
فكر ابو زيد التنويري وتجديد الخطاب الديني في كتاب جديد
وأول مواجهة مباشرة تعترض طريق المجدد هي تقديس رجالات الدين, وتحويل اجتهاداتهم إلى نصوص مقدسة لايمكن المساس بها, إلا أن عملية تقديس الاجتهادات قد بلغت فيها الخطورة إلى ما شقق هذه الأمة وقسمها, فأصبح النداء على جماعة معينة باسم قديسهم المفتعل, وأصبحت أراؤهم لا تخرج عن آراء سيدهم فأصبحوا بذلك لا يملكوا رأياً ولا قولاً.
وكل ذلك, بحسب المفكر المصري نصر حامد أبو زيد, قد أدي إلى استفحال سلطة الخطاب الديني, التي تسجن الفرد باسم دين الحرية في سلاسل من القهر والامتثال والإذعان تحت زعم طاعة الله, الذي يمثله خليفة أو سلطان أو أمير أو جماعة تحتكر الإسلام ومغفرة الرب.
لذلك كان المؤسس الأول والرئيسي لسلطة النصوص هو تقديس العمل البشري, والذي يعمل على تحويل اللانص إلى مجال النص, وتدشينه نصاً لا يقل في قوته التشريعية وطاقته الدلالية عن النص الأساسي الأول.
ويقول حيدر في مقدمة الكتاب إن المتأمل في الخطاب الديني لا يرى صعوبةً في ايجاد الكثير من الثغرات والعثرات فيما يرتبط بالتعاطي مع التراث وتوظيفه في قضايا العصر, وليس من الصعب أن تحدد تلك العثرات بنتيجةٍ واحدة تتمثل بـ استعادة القوالب الجاهزة من الماضي, والعمل على توظيفها في ضرورات الحاضر, والتنظير لإمكانها في المستقبل. وإذا ما تنبه أقطاب الخطاب الديني لعدم صحة هذا التعامل مع التراث, وعملوا على وضع الحلول والمعالجات لمنظومة التراث, فإنهم لا يجدون حلاً غير الدفاع عنه والحفاظ عليه بوصفه خطاً أحمراً ومقدساً من المستحيل التفكير فيه, وهذه المحاولة بدأت حينما قرر الخليفة الثالث بأن الخلافة ثوباً سربله الله له.
ودعوة التجديد هنا لا تقوم بتجديد الخطاب الديني على أساس أنه خطاب عقيم لا ينفع بشيء فحسب, بل على أنها ضرورة ملحة, خصوصاً عندما تنشأ من داخل هذا الخطاب, خطابات أخرى تكفيرية مدمرة لطبيعة الإنسان و الواقع, تحتمي بسلطة المقدس المفتعلة والمؤدلجة, للحفاظ على بناء هذه الجماعات الشاذة والمتطرفة, وهذه الزمر والجماعات هي نتاج ذلك الخطاب الديني, أقصد به, الخطاب الديني الاستردادي, الذي يريد العودة إلى القديم واستنساخه في الحاضر.
وإنه لمن المؤسف أن تذهب صيحات التجديد والمجددين أدراج الرياح, فقد تولد هذه المسألة إحباطاً كبيراً للأجيال القادمة التي تؤكد ضرورة التجديد, من هذا المنطلق جاء هذا العمل بقضيتين أساسيتين:
الأولى: تتعلق بضرورة تجديد الخطاب الديني وتخليصه من الرواسب العالقة فيه.
أما الثانية: فتنطلق من ضرورة استمرار دعوات التجديد, من أجل أن تولد حافزاً كبيراً للباحثين عن التجديد في المستقبل.
وتعد محاولة أبي زيد التجديدية, من أبرز المحاولات المذكورة سلفاً, فقد اعتمدت على إسقاط آليات الخطاب الديني ومنطلقاته, محاولةً الكشف عن المسكوت فيها, ثم العمل على وضع النص الديني المؤسس -القران- وكذلك التراث في نصب عين النقد التحليلي البناء, وهذه محاولة قل من تمكن الخوض فيها.
