logo
هل يُفسّر اضطراب الشخصية مشاكلك اليومية؟ دراسة توضح

هل يُفسّر اضطراب الشخصية مشاكلك اليومية؟ دراسة توضح

الرجلمنذ 4 أيام
أوضحت دراسة حديثة أن سمات الشخصية قد تُشكّل الرابط الأساسي بين تجارب الطفولة السلبية والمشكلات التي يواجهها الأفراد في مرحلة البلوغ، مثل صعوبة إدارة الحياة اليومية أو الحفاظ على العلاقات. وتشير النتائج إلى أن أنماط التربية القاسية، كالإهمال أو التحكم الزائد أو الإساءة، قد تترك أثرًا طويل الأمد يظهر في سمات الشخصية، لا سيما ضعف الضمير والانضباط الذاتي.
الدراسة التي أعدّها كل من شارلوت كينراد وويليام هارت وبيتر كاستانيا، ونُشرت تحت عنوان "The Lasting Effects of Bad Parenting: Effects of Dysfunctional Parenting on Functional Impairment Through Antisocial Personality" في مجلة Psychological Reports، أظهرت أن هذه السمات قد تكون السبب في تكرار أنماط الفشل أو التحديات في حياة البالغين الذين نشؤوا في بيئات أسرية مضطربة.
لكن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج لا تعني وجود علاقة سببية مؤكدة، إذ تعتمد الدراسة على تذكّر المشاركين لتجارب الطفولة، وهو أمر قد يتأثر بعوامل عديدة مثل تشوّه الذاكرة، كما أن طبيعة الدراسة العرضية لا تتيح تتبّع تطور هذه المشكلات عبر الزمن، ما يدعو إلى إجراء أبحاث طويلة الأمد لفهم هذه العلاقة بشكل أدق.
تضمنت الدراسة عينة من 446 بالغًا من مختلف الولايات الأمريكية، بمتوسط عمر 46 عامًا، حيث أجاب المشاركون عن استبيانات تتعلّق بذكرياتهم حول أساليب تربية الأبوين قبل سن السادسة عشرة، إلى جانب تقييمات نفسية تقيس السمات الشخصية الحالية، ومستوى الأداء في مجالات الحياة اليومية.
هل يُفسّر اضطراب الشخصية مشاكلك اليومية؟ دراسة توضح - shutterstock
ركز الباحثون على ثلاثة أنماط من التربية السلبية: الإهمال العاطفي، والإساءة اللفظية أو الجسدية أو الجنسية، والمراقبة المفرطة. كما قاسوا سمات مثل السايكوباتية (اللامبالاة، الاندفاع، عدم احترام القواعد) والسادية، إلى جانب السمات العامة مثل الضمير الحي والقبول الاجتماعي.
الأمهات هنّ الأكثر تأثيرًا.. لكن الضمير هو المفتاح
أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين نشؤوا في بيئات أسرية قاسية، لا سيما من جهة الأم، كانوا أكثر ميلًا لتبنّي سمات شخصية سايكوباتية في مرحلة البلوغ، وهو ما انعكس سلبًا على قدرتهم في العمل، والعلاقات الاجتماعية، وإدارة شؤونهم اليومية.
لكن اللافت أن هذا الرابط تلاشى عندما أخذ الباحثون في الحسبان السمات الشخصية الأوسع، وتحديدًا مستوى الضمير، الذي تبيّن أنه العامل الأكثر تأثيرًا في تفسير العلاقة بين الطفولة السلبية وصعوبات الحياة لاحقًا.
ويُقصد بالضمير (conscientiousness) في علم النفس مجموعة من الصفات مثل القدرة على التنظيم، وضبط النفس، والتخطيط، والاعتماد على النفس. وقد أظهرت نتائج سابقة أن انخفاض هذا المؤشر يرتبط بسلوكيات سلبية مثل الإدمان، البطالة، والتصرفات المندفعة والخطرة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تؤكد وجود ذكريات الطفولة المخزنة في الدماغ منذ الصغر
كما بيّنت الدراسة أن هذا التأثير يختلف بين الجنسين؛ إذ ظل الرابط بين التربية القاسية والسايكوباتية واضحًا لدى الرجال فقط، وهو ما ينسجم مع أبحاث سابقة تشير إلى أن الرجال غالبًا ما يستجيبون للبيئات القاسية بسلوكيات خارجية مثل العنف أو الانسحاب العاطفي، بينما تتخذ النساء استجابات مختلفة.
ورغم أن الباحثين قاسوا أساليب الأمهات والآباء على حد سواء، فإن تأثير تربية الأم كان هو الأوضح في النتائج، وهو ما قد يُعزى إلى الدور الأكبر الذي تؤديه الأمهات في التنشئة، أو إلى تحيّزات في استرجاع الذكريات. وقد دعت الدراسة إلى مزيد من الأبحاث التي تأخذ في الاعتبار الديناميكية الأسرية بأكملها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

