logo
كيف حول محمد بن راشد بتدخل إنساني حاسم حملة موشكة على الفشل لأنجح حملة عالمية

كيف حول محمد بن راشد بتدخل إنساني حاسم حملة موشكة على الفشل لأنجح حملة عالمية

ارابيان بيزنسمنذ 11 ساعات
عام 1985، وبينما كانت أنظار العالم تتجه نحو حفل 'لايف أيد' الخيري الذي جمع أشهر مشاهير العالم بهدف مكافحة المجاعة المدمرة في إثيوبيا، واجه الحدث خطر الفشل الذريع مع ضعف الاستجابة للتبرع بما يتجاوز 10 آلاف جنيه إسترليني، وهو مبلغ ضئيل جدًا مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية. وبادر وقتها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كان يتابع الحفل من مجلسه في لندن، بتبرع سخي بلغ مليون جنيه إسترليني ليتحول إلى دفعة هائلة أعادت الحياة للحملة وأشعلت حماس المتبرعين حول العالم بعد أن أذهل المنظمين الذين شككوا في البداية، قبل أن يتم تأكيده رسميًا باتصالات بمكتب سموه في لندن. وشارك مكتب دبي الإعلامي تفاصيل مراسلات دبلوماسية بريطانية تظهر أن تبرع الشيخ محمد بن راشد لم يساهم فقط في إنقاذ حياة الملايين من المجاعة، بل عزز أيضًا مكانة دبي والعالم العربي كلاعبين رئيسيين على الساحة الإنسانية الدولية، مؤكدًا على الدور القيادي لدولة الإمارات في مد يد العون للمحتاجين حول العالم. ودور محمد بن راشد في إنقاذ القارة الأفريقية من المجاعة قبل 40 عاماً. واشارت تدوينة المكتب الإعلامي إلى أنه:' في عام 1985، وأثناء بث حفلة 'Live Aid' لمواجهة المجاعة في إثيوبيا، كان الحدث مهدداً بالفشل، إذ لم تتجاوز حجم التبرعات التي جمعها عشرة آلاف جنيه. تدخل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتبرّع بمليون جنيه استرليني، مما أعطى دفعة قوية للحملة، وأعاد حماس المتبرعين حول العالم فارتفعت التبرعات الإجمالية لأكثر من 150 مليون جنيه، لتصبح واحدة من أكبر حملات الإغاثة في التاريخ .
وفقاً لمراسلات دبلوماسية بريطانية، تابع الشيخ محمد بن راشد الحفل وهو في مجلسه بلندن، وعندما أعلن عن تبرّعه ترك المنظمين في حالة ذهول وشك في البداية، قبل أن يتم تأكيد التبرع من خلال اتصال رسمي مع مكتب سموه في لندن.
تبرع الشيخ محمد بن راشد آنذاك لم يكن مجرد دعم مالي، بل كان موقف قيادي عزز دور دبي والعالم العربي في الساحة الإنسانية الدولية.
قبل 40 عامًا: تبرع تاريخي من محمد بن راشد غيّر مسار حملة 'لايف أيد' الإغاثية
دور محمد بن راشد في إنقاذ القارة الأفريقية من المجاعة قبل 40 عاماً
في عام 1985، وأثناء بث حفلة "Live Aid" لمواجهة المجاعة في إثيوبيا
كان الحدث مهدداً بالفشل، إذ لم تتجاوز حجم التبرعات التي جمعها عشرة آلاف جنيه.
تدخل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتبرّع بمليون جنيه استرليني،… pic.twitter.com/oxbj7yMmWW
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) July 12, 2025
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسرحية «مجاريح».. مشهدية بصرية تخاطب العقل
مسرحية «مجاريح».. مشهدية بصرية تخاطب العقل

