
جيش الظل: كيف غزت كوريا الشمالية سوق الوظائف الغربية بهويات مزوّرة؟
وأوضح في مقابلة نادرة مع بي بي سي، أنّه كان يحقّق دخلاً لا يقل عن خمسة آلاف دولار (3750 جنيهاً إسترلينياً) شهرياً من خلال تولّي وظائف عدّة في الولايات المتحدة وأوروبا، مضيفاً أنّ بعض زملائه كانوا يجنون أكثر من ذلك.
قبل انشقاقه، كان جين-سو – وهو اسم مستعار حفاظاً على هويته – واحداً من آلاف الأشخاص الذين يُعتقد أنّهم أُرسلوا إلى الصين وروسيا، أو إلى دول في أفريقيا وأماكن أخرى، للمشاركة في عملية خفية تديرها كوريا الشمالية المعروفة بسرّيتها.
نادراً ما يتحدث عمّال تكنولوجيا المعلومات الكوريون الشماليون إلى وسائل الإعلام، لكن جين-سو قدّم شهادة موسّعة لبي بي سي، كاشفاً كيف تبدو الحياة اليومية لأولئك الذين يعملون ضمن هذا الاحتيال، وكيف يدار العمل. وتؤكد روايته الكثير مما ورد في تقديرات الأمم المتحدة وتقارير الأمن السيبراني.
وقال إنّ 85 في المئة من دخله كان يُرسل لتمويل النظام. وتخضع كوريا الشمالية منذ سنوات لعقوبات دولية قاسية.
وأضاف جين-سو: "نعرف أنّ الأمر أشبه بالسرقة، لكننا نتقبّله كأنه قدرنا، ومع ذلك فهو أفضل بكثير من البقاء داخل كوريا الشمالية".
ووفق تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في مارس/آذار 2024، فإنّ عمّال تكنولوجيا المعلومات السريين يولّدون ما بين 250 و600 مليون دولار سنوياً لصالح كوريا الشمالية. وازدهرت هذه الشبكة خلال أزمة فيروس كورونا عندما أصبح العمل عن بُعد أمراً شائعاً، ولا تزال في ازدياد منذ ذلك الحين، بحسب تحذيرات السلطات وخبراء الأمن السيبراني.
معظم هؤلاء العمّال يسعون إلى راتب ثابت يرسلون جزءاً منه للنظام، لكن في بعض الحالات، سرقوا بيانات أو اخترقوا أنظمة شركاتهم وطالبوا بفدية.
العام الماضي، وجّهت محكمة أمريكية لائحة اتهام بحق 14 كورياً شمالياً، زُعم أنّهم جنوا 88 مليون دولار من خلال انتحال هويات وممارسة الابتزاز ضد شركات أمريكية على مدى ست سنوات.
وفي الشهر الماضي، وُجّه الاتهام لأربعة كوريين شماليين آخرين لاستخدامهم هويات مزوّرة للحصول على وظائف عن بُعد في شركة أمريكية متخصّصة في العملات المشفّرة.
الحصول على الوظائف
عمل جين-سو في الصين لعدة سنوات كعامل في تكنولوجيا المعلومات لصالح النظام قبل انشقاقه. وأوضح لبي بي سي أنّه وزملاءه كانوا يعملون غالباً في فرق مكوّنة من عشرة أشخاص.
الوصول إلى الإنترنت محدود داخل كوريا الشمالية، لكن في الخارج يتمكّن هؤلاء العمّال من العمل بسهولة أكبر. ويحتاجون إلى إخفاء جنسيتهم، ليس فقط لأنّ ادّعاء كونهم من دول غربية يتيح لهم أجوراً أعلى، بل أيضاً بسبب العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، خصوصاً بسبب برامجها النووية والصاروخية.
ويعدّ هذا المخطّط منفصلاً عن عمليات القرصنة التي تقوم بها بيونغ يانغ لجمع الأموال. ففي وقت سابق من هذا العام، يُعتقد أنّ مجموعة لازاروس – وهي مجموعة قرصنة شهيرة يُفترض أنّها تعمل لصالح كوريا الشمالية، رغم أنّها لم تعترف بذلك – سرقت 1.5 مليار دولار من شركة العملات المشفّرة "بايبت".
