
ليست مسرحية.. إلا في الفصل الأخير!
هناك فيديو هزلى ساخر يصور رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامئنى، وهما يرقصان فرحين معًا، ويشجعهما من الخلف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان.
عنوان الفيديو هو «نهاية الفيلم الهندى»، ومصممه قصد أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية التى استمرت ١٢ يومًا، كانت مجرد مسرحية أو «فيلم هندى» بالمفهوم الشعبى الدارج.
عدد العرب الذين يعتقدون أن ما حدث كان مسرحية كثير، سواء كمواطنين عاديين أو حتى بعض المسئولين.
لا أملك المعلومات الحاسمة، لكى أؤكد هل كانت مسرحية أم لا، لكن ومن خلال بعض المؤشرات، فأنا أميل إلى أن ما حدث كان حربًا وعدوانًا إسرائيليًا صارخًا بمشاركة أمريكية كاملة، حقق بعض الأهداف، وأخفق فى بعضها الآخر.
السؤال ما الأسباب والمؤشرات التى تجعلنى أستبعد وجود المسرحية؟
الإجابة أن ألف باء المسرحية تحتاج إلى طرفين متفقين يحصلان على مكاسب، ليس تكسيرًا لطرف على آخر.
ما رأيناه أن إسرائيل شنت عدوانًا سافرًا على إيران يوم ١٣ يونيو الجارى دمرت خلاله العديد من منظومات الدفاع الجوى الإيرانية.
فهل هناك مسرحية توافق خلالها إيران على تدمير جزء كبير من مخزونها الصاروخى ومنشآتها النووية وتقبل فيها اغتيال أهم قادتها العسكريين وأهم علماء برنامجها النووى؟!
والأخطر ما هو نوع هذه المسرحية التى تجعل إيران تقبل هذا النوع من المهانة القومية عبر الاختراق الاستخبارى الإسرائيلى غير المسبوق لكل المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية والمجتمعية.
السؤال الأخير: ما نوع هذه المسرحية التى تجعل إيران تخسر معظم ما بنته منذ ثورتها عام ١٩٧٩؟ هى أنفقت الكثير من المال والجهد ودخلت فى عداوات كثيرة مع معظم بلدان المنطقة وتمكنت من السيطرة الفعلية على القرار فى هذه الدول، مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة. ونتيجة للتطورات منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فإن إيران تكاد تكون الخاسر الأكبر. هى فقدت سوريا بالكامل، وبالتالى انقطع الحبل السرى إلى لبنان، وحزب الله تعرض لضربات عنيفة، والحشد الشعبى العراقى ضعف دوره تمامًا، والحوثيون فى اليمن تلقوا أخطر الضربات، أما غزة فلم تعد صالحة للحياة لسنوات، وتتمنى حركة حماس أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ٧ أكتوبر.
بعد كل هذا: كيف يمكن أن نطلق على ما حدث أنه مسرحية.
ما الذى يجعل إيران تقبل المشاركة فى مسرحية تخسر فيه برنامجها النووى أو على الأقل يتم تعطيله لسنوات، وتخسر فيه أهم القوى والأذرع التى بنتها طوال السنوات الماضية، وما الذى يجعلها تشارك فى مسرحية تخسر فيها معظم منظوماتها للدفاع الجوى، بحيث تصول المقاتلات والمسيرات الإسرائيلية والأمريكية، كما تشاء فى سماواتها؟!
فى الناحية الأخرى فإن هذه المسرحية المتخيلة مكنت إسرائيل من التحول إلى القوة الأكبر، والأهم فى المنطقة، وصار رئيس وزرائها وكبار قادتها يتبجحون بأن يدهم قادرة أن تطال أى مكان فى الشرق الأوسط.
وبعد أن كانت إيران تأمل أن تكون القوة الإقليمية الأهم فى المنطقة، صارت إسرائيل تعلن بوضوح أن ستعيد بناء المنطقة على أسس جديدة. ونتذكر أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى كشف عن هذه المقولة ليلة الجمعة ٢٧ سبتمبر الماضى بعد دقائق من اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى، وهو الشخصية الأهم فى المشروع الإيرانى بالمنطقة. اغتالته إسرائيل ومعه كبار قادة وكوادر الحزب. فهل كان كل ذلك مسرحية؟!
مرة أخرى ظنى أن قيام إيران بإبلاغ قطر بأنها سوف تقصف قاعدة العديد فى الدوحة، وبالتالى إخلاؤها هو الجزء «المسرحى» الوحيد فى الموضوع، ومفهوم أنه موجه للرأى العام الإيرانى لحفظ ماء الوجه، والسبب ببساطة أن إيران لم تعد قادرة على استمرار المواجهة مع إسرائيل وأمريكا، وكانت تخشى أن يكون الهدف النهائى هو إسقاط نظامها وتفكيك دولتها، وبالتالى قبلت هذه النهاية المعقولة بعد أن صمدت بصورة واضحة وقصفت العمق الإسرائيلى.
الأحداث منذ ٧ أكتوبر لم تكن مسرحية إلا فى لحظات قليلة، من دون أن يؤثر ذلك على جوهر أن المشروع الإسرائيلى حقق نتائج سياسية مهمة على الأقل حتى الآن.
