
'سي إن إن': صفقات ترامب التجارية تتعثر في 'أسوأ وقت'
مع بقاء أسبوع ونصف فقط من مهلة التسعين يوم التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على رسوم 'يوم التحرير'، ينفد الوقت أمام البيت الأبيض للتفاوض على صفقات التجارية طال انتظارها، والتي قد تُعيد بعض اليقين إلى اقتصاد يعاني من توترات متزايدة.
ولكن مع توقيع إطارين تجاريين فقط، وعشرات الأطر المتبقية قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو، يبدو هذا الإطار الزمني مستبعدًا بشكل متزايد، في الوقت الذي قد يتجه فيه الاقتصاد الأمريكي نحو الأسوأ، بحسب تحليل لشبكة 'سي إن إن'.
ولشهور، أعلنت إدارة ترامب عن قرب إبرام صفقات، حيث تعمل مع 18 شريكًا رئيسًا على خفض الحواجز التجارية، بينما تنتظر مئات الدول الأخرى في طوابير للتخلص من عبء الرسوم الجمركية المرتفعة، لكن الإطار الزمني لا يزال يتغير.
وقال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم أواخر أبريل: 'لقد أبرمتُ جميع الصفقات'، مشيرًا إلى أن المفاوضات التجارية مع الشركاء الأجانب شارفت على الانتهاء، وتابع 'لقد أبرمتُ 200 صفقة'.
بعد أكثر من أسبوعين، أقرّ ترامب باستحالة إبرام مئات أو حتى عشرات الصفقات في مثل هذا الإطار الزمني القصير، وهي نقطة كرّرها يوم الجمعة في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض.
وقال ترامب: 'كما تعلمون، لدينا 200 دولة، لا يمكننا فعل ذلك، لذلك في مرحلة ما، خلال الأسبوع والنصف القادمين تقريبًا، أو ربما قبل ذلك، سنرسل رسالة، لقد تحدثنا إلى العديد من الدول، وسنُبلغهم بما يجب عليهم دفعه لممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، وستسير الأمور بسرعة كبيرة'.
ويُتداول منذ أكثر من شهرين فكرة فرض رسوم جمركية جديدة على الدول التي لا تستطيع أو لا ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، إلا أن الجدول الزمني يُؤجّل باستمرار.
في غضون ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تُجري مفاوضات نشطة مع شركائها التجاريين الرئيسين، لكن هذه الصفقات وُعِدت بها منذ أشهر أيضًا، دون جدوى تُذكر، في 11 يونيو/ حزيران، صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن هناك سيلًا من الصفقات في الطريق.
لكن كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، صرّحت يوم الخميس أيضًا بأن 'الموعد النهائي ليس حاسمًا'، وهي نقطة أكّدها وزير الخزانة سكوت بيسنت لقناة فوكس بيزنس يوم الجمعة، وقال إنه يعتقد أن مفاوضات التجارة يمكن أن 'تُختتم' بحلول عيد العمال، ما يوفر إطارًا أكثر مرونة لإبرام الصفقات مقارنة بالموعد النهائي المحدد سابقًا في 9 يوليو.
ويقول جاستن وولفرز، أستاذ الاقتصاد بجامعة ميشيغان، إن 'فكرة حل حالة عدم اليقين مطلع هذا الصيف قد ولت تمامًا، هذا يعني أن العدوان الجمركي لم ينتهِ بعد، ربما لا يكون هذا مفاجئًا للغاية، لكن بعضنا سمح لنفسه بلحظات من التفاؤل'.
وتكمن مشكلة تأجيل الجدول الزمني للرسوم الجمركية باستمرار في أن الاقتصاد يحتاج إلى بعض الصفقات في الوقت الحالي.
بعد عدة أشهر من الأخبار الاقتصادية القوية، لكن معنويات المستهلكين المتدنية بشكل لا يُصدق، بدأت أمريكا تشهد انعكاسًا في هذه الاتجاهات: فالأجواء في انتعاش، لكن الأدلة تتزايد على أن الاقتصاد يتدهور.
