
تجربة بصرية وإنسانية في معرض «إضاءات» لفواز يونس
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة في مقره مؤخراً معرض «إضاءات» للفنان فواز يونس، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وعبيد سرور ومحمد القصاب من جمعية الشارقة للفنون التشكيلية وعدد من الفنانين التشكيليين وجمهور الفن.
و فواز يونس فنان تشكيلي ومحامٍ حاصل على دبلوم التربية الفنية من جامعة حلب، درّس الفن التشكيلي لعدة سنوات قبل أن يتجه إلى المحاماة، وظل مع ذلك يمارس الفن ويعرض لوحاته في عدة معارض شخصية ومشتركة.
ضمّ المعرض (34) لوحة فنية، عبارة عن مجموعة من الأعمال الانطباعية التي تنوّعت بين مشاهد الطبيعة والحياة السورية وشواهد تاريخية، وأثر الحرب على المكان والإنسان، واتسمت الأعمال بخصوصية واضحة، حيث يبرز التمايز اللوني عبر ألوان زاهية للتعبير عن الانطباعات التي يريد الفنان أن ينقلها إلى المتفرج، ما جعلها تحمل في طياتها حسّاً جماليّاً شفافاً، وتدعونا لقراءة التفاصيل بعين القلب.
على مدى مسيرته الفنية الطويلة افتتن فواز يونس بالطبيعة وسحرها، وما تزخر به من خطوط وأشكال وأحجام وألوان، فكانت أعماله تجليات فنية بأساليب مختلفة لذلك الجمال والغنى الطبيعي، يحاول أن يبتكر لها لوحات تناسب المشاهد الطبيعية المختلفة التي تمر عليه، ولهذا يراوح بين الانطباعية والواقعية والتجريدية، لكن خصوصيّته تبقى في اللون، كما أنه أفرد أعمالاً خاصة للمرأة تعبيراً عن احترامه وتقديره لها، فرسم المرأة بمعانيها العميقة المتمثلة في الجمال والحب والبساطة والتلقائية، فرسمتها ريفية تقوم بالأعمال الريفية اليومية، ورسمتها فتاة جميلة حالمة، ورسمتها رمزاً للأرض والعطاء.
يأتي معرض (إضاءات) تتويجاً لمسيرة فنية غنية، عبّر فيها فواز يونس عن رؤيته للعالم من خلال عناصر الضوء، والتكوين، والحنين، مانحاً المتلقي تجربة بصرية وإنسانية مفعمة بالجمال والمحبة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 11 ساعات
- صحيفة الخليج
جوائز الإمارات للرواية.. رافعة للإبداع العربي
الشارقة: رضا السميحيين رسخت دولة الإمارات خلال العقديين الماضيين، مكانتها كحاضنة رئيسية لفن الرواية العربية، عبر منظومة من الجوائز الأدبية رفيعة المستوى، والتي باتت تشكل نقطة جذب للكتاب والناشرين، وتفتح أمام الإبداع السردي العربي آفاقاً جديدة من الانتشار والتأثير، وإذا كان المشهد الثقافي العربي يزخر بالجوائز الأدبية، فإن الجوائز الإماراتية في فن الرواية، وعلى رأسها «الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)»، و«جائزة الشارقة لأفضل كتاب في الرواية»، و«جائزة الشارقة للإبداع العربي»، تعتبر اليوم من أهم المحطات التي تعيد تشكيل الخريطة السردية العربية وتدفع بها إلى العالمية. تعد «الجائزة العالمية للرواية العربية»، التي انطلقت من أبوظبي عام 2007، بمنزلة «بوكر» العرب، وأهم الجوائز الروائية في المنطقة العربية، وقد استطاعت الجائزة في سنوات قليلة، أن ترفع من مستوى التنافس في الرواية العربية، وتضعها على خريطة الأدب العالمي. تمنح «بوكر العرب» سنوياً لأفضل رواية عربية منشورة خلال العام السابق، وتخضع الأعمال المرشحة لعملية تقييم صارمة من قبل لجنة تحكيم دولية تضم نقاداً وكتاباً مرموقين، وتتميز الجائزة بتأثيرها الكبير في سوق النشر العربي، إذ غالباً ما تشهد الروايات الفائزة أو المدرجة في القائمة القصيرة إقبالاً واسعاً من القراء، وتترجم إلى لغات عدة، ما يمنح الأدب العربي نافذة أوسع على العالم. ولا تقتصر أهمية الجائزة على القيمة المالية أو التكريم المعنوي، بل تتعداها إلى التأثير في مسارات الكتاب الفائزين، حيث تفتح أمامهم أبواب الترجمة والنشر الدولي، وتوفر لهم فرص المشاركة في الفعاليات الأدبية العالمية، وقد أسهمت الجائزة في إبراز قضايا الإنسان