logo
دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة

دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة

الرجلمنذ 3 أيام

نشرت دراسة حديثة في مجلة PLOS ONE، أجراها باحثون من جامعة سيليزيا في كاتوفيتسه، بولندا، عن تأثير المودة العامة على سعادة العلاقة الزوجية.
شملت الدراسة أكثر من 450 مشاركًا من دول مختلفة مثل إندونيسيا ونيبال وبولندا، حيث تم استكشاف العلاقة بين إظهار المودة في الأماكن العامة مثل مسك الأيدي في الأماكن، ورضا الأفراد عن علاقاتهم العاطفية.
وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين يظهرون المودة في الأماكن العامة يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا الزوجي والراحة النفسية، مقارنة بأولئك الذين لا يعبرون عن محبتهم علنًا.
تجدر الإشارة إلى أن المودة العامة لم تكن مرتبطة فقط بتحسين العلاقة الزوجية، بل أيضًا بالرفاهية الشخصية، وتقليل مستويات التوتر، مما يعزز جودة الحياة بشكل عام.
ورغم أن بعض الأشخاص قد يشعرون بعدم الراحة من هذه التصرفات في الأماكن العامة، أكدت الدراسة على أن إظهار المودة يمكن أن يكون أداة بسيطة ولكن فعالة لتعزيز الروابط العاطفية بين الأزواج.
اقرأ أيضاً الباحثون يكشفون الرابط بين الشخصية العصابية وتدهور العلاقات الزوجية
الاختلافات الثقافية والجنسية في إظهار المودة
أظهرت الدراسة أيضًا وجود اختلافات ثقافية وجنسية واضحة في طريقة إظهار المودة، فقد أظهر المشاركون البولنديون أعلى مستوى من المودة العامة، في حين كانت نسبة المودة أقل لدى المشاركين الإندونيسيين.
وأضاف الباحثون أن هذه المواقف الثقافية تؤثر بشكل ملحوظ في تصورات الأفراد عن التصرفات العامة في العلاقات العاطفية، كما أظهرت الدراسة أيضًا أن النساء يُظهرن المودة بشكل أكثر تكرارًا من الرجال، حيث تميل النساء إلى أن يكن أكثر حرصًا على التعبير عن مشاعرهن في الأماكن العامة، بينما يعبر الرجال عن مودة أقل.
ورغم هذه الاختلافات بين الجنسين، أكد الباحثون أن الفروق بين الجنسين في تفضيلاتهم للمودة الجسديةكانت بشكل عام فروقًا طفيفة، وهذه النتائج تبرز أهمية تعزيز التعبير عن المودة كوسيلة لزيادة الرضا في العلاقة الزوجية، بغض النظر عن الثقافة أو الجنس.
الدمج المالي يعزز العلاقة الزوجية
في جانب آخر من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية، أظهرت دراسة أخرى نشرت في عام 2023 أن الدمج المالي بين الزوجين يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة العلاقة.
حيث قام الباحثون بتتبع 230 زوجًا مخطوبين أو حديثي الزواج لمدة عامين، وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين دمجوا حساباتهم المصرفية أظهروا مستويات أعلى من الرضا عن علاقتهم، مقارنة بالأزواج الذين احتفظوا بحساباتهم المنفصلة.
وقال الباحثون إن الدمج المالي يعزز الشفافية ويزيد من التوافق بين الزوجين بشأن أهدافهما المالية، مما يؤدي إلى فهم مشترك لاحتياجات الطرفين ويقوي العلاقة العاطفية بينهما.
كما أكدت الدراسة أن الدمج المالي يساهم في تحقيق "فهم جماعي للزواج"، حيث يستجيب الأزواج لاحتياجات بعضهم البعض بشكل أكثر فاعلية، هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التعاون المالي كجزء من بناء علاقة زوجية قوية ومستدامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة
دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة

الرجل

timeمنذ 3 أيام

  • الرجل

دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة

نشرت دراسة حديثة في مجلة PLOS ONE، أجراها باحثون من جامعة سيليزيا في كاتوفيتسه، بولندا، عن تأثير المودة العامة على سعادة العلاقة الزوجية. شملت الدراسة أكثر من 450 مشاركًا من دول مختلفة مثل إندونيسيا ونيبال وبولندا، حيث تم استكشاف العلاقة بين إظهار المودة في الأماكن العامة مثل مسك الأيدي في الأماكن، ورضا الأفراد عن علاقاتهم العاطفية. وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين يظهرون المودة في الأماكن العامة يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا الزوجي والراحة النفسية، مقارنة بأولئك الذين لا يعبرون عن محبتهم علنًا. تجدر الإشارة إلى أن المودة العامة لم تكن مرتبطة فقط بتحسين العلاقة الزوجية، بل أيضًا بالرفاهية الشخصية، وتقليل مستويات التوتر، مما يعزز جودة الحياة بشكل عام. ورغم أن بعض الأشخاص قد يشعرون بعدم الراحة من هذه التصرفات في الأماكن العامة، أكدت الدراسة على أن إظهار المودة يمكن أن يكون أداة بسيطة ولكن فعالة لتعزيز الروابط العاطفية بين الأزواج. اقرأ أيضاً الباحثون يكشفون الرابط بين الشخصية العصابية وتدهور العلاقات الزوجية الاختلافات الثقافية والجنسية في إظهار المودة أظهرت الدراسة أيضًا وجود اختلافات ثقافية وجنسية واضحة في طريقة إظهار المودة، فقد أظهر المشاركون البولنديون أعلى مستوى من المودة العامة، في حين كانت نسبة المودة أقل لدى المشاركين الإندونيسيين. وأضاف الباحثون أن هذه المواقف الثقافية تؤثر بشكل ملحوظ في تصورات الأفراد عن التصرفات العامة في العلاقات العاطفية، كما أظهرت الدراسة أيضًا أن النساء يُظهرن المودة بشكل أكثر تكرارًا من الرجال، حيث تميل النساء إلى أن يكن أكثر حرصًا على التعبير عن مشاعرهن في الأماكن العامة، بينما يعبر الرجال عن مودة أقل. ورغم هذه الاختلافات بين الجنسين، أكد الباحثون أن الفروق بين الجنسين في تفضيلاتهم للمودة الجسديةكانت بشكل عام فروقًا طفيفة، وهذه النتائج تبرز أهمية تعزيز التعبير عن المودة كوسيلة لزيادة الرضا في العلاقة الزوجية، بغض النظر عن الثقافة أو الجنس. الدمج المالي يعزز العلاقة الزوجية في جانب آخر من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية، أظهرت دراسة أخرى نشرت في عام 2023 أن الدمج المالي بين الزوجين يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة العلاقة. حيث قام الباحثون بتتبع 230 زوجًا مخطوبين أو حديثي الزواج لمدة عامين، وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين دمجوا حساباتهم المصرفية أظهروا مستويات أعلى من الرضا عن علاقتهم، مقارنة بالأزواج الذين احتفظوا بحساباتهم المنفصلة. وقال الباحثون إن الدمج المالي يعزز الشفافية ويزيد من التوافق بين الزوجين بشأن أهدافهما المالية، مما يؤدي إلى فهم مشترك لاحتياجات الطرفين ويقوي العلاقة العاطفية بينهما. كما أكدت الدراسة أن الدمج المالي يساهم في تحقيق "فهم جماعي للزواج"، حيث يستجيب الأزواج لاحتياجات بعضهم البعض بشكل أكثر فاعلية، هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التعاون المالي كجزء من بناء علاقة زوجية قوية ومستدامة.

