
البيت الأبيض: ترامب يعمل جاهدا لإنهاء الحرب الوحشية بغزة
وخلال لقائها بعدد من الأسرى المحررين من غزة، صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب يعمل بشكل دؤوب على إنهاء ما وصفته بـ"الحرب الوحشية" وإعادة المحتجزين إلى ذويهم.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق عبر منصته "تروث سوشيال" أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مشيرًا إلى أن الوساطة تجري عبر قطر ومصر، ومعبّرًا عن أمله في أن تقبل حماس الاتفاق "لأنه لن يتحسن، بل سيتدهور".
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها تتعامل مع المقترحات المقدمة بجدية ومسؤولية، وتُجري مشاورات داخلية بمشاركة الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعدوان، ويضمن انسحاب قوات الاحتلال، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة.
وقالت الحركة إن وسطاء من قطر ومصر يبذلون جهودًا مكثفة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى اتفاق مبدئي يمهد لانطلاق مفاوضات أكثر شمولًا.
تفاصيل المقترح
وفقًا لمصدر مطّلع تحدّث لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن المبادرة الجديدة تشمل هدنة لمدة 60 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
لكن مصادر أخرى أشارت إلى تحديات قائمة، أبرزها آلية توزيع المساعدات، التي وصفت بأنها "غير فعالة".
من جهته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الولايات المتحدة أبلغت الطرفين بأنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل خلال الهدنة، فإن إدارة ترامب ستدعم تمديد وقف إطلاق النار إذا كانت المفاوضات تسير بشكل جدي.
وأضاف المسؤول أن الأمريكيين حريصون على استمرار التفاوض حتى بعد انتهاء مدة الهدنة، مؤكدًا أنه في حال بدا الطرفان قريبين من الاتفاق، لن تعارض إسرائيل التمديد، لكن إذا بدا أن حماس تماطل، فلن تقبل تل أبيب بإضاعة الوقت.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن هناك دعمًا شعبيًا ورسميًا واسعًا لاتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، داعيًا إلى عدم تفويت الفرصة إن توفرت.
المصدر: الجزيرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
مستوطنون يقيمون بؤرتين استيطانيتين بنابلس والاحتلال يعتقل 41 فلسطينيا بالضفة
أقام مستوطنون يهود اليوم الخميس، بؤرتين استيطانيتين جديدتين على أراضي بلدة 'عقربا' جنوب مدينة نابلس في تصعيد جديد لمخططات التوسع الاستيطاني شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما اعتقلت قوات الاحتلال 41 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة. وأوضح مجلس بلدي عقربا في بيان، أن البؤرة الأولى أُقيمت في منطقة 'خربة الطويل' شرق البلدة، حيث نصب المستوطنون عدة كرافانات وخيام وشرعوا بأعمال تجريف وتسوية للأرض. وأشار إلى أن البؤرة الثانية أُقيمت في المنطقة الجنوبية من بلدة 'عقربا'، في أراض زراعية مملوكة لمواطنين فلسطينيين. وتشهد مناطق جنوب نابلس وشرقها اعتداءات متكررة من المستوطنين، تشمل مصادرة الأراضي، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، تحت حماية قوات الاحتلال. وتصعد قوات الاحتلال والمستوطنون من انتهاكاتهم واقتحاماتهم لمدن الضفة الغربية منذ انطلاق العدوان الاسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال. وأخطرت قوات الاحتلال اليوم، بوقف العمل في جميع المنشآت السكنية وحظائر تربية الماشية في عين الحلوة بالأغوار الشمالية. وأفاد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة، بأن جميع المنشآت المخطرة هي بناء قديم، ما يعزز احتمالية هدمها قريبا وتسكن في المنطقة 13 عائلة. كما هدمت جرافات الاحتلال منشآت سكنية وزراعية وجرفت أراضي في منطقة روابي العيسوية الشرقية شمال شرق القدس المحتلة، وهدمت أيضا 'مخرطة حديد' شرق نابلس. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم، 41 فلسطينيا من مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها. وشملت الاعتقالات بحسب نادي الأسير الفلسطيني والد شهيد وسيدة وسبعة طلاب في الثانوية العامة، ويأتي ذلك في وقت تتواصل الحملة العسكرية في مدن ومخيمات شمال الضفة، خاصة في طولكرم وجنين للشهر الخامس على التوالي مركزة على هدم وتجريف عشرات المنازل وتهجير سكانها قسرا، حيث اضطر أكثر من 40 ألف فلسطيني إلى النزوح من منازلهم في مخيمات شمالي الضفة، خاصة في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين. وتركزت الاقتحامات في محافظات الخليل، جنين، سلفيت، نابلس، طولكرم، ورام الله، حيث داهمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين، وعبثت بمحتوياتها، واحتجزت قاطنيها لساعات وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية.