BBC
قضى جين-سو معظم وقته في محاولة الحصول على هويات مزوّرة للتقدّم إلى الوظائف. وكان في البداية يتظاهر بأنّه صيني، ويتواصل مع أشخاص في المجر وتركيا ودول أخرى ليطلب استخدام هوياتهم مقابل نسبة من أرباحه، وفق ما قاله لبي بي سي.
وأضاف: "إذا وضعت وجهاً آسيوياً على الملف الشخصي، فلن تحصل على وظيفة أبداً".
بعد ذلك، كان يستخدم تلك الهويات لاستهداف أشخاص في أوروبا الغربية للحصول على هوياتهم، ثم يتقدّم بها لوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا. وأوضح أنّه حقّق نجاحاً كبيراً مع مواطنين بريطانيين.
وقال: "بمجرد الدردشة قليلاً، كان الناس في المملكة المتحدة يسلمون هوياتهم بسهولة كبيرة".
وكان عمّال تكنولوجيا المعلومات الذين يجيدون الإنجليزية أكثر، يتولّون أحياناً عملية التقديم. لكن الوظائف في مواقع العمل الحر لا تتطلّب غالباً مقابلات وجهاً لوجه، وغالباً ما تتم التفاعلات اليومية عبر منصات مثل "سلاك"، ما يجعل انتحال الهوية أمراً سهلاً.
وأوضح جين-سو أنّه كان يستهدف السوق الأمريكية أساساً "لأن الرواتب أعلى في الشركات الأمريكية". وزعم أنّ عدد العمّال الكوريين الشماليين الذين يحصلون على وظائف كبير لدرجة أنّ الشركات توظّف أحياناً أكثر من شخص واحد منهم من دون علمها. وقال: "يحدث ذلك كثيراً".
ويُعتقد أنّ هؤلاء العمّال يحصلون على أجورهم من خلال شبكات وسطاء في الغرب والصين. وفي الأسبوع الماضي، حُكم على امرأة أمريكية بالسجن لأكثر من ثماني سنوات لضلوعها في مساعدة عمّال كوريين شماليين في العثور على وظائف وتحويل الأموال لهم.
ولا تستطيع بي بي سي التحقّق بشكل مستقل من تفاصيل شهادة جين-سو، لكن من خلال منظمة بيسكور، التي تدافع عن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، اطّلعنا على شهادة عامل آخر تدعم مزاعم جين-سو.
كما تحدّثت بي بي سي إلى منشق آخر يُدعى هيون-سونغ لي، قال إنّه التقى عمّال تكنولوجيا المعلومات الكوريين الشماليين أثناء سفره إلى الصين كرجل أعمال لصالح النظام، مؤكداً أنّ تجاربهم متشابهة.
مشكلة متنامية
تحدّثت بي بي سي إلى مديري توظيف في قطاع الأمن السيبراني وتطوير البرمجيات، قالوا إنّهم رصدوا عشرات المرشحين الذين يشتبهون في كونهم عمّال تكنولوجيا معلومات من كوريا الشمالية خلال عمليات التوظيف.
كان روب هينلي، المؤسس المشارك لشركة "ألي سيكيوريتي" في الولايات المتحدة، كان مؤخراً يقوم بتعيين موظفين لشغل سلسلة من الوظائف عن بُعد في شركته، ويعتقد أنّه أجرى مقابلات مع نحو 30 عاملاً كورياً شمالياً. وقال: "في البداية كان الأمر أشبه بلعبة، نحاول معرفة من الحقيقي ومن المزيّف، لكنّه أصبح مزعجاً بسرعة".
في النهاية، اضطر إلى أن يطلب من المرشحين خلال المكالمات المرئية إثبات أن الوقت في مكانهم نهاراً.