المهندسة والحرفية ديما إسطفان: مادة الخيزران فريدة ومختلفة
المهندسة والحرفية ديما إسطفان: مادة الخيزران فريدة ومختلفة

مجلة سيدتي

timeمنذ 3 أيام

  • مجلة سيدتي

المهندسة والحرفية ديما إسطفان: مادة الخيزران فريدة ومختلفة

يظهر جلياً في الفترةِ الأخيرةِ تركيزُ مهندسي ومصمِّمي الديكورِ وشركاتِ الأثاثِ على تحقيقِ الاستدامةِ في أعمال التصميم من خلال الاعتمادِ على الحِرفِ اليدويَّة، واستخدامِ الموادِّ الطبيعيَّة، منها مادةُ الخيزران التي تروجُ حالياً. تنتمي مادةُ الخيزران إلى عائلةِ النخيل، وهي عبارةٌ عن خشبٍ متينٍ ذي قلبٍ ليفي، ينمو في الغاباتِ الاستوائيَّة، جنوب شرقي آسيا. استُخدمت المادةُ الطبيعيَّة المذكورةُ لقرونٍ في صنعِ الأثاثِ وموادِّ الديكورِ المنزلي، واكتسبت شعبيَّةً نظير قوَّتها، ومرونتها في آنٍ واحدٍ، وخفَّة وزنها. ازدهر الأثاثُ المصنوعُ من الخيزران خلال الفترةِ الاستعماريَّة عندما بدأت الدولُ الأوروبيَّة في توسيعِ طرقِ تجارتها في القارةِ الآسيويَّة، وفي هذا الجانبِ، قام الهولنديون بدورٍ رئيسٍ في تطويرِ صناعةِ الخيزران في ذلك الوقت، إذ أنشأوا مستعمراتٍ في إندونيسيا، وبدأوا في تصديرِ الأثاثِ الخيزران إلى أوروبا خلال القرن الـ 17. للحديثِ عن رواجِ الخيزران، راهناً، كان لـ «سيدتي» هذا اللقاءُ مع المهندسةِ الداخليَّة اللبنانيَّة ديما إسطفان. الخيزران مادةٌ جذَّابةٌ ومتجدِّدةٌ الخيزران مادةٌ مُستَخدمةٌ منذ القِدم، لكنها تراجعت وقتاً طويلاً قبل أن تُعاود الظهورَ مجدَّداً، لماذا؟ الخيزران من الموادِّ الأساسيَّة في تصنيعِ المفروشاتِ وأعمالِ التصميم، ولم تختفِ أبداً. على غرارِ الموادِّ الأخرى مثل الحديدِ ، والخشبِ، والزجاجِ، والقماشِ، تُطوَّعُ هذه المادةُ بحسب الطرزِ، والخطوطِ الدارجة. في فترةٍ من الفتراتِ، راجَ الطرازُ البوهيمي، فاستُخدمت مادةُ الخيزران لغرضِ بثِّ الدفء في الأسلوبِ التصميمي المذكور، لذا لمعت المادةُ في تلك الفترة، ولا تزالُ. في ظلِّ كثرة الحِرفِ، وتنوُّعها، لماذا اخترتِ الاشتغالَ بالخيزران؟ كوني مهندسةً، استخدمتُ الخيزران للمرَّة الأولى في أحدِ مشروعاتي، ولاحظتُ أن المادةَ مميَّزةٌ ومختلفةٌ، فجذبتني، خاصَّةً أنني في بحثٍ دائمٍ عن كلِّ فريدٍ. في المرَّة الأولى، صمَّمت كراسي من الخيزران مع حِرفي بطريقةٍ «مودرن»، وقمتُ ببحوثٍ على مدى ثلاثة أشهرٍ، ووجدتُ أن الخيزران الـ «مودرن» شبه غائبٍ في لبنان، ما دفعني إلى تقديمِ المادةِ المذكورةِ بطابعٍ جديدٍ، وجذَّابٍ، ومناسبٍ لطرزِ المنازلِ كافة لاستقطابِ محبِّي الموادِّ الطبيعيَّة، والحِرفِ اليدويَّة. ترتبطُ مادةُ الخيزران في أذهانِ الكثيرين بالزمنِ الماضي، كيف تقدِّمين قطعَكِ بطريقةٍ «مودرن»؟ عُرِفَت الخامةُ فيما مضى بقطعٍ عدة، خاصَّةً في الكراسي ذات القواعدِ الخشبيَّة، والمقاعدِ التي كانت تُصنَعُ بصورةٍ يدويَّةٍ من الخيزران. في الوقتِ الراهن، أصمِّمُ على تنفيذِ الكراسي بحسب الشكلِ القديم، وفي المقابل، أستعيضُ عن النقشِ السداسي التقليدي على درفِ الخزائنِ الخيزران بالنقشِ المربَّعِ العصري، ولو أن للنقوشِ القديمةِ جماليتها. تُستَخدمُ مادةُ الخيزران أخيراً في صنعِ تركيباتِ الإضاءةِ، والإكسسواراتِ المنزليَّة، ماذا تشتغلون أيضاً بالمادة؟ تُصنَّعُ قطعٌ عدة من مادةِ الخيزران. من ناحيتي، أسألُ العملاءَ أولاً عن طبيعةِ المساحةِ التي ستحلُّ فيها القطعُ المصمَّمة من الخيزران، ثم أنصحهم باستخدامِ الخيزران مع قشرةٍ، أو دون قشرةٍ. في حالِ القطعِ التي ستحلُّ في مساحاتٍ خارجيَّةٍ، لا أنصحُ بالخيزران دون قشرةٍ، لأن الأخيرةَ تحمي المادة. في العموم، مادةُ الخيزران مرنةٌ، وقابلةٌ للتطوير، لذا أصبحت تستعملُ اليوم في قطعٍ عدة، لا سيما وحداتُ الإضاءة، والإكسسواراتُ، والمرايا، والسلالُ، و الطاولاتُ ، وحتى رأسياتُ الأسرَّة "هيدبورد". ولا يقتصرُ حضورُ الخيزران على المنازلِ فقط، بل ويشملُ أيضاً المطاعمَ، والفنادق. ولأن الخيزران، أصبحت باهظةَ الثمن، لذا صارت حاضرةً في قطعٍ نبيلةٍ. وبدوري، أمنحُ قطعةَ الخيزران قيمةً أكبر من خلال الاشتغالِ عليها بصورةٍ يدويَّةٍ وبتأنٍّ. منذ القِدم، كانت الثريَّات والمرايا، تصمَّمُ من الخيزران أيضاً، لكنْ تتَّخذُ القطعُ المذكورة الطابع الـ «مودرن»، أخيراً، وتواكبُ الموضة. اللون العسلي خامةُ الخيزران عسليَّةٌ، ماذا عن ألوانِ الأصبغةِ الجديدةِ لها؟ تكمن جماليَّة القطعِ المصنوعةِ من الخيزران في الإبقاءِ على لونِ المادةِ الأساسي، وهو العسلي، وهو متفاوتُ الدرجات، إذ يتراوحُ بين الداكنِ والفاتح. يشيعُ اللونُ الطبيعي العائدُ للمادةِ طابعاً دافئاً، لذا لا أفضِّلُ صبغَ الخيزران، وهذا تحدٍّ لي في إطارِ التصميم الـ «مودرن»، لكنْ إذا رغبَ العميلُ بتلوين الخيزران فهناك طرقٌ عدة لذلك دون إتلافِ القطعة، أو اختفاءِ اللون بعد فترةٍ. من جهةٍ ثانيةٍ، مادةُ الخيزران المزوَّدةُ بقشرةٍ غير قابلةٍ للتلوين بلونٍ أساسه مائي، لأن اللونَ لا يثبتُ عليها، لكنْ عند طلاءِ الخيزران مع قشرةٍ، نضطرُ إلى استخدامٍ لونٍ اصطناعي، يقتلُ مسامَ الخيزران. ولناحيةِ العناية، الخيزران نبتةٌ، بالتالي يُنصَحُ دائماً، إذا كان الطقسُ حاراً، بأن تُرشَّ قطعةُ الخيزران بالماءِ مرَّةً كلَّ شهرٍ لتنتعش. مجموعةٌ جديدةٌ لإعطاءِ مظهرٍ جديدٍ لخامةِ الخيزران، يقومُ بعضهم بدمجِ موادَّ أخرى بها. في هذه الحالة، ما الموادُّ المقصودة؟ شاعَ في الفترةِ الأخيرةِ مزجُ الخشبِ والحديدِ بالخيزران. مثلاً، طبَّقتُ فكرةً جديدةً متمثِّلةً في الجمعِ بين الفخَّارِ والخيزران في مجموعتي الأخيرة، ما أبرزَ التناقضَ بين هاتين المادتَين الطبيعيتَين بصورةٍ لافتةٍ، ولاقى استحساناً من العملاء. أفكِّرُ راهناً في النتيجةِ التي سأحصلُ عليها إذا ما دمجتُ الخيزران بالرخام. في العموم، المزجُ بين خامتَين، أو ثلاثٍ فكرةٌ جذَّابةٌ، تكسرُ النمطيَّة. * الصور من المهندسة ديما إسطفان.

