logo
«حكماء المسلمين» يُشيد بدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

«حكماء المسلمين» يُشيد بدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

الأنباءمنذ 6 أيام
القاهرة - هناء السيد
أشاد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بالدور التاريخي والمحوري الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية، قيادة وشعبا، في دعم القضية الفلسطينية، مستنكرا حملات التشكيك والاتهامات غير المبررة التي تستهدف هذا الدور.
وأعرب المجلس في بيان عن تقديره للموقف المصري الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل، ولجهودها المتواصلة في تقديم الدعم السياسي والديبلوماسي والإنساني، خاصة لأهالي غزة، في تجسيد لالتزامها العروبي والإنساني.
كما ثمن المجلس مساعي مصر لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني، مؤكدا أنها كانت وستظل داعما رئيسيا لنضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشاد المجلس بجهود الدول العربية في دعم فلسطين، داعيا المجتمع الدولي إلى مساندة الجهود العربية والمصرية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن الحقوق المشروعة، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أونروا»: إسقاط المساعدات جواً لغزة غير كافٍ ويكلف 100 ضعف النقل البري
«أونروا»: إسقاط المساعدات جواً لغزة غير كافٍ ويكلف 100 ضعف النقل البري

الأنباء

timeمنذ 7 ساعات

  • الأنباء

«أونروا»: إسقاط المساعدات جواً لغزة غير كافٍ ويكلف 100 ضعف النقل البري

اعتبر مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن إسقاط المساعدات جوا لقطاع غزة غير كاف ويكلف 100 ضعف النقل البري. وقال لازاريني، في بيان على حسابه في منصة «إكس»، إن عمليات الإنزال الجوي أكثر تكلفة من الشاحنات بما لا يقل عن 100 مرة، مشيرا إلى أن الشاحنات تحمل ضعف كمية المساعدات التي تحملها الطائرات. وتابع «إذا كانت هناك إرادة سياسية للسماح بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات وهي مكلفة للغاية وغير كافية وغير فعالة، فيجب أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح معابر الطرق». وأضاف لازاريني أن شعب غزة يموت من الجوع والطريقة الوحيدة للرد على المجاعة هي إغراق القطاع بالمساعدات، لافتا إلى أن الأونروا أكبر وكالة للأمم المتحدة لديها 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات عالقة خارج غزة تنتظر الضوء الأخضر للدخول. وأشار إلى أن الأمم المتحدة، بما في ذلك «الأونروا» وشركاؤها تمكنت من إدخال ما بين 500 و600 شاحنة يوميا خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام. وأوضح لازاريني أن المساعدات وصلت إلى جميع سكان غزة بأمان وكرامة ونجحت في وقف المجاعة المتفاقمة دون أي تحويل للمساعدات. وتابع «لم يكن هناك بديل عن الاستجابة المنسقة من جانب الأمم المتحدة مع الأونروا، حيث إن العمود الفقري للاستجابة قدم نتائج مماثلة.. دعونا نعود إلى ما ينجح ونقوم بعملنا.. هذا ما يحتاج اليه الناس في غزة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى جانب حل دائم». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية عن تنفيذ أول عملية إنزال جوي للمساعدات في غزة عبر سلاح الجو الألماني، حيث تم إنزال نحو 14 طنا من الإمدادات. وانضمت ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا والبحرين لأول مرة إلى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات في غزة، لتنضم إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر، في خطوة تعكس تصاعد التحرك الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية.

