
حرب إيران وإسرائيل.. تل أبيب تعد خطة لضمان "التفوق الجوي في سماء طهران"
وأضاف كاتس، في اجتماع حضره رئيس أركان الجيش إيال زامير، أن على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً على صعيدي الاستخبارات والعمليات لضمان "تفوق إسرائيل الجوي في سماء طهران"، ومنع إيران من استعادة قدراتها السابقة"، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
واعتبر كاتس أن عمليات الجيش الإسرائيلي ضد إيران كانت بمثابة "نجاح كبير"، في الإطاحة بالبرنامج النووي الإيراني، وبرنامج إنتاج الصواريخ، وهما "التهديدان اللذان شكلا الخطر الأكبر على إسرائيل".
وجاءت تصريحات كاتس عقب حرب استمرت 12 يوماً بين الجانبين في يونيو، هاجمت إسرائيل خلالها منشآت إيران النووية.
وتنفي إيران السعي لحيازة أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب. واتفقت إسرائيل وإيران على وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية مما أنهى الأعمال القتالية في 24 يونيو.
خطة لـ"كبح قدرات إيران"
وكان كاتس قد أعلن في 27 يونيو، أنه أصدر تعليماته للجيش بإعداد "خطة تنفيذية ضد إيران"، تتضمن الحفاظ على التفوق الجوي، ومنع طهران من إحراز تقدم في البرنامج النووي وإنتاج الصواريخ، والرد على دعمها لــ"االأنشطة المعادية لإسرائيل".
وقال كاتس إن الجيش الإسرائيلي عمل خلال الحرب التي بدأت في 13 يونيو الجاري، على "تحييد أنظمة إيران الدفاعية"، و"تدمير منشآت إنتاج الصواريخ"، و"إيقاع أضرار جسيمة بمنصات الإطلاق".
وذكر أنه "تم تصفية القيادة الأمنية العليا، والعلماء البارزين الذي ساهموا في تقدم برنامج إيران النووي".
رسالة رئيس الأركان الإسرائيلي
من جانبه، وجه رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير رسالة إلى عناصر الجيش الإسرائيلي، تناول فيها حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في إطار ما تسميه إسرائيلي عملية " الأسد الصاعد"، مشيداً بما اعتبره "الدمج المثالي بين القوة والحكمة والروح الإسرائيلية".
وقال زامير في رسالته: "أنا فخور بشدة بالتركيبة الفريدة التي تجلت خلال العملية.. قوة لا تُضاهى، وعقلانية في التخطيط والتنفيذ، وروح إسرائيلية لا تلين". وأضاف: "العملية العسكرية انتهت، لكن المعركة لم تكتمل، فالقوة التي بأيدينا هائلة، وسنواصل العمل بتواضع وحذر ومسؤولية".
وبرر كاتس الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قائلاً: "كنا نعلم أننا إذا لم نتحرك الآن، فسندفع ثمناً باهظاً لا يقاس مقابل ذلك في المستقبل".
وشدد رئيس الأركان على أن قضية استعادة المحتجزين الإسرائيليين تمثل أولوية لإسرائيل، مضيفاً: "نضع في قلبنا ونصب أعيننا واجب أخلاقي بأن نعيد المختطفين (إلى إسرائيل)".
مشروع أميركي لمنح قاذفات B-2 لإسرائيل
والخميس، قدم عضوان في مجلس النواب الأميركي، أحدهما ديمقراطي والآخر جمهوري، مشروع قانون يمنح الرئيس الأميركي دونالد ترمب صلاحية تزويد إسرائيل بقاذفات الشبح B-2 والقنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل، في حال ثبت أن إيران ما زالت تطور سلاحاً نووياً، عقب الضربات الأميركية الأخيرة على 3 منشآت نووية.
وقدم المقترح، الذي حمل اسم "قانون القنبلة الخارقة"، النائب الديمقراطي جوش جوتهايمر والنائب الجمهوري مايك لوجلر.
وذكرت شبكة FOX NEWS أن المقترح "يهدف إلى تمكين ترمب من اتخاذ إجراءات لضمان استعداد إسرائيل، لأي سيناريو محتمل في حال سعت إيران لتطوير سلاح نووي".
