
خطبة الجمعة في تركيا.. لدعوة لأخذ العبر من الماضي والتطلع إلى المستقبل بالبصيرة
وأضافت الخطبة أن يوم عاشوراء فرصة للتقرب إلى الله بالصيام والتواضع، وندّدت بالفرقة والخلافات التي تهدد تماسك المسلمين.
وجاء في خطبة الجمعة:
نحن الآن في شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنة الهجرية، وقد وصفه النبي صلى اله عليه وسلم بأنه 'شهر يستحق التعظيم' .
وغدا هو يوم عاشوراء، العاشر من شهر محرم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'أفضل الصيام بعد رمضان، صيام شهر الله المحرم' ، وأوصانا أن نصوم يوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده .
إن شهر الله المحرم، الذي يعد بداية السنة الهجرية، يذكرنا من جديد بضرورة الالتزام بأوامر الله ونواهيه بإخلاص، وبالتحلي بالأخلاق الكريمة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد كان نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للعالمين، تعلمنا منه معنى الاحترام، والمحبة، واللطف، وتعلمنا أن نتطهر من مشاعر الحقد، والعداوة، والحسد، وأرشدنا إلى احترام الإنسان، وعدم التعدي على المقدسات، واجتناب الفتنة والفساد في المجتمع. كما علمنا أن نرسم البسمة على وجوه اليتامى والمظلومين، وأن نعطي النساء والأطفال مكانتهم الحقيقية التي يستحقونها.
إن الواجب علينا اليوم هو: التمسك بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم تمسكا وثيقا، وأن نحبه أكثر من كل شيء وكل أحد. ويجب أن نعلم أن توقيره واحترامه هو أمر من الله تعالى، وضرورة من ضرورات الإيمان.
قال الله سبحانه وتعالى 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'، والتمسك بهذا الأمر الإلهي يكون بالابتعاد عن كل قول أو تصرف أو سلوك يلحق الضرر بوحدتنا وتماسكنا.
ويجب أن نظل دائما يقظين تجاه كل من يتربص بعقيدتنا وقيمنا ومقدساتنا، من الداخل أو الخارج، من أصحاب الفتن والشرور.
وجاء فيها:
إن يوم عاشوراء يذكرنا أيضا بالحادثة المؤلمة التي استشهد فيها حبيب و سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه 'هو ريحانتي من الدنيا' سيدنا الحسين رضي الله عنه، ومعه أكثر من سبعين مسلما في كربلاء.
ويا للأسف، إن كثيرا من المسلمين اليوم لم يستخلصوا العبر اللازمة من تلك الفاجعة، ولم يتحركوا بروح الأخوة الدينية ووحدة الأمة؛ فاستغل أعداء الإسلام والإنسانية هذا التفرق، وتمادوا في ظلمهم، ولا سيما في غزة وسائر البقاع.
وفي مثل هذا الواقع الأليم، فإن واجبنا أن ننظر إلى الماضي بعين العبرة، وإلى المستقبل بعين البصيرة، وأن نتمسك بقيم الإسلام الحية تمسكا راسخا، وأن نتحد صفا واحدا في وجه الإساءات البشعة التي تطال القرآن الكريم ورسولنا صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نستحضر حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 'لا تهاجروا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا'.
فنعزز روابط الأخوة فيما بيننا، ونجعلها أقوى من ذي قبل، كما يجب علينا أن نطيع أمر الله تعالى 'وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة'، أي أن نعد العدة ونستعد بالقوة قدر الاستطاعة، في جميع المجالات المادية والمعنوية، وعلى رأسها العلم والمعرفة والتكنولوجيا.
وبهذه المناسبة الجليلة، أستذكر بكل خشوع وإجلال سيد الشهداء الإمام الحسين رضي الله عنه، وكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحق والعدل والقيم المقدسة، وأترحم عليهم جميعا، راجيا من الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يكرمهم بمنزلة الشهداء الأبرار.