تحرير العلاقة الزوجية من الأجندة الخفية
تحرير العلاقة الزوجية من الأجندة الخفية

الرياض

timeمنذ 3 أيام

  • الرياض

تحرير العلاقة الزوجية من الأجندة الخفية

في قلب العلاقة الزوجية، تختبئ أحيانًا "أجندة خفية" تؤثر على طبيعة التفاعل بين الزوجين، سواء أدركا وجودها أم لا. هذه الأجندة قد تكون موروثة من أساليب تنشئة أسرية، أو تقاليد اجتماعية صارمة، أو نابعة من توقعات غير واعية تفرض قيودًا على حرية الزوجين في التعبير عن ذواتهما. وهنا تبرز أهمية مفهوم الحرية الهيجلية، حيث يرى الفيلسوف جورج هيجل أن الحرية لا تعني التخلص العشوائي من القيود، بل هي انفلات الوعي -إن صحت التسمية- أو تحرره من الضرورات الطبيعية بمعنى اكتساب درجة وعي يتحرر فيها الإنسان اختيارًا من تأثير الغرائز وأساليب التنشئة والعادات الصارمة والتوقعات غير الواعية، ويبدأ في تحقيق ذاته لأنه حينها أصبح قادرًا على اتخاذ قرارته باختيار واعٍ ومسؤولٍ. هذا الفهم العميق للحرية يصبح مهمًا جدًا عندما نتحدث عن العلاقات الزوجية، لأنها مساحة حيّة للتفاعل والنمو المشترك، وليست مجرد ارتباط شكلي. وبما أن التفاعلات بين الزوجين ليست مجرد سلوكيات ظاهرية، بل هي مشحونة بالرموز والمعاني –كما يؤكد المدخل التفاعلي الرمزي– فإن كل تصرف، مهما بدا بسيطًا، يحمل رسالة عاطفية ضمنية. فالهدية، أو الكلمة الدافئة، ليست تعبيرًا عن اللطف فقط، بل إشارات وجدانية عميقة تنتظر من الشريك الآخر أن يلتقطها ويتفاعل معها، وعندما يغيب هذا الانتباه، تتسرب فجوة صامتة تتراكم شيئًا فشيئًا. من هنا، تتضح أهمية الوعي والحرية الداخلية، لا للانسحاب من العلاقة، بل لفهم الشريك بعمق، والتفاعل معه بأصالة واحترام، ذلك هو ما يبني الثقة ويقوّي أواصر الاتصال الحقيقي. وعندما أتحدث عن الأجندة الخفية في العلاقة الزوجية فأعني بها كل ما يفرض نفسه على العلاقة دون وعي الزوجين، ومن أمثلة ذلك: الأدوار التقليدية الصارمة: مثل توقع أن يكون أحد الزوجين العائل المادي والآخر مقدم الرعاية، أو أن تتولى الزوجة دائمًا مسؤولية الأعمال المنزلية وتربية الأبناء. الضغوط المجتمعية: التي تجبر الزوجين على اتباع أنماط حياة معينة حفاظًا على المظهر الاجتماعي كحفلات الزواج المكلفة أو شراء منزل فاخر للاستدلال على المكانة الاجتماعية. التوقعات الفردية المبالغ فيها: كأن يطالب أحد الشريكين أن يكون الآخر متاحًا له عاطفيًا طوال الوقت دون انقطاع، أو أن يغير شخصيته بالكامل ليناسب تطلعاته. وما زلت أذكر أحد الحالات التي مرت عليّ في العيادة والتي طالب أحد الشريكين بقيمة (5 ملايين