
أطفال الإمارات ووطأة أخبار الحرب: كيف نحميهم نفسياً؟
مع هيمنة أخبار الصراع بين إيران وإسرائيل على القنوات الإعلامية، يتعرض الأطفال في الإمارات بشكل متزايد لصور وعناوين ومحادثات الكبار المزعجة التي قد تتجاوز قدرتهم العاطفية.
يحث خبراء الصحة العقلية الآباء على بدء مناقشات مناسبة للعمر لمساعدة الأطفال على فهم ما يرونه ويسمعونه.
بدلاً من انتظار الأطفال لطرح الأسئلة، خاصة عندما قد يشعرون بالخوف أو الارتباك بالفعل، يُشجع الآباء على بدء المحادثة بلطف. يمكن لبيان بسيط مثل: "ربما سمعت الناس يتحدثون عن أشياء خطيرة تحدث في العالم. إذا شعرت بالقلق أو الارتباك في أي وقت، فأنا هنا دائمًا للتحدث"، أن يقطع شوطًا طويلاً في بناء شعور بالأمان والانفتاح العاطفي.
قالت غاياتري جوفيند غاجام، أخصائية علم النفس السريري في مركز أستر دي واي يو لتنمية الطفل، لـ "خليج تايمز": "يساعد بدء هذه المحادثات مبكرًا على منع الأطفال من تكوين استنتاجات مضللة بناءً على وسائل التواصل الاجتماعي أو المحادثات التي يسمعونها بالصدفة".
ردود الفعل حسب العمر
أوضحت غاجام أن استجابات الأطفال للحرب والصراع تختلف بشكل كبير بناءً على مرحلتهم التنموية:
أقل من 7 سنوات: يفسر الأطفال الصغار العالم إلى حد كبير من خلال الخيال. بدون فهم واضح للجغرافيا، قد يرون الأحداث البعيدة كتهديدات فورية.
من 7 إلى 12 سنة: مع تطور التفكير المنطقي، يبدأ الأطفال في فهم السبب والنتيجة، مما قد يثير القلق، خاصة فيما يتعلق بسلامة الأحباء.
المراهقون: يعالج المراهقون الأبعاد الأخلاقية للحرب بشكل أعمق. قد يستجيبون بالإحباط أو الحزن أو الغضب أو الرغبة في اتخاذ إجراء بينما يشعرون أيضًا بالعجز.
وأشارت إلى أنه من المهم الاعتراف بما يشعر به الأطفال. وأضافت: "يمكن للتأكيدات البسيطة مثل 'لا بأس أن تشعر بالخوف' أو 'أتفهم أن هذا مربك' أن تكون داعمة جدًا".
راقب التحميل العاطفي الزائد
حذر الدكتور شاجو جورج، طبيب نفسي في المستشفى الحديث الدولي بدبي، من أن الأطفال قد يظهرون علامات الضيق العاطفي بعد التعرض لوسائل الإعلام أو المناقشات في المنزل. وقال: "إذا أصبح الطفل قلقًا بشكل غير عادي، أو طرح أسئلة متكررة تتعلق بالسلامة، أو انسحب من الأنشطة، فقد يشير ذلك إلى أنه يشعر بالإرهاق".
ونصح الآباء بترك الأطفال يوجهون عمق المحادثة. "أجب على أسئلتهم بصدق وببساطة - وبقدر ما يريدون معرفته فقط. تجنب مشاركة توترك أو استخدام لغة تثير الخوف".
يمكن أن تكون مصطلحات مثل "الناس يقتلون بعضهم البعض" أو "هذا يمكن أن يصبح حربًا عالمية ثالثة" مؤلمة. بدلاً من ذلك، يقترح الخبراء تسليط الضوء على الجهود الإنسانية، مثل الأطباء وحفظة السلام وعمال الإغاثة، لنمذجة التعاطف والمرونة.
شدد الدكتور سوميت لاخانبال، أخصائي طب الأطفال في عيادة أستر، ليوان، على أهمية الطمأنينة. وقال: "يحتاج الأطفال إلى سماع أنهم آمنون، وأن السلام سيعود، وأن البالغين يعملون على حل الوضع". وشجع الآباء على استخدام لغة بسيطة وصادقة ومراقبة تعرض أطفالهم لوسائل الإعلام عن كثب.
