
بين تقدم روسيا وتراجع أميركا.. ملامح تحول استراتيجي
تقدّم روسي وتصعيد محسوب في دونباس
وزارة الدفاع الروسية أعلنت تحقيق تقدم جديد على الجبهة الشرقية، ما يعكس تصعيدا تدريجيا تقوده موسكو على مختلف الجبهات.
وفي الوقت ذاته، شدد الكرملين على أنه يراقب عن كثب تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، ولا سيما الانسحاب الأميركي الجزئي من خطوط الإمداد العسكرية، والذي تمثّل مؤخرا بتعليق تسليم صواريخ "باتريوت".
ترامب يغيّر الأولويات: الصين أولاً وليس روسيا
أكد الكاتب والباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف خلال حديثه إلى "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية، أن روسيا متمسكة بمواقفها ولم تتأثر بالاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، بل على العكس، ترى في شعار "أميركا أولًا" الذي يرفعه ترامب تأكيدًا على أن الأولويات الأميركية تغيّرت.
وقال سيدروف: " الولايات المتحدة لم تعد ترى في روسيا تهديدا رئيسيا، بل تركّز استراتيجيتها على الصين كمنافس أول، وهذا يفسر تراجع الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، في إطار إعادة ترتيب الموارد تحسبًا لأي مواجهة محتملة في المحيط الهادئ".
التخلي الأميركي يربك كييف ويقلق أوروبا
في المقابل، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن فك الارتباط الأميركي "رسالة واضحة لأوروبا" لتكثيف دعمها لأوكرانيا، إلا أن سيدروف يرى أن القدرات الأوروبية محدودة، لاسيما أن كثيرًا من الأسلحة الأوروبية تحتوي على مكونات أميركية، ما يجعل تعويض الفراغ الأميركي أمرا شبه مستحيل في الوقت الراهن.
يضيف سيدروف: "أوروبا لا تستطيع أن تحل مكان أميركا، لأن توقف الإمدادات الأميركية يعني بالضرورة تراجعًا كبيرًا في القدرة الدفاعية الأوكرانية، خاصة على صعيد الدفاعات الجوية".
وفيما تبدو الخيارات العسكرية أكثر حسمًا في الميدان، تعثّرت المسارات الدبلوماسية مجددًا، إذ أشار سيدروف إلى أن الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، قد تم تعليقها بسبب رفض أوكرانيا العودة إلى طاولة التفاوض.
وأوضح أن الجولة كانت ستتناول تبادل الملاحظات حول مسودتين منفصلتين قدمهما الطرفان بشأن شروط وقف إطلاق النار، لكن الخلاف العميق بين الوثيقتين حال دون التقدّم.
الصواريخ تنفد والدفاعات تنهار
لفت سيدروف إلى أن نقص الإمدادات – وخاصة صواريخ "باتريوت" – يشكّل خطرًا مباشرًا على قدرات كييف الدفاعية، مشيرًا إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني سيتأثر بشدة في حال استمرت واشنطن بتجميد تسليم الأسلحة.
وأضاف: "من دون هذه الصواريخ، لن تملك أوكرانيا الوسائل الكافية لصد الهجمات الروسية المكثفة على المنشآت الحيوية".
هجوم روسي واسع قيد التنفيذ؟
يعتقد سيدروف أن روسيا قد تكون بصدد تنفيذ هجوم واسع النطاق، بعد أن أكملت سلسلة من الهجمات المحدودة على جبهات متعددة.
يقول الباحث الروسي: "القوات الروسية تهيئ الأرضية لعملية حاسمة، وفي حال نجحت المرحلة الأولى من الهجوم، فقد نشهد قريبا نقطة تحوّل كبرى لصالح موسكو".
وتابع: "الصيف الحالي، وربما بدايات الخريف، سيكونان حاسمين لتحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع، وقد يكونان شهودًا على انهيار الدفاعات الأوكرانية بالكامل."
أكد سيدروف أن روسيا تسعى للوصول إلى السيطرة الكاملة على الحدود الإدارية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، معتبراً أن هذا الإنجاز سيُعلن عمليًا نهاية "العملية العسكرية الخاصة"، كما تسميها موسكو.
