logo
ما هي السيناريوات البديلة لرفض "الحزب"؟

ما هي السيناريوات البديلة لرفض "الحزب"؟

العربيةمنذ 5 أيام
رفض " حزب الله" الورقة الأميركية لنزع سلاحه بغض النظر عن تفاصيل الآلية لذلك وكيف ومتى تبدأ ومتى تنتهي والتي تم إغراق الواقع السياسي بها لحفظ ماء الوجه للحزب كما للبنان على قاعدة تبادل الخطوات بين لبنان واسرائيل والتي لم تنجح حتى الآن. والعنوان لا يزال رفض الحزب للتخلّي عن سلاحه ولا يمكن إجباره على ذلك.
هذا العنوان يستدرج مجموعة تساؤلات: ما هي السيناريوات المتاحة امامه إذاً؟ هل يملك الحزب بديلاً من الوساطة الأميركية إذا ذهب إلى حرب جديدة مع إسرائيل أو إذا أبقى الوضع الاستنقاعي على ما هو أو إذا استطاع إعادة بناء نفسه كقوة عسكرية موازية للجيش اللبناني أو متفوّقاً عليها؟ هل يدفع في اتجاه التعويل على أن تأخذ إسرائيل الأمور بيديها وتوجّه ضربات قاصمة جديدة له أو أن ترى مصلحتها في بقاء الحزب في مقابل بقائها في الجنوب كتلاقي مصالح بينهما أو أن يضمن أن تحصل إيران على مكاسب من بيعها ورقة سلاح الحزب في الوقت المناسب للولايات المتحدة الأميركية؟ كيف سيعوّض الحزب على اللبنانيين إهدار فرص نهوض لبنان أو تأخيرها بالحد الأدنى؟
فتح تعنّت الحزب وإصراره على فرض رؤيته ومنطقه إزاء تفسير الأمور إن في موضوع تنفيذ وقف النار والقرار 1701 بين جنوب الليطاني وشماله، أو في موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يرسمها عنواناً لبقاء استمرارية سلاحه، المجال واسعاً أمام غالبية الأوساط السياسية حتى منها التي كانت تُبرّر للحزب سلاحه سابقاً، لفتح سجلّ الحزب في شأن صحة قرارته ودقتها. إذ يُثار تساؤل لماذا قد يكون منطق الحزب صحيحاً ومبرّراً في التحدي الذي يتبنّاه في حين أنّه أخطأ خطأً جسيماً في حرب تموز 2006 وكلّف لبنان باهظاً على كل المستويات تحت عنوان "لو كنت أعلم" حتى لو نجح في قلب المعادلة إعلاميّاً وسياسيّاً إلى "انتصار إلهي". كما أخطأ خطأ قاتلاً في حرب المساندة تحت شعار دعم غزة ورافضاً كل النصائح الدولية بعدم تعريض لبنان للتدمير من دون طائل. وأخطأ في مراحل ومحطات كثيرة، ولكن إذا توقّفت الأمور على مقاربته الصراع مع إسرائيل، فإنّه لم ينجح فيما أنّ سلاحه لم ينجح في ردع إسرائيل، فيما أن التساؤلات أضحت أعمق على إثر الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي يعتقد أنّه لا يزال قائماً للحزب وربما للبنان ككلّ، بالإضافة إلى التفوّق التكنولوجي الذي يفترض بالحزب أن يصبّ جهده عليه في المستقبل إذا شاء "المقاومة ".
وذلك كلّه فيما لا يرى الخارج الديبلوماسي وجوب إعطاء الحزب أيّ مكافأة باعتباره ينقض على موافقته على تنفيذ تسليم سلاحه وفقا لموافقته على وقف النار ويتجاهل النصائح الدولية ويتحدى الدولة اللبنانية وامكان قيامتها. وقد سجّلت هذه المصادر الخلاصة التي انتهى إليه الموفد الاميركي توم برّاك بعد مجموعة مواقف تركت تفسيرات مختلفة في لبنان بإعلانه من باريس لاحقاً، أنّ "الولايات المتحدة لا