
نتنياهو يزور البيت الأبيض في 7 يوليو للقاء ترامب
يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
البيت الأبيض
الاثنين المقبل، 7 تموز/يوليو، للقاء الرئيس
دونالد ترامب
الذي تحدث مؤخرا عن وقف إطلاق نار "قريب" في
غزة
، وفق ما أفاد مسؤول أميركي وكالة "فرانس برس" أمس الاثنين.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قالت في وقت سابق إنّ الجانبين يعملان على تحديد موعد للزيارة. وأضافت "أعلم أنه (نتنياهو) أعرب عن اهتمامه بالحضور إلى واشنطن والاجتماع مع الرئيس". وسيكون هذا الاجتماع الثالث لنتنياهو مع ترامب منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة في يناير/كانون الثاني. وأوضحت ليفيت أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيسبقه إلى واشنطن هذا الأسبوع "للاجتماع مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض".
أخبار
التحديثات الحية
ترامب: لا أتحدث مع إيران ولا أعرض عليها أي شيء
وكان ترامب قال الجمعة إنّ وقف إطلاق النار بين إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، وحماس في قطاع غزة "قريب" ويمكن أن يدخل حيّز التنفيذ "في الأسبوع المقبل". وأكدت ليفيت الاثنين أنّ ترامب جعل من "إنهاء هذه الحرب الوحشية في غزة... أولوية".
ومن المتوقع أن تناقش الزيارة ملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي 26 يونيو/حزيران الماضي، صرح المبعوث الخاص للرئيس الأميركي،
ستيف ويتكوف
، بأن واشنطن ستصدر في وقت قريب "إعلاناً هاماً" بشأن انضمام دول في المنطقة إلى اتفاقيات التطبيع مع
إ
سرائيل أو ما تسمى أميركياً وإسرائيلياً "
اتفاقيات أبراهام
".
وقد يكون ملف إيران على جدول أعمال الزيارة، في ظل الشكوك حول مسألة تدمير البرنامج النووي الإيراني، والتهديدات الإسرائيلية بمنع طهران من استئناف أنشطتها النووية وإصلاح ما دمره العدوان الأخير عليها.
(فرانس برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
ترامب و"الملك"... النجاة مقابل تنازلات إقليمية
يبدو أن التحالفات لم تعد تُصنع في كراسي الحكم وغرف المفاوضات، بل أيضاً في أروقة المحاكم، حيث يختلط الشخصي بالسياسي، وتصبح معارك القضاء مرآةً لمعركة أكبر تتجاوز الحدود والسيادة. قبل أيام، وخلال العدوان الإسرائيلي على إيران، كانت المحكمة المركزية في القدس المحتلة تؤكّد أن "لا حصانة لنتنياهو في زمن الحرب"، لكنّ المشهد تغيّر فجأة بعد تدخّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالباً عبر "تروث سوشيال"، الاسبوع الماضي، بإلغاء محاكمة نتنياهو أو منحه عفواً فورياً، واصفاً الاتهامات الموجهة إليه بأنها "مطاردة ساحرات"، العبارة التي استخدمها ترامب غير مرّة ضدّ خصومه في الولايات المتحدة، وهي ليست مجرّد استعارة، بل أداة دعائية تهدف إلى تصوير محاكمة نتنياهو محاكمَ تفتيش سياسية، تشبه محاكمات مدينة سالم في ولاية ماساتشوستس في القرن السابع عشر، حين دين أبرياء بتهم ملفّقة في مناخ من الهستيريا الجماعية. الدعاية المستمدّة من التاريخ (الحقيقي أو المتخيّل) هي عادة نتنياهو أيضاً، الذي يسمّيه مؤيّدوه في واحد من أشكال تلك البروباغاندا، "ملك