
علي فوزي يكتب.. يوليو الأسود على الجماعة
من تركيا إلى لندن.. أبواب تغلق
بداية الشهر حمل إشارات صريحة من أنقرة، التي كانت يومًا ما الحاضن الأكبر لقيادات الإخوان بعد 2013، بأن تركيا لم تعد مستعدة لأن تكون منصة دائمة لأنشطة التنظيم.
تصريحات مسؤولين أتراك عن "ضرورة احترام سيادة الدول العربية" و"عدم التدخل في شؤونها الداخلية"، أعقبها تقليص فعلي لنشاط قنوات ومنصات إعلامية تابعة للجماعة على الأراضي التركية، مع قيود غير معلنة على تحركات بعض رموزها.
في بريطانيا، التي مثلت تقليديًا ملاذًا آمنًا للقيادات السياسية والإعلامية، كانت المفاجأة الأكبر هذا الشهر مع تشديد الخطاب الأمني ضد "جماعات الإسلام السياسي" ومراجعة الحكومة البريطانية لوضع بعض الكيانات المرتبطة بالإخوان، خصوصًا بعد تصاعد الانتقادات في البرلمان بشأن تمويلات مشبوهة وتحريض عبر وسائل إعلام مرتبطة بالجماعة.
في مصر.. عودة الدولة وتآكل الرصيد
في الداخل المصري، بدا أن الجماعة فقدت ما تبقى من تعاطف شعبي، فمع تصاعد الدور التنموي للدولة وتراجع الأزمات الاقتصادية تدريجيًا، لم تعد الرواية الإخوانية تجد صدى واسعًا.
الأسوأ للجماعة، هو بروز شهادات جديدة من داخل بعض السجون، تحمل نقدًا ذاتيًا قاسيًا لتجربة الإخوان في الحكم، وتشير إلى أن التنظيم أخفق في إدارة الدولة وتسبب في انقسام خطير للمجتمع.
إرهاب الإخوان
التنظيم الدولي.. تفكك وتصدعات
في يوليو أيضًا، طفت إلى السطح صراعات علنية بين أجنحة التنظيم الدولي للإخوان، خصوصًا بين مكاتب الخارج (لندن–إسطنبول–الدوحة) حول الرؤية المستقبلية للجماعة.
تقارير إعلامية تسربت عن صراع نفوذ على مصادر التمويل، وعن اتهامات متبادلة بالفشل والاختراق، تؤكد أن "وحدة التنظيم" لم تعد قائمة، وأن القيادة المركزية فقدت زمام الأمور.
الرأي العام العربي.. الوعي يتقدم
التحولات الكبرى التي شهدها الرأي العام العربي خلال العقد الأخير، كانت أحد أكبر التحديات التي تواجه الإخوان اليوم.
فمفردات مثل "التمكين"، "الخلافة"، "الشرعية"، فقدت بريقها في وجدان الشعوب التي عايشت آثار الفوضى والانقسام.
يوليو جاء محمّلًا برسائل من شعوب المنطقة – لا سيما في السودان وتونس وليبيا – بأن التجربة مع الإسلام السياسي كانت مكلفة، وأن مستقبل الاستقرار لا يمر عبر بوابة التنظيمات المؤدلجة.
سقوط بلا ضجيج
الجماعة التي كانت تملأ الدنيا صخبًا ذات يوم، تمر الآن بواحدة من أكثر مراحلها خفوتًا وهشاشة.
يوليو 2025 لم يكن مجرد شهر عادي في تقويم الإخوان؛ بل كان شاهدًا على ما يبدو أنه بداية النهاية لنفوذهم، ليس بفعل قرار سياسي واحد، ولكن نتيجة تراكم فشل، وتراجع حاضنة، وسقوط سردية.
لقد دخلت الجماعة طور "الكمون السلبي"، لا تملك مشروعًا واضحًا، ولا قيادة موحدة، ولا سندًا إقليميًا صلبًا، ومع تعاظم الوعي الشعبي، يبدو أن طريق العودة إلى الواجهة قد أغلق.. على الأقل في الأمد المنظور.
علي فوزي الباحث في الشؤون العربية والإفريقية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
هل التفكير فريضة إسلامية؟.. أمين الفتوى يوضح
قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، إن رسالة الإسلام جاءت بعدما بدأ العقل البشري أن يكون ناضجًا، بمعنى أن كل الرسالات السابقة، ما هي إلا تمهيد للبشرية ليتسع العقل للتفكير، العقل يتسع للتفكير يقف عند كل ما ينفع الانسان ويضره ليتسع العقل كيف يتعامل مع الكون، وليتسع العقل وينظر إلى المصلحة العائدة عليه من كيفية طلب الرزق وكيفية إعمار الكون للدفاع عن النفس. وأضاف الدكتور عويضة عثمان خلال تقديمه برنامج "فتاوى الناس" المذاع عبر قناة الناس، أن الاسلام ما جاء ليقف الانسان عند نص معين، حيث دائمًا النص الشرعي يريد الإنسان أن ينظر إلى ما وراء النص وروح النص. وأكد أن الإنسان مطالب بالتفكير فيما يصلح له وفي شأنه، لافتا إلى أن التفكير لا يتعارض مع "سمعنا وأطعنا"، حيث أعمل الصحابة عقولهم وفكروا.


الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
رئيس جامعة الأزهر يشارك في افتتاح مؤتمر مكافحة "الإسلاموفوبيا"
شارك د.سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائبًا عن الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام الذي عقد في جامعة الدول العربية تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية" بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، والدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة، والدكتورة أنوار عثمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر. ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات الإمام الأكبر وأشار إلى أن الإسلاموفوبيا تعني خوف البعض من الإسلام وكراهيته، وهو خوف على غير أساس؛ نتج عنه ممارسات بالتمييز والإقصاء، ويطوي وراءه أيضًا إدانةَ الإسلام وتاريخه، وإنكارَ وجودِ المعتدلين من المسلمين مع أنهم هم الأغلبية، والتعصبَ الأعمى ضد الإسلام والمسلمين؛ ونتج عنه أيضا التصدي للصراعات التي يكون المسلمون طرفا فيها على أنهم السبب في هذا الصراع، ونتج عنه شن الحرب ضد المسلمين. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن بداية استخدام هذا المصطلح كان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، لكنه كثر وشاع بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا دمج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها بحيث يكونون أفرادًا فيها ويشعرون أنهم مواطنون لهم ما لأهل البلاد التي يعيشون فيها وعليهم ما عليهم، وليسوا أقليات منبوذة، لافتا إلى أن هذا الدمج يخول لهم المشاركة في الحياة السياسية في الغرب، ويكون لهم دور مؤثر في تنمية مجتمعاتهم وينخرطون في الحياة العامة، وأن يصبح لهم وزن في الحياة. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الدمج من شأنه أن يجعلهم قوة لهذه البلاد التي يأمنون فيها على أنفسهم وأولادهم وأموالهم، وأن يطرد عنهم الشعور بكثير من المعاني السلبية التي تبعث في نفوسهم الاضطهاد والكراهية وأنهم غير مرغوب فيهم في هذه البلاد، وهذا الدمج أصل أرسى دعائمه الإسلام ونزل به قرآن يتلى إلى يوم القيامة، قال الله جل وعلا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة 8)، ذكرت الآية الكريمة أن من يعيش معكم أيها المؤمنون في أوطانكم أو في غيرها في أمن وسلام، ولم يقم بالاعتداء عليكم وقتالكم ولم يخرجكم من دياركم فعليكم العيش معهم في سلام وعليكم برّهم ومودتهم والتعامل معهم بالكرم والإحسان، وهذا أصل عظيم وضعه القرآن الكريم في تعامل المسلمين مع غيرهم ممن ليسوا على دينهم ولم يقوموا بالعدوان عليهم، ولا تجد أوسع من كلمة «البر» بما تنطوي عليه من جميع خصال الخير والإحسان والمودة والرحمة؛ وليس هذا دمجًا لهم في المجتمع فقط، بل يزيد على ذلك إحسان المعاملة وتبادل المشاعر النبيلة التي تبني جسور المودة فتذوبُ معها وتتلاشى هذه الكلماتُ البغيضة التي صارت مصطلحات ثابتة في اللغات العالمية؛ مثل: «التمييز العنصري» و«كراهية الآخر» و«الفوبيا» أو «الخوف والذعر من الآخر»، إلى آخر هذه العائلة البغيضة الكريهة من المصطلحات التي عشنا معها سنوات طويلة حتى ألفناها على الرغم من نكارتها وما فيها من إشعال نيران الكراهية التي توقد الحروب وتحرق أغصان السلام. كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن صحيفة المدينة المنورة تعد أول دستور مدني في تاريخ المسلمين؛ فقد هاجر الرسول (ص) إلى المدينة المنورة وكان يسكنها قبيلتا الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب لا تنقطع، فلما آمنوا بالرسول (ص) ودخلوا في الإسلام ونصروا رسول الله سماهم: «الأنصار»، وهناك 3 قبائل من اليهود كانت تسكن المدينة؛ وهم: بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع، فكتب (ص) صحيفة المدينة لتنظم علاقة المسلمين بغيرهم من اليهود وتحقق التعايش السلمي بين سكانها، وكان من بنودها: «أنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصَر عليهم، وأن على اليهود نفقتَهم وعلى المسلمين نفقتَهم، وأن بينهم النصرَ على من حارب أهلَ هذه الصحيفة، وأن بينهم النصحَ والنصيحةَ والبرَّ دون الإثم» وبهذا دمج الرسول (ص) اليهود ليعيشوا مع المسلمين في المدينة في سماء واحدة تظلهم، وفي ظلال النصح والنصيحة والبر، حتى نقضوا العهد وظاهروا المشركين في قتالهم ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدارت الدائرة عليهم وأخرجوا أنفسهم من ديارهم. وقال رئيس جامعة الأزهر إن الشيخ محمود شلتوت ، رحمه الله، كان يرى أنه على الرغم من انتشار الإسلام عبر القرون المتطاولة فإن الغربيين في أوروبا وأمريكا من أهل الفترة؛ لأن الإسلام لم يصل بعضهم أو وصلهم بصورة مغلوطة غير صحيحة فلم يؤمنوا به، وأن من يصله الإسلام منهم بصورة صحيحة ويكون أهلًا للفهم فإنه يدخل فيه عن حب وطواعية واختيار. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا نشر النماذج الإيجابية للتعامل الحسن والإيجابي للغربيين مع الإسلام، كما في النمسا وبلجيكا؛ ففي النمسا اعتراف دستوري واضح بالإسلام؛ حيث يتم تدريسه كأحد الأديان الرسمية للدولة، كما أن بلجيكا اعترفت بالإسلام كثقافة من ثقافات المجتمع، ما يسمح بتعليم قواعد الدين الإسلامي، بجانب ذلك فإن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا جمع الجهود الكثيرة للمسلمين في مواجهة هذه الظاهرة تحت مظلة واحدة، وتوحيد هذه الجهود؛ لأن هناك حالة من الانفصام وعدم الربط بين أصحاب الجهود المقاومة لظواهر الإسلاموفوبيا بحيث يعمل كل منهم بصورة منفردة، فإذا أمكن جمعُها أمكن الاستفادة منها بصورة أفضل، وأمكن التنسيق وتوزيع المهام والأدوار بشكل أفضل بما يحقق نجاحا أكبر في مكافحة الإسلاموفوبيا.