صحيفة الخليج

timeمنذ 44 دقائق

  • صحيفة الخليج

مسرحية «مجاريح».. مشهدية بصرية تخاطب العقل

يتلفت الفنان التشكيلي في الكثير من أعماله نحو أزمنة مضت، فيها تكوّن وعيه وتفكيره وحسه الجمالي، واحتفظت ذاكرته بألوان ومشاهد شتى تثير فيه لواعج الشوق، فيترجم ذلك إلى عمل فني يعبر عن ذلك الشعور، غير أن الفنان لا يقف عند حدود التأسي على الماضي فقط، بل يتمنى استعادته، وذلك ما تفعله اللوحات والأعمال الفنية التي تنشد عودة الروح القديمة في أزمنة قادمة، بحيث لا تطمس الحداثة ما تبقى من قيم. كثير من الأعمال المسرحية عالج قضايا مجتمعية، غير أن هناك عروضاً تميزت بالابتعاد عن سطح القضايا إلى عمقها وجذورها، وذلك الأمر نجده في أعمال لقيت بالفعل رواجاً ونجاحاً لأن ثيماتها الأساسية ملتصقة بالبيئة. لعل من أكثر المسرحيات التي أصابت قدراً كبيراً من الشهرة والنجاح، مسرحية «مجاريح»، عرض فرقة مسرح الشارقة الوطني، ذلك لأنها استطاعت توظيف الحكاية التراثية بشكل معاصر ومعالجة قضية مهمة عبر استخدام تقنيات وأساليب نجحت في تمرير الحمولة الثقيلة من عوالم البؤس والشقاء، حيث اجتمع في هذا العمل كل مقومات نجاح عرض مسرحي من نص ملحمي يتكئ على لغة شاعرية كتبه إسماعيل عبدالله، ورؤية إخراجية ذكية من قبل محمد العامري، وكان الأداء التمثيلي، هو العلامة الفارقة في هذا العمل، الذي جمع بين ممثلين من طينة الكبار مثل: حبيب غلوم وموسى البقيشي، ومحمد غانم، بدور الساعي، وناجي جمعة، حيث قدموا أدائية مختلفة تمثلوا فيها النص وتجلت إبداعاتهم على الخشبة، ما صنع شرط الفرجة من حيث تجاوب الجمهور. يتحدث العمل في حكايته النصية عن «فيروز»، وهو رجل ينتمي إلى قاع السلم الاجتماعي، يقع في حب فتاة من علية القوم «ميثاء»، لكن ذلك الحب يصطدم بالعادات والتقاليد، ويقدم العرض مشهديات وصوراً تحكي عن الواقع الاجتماعي في ذلك الوقت عبر شخصيات تنتمي إلى تلك الحقبة من حيث تبنيها لعادات سلبية قديمة مثل والد ميثاء سيف بن غانم، وعلى الرغم من انتصار الحب في النهاية لكن ذلك كان عبر مواجهة قاسية، ونجح العمل في الكشف عن الأبعاد الاجتماعية وما يعيشه الواقع في ذلك الوقت. على الرغم من أن العرض ينتمي إلى الأعمال التراثية في حكايته وموضوعه، فإن الرؤى الإخراجية أغنت العمل كثيراً بمقاربات وأدوات تنتمي إلى روح العصر، عبر عملية المزج بين ما هو تراثي وما هو حديث، حيث حمّل المخرج العمل بالكثير من الدلالات والإيحاءات، من أجل تجاوز المحلي والانفتاح على الإنساني، إذ جمع العمل بين توظيف الموسيقى الشعبية والحديثة في ذات الوقت وبعض عناصر الديكور ليشكل لوحة مشهدية تنتمي إلى الماضي والحاضر وتعج بالرؤى الفكرية، ما يشير إلى أن العامري قد تصرف في نص المؤلف على أساس أنه نصه الخاص. مفارقات من الأشياء اللافتة في العمل تلك المفارقات البديعة والمدهشة في حكاية العرض والتي تظهر شخصية بطل العمل «فيروز»، بالرجل المتجاوز والمتسامي رغم موقعه الاجتماعي وما يمارس ضده من قهر، ففي زمن الحكاية كان هناك الاحتلال البريطاني، ما جعل فيروز في تحدٍّ مزدوج ما بين البحث عن حريته الخاصة وحرية البلاد بصورة عامة عبر الانخراط في النضال مع الآخرين، وتلك لفتة بارعة في العمل، عمل على تعميقها المخرج عبر حواريات وفعل درامي مؤثر. تكوين لعل براعة العامري في التعامل مع هذا النص الشاعري والملحمي، تكمن في صنع لوحة تشكيلية متشابكة في عوالمها، عبر ذلك المزج الخلاق بين فن الجرافيك والاكسسوارات المعبرة عن البيئة المحلية، والحوارية المبدعة بين آلة الهبان الشعبية والموسيقى الحديثة، بحيث كانت هذه اللحظة عرضاً مسرحياً قائماً بذاته عبّر عن الحالة الدرامية بصورة كبيرة، حيث عمل المخرج على حشد العديد من العلامات النصية والدلالات والرموز من أهمها جذور الحبال التي كانت تشير إلى التوق إلى الحرية، وكان المشهد اللافت هو لحظة قيام ميثاء بتقطيع تلك الجذور بحركة مسرحية قوية وكأنها تعلن تمردها ورفضها للخضوع للعادات والتقاليد البالية، وأثناء ذلك كانت ميثاء تخاطب أمها التي تنتمي هي الأخرى إلى القديم، لتطالبها بأن ترفع رأسها وتشاهد المتغيرات الاجتماعية والثقافية، إلا أن الأم تضع يدها على وجهها كمن يخشى أن يواجه ضوء الشمس بشكل مباشر. وجاء الانتقال الزمني من الماضي إلى الحاضر بصورة مدهشة ورائعة، كما أن العمل نجح في معالجة قضية المرأة، حيث ابتكر العرض حوارية فكرية مركبة ومعقدة مع مسألة التحرر النسوي، عبر صورة بصرية مدهشة ومحملة بالدلالات والكثير من الرؤى النقدية والفكرية والفلسفية. وربما كان التوظيف الخلاق لعناصر السينوغرافيا من ديكور وإضاءة وموسيقى وغناء شعبي، المسألة الحاسمة في نجاح هذا العرض الكبير، بحيث ينتمي إلى حكاية النص وفكرته ومدلولاته، ونجح ذلك التوظيف في تقريب الحالات النفسية والإنسانية، وكذلك فعلت الحوارات الشاعرية بين الممثلين والتي كانت شديدة العمق واستطاعت أن تعبر عن حالة الصراع الاجتماعي بأدوات المسرح. هذا العمل المختلف عرض في مهرجان «الشارقة للمسرح الخليجي»، وحصد العديد من الجوائز في ذلك المهرجان، كما فاز بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في «أيام الشارقة المسرحية»، عام 2019.