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
رغم اتفاق محتمل.. إعلام إسرائيلي يتحدث عن استعداد لاستكمال احتلال غزة
على نحو غير مسبوق منذ أكثر من عام، ينشط الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة بـ 5 فرق عسكرية، ويستعد لاستكمال السيطرة على القطاع، في وقت يتكبد فيه خسائر فادحة، وفق إعلام عبري الخميس. اضافة اعلان هذا الاستعداد يأتي ضمن أكبر تصعيد إسرائيلي منذ أشهر، حسب الإعلام، ووسط حديث عن "مؤشرات إيجابية" على احتمال التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع حركة "حماس". القناة "12" الإسرائيلية قالت: "على خلفية تقارير تفيد بتقدم نحو صفقة الرهائن (الأسرى)، يستعد الجيش لاستكمال السيطرة على قطاع غزة من خلال الفرق الخمس التي تناور (تتواجد) في الميدان". وأضافت أن "خمس فرق عسكرية تناور (تنشط) داخل غزة، وهو أمر ضخم لم نشهده منذ أكثر من عام". وتابعت: "من ضمن تلك الفرق، يعمل في منطقة رفح (جنوب) جنود من الفرقة 143، كما تعمل الفرقة 36 في خان يونس (جنوب)، وتعمل الفرقة 99 في مناطق جباليا وبيت لاهيا (شمال) ونتساريم (وسط)". و"يتركز القتال حاليا في حي الشجاعية (شرق مدينة غزة)، حيث وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته خلال الأسبوع الماضي"، وفق القناة. ولفتت إلى أن "المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة غير مسبوقة منذ فترة، وتتعامل القوات مع عشرات المسلحين الفلسطينيين، ضمن حرب عصابات (كر وفر)". وأفادت بأن "الجيش يستعد لتطويق مدينة غزة والمخيمات الوسطى ومنطقة المواصي، وهي المنطقة التي نزح إليها معظم الفلسطينيين". واعتبرت أن "هذه خطوات كبرى، ومن النوع الذي يكمل سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بأكمله، ومن المرجح أن تتطور في الأيام المقبلة". ** خسائر فادحة ووفق القناة، "لا تزال الحرب تتسبب بخسائر (إسرائيلية) فادحة، فالليلة الماضية سمح بنشر اسم الرقيب يانيف ميخالوفيتش (19 عاما) الذي قتل في معركة شمال قطاع غزة". وأضافت أن مقتل الرقيب كان "الحادث الأول في سلسلة من الحوادث التي وقعت الليلة الماضية خلال ساعات قليلة". وذكرت أن فلسطينيا أطلق صاروخا مضادا للطائرات باتجاه منزل كان يقيم فيه جنود، ما أدى إلى إصابتهم بجروح متوسطة وخفيفة. و"خلال إجلاء الجنود، أطلق مسلح آخر نيرانا مضادة للدبابات على دبابة لجنود اللواء السابع، فقتل الرقيب ميشالوفيتش وأصاب ثلاثة بجروح خطيرة ومتوسطة وطفيفة"، حسب القناة. وأردفت: "وبعد وقت قليل، وقع حادث آخر في حي الشجاعية، عندما أطلق قناص (فلسطيني) النار على قوات الجيش، فأصاب جندي من وحدة إيغوز بجروح خطيرة". القناة وصفت مقتل وإصابة هؤلاء العسكريين بأنها "حوادث خطيرة تقع على خلفية تزايد" ما اعتبرته "ضغط الجيش على حماس". ** صفقة محتملة و"يتزامن تكثيف العمل العسكري (الإسرائيلي) مع تقارير عن تقدم في المفاوضات"، حسب القناة. وتابعت: "قدم الجيش للحكومة سلسلة خطوات للمستقبل، وكل شيء يتوقف على ما يتقرر في واشنطن: الذهاب إلى صفقة أو تحرك عسكري أكبر وأكثر شمولا مما يحدث في غزة بالفعل". والأربعاء، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وجود ما سماها "مؤشرات إيجابية" على إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة. كما قالت "حماس" في بيان الأربعاء، إنها تجري مشاورات حول مقترحات تلقتها من الوسطاء، للتوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإغاثة الفلسطينيين. والخميس، قالت مصادر فلسطينية مطلعة للأناضول إن "حماس" تتجه نحو الموافقة على مقترح تبادل الأسرى، "لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا بعد". وأضافت المصادر، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أن الحركة تواصل التشاور مع الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة قبل تسليم ردها للوسطاء. والثلاثاء، ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، معربا عن أمله أن توافق عليها "حماس". ومرارا أكدت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة تعجيزية، ويرغب فقط بصفقات جزئية تضمن له استئناف حرب الإبادة. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو، الذي يُحاكم محليا بتهم فساد، يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره برئاسة الحكومة. الأناضول


وطنا نيوز
منذ 4 ساعات
- وطنا نيوز
وعد ترامب : انفراجةٌ لغزة .. وضمٌّ في الضفة .. وتطبيعٌ مع العرب
كتب: عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية تبدو غزة على موعد قريب مع الفرج والانفراج، وتبدو حرب التطويق والتطهير والإبادة والتجويع، التي تُشنّ عليها منذ أزيد من عشرين شهراً، في مربعها الأخير…غزة على موعد لإحصاء شهدائها وجرحاها والمفقودين من أبنائها وبناتها، وثمة ما يشير إلى أرقام صادمة، تفوق بكثير ما نعرفه حتى الآن. تأسيساً على الخبرات السابقة مع نتنياهو وأركان حكومة اليمين الفاشي، الذين لم يحفظوا عهداً ولم يلتزموا باتفاق، لا يمكن إطلاق العنان للتفاؤل، بل ولا يمكن الجزم به قبل ان يتجسّد واقعاً معاشاً في القطاع المنكوب…التفاؤل بقرب توقف الكارثة قائم، بيد أنه نسبي ومشروط…ثمة عوامل موضوعية وذاتية، تعزز هذا التفاؤل، وثمة عوامل أخرى، تتهدده في مهده. خمسة عوامل للتفاؤل خمسة عوامل تعزز الاعتقاد بأن الفرصة هذه المرة، تبدو مختلفة عن مرات سابقة: أولها؛ وأهمها على الإطلاق، نتائج وتداعيات الحرب الأمريكية – الإسرائيلية على إيران، إذ بات بمقدور نتنياهو وفريقه اليميني، أن يزعم بأنه حقق 'انتصاراً تاريخياً'، حتى وإن انطوى على قدر كبير من المبالغة، صورة النصر التي بحث عنها نتنياهو ولم يجدها في غزة، يحاول تظهيرها من إيران ولبنان وسوريا، وفي ذلك تعويض كبير له عن الفشل والمراوحة على جبهة غزة والمقاومة، وقد دللت استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، أن نتنياهو وحزبه، كان لهما ما أرادا، وأن الذهاب إلى صفقة تعيد الرهائن اليوم، قد تكون مدخلاً للحفاظ على هذا التفوق، قبل أن يبدأ بالتآكل على وقع الكمائن والخسائر في حرب التي لا أفق لها. ثانيها؛ وهو لا يقل أهمية عن أولها، أن نتنياهو بحث عن 'شبكة أمان' لمستقبله الشخصي والسياسي، فلم يجدها عند حلفائه وخصومه في الداخل الإسرائيلي، إلى أن مدّه دونالد ترامب بطوق نجاة، طال انتظاره…تًدخُل ترامب في المسار القضائي الإسرائيلي، وتهديده بالويل والثبور إن استمرت محاكمة 'بيبي'، لم يكن بعيداً عن رغبة نتنياهو وطلبه، والبحث جارٍ اليوم، في 'التخريجة' المناسبة لإتمام مشيئة ترامب، والتي أظهرت إسرائيل تحت قيادة 'الملك'، كجمهورية موز، غير قادرة على إتمام محاكمة فاسد ومرتش، من دون ضوء أخضر أمريكي. ما يهمنا، ويهم غزة في هذا المقام، إن الخشية من كابوس اليوم التالي للحرب على مستقبل نتنياهو، في طريقها للتبدد، وأن الرجل إن حالفه الحظ، سيخوض