إسرائيل". ليست العلاقة بين "الملك" (نتنياهو) وترامب تحالفاً ظرفياً، بل أيديولوجية، مبنيةٌ على قاسم شعبوي يتحدّى مؤسّسات الدولة القائمة، فترامب، الذي خاض معارك ضارية مع القضاء الأميركي، يرى في نتنياهو تجسيداً لصراعه الشخصي ضدّ ما يسمّيها "الدولة العميقة". أمّا نتنياهو، فيرى في تحالفه مع ترامب طوقَ نجاة، لا ضدّ خصومه السياسيين فقط، بل أيضاً ضدّ القضاء. مضى ترامب في سياسة الضغط الأقصى مهدّداً بحجب مساعدات أميركية لإسرائيل، ومع الظفر بقرار التأجيل، بدا أن هذا التحالف بدأ يُثمر، فالمحكمة التي أظهرت صلابةً سابقاً، وأعلنت ألا تنازلات عن العدالة، تراجعت (الأحد الماضي) فجأةً تحت ذرائع "لوجستية وأمنية". يمنح التأجيل نتنياهو وقتاً إضافياً لترتيب أوراقه السياسية، لكنّه أيضاً كشف تدخّلاً خارجياً غير مسبوق يهدّد مبدأ فصل السلطات في دولة الاحتلال. تزامن ذلك مع تسريباتٍ عن محادثات سرّية بين محامي نتنياهو ورئيس المحكمة العليا السابق، أهارون باراك، نوقشت فيها احتمالات تسوية قانونية تسمح لنتنياهو بالبقاء في السلطة. لم تبرم الصفقة، وكشفت أن الاستقالة ليست مطروحةً على طاولة نتنياهو. وهل يستقيل الملك؟ وحين ينقذ ترامب نتنياهو (كما أنقذ إسرائيل بحسب تصريحات لترامب) بالضغط لتأجيل محاكمة الأخير، فسيكون التأجيل أول بند في صفقة أكبر: النجاة مقابل تنازلات إقليمية. وقد تشمل الصفقة (فيما تشمله) التي تحملها حقيبة ترامب الدبلوماسية الاقتصادية: وقف الحرب في غزّة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، وتسريع التطبيع العربي مع الاحتلال. يشكل قرار التأجيل انتكاسةً لاستقلال القضاء، فحين يستسلم القضاء الإسرائيلي أمام ضغوط حليف خارجي يصبح التأجيل سابقة تُفرّغ المحاسبة من مضمونها، كما قد تصبح العدالة المؤجلّة عدالة ملغاة. يبثّ المشهد رسالة مفادها بأن المحاكم يمكن اختراقها عندما تتعارض مصالح "الملك" مع حلفائه الأقوياء، وأن العدالة قد يُضحَّى بها إذا هدّدت توازنات السلطة. إقليمياً، يُعدّ هذا التطوّر مؤشّراً إلى أن الحصانة السياسية باتت تُمنح في المنطقة مقابل تنازلات أمنية أو خطوات تطبيعية (سورية مثلاً؟). والولايات المتحدة، التي طالما قدّمت نفسها نظاماً يضمن فصل السلطات، تتحوّل لاعباً ضاغطاً يقوّض استقلال القضاء في بلدان حلفائها، بدل أن يحميه. والقرار، بكل ما يحمله من دلالات، يعيد فتح سؤال جوهري: من يحكم إسرائيل فعلياً؟ أهو القانون؟ أم "الملك"؟ أم شبكة المصالح التي تحيط به من الخارج؟ خلاصة المشهد أن القرار لم يكن مجرّد تأجيل تقني، بل إشارة إلى تغيّر قواعد اللعبة. ليس مستبعداً أن يتبع التأجيل مزيد من الضغوط لتعليق المحاكمة إلى أجل غير مسمّى، أو الدفع نحو تسوية قضائية تُنقذ "الملك" من السجن، وتُبقيه في المشهد السياسي. قرار المحكمة بالتأجيل، إذن، لم يكن فقط استجابةً لضغط محلّي، بل خطوة قد تُمثّل أول انتصار مباشر لتحالف "الزعيمَين" في معركة ضدّ ما يسمّيه كلّ منهما "الدولة العميقة". يمتلك الرئيس الإسرائيلي صلاحية العفو، لكن ذلك لن يكون من دون تكلفة سياسية وقانونية عالية، أقلّها دفع ثمن تقديم "الأمن" على العدالة.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
