logo
تركيا تحافظ على قوة الدفع للانتهاء من نزع أسلحة «الكردستاني»

تركيا تحافظ على قوة الدفع للانتهاء من نزع أسلحة «الكردستاني»

الشرق الأوسطمنذ 3 أيام
ظهرت مؤشرات قوية على تمسّك تركيا بالمضي قدماً في عملية السلام، بعد حراك مُكثّف في البرلمان للانتهاء من تشكيل لجنة تضع الأساس القانوني لمواكبة نزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني».
وفي هذا الإطار، زار وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي في غرب تركيا، في الوقت الذي أبلغ فيه رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، الأحزاب السياسية بآخر موعد لتقديم ممثليها في اللجنة البرلمانية.
وللمرة السابعة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والأولى منذ قيام مجموعة من 30 من عناصر حزب «العمال الكردستاني»، بإلقاء أسلحتهم في مراسم رسمية أقيمت في السليمانية في شمال العراق في 11 يوليو (تموز) الحالي، قام وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المعروف إعلامياً بـ«وفد إيمرالي»، بزيارة أوجلان، الجمعة، في محبسه.
وجاءت زيارة الوفد، الذي يضم النائبين، برفين بولدان ومدحت سنجار، والمحامي أوزغور فائق إيرول، عقب جولة على الأحزاب السياسية أعقبت العملية الرمزية لإلقاء السلاح في السليمانية، شملت أيضاً لقاء مع وزير العدل التركي يلماظ تونتش، لبحث المتطلبات القانونية للمرحلة المقبلة.
جانب من زيارة كالين لرئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي (حساب الحزب في إكس)
وبالتوازي مع هذه الجولة، قام رئيس المخابرات، إبراهيم كالين، بجولة على الأحزاب شملت «العدالة والتنمية» الحاكم، وشريكه في «تحالف الشعب»، حزب «الحركة القومية»، و«الديمقراطية والمساواة للشعوب»، و«الجيد»، وحزب «الطريق الجديد»، الذي يجمع تحت مظلته أحزاب (الديمقراطية والتقدم، السعادة والمستقبل)، واختتمها بلقاء رئيس حزب «الشعب الجمهوري».
وخلال جولته، أطلع كالين رؤساء الأحزاب ورؤساء مجموعاتها البرلمانية على تطورات مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، وهو الاسم الذي تستخدمه الحكومة لعملية «السلام والمجتمع الديمقراطي»، التي بدأت تتحرك جدياً بدعوة أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي حزب «العمال الكردستاني» إلى حلّ نفسه وإلقاء أسلحته والبدء في مرحلة العمل السياسي القانوني الديمقراطي، واستمع إلى اقتراحاتهم.
وقام رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش بجولة مماثلة على الأحزاب.
جانب من لقاء أوزيل وكورتولموش (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
وقال رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل، عقب لقائه رئيس كورتولموش وكالين، الخميس، إن «العملية جارية. نحن، حزب (الشعب الجمهوري)، حددنا موقفنا وشاركناه بالتفصيل مع رئيس البرلمان. ليس لدي ما أقوله الآن، سنرى إلى أين سيؤول الأمر بعد عمل السيد كورتولموش، وسنتخذ قرارنا الخاص بشأن المشاركة في اللجنة بعد ذلك».
وأعلن حزب «الشعب الجمهوري» سابقاً أنه لا يعارض الاشتراك في اللجنة، لكنه حدّد ما سماه بـ«الخطوط الحمراء» فيما يتعلق بطريقة عمل اللجنة، مشدّداً على ضرورة اتخاذ القرارات بالأغلبية المؤهلة، وأن تجرى العملية بشفافية تلبي توقعات المجتمع، لا وفقاً لأجندة حزب «العدالة والتنمية».
وأبلغ كورتولموش الأحزاب، الجمعة، بتسمية مرشحيها في اللجنة البرلمانية حتى موعد أقصاه الخميس 31 يوليو.
وتمّ تحديد عدد أعضاء اللجنة بـ51 عضواً من نواب البرلمان بينهم 21 نائباً من حزب «العدالة والتنمية»، و10 من حزب «الشعب الجمهوري»، و4 من كل من حزبي «الديمقراطية والمساواة للشعوب» و«الحركة القومية»، و3 نواب لكل من حزبي «الجيد» و«الطريق الجديد»، ونائب واحد من كل من أحزاب «الرفاه الجديد»، و«هدى بار»، و«العمال التركي»، و«العمل»، و«الديمقراطي» و«اليسار الديمقراطي».
كورتولموش التقى نواب رؤساء المجموعات البرلمانية للأحزاب لبحث تشكيل اللجنة (البرلمان التركي - إكس)
وبذلك ستكون أغلبية اللجنة لصالح «تحالف الشعب» (أحزاب العدالة والتنمية، والحركة القومية وهدى بار)، بواقع 25 يمثلون نحو نصف عدد الأعضاء.
وبينما طالب حزب «الشعب الجمهوري» باتخاذ قرارات اللجنة بالأغلبية المؤهلة، طرح حزب «العدالة والتنمية» اتخاذ القرارات بأغلبية 3 أخماس الأعضاء (60 في المائة من عدد الأعضاء).
وسيتم تشكيل اللجنة وسط حالة من الجدل والتساؤلات حول اختصاصاتها وصلاحياتها. ويعطي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» الأولوية لتحسين وضع أوجلان ولـ«الضمانات القانونية لعملية السلام» وقانون عودة أعضاء حزب «العمال الكردستاني» إلى ديارهم، والسماح باندماجهم في المجتمع بعد إلقاء أسلحتهم، فضلاً عن معالجة قانون تنفيذ العقوبات، والسماح بالإفراج عن المرضى من عناصر الحزب والسجناء السياسيين، وإلغاء ممارسة عزل رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم، وتوسيع حقوق الأكراد السياسية والثقافية والاجتماعية.
جلسة للبرلمان التركي (الموقع الرسمي)
في المقابل، يعتزم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم إدراج اللوائح القانونية اللازمة على جدول أعمال اللجنة بصيغة «التقدم التدريجي»، أي تقديم خطوة في مقابل كل خطوة يتخذها حزب «العمال الكردستاني».
ولا ترغب الحكومة في أن يُفهم أن الخطوات التي ستُتخذ قد ترقى إلى مستوى «العفو» عن السجناء أو مَن ألقوا أسلحتهم وكانوا متورطين في جرائم.
وسيستمر عمل اللجنة طوال العطلة الصيفية للبرلمان، على أن تُناقش قراراتها في الجلسات العامة في الدورة التشريعية الجديدة التي تبدأ في أول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السعودي: أمريكا لاعب أساسي في السلام.. وانخراط ترمب له أهمية قصوى
وزير الخارجية السعودي: أمريكا لاعب أساسي في السلام.. وانخراط ترمب له أهمية قصوى

عكاظ

timeمنذ 34 دقائق

  • عكاظ

وزير الخارجية السعودي: أمريكا لاعب أساسي في السلام.. وانخراط ترمب له أهمية قصوى

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم (الإثنين)، أن الولايات المتحدة لاعب أساسي في ما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، مبيناً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان لديه نجاح في هذا المضمار وانخراطه الشخصي له أهمية قصوى. وقال الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، على هامش مؤتمر حل الدولتين الذي انطلق برئاسة سعودية فرنسية في نيويورك: «استمعنا إلى تصريحات ترمب في العديد من المناسبات، هو رجل سلام ويعترض على الحرب»، مضيفاً: الانخراط الأمريكي خصوصاً من الرئيس ترمب يمكنه أن يؤدي لإنهاء هذه الأزمة في غزة ويمهد الطريق نحو تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وشدد بالقول: «نكن احتراماً كبيراً ونثق في الرئيس ترمب، ليس فقط في إيمانه بالسلام ولكن قدرته على تحقيقه». وفي ما يتعلق بوجود اتصالات مع الدول الأوروبية والآسيوية قال وزير الخارجية السعودي: هناك حوار مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لدفعها للاعتراف بدولة فلسطين، مضيفاً: «أغلبية الدول راغبة في الاعتراف بدولة فلسطين». من جهة أخرى، أفصح المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية الدكتور محمد أبو الرب عن أن 6 دول جديدة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال سبتمبر القادم، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال إن نتائج المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة سعودية-فرنسية مشتركة، تشمل تشكيل بعثة دولية مؤقتة بإشراف أممي ومشاركة إقليمية لتحقيق الاستقرار في فلسطين ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية. وأفاد بأن مؤتمر حل الدولتين برئاسة السعودية وفرنسا يضم 8 لجان متخصصة في السياسة والاقتصاد والأمن، لدعم برنامج الحكومة الإصلاحي وخطط التنمية في البلاد، إضافة إلى الخطط التنفيذية لإقامة الدولة الفلسطينية. وذكر أن مؤتمر حل الدولتين المنعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سيبحث الخطوات التنفيذية لإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لجدول زمني، إضافة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء تجويع السكان ووقف عمليات التطهير العرقي والحد من الاستيطان. وأكد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية أن مفتاح استقرار المنطقة يكمن في منح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة، وإيقاف القتال والتهجير، والضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالشرعية الدولية. ونوه بأهمية الموقف السعودي ودفع الرياض بزخم دبلوماسي لحث الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ونوهت الخارجية الفلسطينية بموقف السعودية بضرورة اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، مؤكدة أنه موقف ثابت، وأن الرياض لطالما شددت على أن الاعتراف بدولة فلسطين يعد شرطاً أساسياً للسلام. وبذلت المملكة العربية السعودية جهوداً جبارة لدى المجتمع الدولي من أجل تحقيق الاعتراف بدولة فلسطين، وكان من نتائجها أن قررت فرنسا إعلان الاعتراف رسمياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم. أخبار ذات صلة

