
مؤتمر "حل الدولتين".. زخم واسع وتوافق دولي على تسوية "عادلة" للقضية الفلسطينية
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إن السعودية تؤمن بأن تحقيق الأمن والازدهار في المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني، ونيله حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن "المؤتمر محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وإرساء رؤية عادلة"، مؤكداً أن "دولة فلسطينية مستقلة هي مفتاح السلام في المنطقة".
وأضاف: "حرصت المملكة منذ الأزمة الإنسانية في قطاع غزة على تقديم الدعم الإنساني والمتواصل.. يجب أن تتوقف هذه الكارثة الإنسانية لإنهاء معاناة الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها". وأكد "أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته".
"حرب في غزة يجب أن تنتهي فوراً"
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن "الوقت قد حان لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام عاجل وشامل يحفظ السيادة والأمن لجميع شعوب المنطقة، مضيفاً أن الحرب في غزة "يجب أن تنتهي فوراً".
وأشار إلى أن "السلام بين إسرائيل وفلسطين هو مدخل أساسي لتحقيق سلام إقليمي شامل ينعم فيه الجميع بالأمان، ويفتح آفاق التعاون والتكامل وتحقيق الازدهار المشترك".
وأعرب الوزير السعودي عن رفضه أي محاولات لفصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية أو حصارها أو احتلالها أو تهجير سكانها تحت أي مسوغ أو مبرر"، داعياً المجتمع الدولي لدعم جهود إعادة إعمار غزة "وفقاً للخطة العربية الإسلامية التي نالت تأييداً دولياً واسعاً".
وذكر الأمير فيصل بن فرحان أن هناك حواراً مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لدفعها للاعتراف بدولة فلسطين. وأضاف أن "أغلبية الدول راغبة في الاعتراف بدولة فلسطين".
وشدد وزير الخارجية السعودي على أنه "لا توجد أي مصداقية لإجراء محادثات بشأن التطبيع مع إسرائيل في ظل وجود معاناة في غزة".
السعودية: أميركا لاعب أساسي لتحقيق السلام
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن الولايات المتحدة "لاعب أساسي فيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، والرئيس (الأميركي دونالد) ترمب كان لديه نجاح في هذا المضمار"، مشدداً على أن انخراطه الشخصي "له أهمية قصوى".
وأضاف: "استمعنا إلى تصريحات ترمب في العديد من المناسبات، هو رجل سلام ويعترض على الحرب"، مشيراً إلى أن "الانخراط الأميركي خاصة من الرئيس ترمب يمكنه أن يؤدي لإنهاء هذه الأزمة في غزة ويمهد الطريق نحو تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي".
وذكر الوزير السعودي أن المملكة تبذل جهوداً متواصلة منذ تبني مبادرة السلام العربية في 2002، من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
فرنسا: حل الدولتين هو المسار الوحيد للعيش في سلام وأمن
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إنه مع دخول الأمم المتحدة عامها الثمانين لا يمكن أن نرضى باستهداف الأطفال والنساء وهم يتوجهون للحصول على المساعدات الإنسانية في غزة.
وأضاف بارو في كلمته بافتتاح مؤتمر حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية في نيويورك، أن المؤتمر يجب أن يكون نقطة تحول لتنفيذ حل الدولتين، مضيفاً: "علينا أن نعمل للوصول إلى سبل للانتقال من منطقة حرب في غزة إلى تحقيق السلام".
وشدد على أن حل الدولتين هو المسار الوحيد ليعيش الفلسطينيين في سلام وأمن، ولا بديل لذلك.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، إن بلاده ستقوم بالاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، داعياً باقي الدول إلى القيام بذلك أيضاً.
ودعا بارو أمام مؤتمر حل الدولتين بالأمم المتحدة، إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء مشاريع ضم الأراضي الفلسطينية.
جوتيريش: لا شيء يبرر إبادة غزة
من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه لا شيء يبرر إبادة غزة التي تكشفت أمام أعين العالم، مشدداً على أن التدمير الشامل لغزة أمر لا يُطاق ويجب أن يتوقف.