اللحظة الإيرانية الكاشفة: "عقيدة نتنياهو" بدل "مبدأ كارتر"
على أعتاب مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بين العرب والإسرائيليين، أتذكر الدكتور نبيل شعث، السياسي الفلسطيني، يتحدث في قاعة مؤسسة عبد الحميد شومان في عمّان، شارحًا أنّ العلاقة الأميركية الإسرائيلية دخلت طورًّا جديدًا، لأن الوجود الأميركي المباشر الجديد في المنطقة العربية، حينها، يقلّص الحاجة لدور إسرائيل قاعدةً متقدمةً لحماية مصالح واشنطن، عمليًا تبنت السياسية الأميركية ما دعم هذا الطرح، لكن من دون التخلي عن إسرائيل. الآن وعلى وقع الضربات الإسرائيلية الأميركية ل إيران عاد السؤال هل "عاد" الدور الإسرائيلي في المنطقة، دور القاعدة المتقدمة؟ بحسب كلمات المستشار الألماني، فريدريش ميرز، في حديثه الصحافي يوم 18 يونيو/حزيران الفائت، التي قال فيها أنّ إسرائيل تقوم حاليًا بـ"العمل القذر" نيابةً عن الغرب بأكمله، وأشار إلى امتنانه للإجراءات الإسرائيلية ضدّ إيران. في الواقع لا يرضي دور القاعدة المتقدمة غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، وما يقوم به يصل إلى فرض أجندته الخاصّة، أيّ توريط الولايات المتّحدة والغرب لدعمه. وهو ما يحاول ترويجه منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا، في مطلع هذا العام، فقال مثلًا في منتصف فبراير/شباط، أثناء مؤتمرٍ صحافيٍ مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو إنّه وترامب "بشكلٍ مشتركٍ" يقومان بـ "إعادة تشكيل الشرق الأوسط". تاريخيًا تعهدت الولايات المتّحدة عبر مجموعة إعلاناتٍ رسميةٍ من رؤساء أميركيين، بحفظ أمن منطقة الخليج العربية، وعقب الثورة في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، أعلن الرئيس الأميركي جيمي كارتر، مبدأه الشهير، الذي يؤكّد فيه مبادئ أعلنها رؤساءٌ سبقوه، وبحسب "مبدأ كارتر" في 23 يناير/كانون الثاني 1980 فإنّ أي محاولةٍ من قبل قوّةٍ خارجيةٍ للسيطرة على منطقة الخليج "ستُعتبر هجومًا على مصالح الولايات المتّحدة الحيوية، وسيُردّ عليه بكلّ الوسائل الضرورية، بما في ذلك القوّة العسكرية". خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين إبّان الحرب العراقية الإيرانية، (1980- 1988)، تبنت واشنطن سياسة يمكن تسميتها "الإضعاف المتبادل"، فقدمت السلاح إلى العراق (وهناك فيديو شهير للقاء وزير الدفاع الأميركي حينها دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي صدام حسين)، كما قدمت في مناسبةٍ واحدةٍ على الأقلّ السلاح إلى إيران عبر إسرائيل، وهو ما عرف باسم "فضيحة "إيران- كونترا غيت"، كان الهدف منها تمكين كلٍّ من العراق وإيران من إضعاف بعضهما. في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني، عام 1991، طبق في تلك الحرب مبدأ كارتر بوضوحٍ. في شهر مايو/أيّار 1993، وفي إحدى "قلاع" الصهيونية الأميركية، معهد واشنطن للشرق الأدنى، قدّم مارتن إنديك، مبدأ "الاحتواء المزدوج"، الذي تبنته السياسة الأميركية في التسعينيات من القرن المنصرم، وهو أنّ واشنطن يمكنها التخلي عن سياسة تقوية العراق وإيران من أجل أن يضعفا بعضهما، وستقوم الولايات