يشهد التضخم ارتفاعًا تدريجيًا، ويتباطأ نمو الوظائف، وتنخفض مبيعات التجزئة، وهذا أمر مثير للقلق؛ لأن إنفاق المستهلك يشكل ثلثي الاقتصاد الأمريكي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
كيف يريد ترمب أن يكون العالم
خبرني - كان لدى حلفاء أمريكا عبر الأطلسي أسباب وجيهة للقلق قبل قمة الناتو في لاهاي هذا الأسبوع حيث بدا الرئيس الاميري غير مستعد للمجاملات، بعد أيام محمومة للسياسة الخارجية الأمريكية شملت غارات جوية أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. انفجر ترمب في وجه الصحفيين جراء الإحباط من حالة المفاوضات مع إسرائيل وإيران بكلمات نابية، عندما غادر البيت الأبيض متوجهاً إلى هولندا، وقال للصحفيين: "لدينا دولتان تقاتلان منذ زمن طويل وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ماذا يفعلان بحق الجحيم"، ومع ذلك، تحدى الرئيس المخاوف في القمة، مما سمح للاتفاق الذي دعم الأمن الأوروبي منذ بداية الحرب الباردة بالاستمرار، وقال خلال مؤتمره الصحفي الختامي في لاهاي: "عندما كنت حول تلك الطاولة، كانت هناك مجموعة لطيفة من الناس، نحن لسنا امام عملية نصب واحتيال منهم، ونحن هنا لمساعدتهم على حماية بلدانهم". كان ترامب راضياً لأنه نجح أخيراً في تأمين تعهدات من معظم أعضاء الناتو بزيادة كبيرة في إنفاقهم الدفاعي، وهي المسألة التي وبخهم وهددهم بشأنها منذ بداية ولايته الأولى، كما تحسن مزاجه بفضل جرعة كبيرة من المديح التي تلقاها من مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق والرئيس الجديد للناتو، بما في ذلك بشأن العملية الإيرانية. لكن الود في الناتو كان صعب المنال لدرجة أنه كشف مدى سيطرة نزوات الرجل في البيت الأبيض وسياسات ترامب الخارجية الصاخبة والمتقلبة على العالم، فقد غادر الرئيس الأميركي قمة مجموعة السبع في كندا مبكرًا بشكل دراماتيكي هذا الشهر ليعود إلى واشنطن للنظر في ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، ونفذ العملية العسكرية في غضون خمسة أيام، ثم توسط على الفور في صفقة وقف إطلاق النار في محاولة لإنهاء الأعمال العدائية. وصل ترمب إلى قمة الناتو مدعياً أن ميثاق الدفاع المتبادل في صميم التحالف "قابل للتفسير"، مما تسبب في حالة من الذعر بين بعض الوفود، لكن ترامب لم يقل المزيد لتقويض التحالف في هولندا. ويجد المسؤولون والمستثمرون على الصعيدين الدولي والمحلي صعوبة في فهم ما إذا كان تدخلياً أم صانع سلام، أو ما إذا كان هناك أي نظرية توجيهية لأفعاله وخطاباته، حيث يبدو أن الرئيس لا يظهر "أجندة أيديولوجية معينة" سوى المصلحة الذاتية، كما يقول جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ السياسي في جامعة برينستون "عندما يرى ترمب فرصة تُعزز شخصه وقوته ينتهزها فورًا ". وتحاول العواصم الأجنبية أيضاً حساب ما إذا كانت المقاومة لترامب قد تكون الخيار الأفضل لحماية اقتصاداتها ومصالحها رغم المخاطر الواضحة، أم أن الخضوع قد يكون الرهان الأكثر أماناً، لكنهم جميعاً يعلمون أنه في مرحلة ما، سيتعين عليهم مواجهة تقلبات ترامب ومطالبه الغاضبة في كثير من الأحيان، والتي تنتقل أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يقول راي تاكيه، المستشار الأول السابق في وزارة الخارجية لشؤون إيران، والآن في مجلس العلاقات الخارجية: "جوهر