logo
"زرّ تدمير ذاتي" في الكون.. قادر على محو الحياة في لحظة

"زرّ تدمير ذاتي" في الكون.. قادر على محو الحياة في لحظة

البيانمنذ 20 ساعات

يعتقد العلماء أن الكون قد يحتوي على "زر تدمير ذاتي" مدمج يسمى "الاضمحلال الفراغي الكاذب" وتعني أن الكون ليس في حالته الأكثر استقراراً حالياً، بل هو في "فراغ زائف"، كطاولة مليئة بقطع الدومينو الواقفة؛ يمكن أن تبقى هكذا إلى الأبد ما لم تُدفع قطعة واحدة، وإذا حدث فستختفى الحياة في لحظة.
وأصحاب هذا الاعتقاد يقولون إذا حدث أي اضطراب بسيط يدفع جزءاً من الكون نحو حالته الأكثر استقراراً، أو ما يسميه العلماء "الفراغ الحقيقي"، فستبدأ فقاعة من الدمار بالتوسع بسرعة هائلة، مدمرة كل كوكب ونجم ومجرة في طريقها، إن حدث ذلك، ستُمسح الحياة كما نعرفها من الوجود في لحظة وفق ميل أونلاين.
الكون، بكل ما فيه، قد لا يكون في أكثر حالاته استقراراً، تخيل كرة موضوعة في وعاء على كرسي، هذه الكرة مستقرة مؤقتاً في الوعاء، لكن حالتها الأكثر استقراراً هي على الأرض، الوضع الحالي للكون يشبه الكرة في الوعاء، وهو ما يسميه العلماء "الفراغ الزائف"، أما الأرض فتمثل "الفراغ الحقيقي"، وهي الحالة الأكثر استقرارًا والأقل طاقة.
كل شيء في الكون، من الفحم إلى النجوم، يسعى للوصول إلى أدنى حالة طاقة ممكنة ليكون مستقراً، الفحم، مثلاً، لديه طاقة عالية جدًا (غير مستقر) ويحترق ليتحول إلى رماد بطاقة منخفضة جداً"مستقر". الكون ككل يُعتقد أنه عالق في فراغ زائف، أي أنه في حالة طاقة أعلى مما ينبغي أن يكون عليها.
تصبح هذه الفكرة مخيفة عندما نطبقها على أساسيات الكون، كل ما نراه يتكون من جسيمات صغيرة مثل الإلكترونات والفوتونات، لكن نظرية المجال الكمومي تقول إن هذه الجسيمات ليست سوى "اضطرابات" في مجالات أساسية تنتشر في كل مكان، تمامًا مثل سطح الماء الهادئ (يمثل حقلاً فارغًا)، عندما تظهر موجة (تمثل جسيماً)، يمكنها التفاعل مع موجات أخرى، هذه المجالات، مثل أي شيء آخر، تسعى للوصول إلى حالة الطاقة الأقل.
يعتقد العلماء أن أحد هذه المجالات، وهو مجال هيغز (المسؤول عن إعطاء الجسيمات كتلتها)، قد يكون عالقاً في هذا الفراغ الزائف، هذا يعني أن الكون بأكمله يمكن أن "يسقط" إلى حالة طاقة أقل في أي وقت، مما قد يؤدي إلى كارثة كونية.
ما الذي سيحدث إذا انهار الفراغ الكاذب؟
إذا انهار مجال هيغز إلى حالته الحقيقية، فسيؤدي ذلك إلى "تحول طور" يطلق كمية هائلة من الطاقة، تخيل شرارة في بحيرة من البنزين – سينتشر التفاعل بسرعة فائقة. ستتوسع "فقاعة" من الفراغ الحقيقي من نقطة البداية، مدمرة كل شيء في طريقها، هذه الفقاعة ستنتشر بسرعة الضوء.
على حافة هذه الفقاعة، سيتشكل "جدار" من الطاقة المدمرة، لن نتمكن من رؤية هذا الجدار قادماً لأنه سيصل إلينا بنفس سرعة الضوء. إذا ضرب هذا الجدار نظامنا الشمسي، فإنه سيدمر فورًا أي نجم أو كوكب في طريقه.
والأسوأ من ذلك، أن التدمير الأولي ليس هو النهاية، التفاعل بين المجالات الأساسية هو ما يحدد خصائص الجسيمات وكيفية تفاعلها، إذا غير مجال هيغز مستوى طاقته فجأة، فإن القوانين الفيزيائية التي نعرفها ستتغير، الإلكترونات والكواركات والنيوترونات ستكتسب كتلًا مختلفة، مما يعني أن الذرات والهياكل التي نعرفها (مثلنا نحن والكواكب) لن تتمكن من الوجود، سيتحول الكون إلى شيء لا نعرفه، ومن المؤكد أنه لن يكون متوافقًا مع الحياة كما نعرفها.
لحدوث هذا الانهيار، نحتاج إلى قوة هائلة لتركيز كمية كبيرة من جسيمات هيغز في مساحة صغيرة، قد لا تكون هناك أماكن كافية بهذا القدر من الطاقة في الكون الحالي، لكن الكون المبكر، بعد الانفجار العظيم، كان عنيفًا بما يكفي. يعتقد بعض العلماء أن الثقوب السوداء البدائية (نقاط صغيرة لكنها كثيفة جدًا من المادة تشكلت في بداية الكون) قد تكون قادرة على تحفيز هذا الانهيار، عندما تتبخر هذه الثقوب السوداء، قد تؤدي إلى انهيار الفراغ الزائف.
أحد الجوانب الغريبة لهذه النظرية هو أن انهيار الفراغ الزائف قد يكون قد بدأ بالفعل في مكان ما بعيد في الكون، بسبب بعض العمليات الفيزيائية الكمومية، يمكن أن تقفز أجزاء من الكون عشوائيًا إلى حالة الطاقة المنخفضة، هذا يعني أن فقاعة الفراغ الحقيقي قد تكون موجودة بالفعل وتتجه نحونا بسرعة الضوء، تدمر كل ما في طريقها.
الخبر المطمئن هو أنه حتى لو بدأت هذه الفقاعة، فقد يستغرق وصولها إلينا مليارات السنين، وربما لن تصل أبداً بسبب تمدد الكون، حقيقة أننا ما زلنا موجودين هي دليل على أن هذه الثقوب السوداء البدائية قد لا تكون موجودة، أو أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة قد تلعب دوراً في منع هذا الانهيار، ومع ذلك، لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كان هذا السيناريو سيحدث، أو متى، أو كيف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة
التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة

في العقود الأخيرة، شهد العالم تحوّلاً جذرياً في طبيعة الصراع الجيوسياسي، حيث لم يَعُد التنافس بين القوى الكبرى محصوراً في السيطرة على الموارد، بل اتّسع ليشمل تصميم البنى التحتية للواقع نفسه. أصبح الصراع يدور على صياغة المعايير التي تُحدّد كيف نعيش، وماذا نعرف، ومن يملك حق تعريف العالم. فالقوة اليوم تُقاس بقدرة الدول على هندسة البيئات الرقمية، وابتكار النماذج الثقافية، وفرض أنظمة التفاعل في الفضاءين الواقعي والافتراضي. لم تعد الجغرافيا السياسية اليوم تقتصر على الصراع التقليدي للسيطرة على الأرض، بل تحوّلت، كما يرى الكاتب والدبلوماسي البرتغالي برونو ماسايس، إلى صراع على بناء العوالم ذاتها. هذا ما يتناوله في كتابه الجديد «بُناة العالم: التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة»، وهو محاولة فكرية طموحة لإعادة تعريف السياسة الدولية في عصر الذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي، والحرب الإلكترونية. انقلاب المفاهيم الجيوسياسية ينطلق ماسايس من فرضية محورية تقول: إن القوى الكبرى لم تعد تكتفي بالسيطرة على الأراضي، بل باتت تسعى إلى ابتكار فضاءات جديدة ـ سواء سياسية أو رقمية أو ثقافية أو خيالية ـ تستطيع من خلالها فرض قواعدها على الآخرين. هذا ما يسميه الكاتب بـ«بناء العالم»، وهو مفهوم مستعار من أدبيات الخيال العلمي، يشير إلى أن من يمتلك قدرة تشكيل البنية التحتية للعالم الجديد، يمتلك السيطرة عليه. تحت هذا المنظور، يعيد ماسايس قراءة أبرز أحداث العقد الأخير: من الحرب التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جائحة كورونا، مروراً بالحرب في أوكرانيا، والأزمات المتكررة في الشرق الأوسط، وصولاً إلى التحولات المناخية المتسارعة. جميعها، برأيه، ليست سوى تجليات لصراع أعمق: من سيضع قواعد العالم القادم؟ ومن سيملك حق تعريفه؟ يقول عن ذلك: «حين نحاول فهم الجغرافيا السياسية المعاصرة، تتكشف أمامنا أنماطٌ لافتة. من بين أهم التطورات الحاسمة في السنوات الأخيرة كانت الحرب التجارية والتقنية بين الولايات المتحدة والصين، ثم، بعد ذلك بوقت قصير، الجائحة الكبرى. لقد تسببت هاتان الأزمتان معاً في زعزعة النظام العالمي من سباته الخيّر. لم تنهَر العولمة، لكنها تبدّلت في شكلها؛ إذ عادت الدول لتتصدر المشهد من جديد، وإن كانت لا تزال تتحرك ضمن مشهد عالمي مترابط يشبه الشبكات». ويضيف: «جاءت الحرب في أوكرانيا لتُعمّق هذه الديناميكيات، عبر إظهار أن كل شيء يمكن تحويله إلى سلاح: الطاقة، الفضاء السيبراني، الاستثمارات، التكنولوجيا، التجارة، النظام المالي العالمي، العملات، التاريخ، الدين، بل وحتى الغذاء. وعندما نعود اليوم للنظر في حروب التكنولوجيا حول شركة هواوي والرد الأمريكي الذي اعتبره كثيرون بمنزلة بداية «قرن صيني»، ماذا نرى؟ كان الهلع يتعلق بفكرة المعايير التقنية والسباق نحو السيطرة على النظام العالمي». يتوسّع الكتاب ليشمل فضاءات أخرى غير الأرض، حيث يركّز على الواقع الرقمي والافتراضي كمجالات جديدة للنفوذ الجيوسياسي. يتنبأ ماسايس بأن التنافس المستقبلي لن يكون حول من يملك الجغرافيا، بل من يملك الواقع نفسه: من يتحكم بالخوارزميات، ومن يضع قواعد التفاعل داخل البيئات الرقمية. ومما يقوله عن ذلك: «لقد باتت السمات الأساسية للصراع الجديد على الهيمنة لا تُقاس جغرافياً بل تقنياً – فلم تعد المسألة تتعلق بالمحيطات أو الممرات الجبلية، بل بشبكات الاتصالات. وبات الرهان أعظم بكثير. وقد كانت استجابات الدول على مستوى هذا الرهان. لقد أطلقت التكنولوجيا ديناميكيات تنافسية حادة، لأننا دخلنا عصراً تعيد فيه القوى العظمى تشكيل العالم بنشاط. لقد أوجدت التكنولوجيا إمكانية أن يستيقظ المرء يوماً ما ليجد نفسه يعيش في «عالم صيني» أو«عالم أمريكي». وعلى الرغم من أن هذا التعبير قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، فإنه تكرر كثيراً في الأعوام الأخيرة. وأنا أقترح أن نأخذه على محمل الجد، وبأقصى درجات الواقعية». في هذا السياق، يصبح الذكاء الصناعي أكثر من مجرد أداة تقنية، بل يتحول إلى مفتاح رئيسي لإعادة صياغة النظام العالمي، تماماً كما كانت موارد الطاقة أو الأسلحة النووية عوامل حاسمة في القرن العشرين. من يتحكم في «عقل العالم الرقمي»، كما يسميه، سيكون هو المتحكم في إنتاج المعرفة، ونشر القيم، وتوجيه القرارات. ويبين الكاتب أنه لا يمكن لأي استراتيجية وطنية أن تتجاهل حقيقة أن الدول باتت تعمل الآن ضمن نظام عالمي أصبح مؤتمتاً بدرجة كبيرة، ويبدو بشكل متزايد قادراً على فرض النتائج، من خلال مكافأة أو معاقبة الجهات التي تفشل في فهم كيفية عمل هذا النظام. يؤكد الكاتب أننا نعيش في عصر «ما بعد الطبيعة»، وهذا لا بد أن يُغيّر شروط التنافس الجيوسياسي. فعندما يكون خصمك منشغلاً ببناء عالم اصطناعي وتكنولوجي بالكامل قد يعيد تعريف واقعك أنت ذاته، تصبح الجغرافيا السياسية مسألة وجودية بل حتى «أنطولوجية» (مرتبطة بطبيعة الكينونة). السياسة في عصر التخيّل التقني ينطلق الكتاب بمقدمة تأملية بعنوان «تمهيد: بناء العالم»، يضع فيها المؤلف الإطار النظري العام لمفهومه الجديد حول السياسة الدولية كفعل إبداعي لا مجرد رد فعل. ثم ينتقل إلى مدخل موسّع بعنوان «مقدمة: الجغرافيا السياسية الجديدة»، يعرض فيه التحولات الجذرية التي طرأت على مفهوم النفوذ في عصر التكنولوجيا، حيث باتت القوة تقاس بقدرة الدول على تصميم بيئات رقمية، وسرديات سياسية، ومفاهيم سيادية بديلة. يتوزع المتن الأساسي للكتاب على أربعة فصول تُبنى زمنياً حول محطات مفصلية في التاريخ الحديث: يبدأ بـ«الفصل الأول: عام 2018» الذي يُسلّط الضوء على البدايات المبكرة للانقسام الرقمي بين الشرق والغرب، ثم «الفصل الثاني: عام 2020» والذي يتناول تداعيات الجائحة الكبرى في تكريس مفاهيم السيادة الرقمية. أما «الفصل الثالث: عام 2022» فيركّز على الحرب في أوكرانيا بوصفها أول حرب عالمية على أسس سيبرانية ورقمية. ويختتم بـ«الفصل الرابع: عام 2024»، حيث يتقاطع الذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي، والمناخ في بلورة معالم النظام العالمي الجديد. وفي القسم الختامي، يعيد ربط خيوط الفصول السابقة ضمن رؤية مستقبلية تُبرز تلاشي الحدود بين السلطة التقنية والسيادة السياسية. ويطرح سؤالاً جوهرياً: هل ستتمكن الدول الكلاسيكية من مواكبة هذا التحول الجذري؟ أم أن البشرية ستنقسم إلى عالمين: أحدهما تُشكّله القوى التقنية الكبرى، وآخر تحاول فيه المجتمعات الضعيفة التكيّف مع ما يُفرض عليها؟

