logo
الخارجية القطرية: هناك فرصة لهدنة في غزة

الخارجية القطرية: هناك فرصة لهدنة في غزة

العربي الجديدمنذ 10 ساعات

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل و
حركة حماس
للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل هذا الأسبوع من أجل الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وأعرب الأنصاري، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، عن أمله في عدم تضييع هذه الفرصة، قائلاً: "إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال، أمس الجمعة، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أسبوع. وقال للصحافيين خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالاً باتفاق الكونغو الديمقراطية ورواندا على السلام إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"، وأضاف أنه كان يتحدث للتو مع بعض المعنيين بمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
رصد
التحديثات الحية
شهادات جنود إسرائيليين: نقتل منتظري المساعدات في غزة بأوامر عليا
وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من كشف مصدر أميركي "وثيق الصلة بالوساطة" بين حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل الاتصالات الجارية في الوقت الراهن، والرامية للوصول إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر. وقال المصدر الأميركي لـ"العربي الجديد" إنه "في اللحظة الراهنة تبدو الأمور متعثرة في ظل تمسّك حركة حماس بموقفها الرافض للصيغة الأخيرة المقدّمة من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مقابل تمسّك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بموقفه المتشدّد برفض أي صيغة تتضمن مصطلح إنهاء الحرب".
وشدد ترامب، قائلاً: "نحن نقدم، كما تعلمون، الكثير من المال والطعام إلى تلك المنطقة"، قبل أن يضيف: "نحن منخرطون في ذلك لأن الناس يموتون. نحن نشاهد تلك الحشود من الناس الذين ليس لديهم أي طعام، وأي شيء". وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد نقلت عن جنود إسرائيليين قولهم إن قادة في جيش الاحتلال أمروا القوات بإطلاق النار على مدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات "حتى لو كانوا لا يشكلون خطراً".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالى 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
(فرانس برس، العربي الجديد)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العدوان على إيران: نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي
العدوان على إيران: نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