وأضاف: "كن واعيًا للمحتوى الرسومي وقلل من كمية الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي التي يستهلكها أطفالك. من المهم أيضًا مراقبة التغيرات في أنماط النوم، أو الشهية، أو السلوك العام".
تهيئة بيئة آمنة وداعمة
يوصي الخبراء بعدة استراتيجيات لمساعدة الأطفال على الشعور بالأمان العاطفي خلال الأوقات المضطربة:
تعزيز الأمان في المنزل: ذكر الأطفال بأن منزلهم مكان آمن.
الحفاظ على الروتين اليومي: تساعد القدرة على التنبؤ الأطفال على الشعور بمزيد من السيطرة.
كن متاحًا عاطفيًا: استمع، صحح مشاعرهم، وقدم الراحة.
قلل من تعرضك للأخبار حول الأطفال: يمكن أن تؤثر ردود أفعالك على ردود أفعالهم.
شارك القصص المليئة بالأمل: ناقش الأفراد الذين يحدثون تأثيرًا إيجابيًا ويساعدون الآخرين.
شجع أعمال اللطف الصغيرة: يمكن أن يساعد التبرع بالألعاب، أو كتابة ملاحظات الأمل، أو المشاركة في مبادرات السلام المدرسية الأطفال على الشعور بالتمكين.
غالبًا ما يأخذ الأطفال إشاراتهم العاطفية من البالغين من حولهم. عندما يظل الآباء هادئين، ومتسقين، ومتعاطفين، فإنهم يساعدون أطفالهم على تطوير المرونة.
متى تطلب المساعدة
إذا استمر الطفل في إظهار علامات الضيق أو القلق، ينصح الخبراء بطلب الدعم من أخصائي علم نفس الأطفال أو أخصائي الصحة العقلية. يمكن للتدخل المبكر أن يمنع الإجهاد العاطفي طويل الأمد ويساعد الأطفال على التعامل مع المشاعر المعقدة بطريقة صحية ومدعومة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
«الصحة الكويتية» تطلع على تجربة الشارقة في المدن المراعية للسن
نظّمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، ممثلةً في مكتب الجودة والخدمات الصحية المراعية للسن، ورشة افتراضية بدعوة من وزارة الصحة الكويتية، وذلك في إطار دعم جهود دولة الكويت للانضمام إلى الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي انضمت إليها الشارقة كأول مدينة عربية منذ عام 2017. واستعرضت الورشة تجربة إمارة الشارقة في مجال المدن المراعية للسن، وجهود دائرة الخدمات الاجتماعية لنشر ثقافة المدن الصديقة لكبار السن، ومشاركة الخبرات مع المؤسسات الإقليمية والدولية، بما يعزز التكامل العربي في هذا المجال الإنساني الحيوي. وهدفت الورشة إلى تقديم الدعم الفني والمعرفي اللازم لوزارة الصحة الكويتية لتطبيق معايير الشبكة الدولية وتحقيق بيئة داعمة لكبار السن. وأكدت أسماء الخضري، مديرة مكتب الجودة والخدمات الصحية المراعية للسن بالدائرة، أن الورشة تأتي استجابةً لطلب رسمي من وزارة الصحة الكويتية، وتُعد الثانية من نوعها، في إطار اهتمام الوزارة بتوحيد مشاريعها وبرامجها الموجهة لكبار السن ضمن إطار شمولي متكامل يراعي المعايير الدولية للمدن المراعية للسن. وقالت إن دائرة الخدمات الاجتماعية تحرص على تبادل المعرفة وتقديم الدعم الفني والاستشاري للجهات الشقيقة، انطلاقاً من التزامنا الإنساني وتجربتنا الرائدة التي تُعد نموذجاً في المنطقة، مشيرة إلى أن مثل هذه الورش تسهم في تعزيز موقع الشارقة كمركز معرفي إقليمي في هذا المجال. وأعربت عن أملها في انضمام دولة الكويت قريباً إلى عضوية الشبكة العالمية للمدن المراعية للسن، إلى جانب دول عربية أخرى تتبنى نفس الرؤية الهادفة إلى تحسين جودة حياة كبار السن وتمكينهم من العيش في بيئة آمنة ومحفزة. وشهدت الورشة مشاركة واسعة من مسؤولي وزارة الصحة الكويتية، إضافة إلى منسقي العمل من عدد من الجهات الحكومية والخاصة المعنية برعاية كبار السن، إلى جانب عدد كبير من كبار السن الكويتيين، ما يعكس حرص الوزارة على إشراكهم في عملية تطوير السياسات والبرامج المستقبلية.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