عبدالعزيز خوجة.. جمع السياسة والدبلوماسية مع الكيمياء والشعر
عبدالعزيز خوجة.. جمع السياسة والدبلوماسية مع الكيمياء والشعر

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

عبدالعزيز خوجة.. جمع السياسة والدبلوماسية مع الكيمياء والشعر

عرفت الأوساط السياسية في العالم العربي العديد من الشخصيات، التي تبوأت مناصب دبلوماسية ووزارية قادمة من حقول الأدب والشعر والعمل الأكاديمي، لكن الدكتور السعودي عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة تفوق على غيره، لأنه جمع السياسة والدبلوماسية مع الكيمياء والشعر والثقافة في معادلة غريبة، لم يتقنها قبله سوى الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، الذي يبدو الأقرب إليه لجهة المهام، التي كلف بها، وسعى جاهداً من خلالها لخدمة وطنه. في إجابته عن سؤال حول كيفية توفيقه بين الشعر والكيمياء والسياسة قال: «هي رحلة حياة وتراكم، ربما تراكم معرفة وتراكم ثقافة من هنا وهناك، الشعر ربما ولد معي ثم صُقل بالمعرفة وبالقراءة. الكيمياء دخلتها كوني طالباً في كلية العلوم كونها نوعاً من طلب المعرفة، والمعرفة لها أبواب لا أستطيع أن أقرأها بنفسي». ولد خوجة بمكة سنة 1942 ونشأ بها، وتعلم في مدارسها على أيدي علمائها، وكبر في جنبات حرمها، متشبعاً بعراقة تاريخها ورهبة أجوائها الروحانية وأصالة تقاليدها، ما جعله تقياً ورعاً وقنوعاً، غير أن ميلاده لأب مثقف مدمن على القراءة وجد عثمان قزاز يمتلك مكتبة نفيسة، ونشأته قريباً من زوج أخته الأديب عبدالعزيز الرفاعي، وشقيقه زياد صاحب العلاقات الوطيدة مع الشعراء والمثقفين، وخاله بكر وعميه محمد وكمال أصحاب العلاقات الثقافية المتشعبة جعل عقله الغض مرهقاً بالأسئلة حول سبل النجاح والإنجاز والكفاح وارتقاء المعالي. وإذا كانت كتب التراث والتاريخ والسير هي التي انشغل بها في بداياته فإنه اتجه مع نموه وتوسع مداركه إلى كتب العلوم الحديثة والفلسفة والأدب والشعر، وكلما كان يأتي من الخارج من مطبوعات يتلقفها ويتبادلها مع زملائه، ويتحاور معهم حول مضامينها، ورويداً رويداً اكتشف صاحبنا شاعريته «كنت مع زملائي في نفس السن نرى وردة مثلاً.. هم يمرون بها مرور الكرام دون إحساس، وأنا أنبهر وأحس بها وأفرح وأرى فيها ما لا يراه الآخر». أصدر خوجة في فبراير 2020 مذكراته في كتاب بعنوان «التجربة، تفاعلات الثقافة والسياسة والإعلام»، تضمن سيرته الشخصية، وملامح الأمكنة والشخوص، التي أثرت في تكوينه، والتحولات الاجتماعية التي عاصرها، وتجربته في التعليم والإدارة والدبلوماسية والسياسة والأدب والثقافة. ومما ورد في الكتاب أنه كان في الخامسة من عمره حينما وقف «سيد البن» (أحد دراويش مكة) أمام دكان والده في حي القشاشية وقال له: «ابنك هذا سيقابل الملوك والرؤساء»، فما كان من والده إلا أن اشتعل فرحاً وتفاؤلاً. يقول خوجة معلقاً، إنه مذاك راح والده يشجعه على الدراسة والاجتهاد والعمل، منتظراً تحقق ذلك. ومما ورد في الكتاب أيضاً أن حوادث الموت كان لها ظهور موجع في حياة صاحبنا، فقد توفيت أخته فتحية في شبابها الباكر، وتوفي أخوه الأصغر حسن في سن الرابعة، ثم توفي شقيقه عدنان ووالدته