وكان طيارو قاذفات B-2 الأميركية قد أطلقوا 14 قنبلة خارقة للتحصينات على 3 من أهم المنشآت النووية الإيرانية، في عملية قال ترمب إنها "دمرت بالكامل" برنامج طهران النووي.
كما نفذت إسرائيل ضربات على عدد من المواقع الإيرانية، واستهدفت قادة كباراً في الحرس الثوري، لكنها لا تمتلك قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 التي تزن 30 ألف رطل، والتي طورت خصيصاً لسلاح الجو الأميركي.
ويبلغ طول هذه القنابل 20 قدماً، وقادرة على اختراق 200 قدم تحت الأرض قبل الانفجار بدقة عالية.
وحتى عام 2024، كان لدى الولايات المتحدة 19 قاذفة B-2 في الخدمة، ولم يسبق لها أن نقلت ملكية هذه الطائرات لأي من حلفائها.
ولفت إلى أن العملية العسكرية ضد إيران "لم تكن سوى مقدمة لسياسة إسرائيلية جديدة"، معتبراً أنه "لا حصانة لأحد".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 17 دقائق
- صحيفة سبق
مسيّرات إسرائيلية تصيب مدنيين وتواصل القصف في جنوب لبنان
أُصيب رجل وزوجته في بلدة شبعا جنوب لبنان، إثر ضربة جوية استهدفت منزلهما بواسطة طائرة مسيّرة إسرائيلية، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية. تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان خلال الأيام الماضية. وفي تطور آخر، أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص باتجاه ضفاف نهر الوزاني، وألقت قنبلة مضيئة تسببت في اندلاع حريق بالقرب من السياج التقني. كما استهدفت القوات الإسرائيلية فجر أمس الجمعة منزلاً في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل بقذيفة مدفعية، بعد قصف سابق باستخدام قنابل صوتية. ووفق "روسيا اليوم"، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات تصعيدية جنوب لبنان، حيث توغلت قواته في بلدة كفركلا الخميس الماضي، وفجّرت أحد المنازل، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الساري. وشنت طائرة مسيّرة غارة جديدة بصاروخ موجه على منزل في بلدة عيتا الشعب، ضمن ما يدّعيه الجيش الإسرائيلي من استهداف لقياديين في "حزب الله" ومخازن أسلحة وصواريخ. ومنذ بداية هذا التصعيد الأخير، سقط أكثر من خمسة قتلى نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية، في حين تتزايد الدعوات الرسمية اللبنانية للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة على المدنيين والبنية التحتية في الجنوب.


الشرق السعودية
منذ 21 دقائق
- الشرق السعودية
حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار
توقع مصدران فلسطينيان مقربان من "حماس"، لـ"الشرق"، إطلاق جولة مفاوضات غير مباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في الدوحة لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر في غزة وفق المقترح الجديد المعدل. وأوضح المصدران المطلعان على سير مفاوضات الهدنة أن الاتصالات مع الوسطاء "تتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وموعد لبدء المفاوضات وإعلان دخول الهدنة وتنفيذ الاتفاق". وأكد أن الوسطاء "يبذلون جهوداً لضمان وصول وفدي المفاوضات (حماس وإسرائيل) إلى الدوحة مساء السبت أو الأحد لبدء المفاوضات". تنفيذ بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل وأشار أحد المصدرين، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إلى أنه "بناء على التفاهمات عبر الوسطاء، من المفترض أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة فور موافقة الطرفين على المقترح" وتوقع أن "تكون المفاوضات معقدة حول آليات تنفيذ بنود المقترح". وأوضح أن المقترح ينص على "تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث سيتم الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وعدد من الجثث على دفعتين في الأسبوعين الأول والخامس. وذكر مصدر آخر أن حماس "تلقت تطمينات من الوسطاء