العربي، وتسليط الضوء على تحولات المجتمعات العربية من خلال السرد الروائي، ودفعت العديد من الكتاب إلى تطوير تقنياتهم السردية، والبحث عن موضوعات أكثر عمقاً وجرأة. *تجارب جديدة تعتبر «جائزة الشارقة لأفضل كتاب» والتي تأسست ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتكون إحدى أبرز الجوائز السنوية المخصصة للاحتفاء بالإنتاج الأدبي العربي، وتحديداً في مجال الرواية، وتهدف الجائزة إلى تشجيع الكتاب العرب على تقديم أعمال روائية نوعية تواكب التحولات الاجتماعية والثقافية، وتمنح الفائزين فرصة الظهور أمام جمهور واسع من النقاد والقراء والناشرين. وتتميز الجائزة بكونها تركز على الأعمال الصادرة حديثاً، ما يجعلها انعكاساً حقيقياً للمشهد الروائي العربي، وتتيح الجائزة فرصة المنافسة للكتاب الشباب والروائيين المخضرمين على حد سواء، وقد أسهمت الجائزة خلال دوراتها في إبراز أسماء عربية في عالم الرواية، كما عززت من حضور الرواية العربية في معارض الكتب الدولية، ودفعت دور النشر للاهتمام بترشيح الأعمال المتميزة. وتخضع الأعمال المرشحة للجائزة لمعايير دقيقة، حيث تقيم من قبل لجنة متخصصة من النقاد والأكاديميين، تركز على جودة البناء السردي، وأصالة الفكرة، وعمق التناول الفني، وقدرتها على التعبير عن قضايا الإنسان العربي، ولا تقتصر قيمة الجائزة على الجانب المادي، بل تشمل التكريم المعنوي، وفرصة الترويج الإعلامي الواسع، وهو ما ينعكس في زيادة مبيعات الروايات الفائزة وتوسع قاعدة قرائها. *مواهب شابة شكلت «جائزة الشارقة للإبداع العربي» منذ انطلاقتها عام 1997، محطة مهمة بين المواهب الجديدة وعالم الاحتراف الأدبي في مجال الرواية، وتعد الجائزة الأولى من نوعها عربياً التي تخصصت في دعم الكتاب الشباب الذين لم يسبق لهم نشر أي عمل روائي، لتمنحهم فرصة الظهور وتقديم أصواتهم إلى الساحة الأدبية. وتستهدف الجائزة الفئة العمرية من 18 إلى 40 عاماً، وتشترط أن يكون العمل الروائي المقدم غير منشور سابقاً، ما يفتح الباب أمام التجريب والابتكار في مجال الرواية، ويشجع على بروز اتجاهات سردية جديدة، وتوفر الجائزة للفائزين فرصة النشر والتوزيع، إضافة إلى ورش عمل وندوات تطويرية تثري تجربتهم الأدبية. وقد أفرزت الجائزة، على مدى أكثر من ربع قرن، عشرات الأسماء التي أصبحت اليوم من رواد الرواية العربية، وأسهمت في تجديد دماء المشهد السردي، وإدخال موضوعات وأساليب جديدة إلى الرواية العربية، وتعد الجائزة اليوم منصة رئيسية لاكتشاف المواهب، وتكريس ثقافة التنافس الأدبي، والذي بدوره ساعد على إبراز التنوع الثقافي والفني في العالم العربي. *دور محوري لا يمكن الحديث عن النهضة الروائية العربية في العقدين الأخيرين، دون التوقف عند الدور المحوري لـ «الجوائز الإماراتية» في هذا المجال، فقد أسهمت هذه الجوائز في إعادة الاعتبار لفن الرواية، وشجعت على التجديد في البنية السردية، ودفعت الكتاب إلى تجاوز النمطية والانفتاح على قضايا الإنسان المعاصر. كما عززت الجوائز من مكانة الرواية العربية في سوق النشر، ورفعت من سقف التوقعات لدى القراء والنقاد، وخلقت حالة من الحراك الثقافي المتجدد، وأصبحت الإمارات، بفضل هذه الجوائز، منصة رئيسية لتكريم الإبداع السردي، ووجهة للكتاب العرب الطامحين إلى تحقيق الانتشار والتأثير. * بيئة تنافسية مستقبل الرواية العربية يبدو واعداً في ظل استمرار الدعم المؤسسي الذي توفره دولة الإمارات العربية المتحدة، بما تقدمه من تكريم للكتاب الفائزين، وخلق بيئة تنافسية صحية، تدفع الكتاب إلى تطوير أدواتهم، وتمنح الرواية العربية حضوراً متجدداً في المشهد الثقافي العربي والعالمي، ومع اتساع قاعدة المشاركين وتنوع النصوص، تواصل الإمارات دورها في صناعة أجيال جديدة من الروائيين، وترسيخ مكانة الرواية كفن يعبر عن نبض المجتمع العربي وتطلعاته.