وقد اخترت البحث في تجديد الخطاب الديني لسببٍ رئيس, يتمثل في أن هذا الموضوع لم يأخذ مساحته في تاريخ الفكر العربي والإسلامي المعاصر, وليس معنى ذلك أن لا وجود للمحاولات التجديدية, وإنما نتيجة السيطرة الكهنوتية للخطاب الديني, ذهبت تلك الصيحات والمحاولات أدراج الرياح. من هنا جاء هذا البحث ليكون محاولة تهدف إلى تحقيق استجابة للتحدي المطروح حالياً في الساحة العربية والإسلامية, فيجب أن لا يقتلنا الإحباط نتيجة عدم السماع لصيحات التجديد, ويجب أن نمضي قدماً نحو تحقيق ذلك التجديد, الذي نستطيع من خلاله الإبداع والابتكار, ومغادرة منطقة التقليد والإتباع, التي تصر على تبني القوالب الجاهزة سواء من فكرة الأصالة أو المعاصرة. فبالحالتين نبقى مقلدين متبعين.
ويؤكد حيدر في كتابه علي ان تجديد الخطاب الدينيّ،يجب أن يحقّق خروجاً مستنيراً من الأزمة الاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة، والفكريّة، والدينيّة كذلك، من خلال تحقيق عملية التواصل الخلاق في الشأن المعرفيّ، التي تعمل على إعادة النظر في كلّ المسلمات، سعياً لتحرير المشاريع الفكريّة من تفريطها وإسرافها، وكذلك من البعد التلفيقيّ المسؤول عن حالة العجز التي لحقت بكافة المجالات المذكورة.
ولكن، لن يكون ممكناً تجديد حياة المجتمع السياسيّة والاقتصاديّة من دون فضح الدور الذي لعبه ويلعبه ممثلو هذا الخطاب، وكشف زيف ادعاءاتهم التي تنتقي من التاريخ الإسلاميّ ما يتماشى مع ايديولوجيتها، ومن التراث الدينيّ ما يدعم سلطتها"
وناقش الكتاب عدد من المحاور المهمة في فصوله القيمة منها التجديد, الخطاب, الديني: بين الأزمة والضرورة
و التجديد والخطاب في اللغة والاصطلاح والاجتهاد والتجديد بين الثابت والمتحول
والاجتهاد والتجديد
والثابت والمتحول في تجديد الخطاب الديني
وأزمة الخطاب الديني وضرورة التجديد
وفي اطار هذه المناقشات لتجديد الخطاب تعرض الكتاب لرموز التجديد في الفكر العربي الإسلامي المعاصر
وهم
: محمد إقبال وتجديد الفكر الديني
بواعث التجديد عند محمد إقبال
محمد أركون ونقد العقل الإسلامي
أولاً: نقد العقل الإسلامي
ثانياً: نقد القراءة الاستشراقية للتراث
المبحث الثالث: حسن حنفي وجدلية التراث والتجديد
المنطلقات الفكرية للخطاب الديني (الحاكمية)
لماذا تجديد الخطاب الديني؟
التخلص من الاستخدام النفعي والإيديولوجي للدين
النص والموروث الديني في تجديدية نصر حامد أبو زيد
كيف يتم تجديد النص الديني والتراث؟
: القراءة المنتجة
: الوعي العلمي بالتراث
مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد
: الهرمينوطيقا ومعضلة تفسير النص الديني
تاريخية النص الديني بوصفه منتجاً ثقافياً ونصاً لغوياً
: نقد الموروث الديني: الشافعي إنموذجاً

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 3 ساعات
- اذاعة طهران العربية
الإشادة العالمية بالقوة الصاروخية الإيرانية