المتّحدة بفضل قواتها في المنطقة، التي انتشرت بعد حرب الكويت، بإضعاف العراق وإيران معًا، عبر فرض حصارٍ وعقوباتٍ. حينها طبق هذا المبدأ مع محاولة دمج إسرائيل في المنطقة عبر عملية السلام. دخلت هذه السياسة طورًا جديدًا، أو مرحلة "تغيير الأنظمة"، عندما قررت الولايات المتّحدة احتلال العراق، 2003/ 2004، وكان هناك خطةٌ لإحداث تغييرٍ سياسيٍ حتّى في الدول العربية الحليفة لواشنطن، وذلك ضمن رؤية مجموعة المحافظين الجدد الأميركية التي لعبت دورًا سياسيًا حينها، وكان من ضمن أهدافها دمج إسرائيل في المنطقة. ملحق فلسطين التحديثات الحية مشاريع نتنياهو التوسعية في الشرق الأوسط استبدلت هذه الخطة على وقع الفشل الأميركي في العراق، ومواجهتها قوىً متعددةً، منها إيران وحلفاؤها السابقون من جماعات المجاهدين في أفغانستان، وسرعان ما قررت إدارة باراك أوباما ، بدءًا من عام 2008 تقريبًا، الانسحاب من المنطقة، ومحاولة ترتيب الأوراق مع إيران عبر اتّفاقٍ نوويٍ. أغضبت سياسات أوباما الصهاينة الأميركيين والإسرائيليين، على حدٍّ سواء، وروّج بعض أهمّ رموزهم، مثل دينيس روس، فكرة أنّ أوباما تجاهل أنظمة الخليج العربية الحليفة، وتجاهل إسرائيل أيضًا، وهذا خطأٌ ويجب العودة للتنسيق مع هذه الدول، وفي السياق ذاته جرى طرح وترويج ورعاية أصواتٍ عربيةٍ تقول إنّ هناك مصلحةٌ مشتركةٌ مع الإسرائيليين، بردع إيران والتصدي لسياسات أوباما. على هذا الأساس حظي ترامب بدعمٍ صهيونيٍ كبيرٍ، وحصل على علاقةٍ وديةٍ مع الأنظمة العربية الغاضبة من أوباما، ومن موقفه من الربيع العربي، والإخوان المسلمين. وروج لخطابٍ جديدٍ؛ هو تأجيل القضية الفلسطينية أو تجاوزها، كما أنّ حلّ القضية الفلسطينية هو نتيجةٌ محتملةٌ للسلام العربي الإسرائيلي والتصدي لإيران وليس العكس. لكن المتغير الأساسي في منطقة الخليج العربية، وفي ما يتعلق بإيران، كان تراجع الضمانات الأميركية في حفظ أمن المنطقة. فإذا كانت حرب الكويت وبعدها احتلال العراق، تأكيدٌ على التزامٍ أميركيٍ بأمن المنطقة، فإنّ الانسحاب من العراق لم يكن المظهر الوحيد لتراجع التعهد التاريخي الأميركي بأمن المنطقة. كان مظهر التراجع الأميركي الأكبر هو حالة اللامبالاة الصريحة، التي أبداها ترامب عام 2019، عندما استهدفت إيران و/ أو حلفاؤها ناقلات النفط في مضيق هرمز، وفي منشآت النفط لشركة أرامكو السعودية، في إبقيق وخريص. جزءٌ من تراجع الاهتمام سببه تراجع اعتماد الغرب، والولايات المتّحدة على البترول والغاز المستوردين من المنطقة. في هذه التفاعلات كلّها بدت إسرائيل غير مُطالَبةٍ بلعب دورٍ مباشرٍ في المنطقة، وحكَمَ علاقتها مع الولايات المتّحدة عوامل داخلية عدّة، أهمّها قوّة اللوبي الإسرائيلي. استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية، كقوله في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في سبتمبر/أيلول 2012، إنّ طهران ستمتلك السلاح النووي في ربيع 2013. في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني لم تلق المطالب الخليجية المتعلقة بإعادة تشكيل العلاقة مع واشنطن تجاوبًا حقيقيًا من الأخيرة، ومثلما قال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتية، في