سياسة ترامب الخارجية هو عدم القدرة على التنبؤ. لا يهم تقريباً إذا كان محاطاً بالامميين أو المقيدين أو الانعزاليين، ترمب سيفعل ما يريد، ويجب على الآخرين التكيف". كان قرار ترامب بإصدار أوامر بشن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية نهاية الأسبوع الماضي لا يزال في الأذهان عندما وصل إلى هولندا يوم الثلاثاء لحضور قمة الناتو، وكان الرئيس الأمريكي وكبار مستشاريه للأمن القومي قد نجحوا في ترتيب هدنة هشة بين إسرائيل وإيران عشية رحلته، مما خفف بعض المخاوف من التصعيد الإقليمي والاشتعال في الشرق الأوسط. وقال ترامب في هولندا: "نعتقد أن الأمر انتهى، ولا أعتقد أنهم سيعودون لمهاجمة بعضهم البعض"، وأضاف: "لقد أعدنا تأكيد مصداقية الردع الأمريكي، وهو لا مثيل له". لكن بينما كانت الصدمات الدبلوماسية والعسكرية الناجمة عن الغارات الجوية الأمريكية لا تزال تتردد في جميع أنحاء العالم، واستحضار الرئيس الاميركي إمكانية "تغيير النظام" في طهران، سرعان ما وجد نفسه في موقف دفاعي بسبب الكشف عن أن التقييم الأولي للاستخبارات العسكرية وجد أن الغارات الجوية أخرت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، وليس سنوات، حيثُ سارع ترامب إلى رفض الاستنتاجات، التي كانت متعارضة مع ادعائه بأن المنشآت النووية قد "أُبيدت"، ثم شرع في مهاجمة وسائل الإعلام، بما في ذلك سي إن إن ونيويورك تايمز، التي نشرت النتائج أولاً. يقول جويل ليناينماكي، الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، وهو مركز أبحاث: "بالنسبة لترامب، كانت قمة لاهاي تدور حول شيئين: يوم 'النصر في أوروبا' بشأن الإنفاق الدفاعي وصراع مع الإعلام الأمريكي حول حالة البرنامج النووي الإيراني. كان يركز بشكل رئيسي على الأخير. الهم الأساسي لسياسة ترامب الخارجية هو كيف تبدو الأمور لقاعدته في الداخل". لكن الضجة أخفت تحولاً آخر يتكشف في سياسة ترامب تجاه إيران، ففي أعقاب وقف إطلاق النار، قالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لإعادة إطلاق المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل — مما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على البلاد، وقد بدا ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري من ساوث كارولينا والحليف المقرب لترامب مضطربا من هذه الامكانية، وقال للصحفيين: "لا أريد أن يعتقد الناس أن المشكلة انتهت، لأنها لم تنته"، ومع ذلك يعتقد العديد من الجمهوريين أن استراتيجية ترامب تجاه إيران كانت ناجحة حتى الآن على الرغم من التقلبات. وتقول هيذر ناورت، مسؤولة سابقة في وزارة الخارجية في ولاية ترامب الأولى: "من المحتمل جداً أن نكون قد خلقنا الظروف لإيران للتخلي عن طموحاتها النووية، والوقت سيخبرنا بذلك، لكننا جعلناهم في مكان يرغبون فيه بالجلوس والحوار بما آمل أن يكون محادثة جادة حول مستقبل بلادهم". لكن بالنسبة لمنتقدي البيت الأبيض، بدا كل شيء عشوائياً حيثُ يقول جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للسياسة الأوروبية والناتو: "يبدو أن الإدارة تضع سياسات لحظية وفق ما تسير عليه الأمور، ولا يعلم كبار المسؤولين ما إذا كان ما يقولونه أو يفعلونه سيُقوض بتغريدة رئاسية مفاجئة". ولم تكن قمة الناتو الناجحة أمراً مفروغاً منه بأي حال بالإضافة إلى تساؤل ترامب حول