والجانب الأميركي للأخذ بملاحظاتها والعمل على تحسين الشروط ليكون المقترح مقبولاً فلسطينياً"، لافتاً إلى أن الحركة قدمت ردها بـ"الموافقة على المقترح للبناء عليه". طلبات حماس وكانت "حماس" أرفقت في ردها مجموعة من "الاستيضاحات"، هي عبارة عن مطالب، أبرزها "تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تسببت بقتل الجيش الإسرائيلي لمئات الفلسطينيين". وشددت الحركة على ضرورة أن تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة. ومن بين مطالب حماس التي أرفقتها في ردها، بحسب المصدرين، "ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب. وتضمنت مطالب الحركة كذلك التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية "بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات" ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى "وقف دائم وشامل" لإطلاق النار. لجنة الإسناد المجتمعي في غزة ورجح المصدران أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق يوم الإثنين، "ليكون نافذاً ببدء سريان هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، وبدء تبادل الأسرى والرهائن، "وفق آلية غياب الطيران الإسرائيلي بمختلف أنواعه، القتالي والاستطلاعي، لفترة يتم تحديدها خلال المفاوضات"، وإدخال المساعدات. وقدمت حماس ضمانات للوسطاء بـ"وقف كافة الأعمال القتالية وتنفيذ الاتفاق بدقة طالما التزمت به إسرائيل"، وأنها ستسلم مهامها إلى "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة، وستعمل على إنجاحها في "خدمة شعبنا وعودة الحياة وتقديم الخدمات وضبط الأمن". وكانت حماس أعلنت، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أنها "جاهزة للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار (المقترح)"، وأبدت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، خاصة حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "الحرص على تنفيذ الاتفاق".


الشرق السعودية
منذ 33 دقائق
- الشرق السعودية
بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟
لم تقتصر آثار الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط بل تعدتها إلى المنطقة والعالم بأجمعه، وفي موسكو الحليف المقرب لطهران أثارت الحرب والضربة الأميركية للمنشآت النووية، تساؤلات بشأن العلاقة بين البلدين. وعلى عكس الولايات المتحدة التي لم تتوانَ عن دعم حليفتها إسرائيل والمشاركة في شن هجمات عسكرية، اتخذت روسيا ما يشبه موقف المتفرج بينما كان حلفاؤها في إيران يتلقون الضربة تلو الأخرى. لكن، هناك من يرى أن الكرملين في موقف لا يحسد عليه، إذ فقد الكثير من نفوذه في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بينما لا يزال غارقاً في مستنقع الحرب الأوكرانية، ومع ذلك ثمّة من يحمّل طهران المسؤولية لأنها عزفت عن بناء تحالف دفاعي مع موسكو. واتفق خبراء روس تحدثوا لـ"الشرق"، على أن رفض طهران القبول بعرض سابق لإقامة منظومة شاملة للدفاع الجوي قدمته موسكو، أدى إلى إضعاف القدرات الإيرانية وكشف أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية والأميركية التي اغتالت قادة عسكريين كبار، وعلماء ذرة، وقصفت منشآت نووية في عدة مناطق. ومع ذلك هناك من يعتقد أن انهيار نظام الأسد في سوريا كان له تأثير أكبر على موسكو، من تداعيات الحرب الإسرائيلية على إيران، في وقت أبدت بعض الجهات الإيرانية عتباً كبيراً على موسكو، بسبب اقتصار موقفها خلال الحرب على إدانة الهجوم الذي بدأته إسرائيل، من دون أن تكون هناك خطوات عملية لدعم إيران. "خيبة روسيّة" في 19 يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً"، لافتاً إلى أن طهران لم تبدِ اهتماماً بعرض بلاده أنظمة دفاع جوي. وفي حديث لـ"الشرق"، قال الخبير العسكري الروسي والمستشار السابق لوكالة "تاس" للأنباء، فيكتور