logo
اللجنة الأولمبية الدولية تواجه عودة اختبارات تحديد الجنس من ألعاب القوى إلى الملاكمة

اللجنة الأولمبية الدولية تواجه عودة اختبارات تحديد الجنس من ألعاب القوى إلى الملاكمة

Elsportمنذ 5 أيام

https://files1.elsport.com/imagine/pictures_120_96/5902356_1750674755.jpg
بعد التخلي عنها في ​الألعاب الأولمبية​ بعد عام 1996، تعود اختبارات تحديد الجنس إلى الساحة الرياضية العالمية، مما يدفع اللجنة الأولمبية الدولية ورئيستها الجديدة إلى معالجة هذه القضية المثيرة للجدل سياسيا والمعقدة علميا.
"سنحمي فئة النساء" هكذا وعدت عند انتخابها في آذار/مارس الماضي الزمبابوية ​كيرستي كوفنتري​ التي تخلف رسميا الألماني ​توماس باخ​ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان.
تعهدت السباحة، المتوجة بالذهب الأولمبي مرتين، "بتشكيل مجموعة عمل لاتخاذ قرار موحد" بشأن شروط المنافسة في المسابقات النسائية، في حين تركت اللجنة الأولمبية الدولية هذه المسؤولية للاتحادات الدولية منذ عام 2021.
ولكن هل سيكون لدى كوفنتري الوقت للتشاور، في وقت اعتمد فيه الاتحادان الدوليان ل​ألعاب القوى​ و​الملاكمة​ للتو اختبارات الكروموسومات والتي خطط لها ​الاتحاد الدولي للسباحة​ في عام 2023؟
وحسب هذه الاتحادات الدولية، يعني جعل المنافسة في فئة الإناث مشروطة بغياب "جين إس آر واي" (SRY) الموجود على الكروموسوم الصبغي واي (Y)، مؤشر الذكورة، من خلال اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل "بي سي آر" (PCR) (على سبيل المثال، عينة من داخل الخد).
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دعت الأردنية ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة والفتيات، بالفعل إلى إدخال مثل هذه الاختبارات في الرياضة، معتبرة أنها "موثوقة وغير جراحية".
- خليف مستهدفة من الاتحاد الدولي للملاكمة -
في الظاهر، يعمل الفحص الكروموسومي على تبسيط المشاركة في المسابقات النسائية بشكل جذري والتي كانت موضوعا لأنظمة ومناقشات علمية وأخلاقية متنوعة لعقود من الزمن.
الفكرة هي قبول "الرياضيات إكس إكس" (XX) - كما يسميهن الاتحاد الدولي لألعاب القوى - مع استبعاد كل من النساء المتحولات جنسيا واللواتي يعتبرن دائما من الإناث ولكن لديهن كروموسومات "إكس واي" (XY)، وهو أحد أشكال "اختلافات التطور الجنسي دي إس دي" (DSD) أو الخنثى.
أمر الاتحاد الدولي الجديد للملاكمة البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف التي أثير جدل كبير حول جنسها في أولمبياد باريس أججه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني والبريطانية جيه كيه رولينغ، صراحة بإجراء اختبار.
رغم تسجيلها في بطولة أيندهوفن الهولندية للملاكمة في بداية حزيران/يونيو، إلا أن خليف لم تشارك في النهاية. الملاكمة الجزائرية التي وُلدت ونشأت كفتاة، اتُهمت من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة السابق، بحمل كروموسومات "إكس واي" (XY).
ومع ذلك، فإن الفحص الكروموسومي الذي كان معمولا به في الألعاب الأولمبية بين عامي 1968 و1996، يثير انتقادات عديدة، خصوصا من جانب الجمعية الطبية العالمية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمجتمع العلمي.
- عدم وجود أدلة -
وقالت ​مادلين باب​، وهي عالمة اجتماع متخصصة في الجنس الاجتماعي في الرياضة بجامعة لوزان، لوكالة فرانس برس بعد تمثيل أستراليا في سباق 800 م في منافسات ألعاب القوى في أولمبياد 2008: "لا تزال المشاكل الأساسية التي أدت إلى التخلي عنها قائمة: فهي بعيدة كل البعد عن الدقة العلمية كمؤشر للأداء، في حين أنها مضرة جدا بالرياضيات المتأثرات بها".
الصعوبة الأولى: عدم وجود دراسات تثبت أن التحول بين الجنسين أو أحد أشكال "دي دي إس" (DDS) العديدة يوفر "ميزة غير متناسبة" على المتنافسات "إكس إكس" (XX)، وهو المعيار الذي اقترحته اللجنة الأولمبية الدولية في عام 2021.
وتؤكد مادلين باب أن تفسير الأداء معقد جدا لدرجة أن هذا الشك ينطبق على "جميع الرياضيين"، مضيفة أنه من الممكن بشكل خاص أن يكون لدى الشخص كروموسوم "إكس واي" (XY) بينما يكون "غير حساس بشكل كامل أو جزئي لهرمون التستوستيرون"، مثل عداءة الحواجز الإسبانية ماريا خوسيه مارتينيس باتينيو التي حرمت من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1988 وكانت أول من طعن في اختبارات الأنوثة بنجاح.
وإدراكا لهذه القيود، تطرق الاتحادان الدوليان للملاكمة وألعاب القوى إلى خطوات إضافية بعد فحص "إس آر واي" (SRY): "المظاهر الهرمونية"، "الفحص التشريحي"، "التشخيص الإضافي بتقدير الرياضي".
وتقول مادلين باب: "تبدو اختبارات الكروموسومات بسيطة جدا، ولكن هناك الكثير من التعقيد وراءها: ربما تكون فحصا نسائيا شديد التوغل، أو تسلسلا جينيا مكلفا لا يمكن القيام به في العديد من البلدان، وكل ذلك دون إطار أخلاقي أو مبرر طبي".
أخيرا، من الناحية القانونية، لا يزال العالم الرياضي في حالة ترقب بشأن الحكم النهائي للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، المتوقع صدوره في العاشر من تموز/يوليو في قضية العداءة الجنوب إفريقية كاستر سيمينيا، البطلة الأولمبية في سباق 800 م والتي حرمها الاتحاد الدولي لألعاب القوى من المنافسة: حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لصالح العداءة الجنوب إفريقية في درجة البداية، بانتظار حكم الاستئناف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوفنتري تبدأ المشوار التاريخي في رئاسة الأولمبية الدولية
كوفنتري تبدأ المشوار التاريخي في رئاسة الأولمبية الدولية