المادة 5، معاهدة الدفاع المتبادل، كان الحلفاء يستعدون لتداعيات ترامب المحتملة من انسحاب إسبانيا في اللحظة الأخيرة من الهدف المتفق عليه قريباً وهو تخصيص خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، مما هدد بإفشال كل شيء، وقال ترامب على متن طائرة الرئاسة: "إسبانيا لا توافق، وهذا غير عادل للغاية لباقي الدول". وبينما كان ترامب يتناول العشاء مع ملك وملكة هولندا وقادة عالميين آخرين ليلة الثلاثاء، كان المسؤولون والدبلوماسيون وخبراء الأمن في الحفلات والفعاليات على هامش القمة يستعدون لمدى سوء اليوم التالي، وقال مستشار سياسة خارجية لحكومة أحد أعضاء الناتو إن الأوروبيين "يحتاجون إلى بذل كل ما في وسعهم للحفاظ على الولايات المتحدة" في التحالف، حتى لو كان ذلك يعني أن عليهم "الرقص كالقرود" لترامب. وساعد مديح روته، الذي وصف ترامب بـ 'الأب" خلال اجتماع ثنائي، في كسب وده، وكتب روته في رسالة نصية إلى الرئيس، والتي نشرها ترامب لاحقاً على تروث سوشال: "دونالد، لقد قدتنا إلى لحظة مهمة حقاً لأمريكا وأوروبا والعالم، وستحقق شيئاً لم يتمكن أي رئيس أمريكي من تحقيقه منذ عقود"، و كرس إعلان قمة لاهاي في النهاية التزام أعضاء الناتو بإنفاق خمسة بالمئة على الدفاع بحلول عام 2035، مشيراً إلى "التهديد طويل الأمد الذي تشكله روسيا على الأمن الأورو-أطلسي والتهديد المستمر للإرهاب". وقال الجنرال ديفيد بيتريوس، الذي قاد عدة حملات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، لشبكة CNN هذا الأسبوع إن "نظرية الرجل الغاضب" في دبلوماسية ترامب تبدو ناجحة، وأضاف: "أعتقد أنه قام بذلك بفعالية كبيرة. لقد عبر عن استيائه مراراً. لقد أخذوا الأمر على محمل الجد. وكان هناك الكثير من التأمل في أوروبا... إنهم قلقون للغاية من رد فعل [ترامب]، وقد اتخذوا إجراءات نتيجة لذلك، وهذا رائع أن نراه". ومع ذلك، ظلت إسبانيا الدولة الوحيدة التي رفضت الالتزام بهدف الإنفاق الدفاعي، ولم يظهر الرئيس الأمريكي أي رحمة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال مؤتمره الصحفي، مؤكداً أنه يمكن أن يعاقب مدريد في التجارة لعدم امتثالها بينما تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق، وقال ترامب: "نحن نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاق تجاري، وسنفرض عليهم دفع ضعف المبلغ، وأنا جاد فعلاً في ذلك". ومن المرجح أن تحل التجارة محل الأمن القومي في اهتمام ترامب في الأسابيع القادمة، مع اقتراب الموعد النهائي في التاسع من يوليو الذي حددته واشنطن للعديد من شركاء أمريكا التجاريين للتوصل إلى اتفاق أو مواجهة رسوم أعلى. ويواجه ترمب ضغوطاً لتمديد الموعد النهائي أو التوصل إلى اتفاقات لتجنب الرسوم الأعلى بعد الانخفاض الكبير في سوق الأسهم وحتى بيع سندات الخزانة في أعقاب الرسوم الجمركية الحادة لـ 'يوم التحرير" التي فرضها الرئيس على سلسلة من الدول. وسيتم قياس نجاح مشاريع ترامب الجيوسياسية الكبيرة بمدى استدامتها على المدى الطويل ويقول تاكيه: "يبدو أن الضربة على إيران قد نجحت، وحلفاء الناتو ملتزمون بدفع المزيد، والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه الانتصارات قصيرة الأمد، فإذا طورت إيران الآن قنبلة سراً وانقسمت التحالفات بسبب قضايا تقاسم الأعباء، فسيكون ذلك أمراً أكثر إشكالية".