وأضاف في كلمته بافتتاح مؤتمر حل الدولتين في نيويورك أن ضم إسرائيل التدريجي للضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف.
ودان جوتيريش الإجراءات الأحادية الإسرائيلية في الضفة، وقال إن من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد، وتابع: "هذه الإجراءات غير مقبولة ويجب أن تتوقف".
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاثنين، إن مؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، فرصة ونقطة تحول حاسمة تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وشدد في كلمته بافتتاح المؤتمر على أن حل الدولتين هو "الإطار الوحيد المبني على القانون الدولي" لتسوية النزاع.
رئيس الوزراء الفلسطيني: يجب وقف التجويع في غزة
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى قال إن مؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، يحمل أملاً للشعب الفلسطيني، وهو رسالة نوجهها إلى الشعب الإسرائيلي أن هناك درب للسلام، وليس عن طريق تدميرنا.
وأضاف مصطفى في كلمته بافتتاح المؤتمر أن الفلسطينيين يجب ألا يُحكم عليهم بالتشرد للأبد. وقال إنه يجب توحيد الضفة وغزة وإنهاء الاحتلال.
وتابع: "ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة"، مشدداً على أن "التجويع والمذابح التي ترتكبها إسرائيل يجب أن تتوقف فوراً".
زخم دولي
بدورها، قالت وزيرة خارجية كندا، أنيتا آناند، إن حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت خلال كلمتها بمؤتمر حل الدولتين: "نحن هنا لأن هذه اللحظة تتطلب منا الشجاعة والعزم السياسي، يجب أن نختار مساراً مختلفاً يقود إلى حل مستدام وعادل".
واعتبرت أن الاتفاقات السياسية وحدها لا تكفي. وأضافت آناند أن كندا ملتزمة بدعم المبادرات التي تعزز السلام، وتدعم جهود الوساطة وبناء السلام.
كما قالت ممثلة إيرلندا إن المؤتمر هو فرصة لإظهار روح المسؤولية المشتركة لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المدمر. وأضافت خلال كلمتها إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى جديد من اليأس، حيث بات الجوع ينتشر بين السكان.
وقالت إن ما يجرى في غزة هو صفعة على جبين الإنسانية، وتابعت: "علينا أن نصل إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، والإفراج عن المحتجزين". وأدانت محاولات ضم الضفة الغربية المحتلة، وهجمات المستوطنين الإسرائيليين.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة لضمان إدارة قطاع غزة، لافتاً إلى أنها "شريكنا من أجل السلام".
وأضاف ألباريس أمام مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق في نيويورك برئاسة سعودية فرنسية: "علينا أن نؤسس لدولة فلسطينية قابلة للحياة تجمع بين الضفة الغربية وغزة مع وجود ميناء في القطاع، وعاصمة في القدس الشرقية".
وأبدت الولايات المتحدة رفضها مؤتمر الأمم المتحدة الذي يشارك فيه عشرات الوزراء للعمل على تحقيق حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، واصفة إياه بأنه "سيُقوّض الجهود الحقيقية لتحقيق السلام".
ستارمر قد يعلن عن خطة للاعتراف بفلسطين
وفي السياق، قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيكشف الأسبوع الجاري، عن خطة لاعتراف بريطانيا رسمياً بدولة فلسطين، في محاولة لتهدئة الضغوط المتزايدة من داخل حزب العمال الحاكم.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن رئيس الوزراء سيقدم في هذه الخطة أكثر تصوراته تفصيلاً، بشأن شروط الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب مناقشة الجهود البريطانية لتحسين إيصال المساعدات إلى غزة للتعامل مع المجاعة التي تحدث هناك.
وقالت "تليجراف"، إنه من المتوقع أن يطرح ستارمر خطته للشعب البريطاني في ما وصفته مصادر مطلعة بأنها ستكون "لحظة عامة"، قد تأتي في هيئة خطاب أو مؤتمر صحافي.