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

كوفنتري تبدأ المشوار التاريخي في رئاسة الأولمبية الدولية

حددت الزمبابوية كيرستي كوفنتري أول أهدافها كرئيسة جديدة للجنة الأولمبية الدولية، مركزة على شروط المشاركة في مسابقات السيدات واختيار الدول المضيفة للألعاب الأولمبية، وفق ما أفادت الخميس. وتسلمت الفائزة بسبع ميداليات أولمبية في السباحة الإثنين مهامها رسمياً خلفاً للألماني توماس باخ، بعدما انتخبت في آذار/مارس الماضي في مواجهة ستة منافسين لتصبح أول امرأة وأول شخص من القارة الأفريقية يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية. وباتت كوفنتري عن 41 عاماً أصغر رئيس للهيئة الأولمبية منذ مؤسسها الفرنسي بيار دي كوبرتان، في ولاية تمتد لثمانية أعوام، مع إمكانية تجديدها لمدة أربعة أعوام أخرى. وكما شددت بعد انتخابها في آذار/مارس على "حماية فئة النساء" و"تشكيل مجموعة عمل لاتخاذ قرار موحد"، اغتنمت كوفنتري فرصة تواجدها في لوزان للتشاور مع حوالي مئة عضو في اللجنة الأولمبية الدولية لمدة يوم ونصف. ونظرا إلى بروز هذه القضية خلال منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس 2024، "كان هناك دعم ساحق" لفكرة "ضرورة حماية فئة النساء" وفق ما أفادت كوفنتري الخميس. وفي حين أن اللجنة الأولمبية سمحت للاتحادات الدولية بوضع قواعد الأهلية الخاصة بها منذ نهاية عام 2021، "اتفق الأعضاء على أن تلعب اللجنة الأولمبية الدولية دورا قياديا في هذا الأمر، وأن نكون نحن من يجمع الخبراء ويوحد الاتحادات الدولية". وتابعت كوفنتري: "نتفهم أنه ستكون هناك اختلافات حسب الرياضة"، معربة عن أملها في تشكيل مجموعة العمل "في غضون أسابيع" بهدف التوصل إلى "توافق" في الآراء بشأن سياسة محددة. وقالت: "كان من الواضح جدا أننا بحاجة إلى حماية فئة النساء لكننا بحاجة إلى ضمان العدالة وبحاجة إلى الاعتماد على مقاربة علمية". وكشفت كوفنتري أن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية طالبوا بتعليق موقت لعملية اختيار الدول المضيفة للألعاب الأولمبية المحسومة حالياً حتى الأولمبياد الشتوي عام 2034 في سولت لايك سيتي، مبررة ذلك بأنهم يرغبون في "المشاركة بشكل أكبر في العملية" بدلا من مجرد التصديق على قرار مصاغ من قبل لجنة مُخصصة، والنظر في "الوقت المناسب" لاختيار الدول المضيفة المستقبلية.