فوالده. ولا يخفي خوجة شيطنته في مدرسته بتقليد الأصوات إلى أن ضبطه ذات يوم مدير المدرسة المربي، محمد فدا، فلم يعاقبه وإنما أعجب بمهارته وفصاحته ووجهه إلى فريق التمثيل بالمدرسة. كما تطرق إلى العقاب البدني، الذي كان يمارسه المعلمون بحق طلابهم، ومنه أن مراقب مدرسته ضربه ذات مرة فقط، لأنه كان يقود دراجة في الشارع، وهو ما جعل شقيقه عدنان يكره المدارس. وفي الكتاب أيضاً صورة بانورامية جميلة للمجتمع المكي في عقدي الأربعينيات والخمسينيات، وكيف أنه تميز بالتكافل الاجتماعي والشهامة العربية الأصيلة ومساعدة القوي للضعيف والغني للفقير، وصولاً إلى تناوله للحياة الثقافية والفنية في مكة وكيف أن المكيين استوعبوا فنون العالم الإسلامي وأجادوا تطويرها، فشهدت مدينتهم صدور أولى صحف البلاد، وانطلاق أول إذاعة سعودية. بعد تخرجه في الثانوية بمكة سافر إلى مصر على نفقة أسرته للتحصيل الجامعي، فمر هناك بتجربة فشل، ربما كانت الوحيدة في حياته، حيث أنهى سنته الجامعية الأولى في كلية العلوم بجامعة القاهرة بالرسوب في جميع المواد، غير أن هذه الواقعة كانت سبباً في عودته إلى وطنه للالتحاق بجامعة الرياض الوليدة، وهو مصمم على الاجتهاد والتفوق والإبداع، لمسح صورته المخيبة للآمال عند والده وأهله، وهكذا وجد الرجل في بيئة الرياض، حيث ليست له فيها علاقات كما في مكة، وليست بها ما يلهيه كما في القاهرة، فرصة لتحقيق مراده، فذاق حلاوة النجاح في الستينيات بتخرجه حاملاً شهادة البكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا، ليتوجه بعدها إلى بريطانيا سعياً وراء نيل درجة الدكتوراه في الكيمياء، التي حصل عليها من جامعة برمنغهام سنة 1970. وحول حياته في بريطانيا قال إنها أتاحت له الاطلاع على حضارة جديدة، وفتحت له آفاقاً جميلة عن وحدة الكون، وجمال الكون وارتباط الكون، مضيفاً أنه تأقلم سريعاً مع الثقافة البريطانية المختلفة تماماً عن ثقافته، لأن «ميزة الإنسان في مكة أنه يتأقلم.. لماذا؟ لأننا نلتقي بثقافات مختلفة وبحضارات مختلفة ووجوه مختلفة، وهذه تجعلنا نعرف ثقافة الآخرين، وحضارة الآخرين دون خوف»، والجدير بالذكر أن خوجة تزوج في ليلة سفره إلى بريطانيا من قريبته السيدة فايزة بنت صالح بكر، التي رافقته إلى هناك، وسهرت على راحته خلال مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ثم رافقته إلى محطات عمله الدبلوماسي، فدرست في جامعات تلك الدول، وتعلمت اللغات الإنجليزية والتركية والروسية. ومما يجدر بنا ذكره هنا هو أن أطروحته لنيل الدكتوراه كانت عن العقم عند النساء، وبعد أن وضعها عند المشرف البريطاني تفاجأ أن الأخير سرقها ونشرها باسمه، وطلب منه أن ينسى عمله البحثي مع وعد بتعويضه أكاديمياً. يقول خوجة إنه أذعن وفكر في مشروع بديل للدكتوراه يتعلق بالأنزيمات وتفاعلاتها، فتوصل إلى إمكانية استخدام الأنزيم مراراً وتكراراً، مما يعني وفراً كبيراً في العمليات، وقد تم تسجيل اكتشافه باسمه، وحصل من الجامعة على منحة بمبلغ 160 جنيهاً، علاوة على مكافأة مالية من الشركة التي اعتمدته. بعد عودته إلى بلاده بدأ حياته المهنية أستاذاً للكيمياء بكلية التربية بمكة المكرمة، قبل أن