ريال) لإثبات توبته وصدقه وتم توثيق ذلك قانونيا لكن العلاقة لم تستقم وانتهى الأمر بالندم والبحث عن مخارج لهذا التوثيق عند أبواب المحامين. ولتحقيق علاقة زوجية قائمة على التفاهم والحرية، ينبغي أن تتسم بقدر عالٍ من السعة والاستمتاع، بحيث يكون ذلك اختيارًا واعيًا ومقصودًا من الزوجين، وليس مجرد نتيجة للظروف. فالأصل في العلاقة الزوجية أنها ليست للضيق والتضييق أو الخنق والتنكيد ومما يساعد الأزواج في ذلك اتباع المبادئ التالية: الوعي الذاتي والمشترك: مراجعة توقعات الزوجين من علاقتهما والتأمل فيما إذا كانت تعبر عن احتياجات حقيقية نابعة من الداخل، أم أنها مجرد تقليد لما تفرضه الأسرة أو المجتمع. إعادة توزيع الأدوار بمرونة: تجاوز الأدوار التقليدية يمكن أن يخلق توازنًا صحيًا، حيث يتشارك الزوجان في مختلف جوانب الحياة، من العمل إلى العناية بالأطفال. وعي الاختيار المتجدد: فهم العلاقة الزوجية كرحلة ديناميكية ومستدامة تتطلب مراجعة دائمة وتجديدًا للنية، لا كقرار وحيد اتُّخذ في الماضي فالعلاقة هنا لا تُبنى على لحظة اختيار واحدة (كالزواج)، بل على استمرار هذا الاختيار كل يوم. فالشريك لا يُحب مرة ويُكتفى، بل يُختار مرة بعد مرة، بإرادة حرة ووعي متجدد، وهذا ما يمنح العلاقة معناها ومرونتها واستمراريتها. إفساح المجال للنمو الشخصي: العلاقة الزوجية يجب أن تكون داعمة لنمو كل شريك مما يزيد من شعورهما بالسعادة داخل العلاقة. فن الحضور: إن التحرر من ثقل التوقعات والقلق، وتقدير الحضور المشترك بوصفه جوهر العلاقة، هو ما يمنحها معناها الأعمق. ففي زحمة المسؤوليات وضجيج الالتزامات، كثيرًا ما ننسى أن جمال العلاقة لا يكمن في الغرق داخل تلك المسؤوليات والالتزامات، بل في اختيار وجود حقيقي مع الشريك فكريًا ومشاعريًا، هنا والآن..لحظة بسيطة، حديث صادق، ضحكة عفوية، أو حتى صمت مريح… كلها لحظات تُغذّي العلاقة وتبث فيها الحياة. إنه فن أن تكون حاضرًا بكلّك، وأن تقول دون كلمات: "أنا هنا، معك، الآن... وهذا كافٍ. وأخيرا فإن تحقيق الحرية في العلاقة الزوجية، بمعناها الهيجلي، ليس ترفًا بل ضرورة لبناء علاقة متوازنة وعميقة. إنها دعوة لتجاوز الضرورات الغريزية والتوقعات المجتمعية، وتحويل العلاقة إلى فضاء للتعبير الحر والاحترام المتبادل. بذلك، تصبح العلاقة الزوجية مصدرًا للسعة والاستمتاع، حيث يجد الزوجان نفسيهما في الآخر، دون أن يفقدا حريتهما الفردية. فهل يمكن أن تكون علاقتك الزوجية أكثر حرية؟ *أخصائي اجتماعي عبدالرحمن الرويحلي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store