ويمبلدون ستكرّم اندي موراي بتمثال في ذكرى البطولة الـ150
ويمبلدون ستكرّم اندي موراي بتمثال في ذكرى البطولة الـ150

Elsport

timeمنذ 2 أيام

  • Elsport

ويمبلدون ستكرّم اندي موراي بتمثال في ذكرى البطولة الـ150

أعلنت إدارة ​ويمبلدون​ أنها ستكرّم أسطورة ال​تنس​ ​أندي موراي​ بتمثال خاص يُكشف عنه في 2027، احتفالًا بالذكرى ال 150 لانطلاق البطولة عام 1877. وأكدت رئيسة ويمبلدون ديبي غفنز أنَّ العمل جارٍ بالتنسيق مع موراي وفريقه لضمان أن يكون التمثال مميزاً ويليق بمكانته. يُذكر أن موراي تُوج بلقب ويمبلدون مرتين (2013 و 2016)، ليصبح أول بريطاني يفوز بالبطولة منذ 77 عاماً. كما أحرز لقب أميركا المفتوحة 2012 وذهبيتي الألعاب الأولمبية عاميّ 2012 و 2016. وتنطلق البطولة بعد ايام قليلة وتستمر المباريات التمهيديّة المؤهلة رسميا الى البطولة.