وقال: "كنا نتعاقد فقط مع مرشحين من الولايات المتحدة لهذه الوظائف. كان من المفترض أن يكون الضوء على الأقل مرئياً بالخارج. لكنني لم أرَ ضوء النهار مطلقاً".
في مارس الماضي، شارك "دافيد موكزادو"، الشريك المؤسس لشركة "فيدوك سيكيوريتي لاب" في بولندا، مقطع فيديو لمقابلة عمل عن بُعد أجراها مع مرشح يبدو أنه كان يستخدم برنامجاً للذكاء الاصطناعي لإخفاء ملامح وجهه. وأوضح أنه بعد استشارة الخبراء، خلص إلى أن المرشح قد يكون عاملاً في مجال تكنولوجيا المعلومات من كوريا الشمالية.
BBC
تواصلنا مع السفارة الكورية الشمالية في لندن لنقدم لها ما ورد في هذا التقرير، لكننا لم نتلقَ رداً.
سبيل نادر للهرب
تُرسل كوريا الشمالية عمالها إلى الخارج منذ عقود لكسب العملات الصعبة. ويعمل ما يصل إلى 100 ألف شخص في الخارج كعمّال مصانع أو مطاعم، معظمهم في الصين وروسيا.
وبعد سنوات من العيش في الصين، قال جين-سو إنّ "شعور الاختناق" من ظروف العمل القمعية كان يتزايد.
وأضاف: "لم يكن مسموحاً لنا بالخروج، وكان علينا البقاء في الداخل طوال الوقت. لا يمكنك ممارسة الرياضة، ولا القيام بما تريد".
ومع ذلك، أشار إلى أنّ عمّال تكنولوجيا المعلومات الكوريين الشماليين يتمتعون بحرية أكبر في الوصول إلى وسائل الإعلام الغربية أثناء وجودهم في الخارج. وقال: "ترى العالم الحقيقي. عندما نكون في الخارج، ندرك أنّ هناك خللاً في داخل كوريا الشمالية".
لكن رغم ذلك، زعم أنّ قلّة فقط تفكّر في الهروب كما فعل هو.
وقال: "هم يأخذون المال ويعودون إلى الوطن، قلة قليلة تفكر في الانشقاق".
ورغم أنّهم يحتفظون بجزء صغير من أرباحهم، إلا أنّه يعدّ مبلغاً كبيراً في كوريا الشمالية. كما أنّ الانشقاق محفوف بالمخاطر وصعب للغاية. فالمراقبة في الصين تؤدي إلى القبض على معظمهم. ومن ينجحون في الهروب قد لا يرون عائلاتهم مجدداً، وقد تواجه عائلاتهم عقوبات بسبب فرارهم.
ويواصل جين-سو العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات بعد انشقاقه، ويقول إنّ المهارات التي اكتسبها أثناء عمله لصالح النظام ساعدته على التأقلم مع حياته الجديدة.
ورغم أنّه يكسب الآن أقل ممّا كان يكسبه عندما كان يعمل لصالح النظام، لأنّه لم يعد يشغل وظائف متعدّدة بهويات مزوّرة، فإنّه يحتفظ بمعظم أرباحه.
وقال: "كنت معتاداً على جني المال من خلال القيام بأعمال غير قانونية، لكنني الآن أعمل بجد وأكسب المال الذي أستحقه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
احجبوا تطبيق الـ تيك توك الهائم وإلا فإن القادم كالح قاتم !