أشاد مستخدمون غير إيرانيين ب القوة العسكرية الإيرانية ودقتها ردا على تحليل نشرته وكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة، والذي أشار إلى احتمال إصابة صواريخ إيرانية لقبة رادار اتصالات عسكرية أمريكية رئيسية في قطر يوم 23 حزيران / يونيو. كانت قبة الرادار، وهي غطاء مقاوم للعوامل الجوية، تضم محطة اتصالات متقدمة (MET) على شكل طبق قمر صناعي، والذي كان بمثابة مركز اتصالات حديث في القاعدة الجوية الأمريكية. وكان سلاح الجو الأمريكي قد أعلن أن المحطة ستوفر اتصالات آمنة، بما في ذلك خدمات الصوت والفيديو والبيانات، وستربط القوات العسكرية في منطقة القيادة المركزية الأمريكية بالقادة العسكريين حول العالم. وكانت المحطة في قطر هي الأولى من نوعها خارج الولايات المتحدة، وتتميز بتقنية مقاومة للتشويش. في الوقت نفسه، وصف ترامب، الرد الصاروخي الإيراني على القاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، بأنه "ضعيف للغاية"، وأعلن سريعًا وقف إطلاق النار دون اتخاذ أي إجراءات مضادة. وفيما يلي بعض التعليقات من المستخدمين الأجانب على خبر تدمير قبة الاتصالات الآمنة للقاعدة الأمريكية في قطر: لا يُصرّح الأمريكيون بذلك (الحقيقة) صراحةً، لكن انقطاع قبة الرادار لم يكن مجرد هجوم على الاتصالات الأمريكية، بل كان ضربةً مباشرة لمشروع رايفن "RAVEN". ما هي قبة الرادار في قطر؟ لم تكن تُوجّه العمليات العسكرية فحسب، بل كانت بمثابة قمع بيانات - اعتراض محطات تعزيز الأقمار الصناعية من جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك شبكات الخليج الفارسي الخاصة، الصوت، البيانات الوصفية، وتغذية الطائرات بدون طيار... وحتى القنوات الحكومية المشفرة. لم تُعمِ إيران القيادة المركزية الأمريكية فحسب، بل عطّلت أيضًا الجهاز العصبي في غرب آسيا قبيل حدوث تحول كبير. هذا رائع - هذا يعني أن الإيرانيين لقد استخدموا طائرة مسيرة خفية لم تتمكن فقط من اختراق رادار/دفاعات العدو الجوية، بل نقلت أيضًا حمولة دمرت الهدف تمامًا بدقة عالية! وهذا يعني أيضًا أن إيران كان بإمكانها تدمير 100 ضعف العدد لو أرادت!. قال الأمريكيون إن جميع الصواريخ الإيرانية تم اعتراضها وكان هجومًا رمزيًا 🤣. يا إلهي! (سخرية) وفعل الإيرانيون ذلك دون أن يُقتلوا الكثير من الأطفال الصغار! ربما يمكن للجيش الإسرائيلي أن يتعلم بعض الدروس من إيران حول دقة الاستهداف. تضررت قاعدة الرادوم (قاعدة الرادار" نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية على قاعدة العديد. قد لا تُعيد الولايات المتحدة بناء الرادوم بسبب دور قطر كوسيط محايد ورفضها في أكتوبر 2024 السماح بشن هجمات من القاعدة إلى دول المنطقة. (أي) إعادة بناء قد تستفز إيران وتُؤخر موافقة قطر. لا تقلقوا، لدينا أموال أكثر بكثير لإنفاقها عليهم. ابنِ قاعدة أخرى يا دوني (دونالد ترامب)!. حفظ الله إيران 🇮🇷♥️♥️ كانت خطوة ذكية كان ينبغي عليهم (الإيرانيون) تدمير تلك القاعدة أيضًا (الرادوم ٢ في الكويت). لقد هوجموا، وكان لهم كل الحق في الرد. حسنًا. الآن دمروا تلك القاعدة ذات الفروع الخمسة المليئة بالمجرمين والتي تُسمى البنتاغون. قوموا بتطهير جميع القواعد الأمريكية في غرب آسيا. لقد دمّرتم قاعدة - كان ذلك خبرا سارا - والآن تحديدًا، دمّروا جميع "قبب الرادوم" في ذلك الجزء من العالم، واقضوا على كل دعم لإسرائيل. سيأتي الوقت الذي تستعيد فيه فلسطين أراضيها، ويغزو الصهاينة الولايات المتحدة.