«الداخلية»: ضبط تشكيل عصابي يمتهن تزوير مستندات كويتية للحصول على تأشيرات أوروبية مقابل مبالغ تراوحت بين 950 و1500 دينار
«الداخلية»: ضبط تشكيل عصابي يمتهن تزوير مستندات كويتية للحصول على تأشيرات أوروبية مقابل مبالغ تراوحت بين 950 و1500 دينار

الأنباء

timeمنذ 9 ساعات

  • الأنباء

«الداخلية»: ضبط تشكيل عصابي يمتهن تزوير مستندات كويتية للحصول على تأشيرات أوروبية مقابل مبالغ تراوحت بين 950 و1500 دينار

العصابة تستهدف العمالة (مادة 18) الراغبين في التأشيرات مقابل مبالغ مالية ضبط أجهزة وطابعات وجوازات خلال مداهمة سكن المتهم الرئيسي وشقيقه بناء على تعليمات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ونتاجا للزيارات الرسمية التي قام بها معاليه إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة مؤخرا، وما أسفرت عنه من تبادل للمعلومات والتنسيق الأمني المشترك. تمكن قطاع شؤون الإقامة والجنسية ممثلا في الإدارة العامة لمباحث شؤون الإقامة (إدارة البحث والتحري) من ضبط تشكيل عصابي منظم امتهن تزوير المستندات الرسمية الكويتية، بقصد استخدامها في استخراج تأشيرات أوروبية، بهدف الهجرة غير المشروعة واللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي. وكانت التحريات الدقيقة قد كشفت عن نشاط إجرامي تقوده عصابة منظمة تعمل على تزوير مستندات حكومية، أبرزها (أذونات العمل، تعديل الراتب والمهنة واسم الشركة في البطاقة المدنية، كشوفات الحسابات البنكية مختومة بأختام مزورة، شهادات رواتب وهمية) وذلك لتوفير مستندات تتوافق مع متطلبات السفارات الأوروبية لمنح تأشيرات شنغن بهدف اللجوء أو الهجرة. وذكرت الوزارة في بيان لها ان المتهم الرئيسي يدعي عماد س - وهو هارب خارج البلاد - كان يقوم باستقطاب الراغبين بالحصول على التأشيرات، وتزوير المستندات وتسليمها، وتسلم المبالغ المالية، وتوجيه أعضاء التشكيل وتوزيع المهام من خارج البلاد بجمهورية مصر، وجار التنسيق مع السلطات الأمنية المصرية لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحقه. فيما المتهم الثاني يدعي م. س مصري الجنسية يلقب (ابانوب) ويشترك مع شقيقه المتهم الأول في تنفيذ الأوامر والتعليمات، والمشاركة في أنشطة التزوير ضمن التشكيل العصابي. فيما المتهم د. م مصري الجنسية تتمثل مهمته في حجز المواعيد لدى السفارات، وتسلم إيصالات الحجز، وتسليمها لأحد أعضاء التشكيل العصابي. أما دور المتهم اللبناني الجنسية مهامه (إرسال إيصالات الحجز إلى السفارات، لتسهيل وتمرير إجراءات إصدار التأشيرات). وأضافت: بعد جمع المعلومات واستصدار إذن من النيابة العامة، تم مداهمة مقر سكن المتهم الرئيسي وشقيقه، وضبط جهاز كمبيوتر وطابعة وأجهزة تخزين إلكترونية (فلاش ميموري) وجوازات سفر، تستخدم في عمليات التزوير والتلاعب بالبيانات، كما تم ضبط عدد من المتحصلين على التأشيرات وهم من الجنسية المصرية. وأشارت إلى أن العصابة تستهدف العمالة من حملة المادة 18 العاملين في القطاع الأهلي، حيث تغريهم بالسفر للعمل أو اللجوء في أوروبا، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 950 و1500 دينار كويتي. وحددت الوزارة أسماء الحاصلين على التأشيرات العمالة (مادة 18) وهم: «م. ا» مصري الجنسية و«ن. ج» مصري الجنسية و «ع.ب. ر» مصري الجنسية و«ح. ع» مصري الجنسية. وقد كشفت التحقيقات أن بعض هؤلاء الأشخاص سافروا بالفعل إلى دول أوروبية، وتمكنوا من الحصول على التأشيرة من خلال الأسلوب الاحتيالي، وجار التنسيق مع الجهات المعنية داخل الكويت والسلطات الأمنية بجمهورية مصر العربية الشقيقة حول الواقعة، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة. وأكدت وزارة الداخلية أن هذه القضية تندرج ضمن الجرائم المنظمة والعابرة للحدود الوطنية، وتظهر استغلال البلاد كنقطة عبور (ترانزيت) لتنفيذ مخططات الهجرة غير الشرعية، ما يشكل خطرا أمنيا. وأكدت في ختام البيان انه تمت إحالة المتهمين إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، بتهم تتعلق بتزوير المحررات الرسمية، واستغلال المستندات الحكومية في أغراض غير مشروعة.

إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة
إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

الأنباء

timeمنذ 10 ساعات

  • الأنباء

إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

تحذير: يتضمن هذا التقرير تفاصيل عن وفيات أطفال وصوراً لإصابات خطيرة قد يجدها بعض القراء مزعجة. طفلة صغيرة ترقد على وجهها دون حراك وكأنها نائمة، في أحد شوارع مدينة غزة. ساقاها مطويتان، ورأسها ملتوية إلى أحد جانبيها. يرقد رجل بجوارها. يمد يده نحوها، ويلامسها برفق، قبل أن تسقط يده على الأرض، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. عُرض هذا الفيديو على قناة "العربي" القطرية في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023. وذكر التقرير أن الرجل والطفلة، قد أُطلق النار عليهما من قبل قناصة إسرائيليين. لم يُذكر مزيد من التفاصيل بشأن ما حدث، أو عن هوية هذين الشخصين. لكنّ تحقيقاً أجرته خدمة بي بي سي العالمية، كشف عن أنهما أب فلسطيني وابنته. الأب يُدعى محمد المجدلاوي، أما ابنته فتُدعى ليان، وكانت تبلغ من العمر عامين. توفّي كلاهما على قارعة الطريق في هذا اليوم. "مرحبا بكم في الجحيم"، تقرير يروي شهادات معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقتل ليان هو واحد من أكثر من 160 حالة جمعنا أدلة عنها، لأطفال تم إطلاق النار عليهم خلال هذه الحرب في غزة، منذ اندلاع القتال في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يوليو/تموز من هذا العام. تمنع إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول غزة بشكل مستقل، بينما يعيق الدمار وموجات النزوح، مهمة التحقيق وجمع المعلومات. في حالة ليان ووالدها، ساعدتنا منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد موقع تصوير الفيديو، والكشف عن هويتَي الضحيتين، والعثور علي شهادتَي وفاتيهما. لعدة أشهر، بحثنا عن أقارب نجوا من الأحداث في غزة، وتمكنَّا أخيراً من التواصل مع سُريّه والدة ليان، وشقيقها عبود، وشقيقتها شهد، خلال فترة الهدنة في فبراير/شباط 2025، حين أتيحت للناس حرية التنقل بشكل أكبر. وقدموا لنا روايتهم عما حدث في ذلك اليوم. في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وعند منتصف النهار، أخبرتنا العائلة بأنهم غادروا مدرسة في مخيم الشاطئ، حيث كانوا يحتمون من الغارات الجوية، بعد أن تلقوا أمراً بالإخلاء من الجيش الإسرائيلي. قالوا إنهم ساروا جنوباً من المدرسة، ثم توجهوا شرقاً إلى شارع حميد، حيث مروا بأحد السكان، وأخبرهم بأن الطريق آمن. كانت شهد تبلغ من العمر 12 عاماً في ذلك الوقت، وقالت لبي بي سي إنه لم يكن هناك أي قتال في المنطقة المحيطة بهم، بشكل مباشر. قالت شهد: "كنا نسير معاً. كنا نسير أمام والدنا، وكان يلعب ويغني مع ليان". وعندما مرّوا بشارع فرعي على يسارهم، قالت شهد إنهم رأوا دبابة، فبدأوا يركضون. كان والدها خلفهم، يتحرك ببطء لأنه كان يحمل ليان. "نظرنا إلى الخلف فوجدناه مُلقىً على الأرض" قالت شهد. وأضافت أنها وشقيقها ركضا لمساعدته، وأدركا