' يا معالي وزير الداخلية المحترم،قلت لك أغلق التيك توك، فالمطلوب اليوم وجود شرطة آداب مخصصة لمراقبة التيك توك، لأننا قد دخلنا مرحلة لن نعرف كيفية الخروج منها نهائيا، وفي حال لم يتم الغاء التطبيق وحجبه،فإن الناس ستمشي عرايا في الشوارع وبظرف عامين ،وهناك من النساء من يبعنَ أجسادهنَّ ، ويعرضن لحومهنَّ عبر هذا التطبيق من أجل كبس، كبس !!'، بهذه التصريحات العلنية الصادمة، ولكن المخلصة الصادقة ، لخص عضو مجلس النواب المصري الاسبق، ورئيس نادي الزمالك السابق المستشار مرتضى منصور ، حجم الكارثة التي تعصف بالبلاد والعباد ليس في مصر وحدها وإنما في طول العالم العربي وعرضه،وذلك بالتزامن مع الحملة الكبرى التي تشنها السلطات المصرية حاليا ضد ما يسمى بـ البلوغرز وصناع التفاهة والانحطاط والمحتوى الهابط ، المناقض للفضيلة ،الخادش للحياء ، المخالف للتقاليد المجتمعية ، والأعراف الحسنة على هذه المنصة التي خرجت كالمارد من قمقمها،وأفلتت تماما من عقالها، ولعل من أبرز من طالتهم الحملة ، سوزي الأردنية ، وأم مكة ، وأم ساجدة ، ومداهم 777، وعلياء مناديل، وقبلهم مروة بنت مبارك، بوجود مطالبات نيابية لإغلاق المنصة نهائيا ما لم تلتزم ادارة التيك توك بالمحددات القانونية، وبالمعايير المهنية، والضوابط الاخلاقية ،وبما يتواءم مع طبيعة المجتمع المصري المحافظ وينسجم مع أعرافه وتقاليده وقيمة !وحري بجميع وزارات الداخلية العربية والاسلامية أن تحذو حذو الداخلية المصرية وتقنن ، أو تطهر التيك توك من رجسه ودنسه ، أو تغلقه نهائيا في حال لم تحجب ادارته كم المحتوى الهابط من جميع الحسابات والمنصات لأن ما يتم بثه من انحطاط ورذيلة طيلة السنين القليلة الماضية قد فاق جميع التوقعات وبات خطرا داهما بحق يهدد عوائلنا وأسرنا الكريمة من المحيط الى الخليج بكل ما يلطخ سمعتهم، ويسيء إليهم، ويخبث خواطرهم، ويضيع أولادهم وبناتهم، ويضلل فلذات أكبادهم . وبحسب تقارير واحصاءات عام 2024 ، فإن معظم مستخدمي تيك توك هم من 'الجيل زد' ، تشكل نسبة الاناث 51% منهم، فيما يحتل المحتوى الترفيهي صدارة الاكثر متابعة ومشاركة ،أما عن عدد مشتركي هذه المنصة فيزيد على 1.677مليار مستخدم ، وبما دفع العديد من المراقبين والمهتمين بالمخاطر الرقمية لاتهام الصين بتصدير الفوضى الرقمية غير الخلاقة العارمة عن عمد عبر منصة تيك توك المملوكة لشركة بايت دانس ،والتي تحقق أرباحا سنوية تقدر بـ 6 مليارات دولار من الاعلانات والتسويق فقط ، في وقت تختلف فيه نسختها الصينية التي أطلقت عام 2016 والمسماة Douyin وتخضع للرقابة المركزية الصارمة على النقيض تماما من نسخة التطبيق العالمي المفتوحة على الغارب والتي كانت قد أطلقت عام 2017 عبر الفضاء السيبراني ولكن من غير ضوابط ، أو محددات ليتوالد من صفحات هذه المنصة العالمية ويتناسل في رحمها أقذر محتوى أخلاقي عرفته البشرية على الاطلاق ، وليجتاح العالم من قبلها أخطر تلوث سمع- بصري ، ولتهب من خلالها على الأمم والشعوب أبشع ريح سوداء منتنة منافية للاخلاق الحميدة والفطر السليمة ، ولا غرو بأن هدف هذه المنصة واضافة الى الأرباح السنوية المليارية، فضلا عن كونها أكبر متطفل رقمي وأخطر