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
"خطة إسرائيل لرفح ستكون جريمة، والقانون الدولي لا يحمي غزة" – مقال رأي في الغارديان
في جولة الصحف البريطانية السبت، نطالع مقالاً يتحدث عن أن معظم الإسرائيليين لا يحترمون إنسانية الفلسطينيين ولا يبالون بالقانون الدولي، ومقالاً آخر يتحدث عن الفوضى والفساد والطرق الجديدة في تهريب المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا، وأخيراً مقالاً عن فائدة الطقوس والممارسات المنتظمة وتأثيرها الإيجابي على حياتنا كأفراد ومجتمعات. ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلط الضوء على مدى "وقاحة" السياسة الإسرائيلية التي تشكل "جرائم حرب" على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي. في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل بنقل الفلسطينيين "قسراً" إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ"معسكر اعتقال". ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري. ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي "وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية"، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام. ويرى شحادة، وهو مؤسس منظمة (الحق) لحقوق الإنسان "أن معظم الإسرائيليين لا يعترفون بإنسانية الفلسطينيين، بدليل أنهم لا يظهرون أي ندم على ما يرتكبه جيشهم باسمهم". وأرجع المقال "بذرة نزع الإنسانية" من معظم الإسرائيليين، إلى حرب 1948 حين "حُرِم الفلسطينيون بعنف من أراضيهم وممتلكاتهم فيما سُمي بالنكبة، بدعوى أن الأرض وهبها الله للشعب اليهودي". ومنذ ذلك الحين، أصبح الإسرائيليون قادرين على استخدام منازل العرب وأراضيهم وبساتينهم "دون أي شعور بالذنب". لذا فإنه على الرغم من أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت شرارة اندلاع الحرب الحالية، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، "دأبت على إهانة الشعب الفلسطيني وسلب ممتلكاته بشكل ممنهج لعقود". ويندد المقال بعدم قدرة القانون الدولي على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق، بناء على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل الأكثر من هذا أن الغرب يواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل. ويقول المحامي الفلسطيني إن القانون الدولي لم يكن يوماً "خَلاص فلسطين"، وذلك منذ فشل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم التي باتت اليوم في دولة إسرائيل. فرغم محاولات الفلسطينيين على مر السنين اللجوء إلى القانون الدولي إلا أنه يفتقر إلى وسائل إنفاذ فعّالة، ناهيك عن "مصالح الأقوياء"، على حد قول شحادة. ويعوّل الكاتب على "صمود" الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بأرضهم التي أُجبروا على تركها "كما كانوا في تلك الأيام الدموية الأولى"، خاتماً مقاله بأن محاولة إسرائيل إيقاف الحياة في غزة التي يمتد وجود الفلسطينيين فيها لأربعة آلاف عام، "محكوم عليها بالفشل". EPA ننتقل إلى صحيفة "التايمز"، ومقال عن أزمة المهاجرين في أوروبا يرصد تحولات في التحالفات والسياسات بالوكالة وازدهار التهريب في ليبيا، بما أدى إلى زيادة أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا. في المقال، يرصد توم كينغتون، وجود قوارب أنيقة وقوية على ميناء جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، مقارنة بزوارق مطاطية ضعيفة كانت تُشاهد بكثرة في طريقها من ليبيا إلى أوروبا. وأوضح المقال أن هذه القوارب الجديدة مزودة بمحركين خارجيين بقوة 250 حصاناً، ما يسمح لها بالسير بسرعة أكبر بكثير، بما يقلص زمن رحلة المهاجرين إلى 7 ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أطول من يوم. وزيادة كفاءة الرحلة من حيث السرعة، انعكست بالتبعية على زيادة تكلفة تهريب المهاجر التي كانت تبلغ 800 دولار منذ سنوات، لتصبح 2000 دولار للفرد الواحد. ومع هذا، فقد زاد عدد المهاجرين الضعف بالمقارنة بالعام الماضي، ليصل 28 ألف مهاجر هذا العام، مقابل 15 ألفاً في 2024. ويسلط المقال الضوء على "ازدهار" المتاجرين بالبشر هذا العام، مع تفاقم الفوضى والفساد في غرب ليبيا، لاسيما بعد مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، المجموعة المسلحة البارزة التي تتبع المجلس الرئاسي الليبي. هذا الأمر، سمح بإطلاق سراح سجناء سابقين، بحسب المقال، الذين حجزوا رحلات بحرية على الفور. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين تعترضهم ليبيا في البحر، "غالباً ما يُعادون إلى سجون وحشية ويتعرضون للضرب والاغتصاب، ثم يُسلمون إلى المتاجرين الذين يتقاضون منهم رسوماً مقابل عبور آخر". كما يُزعم أن مسؤولين إيطاليين دبروا إطلاق سراح زعيم ميليشيا ليبي متهم بتعذيب المهاجرين بعد احتجازه في إيطاليا في يناير/كانون الثاني، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. أما في شرق ليبيا الذي يديره الآن القائد العسكري خليفة حفتر، فقد ارتفعت أعداد المهاجرين إلى جزيرة كريت اليونانية هذا الشهر، ليبلغ نحو 500 مهاجر يومياً على متن زوارق صغيرة وزوارق صيد سريعة، ما رفع إجمالي عددهم هذا العام إلى نحو 8000 مهاجر. ونقل المقال عن محللين أن حفتر يستخدم المهاجرين كسلاح ضد اليونان، في محاولة لنيل الاعتراف به رسمياً، لاسيما بعد محاولات تركيا إقناع ليبيا بالتصديق على اتفاقية تُقسّم مساحة من البحر المتوسط بين البلدين للتنقيب عن النفط والغاز، ما أثار حفيظة اليونان نظراً لتداخل المنطقة مع الجزر اليونانية. لذا، عندما أعلنت اليونان عن حقوق جديدة للتنقيب عن الطاقة حول جزيرة كريت الشهر الماضي، أبدت بنغازي احتجاجها، بحسب المقال، الذي أشار إلى أن حفتر تعمد زيادة المهاجرين من شرق ليبيا للضغط على أثينا. الطقوس تضيف شكلاً ومعنى لحياتنا ونختتم جولتنا بصحيفة الفاينانشال تايمز، ومقال لإنوما أوكورو، صاحبة عمود في قسم "الحياة والفنون" بالصحيفة البريطانية. في هذا المقال، ترصد أوكورو كيف أن الممارسات الأسبوعية والطقوس هي وسيلة لتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات، لاسيما في الأوقات التي يشعر فيها العالم بالفوضى والتوتر وعدم اليقين. وتقول إننا غالباً ما نفكر في الطقوس على أنها متربطة بالممارسات الدينية أو في احتفالات محددة كأعياد الميلاد أو الجنازات، لكنها ترى أن الطقوس دعوة لاكتشاف ما نعتبره مقدساً في حياتنا اليومية، وللانخراط في أنشطة تشهد على ذلك. وتؤكد الكاتبة على الفرق بين مصطلحي "الروتين" و"الطقوس"؛ فالروتين من وجهة نظرها قد يتحول إلى طقس "عندما نمارسه مع إدراك أن كل ما نقوم به هو لتعزيز الشعور بالرفاهية لأنفسنا وللآخرين". وتضرب مثالاً باحتساء الشاي مثلاً، فهذه الممارسة لو حدثت بوعي، فإنها تُذكر من يشرب الشاي بنعمة الماء، ونعمة الأرض في توفير ما يُصبح أوراق الشاي. وعلى الرغم من عدم سهولة الانخراط في هذا النوع من التأمل مع تركيزنا على متطلبات الحياة اليومية، إلا أن كاتبة المقال ترى أن أحد أهداف هذه الطقوس هو أن تكرارها يُدرب أجسادنا وعقولنا وأرواحنا على الانخراط في الحياة بطريقة معينة. فكلما مارست شيئاً ما، زاد تأثيره عليك. وضربت مثالاً آخر بصديق كان يقضي ساعة الغداء في أحد متاحف مدينته مرة أو مرتين أسبوعياً، وكان يختار لوحة يقضي الوقت كله في النظر إليها، مخبراً كاتبة المقال بأن هذه الممارسة علمته المزيد عن النظر والتأمل. وتعلق أوكورو بأن الفن يعلمنا إطالة مدى انتباهنا لأشياء تتجاوز العمل الفني. واستعانت أوكورو في مقالها بتأمل عدد من اللوحات التي جسدت طقساً ما في ذهن الفنان الذي رسمها، من بينها لوحة "غرس الأشجار" للفنان الألباني إيدي هيلا، في تصوير سريالي لرجال ونساء يبدون وكأنهم يتمايلون أو يرقصون وهم يغرسون الأشجار معاً. وتعلق بأن الفنان اختار رسم هذا المشهد الجماعي في طقوس تُعبّر عن الإيمان بمستقبلٍ مُشرق، وتُحيي الحياة حتى في الأوقات الصعبة، متسائلة في نهاية مقالها عن الممارسات اليومية أو الأسبوعية التي تُعيننا كأفرادٍ ومجتمعات، في ظل كل ما يحدث في عالمنا سياسياً وبيئياً.