يحصل على ترقية ويعين عميداً لها، كما أنه درّس المادة لطلبة كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة. ومن الجامعة انتقل فجأة إلى وزارة الإعلام، ليعمل وكيلاً لها زمن الدكتور محمد عبده يماني، الذي شغل منصب وزير الإعلام، ما بين عامي 1975 و1983. وقد روى خوجة في كتابه المتاعب، التي تعرض لها إبان شغله هذا المنصب الحكومي، علماً بأنه شغل وقتها بصفته الرسمية تلك مهام مدير عام جهاز تلفزيون الخليج، وواجه تحدياً إعلامياً غير مسبوق حول تغطية وزارته لأحداث احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان العتيبي وزمرته. ومثلما كان نقله من أسوار الجامعة إلى وزارة الإعلام مفاجئاً فقد تم نقله من الأخيرة فجأة إلى عالم الدبلوماسية بصدور قرار حول تعيينه سفيراً لدى تركيا. وفي الأخيرة التي عمل بها من 1986 إلى 1992 اكتشف الرجل إمكاناته ومواهبه الدبلوماسية والسياسية المتأتية من اطلاعه الواسع، ومخزونه الثقافي والتاريخي، فاحتل موقع الصدارة بين زملائه من أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمدين في أنقرة، وعمل على توثيق العلاقات السعودية - التركية في وقت كانت فيه الحرب العراقية - الإيرانية مشتعلة، بل ساعدته مكانته على إصلاح ذات البين في التسعينيات بين الرئيس التركي تورغوت أوزال وغريمه نجم الدين أربكان. ومن تركيا انتقل إلى موسكو زمن حرب تحرير الكويت، ليكون أول سفير سعودي هناك قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي بقليل، حيث شغل المنصب من 1992 إلى 1996. ومن الطرائف التي حدثت له في موسكو أنه حمل رسالة تكليفه إلى الزعماء السوفييت، وبسبب تفكك الاتحاد السوفييتي وقيام جمهورية روسيا الاتحادية اضطر للعودة إلى الرياض لحمل رسالة بديلة من الخارجية السعودية باسم الرئيس الروسي يلتسين، فإذا بوزير الخارجية آنذاك الأمير سعود الفيصل يمازحه قائلاً: «فككت الاتحاد السوفييتي ورجعت». محطته الدبلوماسية التالية من بعد أنقرة وموسكو كانت في الرباط التي عمل بها ما بين عامي 1996 و 2004، حيث ارتبط فيها بعلاقة فكر وثقافة مع ملكها آنذاك الحسن الثاني المغرم بمجالسة العلماء في قصره، ومناقشتهم في الفقه والأدب واللغة والموسيقى. وفي عام 2004 صدر قرار بنقله من المغرب إلى لبنان، التي أمضى به خمس سنوات، عاصر خلالها اغتيال رفيق الحريري، وإنشاء المحكمة الدولية لملاحقة قتلته، واختيار رئيس جديد، إضافة إلى الكثير من الصراعات والأزمات الاقتصادية والحروب الخفية، بل تعرض فيه أيضاً لثلاث محاولات اغتيال فاشلة. في عام 2009 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للثقافة والإعلام خلفاً لوزير الإعلام إياد بن أمين مدني، فودع السلك الدبلوماسي، واصفاً قرار توليه هذا المنصب بقوله: «كان يوماً لا ينسى، ففيه تغير مسار حياتي جذرياً، إذ تقرر أن أكون وزيراً لملك في قامة عبدالله بن عبدالعزيز، وكان ذلك بالنسبة إلي تحدياً كبيراً»، وهكذا ظل ماسكاً بهذه الحقيبة المهمة، مواجهاً للتحديات والتطورات اليومية، مغرداً عبر الفيسبوك كونه أول وزير إعلام يفعل ذلك من أجل أهداف، منها تجديد الخطاب الديني ودعم المبتعثين، وتوضيح الموقف