سارق لبيانات المستخدمين الشخصية لأغراض المتابعة والمراقبة والتجسس وبما قدر بنحو مليار ملف شخصي لعام 2023 وحده ، هو خلط حابل الغرائز البهيمية،والأفكار المنحرفة، والعادات الخبيثة،والأمزجة العكرة، والأمراض النفسية بنابلها ، زيادة على غسيل الأموال،والإتجار بالأعضاء البشرية، إضافة الى عمالة ودعارة وبيع الأطفال ،كذلك التهريب والاتجار بكل انواع المحرمات وأصناف الممنوعات ليس السلاح أولها ، ولا المخدرات بأنواعها آخرها ، كل ذلك بغية إفساد الشعوب ليسهل استعبادها واستحمارها – صينيا – فيما بعد،وبالتالي فأنا لا أبرىء ذمة الحكومة الصينية من كل هذا العبث والهراء الذي يمثل وعلى ما يبدو جليا جزءا غير معلن من 'خطة الحزام والطريق 2030″ لضمان مرور هذا الطريق -الاستعماري- والذي لايلبث أن يُظهر الوجه الصيني الحقيقي الكالح وغير المنظور حاليا لكثير من الخلق بسبب بروباغندا التنين الناعمة ، وأجندة ، أو بالأحرى كوكتيل الصين الاغرب على الاطلاق ، المنصهر في بوتقة ' البوذية + الماركسية الماوية +الطاوية+ الكونفوشيوسية + الاشتراكية التقليدية + الرأسمالية والبرجوازية الغائمة !!' علاوة على المكياج الإعلامي الصيني المكثف، و عمليات التجميل الجيو – سياسية الممنهجة،أقول ليمر طريق الحرير الجديد بدول تغرق شعوبها الى الاذقان بالتفاهة والترفيه والسطحية والابتذال بعد أن أصبح أسافلهم وأراذلهم وفساقهم وفجارهم وسقط متاعهم وشذاذ أفاقهم وجهالهم من المخنثين والفاشينيستات والبلوغريات والفلوغريات،هم رموزهم وقدواتهم ومشاهيرهم والـ نمبر وان فيما بينهم ، وإلا بماذا نفسر حصول كل هؤلاء التافهين من خلال التيك توك على ملايين المشاهدات ، ومثلها الملايين من التعليقات والمشاركات والاعجابات على منصاتهم و بما يدر عليهم آلاف الدولارات يوميا في وقت يكد فيه المثقفون والكادحون والأكاديميون والباحثون عن اللقمة الحلال ويواصلون الليل بالنهار ولن يحصلوا على عشر معشار ما يحصل عليه السالف ذكرهم ومن على شاكلتهم ؟! ولكي لا نتجنى على الحقائق ونقفز عليها ، ولكي لا نجانب الصواب ، فالحق يقال بأن لكل تقنية فوائدها ومضارها، ولا شك بأن الاستخدام الطويل ، والاستثمار السيء لمواقع التواصل الاجتماعي على إختلاف فئاتها وأنواعها – وليس التيك توك وحده – ولاسيما من قبل الأطفال والمراهقين قد أفرز لنا العديد من المشاكل النفسية ، والافات المجتمعية التي تتراوح بين الادمان على النت ، والعزلة ، والانطوائية ، والارهاق ، والقلق ، والتنمر ، والابتزاز الالكتروني ، والانتحار ، وبالأخص بين جيل زد وألفا، وما تزال العبارة التي كتبتها المراهقة (روزالي) بعد التنمر عليها ووصفها بـ ' القبيحة' في أحد منصات التواصل قبل أن تنهي حياتها انتحارا ،ماثلة في الاذهان و ترن في الآذان لتبكي كل من يقرأها (أحبك أمي ، ولكن من فضلك لا تنشري أية صورة لي في جنازتي ) بحسب صحيفة nbcnews ، بمعنى أن روزالي كانت تخشى أن يتنمروا على صورها مجددا حتى بعد مماتها ، وبما لخص للعالم أجمع حجم الأثر السيء للتنمر الالكتروني من جهة ، ونتائج الاستخدام الأسوأ لتطبيقات ومنصات التواصل وفي مقدمتها التيك توك ، حيث يعاني 1 بين كل 5 مراهقين