البيان
منذ 14 ساعات
- البيان
«الشندغة بالذكاء الاصطناعي».. عبق الماضي في سردية التكنولوجيا
ويمكن لمرتادي المعرض أن يلاحظوا، عبر جولة سريعة، كيف تمزج بعض الأعمال الفنية بين الجوهر الثقافي والرؤية المستقبلية المتخيلة للمنطقة؛ لتعيد تخيُّل البارجيل في منطقة الشندغة، وتدمج التكوين بين الذاكرة المعمارية والتجريد الرقمي، لإبراز الأبراج بعموديتها وحضورها الرمزي، وكأنها تنبعث من نسيج عمراني حلمي عائم وممتد ومتراكب، يتجسد فيه مفهوم الثبات والتحوّل من خلال عمليات توليدية، ويُعاد تفسير التراث باستخدام أدوات معاصرة. وتتكشف المشاهد عبر مناخات غير مألوفة، وملمس بصري متحوِّل، وأجواء مبهرة فريدة، ما يدفع إلى إعادة النظر في تصورات المكان، ويقدم تساؤلاً هادئاً لا يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ، بل إلى إيقاظ طرق جديدة لرؤيته. ويشكل مجسم من الخشب والطين يحمل عنوان «الأرشيف الذي يبقى» للفنانة سارة علاونة حالة من التفاعل مع تفاصيل الماضي، وتحويل الانطباعات الحسية وإيقاعات العمارة والقصص اللامادية إلى أشكال بصرية ومكانية، بحيث لا يقدّم سرداً ثابتاً، بل يحتفي بغموض الذاكرة، في إشارة إلى أن الإنسان والمكان متداخلان عاطفياً.


صحيفة الخليج
منذ 15 ساعات
- صحيفة الخليج
مسرحية «مجاريح».. مشهدية بصرية تخاطب العقل
يتلفت الفنان التشكيلي في الكثير من أعماله نحو أزمنة مضت، فيها تكوّن وعيه وتفكيره وحسه الجمالي، واحتفظت ذاكرته بألوان ومشاهد شتى تثير فيه لواعج الشوق، فيترجم ذلك إلى عمل فني يعبر عن ذلك الشعور، غير أن الفنان لا يقف عند حدود التأسي على الماضي فقط، بل يتمنى استعادته، وذلك ما تفعله اللوحات والأعمال الفنية التي تنشد عودة الروح القديمة في أزمنة قادمة، بحيث لا تطمس الحداثة ما تبقى من قيم. كثير من الأعمال المسرحية عالج قضايا مجتمعية، غير أن هناك عروضاً تميزت بالابتعاد عن سطح القضايا إلى عمقها وجذورها، وذلك الأمر نجده في أعمال لقيت بالفعل رواجاً ونجاحاً لأن ثيماتها الأساسية ملتصقة بالبيئة. لعل من أكثر المسرحيات التي أصابت قدراً كبيراً من الشهرة والنجاح، مسرحية «مجاريح»، عرض فرقة مسرح الشارقة الوطني، ذلك لأنها استطاعت توظيف الحكاية التراثية بشكل معاصر ومعالجة قضية مهمة عبر استخدام تقنيات وأساليب نجحت في تمرير الحمولة الثقيلة من عوالم البؤس والشقاء، حيث اجتمع في هذا العمل كل مقومات نجاح عرض مسرحي من نص ملحمي يتكئ على لغة شاعرية كتبه إسماعيل عبدالله، ورؤية إخراجية ذكية من قبل محمد العامري، وكان الأداء التمثيلي، هو العلامة الفارقة في هذا العمل، الذي جمع بين ممثلين من طينة الكبار مثل: حبيب غلوم وموسى البقيشي، ومحمد غانم، بدور الساعي، وناجي جمعة، حيث قدموا أدائية مختلفة تمثلوا فيها النص وتجلت إبداعاتهم على الخشبة، ما صنع شرط الفرجة من حيث تجاوب الجمهور. يتحدث العمل في حكايته النصية عن «فيروز»، وهو رجل ينتمي إلى قاع السلم الاجتماعي، يقع في حب فتاة من علية القوم «ميثاء»، لكن ذلك الحب يصطدم بالعادات والتقاليد، ويقدم العرض مشهديات وصوراً تحكي عن الواقع الاجتماعي في ذلك الوقت عبر شخصيات تنتمي إلى تلك الحقبة من حيث تبنيها لعادات سلبية قديمة