تُميّز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله، بل تعتبر التنظيم بكل أوجهه منظمة إرهابية أجنبية"، في تراجع عن مرونة أو " جزرة " قُدّمت للحزب سابقاً على هذا الصعيد . واعتبر أنّ "الكرة الآن في ملعب القيادة السياسية اللبنانية، وكذلك في ملعب الجيش اللبناني، لإظهار العزم والإرادة السياسية من أجل، كما قال الرئيس ترامب، "اغتنام فرصة جديدة لمستقبل خالٍ من قبضة إرهابيي حزب الله"، وذلك بعد اشادات للقيادات اللبنانية تركت انطباعات ملتبسة .
تلفت مصادر ديبلوماسية أنّه وخلال كل الوساطة التي قام بها الموفدون الأميركيون الى لبنان منذ بداية العهد الحالي، لم تصدر أيّ مواقف عن مسؤولين إسرائيليين تتعلّق بذلك. ولكن كل النصائح الديبلوماسية للبنان أميركيّاً وأخيراً ومجدّداً فرنسيّاً، ركزت على أن إسرائيل لن تكون في وارد ترك الأمور على حالها فيما أنّ لبنان قد يفقد أيّ اهتمام .
تصرّ المصادر الديبلوماسية على التأكيد أنّ ما يشهده النظام الإقليمي من تغيّر مستمرّ وسريع يجعل التشبّث بالوضع الراهن في لبنان أو بالعودة إلى ما قبل "طوفان الأقصى" غير قابل للتطبيق. وهي ترى أنّه سيكون من الضروري تطوير الرؤية الاستراتيجيّة والقدرة على التكيّف وإعادة تعريف دور لبنان في المنطقة إذا كانت البلاد تأمل التغلّب على العاصفة المقبلة. وإذا كان الحزب وفق ما يبني على تطورات أحداث السويداء ينحو إلى تصلّب في مواقفه، فإنّ هذه المصادر تخشى أن مواقفه تُنذر باستفحال أزمة وطنية اعمق، لأنّه يعجز عن تأمين أيّ دعم لمواقفه في الداخل فيما يقبع في زاوية تسببه بمخاطر جسيمة للبلد من جهة ومنع نهوضه من جهة أخرى بدءاً من تأخير إعادة إعمار الجنوب.
تتفاءل مصادر سياسية لبنانية أنّ الحزب سيقتنع أو سيضطر إلى الاقتناع عاجلاً أو آجلاً في شكل أو في اخر لتسليم سلاحه، وأنّ الأمر قد يأخذ بعض الوقت الذي لا يُقيم له وزناً في المقابل على رغم تكلفته الباهظة راهناً، والتي يمكن أن تزداد لاحقاً بفعل استمرار استهداف إسرائيل لعناصره أو مواقع له أو تطويرها لذلك، فيما أنّ الواقع أنّ الشيطان يكمن في التفاصيل وليس في العناوين فحسب باعتبار أنّ اقتراحاته لبقاء سلاحه عبر تطوير "استراتيجية دفاعية أو وطنية" تلتفّ على تسليم سلاحه الثقيل او على تفكيك قوته العسكرية البشرية غير المقبول انخراطها في الجيش اللبناني كما هي، أو بما يخلّ بأهداف الجيش وعقيدته وتركيبته لم تجد الصدى المقبول داخليّاً وأكثر في الخارج. يحتاج الحزب إلى خطة عملانية ليست من مسؤولية الدولة وحدها توفير حل لها، بل أن يساهم هو فيها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديمقراطيون يهاجمون ترمب بعد مطالبته بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل
ديمقراطيون يهاجمون ترمب بعد مطالبته بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل

الشرق السعودية

timeمنذ 26 دقائق

  • الشرق السعودية

ديمقراطيون يهاجمون ترمب بعد مطالبته بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل

أدان الديمقراطيون، الجمعة، دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإقالة مسؤولة وزارة العمل المكلفة بإصدار بيانات الوظائف، وذلك بعد أن أظهر تقرير حديث أن نمو الوظائف جاء أقل من التوقعات. وقوبل منشور ترمب على منصته "تروث سوشيال"، والذي طالب فيه بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل إريكا ماكنتارفر، بانتقادات من قادة ديمقراطيين، اتهموا ترمب بإلقاء اللوم في ضعف البيانات الاقتصادية على المسؤولة بدلاً من السياسات التي يروا أنها ساهمت في تدهور الأوضاع الاقتصادية. "القائد السيئ" وقال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر في خطاب ألقاه في المجلس بعد وقت قصير من منشور ترمب: "ماذا يفعل القائد السيئ عندما يتلقى أخباراً سيئة؟ يهاجم حامل الرسالة. هذا بالضبط ما حدث مع رئيسة مكتب إحصاءات العمل". وكتبت العضوة الديمقراطية بمجلس الشيوخ إليزابيث وارن على منصة "إكس"، إنه "بدلاً من مساعدة الناس في الحصول على وظائف جيدة، قام دونالد ترمب بإقالة مسؤولة الإحصاء التي أعلنت عن بيانات وظائف سيئة لم تعجبه، لأنه يريد أن يكون ملكاً". وقارن ديمقراطيون آخرون مطلب ترمب بإقالة المسؤولة بإجراءات تتخذها "الأنظمة الاستبدادية"، إذ وصف العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ مارتن هاينريش، قرار ترمب بأنه "هراء سوفييتي خالص". أما بيرني ساندرز العضو الأبرز في لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ التي تشرف على وزارة العمل، قال إن تصريح ترمب "يذكره بما يفعله الطغاة". وأضاف ساندرز الذي يعتبر مستقلاً لكنه يصوت عادةً مع الديمقراطيين، على منصة "إكس"، أن "تقرير الوظائف اليوم يثبت ما يعرفه الأميركيون بالفعل: رغم الأرقام القياسية في سوق الأسهم، فإن الاقتصاد لا يخدم الناس العاديين. وبدلاً من الاعتراف بالواقع ومحاولة إصلاحه، يفضل ترمب إقالة من ينقلون له الأخبار السيئة". وفي المقابل، رحب بعض الجمهوريين بدعوة ترمب، واتفقوا معه في التشكيك بدقة أرقام وزارة العمل. وقال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ ريك سكوت، إنه يريد "شخصاً غير سياسي" ليحل محل ماكنتارفر. وأضاف في مقابلة الجمعة: "أريد شخصاً يعلن الأرقام فقط كما هي. كل الأرقام التي تصلنا هنا يتم التلاعب بها لأن لدى البعض أجندة سياسية". أما العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ روجر مارشال، والذي كان من بين 86 سيناتوراً صوتوا لتأكيد تعيين ماكنتارفر العام الماضي، أشاد بالرئيس لتركيزه على إقالتها. وكتب مارشال على منصة "إكس": "لقد عبّرت طوال العام الماضي عن قلقي بشأن أرقام الوظائف غير الدقيقة التي تصدرها إريكا ماكنتارفر. أرقامها المزورة ضللت الشعب الأميركي لفترة طويلة جداً". "مبالغة في الأرقام" وفي منشور له عبر منصة "تروث سوشيال"، أشار ترمب، الجمعة، إلى أن مكتب إحصاءات العمل "بالغ في تقدير نمو الوظائف في مارس 2024 بنحو 818 ألف وظيفة، ثم كرر ذلك في أغسطس وسبتمبر من العام نفسه بنحو 112 ألف وظيفة"، معتبراً أن "هذه كانت أرقاماً قياسية، ولا يمكن لأحد أن يخطئ بهذا الشكل؟". وشدد الرئيس الأميركي، على الحاجة لأرقام "عادلة ودقيقة، ولا يمكن التلاعب بها لأغراض سياسية"، مضيفاً: "لقد وجهت فريقي بإقالة هذه المعينة السياسية من عهد بايدن فوراً، وسيتم استبدالها بشخص أكثر كفاءة وتأهيلاً".