السعودية: دول عدة تريد الاعتراف بدولة فلسطين
السعودية: دول عدة تريد الاعتراف بدولة فلسطين

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

السعودية: دول عدة تريد الاعتراف بدولة فلسطين

قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إن دولاً عدة تريد الاعتراف بدولة فلسطين، مشدداً على أن إقامة دولة مستقلة حق مشروع للشعب الفلسطيني. جاء ذلك في إطار مؤتمر صحافي جمع الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي، جان نويل بارو، في ختام أعمال اليوم الأول للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، في نيويورك. في السياق ذاته، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن مؤتمر حل الدولتين يعكس توافقا دوليا واسعا بأن إنهاء الصراع الممتد في فلسطين يتجسد بالتنفيذ الفعلي لحل الدولتين وفقاً لأسس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرات السلام العربية، فضلاً عن مبدأ الأرض مقابل السلام. وكشف وزير الخارجية السعودي أن بلاده بالتعاون مع فرنسا: "عازمون على تحويل التوافق الدولي تجاه تحقيق الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية إلى واقع ملموس، مشدداً على ضرورة إنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل يحفظ السيادة والأمن لشعوب المنطقة كافة. وأضاف الوزير في إطار المؤتمر الصحافي بأن السلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل أساسي لتحقيق سلام إقليمي شامل، مجدداً الدعم الكامل للجهود المصرية والقطرية والأميركية لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار والرفض القاطع لمحاولات فصل غزة عن باقي، أو احتلالها، أو حصارها. وغداً تُستكمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعمال «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، وفي محصلة نتائج اليوم الأول ذكرت الحكومة الفلسطينية لـ «العربية.نت» أن نتائج «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، تشمل تشكيل بعثة دولية مؤقتة بإشراف أممي ومشاركة إقليمية لتحقيق الاستقرار في فلسطين ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية.