العدوان على إيران: نجاحات تكتيكية وفشل استراتيجي

جاء وقف إطلاق النار في الحرب على إيران في موعده، بعد أن نضجت الحاجة إليه عند أطراف الحرب الثلاثة: إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. وليس هناك ما يدعو للتشكيك في إعلان دونالد ترامب أن إسرائيل وإيران توجهتا إليه بالوقت نفسه تقريبا، وطلبتا «السلام» ووقف الحرب. ولا يبدو أن أحدا من الأطراف «اضطر» إلى وقف الحرب، فإيران، اتخذت موقفا واضحا وبسيطا، دعت من البداية وعلى طول الطريق إلى وقف الحرب دون شروط، وكان لها ذلك. وكان واضحا أن القيادة الإيرانية تنفست الصعداء بعد إعلان ترامب عن وقف الحرب. أمّا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فهي تعتمد منطق «المنفعة الحدّية» (الفائدة الحاصلة من اتخاذ خطوة إضافية بالاتجاه نفسه) كأداة عقلانية في حسابات اتخاذ قرار التوقّف عن السير بالاتجاه نفسه، وقد تعالت أصوات بأن المنفعة الحاصلة من كل موجة غارات جديدة تقل أكثر فأكثر وتتآكل إلى درجة أنها تكاد تكون بالمحصلة عديمة الفائدة، وحتى سلبية، أخذا بعين تناقص الأهداف الجدية وتراكم الخسارة. وفي حالة الحرب على إيران كان هناك تطابق شبه كامل في الموقف بين المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل استنادا إلى إطالة الحرب بالقدر اللازم لتحقيق الأهداف، وعدم إطالتها أكثر من اللازم تفاديا للانجرار إلى حرب استنزاف. وهكذا أوقفت إسرائيل حربها في النقطة التي لم تعد فيها قادرة على تحقيق مكاسب إضافية وازنة. وللمقارنة فإن الخلاف في القيادة الإسرائيلية حول الحرب على غزة يدور حول اقتناع العسكر بأن «المنفعة الحدية» في الحرب تراجعت وتآكلت ويجب وقف الحرب، ونتنياهو في المقابل يصر على مواصلة الحرب تبعا لحسابات أخرى. فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى كيل المديح لنتائج الحرب (ولنفسه) قائلا إن إسرائيل حققت نصرا تاريخيا على إيران وإنها دفنت المشروع النووي الإيراني وتوعد بمواصلة «سحق» المحور الإيراني والقضاء على حركة حماس. وحاول نتنياهو ومن حوله افتعال «فرحة النصر» لكنهم لم ينجحوا، لأن قسما واسعا من الجمهور الإسرائيلي لا يثق بنتنياهو، حتى لو أيّده في الحرب، ولأنه لم يصدّق مقولة «لقد قضينا على التهديد النووي والصاروخي الإيراني»، التي رددها نتنياهو. نتنياهو حاول ومن حوله افتعال «فرحة النصر» لكنهم لم ينجحوا، لأن قسما واسعا من الجمهور الإسرائيلي لا يثق بنتنياهو من جهته يريد ترامب مواصلة المباحثات للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، ويبدو أن الوفد الأمريكي سيأتي إلى المفاوضات بالمقترح السابق ذاته وهو منع إيران عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وتزويدها بمواد مخصّبة من الخارج لغرض انتاج الكهرباء، كما هو الحال في الاتفاق مع دولة الإمارات، وكما قد يكون عليه مع السعودية. هكذا ستعود المفاوضات إلى نقطة البداية، وكأن حربا لم تكن، خاصة إذا تمسّكت إيران بموقفها الرافض لهذا المقترح. وقد تكون نتيجة الحرب أن تأثير إسرائيل على الاتفاق سيكون أقل من السابق، لأن ترامب يشعر بأنه قدم الكثير لها وهي «مديونة» له وليس لها الحق في إفشال ما يسعى إليه من اتفاق. لقد حققت إسرائيل في هذه الحرب نجاحات مهمة ووازنة وبعضها مفاجئة، لكنّها تبقى في خانة المكاسب التكتيكية. ومع أنّه لا يجدر الاستهتار بهذه المكاسب، إلّا أن إسرائيل منيت بفشل استراتيجي شامل، حيث لم تحقق أي من الأهداف بعيدة المدى التي وضعتها علنا وصراحة أو بشكل موارب وغير رسمي. وفي سبيل اختلاق الشعور بالنصر تلجأ إسرائيل الرسمية إلى تضخيم المنجزات التكتيكية للتغطية على الإخفاق الاستراتيجي. في المقابل نرى إيران تحاول التقليل من أهمية ووزن خسائرها، وتركّز على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الحرب. ولكن، وفي كل الأحوال، تبقى إسرائيل هي المعتدي وإيران هي المعتدى عليها. وهذا العدوان في منتهى الخطورة، خاصة وأنه جرى بمشاركة كاملة في الدفاع وفي الهجوم من قبل الولايات المتحدة، التي ما زالت تتربع على عرش القوّة العظمى الأولى في العالم. هذا الاعتداء ليس على إيران وحدها، بل على شعوب المنطقة كافة، لأنّه يبغي بسط