أنه أُصيب برصاصة. ومضت شهد قائلة "حاولت أن أصل إلى شقيقتي وأمسك بها، ثم أُصبت أنا في ذراعي". وأشارت إلى أن والدها صرخ وقتذاك: "اذهبوا واتركوني!". هربت مع والدتها وشقيقها. ولم يروا محمد أو ليان مرة أخرى. حصلت بي بي سي على صورة أقمار صناعية التُقطت في الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (08:30) بتوقيت غرينتش، أي قبل نحو ساعتين من واقعة إطلاق النار، لكن ليس لدينا حق نشرها. تُظهر الصورة وجوداً للجيش الإسرائيلي على بُعد 280 متراً إلى الشمال من الموقع الذي كانت تمر فيه العائلة، وكذلك دبابة في الشارع نفسه، الذي قالت شهد إنها رأت دبابة فيه. BBC ستيوارت راي، محلل عسكري في شركة ماكنزي إنتليجنس في لندن، فحص الصورة، وحدد وجود دبابات، ومركبات مدرعة، وآليات هندسية عسكرية، وسواتر ترابية دفاعية. وأشار إلى أن هذا الموقع يحتوي على مبانٍ هي الأطول مقارنة بالمباني الموجودة في المنطقة المحيطة به، ما يدل – بحسب رأيه – على أنه كان موقعاً مُحصناً تابعاً للجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أنه كان يضم قوات مشاة. هناك ثلاثة مقاطع فيديو عُرِضَت على قناة العربي لمحمد وليان. قمنا بعرض هذه المقاطع على ثلاثة خبراء في الطب الشرعي، لديهم خبرة في إصابات الحروب. اتفق الجميع على أن ما حدث لمحمد وليان كان قتلاً بالرصاص. نتنياهو يقول إن "الرهائن يعانون لكنهم على قيد الحياة" قال البروفيسور ديريك باوندر، الرئيس السابق لقسم الطب الشرعي في جامعة داندي الاسكتلندية، إن وضعية الجثث تشير إلى أن محمد - الذي كان يحمل ليان - قد سقط فجأة، وليس نتيجة انفجار قذيفة. وأضاف أيضاً أنه لم يُلاحظ وجود إصابات كبيرة واضحة: "إذن نحن نتحدث عن إصابة قد تبدو صغيرة من الخارج، والطلقة النارية هي الاحتمال الرئيسي لذلك". وتابع باوندر "جروح الطلقات عالية السرعة من البنادق العسكرية، تترك فتحة دخول صغيرة وتتسبب في إصابات داخلية كارثية". قدمنا هذه الأدلة للجيش الإسرائيلي، فرد قائلاً: "يعمل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ضد التنظيمات الإرهابية في بيئات حضرية معقدة، وقد تقع أخطاء، أو أضرار غير مقصودة أثناء القتال". وأضاف "عندما يكون هناك شك معقول، في أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تصرفت على نحو يتعارض مع قيم وأوامر جيش الدفاع الإسرائيلي، فستتم مراجعة الحادثة ومعالجتها بالجدية اللازمة". وقالوا إن تفاصيل هذه الحادثة "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة". عائلة سعيد طنبورة في واقعة إطلاق نار أخرى تحققت منها بي بي سي، أصيبت الطفلة ميرا طنبورة، ابنة السنوات الست، برصاصة اخترقت ظهرها، وفقاً لوالدها سعيد. وقال الأب إن الواقعة حدثت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي، على طريق صلاح الدين، جنوب غربي مدينة غزة. طريق صلاح الدين هو الشريان الرئيسي، الذي يربط شمالي غزة بجنوبها، وقد تم تصنيفه من قبل الجيش الإسرائيلي، كممر إجلاء للمدنيين الفارين من الشمال. وبحسب رواية سعيد، تم تفتيش العائلة