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
لما جمال العبسه : رصاص المساعدات ومقتلة «غزة» مقابل «صفقة ويتكوف»
أخبارنا : منذ اليوم الأول يصدر ترامب قدرته على إنهاء الحروب والنزاعات العالمية، لكن بقيت الحرب الفاشية الدائرة في قطاع غزة هي العائق امامه، وعاد اليها مرة اخرى لكن هذه المرة بسعي محموم لإبرام صفقة مدفوعة ليست فقط باعتبارات داخلية، بل مرتبطة بمشروع أوسع وهو استكمال اتفاقات أبراهام، التي تمثل رؤية ترامب الإقليمية التي تؤسس لتحالف «سلام اقتصادي» في الشرق الأوسط يتجاوز القضية الفلسطينية تماما، ويأتي على مقاس مصالحه ومصالح حليفه رئيس حكومة الكيان الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو، ويُعيد تعريف العدو من «الاحتلال الإسرائيلي» إلى «التطرف الإسلامي» بحسب رأيهما، في تماهٍ كامل مع سرديات نتنياهو الذي شارك في صياغة شروط الصفقة بما يتناسب معه. أكثر من ذلك، يشير اختيار ستيف ويتكوف كمبعوث للصفقة إلى نيّة مسبقة بأن تكون صفقة من خارج الدبلوماسية التقليدية، أقرب إلى مساومة تجارية منها لحل سياسي، بمعنى مساعدات انسانية مقابل تهدئة، لا حقوق مقابل سلام، علما بأن هذه الإدارة ومبعوثها تتجاهل تماما قتل الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات برصاص الجنود الصهاينة المأمورين من قادتهم، وبإشراف الشركة الأميركية التي من المفترض أنها إنسانية، وهذا المشهد يكشف ما هو أبعد من الإهمال، ليصل الى تواطؤ منظّم يُجهض أي حديث عن السلام. فهل يمكن الحديث عن مفاوضات حقيقية في ظل هذا الإخلال الفاضح بتوازن القوى؟ وهل تُستخدم الصفقة كأداة لإعادة إنتاج منظومة التطبيع، ولكن هذه المرة بثوب «إنساني» مزيّف تُخفيه المجازر اليومية الدائرة في القطاع؟ في مفارقة صارخة، قد يرفض نتنياهو الصفقة التي شارك بنفسه في صياغتها، هذا ليس تناقضا بقدر ما هو استراتيجية إسرائيلية ممنهجة تعتمد طرح الشروط، ثم التشكيك في التنفيذ، فاستثمار الوقت لاستكمال أهداف نتنياهو المتمثلة في إخضاع القطاع لسلطة الاحتلال ونزع سلاح المقاومة وطرد قادتهم خارج القطاع وإعادة هندسة مشهدها السياسي، مستندا بالطبع الى الموافقة الأمريكية على كل ما يصدر عنه، بالتالي حُكم على هذه المفاوضات التي لم تبدأ بعد بالفشل كسابقاتها في ظل شروط لا يقبلها الشعب الفلسطيني الرافض لاستسلام مشروط والراغب في اتفاق متوازن. من المؤكد ان التسويات السياسية في غزة لا تُصنع في قاعات تفاوض عادلة، بل على وقع المجازر والتجويع المُمنهج، وبينما يُسوّق ترامب «صفقة ويتكوف» كمدخل لإنهاء الحرب، تتكشف خيوط مشروع أوسع متمثل في إخضاع غزة رمزيا كما عسكريا، وتقليم أظافر القضية الفلسطينية حتى تفقد كل قدرة لها على إزعاج السردية الإسرائيلية المدعومة أميركيا. ما يُطرح ليس صفقة سلام، بل صفقة «إدارة صمت»، صمت السلاح، صمت الإعلام، وصمت الذاكرة الجمعية، وفي ظل اختلال موازين القوة وتواطؤ عالمي، يبدو أن ما يُراد تمريره ليس فقط هدنة، بل إعلان موت بطيء لقضية عمرها أكثر من سبعة عقود. لكن تبقى الحقيقة التي لا صفقة تمحوها والمتمثلة في ان لا سلام يُولد من رحم الإجبار والاستسلام بقوة النار، ولا شرعية تنبثق من دماء الجائعين، فكل محاولة لتصفية القضية باسم الاستقرار، ستبقى هشة أمام شعب ما زال يُقاوم، وإن بصمت، كي لا يُنسى.