هيمنة إقليمية لإسرائيل، ما يسهّل عليها ارتكاب جرائمها والبطش بالشعب الفلسطيني ومواصلة العمل على فك الارتباط بينه وبين وطنه وعلى محوه سياسيا وحتى ماديا، وكذلك إطلاق يدها في قضم مناطق في سوريا ولبنان واستباحة سيادة دول المنطقة. تكتيكيا يجب الاعتراف أن العدوان الإسرائيلي على إيران حقق نجاحات كبيرة، لا تجدر الاستهانة بها أو التقليل من شأنها. ومع ذلك هذا ليس «نصرا تاريخيا» كما تبجّح نتنياهو، بل دليل ضعف كبير في إيران، لكنها قد تصبح لاحقا قادرة على تجاوزه. لقد استطاعت إسرائيل في هجماتها المتكررة على إيران توجيه ضربة قوية للمشروع النووي الإيراني وتدمير قسم كبير منه. كما أنها استهدفت مشروع الصواريخ الإيراني وقصفت منصات الإطلاق ومرافق التصنيع ومواقع التخزين، وسبب أضرارا جسيمة لهذا المشروع أيضا. وكان من أهم الإنجازات الإسرائيلية تعطيل الدفاعات الجوية في أجزاء واسعة من إيران، ما مكّن الطائرات الإسرائيلية من استهداف مواقع إيرانية حساسة، دون خشية من التعرّض لصواريخ أرض جو. ونجحت إسرائيل في تجنيد المجتمع الدولي الغربي إلى جانبها وتسابقت دول ما يسمى بالعالم الحر في إعلان دعمها للعدوان الإسرائيلي ولأهدافه المعلنة. ووصل هذا النجاح ذروته في دخول الولايات المتحدة كشريك كامل في الحرب حيث وفّرت الأسلحة والذخائر والمعلومات المخابراتية، وشاركت في التصدي للصواريخ الإيرانية، ودفعت بالقاذفات العملاقة لقصف منشأة «فوردو». استراتيجيا منذ أكثر من ثلاثة عقود وإسرائيل تهدد بشن حرب على إيران لتدمير مشروعها النووي، بالادعاء أن طهران تسعى إلى إنتاج سلاح نووي لاستعماله في إبادة إسرائيل. وساد الدولة الصهيونية إجماع بأن أهم الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، وليس مجرد أحد الاهداف، هو القضاء على التهديد النووي الإيراني، وأضيف إليه لاحقا التهديد الصاروخي، واعتبر كل منهما على حدة والإثنين معا خطرا وجوديا. ويبدو بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار أن الأضرار التي لحقت بالمشروعين النووي والصاروخي كبيرة جدا وهذا انجاز تكتيكي مهم، لكن هذه الأضرار لم تصل حد القضاء على المشروعين أو على أحدهما، ما يعني أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها الاستراتيجي الأوّل. هي فشلت في ذلك رغم توفّر عنصر المفاجأة والتفوّق التكنولوجي والجوي والمخابراتي، ورغم المشاركة الفعّالة والدعم الكبير من الولايات المتحدة. ويقود هذا الفشل الاستراتيجي، الذي جاء في ظروف محيطة داعمة ومريحة، إلى استنتاج بأنه ليس بإمكان إسرائيل القضاء على القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، مهما سخّرت من قدراتها العسكرية. وحتى الإنجاز الإسرائيلي الكبير بجر الولايات المتحدة للمشاركة في الهجوم على إيران، قد يتحوّل إلى فشل لأن إسرائيل تخلّت عن عقيدتها الأمنية التاريخية «إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها» ما منحها هامشا واسعا من استقلالية القرار، وهي حين تعتمد على الولايات المتحدة بهذا الشكل، تضطر إلى الانصياع لها أكثر من السابق، وقد يكون لذلك ثمن في المستقبل، ولعل في إملاءات ترامب على نتنياهو دليل على ما هو مقبل. وقد يظهر الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي اكبر بكثير، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه هي الحرب الأولى التي تخوضها إسرائيل ضد دولة غير عربية. هذا يعني أنها فتحت صراعا داميا مع الفرس، من الصعب الآن الحكم على تداعياته، فهو قد يتحول إلى منعطف تاريخي كبير. وبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يمكن القول على غرار تشرتشل «هذه ليست النهاية، ولا حتى بداية النهاية، هذه ربّما نهاية البداية»، إي أن هذه الحرب قد تكون الجولة الأولى في الصراع العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران. لقد بقي عند إيران ما يكفي لصناعة سلاح نووي إن هي قررت ذلك، وهذه ورقة قوية في المفاوضات المزمع عقدها مع الولايات المتحدة. كما أن إسرائيل فشلت في زعزعة النظام. وعليه فإن المكاسب الإسرائيلية على ضخامتها، تبقى محصورة في المستوى التكتيكي ولم تصل إلى المدى الاستراتيجي. كاتب وباحث فلسطيني