وجاء فيها أيضا:
نحن نخوض منذ مدة معركة شاملة ضد حرائق الغابات، وللأسف، فإن رئتينا تحترق، فلنتجنب جميع السلوكيات التي قد تؤدي إلى اندلاع الحرائق، وخاصة في الغابات والمناطق المفتوحة، ولنلتزم بتحذيرات وتعليمات الجهات المختصة. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلدنا وشعبنا من جميع الكوارث والمحن.
واختتمت الخطبة بقول الله تعالى 'وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ۖ واصبروا ۚ إن الله مع الصابرين'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 34 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : حكم إلقاء السلام من الرجال على النساء.. مفتى الجمهورية يجيب
الأحد 6 يوليو 2025 04:00 صباحاً نافذة على العالم - هل يجوز شرعًا إلقاء السلام من الرجال على النساء؟ وهل يختلف الحكم بين الجماعة أو الانفراد؟ سؤال أجاب عنه الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية. وقال فى إجابته عن السؤال عبر موقع دار الإفتاء النصرية: إنه يجوز شرعًا إلقاء السلام وردُّه بين جماعة كل من الرجال والنساء، أو بين جماعة الرجال وامرأة منفردة، أو بين جماعة النساء ورجل منفرد، أو بين رجل وامرأة منفردين إذا أمنت الفتنة، وإلَّا حرم الإلقاء والرد، فقد ورد عن السيدة أسماء ابنة يزيدَ رضي الله عنها قالت: «مرَّ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فسلَّم عليْنا» رواه ابن ماجه في "سننه". بيان فضل إفشاء السلام وحكم إلقائه وردِّه وأشار الى أن إفشاء السلام مِن أحبِّ الأعمال إلى الله عز وجل، ومن الفضائل التي تنشر الود بين الناس، وهو تحية المسلمين فيما بينهم في الدنيا، وتحية أهل الجنة كما أخبر بذلك عز وجل؛ فقال سبحانه: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا﴾ [الأحزاب: 44]. بل إنَّه من أجلِّ القُرَب الموصِّلة إلى دخول الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا؛ أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواه مسلم في "صحيحه". قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (2/ 36، ط. إحياء التراث العربي): [وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم من عرفت ومن لم تعرف كما تقدم في الحديث الآخر، والسلام أول أسباب التألف ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تَمَكُّنُ أُلفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين... وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة] اهـ. ولفت الى أن إلقاءُ السلام هو حقُّ المسلم على أخيه المُسلم؛ لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ» رواه مسلم في "صحيحه". وهو سُنَّة عَيْنٍ على المُنفرِد المارِّ على غيره، وسُنَّة كفائيَّة على الجماعة المارين على غيرهم بحيث إذا ألقاه بعضهم سقط الطلب به عن الباقين، وأمَّا رَدُّ السلام ففرضُ عينٍ في حق المُنفرِد، وفرضُ كفايةٍ في حقِّ الجماعة، بحيث يأثمون جميعًا بتركه، ويسقط الإثم بردِّ أحدهم. قال العلامة البهوتي في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 383-384، ط. عام الكتب): [السلام (سُنّة) عين من منفرد، (ومن جمع) اثنين فأكثر (سنة كفاية)... (ورده)؛ أي: السلام إن لم يكره ابتداؤه (فرض كفاية)؛ فإن كان الْمُسَلَّمُ عليه واحدًا تعيّن عليه] اهـ. حكم إلقاء السلام من الرجال على النساء وأردف قائلا: مع أنَّ الأمر بنشر تحية الإسلام جاء عامًّا يشمل الرجل والمرأة، إلا أنَّ للرجل مع المرأة الأجنبية أحكامًا تخصهما في ابتداء السلام ورَدِّه؛ دفعًا للمفسدة وأمنًا للفتنة. وأوضح أنه من المقرر جواز إلقاء السلام ورده مِن الرجال على النساء أو العكس إن كان المُلقِي جمعًا والمُلقَى عليه فردًا، أو كان المُلقِي فردًا والمُلقَى عليه جَمْعًا، وذلك ما لم تخش فتنة؛ لما ورد عن أسماء ابنة يزيدَ رضي الله عنها قالت: «مرَّ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فسلَّم