ولكن الصحيفة قالت إنه يتوقع أن يظل الاعتراف بفلسطين مشروطاً بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وربما أيضاً بإفراج حماس عن بقية المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وتأتي الخطوة البريطانية المرتقبة، بعد إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بفلسطين، ورئاسة السعودية وفرنسا لمؤتمر حل الدولتين في نيويورك، والذي شجع دولاً أوروبية وآسيوية من بينها بريطانيا، على الانضمام إلى خطوة باريس.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة سبق
منذ 9 ساعات
- صحيفة سبق
"يتطلب استجابة عالمية متكاملة".. الأمم المتحدة: سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف في غزة
في ظل تصاعد الصراع في قطاع غزة، تتفاقم أزمة إنسانية تهدد حياة الملايين، حيث حذرت مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، المدعومة من الأمم المتحدة، من أن سيناريو أسوأ حالات المجاعة يتكشف الآن في قطاع غزة، وهذا الواقع المروع، الذي تشهده غزة يدفع المجتمع الدولي، بقيادة دول مثل فرنسا والسعودية، إلى حشد جهود عاجلة لدعم حل الدولتين وتخفيف المعاناة. وتُظهر البيانات الأخيرة أن عتبات المجاعة قد تم تجاوزها في معظم مناطق غزة، خاصة في مدينة غزة، حيث سُجلت مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، فبين أبريل ومنتصف يوليو 2025، تم إدخال أكثر من 20,000 طفل للعلاج من سوء التغذية، مع 3,000 حالة حرجة، ووفقًا للمبادرة، فإن الصراع المتصاعد والنزوح الجماعي قلصا الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع، وهذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل انعكاس لمعاناة يومية تهدد أجيالاً بأكملها، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية. وفي سياق هذه الأزمة، يبرز حل الدولتين كإطار سياسي لتحقيق الاستقرار، وزير الخارجية الفرنسي جان باور، في تصريحاته خلال مؤتمر دولي عقد مؤخرًا، أكد التزام بلاده بدعم المفاوضات التي تهدف إلى إنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية، وشدد على أن السلام المستدام يتطلب وقفًا فوريًا للأعمال العدائية وتدفقًا مستمرًا للمساعدات الإنسانية، وهذا الموقف يعكس رؤية فرنسا لتعزيز التعاون الدولي، بما يشمل تنسيق إسقاط المساعدات الجوية مع دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة. وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود عن دعم المملكة الثابت لحل الدولتين، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وأشار إلى جهود المملكة في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، مع الدعوة إلى فتح ممرات برية لتوزيع المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة، وتعكس هذه التصريحات تعكس التزام السعودية بدور فاعل في تخفيف الأزمة، مع التركيز على أهمية التنسيق الدولي لضمان استدامة الدعم. وعلى الرغم من الجهود الدولية، فإن الإسقاطات الجوية التي تقودها دول مثل ألمانيا وإسبانيا تواجه تحديات كبيرة، فقد أشار المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى أن هذه الإسقاطات قطرة في محيط، فيما وصفها وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأنها غير كافية، ومع خطط إسبانيا لإيصال مساعدات غذائية لـ 5,000 شخص في أغسطس 2025، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تدفق مستمر للمساعدات عبر ممرات برية آمنة. وتتطلب الأزمة في غزة استجابة عالمية متكاملة، فحل الدولتين، الذي يحظى بدعم فرنسا والسعودية ودول أخرى، يوفر إطارًا سياسيًا وإنسانيًا لإنهاء الصراع وتخفيف المعاناة. لكن، هل يمكن للمجتمع الدولي تجاوز التحديات اللوجستية والسياسية لتحقيق هذا الهدف؟ الإجابة تكمن في التنسيق الفعّال والالتزام بضمان تدفق المساعدات دون عوائق، لإنقاذ أرواح الملايين المهددة في غزة.