الحرب التي انتصر فيها الجميع؟
الحرب التي انتصر فيها الجميع؟

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

الحرب التي انتصر فيها الجميع؟

شبّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، تأثير قصف قوات بلاده للمواقع النووية الإيرانية بما حصل بعد إلقاء واشنطن للقنبلتين الذريتين في المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناغازاكي وهو انتهاء الحرب العالمية الثانية. «لقد أنهيا الحرب، وهذه (أي تدمير المفاعلات النووية الإيرانية) أنهت الحرب». أشاد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بدوره، بدور الدولة العبرية في إنهاء البرنامجين النووي والصاروخي الباليستي الإيرانيين مشيدا بـ«انتصار تاريخي ساحق» سيضمن «وجود إسرائيل لأجيال قادمة» و«يؤدي إلى الازدهار والأمن والسلام». أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فأعلن، في رسالة وجهها إلى الشعب الإيراني، أول أمس، انتهاء الحرب مع إسرائيل بـ«نصر عظيم» للأمة الإيرانية، وذلك بعد «المقاومة البطولية لأمتنا العظيمة التي تكتب التاريخ بعزيمتها». حسب بزشكيان فإن «العدوّ الإرهابي بدأ الحرب لكن نهايتها كتبت بإرادة شعبنا». جاءت تصريحات ترامب بعد نشر وسائل إعلام تسريبات من تقرير استخباراتي لوزارة الدفاع الأمريكية يناقض مزاعم الرئيس الأمريكي المتكرر بأن الضربة الأمريكية «دمّرت» البرنامج النووي الإيراني تماما، مؤكدة أن ما جرى أدى لإعاقة البرنامج لبضعة أشهر، وهو ما عكّر «نشوة النصر» التي كان ترامب يأمل في بثّها خلال اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، التي جرت أمس. أعلن ترامب، في المؤتمر الصحافي الآنف نفسه عن استئناف المباحثات مع طهران، خلال الأسبوع المقبل، من دون أن يؤكد إمكانية توقيع إيران على اتفاق، وهذه التفاصيل، من التقرير الاستخباراتي، إلى المفاوضات المقبلة، وصولا إلى عدم التأكد من إنجاز اتفاق، إشارات لا تحيل إلى «نصر ساحق»، ولا إلى نهاية الحرب مع الجمهورية الإسلامية على غرار ما حصل في اليابان بعد محو هيروشيما وناغازاكي، ولا حتى لاحتمال حصول اتفاق جديد يحلّ مكان الاتفاق الذي ألغاه هو نفسه عام 2018. عكس مجمل مقالات الصحف العبرية ليوم أمس مناخا مشككا بادعاءات نتنياهو فأشار مقال في «هآرتس» إلى أن نصر نتنياهو «المطلق» في إيران «توقف قبل تصفية النظام». و«منظومة الصواريخ البالستية ما زالت تهدد إسرائيل»، و«قدرتها على المس بالملاحة الدولية في الخليج لم تتآكل». مقال آخر أشار إلى حقيقة فادحة أخرى بقوله إن نتنياهو تبين له أخيرا بأن «النصر المطلق» في غزة، الذي كرّر التنبؤ به منذ بداية الحرب، «لا يبدو أنه سيتحقق في المستقبل القريب»، وأن قتله لعشرات آلاف الغزيين المدنيين بلا أي شفقة لم يساعد في هزيمة «حماس». حديث بزشكيان، من جهته، عن «نصر عظيم» يبدو مبالغا فيه كثيرا، فالأكيد أن أغلب الإيرانيين شعروا بالخسارة الهائلة التي تلقّتها البلاد بفقدانها أكبر قادتها العسكريين وعلمائها النوويين وبالمرارة لاستباحة مجالهم الجويّ وتضرر البنية التحتية الدفاعية عبر تعرّض المطارات والمواقع النووية والصاروخية والمطارات والمرافق للقصف وبتخلّف آلتهم الحربية أمام أعدائهم، ومن ثم بالمشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب ضدهم وقصف مفاعلاتهم النووية. يجب القول، رغم كل ما حصل، أن إيران أثبتت قدرتها على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وامتلاكها أدوات للرد، وتحوّطها من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية لإنهاء برنامجها النووي. في تصريح كاشف للرئيس الأمريكي أمس، قال إن إسرائيل وإيران «منهكتان ومتعبتان» من الحرب، مضيفا أنهما «قاتلتا بشدة ووحشية شديدة وعنف بالغ، وكان كلاهما راضيا» عن توقّف الحرب، ومجيء هذا التصريح من ترامب نفسه، الذي شارك إسرائيل في الحرب ضد إيران شديد الدلالة وبعيد عن ادعاءات «النصر» التي رددها الجميع!