مناسبات عدّة المطلوب اتّفاقٌ جديدٌ، وليس اتّفاقاتٍ شفوية (Gentlemen's Agreement) على غرار إعلانات كارتر وآيزنهاور، وقال في تصريح نشرته صحيفة الشرق في 25 فبراير 2021، "مطلوب اتّفاقيةٌ استراتيجيةٌ شاملةٌ، مكتوبةٌ ومحكومةٌ بتوسيع التعاون إلى قضايا العصر، مثل الذكاء الاصطناعي، والصحة العامة، وتغير المناخ". مع مجيء جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض، اكتشف أنّ سياسة الانسحاب من الخليج غير ممكنةٍ، فمن جهةٍ البترول والغاز الخليجيان لا غنى عنهما، خصوصًا إذ استغنيَ عن مصادر الطاقة الروسية بعد الحرب مع أوكرانيا، ومن جهة أخرى برزت بوادر تحالفٍ سعوديٍ روسيٍ بشأن النفط في نطاق تحالف (أوبك +)، كما برز تعاونٌ صينيٌ خليجيٌ، بما في ذلك رعاية بكين اتّفاقًا إيرانيًا سعوديًا لتهدئة الخلافات بينهما. من هنا طرح بايدن مشروعين لإعادة تشكيل المنطقة، فوافق على الدخول في معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، والثانية طريقٌ تجاريٌ أوربيٌ هنديٌ خليجيٌ إسرائيليٌ ينافس طريق الحرير الصيني. ولتمرير اتّفاق دفاعٍ مع السعودية، لا بدّ للكونغرس من الموافقة، لذلك يجب إرضاء اللوبي الإسرائيلي عبر اتّفاقية تطبيع سعودية إسرائيلية، تضاف إلى الاتّفاقيات مع الإمارات والبحرين، وطرح بايدن في سبتمبر/أيلول في الهند خطة الممر الأخضر، المنافس لطريق الحرير. خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين بحق الفلسطينيين، وأرادت تأجيل أيّ طرحٍ للعلاقات الإقليمية إلى حين إتمام هذه المهمة، وعدا قطاع غزّة والضفّة الغربية، نجحت إسرائيل في توجيه ضربةٍ كبيرةٍ لحزب الله في لبنان، وسقط النظام السوري الحليف لطهران، في دمشق، ما شجع نتنياهو، بما لديه من طموحٍ وحساباتٍ شخصية حول دوره التاريخي، وقدرته على التلاعب بالمنطقة وبالولايات المتّحدة، إلى الاعتقاد بأنّه قادرٌ على تغيير الشرق الأوسط بنفسه، عبر القوّة الإسرائيلية الذاتية، من دون اعتبارٍ لدعوات ترامب للتفاوض حول قطاع غزّة ومع إيران. لا يملك ترامب مشاريع إقليميةً كبيرةً في الخليج، على غرار معاهدات الدفاع المشترك، أو ممراتٍ تجاريةً عملاقةً (لا يعني هذا أنّه ضدّها)، وهو ينشد تحقيق إنجازاتٍ سريعةٍ على غرار صفقاتٍ تجاريةٍ، أو تفاهماتٍ، مثل اتّفاقٍ نوويٍ جديدٍ مع إيران. تقارير دولية التحديثات الحية خامنئي: إسرائيل سُحقت تقريباً وأميركا لم تحقق أي إنجاز تعامل نتنياهو مع طروحات ترامب لوقف هجومه على قطاع غزّة ، وبشأن المفاوضات الإيرانية الأميركية بالمماطلة، وتحين الفرص لاستكمال مخططاته. مع انتهاء الأيام الستين التي حددها ترامب، في إبريل/نيسان 2025، للتفاوض مع طهران حول المشروع النووي، استغل نتنياهو اللحظة، وخاطب ترامب بمنطقين أساسيين، الأول اللعب على وتر غرور الأخير، بأنّه مفاوضٌ بارعٌ، كما أنّ (نتنياهو) سيخدم خططه، والثاني وفق منطق "توريط" واشنطن لتنفيذ مخططاتٍ لإعادة تشكيل المنطقة بالقوّة. وكما يستدل من تصريحات ترامب، اعتبر أنّ الضربات الإسرائيلية وسيلة ضغطٍ على إيران للتجاوب مع المطالب الأميركية، وإضعافها تفاوضيًا، ومن ذلك قوله يوم 13 يونيو/حزيران الحالي أنّ إيران لم تستغل المفاوضات، لذا ستواجه الآن تداعياتٍ "أكثر قسوةٍ"، إذا لم يتفاوضوا. ثم جاءت الضربات الأميركية، ليعلن ترامب في 21 يونيو أنّ الضربات "نجاحّ عسكريّ مدهشّ"، وحذر إيران بضرورة "التوصل إلى سلامٍ". قد تجد بعض الدول الغربية في هذا الوضع وكأنّ إسرائيل قد عادت لتكون قاعدةً متقدمةً لحماية مصالحها، أمّا نتنياهو، الذي يريد أن يجدد لحياته السياسية عمرًا جديدًا، فيريد أن يقول إنّه من يحدد الأجندة، والآخرين يتبعونه، لأنّهم لا يقدرون على إيقاف الإسرائيليين. ويقول نتنياهو ملخصًا عقيدته السياسية، "تحقيق السلام عبر القوّة"، في يوم 22 يونيو بعد الضربات الأميركية على إيران، "أنا والرئيس ترامب كثيرًا ما نقول: (السلام من خلال القوّة). أولًا تأتي القوّة، ثمّ يأتي السلام. واليوم، تصرف الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوّةٍ كبيرة". استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية بدا تصريح نتنياهو الأخير خطاب انتصارٍ لسياساته، إذ يرفض المفاوضات والحلول السياسية، ويقطع الطريق على تفاهماتٍ وخططٍ خليجيةٍ لإعادة ترتيب المنطقة، ويبحث عن الإخضاع بالقوّة. عقيدة نتنياهو: بينما تحدد إسرائيل أجندة المنطقة بالقوّة، تقف القوّة الأميركية داعمةً ومتفرجةً، وتتدخل عند الحاجة لتنقذ إسرائيل. هذا التصور الصهيوني فيه اختزالٌ، ولا يتماشى تمامًا مع المصالح الأميركية، ولا يخدم بالتأكيد المصالح الخليجية، من هنا يجد الكاتب أن هناك ثلاثة متغيرات ستحدد مسار الأحداث في المنطقة الآن، ومدى نجاح نتنياهو في فرض خططه، أولها: قدرة الدولة الأميركية (وأوروبا)، على عدم الانجرار خلفه، وتذكر أنّ مصالحها في العالم والشرق الأوسط لا تتطابق مع رؤى نتنياهو ووزراءه، وثانيها؛ مدى وقوف دول الخليج عند حاجتها لرؤى استراتيجية لمصالحها واتّفاقياتها وعلاقاتها مع الغرب، وحلّ مشكلات المنطقة بعيدًا عن أحلام وأيديولوجيات نتنياهو وتيار الصهيونية الدينية، وثالثها؛ طريقة وعملية إدارة إيران ودول المنطقة للمرحلة.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
دعوة ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو.. جزء من صفقة شاملة؟
هاجم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، في تغريدة جديدة استمرار محاكمة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ، والذي كان قد طالب بإلغائها في منشور سابق له على منصة "تروث سوشال" التي يملكها. وليلة أمس، كتب ترامب أن "القضاة خرجوا عن السيطرة". وأضاف "توصلوا إلى صفقة بغزة، أعيدوا المختطفين!". وكما في المرّة السابقة، تلقف نتنياهو هذه المرّة دعم حليفه الأميركي بكثير من الاحتفاء، وردّ: شكراً لك مجدداً الرئيس ترامب، على الدعم الكبير". في منشوره الذي كتبه ترامب عن منصة "تروث سوشال" أوضح أن "ما يفعلونه لبيبي نتنياهو صادم. هو بطل حرب، ورئيس حكومة أدى مهمة رائعة عندما عمل إلى جانب الولايات المتحدة ، لإحقاق نجاح كبير بالتخلص من التهديد النووي الخطير في إيران". وأضاف الرئيس الأميركي "من المهم الإشارة أنه يقوم في هذه الأثناء بالتفاوض مع حماس حول صفقة تعيد المختطفين". أخبار التحديثات الحية ترامب: ننفق المليارات لحماية إسرائيل ولن نتسامح مع محاكمة نتنياهو الرئيس الأميركي تابع متسائلاً: "كيف يعقل أن رئيس حكومة إسرائيل مضطر إلى الجلوس في قاعة المحكمة كل يوم من أجل لا شيء (سيجار، ولعبة باغزباني وغيرها)؟"