السياسي، وإزالة غموض أي قرار أو حدث، علماً بأنه أفصح في حوار مع صحيفة عكاظ (15/4/2022) أنه لم يكن موافقاً على جمع الإعلام والثقافة في وزارة واحدة، لأن لكل منهما دوراً مستقلاً، وأنه اقترح على الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز حينذاك فصلهما، ثم جاء الملك سلمان بن عبد العزيز فأقره. وفي سنة 2014 تم إعفاؤه بناء على طلبه، ليعود إلى السلك الأكاديمي بدرجة أستاذ بناء على أمر الملك عبدالله، وذلك قبل اختياره مجدداً سفيراً للمملكة لدى المغرب بدرجة وزير ابتداء من يناير 2016 وحتى نوفمبر 2019. اللافت أن في كل محطاته الدبلوماسية وغيرها ترك خوجة أثراً لا ينسى، فقد أسس الصالونات والمجالس الأدبية داخل سفارته، وبنى مدارس تعليم اللغة العربية للمسلمين، كما فعل في موسكو مثلاً، التي بنى بها صرحاً تعليمياً ضخماً في زمن قياسي، وتمكن فيها من تحويل قصر حكومي فخم إلى مبنى للسفارة السعودية، ما جعل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يثني عليه. في مقال له منشور على موقع «العربية نت» عام 2014 وصف الإعلامي الصديق مطر الأحمدي خوجة بـ «أكثر وزير إعلام سعودي أحدث تغييرات كبيرة غيرت المشهد الإعلامي الرسمي»، مضيفاً: «في عهد وزارته تمت تهيئة قطاعي التلفزيون والإذاعة في هيئة مستقلة داخل الوزارة، ونجح الرجل بامتياز في كل مسؤولية أسندت إليه، وحقق فيها تطوراً ملموساً في فترة قياسية، فهو كونه وزيراً للثقافة والإعلام سجل انفتاحاً إعلامياً لم يسبقه إليه أحد، وتعامل مع المؤسسات الإعلامية شريكاً لا رقيباً، وكان يتدخل في الوقت المناسب صديقاً ناصحاً، مقدماً الابتسامة الودودة على سيف الرقيب. وشهد الإعلاميون والإعلام في سنوات منصبه وزيراً للثقافة والإعلام ربيعاً طلقاً بكل ما تعنيه الكلمة»، كما أنه قام خلال توليه الوزارة بفسح الكثير من الكتب المحظورة، ومنها مؤلفات صديقه الدكتور غازي القصيبي. ولخوجة العديد من الإصدارات والدواوين الشعرية، التي ضمنها منهجه في الكلمة، وإبداعه في النص الشعري، كما أن شعره أخضع للعديد من الدراسات النقدية من قبل الباحثين والمتخصصين باعتباره وليد تجربة إنسانية عميقة.

11 مبدعاً من 9 دول بمعرض الصيف الفوتوغرافي في رأس الخيمة
11 مبدعاً من 9 دول بمعرض الصيف الفوتوغرافي في رأس الخيمة

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

11 مبدعاً من 9 دول بمعرض الصيف الفوتوغرافي في رأس الخيمة

افتتح د.محمد كامل المعيني، رئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، معرض الصيف الفوتوغرافي في صالة «ذا ديزاين جالري» برأس الخيمة، بحضور مؤسسها، طارق السلمان، وعبد الرحمن نقي نائب رئيس جمعية متطوعي الإمارات، ومشاركة 11 فناناً وفنانة من الإمارات و8 دول. ويشارك في المعرض الذي يتضمن 32 عملاً ويستمر أسبوعين، المصورون عبدالله الهاشمي وريم الخوري (الإمارات)، كارولين دينشا (المملكة المتحدة)، فاسيليكي (أستراليا)، انباكني سلفراج ونمش بيتر (الهند)، فيتالي جريشكوف (روسيا)، أسان برمانوف وسفتلانا كينزافي (أوكرانيا)، عطوفة نجيب وإبراهيم نجي (باكستان).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store