غمار انتخابات قادمة، مبكرة أو في موعدها، ومن موقع أعلى، لم يسبق أن بلغه منذ صدمة السابع من أكتوبر…نتنياهو اليوم، أكثر قدرة على التحرر من قيود الحلفاء ومكائد خصوم الداخل، وهو يعرف أن 'الصفقة' وحدها، هي 'المخرج' و'الفرصة'، وبخلاف ذلك، سيكون غامر بعلاقاته الحميمة مع سيد البيت الأبيض و'الكرياه' معاً، وقامر بتبديد رصيده المرتفع على وقع الضربات على إيران، ووضع رأسه من جديد، تحت مقصلة القضاء. ثالثها؛ أن 'مايسترو' الحرب والتهدئات في واشنطن، بات ينظر لغزة من منظور أبعد وأشمل، يرى إلى الإقليم ومنظومته الأمنية وفرضه الاقتصادية الاستراتيجية، وليس من 'ثقب إبرة' الرهائن ووقف إطلاق النار فحسب، وأن الرجل الذي قامر بإشعال حرب مع إيران، خروجاً عن صورته كبطل للسلام توّاق لجائزة نوبل، يريد أن يقطف ثمار هذه المقامرة، وأن يغلق جملة من الصفقات الكبرى، دفعة واحدة، وأن يكون لإسرائيل نصيب منها على صورة تطبيع إبراهيمي متسارع ومغانم اقتصادية متعاظمة…هذه حسابات كبرى، لا يحتملها 'ضيق أفق' بن غفير ولا 'قصر نظر' سموتريتش….نتنياهو، بطل الحرب والسلام، كما وصفه ترامب، شريك محتمل في إبرام هذه الصفقات والتسويات، وقطف ثمارها، ولعل هذا هو ما دار حوله البحث في قمتهما الأخيرة، وما سيستكمله الرجلان في قمتهما المقبلة….لا شيء ينبغي أن يعطل هذه المسار، وأن يبدد هذه الفرصة، لا القضاء الإسرائيلي ومحاكماته الماراثونية الممتدة، ولا مناكفات وزراء معتوهين، يرون السماء من ثقب إبرة مستوطنة هنا أو بؤرة استيطانية هناك. رابعها؛ إن جيش الاحتلال ما انفك يكرر أن الحرب استنفذت أغراضها، وأن ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع القطاع تحت سيطرته، وأن المضي في بسط السيطرة على كامل القطاع، ينطوي على مقامرة بمصير الرهائن، ويتطلب شهوراً عدة، وتكلفة بشرية ومادية كبيرة، وأن خسائره من جنود وضباط في الشهر الأخير من هذه الحرب (حزيران) فقط، تفوق أعداد الأسرى الأحياء لدى المقاومة، وأن قواته في حالة إجهاد وإعياء جراء استطالة أمد الحرب وتعقد مناخاتها…قد يقول قائل أن الجيش سبق وأن جأر بالشكوى منذ عدة أشهر، ولم يستمع له المستوى السياسي المحكوم بأجندات أخرى…هذا صحيح من قبل، ولكنه قد لا يظل صحيحاً في الظروف التي أعقبت حرب إسرائيل على إيران وتداعياتها. خامسها؛ لم يعد الاحتجاج في الشارع مقتصراً على أسر وعائلات الأسرى والرهائن فحسب، فقد انضمت إليهم عائلات الجنود الأحياء، الذين يقاتلون في قطاع غزة، بعد أن تزايدت الخسائر في صفوف أبنائها، وتكاثرت أعداد التوابيت العائدة من أرض المعركة، وتَعرضْ ألوف منهم، لإصابات جسدية ونفسية، تلامس ضفاف الإعاقة المزمنة…ثمة فاتورة عالية يدفعها الجيش وعائلات منتسبيه، نظير أهداف يعتقد كثيرون في إسرائيل، أنها لا تمت لأمنهم الشخصي والقومي بصلة. عقبات و'فخاخ' عل الطريق لا يعني ذلك كلّه، أن الطريق للصفقة في غزة وحولها، قد بات معبداً، أو ذو اتجاه واحد، نتنياهو في جوهر تكوينه، لا يختلف بشيء عن زميليه من 'عظمة يهودية' و'الصهيونية الدينية'، وإن كان أقدر منها على تغليف مواقفه الأكثر تطرفاً، بلبوس دبلوماسي مناور ومراوغ…..