عراقجي: لا زلنا قادرين على تخصيب اليورانيوم
عراقجي: لا زلنا قادرين على تخصيب اليورانيوم

عكاظ

timeمنذ 40 دقائق

  • عكاظ

عراقجي: لا زلنا قادرين على تخصيب اليورانيوم

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم (السبت) أن بلاده لا تزال قادرة على تخصيب اليورانيوم، موضحاً أن وكالة الطاقة الدولية وافقت على آلية جديدة للتعاون معها. وقال عراقجي في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبلت باعتماد نهج جديد للتعاون بين الجانبين، وسترسل فريقاً إلى طهران للتفاوض، مضيفاً: «المفاوضات هذه المرة ستكون أكثر صعوبة بعد العدوان الأخير»، في إشارة إلى الهجوم الأمريكي والإسرائيلي، على إيران الشهر الماضي. ولفت إلى أنه لا يوجد وقف رسمي لإطلاق النار بعد العدوان الأخير، وكل شيء وارد، مؤكداً تضرر المنشآت النووية بالقصف الذي تعرضت له. وأشار إلى أنه يمكن تجديد المباني، واستبدال الآلات، لأن التكنولوجيا متوفرة ولدينا عدد كبير من العلماء والفنيين الذين عملوا في منشآتنا، لكن موعد وكيفية استئناف التخصيب يعتمدان على الظروف. وهدد وزير الخارجية الإيراني بوقف التفاوض مع الأوربيين في حال تم تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في نهاية أغسطس. وذكر عراقجي في مقابلة مع «فوكس نيوز» أنه ما دام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يُطالب بوقف التخصيب بالكامل، فلن يكون هناك اتفاق، مشيراً إلى أنه بإمكان واشنطن التعبير عن مخاوفها من خلال المفاوضات. وكان عراقجي قد وصف في تصريحات أمس الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بـ«انتهاك للقانون الدولي»، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستجري زيارة لإيران في غضون أسبوعين. أخبار ذات صلة

ترمب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء
ترمب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ترمب يجدد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء

جدد الرئيس دونالد ترامب، التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي «باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع». جاء ذلك في برقية وجهها الرئيس الأمريكي إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، مؤكدًا خلالها أن «الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبيرة للشراكة القوية والدائمة التي تربطنا بالمغرب». وبعدما عبر عن تهنئته باسم الولايات المتحدة الأمريكية إلى العاهل المغربي والشعب المغربي، أكد ترامب أن واشنطن والرباط تعملان معا «على المضي قدما بأولوياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة، لا سيما بالاعتماد على اتفاقات إبراهيم، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يعود بالنفع على الأمريكيين والمغاربة على حد سواء». وبحسب البرقية التي نشرتها وسائل إعلام مغربية، فإن الرئيس الأمريكي، أعرب عن تطلع بلاده إلى «مواصلة التعاون مع المغرب من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي». وفي أبريل الماضي، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره «الأساس الوحيد» لحل عادل ودائم لهذا النزاع. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صادر عنها -آنذاك-: إن الوزيرين ماركو روبيو وناصر بوريطة، أكدا على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب في تعزيز السلام والأمن، بقيادة الرئيس ترامب والملك محمد السادس. وبحسب البيان، فإن الطرفين ناقشا التعاون لتعزيز الأولويات المشتركة في المنطقة، بما في ذلك من خلال البناء على اتفاقيات إبراهيم، وتوسيع التعاون التجاري بما يعود بالنفع على كل من الأمريكيين والمغاربة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store