ساحة التحرير
منذ 7 ساعات
- ساحة التحرير
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان!نبيه البرجي
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان! نبيه البرجي* هكذا ينتهي مسلسل الأزمات والتسويات. لبنان أمام مأزق وجودي اما أن يلتحق بالقافلة في اتجاه أورشليم، أو يزول كدولة أو ككيان. واذا كانت اسرائيل قد راهنت منذ قيامها على تفكيك لبنان، كنظام مركب، ومضاد للدولة ـ الغيتو، ترى دول عربية أن الدولة اللبنانية، بالصيغة الراهنة القائمة على التوازن بين الطوائف، لم تعد قابلة للحياة، بل هي على وشك الانفجار من الداخل، اذا ما أدركنا أي أصابع غليظة تعبث بالمسار التاريخي وحتى الانساني للشرق الأوسط. لطالما أشرنا الى السيناريو الذي وضعه وزير عربي سابق (وكان الرئيس سعد الحريري ضحية معارضته له) حول تشكيل طائفة مركزية تدور حولها الطوائف الأخرى، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، اذا ما تسنى لكم الاطلاع على قول المعارض السوري كمال اللبواني، وهو من مصيف الزبداني المتاخم للحدود اللبنانية، من أن عدد النازحين السوريين يفوق عدد أي طائفة في لبنان. ولكن ماذا حين يتناهي الى أكثر من مرجعية سياسية، أو روحية، قول مسؤول عربي مؤثر على الساحة اللبنانية من أن لا مكان، وليس فقط لا دور، للطائفة الشيعية في الصيغة العتيدة للدولة اللبنانية، باعتبارها الطائفة التي بـ 'تبعيتها' لآيات الله قد دفعت بالبلاد الى الخراب، كما لو أن مقاومة الاحتلال خطيئة مميتة، وكان يفترض بالأقدام الهمجية أن تبقى في الجنوب، وحيث الممارسات فاقت، بوحشيتها، الممارسات النازية. زميل مصري نقل الينا رأي وزير خارجية سابق في بلاده 'لو كنا مكان اللبنانيين، ونتابع ما يفعله بنيامين نتنياهو، وما يريده من بلدهم، لتسلحنا حتى أسناننا، لا أن يحاصروا سلاح المقاومة الذي يفترض أن يكون سلاح الجميع لا سلاح فئة دون أخرى' لكنه صراع الطوائف الذي لم، ولن، يتوقف، أبداً، حتى اذا ما خرجت الطائفة الشيعية من المعادلة، ومن الدولة، لا بد أن يأتي دور طائفة، أو طوائف، أخرى. في هذه الحال، هل تكفي المقاربات النظرية للدكتور سمير جعجع لمعالجة مشكلة (بل مشكلات) السلاح. على سبيل المثال هو يعتبر أن على الجيش اللبناني أن ينتزع سلاح المخيمات بالقوة اذا ما جوبه بالمعارضة، وأن هناك حكومات عربية جاهزة لمد يد العون الى الجيش، بالمال والعتاد، لاكمال مهمته، وهو الذي يعلم، حتماً، أن هناك حكومات عربية تقف وراء احتفاظ الفصائل بالسلاح كضمانة لطائفة في مواجهة قوة أخرى. هنا لا تسليم للسلاح الفلسطيني قبل تسليم السلاح 'الايراني'، وهي المعادلة التي تشكل جزءًا من ذلك السيناريو الأسود الذي