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
استجواب مؤسس منصة «تلغرام» أمام محكمة في باريس
خضع مؤسس ورئيس «تلغرام» رئيس مجلس إدارتها بافل دوروف لاستجواب أمس الإثنين في باريس، من قضاة تحقيق مكلّفين النظر في شبهات تتعلق بتورّط محتمل للمنصة في أنشطة إجرامية، بحسب مصادر مطلعة على الملف. وقال محامو دوروف في بيان عقب الاستجواب الذي انتهى قرابة الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي (الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش) إنّ «الاستجواب اليوم أتاح لبافيل دوروف تقديم توضيحات إضافية تُظهر انعدام أساس الوقائع موضوع التحقيق». وأضافوا: «نطعن بشدة في قانونية توجيه الاتهام إلى موكلنا، وكذلك في عدد من إجراءات التحقيق التي نُفّذت في تجاهل تام لقواعد القانون الداخلي والأوروبي»، موضحين أنهم «تقدّموا بطعون قانونية عدة لضمان الامتثال للقانون». مؤسس ورئيس «تلغرام» رئيس مجلس إدارتها بافل دوروف (د.ب.أ) انضم رجل الأعمال الروسي البالغ 40 عاماً إلى مكتب قاضيي التحقيق المسؤولين عن هذه القضية صباح الثلاثاء. ولم يشأ دوروف الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2021 التعليق على استجوابه، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان هذا الاستجواب الثالث منذ توجيه الاتهام إليه في أغسطس (آب) 2024، على خلفية سلسلة من المخالفات المرتبطة بالجريمة المنظمة. ويأخذ عليه القضاء الفرنسي تقصيره في اتخاذ إجراءات ضد انتشار المحتوى الإجرامي على «تلغرام». خلال استجوابه في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أقرّ بأنه «أدرك خلال احتجازه لدى الشرطة خطورة الأفعال» التي تُتهم بها منصته. وكان دوروف قد أكد أنه لم يُنشئ تطبيق «تلغرام» عام 2013 مع شقيقه «ليكون أداة بيد المجرمين»، لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن وجودهم على المنصة رغم أنه «محدود»، قد ازداد أيضاً. منذ توقيف دوروف فور نزوله من الطائرة في مطار لو بورجيه في نهاية أغسطس 2024، لاحظت السلطات القضائية تحسّناً في تعاون «تلغرام»، على ما أفادت مصادر، من بينها فاعلون مطّلعون على قضايا تتعلق بالجريمة المنظمة. وقالت المنصة في بيان، الاثنين: «لطالما امتثلت (تلغرام) لقوانين الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية، واستجابت بشكل منتظم لمختلف الطلبات القضائية الملزمة على مدار سنوات». وأضافت أن «الشيء الوحيد الذي تغير بعد احتجاز دوروف في فرنسا هو أن السلطات الفرنسية بدأت في معالجة طلباتها القانونية إلى (تلغرام) بشكل صحيح، استناداً إلى قانون الخدمات الرقمية». وكان القضاء الفرنسي قد خفف الرقابة المفروضة على دوروف وأصبح مسموحاً له منذ 10 يوليو (تموز) الانتقال إلى دبي، حيث يقيم «لمدة أقصاها 14 يوماً متتالية»، شرط إبلاغ قاضي التحقيق بذلك.


الشرق السعودية
منذ 10 ساعات
- الشرق السعودية
حقائق وشهادات ميدانية تناقض مزاعم إسرائيل بشأن "تجويع غزة"
تحذّر منظمات إغاثة دولية من مجاعة "تتكشف" في قطاع غزة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض، وهو ما يتناقض مع مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "لا أحد في غزة يتضوّر جوعاً"، وفق وكالة "أسوشيتد برس". مع تجاوز عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين على غزة، 60 ألفاً، تقول السلطات الصحية في القطاع، إن عدداً متزايداً من الناس يموتون بسبب الجوع وسوء التغذية، حيث صدمت صور الأطفال الجائعين العالم، وأججت انتقادات دولية لإسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية بشدة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن الكثير من الناس يتضوّرون جوعاً في غزة مشيراً إلى أن بوسع إسرائيل بذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية. ووصف ترمب المجاعة في غزة بأنها حقيقية، ما يضعه على خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال، الأحد: "لا توجد مجاعة في غزة. نحن نُتيح دخول المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب، ولولا ذلك لما بقي أي من سكان غزة"، حسبما نقلت الوكالة الأميركية. ضغوط دولية وانتقادات لإسرائيل وفي ظل التنديد العالمي بالأزمة الإنسانية، أعلنت إسرائيل، الأحد، هدنات إنسانية وإنزالات جوية وإجراءات أخرى تهدف إلى السماح بإيصال المزيد من المساعدات للفلسطينيين في غزة؛ لكن السكان هناك يقولون إن شيئاً يُذكر لم يتغير على الأرض. ووصفت الأمم المتحدة هذه الخطوة بأنها "زيادة في المساعدات لمدة أسبوع"، فيما لم تُحدد إسرائيل مدة استمرار هذه التدابير. ونقلت "أسوشيتد برس" عن حسن الزعلان، الذي تواجد في موقع أحد الإنزالات الجوية وشهد اشتباكات على الإمدادات: "هذه المساعدات، وتسليمها بهذه الطريقة، يمثل إهانة للشعب الفلسطيني". وتزعم إسرائيل أن حركة "حماس" هي السبب في عدم وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، وتتهم عناصرها بـ"اختلاس" هذه المساعدات لدعم سلطتها في القطاع. في المقابل، تنفي الأمم المتحدة أن تكون عمليات نهب المساعدات "ممنهجة"، وتؤكد أنها تتراجع أو تنعدم تماماً عندما يُسمح بدخول كميات كافية من المساعدات إلى غزة. تزايد أعداد الوفيات وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، أن عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية في غزة بلغ 63 حالة منذ مطلع الشهر الجاري، بينهم 24 طفلاً دون سن الخامسة، مقارنة بـ11 حالة وفاة خلال الأشهر الستة الأولى من العام. أما وزارة الصحة الفلسطينية قطاع في غزة، فتشير إلى حصيلة أعلى، إذ أعلنت، الاثنين، أن 14 شخصاً على الأقل ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب الجوع إلى 147 شخصاً، بينهم 88 طفلاً، معظمهم خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط. وتُعد وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، والتي تُدار من قبل أطباء متخصصين، بحسب الأمم المتحدة، المصدر الأكثر موثوقية لبيانات الضحايا. كما تقوم وكالات الأمم المتحدة غالباً بتأكيد الأرقام من خلال شركاء ميدانيين آخرين. وقال مستشفى "أصدقاء المريض"، وهو المركز الرئيسي للطوارئ لمعالجة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في شمال غزة، إنه سجل هذا الشهر وللمرة الأولى حالات وفاة بسبب سوء التغذية لدى أطفال لم تكن لديهم أي أمراض سابقة. وبحسب مسؤولين طبيين في غزة، فإن بعض البالغين الذين توفوا كانوا يعانون من أمراض مثل السكري أو مشاكل في القلب أو الكلى، وقد تفاقمت حالتهم الصحية بسبب الجوع. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن حالات سوء التغذية الحاد في شمال غزة قد تضاعفت ثلاث مرات هذا الشهر، لتصيب نحو واحد من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة، كما تضاعفت في وسط وجنوب القطاع. ولفتت الأمم المتحدة إلى أن مراكز العلاج الأربعة المتخصصة بسوء التغذية في غزة "تعمل فوق طاقتها". مجاعة "تتكشف" في غزة وحذّرت الهيئة الدولية الرائدة في مراقبة أزمات الغذاء، المعروفة باسم "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، من أن "السيناريو الأسوأ وهو حدوث مجاعة يتكشف حالياً في قطاع غزة". وجاء في التحذير أن "أدلة متزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع". ومنذ عدة أشهر حذر المرصد من مجاعة في غزة، لكنه لم يصدر إعلاناً رسمياً قبل الآن، بسبب نقص البيانات نتيجة القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول إلى القطاع. ولا يصنف التحذير غزة رسمياً على أنها في حالة مجاعة. ولا يمكن التوصل إلى هذا التصنيف إلا من خلال تحليل، وهو ما أعلن التصنيف المرحلي المتكامل أنه سيجريه الآن "دون تأخير". ووفقاً للتحذير، تشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء وصل لحد المجاعة في معظم أنحاء القطاع