عليْنا» رواه ابن ماجه في "سننه". قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (4/ 601، ط. دار الفكر): [ولو كان النساء جمعًا فسلم عليهن الرجل أو كان الرجال جمعًا كثيرًا فسلموا على المرأة الواحدة فهو سنة إذا لم يخف عليه ولا عليهن ولا عليها فتنة] اهـ. وتابع: أمَّا إن كان إلقاءُ السَّلام بين فرادى كإلقاء الرجل المنفرِد على المرأة أو العكس: فقد فرَّق الفقهاء بين العجوز والشابَّة، فاتفقوا على جواز ابتداء السلام وردِّه في حق المرأة العجوز، أمَّا في خصوص المرأة الشابَّة فاختلفوا فيه، فذهب الحنفية إلى كراهة ابتدائه مِن أحدهما، فإن بدأهُ الرجل ردَّت المرأة في نفسِها لا بلسانها، وإن بدأتهُ هي ردَّ الرجل في نفسِهِ لا بلسانِهِ، وعَبَّرَ بعضُ الحنفية بالحرمة. قال العلامة سراج الدين ابن نجيم في "النهر الفائق شرح كنز الدقائق" (1/ 271، ط. دار الكتب العلمية): [يكره السلام على المصلي والقارئ والجالس للقضاء أو البحث في الفقه أو التخلي، وزيد عليه مواضع، وأحسن من جمعها الشيخ صدر الدين الغزي فقال رحمه الله تعالى: سلامك مكروه على من سَتَسْمَعُ...كذا الأجنبياتُ الفتيَّاتُ أمنعُ] اهـ. وقال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 616، ط. دار الفكر): [(قوله سلامك مكروه) ظاهره التحريم] اهـ. وذهب المالكيةُ إلى كراهة إلقاء السلام وردِّه على المرأة الشَّابة، قال العلَّامة أبو عبد الله المواق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 224): [ويكره السلام على الشابة ولا بأس به على المتجالة] اهـ. وذهب الشافعيةُ إلى كراهة ابتدائه وردِّه في حق الرجل، وإلى الحُرمة في حقِّ المرأة ابتداء وردًّا، فإن سلَّم الرجل حرم على المرأة الرَّد، قال الشيخ زكريا الأنصاري في "شرح روض الطالب" (4/ 184، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ويسن) السَّلام (للنساء) مع بعضهن وغيرهن، (لا مع الرَّجالِ الأجانبِ) أفرادًا وجمعًا (فيَحْرُم) السلام عليهم (مِن الشَّابةِ ابتداءً ورَدًّا) خوف الفتنة، (ويُكرَهان) أي: ابتداء السلام وردُّه (عليها)] اهـ. وذهب الحنابلة إلى كراهة ابتدائِهِ منهما مطلقًا، أمَّا الردُّ فلا يلزمها إن بدأ الرجل بالسلام، وإن بدأت المرأة به لزم الرجل الردُّ، قال الشيخ أبو النجا الحجاوِي الحنبلي في "الإقناع" (1/ 239، ط. دار المعرفة): [وإن سلَّمت شابةٌ على رجل ردَّه عليها، وإن سلَّم عليها لم تردَّه] اهـ. واستثنوا من هذه الكراهة الشابة البَرْزَة، وهي المرأة العفيفة العاقلة التي من عادتها الخروج لحوائجها وملاقاة الرجال بحيث تخرج وتدخل آمنة على نفسها، فلا يكره إلقاء السلام ورده بينها وبين الرجل؛ وعللوا ذلك بأمن الفتنة غالبًا. وبين انه يستفاد مما سبق أنَّ إلقاء السلام ورده بين الرجال والنساء جماعة أو فرادى دائر مع أمن الفتنة وجودًا وعدمًا؛ فحيث أمنت الفتنة جاز الإلقاء والردُّ، وإلَّا حرُمَ، وهو ما أفادته رواية ابن ماجه السابقة عن السيدة أسماء ابنة يزيدَ رضي الله عنها، والذي فيها إلقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم السلامَ على جمعٍ من النساء من غير كراهة أو نهي عن ذلك، أو تخصيص بعددٍ دون عددٍ؛ لـما فيه من انتفاء الفتنة، وهو ما فهمه العلماء ونصُّوا عليه. قال العلامة السندي في "حاشيته على سنن ابن ماجه" (2/ 398، ط. دار الجيل): [قال الحليميُّ: كان النبي صلى الله عليه وسلمَ يُسلِّمُ للعصْمَةِ، وكان مأمونًا من الفتنة، فمن وثق من فتنته بالسلام فليسلم، وإلا فالصمتُ أسلم اهـ. فالحاصل أن سلام الرجل عليهنَّ جائز في نفسه، بل مسنون، لكن بشرط السلامة بأن ظنَّ بها، وإلا تعين الترك] اهـ. وأكد بناءً على ذلك أنه يجوز شرعًا إلقاء السلام وردُّه بين جماعة كل من الرجال والنساء، أو بين جماعة الرجال وامرأة منفردة، أو بين جماعة النساء ورجل منفرد، أو بين رجل وامرأة منفردين إذا أمنت الفتنة، وإلَّا حرم الإلقاء والرد.