النهار المصرية
منذ 4 ساعات
- النهار المصرية
مفتي الجمهورية يستقبل المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية لبحث آفاق التعاون المشترك
استقبل فضيلة أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الثلاثاء، السيد الدكتور، روان حسنوف، المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية بجمهورية أذربيجان؛ وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات نشر ثقافة التعددية الدينية والتعايش السلمي بين أتباع الأديان ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأكد فضيلة مفتي الجمهورية، عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين مصر وأذربيجان، مشيدًا بالدور الفاعل الذي يقوم به مركز باكو للتعددية الثقافية من خلال الملتقيات العلمية والفكرية التي تُعنى بترسيخ قيم التعايش ومواجهة التحديات الفكرية المرتبطة بقضايا الكراهية والتطرف، وفي مقدمتها ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأشار فضيلة مفتي الجمهورية، إلى حرص دار الإفتاء المصرية على مواكبة متغيرات العصر والاستجابة للتحديات الفكرية والإنسانية من خلال إنشاء عدد من المراكز المتخصصة التي تدعم رسالتها وتُعزز من دورها في معالجة القضايا المعاصرة، وفي مقدمتها مركز سلام لدراسات التطرف، الذي يُعنى برصد وتحليل الأفكار المتطرفة، وتقديم دراسات علمية تساعد على فهم جذورها وآليات انتشارها، بما يسهم في حماية المجتمعات من الانجراف وراء هذه التيارات، كما يعمل مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش، التابع لدار الإفتاء، على إبراز الجوانب الفقهية والشرعية الداعمة لفلسفة التعايش السلمي بين أتباع الأديان، مع التأكيد على أن الالتزام بالتعاليم الدينية لا يتعارض مع احترام التنوع الديني والثقافي بين البشر، فضلًا عن مركز حوار التابع لدار الإفتاء أيضًا، الذي يعمل على تعزيز التفاهم المشترك، وتقديم الصورة الصحيحة والمعتدلة عن الدين الإسلامي في مواجهة الصور المغلوطة التي تُروَّج في بعض الدوائر الإعلامية والثقافية حول العالم من خلال دراساته وأبحاثه المتعددة، مؤكدًا أن هذه الجهود تمثل جزءًا من رؤية دار الإفتاء في بناء خطاب ديني رشيد، يستوعب واقع الناس ويشارك في مواجهة التحديات بروح من الوعي والانفتاح والتعاون. من جانبه، أعرب السيد الدكتور، روان حسنوف، المدير التنفيذي لمركز باكو للتعددية الثقافية، عن بالغ تقديره لفضيلة مفتي الجمهورية، مشيدًا بالدور المهم الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من خلال تقديم خطاب ديني وسطي قائم على تعزيز ثقافة التعدد والانفتاح على الآخر، والتعايش السلمي بين أتباع الأديان، معربًا عن تطلع المركز إلى الاستفادة من الخبرات المتراكمة التي تمتلكها دار الإفتاء المصرية، لا سيما في مجالات التدريب، وإطلاق المبادرات العلمية والفكرية، والتعاون في المشروعات ذات الطابع الإنساني المشترك. وفي ختام اللقاء، أعرب فضيلة المفتي عن ترحيبه بالتعاون مع مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، مؤكدًا انفتاح دار الإفتاء على كل شراكة جادة تُسهم في ترسيخ ثقافة السلام والعيش المشترك، والتصدي للتحديات الفكرية والإنسانية المعاصرة، لا سيما ما يتعلق بصورة الإسلام في الغرب، مشددًا على أهمية تكامل الجهود وتبادل الخبرات بين المؤسسات المعنية بما يعزز الأثر الإيجابي المرجو على الصعيدين العلمي والإنساني.