ما هي السيناريوات البديلة لرفض "الحزب"؟
ما هي السيناريوات البديلة لرفض "الحزب"؟

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

ما هي السيناريوات البديلة لرفض "الحزب"؟

رفض " حزب الله" الورقة الأميركية لنزع سلاحه بغض النظر عن تفاصيل الآلية لذلك وكيف ومتى تبدأ ومتى تنتهي والتي تم إغراق الواقع السياسي بها لحفظ ماء الوجه للحزب كما للبنان على قاعدة تبادل الخطوات بين لبنان واسرائيل والتي لم تنجح حتى الآن. والعنوان لا يزال رفض الحزب للتخلّي عن سلاحه ولا يمكن إجباره على ذلك. هذا العنوان يستدرج مجموعة تساؤلات: ما هي السيناريوات المتاحة امامه إذاً؟ هل يملك الحزب بديلاً من الوساطة الأميركية إذا ذهب إلى حرب جديدة مع إسرائيل أو إذا أبقى الوضع الاستنقاعي على ما هو أو إذا استطاع إعادة بناء نفسه كقوة عسكرية موازية للجيش اللبناني أو متفوّقاً عليها؟ هل يدفع في اتجاه التعويل على أن تأخذ إسرائيل الأمور بيديها وتوجّه ضربات قاصمة جديدة له أو أن ترى مصلحتها في بقاء الحزب في مقابل بقائها في الجنوب كتلاقي مصالح بينهما أو أن يضمن أن تحصل إيران على مكاسب من بيعها ورقة سلاح الحزب في الوقت المناسب للولايات المتحدة الأميركية؟ كيف سيعوّض الحزب على اللبنانيين إهدار فرص نهوض لبنان أو تأخيرها بالحد الأدنى؟ فتح تعنّت الحزب وإصراره على فرض رؤيته ومنطقه إزاء تفسير الأمور إن في موضوع تنفيذ وقف النار والقرار 1701 بين جنوب الليطاني وشماله، أو في موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يرسمها عنواناً لبقاء استمرارية سلاحه، المجال واسعاً أمام غالبية الأوساط السياسية حتى منها التي كانت تُبرّر للحزب سلاحه سابقاً، لفتح سجلّ الحزب في شأن صحة قرارته ودقتها. إذ يُثار تساؤل لماذا قد يكون منطق الحزب صحيحاً ومبرّراً في التحدي الذي يتبنّاه في حين أنّه أخطأ خطأً جسيماً في حرب تموز 2006 وكلّف لبنان باهظاً على كل المستويات تحت عنوان "لو كنت أعلم" حتى لو نجح في قلب المعادلة إعلاميّاً وسياسيّاً إلى "انتصار إلهي". كما أخطأ خطأ قاتلاً في حرب المساندة تحت شعار دعم غزة ورافضاً كل النصائح الدولية بعدم تعريض لبنان للتدمير من دون طائل. وأخطأ في مراحل ومحطات كثيرة، ولكن إذا توقّفت الأمور على مقاربته الصراع مع إسرائيل، فإنّه لم ينجح فيما أنّ سلاحه لم ينجح في ردع إسرائيل، فيما أن التساؤلات أضحت أعمق على إثر الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي يعتقد أنّه لا يزال قائماً للحزب وربما للبنان ككلّ، بالإضافة إلى التفوّق التكنولوجي الذي يفترض بالحزب أن يصبّ جهده عليه في المستقبل إذا شاء "المقاومة ". وذلك كلّه فيما لا يرى الخارج الديبلوماسي وجوب إعطاء الحزب أيّ مكافأة باعتباره ينقض على موافقته على تنفيذ تسليم سلاحه وفقا لموافقته على وقف النار ويتجاهل النصائح الدولية ويتحدى الدولة اللبنانية وامكان قيامتها. وقد سجّلت هذه المصادر الخلاصة التي انتهى إليه الموفد الاميركي توم برّاك بعد مجموعة مواقف تركت تفسيرات مختلفة في لبنان بإعلانه من باريس لاحقاً، أنّ "الولايات المتحدة لا تُميّز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله، بل تعتبر التنظيم بكل أوجهه منظمة إرهابية أجنبية"، في تراجع عن مرونة أو " جزرة " قُدّمت للحزب سابقاً على هذا الصعيد . واعتبر أنّ "الكرة الآن في ملعب القيادة السياسية اللبنانية، وكذلك في ملعب الجيش اللبناني، لإظهار العزم والإرادة السياسية من أجل، كما قال الرئيس ترامب، "اغتنام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله"، وذلك بعد اشادات للقيادات اللبنانية تركت انطباعات ملتبسة . تلفت مصادر ديبلوماسية أنّه وخلال كل الوساطة التي قام بها الموفدون الأميركيون الى لبنان منذ بداية العهد الحالي، لم تصدر أيّ مواقف عن مسؤولين إسرائيليين تتعلّق بذلك. ولكن كل النصائح الديبلوماسية للبنان أميركيّاً وأخيراً ومجدّداً فرنسيّاً، ركزت على أن إسرائيل لن تكون في وارد ترك الأمور على حالها فيما أنّ لبنان قد يفقد أيّ اهتمام . تصرّ المصادر الديبلوماسية على التأكيد أنّ ما يشهده النظام الإقليمي من تغيّر مستمرّ وسريع يجعل التشبّث بالوضع الراهن في لبنان أو بالعودة إلى ما قبل "طوفان الأقصى" غير قابل للتطبيق. وهي ترى أنّه سيكون من الضروري تطوير الرؤية الاستراتيجيّة والقدرة على التكيّف وإعادة تعريف دور لبنان في المنطقة إذا كانت البلاد تأمل التغلّب على العاصفة المقبلة. وإذا كان الحزب وفق ما يبني على تطورات أحداث السويداء ينحو إلى تصلّب في مواقفه، فإنّ هذه المصادر تخشى أن مواقفه تُنذر باستفحال أزمة وطنية اعمق، لأنّه يعجز عن تأمين أيّ دعم لمواقفه في الداخل فيما يقبع في زاوية تسببه بمخاطر جسيمة للبلد من جهة ومنع نهوضه من جهة أخرى بدءاً من تأخير إعادة إعمار الجنوب. تتفاءل مصادر سياسية لبنانية أنّ الحزب سيقتنع أو سيضطر إلى الاقتناع عاجلاً أو آجلاً في شكل أو في اخر لتسليم سلاحه، وأنّ الأمر قد يأخذ بعض الوقت الذي لا يُقيم له وزناً في المقابل على رغم تكلفته الباهظة راهناً، والتي يمكن أن تزداد لاحقاً بفعل استمرار استهداف إسرائيل لعناصره أو مواقع له أو تطويرها لذلك، فيما أنّ الواقع أنّ الشيطان يكمن في التفاصيل وليس في العناوين فحسب باعتبار أنّ اقتراحاته لبقاء سلاحه عبر تطوير "استراتيجية دفاعية أو وطنية" تلتفّ على تسليم سلاحه الثقيل او على تفكيك قوته العسكرية البشرية غير المقبول انخراطها في الجيش اللبناني كما هي، أو بما يخلّ بأهداف الجيش وعقيدته وتركيبته لم تجد الصدى المقبول داخليّاً وأكثر في الخارج. يحتاج الحزب إلى خطة عملانية ليست من مسؤولية الدولة وحدها توفير حل لها، بل أن يساهم هو فيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store