يشدد سيدروف: "لن تتراجع روسيا عن مطالبها الجوهرية، وعلى رأسها أن تتخلى أوكرانيا بشكل نهائي عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، لأن ذلك يُمثّل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لموسكو".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اخبار الصباح
منذ 23 دقائق
- اخبار الصباح
ترامب "متفائل كثيراً" بعد رد حماس: قد يكون هناك اتفاق الأسبوع المقبل
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إنه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة" هذا الأسبوع، علماً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور البيت الأبيض الاثنين المقبل. وسُئل ترامب على متن الطائرة الرئاسية عما إن كان متفائلاً بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، فأجاب: "كثيراً"، مشيراً رغم ذلك إلى أن "الأمر يتغير بين يوم وآخر". وتعليقاً على إعلان الحركة استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ترامب: "هذا جيد، لم أُبلَّغ بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئاً بشأن غزة"، بحسب "فرانس برس". وكانت حركة حماس قد قالت، مساء أمس، إنّها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف الحرب على غزة، مؤكّدة أنها سلمت الرد للوسطاء، "الذي اتّسم بالإيجابية"، وأنها "جاهزة بكلّ جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار". عقب ذلك، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها تدعم قرار حركة حماس الدخول في المفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق، لكنّها طلبت ضمانات بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقالت الجهاد الإسلامي، في بيان، إنّها "قدمت (إلى حماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح"، ولفتت إلى أنها تريد "ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى"، وأشار البيان إلى أن حماس "تشاورت" مع الجهاد الإسلامي بشأن المقترح، وشدّد على أن رد حماس اتّسم بـ"المسؤولية العالية". وفي تصريح سابق، قال ترامب إنّ من المرجّح معرفة رد حركة حماس على اقتراح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة "خلال 24 ساعة". وكان ترامب قد قال، الثلاثاء، إنّ إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، معرباً عن أمله في أن توافق عليها حماس. وفي أثناء حديثه للصحافيين في قاعدة آندروز المشتركة بينما كان في طريقه إلى تجمع في ولاية أيوا، مساء الخميس، قال ترامب إنه يريد "الأمان" لسكّان قطاع غزة، في وقت يستعدّ فيه لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين المقبل، للدفع باتّجاه وقف لإطلاق النار. وفي موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم: "تلقينا ردَّ حماس على مقترح اتفاق بشأن غزة وندرسه". و"من المتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة" بعد ردّ حماس لإجراء مفاوضات حول آلية تنفيذ اتفاق غزة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية. من ناحية أخرى، قال ترامب إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأضاف أنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف. وذكر أنه سيناقش إيران مع نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين. كذلك أعلن أنه يعتزم زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الصين أو استقباله في الولايات المتحدة. وتبادل الرئيسان الدعوة الشهر الماضي إلى زيارة كل منهما الآخر.


البيان
منذ 23 دقائق
- البيان
بريطانيا تعيد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
وأعلنت الحكومة البريطانية عن حزمة مساعدات بقيمة 94.5 مليون جنيه استرليني (129 مليون دولار) لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
باحث: نحن أمام خطوتين من إعلان اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة
قال الدكتور مراد حرفوش، الباحث السياسي الفلسطيني، إننا نقترب من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن هناك خطوتين أساسيتين يفصلان المنطقة عن التوصل إلى تهدئة شاملة بعد أشهر طويلة من التصعيد والدمار. المجلس الأمني المصغر سيقرر الأمر وأوضح "حرفوش"، خلال مداخلة هاتفية من رام الله، مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج "عن قرب مع أمل الحناوي"، المذاع عبر قناة القاهرة الإخبارية"، اليوم أن الخطوة الأولى تتعلق باجتماع "الكابنيت" الإسرائيلي، المزمع عقده بعد انتهاء يوم السبت، حيث سيقرر المجلس الأمني المصغر ما إذا كان سيوافق على إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة أو القاهرة، من أجل البدء في مفاوضات فنية تتناول تفاصيل الاتفاق المقترح، بدعم من وسطاء إقليميين ودوليين. وأضاف أن الخطوة الثانية تتمثل في الإعلان المنتظر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين المقبل، عقب لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يتناول اللقاء عدة قضايا رئيسية، في مقدمتها وقف إطلاق النار في قطاع غزة. تصريحات ترامب المرتقبة قد تشكل دفعة حاسمة للمسار الدبلوماسي الجاري وأشار حرفوش إلى أن تصريحات ترامب المرتقبة قد تشكل دفعة حاسمة للمسار الدبلوماسي الجاري، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية من أجل إنهاء الحرب التي خلفت آلاف الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة، وأن الجهود الدبلوماسية بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، تتواصل في محاولة لإبرام اتفاق شامل يعيد الهدوء إلى غزة، ويفتح الباب أمام مفاوضات أوسع لحل جذور الأزمة.