ليتوفكين إن بلاده عرضت على طهران، إلى جانب "منظومة دفاع متكاملة الأركان تتألف من عدة خطوط وصعبة الاختراق، القيام أيضاً بإعداد كوادر متخصصة من الإيرانيين وتزويد طهران بالأسلحة والمعدات المختلفة، لكنها رفضت هذا العرض". من جهته، عزا مدير مركز الدراسات الإيرانية في موسكو رجب صفاروف، رفض إيران إلى رغبة قيادتها في فتح "صفحة جديدة من العلاقة مع الغرب، وعدم الرغبة بالتورط مباشرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لأن من شأن أي اتفاقية للدفاع المشترك أن تلزم الأطراف الموقعة بالتصدي لأي عدوان تتعرض له أي منهما". وكان مجلس النواب الروسي (الدوما)، أقر في أبريل الماضي، معاهدة شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً بين روسيا وإيران، تشمل عدة مجالات، من بينها التعاون الدفاعي ومواجهة التهديدات العسكرية والأمنية و"مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى التعاون في قطاعات الطاقة، والمالية، والنقل، والصناعة، والزراعة، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. ورأى صفاروف أن إيران أرادت استثمار هذا العرض الروسي من أجل" التلويح به" أمام واشنطن بشكل خاص والغرب بشكل عام، لكي تعكس "رغبتها في تحسين صورتها في عيون العواصم الغربية". واعتبر أن طهران "أخطأت من خلال رفضها للعرض الروسي، بينما تقوم حالياً بعملية مراجعة شاملة للعلاقة مع الدول الأخرى بما في ذلك مع روسيا"، ولم يستبعد أن تعمد إلى تطوير علاقاتها بشكل أعمق في المجالات العسكرية مع روسيا وخاصة في مجال الدفاع الجوي. في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسين رويران أن بلاده "دولة أيديولوجية وإسلامية، ومن الطبيعي ألا تلتقي بالكامل مع روسيا والصين، هذا أولاً، وثانياً، لا يزال شعار (لا شرقية ولا غربية) مرفوعٌ على بوابة وزارة الخارجية في طهران، بمعنى أن لا يرتهن الموقف الإيراني لأي طرف، لا في الشرق ولا في الغرب"، موضحاً أن التعاون موجود مع روسيا والكثير من الدول، ومن الطبيعي أن نلجأ إلى هذه الدول، في ظل الحصار الأميركي علينا، لكن من دون أن نرتهن لأي طرف". ورغم تحميل إيران مسؤولية رفضها إقامة نظام دفاع جوي، وتوقيع معاهدة دفاع مشترك، إلا أن صفاروف، مقتنع بأن الموقف الروسي المُعلن بإدانة "العدوان الإسرائيلي والذي أيد بقوة الموقف الإيراني في مجلس الأمن الدولي سيساهم في تعميق العلاقات الروسية - الإيرانية"، مشيراً إلى أن موسكو انطلقت في موقفها الداعم لإيران من "حقيقة أن العدوان الإسرائيلي يُشكل انتهاكاً فظاً للقانون الدولي". واعتبر أن "الدعم المعنوي القوي من قبل روسيا شكّل دعامة لإيران في التصدي للعدوان الإسرائيلي والرد على هذا العدوان". هل أخفقت إسرائيل؟ رأى صفاروف أن إسرائيل "فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لحربها على إيران"، والتي تتمثل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتدمير قدراتها الصاروخية، وأخيراً تغيير النظام السياسي" في طهران، ويتفق معه في ذلك رويران. فيما قال صفاروف إن "إيران لم تستخدم أكثر من 5% من مخزون القدرات الصاروخية في الرد على العدوان الإسرائيلي". بدوره، أكد الكاتب الإيراني حسين رويران أن بلاده "حققت نصراً عسكرياً من دون روسيا والصين". وقال: "النظام أصبح أكثر تحصيناً بسبب الدعم الجماهيري، والبرنامج الصاروخي ضرب إسرائيل في العمق، أما البرنامج النووي، فهم أنفسهم (إسرائيل وأميركا) يُشككون في ما إذا تمكّنوا من تدميره.. وبالتالي، عندما لا يحققون أهدافهم من الحرب، فهل يكونوا الطرف المنتصر؟ طبعاً لا". من جانبه، شدّد صفاروف على أن الاستقرار السياسي في طهران "يُشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا التي تريد أن ترى إيران دولة مستقرة لأنها دولة لديها معها اتصال عبر بحر قزوين، وهناك مصالح مشتركة متعددة بينهما". وتابع: "وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه في خضم الحرب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه عدوان غير مبرر، مؤكداً دعم طهران في ممارسة حقوقها باستثمار الطاقة النووية السلمية". معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفي حديثه لـ"الشرق"، توقّع رجب صفاروف أن تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، أعلن المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. ويأتي ذلك بعدما أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، مشروع القانون، الأربعاء، على اعتبار أن تقرير المدير العام للوكالة، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، "مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية". وعن استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي مع الولايات المتحدة، رأى رويران، أن الولايات المتحدة "غدرت بطاولة الحوار، ومن الصعب أن تعود إيران إليها"، وبالتالي تطالب الأخيرة بطاولة حوار أخرى حول البرنامج النووي تشارك فيها بعض القوى الدولية، الموقِعة على الاتفاق النووي مثل روسيا وبعض الدول الأوروبية"، مؤكداً أن بلاده مصرة على حل موضوع البرنامج النووي عبر الحوار، لكن من خلال مفاوضات متعددة الأطراف. وأشار صفاروف إلى أن غالبية الدوائر الإيرانية السياسية والعسكرية باتت على قناعة بأن السلاح النووي "هو السبيل الوحيد لحماية سيادة إيران وأراضيها في مواجهة قانون الغاب، الذي تسوقه إسرائيل وواشنطن في مجال العلاقات الدولية". "عتاب إيراني" وفي تعليقه على وجود عتاب إيراني على روسيا خلال الحرب الأخيرة، قال رويران: "قد يكون هناك عتاب في الإعلام، باعتبار أن إسرائيل حصلت على أكبر دعم ممكن، ليست فقط من الولايات المتحدة، بل حتى من دول الترويكا الأوروبية، والتي دعمت العدوان (على إيران)، في حين لم نرَ من روسيا شيئاً يُذكر في المقابل تجاه إيران". لكنه في الوقت نفسه رأى في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم الروسي قد لا يكون ظاهرياً"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن علاقات بلاده مع إيران "ليست استعراضية، وأن هناك أشياء كثيرة تُنجز بعيداً عن الإعلام". وأعرب رويران عن اعتقاده بأن إرسال إيران وزير دفاعها عزيز نصير زاده إلى روسيا والصين "الهدف منه سد ثغرتين، الأولى، مطالبة روسيا بتعجيل تزويدها بمنظومة (S-400) للدفاع الجوي، والثانية، مطالبة الصين بتزويدها بمقاتلات (J-35) من الجيل الخامس، لتعزيز القوة الجوية الإيرانية"، مؤكداً أن تلبية هذين المطلبين الإيرانيين سترفع مستوى التعاون مع الجهتين. وعن تحميل إيران مسؤولية رفض توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع روسيا، قال رويران: "صحيح أن معاهدة اتفاقية التعاون الاستراتيجي لا تشمل جانباً عسكرياً، لكن إيران سبق وأن اشترت منظومة (S-400) من روسيا، وطالبت بتسليمها قبل الموعد. وهذا لا يعني أن تأتي روسيا وتدافع عن إيران". ومع ذلك استبعد أن تكون روسيا قد ماطلت في التسليم عمداً. وأشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني إلى وجود تعاون سياسي واقتصادي ومالي رغم عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك، إلا أن "إيران ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا وزودتها بطائرات مسيّرة، ولذلك فإن التوقع (أن تساعد روسيا إيران) في محله، وعندما تطالب إيران موسكو وبكين بالسلاح الهدف هو أن تدافع عن نفسها، وليس أن تدافع عنها الدول الأخرى". الدور الروسي في الشرق الأوسط الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين، رأى في حديث لـ"الشرق"، أن موقف بلاده من الحرب بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إضعاف دورها في منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "دول المنطقة باتت تفهم