علاج ثوري لألم الركبة بدون جراحة.. تحفيز داخل الأذن يُخفف أعراض هشاشة العظام
علاج ثوري لألم الركبة بدون جراحة.. تحفيز داخل الأذن يُخفف أعراض هشاشة العظام

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

علاج ثوري لألم الركبة بدون جراحة.. تحفيز داخل الأذن يُخفف أعراض هشاشة العظام

أظهرت دراسة جديدة أن تطبيق التحفيز الكهربائي غير الجراحي للعصب المبهم داخل الأذن آمن وفعّال في تخفيف ألم الركبة الناتج عن هشاشة العظام. ويفتح هذا المجال أمام علاجات مبتكرة تُحسّن جودة الحياة، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Osteoarthritis and Cartilage Open. يُعد العصب المبهم عنصرًا أساسيًا في الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، الذي ينتج استجابة "الراحة والهضم" المهدئة، على عكس استجابة الجهاز العصبي الودي "القتال أو الهروب". ويعمل كطريق سريع يربط الدماغ بأعضاء مثل القلب والرئتين والجهاز الهضمي، ويلعب دورًا في تنظيم إشارات الألم. في دراسة جديدة أجرتها جامعة تكساس (UTEP)، أجرى باحثون اختبارًا تجريبيًا يُعد الأول من نوعه لتقييم فعالية تحفيز العصب المبهم غير الجراحي عبر الأذن في علاج ألم الركبة الناتج عن هشاشة العظام. قال الباحث الرئيسي الدكتور كوساكو أوياجي، الأستاذ المساعد في العلاج الطبيعي وعلوم الحركة في كلية العلوم الصحية بجامعة تكساس، إنه بصفته معالجًا فيزيائيًا رأى العديد من المرضى الذين يعانون من آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام، مما حفّزه على مواصلة البحث لتحسين جودة حياتهم. وأكد أن التجارب "أظهرت نتائج وإمكانات واعدة". واستخدم الباحثون تقنية تحفيز العصب المبهم عبر الجلد (tVNS)، والتي تعتمد على تمرير تيار كهربائي خفيف عادة من خلال الجلد خلف الأذن. ويُعد هذا النوع من التحفيز تدخلاً آمنًا وغير جراحي، وثبت أنه يُحسّن وظيفة الجهاز العصبي اللاودي، ويمكن إجراؤه باستخدام جهاز يُوضع على الأذن ويرسل نبضات كهربائية إلى الفرع الأذني من العصب المبهم. وقال الدكتور أوياجي إن الأدلة الحالية تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من آلام الركبة المرتبطة بهشاشة العظام قد يعانون من خلل في التوازن بين النشاط الودي واللاودي في الجسم، وهو ما قد يسبب الألم، مضيفًا أن "تحفيز العصب المبهم قد يساهم في تصحيح هذا الخلل". وأشار الباحثون إلى أن أكثر من ثلث المشاركين تجاوزوا الحد الأدنى المهم سريريًا لتحسّن الألم، دون تسجيل أي آثار جانبية كبيرة. واعتبروا أن هذا التحسّن قد يكون ناتجًا عن تحسّن في وظيفة الجهاز العصبي اللاودي أو آليات الألم المركزية، خاصة أنه لم يتم تطبيق أي تدخل موضعي على الركبة. واختتم الباحثون بالإشارة إلى أن هذه البيانات الأولية تُظهر إشارات مشجعة حول سلامة وفعالية تحفيز العصب المبهم عبر الجلد لعلاج أعراض هشاشة العظام في الركبة، ما يعزّز الحاجة لإجراء دراسة أوسع تشمل جلسات متعددة ومجموعة ضابطة وتحكّمًا دقيقًا في عوامل الالتباس المحتملة، بهدف تطوير هذا التحفيز كخيار علاجي آمن وفعّال لتخفيف الألم.

هل تحارب البامية آثار السمنة في الدماغ؟ دراسة تجيب
هل تحارب البامية آثار السمنة في الدماغ؟ دراسة تجيب