الذي لا يزال يعيش به نحو 2.1 مليون شخص، إلى جانب سوء التغذية الحاد في مدينة غزة. والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، هو مبادرة عالمية تشترك فيها 21 منظمة إغاثة ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعاني منه السكان. وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، في بيان، قبل صدور تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: "الإعلانات الرسمية عن المجاعة تأتي دائماً متخلفة عن الواقع". وأضاف: "بحلول الوقت الذي أُعلنت فيه المجاعة في الصومال عام 2011، كان 250 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة، قد ماتوا جوعاً. عندما يتم إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالفعل". إجراءات لا تلبي الاحتياجات وشملت التدابير التي أعلنتها إسرائيل، السبت، وقفاً يومياً للقتال لمدة 10 ساعات في ثلاث مناطق مكتظة بالسكان، بهدف تمكين شاحنات الأمم المتحدة من توزيع الغذاء بسهولة أكبر. مع ذلك، قال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مارتن بينر، إن 55 شاحنة مساعدات دخلت غزة، الاثنين، عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم، تعرضت للنهب من قبل أشخاص جائعين قبل أن تصل إلى مستودعات البرنامج. ويقول خبراء إن الإنزالات الجوية، وهي إحدى الإجراءات التي أعلنتها إسرائيل، لا تلبي الاحتياجات الهائلة في غزة، وتشكل خطراً على السكان على الأرض. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه تم إسقاط 48 طرداً غذائياً يومي الأحد والاثنين. ويقول الفلسطينيون إنهم يريدون العودة الكاملة إلى نظام توزيع المساعدات، الذي كانت تقوده الأمم المتحدة طوال فترة الحرب، بدلاً من الآلية التي تدعمها إسرائيل وبدأ العمل بها في مايو الماضي. ويؤكد شهود عيان وعاملون في القطاع الصحي، أن القوات الإسرائيلية قتلت مئات الفلسطينيين بإطلاق النار عليهم أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، أو خلال تجمهرهم حول شاحنات الإغاثة. في المقابل، يقول الجيش الإسرائيلي إنه أطلق أعيرة تحذيرية لتفريق "التهديدات". وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إنه بالمقارنة بالأيام القليلة الماضية لم تكن هناك سوى "زيادة طفيفة" في كمية المساعدات التي يجري نقلها إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل تعليق العمليات العسكرية لأغراض إنسانية. وذكر برنامج الأغذية العالمي، أن لديه 170 ألف طن من المواد الغذائية خارج غزة، وهو ما يكفي لإطعام كل السكان لمدة 3 أشهر لكنه لا يزال بحاجة إلى الحصول على تصريح لإدخالها إلى القطاع. صعوبة وبطء إيصال المساعدات وتؤكد الأمم المتحدة وشركاؤها، أن أفضل وسيلة لإدخال الغذاء إلى غزة هي عبر الشاحنات، وناشدت إسرائيل مراراً لتخفيف القيود المفروضة على دخولها. وتحمل الشاحنة الواحدة نحو 19 طناً من الإمدادات. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه حتى 21 يوليو الجاري، دخلت غزة 95 ألفاً و435 شاحنة مساعدات منذ بداية الحرب، بمعدل يومي يبلغ 146 شاحنة، وهو عدد يقل كثيراً عن 500 إلى 600 شاحنة يومياً، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة ضرورياً لتلبية احتياجات السكان. وفي بعض الفترات، لم يتجاوز معدل دخول الشاحنات نصف هذا العدد لعدة أشهر متواصلة. ولم تدخل أي مساعدات إلى غزة لمدة شهرين ونصف بدءاً من مارس الماضي، بسبب فرض إسرائيل حصاراً كاملاً على دخول الغذاء والوقود وسائر الإمدادات إلى القطاع. وتقول الأمم المتحدة إن إيصال المساعدات التي يُسمح بدخولها إلى غزة أصبح أكثر صعوبة. وعندما تدخل المساعدات، تُترك عند الحدود داخل غزة، وتحتاج الأمم المتحدة إلى إذن من الجيش الإسرائيلي لإرسال شاحناتها لنقلها. لكن الأمم المتحدة تؤكد أن الجيش رفض أو أعاق أكثر من نصف طلبات تحرك شاحناتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.