بشكل أعمق الدور الذي تلعبه واشنطن وتل أبيب في إثارة التوترات وإشعال الحروب". وأعرب ليتوفكين عن اعتقاده بوجوب أن تُحدد دول المنطقة، بما في ذلك إيران "موقفها مما إذا كانت بحاجة إلى الدور الروسي في ضمان الاستقرار أم لا"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية لن تتأثر بالموقف الأخير، الذي أدان الحرب ضد إيران"، موضحاً أن إسرائيل تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وأن روسيا على علم بذلك، إلا أن "موسكو وتل أبيب تعلمان أنهما بحاجة إلى بعضمهما البعض، وعلى هذا الأساس تقوم علاقتهما". ويتفق مع هذا التحليل مسؤول ملف الشرق الاوسط بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية، إيفان بوتشاروف، الذي استبعد أن تتأثر العلاقات الروسية الإسرائيلية سلباً، مشيراً إلى أن تل أبيب "كانت تتوقع ردة الفعل الروسية (التقليدية) المنددة بالممارسات الإسرائيلية. كما أن موسكو لم تقدم مساعدة عسكرية لإيران". وفي حديث لـ"الشرق"، أعرب بوتشاروف عن قناعته بأن الموقف الروسي حيال الأحداث الأخيرة المتعلقة بإيران لن يؤثر على علاقات موسكو مع دول المنطق. وتابع: "روسيا لم تكن ملزمة بتقديم مساعدة عسكرية لطهران وفقاً للمعاهدة الاستراتيجية التي وقعها البلدان في بداية العام الجاري، رغم أن البعض كان يتوقع تقديم مثل هذه المساعدة". واستبعد بوتشاروف أن تؤدي حرب الـ12 يوماً الأخيرة إلى تطوير العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، وذلك، بحسب رأيه، لأسباب عديدة أبرزها أن البلدين مهتمين حالياً بتعبئة قدراتهما العسكرية، إذ تركز روسيا اهتمامها على النزاع مع أوكرانيا، بينما إيران مشغولة بالعمل على ضمان أمنها، وإعادة ترتيب اهتماماتها الإقليمية وتركيز الجهود لتطوير قدراتها العسكرية الذاتية". "تأثير انهيار نظام الأسد أكبر من الحرب على إيران" وفي رده على سؤال بشأن حقيقة تراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، قال بوتشاروف إن علاقة بلاده بالمنطقة "تتسم بطابع شامل"، موضحاً أن "التطورات التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة تركت تأثيراً على وضع روسيا في المنطقة بشكل أكبر من الحرب الإيرانية- الإسرائيلية". وأشار الخبير الروسي إلى أن "روسيا تواجدت سياسياً وعسكرياً في سوريا لسنوات عديدة، حاولت خلالها الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وهي تعمل حالياً على تنظيم العلاقة مع القيادة الجديدة في دمشق بشكل يحفظ المصالح الروسية في المنطقة". وأضاف: "لدى موسكو استراتيجية تتمثل في العمل على تحويل الخصوم إلى أصدقاء، بغض النظر عن الخلافات السياسية، عن طريق تغيير الخطاب السياسي وتفعيل المعاول الديبلوماسية للتواصل مع النظام الجديد في دمشق، حتى وإن كان لا يحمل الود لروسيا. وذلك ينطبق على أي بلد آخر". واستشهد بوتشاروف بالعلاقات مع مصر خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتابع: "أقامت موسكو آنذاك علاقات براغماتية بناءة مع حكومة مرسي على الرغم من الخلافات مع حركة الإخوان المسلمين، المحظورة على الأراضي الروسية، وكذلك كان الحال مع حركة طالبان، التي تولت مهام السلطة في كابول، وسارعت روسيا إلى إقامة علاقات متوازنة معها". وذكّر بوتشاروف أن روسيا عملت قبل أيام من سقوط نظام الأسد على تغيير سياستها في سوريا، مشيراً إلى "توقف القوات الجوية الروسية عن قصف الأهداف التابعة لهيئة تحرير الشام، والبدء بإقامة حوار مع السلطات الجديدة في دمشق في محاولة للحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفتح المجال أمام إقامة تعاون متعدد الجوانب مع دمشق". ولفت إلى عزم القيادة الروسية على دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة الروسية العربية المرتقبة في روسيا خلال أكتوبر المقبل، والعمل على بناء علاقات بناءة مع سوريا في ظل القيادة الجديدة.