في وقت سابق من ذلك اليوم، عند نقطة تفتيش الجيش الإسرائيلي، بعد فرارهم من شمال غزة. وبعد نحو كيلومتر واحد من تجاوزهم نقطة التفتيش، كان سعيد يتحدث إلى سائق حافلة، بينما كانت ميرا وبعض الأقارب يقفون على بعد أمتار قليلة. قال سعيد "استدرت إلى الخلف، فأطلق القناص النار على ابنتي ميرا في قلبها". وأضاف "أنا على يقين أنه كان قناصاً، فلم تكن سوى رصاصة واحدة أصابت قلبها مباشرة"، بعدما اخترقت جسدها من الظهر، بحسب قوله. بعد ذلك، بحسب سعيد، نزفت ابنته "من أنفها وفمها"، قائلاً إنه أسرع بها إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات بمدينة دير البلح، حيث أخبرنا مدير المستشفي بأنهم أعلنوا وفاتها. اطّلعت بي بي سي على صورة لميرا وهي ملفوفة في كفن أبيض، وجهها ظاهر، والدم يغمر منطقة الصدر. وتُظهر صورة أقمار صناعية التقطت في اليوم السابق لتلك الواقعة، تمركزاً للجيش الإسرائيلي عند نقطة التفتيش. كما يؤكد مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي على الإنترنت وجود جنوده هناك. BBC اجتاز مصوّر بي بي سي عربي جهاد المشهراوي نقطة التفتيش نفسها مع عائلته، قبل يومين من مرور عائلة طنبورة. يقول إنه رأى بجانب هذه النقطة "جنوداً على التلال الرملية وداخل المنازل المدمرة، يجلسون أو يرقدون على بطونهم، وأسلحتهم جاهزة للإطلاق". وأضاف أنه شاهد قناصة وجنوداً آخرين، لمسافة تتراوح ما بين كيلومتر وكيلومترين بعد نقطة التفتيش، على الجانب الشرقي من الطريق، داخل مبانٍ مدمرة أو خلف سواتر رملية. عاد سعيد إلى موقع الحادث خلال هدنة في فبراير/شباط 2025، ليشير لبي بي سي إلى المكان الذي حدثت فيه واقعة إطلاق النار على ابنته. ويقول إنه حين أُصيبت ميرا، رأى جنوداً إسرائيليين إلى الشرق من ذلك الطريق، "يصوبون أسلحتهم نحونا". وأشار إلى الاتجاه الذي يعتقد أن الرصاصة جاءت منه. وتظهر صورة الأقمار الصناعية ساتراً رملياً في ذلك الموقع. في وقت إصابة ميرا، لم نجد أي تقارير تفيد بوقوع اشتباكات مع حماس بالقرب من نقطة التفتيش، وهو ما يُقلل من احتمال أن الطفلة كانت ضحيةً لإطلاق نار متبادل. وقال والدها: "الجيش (الإسرائيلي) قال لنا إنه أنشأ ممراً آمناً في صلاح الدين. بعد أن جعلتمونا نتوجه إلى صلاح الدين، قتلتم طفلة بريئة"، مُخاطباً في حديثه الجنود الإسرائيليين. عندما عرضنا هذه التفاصيل على الجيش الإسرائيلي، قال إن "ادعاء الإيذاء، في حد ذاته، لا يعني بالضرورة انتهاكاً للقانون". وكما صرّح سابقاً في واقعة ليان، أفاد الجيش بأن تفاصيل هذه القضية "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة". منذ بدء الحرب، يعبّر الأطباء عن قلقهم من وقائع إصابة الأطفال بطلقات نارية في غزة. ولإعداد هذا التقرير، تحدثت بي بي سي إلى 30 طبيباً وممرضاً، وفحصت مئات الصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى صور للأشعة وملاحظات طبية ومذكرات يومية شاركوها معنا. يقول جرّاح زراعة الأعضاء البروفيسور نظام محمود "شهدنا عدداً كبيراً من حوادث إطلاق النار، إما برصاص في الرأس أو الصدر، بما