حيرة المالح.. بين تراثنا واليونيسكو
حيرة المالح.. بين تراثنا واليونيسكو

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

حيرة المالح.. بين تراثنا واليونيسكو

لقد وجدت خلال بحث استمر أكثر من 40 عاماً أن الإمارات تحتفظ بما يزيد على 300 حرفة رئيسية وفرعية، تتوزع بين البحر والجبل، وبين البادية والساحل، ولكل منها لغتها وتقنيتها ومناسباتها. من «المطوع» في التعليم الشعبي إلى «النهّام» في البحر، ومن «الزري» في تزيين الملابس النسائية إلى «المبخرة»، التي تستخدم في الطقوس والمجالس. دعونا نتصور «هيئة وطنية للتراث غير المادي» تُعنى حصرياً بهذا الجانب، توثق، تصنف، تسجل، وتفعّل، بحيث لا يبقى تراثنا حبيس المناسبات.

قمة الاقتصاد الأخضر تركز على الابتكار ومصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتمويل
قمة الاقتصاد الأخضر تركز على الابتكار ومصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتمويل

البيان

timeمنذ 5 ساعات

  • البيان

قمة الاقتصاد الأخضر تركز على الابتكار ومصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتمويل

وتركز القمة هذا العام على قضايا حيوية تشمل دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة الطاقة والتنبؤ بالمخاطر البيئية، ومستقبل الطاقة النظيفة في ظل الطلب العالمي المتنامي، وتطور أسواق الكربون، إضافة إلى الآليات التمويلية التي تكفل شمولية التحول في قطاع الطاقة». وركزت على المجالات ذات الأولوية لدولة الإمارات العربية المتحدة الخاصة بمؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته الدولة في العام نفسه، بما في ذلك التخفيف والتكيف والتمويل، وتقييم الخسائر والأضرار، عبر محاور رئيسية منها السياسة الخضراء والذي قيمت من خلاله التقدم المحرز على مستوى العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store