العالمي، بقدر إمكانياته، بذل كل جهده. ولا شك، لو كان هناك تعاون مع بعض الدول، لاستطعنا فعل المزيد. وقد قدمنا تسعة مقترحات للدول الإسلامية والعربية، ولم يُسمع لنا، بل إنه ليس لنا الحركة المطلوبة المسموح بها في بعض الدول العربية. العلماء يجب عليهم أن يضطلعوا بتحريك الشعب، وبالتوعية والتعبئة. وكما قلت، العلماء على ثلاثة أنواع: منهم مطبّعون، ومنهم صامتون، ومنهم متحرّكون. وإن شاء الله، نحن في الاتحاد العالمي ضمن هذا الجزء، بقدر استطاعتنا. كيف نتدارك الإهمال والتقصير تجاه المسجد الأقصى؟ هذا ما اقترحته، حقيقة، منذ 9 يناير/كانون الثاني 2024، حيث قدمت مقترحا إلى العالم الإسلامي والعالم كله، لما سميته بـ"حلف الفضول"، وهو شبيه بمنظمة دول عدم الانحياز، وقدمت هذا المشروع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وإلى رئيس وزراء ماليزيا، وغيرهما، ويهدف إلى تشكيل حلف من ممثلي 120 أو 140 دولة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك قبل أكثر من عام ونصف عام، ولكن إلى الآن، لا مجيب، مع الأسف الشديد. وقبل فترة وجيزة، قمت بتطوير هذا المطلب، وطلبت تكوين "تحالف إسلامي اقتصادي وعدلي"، وقدمت مشروعا في هذا المجال أيضا. وإن شاء الله، الآن ننتظر أن نلتقي ببعض الرؤساء في هذا المشروع. الآن، اليد الطولى فعلاً لدولة الاحتلال، تصل إلى كل مكان، وتدمر من لم يستجب لها. فقد قدمنا هذا المشروع، وهو المشروع الوحيد الذي ينقذ الأمة، ومشكلتنا في تفرقنا، وفي عجزنا. كيف نُفعّل الوعي الشعبي تجاه ما يتعرض له الأقصى؟ يجب علينا أن نقوم بتفعيل الوعي الشعبي، من خلال الجانب الديني، ومن خلال ما ذكره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ثم ما قاله علماؤنا وقادتنا السابقون من خطورة هذا الوضع. وإذا بقينا على هذا الحال، سننتهي تمامًا، ولن تبقى لنا قوة ولا قدرة، حتى على إدارة أموالنا، وستُفرض علينا إتاوات تحت أي اسم آخر. فلذلك، يجب أن نفعّل هذا الوعي الشعبي، بل نوصل هذا الوعي إلى قادة الأمة الإسلامية والعربية، ونستثمر هذه الجهود، إضافة إلى التاريخ، والواقع. الخطوات العملية –في نظري– تقسم وفق مكونات الأمة الإسلامية، فبالنسبة لما يخص الدول، يجب اتخاذ خطوات عملية لتحقيق التحالف. أما بالنسبة للعلماء، فالمطلوب هو وحدة العلماء المسلمين وتفعيل دور الجمعيات العلمائية. وبالنسبة للشعوب، ينبغي تطوير وتقوية أدوات الضغط، من خلال المظاهرات المنظمة والفعالة، والضغط على الحكومات والسفارات، وكل ذلك يمكن أن يُوضع في إطار خطة إستراتيجية واضحة وموزعة المهام. كيف يمكن توجيه الدعم الشعبي والمؤسساتي لخدمة قضيته؟ لا شك أن توجيه الدعم الشعبي والمؤسساتي لخدمة القضية ممكن، من خلال خطة إستراتيجية شاملة، تغطي مختلف أنواع الدعم، مثل الدعم السياسي، والدبلوماسي، والاقتصادي، والخيري، والتعليمي، والدعم المظاهراتي، وغيرها من أشكال الدعم، ونحن بحاجة حقيقية إلى توسيع دائرة الدعم. ما الكلمة التي توجهونها للأمة الإسلامية والعلماء والمؤسسات الدينية عن المسجد الأقصى في هذه المرحلة الحرجة؟ كلمتي هي، إننا نقف اليوم أمام خطر وجودي، لا سيما في فلسطين. فيا أمة الإسلام، هل تقبلون بأن تنتهي هذه القضية؟ هل تقبلون بأن تنتزع منكم قبلتكم الأولى التي حررها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخذ فيها العهد، ووقع الاتفاقية مع المسيحيين، ثم حررها بعده صلاح الدين الأيوبي، بدماء عشرات الآلاف من خيار الناس من العلماء والقادة والمجاهدين؟ فهل تقبلون أن تُسلَّم قبلتكم الأولى لهؤلاء المحتلين النازيين المجرمين؟ هذا هو الجانب الأول. أما الجانب الثاني: فأين إحساسكم الإسلامي؟ كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فبيننا وبين فلسطين، وبيننا وبين غزة، علاقة الجسد الواحد. ثم أوجه كلمتي إلى قادة أمتنا الإسلامية: فوالذي نفسي بيده، إن لم تتحركوا، وإن لم تدافعوا، وإن لم تتوحدوا وتتحالفوا تحالفا حقيقيًا، عسكريا واقتصاديا، فوالله ستتغير فعليا معالم الشرق الأوسط، وستكونون أول الضحايا لهذا التغيير، على يد أولئك المجرمين الذين لا يعرفون حقا ولا ذمة. هؤلاء يبدؤون بالمعارضين، ثم بالصامتين، ثم حتى بالمؤيدين. فهم لا يقبلون بوجود دولة ولا قوة يمكن أن تقف في وجوههم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store