و'الكتلة الصلبة' من اليمين المتطرف، ما زالت قادرة على تعطيل نصاب الحكومة والكنيست، إن هي أضافت ثقلها إلى ثقل 'كتلة حريدية' لديها أسبابها الخاصة لـ'الحرد' والتعطيل، فيما سيناريوهات المخرج الأمن من المسار القضائي ما زلت غير محسومة تماماً، ومفتوحة على احتمال 'العفو مقابل الانسحاب من الحياة السياسية'، أما الانتخابات المبكرة، فما زالت في حكم التكهنات لجهة إجرائها أو عدم إجرائها، والأهم لجهة الظروف التي ستحيط بتنظيمها والنتائج التي ستفضي إليها. والأهم، من كل هذا وذاك، أن أحداً لا يدري ما الذي يجول في ذهن ترامب، وما هي مكونات 'الرزمة الأشمل' التي سيعرضها لغزة والإقليم من حولها…لا أحد لديه يقين، بأن ما يفكر به ترامب اليوم، سيظل عليه غداً، إذا ما استجد جديد في الأمر…لا أحد يعرف كيف يفكر الرجل بغزة ومقاومتها، الضفة وتوزيعاتها، السلطة ومالاتها، وأي نظام إقليمي جديد، يجول في خاطره، وكل واحدٍ من هذه العناوين، كفيل وحده، بقلب المشهد رأساً على عقب. في ضوء المعطيات القائمة، فلسطينياً وإقليمياً، والأهم إسرائيلياً من وجهة النظر الأمريكية، فإن الصفقة، لكي تمر، يتعين أن تتوزع على مراحل متعاقبة، متصلة ومنفصلة، من ضمن رؤية و'إطار' قد يقتصر على العموميات والمبادئ العامة. هنا، يمكن التفكير باتفاق على مراحل، يبدأ بخطة ويتكوف معدّلة، هدنة الستين يوماً المصحوبة بالإفراج عن جميع الرهائن، وإدخال المساعدات، يمكن أن تكون 'مدخلاً' للرؤية الأمريكية الأشمل، تتعهد خلالها واشنطن بالسعي لإنجاز اتفاق أوسع وأشمل حول إنهاء الحرب وأسئلة اليوم التالي، توازياً مع مسعى إقليمي لضم دول جديدة للمسار الإبراهيمي…إسرائيل قد تبتلع الخطة، دون التزام رسمي وعلني بوقف الحرب، ولكن سيكون معروفاً للقاصي والداني، أنها لن تعاودها ولن تعود إليها، لأنها ببساطة، تتعارض مع الطموح الأكبر والأوسع لرجل الصفقات والمقايضات في البيت الأبيض. نجح ترامب في 'طي نتنياهو تحت إبطه'، ولست شخصياً أذكر، عهداً أو مرحلةً، بلغت فيه سطوة واشنطن على مطبخ صنع القرار الإسرائيلي هذا المستوى من التغوّل…وهو يريد لنتنياهو أن يكون عوناً له في تنفيذ مآربه الأكبر، نظير الحماية من الملاحقة القضائية، والدعم المفرط لإسرائيل في حروبها كما في 'سلامها' المفروض بالقوة مع الأطراف العربية (وإيران) بالطبع. وسيكون مثيراً للاهتمام، تتبع كيف سيعمل ترامب على استرضاء نتنياهو وتسهيل مهمته مع حلفائه الأكثر نهماً للعربدة والاستيطان، وكم ستدفع القضية الفلسطينية، من كيس القدس والضفة الغربية، نظير ذلك، وإلى أي حد ستقبل السلطة بالتساوق مع هكذا تصورات ورؤى، وكيف ستتكيّف معها…وكيف ستتصرف بعد أن تكون 'السكرة' بانتهاء حكم حماس لغزة قد تبددت، لتحل محلها 'فكرة' ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية…سيكون مثيراً معرفة ما المقصود بإعادة إصلاح وتأهيل السلطة، وما إن كان دورها سيقتصر على 'تدريس الكارثة والبطولة' في المنهاج الفلسطينية، وتقويض 'السردية الكفاحية' للشعب الفلسطيني وتحطيم 'أيقوناته'، وتكريس الوقت والجهد والموارد، لحماية أمن المستوطنات وطرقها الالتفافية. على أن عنصر الإثارة الأكبر، سيكون في تتبع مواقف الدول العربية الوازنة، وهل ستلتزم بوعدها المبثوث في مبادرة السلام العربية، أم انها ستهبط إلى ما هو أقل من ذلك بكثير، فنعاود مسار التطبيع المجاني، بقليل من الخشية من 'محور' تراجع دوره وتآكل، في حروب العامين الفائتين. والختام، فإن غزة قد تكون على قريب مع فرج وانفراجه، لكن فلسطين، قضية وشعباً وحقوقاً، ما زالت على موعد لولوج عتبات مرحلة استراتيجية جديدة، عنوانها الصراع بأشكال وأدوات ورؤى جديدة، أما 'السلام القائم على العدل'، فليس ثمة ما يشير إلى أنه على مرمى حجر، أو أنه تخطى لعبة الاتجار بالأوهام.