في ذلك إصابة أطفال". محمود أيضاً أستاذ استشاري متقاعد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، وقد أمضى شهراً في غزة في أغسطس/آب 2024. وأوضح محمود أن معظم الإصابات في الرأس، عالجها أطباء جراحة الأعصاب، لكن الأشعة السينية كشفت في إحدى الحالات عن "رصاصة استقرت في دماغ طفل عمره ثلاث سنوات". وأضاف محمود أنه فقد القدرة على إحصاء عدد الأطفال الذين رآهم مصابين بطلقات نارية، لكنه يقدّر العدد بأكثر من 20 حالة. كما جمعنا إفادات من شهود عيان وأفراد من عائلات الناجين - بعضها تمت مشاركته عبر منظمات لحقوق الإنسان - وجمعنا تقارير إعلامية وتحققنا منها. بناءً على هذه المعلومات، جمعنا تفاصيل عن 168 طفلاً تعرضوا لإطلاق النار، وأدرجنا في هذه القائمة الحالات التي كان لدينا توثيق لإصابات أصحابها فقط. من بين هذه الحالات، سُجلت 95 إصابة لأطفال في الرأس أو الصدر - وكان 67 من هؤلاء الأطفال دون سن الثانية عشرة. وفي 59 من حالات إصابة الأطفال في الرأس أو الصدر، تمكنَّا من الحصول على روايات شهود عيان للأحداث، إما مباشرة أو عبر أطباء وباحثين في مجال حقوق الإنسان. في 57 من هذه الحالات، تشير المعلومات التي حصلنا عليها، إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأطفال. وفي الحالتين الأخريين، تشير المعلومات إلى أن فلسطينيين هم من أطلقوا النار، الأولى خلال احتفالات شهدت عمليات إطلاق نار احتفالية، والثانية في اشتباكات بين عصابات. أما الست والثلاثون حالة المتبقية، فليست لدينا روايات توضح ما حدث. ومن دون إمكانية الوصول إلى غزة للتغطية الإعلامية، يظل الحصول على تفاصيل كل حالة، أمراً في غاية الصعوبة. قال ماثيو موريس، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لا يمكن للعالم أن يقبل هذا النوع من الحرب، وهذا النوع من التأثير على الأطفال". وأضاف: "قُتل وجُرح أطفال في منازلهم، سواء كانوا يقيمون في خيام، أو يمشون في الشوارع". ورغم أننا لم نتمكن من الوصول إلى أدلة تحدد دوافع من أطلق النار، تثير واقعتا مقتل ميرا وليان تساؤلات جدية حول نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة. في هذا الأسبوع، نشرت منظمة 'بتسيلم' الإسرائيلية حقوق الإنسان تقريراً، عمّا وصفته بغياب أي قواعد للاشتباك لدى القوات الإسرائيلية في غزة. جندي إسرائيلي نشير إليه هنا بحرف "ك"، كان في قوات الاحتياط، وخدم في غزة مطلع عام 2024. وصف "ك" أربع وقائع منفصلة، قال إن وحدته قتلت خلالها أشخاصاً غير مسلحين، من بينهم اثنان وصفهما بالمراهقَين الصغيرَين. وأضاف أن القاعدة العامة على الطريق الرئيسي الواصل بين شمالي غزة وجنوبها، كانت "أنه ممر آمن، ويُمنع فيه إطلاق النار". لكن الجنود الإسرائيليين، بحسب "ك"، تلقوا تعليمات تقول "أي شخص تراه خارج الطريق الإنساني، أطلق النار، أطلق النار لتقتله، هكذا قيل لنا". وأضاف "ك": "قال قائدنا `بالطبع إذا كانت امرأة أو طفلاً، لا تطلق النار، حاول اعتقالهم. لا تكن غبياً`". لكن "ك" يقول إنه مع مرور الوقت، وبعد أن فقدت وحدته بعض الجنود في اشتباك، تشددت