، معتبراً أن المحاكمة سياسية و"تشبه كثيراً ما اضطررت إلى تحمله". وتابع ترامب: "تراجيديا العدل هذه ستشوّش على المفاوضات مع حماس وإيران. وبكلمات أخرى، من الجنون ما يفعله القضاة الذين خرجوا عن السيطرة لبيبي نتنياهو. الولايات المتحدة الأميركية تخرج مليارات الدولارات سنوياً من أجل الدفاع عن إسرائيل ودعمها. لن نتحمل ذلك. هذا زمن كان فيه نصر كبير مع رئيس الحكومة بيبي نتنياهو- وهذه (المحاكمة) تضر جداً بنصرنا. دعوا بيبي يمضي لديه عمل كبير لإنجازه". في وقتٍ سابق ليلة الأربعاء-الخميس الماضية، هاجم ترامب محاكمة نتنياهو، داعياً إلى إلغائها، أو منحه عفواً. وادعى أن المحاكمة تجري "من منطلقات سياسية...هذه عملية صيد الساحرات لشخص أعطى إلى هذا الحد، لم يكن هناك محارب مثله ويستحق أكثر من ذلك بكثير. الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن ستنقذ بيبي". وفي رد على تغريدة ترامب الأولى كتب نتنياهو: "شكراً للرئيس ترامب على دعمه المؤثر بي وعلى دعمه الرائع لإسرائيل والشعب اليهودي". وتابع: "سنواصل العمل معاً لهزيمة أعدائنا المشتركين، ولإطلاق سراح الأسرى وتوسيع دائرة السلام". "إلغاء محاكمة نتنياهو".. جزء من صفقة شاملة؟ وفقاً لما ذكره موقع "واينت" اليوم الأحد، فإن "أقوال ترامب لم تأتِ من فراغ؛ إذ إنها جزء من مسار متسق ومتزامن، ومنسق على ما يبدو، أُعدّ لإتاحة مسار إقليمي أوسع نطاقاً، ونتنياهو جزء منه". وكما أضاف أن "الرئيس الأميركي لا يخفي أهدافه. فمنذ أعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يظهر نفاد صبره تجاه إسرائيل، خصوصاً تجاه استمرارها في الحرب على قطاع غزة". فمن جتهه، ينبغي إنهاء الحرب، إعادة المختطفين، التقدم نحو اتفاق تطبيع مع السعودية وتوسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولاً أخرى في المنطقة وربما خارجه. وكان مبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، قد ألمح إلى ذلك قائلاً إن "الاتفاق مع حماس أقرب من أي وقتٍ مضى". على هذه الخلفية ليست الدعوة إلى إلغاء المحاكمة منفصلة عما سبق، وإنما هي جزء من صفقة شاملة بحيث يوفر ترامب لنتنياهو دعماً علنياً مقابل قيام الأخير بكل ما يلزم لإنهاء الحرب في غزة ثم الانطلاق نحو تحقيق الأهداف الإقليمية، ورجّح الموقع أن ما سبق هو مجرد طلقة البداية في مسار أوسع سيتكشف لاحقاً. إلى ذلك، كان رئيس المعارضة، يائير لبيد ، قد ألمح إلى ذلك في الأسبوع الماضي في مقابلة مع الموقع: "قائلاً مع كل الاحترام لترامب ليس عليه التدخل في مسار قضائي في دولة مستقلة. أعتقد أن هذا تعويض يمنح له (لنتنياهو) لإنهاء الحرب في غزة". من جهتها، "ردّت هيئة عائلات المختطفين"، على منشور ترامب اليوم، أنه "حان الوقت للقيام بصفقة الصفقات، وهي إعادة 50 مختطفاً إلى بيوتهم"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة. أخبار التحديثات الحية ترامب: أبرموا صفقة غزة وأعيدوا الرهائن