الرجل

timeمنذ 7 ساعات

  • الرجل

هل تحارب البامية آثار السمنة في الدماغ؟ دراسة تجيب

توصل باحثون في دراسة حديثة إلى أن إدراج البامية ضمن النظام الغذائي قد يُسهم في الوقاية من الاضطرابات الأيضية طويلة الأمد الناتجة عن الإفراط في التغذية خلال الطفولة المبكرة، وذلك بحسب ما نُشر في دورية Brain Research العلمية. وبحسب ما نقل موقع PsyPost، فإن الدراسة التي أجريت على نموذج فئران يُحاكي الإفراط الغذائي في المراحل الأولى من الحياة، أظهرت أن مكملات البامية ساعدت في الوقاية من السمنة، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والالتهابات العصبية في منطقة تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم الشهية والطاقة. اعتمد الباحثون على نموذج علمي معتمد يتم فيه تقليل عدد الجراء لدى الأم إلى ثلاثة فقط، ما يمنحهم تغذية زائدة ومبكرة، في مقابل مجموعة ضابطة تضم ثمانية جراء لكل أم، وبعد الفطام، تم تقسيم المجموعتين إلى أنظمة غذائية عادية وأخرى تحتوي على 1.5% من البامية، لتشكيل أربع مجموعات خضعت للمراقبة حتى سن الرشد. البامية وتحسين التوازن الأيضي في حالات السمنة النتائج كشفت أن الفئران التي تعرضت لتغذية زائدة في الطفولة وأُعطيت نظامًا غذائيًا يحتوي على البامية، أظهرت تحسنًا ملحوظًا في نسب السكر والدهون في الدم، وانخفاضًا في الكتلة الدهنية، وزيادة في الكتلة العضلية، مقارنة بنظرائها الذين لم يتناولوا البامية. كما تحسنت لديهم استجابة الدماغ للأنسولين، وانخفضت مؤشرات الالتهاب في منطقة تحت المهاد، وهو ما يشير إلى دور محتمل للبامية في استعادة التوازن الأيضي داخل الدماغ والجسم. المثير أن البامية لم تُحدث تغيرًا كبيرًا لدى الفئران السليمة، ما يدل على أن فوائدها قد تكون انتقائية عند وجود اختلالات أيضية فعلية. ويرى الباحثون أن مركبات نباتية مثل الكاتيشين والكيرسيتين ومركبات الفينول قد تفسر هذه التأثيرات، نظرًا لقدرتها المعروفة على مكافحة الالتهاب وتحسين حساسية الأنسولين، ومع أن الآليات البيولوجية الكاملة ما تزال غير واضحة، فإن النتائج تُعزز فكرة استخدام الأغذية الوظيفية كأداة وقائية ضد أمراض العصر. وتأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه معدلات السمنة في الطفولة عالميًا، ما يعزز أهمية التدخلات الغذائية المبكرة، ومع أن الدراسة أُجريت على فئران، فإنها تفتح الباب أمام تجارب بشرية مستقبلية قد تعتمد البامية كوسيلة طبيعية داعمة في الوقاية من الأمراض الأيضية المزمنة.

علماء يحذرون من عقار قد يجعلك تتقدم في السن بشكل أسرع
علماء يحذرون من عقار قد يجعلك تتقدم في السن بشكل أسرع

الشرق الأوسط

timeمنذ 8 ساعات

  • الشرق الأوسط

علماء يحذرون من عقار قد يجعلك تتقدم في السن بشكل أسرع

كشفت دراسة جديدة أن كثرة تناول دواء شائع يؤثر على الجهاز العصبي ويعالج مجموعة من الأمراض قد تؤدي إلى تسريع الشيخوخة لدى كبار السن، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». وخلصت الدراسة، المنشورة في مجلة «JAMA Open Network» إلى أن التعرض المفرط للأدوية المضادة للكولين المستخدمة في علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض المثانة ومرض باركنسون يرتبط بتراجع أسرع في الأداء البدني لدى كبار السن. تمنع الأدوية المضادة للكولين عمل جزيء الإستيل كولين، وهو جزيء ينقل الإشارات العصبية، والذي يلعب دوراً رئيساً في عمل الجهاز العصبي. ومن خلال تثبيط الإستيل كولين، تؤثر هذه الأدوية على العديد من وظائف الجسم الرئيسة التي يتحكم فيها الجهاز العصبي. ومع ذلك، يمكن عكس آثارها الجانبية المهدئة والإدراكية بالتوقف عن تناولها. أشارت دراسات سابقة إلى أن الاستهلاك المنتظم لمضادات الكولين قد يكون له تأثير ثابت مع مرور الوقت، مما يعني أن جميع حالات التعرض السابقة قد تُظهر نفس التأثير على خطر التدهور البدني الحالي. وتقوم الدراسة الأخيرة بتقييم آثار التعرض التراكمي للأدوية على مدى عقد من الزمان، مع الأخذ في الاعتبار التفاوت في شدة ومدة وتوقيت تناول الأدوية في الماضي. راقب الباحثون التغيرات في سرعة المشي وقوة القبضة لدى أكثر من 4 آلاف شخص مسن بمرور الوقت، وقارنوا ذلك بتعرضهم للأدوية المضادة للكولين، استناداً إلى بيانات جُمعت من فبراير (شباط) 1994 إلى مارس (آذار) 2020. وبينما لم تتأثر قوة القبضة، ارتبط التعرض المتزايد لمضادات الكولين بانخفاض أكبر في سرعة المشي. وكتب العلماء: «ارتبط التعرض المتزايد لمضادات الكولين بتراجع متسارع في الأداء البدني... يمكن أن يصبح تراكم الخسارة بمرور الوقت ذا دلالة سريرية». تُعد هذه النتائج بالغة الأهمية، إذ يرتبط الضعف وتغيرات التوازن والمشي بشكل متزايد بمقاييس متعددة لنتائج الصحة السيئة، بما في ذلك الإعاقة والوفاة. ويدعو الباحثون إلى تقليل وصف الأدوية المضادة للكولين لتعزيز الشيخوخة الصحية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store