وختامًا لنفترض جدلًا أن ما حدث كان مسرحية، فالسؤال هنا: وما دور العرب فيها.. وهل كسبوا أم خسروا؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 38 دقائق
- العربية
سوريا.. ضبط مليون و700 ألف قرص كبتاغون في درعا
ضبطت السلطات السورية مليون و700 ألف قرص مخدر من مادة الكبتاغون في محافظة درعا جنوب البلاد. بعملية أمنية محكمة.. فرع مكافحة المخدرات في #درعا يداهم مستودعات شرق المحافظة تحوي مخدرات مخزنة ومعدة للتهريب خارج القطر، وقد أسفرت العملية عن ضبط مليون و700 ألف قرص مخدر من مادة الكبتاجون. #سانا — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) June 29, 2025 وداهم فرع مكافحة المخدرات في درعا أمس الأحد، مستودعات شرق المحافظة تحوي مخدرات مخزنة ومعدة للتهريب خارج البلاد، وفقا لوكالة سانا. وأعلنت سوريا، يوم الجمعة، أن أجهزتها ضبطت نحو ثلاثة ملايين قرص كبتاغون بعد اشتباك بين قوات الأمن وشبكة تهريب قرب الحدود مع لبنان. وأصبح الكبتاغون أكبر صادرات سوريا إبان الحرب التي اندلعت في العام 2011. وشكّل بيع هذه المادة المنشّطة وغير القانونية مصدرا أساسيا لتمويل حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد. استمرار التهريب ومنذ إطاحة الأسد، أعلنت السلطات الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ضبط ملايين من أقراص الكبتاغون، لكنّ التهريب لم يتوقف. ولا تزال الدول المجاورة لسوريا تعلن ضبط كميات كبيرة من هذه الأقراص. في وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن السلطات ضبطت "جميع" معامل إنتاج أقراص الكبتاغون في سوريا.


الموقع بوست
منذ ساعة واحدة
- الموقع بوست
ترامب: يمكننا رفع العقوبات عن إيران إذا التزمت بالسلام
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، خلال حديثه عن آخر التطورات على الساحتين الإيرانية والأمريكية. وأشار ترامب إلى أن الجانبين، إيران وإسرائيل، أصبحا "مرهقين للغاية" جراء التصعيد العسكري الأخير، مؤكدًا أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد إيران "حققت نجاحًا". ونفى الرئيس الأمريكي صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام إيران بنقل اليورانيوم المخصب إلى مكان آخر قبل الهجمات الأمريكية، قائلاً: "لم ينقلوا أي شيء باستثناء أنفسهم من أجل البقاء على قيد الحياة. لم يكونوا يتوقعون أن يكون بمقدورنا فعل ما فعلناه". وأوضح ترامب أن العقوبات على إيران ما تزال سارية، في رد منه على تقارير ذكرت أنه تم السماح للصين باستيراد النفط الإيراني بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وقال في هذا الصدد: "لا، لم أقل ذلك. العقوبات لا تزال سارية. لكن إذا قاموا بما عليهم القيام به، وإذا كانوا مسالمين وتعاونوا معنا ولم يلحقوا مزيدًا من الأذى، فسوف أرفع العقوبات عنهم". وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك دول ترغب في الانضمام إلى اتفاقيات "إبراهام" عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قال ترامب: "نعم، هناك بالفعل دول رائعة ترغب في الانضمام، وأعتقد أننا سنبدأ بضمها لأن المشكلة الأساسية كانت إيران". ولفت إلى أنه كان يعتقد سابقًا أن إيران ستنضم هي الأخرى إلى هذه الاتفاقيات، لكنه أضاف في الوقت نفسه، أنه لا يعلم موقف سوريا حاليًا من ذلك. وفي الشأن الداخلي الأمريكي، هاجم ترامب، مرة أخرى، السياسي الديمقراطي زهران مامداني، الفائز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك. وردًا على سؤال حول رأيه في فوز مامداني، قال ترامب: "إنه شيوعي. وأعتقد أنه سيكون أمرًا سيئًا جدًا بالنسبة لنيويورك". وأضاف ترامب أنه "تفاجأ للغاية" من نتائج التصويت، مؤكدًا: "بغض النظر عمن سيتولى رئاسة بلدية نيويورك، يجب أن يتحلى بضبط النفس. وإلا، فإن الحكومة الفيدرالية ستتعامل معهم بقسوة مالية شديدة". وكان مامداني، العضو في مجلس نواب نيويورك، قد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 24 يونيو/ حزيران الجاري، وفق نتائج غير رسمية، ليصبح مرشح الحزب في انتخابات 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. واشتهر مامداني، البالغ من العمر 33 عامًا، ذو الأصول الهندية والمولود في أوغندا، بمواقفه اليسارية التقدمية، وبتبنيه التوجه الديمقراطي الاشتراكي، متفوقًا على أبرز منافسيه، الحاكم السابق لولاية نيويورك، أندرو كومو.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
الشرع يلتقي في دمشق المبعوث الأممي إلى سوريا
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يوم الأحد. رئيس الجمهورية العربية السورية السيد #أحمد_الشرع ، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السيد #أسعد_الشيباني ، يلتقي في دمشق، السيد غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى #سوريا. #سانا — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) June 29, 2025 وقالت الرئاسة السورية عبر صفحاتها على مواقع التواصل أن "الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، يلتقي في دمشق غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا". وزار المبعوث الأممي دمشق عدة مرات منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي والتقى مع القيادة السورية الجديدة وشخصيات من المجتمع المدني السوري.