جو 24
منذ 2 ساعات
- جو 24
أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة #عاجل
جو 24 : أفادت مصادر إسرائيلية -السبت- بإحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، في ظل زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن. وقالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر إنه على الرغم من التقدم المحرز فإن ذلك لم يصل إلى مرحلة إرسال وفد للتفاوض. وذكرت المصادر أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول شروط إنهاء الحرب، والضمانات التي تطالب بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وكان موقع "والا" الإسرائيلي ذكر أن زيارة ديرمر المرتقبة الاثنين إلى واشنطن هدفها إجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإيران، ولتنسيق زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض. من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول مطلع أن البيت الأبيض قال إن موعد زيارة نتنياهو لواشنطن مشروط بتقدم المحادثات مع ديرمر بشأن إنهاء الحرب. تفاؤل أميركي وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض أن الأميركيين سيبلغون ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء، وأنه بالإمكان تفكيك حماس لاحقا. وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن متفائلة بشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لكن لم يتضح بعد مدى إصرارها على الضغط على إسرائيل. بدورها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين قولهم إنهم لا يفهمون الأساس لتفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل. وكان ترامب أعرب -خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة- عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة بين إسرائيل حماس خلال الأسبوع المقبل. وقال المسؤولون الإسرائيليون لصحيفة يديعوت أحرونوت إن تصريح ترامب فاجأ إسرائيل التي لم تُبلغ مسبقا بأي تغيير أو تقدم يبرر الموقف، وإنه لا مؤشرات على مرونة أو تغيير في موقف حماس ولا في موقف نتنياهو بشأن إنهاء الحرب. اجتماع إسرائيلي وعلى صعيد متصل، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أنه من المتوقع أن تعقد قيادة المنطقة الجنوبية اجتماعا أمنيا -الأحد- بمشاركة رئيس الوزراء ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير وعدد محدود من الوزراء. وأشارت القناة إلى أن الاجتماع سيناقش استمرار عملية "مركبات جدعون" التي أقرها الكابينت في مايو/أيار الماضي "لتحقيق الحسم العسكري في غزة". ونقلت القناة عن مصادر في الجيش أن الرسالة للقيادة السياسية كانت واضحة وصريحة، وهي أن العملية في غزة تقترب من نهاياتها واستنفاد أهدافها، وأنه لم تعد هناك أهداف برية يمكن تحقيقها دون تعريض حياة المحتجزين للخطر. "فرصة لهدنة" وأمس الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحركة حماس للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل هذا الأسبوع من أجل الدفع باتجاه هدنة في قطاع غزة. وقال الأنصاري "إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب، لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى". المصدر: الجزيرة + وكالات تابعو الأردن 24 على