كيف صارت المنصات الرقمية مركز القرار والمعركة والرواية؟
كيف صارت المنصات الرقمية مركز القرار والمعركة والرواية؟

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

كيف صارت المنصات الرقمية مركز القرار والمعركة والرواية؟

لم تعد الحروب الحديثة تُخاض على الأرض فقط. فمنذ أن أصبحت الصورة لحظة، والمعلومة تتجاوز المسافة، تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى عنصر أصيل في بنية الصراع، لا كمجرّد أداة نقل، بل كمحرّك مباشر للحدث نفسه. المنصّات الرقمية باتت اليوم ساحة موازية للمعركة، تُصاغ فيها الانفعالات، وتُروّج عبرها السرديات، وتُحدّد فيها الاصطفافات. الجمهور لم يعد متفرّجاً على الحرب، بل جزءاً من معركتها الرمزية، يُستهدف ويُحرَّك، ويمنح أحد الطرفين شرعية التأييد أو لعنة السقوط. تغذية الحروب وتشكيل السردية الرقمية أحدث الدراسات حول العلاقة بين وسائل التواصل والنزاعات المسلّحة تكشف أنّ هذه المنصّات تمارس دوراً متزايداً في تغذية الحروب. ففي تقرير "Weekly Report: Cyber-Based Influence Campaigns (16–22 June 2025)" الصادر عن مركز Cyfluence للأبحاث، وردت إشارات مباشرة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في حملات التضليل الرقمي، بما في ذلك استخدام مقاطع مزيّفة أو محرّفة تُقدَّم بسياقات قانونية لتشويه صورة الخصم. كذلك تُنتج المنصات روايات بصرية مُختزلة تُعيد تصنيف الضحية والمعتدي بناءً على مدى الانتشار، لا على دقّة الوقائع. هذا التدفق غير المنضبط يمنح الخوارزميات دوراً حاسماً في تحديد من يُرى ومن يُمحى، من يُروى ألمه ومن يُسكت وجعه، ومن خلال التفاعل اللحظي تتبلور موجات غضب أو دعوات إلى الانتقام، تغذّي مزاجاً رقمياً متقلّباً يضغط على صُنّاع القرار. من ردود الفعل إلى التأثير في القرار ليست وسائل التواصل اليوم مجرّد مساحات تعبّر فيها الجماهير عن مواقفها، بل تحوّلت إلى أدوات ضغط قد تُعيد توجيه القرار السياسي والعسكري نفسه. فكل صورة تُنشر بعناية، أو مقطع فيديو يُنتزع من سياقه، أو وسم لغوي اختير بدقة، يمكن أن يُنتج رواية جديدة تتحدى الرواية الرسمية، بل تتفوّق عليها أحيانًا من حيث التأثير الجماهيري. أصبحت الحرب حكاية بصرية مختزلة، تُمليها ديناميكيات المنصّة، لا تعقيدات الميدان هذا ما توضّحه دراسة حديثة بعنوان "Propaganda and Information Dissemination in the Russo‑Ukrainian War"، صادرة عن جامعة كلية دبلن، التي حلّلت نحو 40 ألف تغريدة من الجانبين، الروسي والغربي. وجد الباحثون أنّ الحسابات الروسية تميل إلى استخدام لغة عاطفية تعبويّة تُثير الغضب أو الخوف، في حين أنّ المحتوى الغربي يركّز غالبًا على البُعد الإنساني