مثل والد ميثاء سيف بن غانم، وعلى الرغم من انتصار الحب في النهاية لكن ذلك كان عبر مواجهة قاسية، ونجح العمل في الكشف عن الأبعاد الاجتماعية وما يعيشه الواقع في ذلك الوقت. على الرغم من أن العرض ينتمي إلى الأعمال التراثية في حكايته وموضوعه، فإن الرؤى الإخراجية أغنت العمل كثيراً بمقاربات وأدوات تنتمي إلى روح العصر، عبر عملية المزج بين ما هو تراثي وما هو حديث، حيث حمّل المخرج العمل بالكثير من الدلالات والإيحاءات، من أجل تجاوز المحلي والانفتاح على الإنساني، إذ جمع العمل بين توظيف الموسيقى الشعبية والحديثة في ذات الوقت وبعض عناصر الديكور ليشكل لوحة مشهدية تنتمي إلى الماضي والحاضر وتعج بالرؤى الفكرية، ما يشير إلى أن العامري قد تصرف في نص المؤلف على أساس أنه نصه الخاص. مفارقات من الأشياء اللافتة في العمل تلك المفارقات البديعة والمدهشة في حكاية العرض والتي تظهر شخصية بطل العمل «فيروز»، بالرجل المتجاوز والمتسامي رغم موقعه الاجتماعي وما يمارس ضده من قهر، ففي زمن الحكاية كان هناك الاحتلال البريطاني، ما جعل فيروز في تحدٍّ مزدوج ما بين البحث عن حريته الخاصة وحرية البلاد بصورة عامة عبر الانخراط في النضال مع الآخرين، وتلك لفتة بارعة في العمل، عمل على تعميقها المخرج عبر حواريات وفعل درامي مؤثر. تكوين لعل براعة العامري في التعامل مع هذا النص الشاعري والملحمي، تكمن في صنع لوحة تشكيلية متشابكة في عوالمها، عبر ذلك المزج الخلاق بين فن الجرافيك والاكسسوارات المعبرة عن البيئة المحلية، والحوارية المبدعة بين آلة الهبان الشعبية والموسيقى الحديثة، بحيث كانت هذه اللحظة عرضاً مسرحياً قائماً بذاته عبّر عن الحالة الدرامية بصورة كبيرة، حيث عمل المخرج على حشد العديد من العلامات النصية والدلالات والرموز من أهمها جذور الحبال التي كانت تشير إلى التوق إلى الحرية، وكان المشهد اللافت هو لحظة قيام ميثاء بتقطيع تلك الجذور بحركة مسرحية قوية وكأنها تعلن تمردها ورفضها للخضوع للعادات والتقاليد البالية، وأثناء ذلك كانت ميثاء تخاطب أمها التي تنتمي هي الأخرى إلى القديم، لتطالبها بأن ترفع رأسها وتشاهد المتغيرات الاجتماعية والثقافية، إلا أن الأم تضع يدها على وجهها كمن يخشى أن يواجه ضوء الشمس بشكل مباشر. وجاء الانتقال الزمني من الماضي إلى الحاضر بصورة مدهشة ورائعة، كما أن العمل نجح في معالجة قضية المرأة، حيث ابتكر العرض حوارية فكرية مركبة ومعقدة مع مسألة التحرر النسوي، عبر صورة بصرية مدهشة ومحملة بالدلالات والكثير من الرؤى النقدية والفكرية والفلسفية. وربما كان التوظيف الخلاق لعناصر السينوغرافيا من ديكور وإضاءة وموسيقى وغناء شعبي، المسألة الحاسمة في نجاح هذا العرض الكبير، بحيث ينتمي إلى حكاية النص وفكرته ومدلولاته، ونجح ذلك التوظيف في تقريب الحالات النفسية والإنسانية، وكذلك فعلت الحوارات الشاعرية بين الممثلين والتي كانت شديدة العمق واستطاعت أن تعبر عن حالة الصراع الاجتماعي بأدوات المسرح. هذا العمل المختلف عرض في مهرجان «الشارقة للمسرح الخليجي»، وحصد العديد من الجوائز في ذلك المهرجان، كما فاز بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في «أيام الشارقة المسرحية»، عام 2019.