المواقف و"أصبح (ما يقال) فقط من قبيل.. دَمِر كل شيء، اقتل كل من تراه". عرضنا الأدلة التي جمعناها حول ليان وميرا، بالإضافة إلى ملخص للحالات الأخرى، على خبراء في القتال وقوانين الحرب. أشار الخبراء إلى أن هذه الوقائع تثير تساؤلات حول ما إذا كانت عمليات إطلاق النار هذه، ناتجة عن تهور أو إهمال أو تمثل هجمات متعمدة. وقال ويس براينت، المحلل العسكري الذي خدم في العمليات الخاصة الأمريكية وقدّم استشارات لوزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن حماية المدنيين، إنه "بموجب القانون الدولي، يقع على عاتق الجنود المحترفين، واجب التحقق قبل إطلاق النار من أن الهدف هو مقاتل معادٍ، حسب التوصيف القانوني، وليس مدنياً". وأضاف براينت أنه "عندما نرى هذا العدد الكبير من الأطفال يتعرضون لإطلاق نار، وخاصة في الرأس، فهذا يشير إلى وجود خلل خطير". أما جينينا ديل، أستاذة القانون الدولي في جامعة أكسفورد، فقالت إنه عند الحديث عن قرارات استهداف الأهداف وفق القانون الدولي، "فمن الصعب جداً في كثير من الأحيان الوصول إلى استنتاج قانوني نهائي، أو حتى مبدئي، من مسافة بعيدة حيث لا تتوفر جميع الأدلة". ولكنها أضافت "في هذه الحالة، فإن الأدلة المتاحة تشير بوضوح إلى انتهاك خطير للقانون، يحتمل أن يشكل جريمة حرب. وهذا أمر نادر الحدوث". وردّاً على سؤال حول تصرفات جنوده، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "إلحاق الأذى المتعمد بالمدنيين، وخاصة الأطفال، محظور تماماً وينتهك صراحةً كلاً من القانون الدولي والأوامر الملزِمة لجيش الدفاع الإسرائيلي". وأضاف البيان أن حماس "تستغل السكان المدنيين - وخاصة النساء والأطفال - كدروع بشرية". ووفقاً للبيان، فإن الحوادث التي تثير شبهات حول مخالفة أوامر وقيم الجيش الإسرائيلي سيتم التحقيق فيها، عند الاقتضاء، من قبل قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية الإسرائيلية. من بين 168 حالة نظرنا فيها، نعلم أن 90 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم. وبسبب الدمار الذي لحق بالمنظومة الطبية في غزة، يصعب تحديد العدد الإجمالي للأطفال، الذين توفّوا متأثرين بإصاباتهم. وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس، قُتل أو أُصيب 50 ألف طفل على الأقل في غزة، منذ بدء هذه الحرب. شنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، ردّاً على الهجوم الذي نفّذته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر 251 آخرين كرهائن. تقول العائلات التي تحدثنا معها خلال هذا التحقيق، إنه ليس لديها أي أمل في تحقيق العدالة لأطفالها. بعض هذه العائلات لم يتمكن حتى من دفن جثث هؤلاء الأطفال. بقيت جثتا ليان ومحمد ممددتين في شارع حميد لأيام. وبعد أسبوعين، قام الجيران بدفنهما، خلال هدنة قصيرة. وحتى تواصُلنا مع عائلتهما بعد أكثر من عام، لم يكن لدى العائلة أي فكرة عن وجود فيديو يوثّق لحظة وفاتهما. ساهمت في إنتاج هذا التحقيق: شاينا أوبنهايمر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store