قطرات زيت الزيتون تحدث فرقاً في الحياة.. تعرف إلى فوائده
إعداد: سارة البلوشي يحتل زيت الزيتون مكانةً مرموقة في الطب النبوي، ومن بين كنوز الطبيعة أثبت جدارته على مر العصور، ويُعدّ من أكثر الأنظمة الصحية في العالم وهو «الذهب السائل» الذي كشفت عنه عشرات الدراسات كعنصر أساسي في الوقاية والعلاج. حيث تناول ملعقة منه يومياً يعتبر عادة بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل في طيّاتها وقاية مدهشة تدعم جودة الحياة وطول العمر. وأظهرت الدراسات أنه يدعم صحة القلب والشرايين خلال تقليل الكوليسترول الضار ورفع الجيد، ولاحتوائه على دهون أحادية غير مشبعة، وفينولات تساعد على تحسين ملف الكوليسترول وانخفاض ضغط الدم، وبمتابعة تناول نصف ملعقة يومياً ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 14-18% وأمراض الشريان التاجي بنسبة 18%. وأشارت إلى تقويته الدماغ، وتقليل خطر الخرف وبإجراء تجربة تناول 7 جرامات يومياً ارتبطت بانخفاض خطر الموت الناجم عن الخرف بنسبة 28% (دراسة هارفارد)، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مضاد للأكسدة والالتهابات، تحافظ على صحّت خلايا الدماغ ومحاربة تلف الأوعية الدموية. ولزيت الزيتون فاعلية في خفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتحسين مستويات السكر، إلى جانب أنه مضاد للالتهابات ومركبات الفينوليات. وأوضحت الدراسات إلى أن المقدار المطلوب يومياً يبلغ نصف ملعقة (نحو 7 جرامات)، والذي يستطيع تناول ملعقة ونصف الملعقة (15-20 جراماً) قد يحصل على فوائد أقوى، خاصة للوقاية من السرطان وضغط الدم، فهل علمت كيف يمكن لقطرات من زيت الزيتون أن تحدث فرقاً حقيقياً في حياتنا؟


سكاي نيوز عربية
منذ 5 ساعات
- سكاي نيوز عربية
الحليب مع العسل.. مزيج يمنحك 7 فوائد صحية
وتشير تقارير عديدة إلى أن مزج هذين المكونين يمكن أن يُحسّن جودة النوم ، ويُقوّي المناعة، ويُحسّن الهضم، ويُفيد صحة العظام. تحسين جودة النوم يحفز العسل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، وعند خلطه بالحليب، يعمل هذا المزيج كمهدئ طبيعي قبل النوم. ووفقا لدراسة علمية، نشرت سنة 2024، يعتبر العسل غذاء فعالا في علاج اضطرابات النوم ، بفضل غناه بمضادات الأكسدة التي تساعد على تهدئة الجسم. ينصح الخبراء بتناول العسل بانتظام، نظرا لاحتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا والأكسدة، وعند إضافته للحليب، يعملان لتعزيز جهاز المناعة ومقاومة العدوى. وتشير الأبحاث إلى أن العسل يحفز إنتاج خلايا المناعة ويُساعد على مقاومة الميكروبات. العسل ملين طبيعي ومهدئ للمعدة، في حين يسهل الحليب عملية الهضم. وعند تناولهما معا، يُشكلان مزيجا فعالا يقي من الإمساك ويُعزز صحة الأمعاء. كما أن مركبات العسل تغذي البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما يحسن من قدرتها على الهضم. يساعد العسل، بفضل احتوائه على السكريات الطبيعية، إلى جانب البروتين الموجود في الحليب، على تعزيز مستويات الطاقة في الجسم وتنظيم مستويات السكر في الدم. العناصر الغذائية الموجودة في كل من الحليب والعسل تمنح البشرة إشراقا وصفاء، وتقلل من جفاف الجلد. يستخدم العسل، منذ قرون، كمضاد طبيعي للسعال، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا، وخلطه بالحليب يزيد من فعاليته في التخفيف من أعراض البرد. وينصح به الأطباء كبديل طبيعي لبعض الأدوية، خصوصا لدى الأطفال.