والضحايا. هذه الفوارق لا تعكس فقط اختلافًا في الخطاب، بل في آليات التأثير أيضًا، حيث تُشكَّل مواقف الجمهور (وبالتالي توجّهات السياسيين) بناءً على القصص التي تنتشر أكثر، لا بالضرورة الأدق. وهكذا، تصبح الحرب حكاية بصرية مختزلة، تُمليها ديناميكيات المنصّة، لا تعقيدات الميدان. المنصة تُعلن والمصادر الرسمية تتابع في هذا الإطار، برز ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تصعيد العدوان على إيران، حيث استخدم منصته، تروث سوشال، لنشر تصريحات مباشرة تتعلّق بالتوتر مع طهران، بينها إعلان تنفيذ ضربات على منشآت نووية وحديثه عن ردود إيرانية ضعيفة. كذلك استخدم المنصّة نفسها لإعلان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حتى قبل صدور أيّ مواقف رسمية من الجانبين. كذلك لم تصدر هذه التصريحات من البيت الأبيض من خلال مؤتمر صحافي، بل جاءت بصيغة منشورات شخصية، ما يُظهِر كيف تحوّلت المنصّة الرقمية إلى أداة إعلان للقرارات الاستراتيجية والدبلوماسية. لم تكن تلك المرّة الأولى التي تُطرح فيها مواقف عسكرية حسّاسة عبر منصّات التواصل، لكن حدّة الخطاب وسرعة النشر شكّلا مفارقة واضحة مقارنة بالتقاليد السياسية الأميركية، التي اعتادت إعلان مثل هذه القرارات عبر قنوات مؤسسية منسّقة. مقاطع مزيّفة أو محرّفة تُقدَّم بسياقات قانونية لتشويه صورة الخصم إعلان الحرب عبر منشور تكمن خطورة هذا النمط في أنّ القرار العسكري لا يُتخذ ضمن منشور، بل في مراكز تقدير ومؤسسات مختصّة. لكن عند تقديم الخطوة كأنها إعلان مباشر وفردي، يبدو أنّ المؤسّسات قد جرى تجاوزها إعلاميًا، أو على الأقل غابت عن لحظة الإعلان. فبدل أن تُنسّق القرارات بهدوء خلف الكواليس، تُعرض مباشرة على الجمهور، الذي يتفاعل فورًا، ما يغيّر مسار اتخاذ القرار ووتيرته. القائد يبدو هنا وكأنه يمارس السيادة عبر حسابه، فتُصبح المنصّة امتداداً رقميًا لغرفة العمليات، ويصبح معيار النجاح السياسي هو الزخم الرقمي، لا نتائج التفاوض أو كلفة الحرب. حين تُشعل السردية شرارة الحرب في هذا الإيقاع السريع، لم تعد الحروب تبدأ عندما تُطلق القذائف، بل عندما تُنشر الرواية الأولى في الفضاء الرقمي. إذ تتحوّل المنصة إلى نقطة الانطلاق الرمزية للنزاع، حيث تُبنى السردية، وتُنتج الانفعالات، ويُمنح الصراع معناه الأولي. يتداخل ما هو حقيقي بما هو مُصوَّر، وتُخلط المشاعر بالحسابات، وتُعلَن المواقف المصيرية من خلف شاشات مضاءة لا تُطفأ. نحن أمام زمن جديد لا تُخاض فيه الحرب بالسلاح فقط، بل تُروى وتُشرعن وتُدار من داخل المنصّة، حيث يمكن لمنشور واحد أن يُشعل النزاع، أو يُطفئه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store