تم اعداده للبنان، بتواطؤ مع الدولة العبرية، وموافقة أميركية. تريدون اختزالاً بانورامياً للمشهد. انذار سعودي للبنان على صفحات جريدة 'عكاظ'، المعروفة بقربها من قصر اليمامة 'ان لبنان اليوم أمام 'النداء الأخير' (الانذار الأخير)، اما الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، والعربي، واتخاذ قرارات جريئة تضمن حصرية السلاح بيد الدولة، وتنفيذ الاصلاحات، أو مواجهة عزلة وانهيار قد يكون الأخطر في تاريخه الحديث'، لتضيف 'الكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية، والوقت يضيق أمام اتخاذ القرار المصيري'. لا شك أن السعوديين يدركون مدى الهشاشة في الوضع اللبناني، وكيف وجد ذلك السلاح في ظروف تزداد هولاً يوماً بعد يوم. المثال على أرض غزة، وحيث الجنون الاسرائيلي، الجنون الايديولوجي، والاستراتيجي، في ذروته. وكنا نتمنى أن يحصل تواصل ما بين الرياض والضاحية، بعدما بلغ الضغط على الحزب، سواءً كان داخلياً أم خارجياً، حدوده القصوى. وها أن أوساطاً ديبلوماسية، أو اعلامية، أميركية لا تستبعد أن يتواصل الأميركيون مع الحزب، مثلما تواصلوا مع 'الفيتكونغ' في فيتنام و'طالبان' في أفغانستان، وحتى حركة 'حماس' في غزة. تلك الضغوط هي التي جعلت 'حزب الله' يتوجس مما يجري في الظل، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن الحزب 'لا يزال منظمة خطيرة عازمة على الحفاظ على وجودها في الخارج'، مع أنها تعلم تماماً الوضع الحالي للحزب وكذلك التداعيات التي أحدثتها الغارات الأميركية على ايران. معلومات موثوقة تؤكد أن عاصمة عربية اتصلت بالرئيس السوري أحمد الشرع لمعرفة ما اذا كان جاهزاً لارسال آلاف المقاتلين من الأيغور، والأوزبك، والشيشان، الى لبنان، ليطالعنا بتصريح يهدد فيه لبنان بتصعيد ديبلوماسي واقتصادي (وهذا أول الغيث) بدعوى تجاهل السلطات اللبنانية ملف الموقوفين السوريين، وهي الحجة التي قالت لنا جهة سياسية أنها حجة باهتة، وتخفي وراءها ما تخفيه. ما رأي الطائفة الشيعية في كل ما يحدث ؟ قيل لنا 'لقد تابعنا ما حدث للعلويين، من قتل الأطفال أمام عيون آمهاتهم، ومن اختطاف النساء الذي لا يزال جارياً حتى الآن، وكيف يتم التعامل معهم كفئة منبوذة. وهذا ما يعكس القراءة التوراتية للقرآن حيث ينبغي قطع رؤوس أبناء 'الملة الضالة' بالسواطير'. تصميم على المواجهة حتى نقطة الدم الأخيرة، وحتى حفنة التراب الأخيرة. انذار سعودي أخير وخطير، وعلى الرئيس جوزف عون أن يدرك أن عهده سيواجه بما هو أشد هولاً بكثير لما واجهه عهد الرئيس ميشال عون. لحظة الاختبار الصعب، بل والمستحيل. كيف التعامل مع الانذار؟ الأيام المقبلة ملبدة بغيوم كثيرة … الديار 2025-07-12