مصرس
منذ 39 دقائق
- مصرس
آل البيت أهل الشرف والمكانة
يرى بعض الناس أن تعبير "آل البيت" لا أصل له في الإسلام، وأن أصح منه "أهل البيت"، بل يذهب بعضهم إلى إنكار أي تميز لهم، زاعمين أن لا خصوصية لهم ولا مكانة فوق سائر المسلمين. وهذه المزاعم تُردّ من وجوهٍ متعددة، لغويًا وشرعيًا وتاريخيًا. في هذا المقال، نعرض حقيقة لفظ "آل البيت"، ونُثبت أصالته في اللغة والنصوص، ونبيّن موقعهم في قلوب المؤمنين، خاصة أهل مصر الذين كانت لهم صلة تاريخية وروحية عظيمة بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.أولًا: أصل اللفظ ومعناهمعنى "آل" في اللغة:ورد في معجم المعاني أن:"آلُ كلّ شيءٍ: شخصه."و"آل الرجل: أهله وعياله وأتباعه وأنصاره."وقد قال الإمام سيبويه: "أصل (الآل) هو (الأهل)"، وقد أبدلت الهمزة من الهاء، ثم أبدلت الهمزة ألفًا.ويُعزى إلى الكسائي أن الأصل "أَوْل"، ثم أُبدلت الواو ألفًا، فجاءت صيغة "آل".وهكذا يُفهم أن "الآل" و"الأهل" مترادفان في اللغة، وكلاهما يُستعمل للدلالة على القربى والقرابة، ووردا في القرآن الكريم.ثانيًا: "آل البيت" في القرآن الكريمالقرآن استخدم تعبير "آل" مرات عديدة، منها:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}[آل عمران: 33]{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر: 46]وكذلك "أهل البيت" ورد صريحًا في قوله تعالى:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}[هود: 73]{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: 33]وقد قال الراغب الأصفهاني"صار أهلُ البيت مُتعارفًا في آل النبي صلى الله عليه وسلم."فالنتيجة: أن اللفظان صحيحان لغويًا وقرآنيًا، ولا تعارض بينهما.ثالثًا: آل البيت بشر، لهم مكانةلا يرفع المسلمون آل البيت إلى مرتبة الألوهية أو العصمة، فهم بشر كسائر البشر، وهذا ما أمر الله به أنبياءه أن يقرّوا به:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ...}[الكهف: 110]لكن مقام القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل لهم منزلة عظيمة، كما في قوله تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ...}[الأحزاب: 32]وفي حديث الكساء الشهير – رواه مسلم – تقول صفية بنت شيبة:خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرطٌ من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم الحسين، ثم فاطمة، ثم علي، ثم قال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب 33فالحديث يُدخل عليًا وفاطمة والحسن والحسين في أهل البيت، مع أزواج النبي رضي الله عنهم جميعًا.رابعًا: آل البيت ومصر.. محبة ممتدة عبر الزمنبعد استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه في كربلاء، لجأ بعض أفراد آل البيت إلى مصر طلبًا للأمن والعلم، ومنهم السيدة زينب، التي استقبلها أهل مصر بالترحاب.وتحولت بيوتهم إلى منارات علم ودعوة ومحبة، فصار الوجدان المصري مرتبطًا عاطفيًا وروحيًا بآل البيت، وامتلأت مصر بمقاماتهم المباركة.