مخاطر التبجّح بالانتصار في الشرق الأوسط
مخاطر التبجّح بالانتصار في الشرق الأوسط

شبكة النبأ

timeمنذ 4 أيام

  • شبكة النبأ

مخاطر التبجّح بالانتصار في الشرق الأوسط

الفجوة الزمنية بين النتيجة الفورية وما يترتب عنها من نتائج قد تمتد: عبارة "المهمة أنجزت" قد تتردّد لأيام، أسابيع، أشهر، بل وحتى سنوات. ثم ماذا؟ من المغري أن يُنظر إلى التحوّلات الفورية على أنها الأكثر أهمية. لكن ذلك يبقى صحيحًا فقط إلى أن يحدث الحدث التالي. فالقصة لا تنتهي... بقلم: حسين آغا و روبرت مالي بالنسبة لكثيرين خارج الشرق الأوسط، تبدو الحرب الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران وكأنها سردية خطّية: جيوش الحليفين الهائلة وأجهزة استخباراتهم مصطفة ضد خصمهم، على وشك الانتصار، حيث يقفان على أعتاب نصر حاسم لا جدال فيه. تُرى هذه المعركة ونتيجتها المتوقعة من خلال عدسة نماذج سابقة مألوفة: ألمانيا الهتلرية سُحقت وهُزمت، وقَبِلت بشروط المنتصر؛ تلتها اليابان. عندما يتحدث مؤيدو هذه الحرب عن استسلام طرف ما وكون الطرف الآخر على "الجانب الصحيح من التاريخ"، فإنهم يعتمدون على مثل هذه المفاهيم الواضحة للتقدم والحسم. فالتاريخ، في نظرهم، يتقدّم بخط مستقيم، ويتّجه سريعًا نحو شواطئ آمنة، وعلى المرء أن يختار الجانب الصحيح أو يُترك تائهًا. أما بالنسبة لأولئك الذين يعرفون الشرق الأوسط، فإن مثل هذه الأفكار تبدو بلا معنى. إنها هراء. فالمنطقة لها نماذجها التاريخية المفضّلة. في أوائل السبعينيات، أدّت حملة الأردن لسحق الفدائيين الفلسطينيين إلى بروز منظمة "أيلول الأسود" ومجزرة ميونيخ التي استهدفت الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية. غزت إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982 ودفعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنفى في تونس. النتيجة: صعود حزب الله المفعم بالحيوية، وفي وقت لاحق، انتقال الفلسطينيين المنفيين إلى مناطق أقرب إلى إسرائيل، في غزة والضفة الغربية. في الثمانينيات، ساعد دعم واشنطن للمجاهدين الأفغان على طرد القوات السوفييتية، لكنه أيضًا أدى إلى صعود طالبان وجيل من الجماعات الجهادية، من بينها القاعدة، التي رأت في الأميركيين العدو الأول. بعد انتصار واشنطن في حرب الخليج عام 1990-1991، جعل أسامة بن لادن وأتباعه الولايات المتحدة هدفهم الأساسي. وبعد تنفيذهم لهجمات 11 سبتمبر، غزت إدارة جورج بوش الابن أفغانستان ودحرت طالبان، ثم أطاحت بنظام صدام حسين في العراق. بعد عشرين عامًا، عادت طالبان إلى السلطة. وفي العراق، نشأ تنظيم الدولة الإسلامية من تحت الأنقاض، ولعبت الميليشيات الموالية لإيران دورًا مهيمنًا في البلاد. عندما اندلعت الثورات في الشرق الأوسط بين عامي 2010 و2011، تبنّى الغربيون "الربيع العربي"، واحتفوا بالناشطين الليبراليين، وهللوا لانتشار الديمقراطية. لكن الظلام سرعان ما حلّ؛ فالتظاهرات السلمية والقيم السامية التي ألهمتها أصبحت ذكريات بعيدة. نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أفسح المجال في النهاية لطاغية أكثر قسوة. إسقاط حكومة اليمن أفضى إلى هيمنة الحوثيين؛ وسقوط معمر القذافي في ليبيا جلب الفوضى وعدم الاستقرار والعنف. رحل بشار الأسد، لكن مصير سوريا لم يُحسم بعد. التاريخ لا يتقدم، بل ينحرف ويهبط في أكثر الأماكن غير المتوقعة. قد تنتصر إسرائيل في حربها ضد إيران، تمامًا كما قد تفعل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو في لبنان، أو سوريا. قد تخرج منتصرة، باعتبارها القوة الإقليمية المهيمنة بلا منازع. قد تظهر إيران كنمر من ورق؛ ويُهزَم شركاؤها من الدول الاخرى أو يُصابوا بالضعف؛ وقد يتحطم برنامجها النووي؛ وجيشها يصبح مجرد ظل لما كان عليه. قد لا تتحقق أحلام إسرائيل في تغيير النظام، لكن الفوضى قد تسود. بالنسبة لكل من رأى في إيران عملاقًا مرعبًا، ورُهب من قدرتها على الردع وجُمّد بفعل تهديداتها، فإن هذه أيام المحاسبة. وقد يستمر هذا الحال لبعض الوقت. الفجوة الزمنية بين النتيجة الفورية وما يترتب عنها من نتائج قد تمتد: عبارة "المهمة أنجزت" قد تتردّد لأيام، أسابيع، أشهر، بل وحتى سنوات. ثم ماذا؟ من المغري أن يُنظر إلى التحوّلات الفورية على أنها الأكثر أهمية. لكن ذلك يبقى صحيحًا فقط إلى أن يحدث الحدث التالي. فالقصة لا تنتهي. القوة تستدعي قوة مضادة. والنجاح يولد ردود أفعال تفضي إلى نقيضه. كلما اقتربت إسرائيل من الانتصار الكامل، كلما اقتربت من حالة من عدم اليقين الكامل، ومن أخطار يطلقها الإذلال المكبوت والغضب والحقد. مثل هذا النصر ليس مكانًا آمنًا. بالنسبة للإسرائيليين، كان الإغراء بالتحرك لا يُقاوم. لقد انتظروا عقودًا ليتمكنوا من إسقاط أعدائهم، سواء القريبين أو البعيدين، الحقيقيين أو المتخيلين. ومع زوال كل القيود، باتوا يعتقدون أن حدودهم الوحيدة هي قدرتهم على التنفيذ، وهم قادرون على الكثير. لكن على الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن تكون أكثر وعيًا. فاليهود لم ينسوا ارتباطهم بالأرض المقدسة بعد ألفي عام من المنفى. والفلسطينيون، واللبنانيون، والإيرانيون، أولئك الذين لا يزالون يتذكرون معركة كربلاء في القرن السابع، التي قادت إلى استشهاد حفيد النبي محمد، الحسين، لن ينسوا ما حلّ بغزة من ويلات، وقصف مدنهم، والمجازر، والعار، واغتيال قادتهم، وخيانة الغرب ونفاقه وخواءه الأخلاقي. ومع ذكريات بهذا العمق وآفاق بهذا البُعد، فإن كثيرًا مما يُرى اليوم على أنه مصيري، سيكون بلا أهمية في المستقبل. المخاطر القادمة قد لا تكون من النوع المألوف. قد تتطلب إعادة تشكيل "محور المقاومة" الإيراني بدرجة لا تقل عمقًا عمّا أحدثته إسرائيل بالقوة. فعلى مدى السنوات، ومع شعورها بالتمكّن، بنت إيران ترسانة تقليدية، مؤمنة بأنها قادرة على ردع إسرائيل وتحديها في ساحة طالما تفوّقت فيها الدولة العبرية. حزب الله، ثم حماس من بعده، أقاما شبه دول في لبنان وغزة، مع مسؤوليات مدنية مرهقة وجيوش شبه نظامية. ورأى الثلاثة في هذه الإنجازات مؤشرات قوة، وتغاضوا عن مدى هشاشة هذه الإنجازات، وكيف أن الضعف نشأ من مظاهر القوة الظاهرة. ثمة سبب جعلهم في البداية يعتمدون أساليب أكثر حركة وتخفّيًا تشبه أساليب الجماعات المسلحة. كانت قوتهم تكمن في عدم التماثل. وحين انحرفوا نحو محاولة مجاراة عدوهم، تاهوا عن الطريق وفقدوا زمام الأمور. فانكشفوا. في الأيام والسنوات القادمة، قد يشعرون بالحاجة إلى العودة إلى التكتيكات القديمة. وقد لا يمر وقت طويل قبل أن يلجأ مزيد من الفلسطينيين واللبنانيين والإيرانيين وغيرهم ممن تحركهم قضيتهم -يائسون، فقدوا أصدقاء أو عائلة، يتوقون للانتقام، ولا يرون إلا الظلام أمامهم-، إلى أشكال غير تقليدية من الحروب، بعضها مخطط له بعناية، وبعضها مرتجل، نسخ اليوم الأشد فتكًا والأكثر تطورًا تكنولوجيًا من طائرات وباصات مخطوفة، واحتجاز رهائن، وهجمات انتحارية. شيء جديد، مختلف، أكثر تدميرًا، وفي الوقت ذاته، عودة إلى الماضي. قد تشير إنجازات إسرائيل في الاستخبارات التقنية، والهجمات السيبرانية، وتفجيرات الأجهزة، والاغتيالات الدقيقة، والمجازر الجماعية للمدنيين، وغيرها، إلى أساليب ستُستَخدَم من قِبل الجميع. والمؤشرات بدأت تظهر بالفعل. يستغرق التاريخ وقتًا ليصل إلى وجهته، ولن يصلها قبل أن يسلك مسارات مضللة عديدة. السنوات المقبلة لن تعكس خططًا منمقة أو وصفات سياسية صارمة. بل ستتشكّل بفعل الغريزة والعاطفة، مستلهمة من رغبات خام متجذّرة في أعماق الذاكرة من أجل جبر التاريخ والانتقام. هذا ليس عالمًا بناه الأمريكيون أو صُمم من أجلهم. سيكونون فيه تائهين. ...................................... * حسين آغا قضى أكثر من 25 عامًا زميلًا أقدم في كلية سانت أنتوني، جامعة أكسفورد، وشارك في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة عقود. روبرت مالي مُحاضر في كلية جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، وشغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص لإيران في إدارة بايدن، ومنسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض في إدارة أوباما. وهما مؤلفا الكتاب القادم: الغد هو البارحة: الحياة والموت والسعي وراء السلام في إسرائيل وفلسطين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store