وقد قال الإمام الشافعي:"يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُفَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُيَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُمَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ.وقد أمرنا الرسول بذكرهم والدعاء لهم في تشهد كل صلاة وهو المسمى بالصلاة الإبراهيميةآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم جزء من هويتنا الإسلامية، ومحبتهم دين ووفاء، ومكانتهم محفوظة ما داموا على هدي جدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وليس في ذلك غلوّ ولا مغالاة، بل هو اتباع للقرآن والسنة، واحترام للقرابة النبوية الطاهرة، وبر ومودة واتباع لأمر الله تعالى في سورة الشورى" .. قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)


بوابة الفجر
منذ ساعة واحدة
- بوابة الفجر
دعاء الرزق وفك السحر.. ابتهالات تفتح لك أبواب السماء وتزيل الغم والضيق
في لحظات الضيق، وحين تضيق بنا السبل وتتكاثر الهموم، لا ملجأ ولا مفر إلا إلى الله. فكم من باب أُغلق ففتحه دعاء، وكم من رزق تأخر فقرّبه الله بصدق الرجاء. الدعاء مفتاح لكل خير، وسلاح فعّال ضد كل شر، وهو السبيل الأمثل لطلب الفرج والرزق وفك السحر والحسد. أولًا: دعاء الرزق الوفير إذا كنت تبحث عن توسعة في الرزق أو الفرج من ضيق، فهذه أدعية مأثورة مستجابة بإذن الله: أدعية لجلب الرزق: "اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه" "اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدين وضيق الصدر" "اللهم افتح لي أبواب رزقك، وبارك لي فيما أعطيتني، واجعلني من عبادك الشاكرين" "يا رازق السائلين، يا أرحم الراحمين، يا ذا القوة المتين، ارزقني وأنت خير الرازقين" أوقات يُستحب فيها الدعاء بالرزق: الثلث الأخير من الليل بين الأذان والإقامة بعد الصلوات المفروضة يوم الجمعة أثناء السجود ثانيًا: دعاء فك السحر والحسد السحر مذكور في القرآن، والحسد من شرور النفس، والوقاية والتحصين منهما تكون بالقرآن والدعاء واليقين بالله . دعاء فك السحر: "اللهم أبطل كل سحرٍ أُصيب به جسدي أو بيتي أو مالي، اللهم باعد بيني وبين شر السحرة والكائدين والحاسدين كما باعدت بين المشرق والمغرب" "اللهم إنك أنت القوي القادر، اللهم اجعل كيد من أرادني بسوء في نحره، واشغل الظالمين بأنفسهم، وردّ كيدهم في نحورهم" "اللهم أخرج كل عين وسحر وحسد أصابني، اللهم احفظني بما تحفظ به عبادك الصالحين" "اللهم إني أعوذ بك من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد " سور قرآنية تقرأ لفك السحر: سورة الفاتحة آية الكرسي المعوذتين (الفلق والناس) سورة الإخلاص الآيات من 102 إلى 105 من سورة البقرة الآيات من 117 إلى 122 من سورة الأعراف آداب الدعاء: الطهارة واستقبال القبلة بدء الدعاء بالحمد والصلاة على النبي ﷺ رفع اليدين بخشوع الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة حسن الظن بالله واليقين بالإجابة الدعاء باب لا يُغلق، ولا يُردُّ من قرعَه بصدق. اجعل لسانك رطبًا بذكر الله، وكن على يقين أن ما تأخر عنك سيأتي في وقته، وأن الله لا ينسى من لجأ إليه. "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" [غافر: 60]