ممن شملتهم دراسة لمؤسسة 'ستيم 4' للصحة العقلية للشباب من مشاكل نفسية بسبب الانترنت فيما يعاني 14٪ من صعوبات في الأكل، فضلا على العزلة الطوعية وتجنب الاختلاط ، بوجود مخاوف جدية من مشاهدة وادمان المواد الإباحية ، والمقامرة ، والانغماس المفرط في الألعاب الألكترونية ، والبرامج الضارة ، وما ينجم عنها من تفكك أسري، وعدم الرضا عن الواقع المادي، والمكانة الاجتماعية ، والهيئات ، بسبب الغيرة ومقارنة النفس بآخرين ، اضافة الى فقدان الاهتمام بالأشياء والشعور بـ (الأرق) ،أو المغص ، أو الصداع بحسب منظمة اليونيسف . ودعوني هاهنا أستعرض جانبا من آخر الدراسات الطبية، والبحوث العلمية التي جمعتها لكم بشأن مخاطر الادمان على المواقع الاباحية ومن مصادرها الموثوقة ، فاليوم تعاني الصحة العقلية ، والحياة الخاصة على سطح الكوكب من آثار كارثية نتيجة للتعاطي الرهيب مع الأفلام الإباحية ،وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية . ويضيف عالم النفس الأمريكي البروفيسور وليام ستروزر ،بأن ' الجسم يفرز مادة الدوبامين ساعة متابعة هذه الأفلام القمئة وهي المادة ذاتها التي تسبب الادمان على المخدرات ، محذرا من خطر الافلام غير الاخلاقية لأنها تسبب واضافة الى الادمان ،مايعرف بـ' عنانة الأفلام الإباحية' التي تؤدي إلى حصول الإثارة افتراضيا وإنعدامها كليا او برودها واقعيا . أما جامعة (أنتويرب) البلجيكية وكما جاء في مجلة (سايبر سيكولوجي) المعنية بـ( علم النفس السيبراني)،فتكشف عن وجود ارتباط وثيق بين متابعة المواد اللاأخلاقية على السوشيال ميديا وبين السلوك المنحرف في الواقع . بدوره كشف معهد (ماكس بلانك ) الألماني في برلين عن وجود صلة سلبية بين مشاهدة تلك الأفلام والجزء الأيمن من الدماغ، كذلك وظائف القشرة الأمامية المسؤولة عن التفكير والتخطيط وأداء الأعمال والكلام والتحكم العاطفي . ولم يختلف الحال مع (جامعة لافال ) الكندية ففي دراسة لطبيبة الاعصاب راشيل آن بار ، كشفت عن أن الأشخاص الذين يدمنون 'المواد الإباحية' يصابون بأضرار في القشرة المخية التي تتحكم في الأخلاق والإرادة والسيطرة على الدوافع . وفي كتابه (wired for Intimacy ) كشف الدكتور (ويليام ستروثرز) ،أن ادمان الافلام الاباحية بإختصار يؤدي الى أمراض نفسية وعقلية علاوة على مشاعر الاكتئاب والانطواء والقلق ، مطلقا تحذيرا مماثلا من خطر متابعة هذه الأفلام ودورها في إضعاف الإرادة والقشرة الحزامية المسؤولة عن القرارات الأخلاقية والسلوكية واحداث تغيرات كيميائية للدماغ شبيهة بالتغيرات التي تحدث لمدمني الكحول المخدرات !! وقد ارتفعت معدلات الإصابة بهذه الأمراض مع ظهور الإنترنت وغياب الرقابة كما جاء في الفيلم الوثائقي البريطاني (تأثير الإباحية على العقل) وانصح بمشاهدته على اليوتيوب ، والحل ببساطة يكمن في التوعية المستمرة والحجب والتقنين والحظر المؤسسي والمركزي للمواقع المخلة ، وإذا ما صدقت النوايا ، وتظافرت الجهود فبإمكان ذلك كله أو جله الحد من متابعة 90 % من المواقع الاباحية على الاقل كما يقول خبراء البرمجيات شريطة أن تكون الاجراءات رسمية وقانونية وأن تأتي في سياق ونسق واحد متزامنة مع اطلاق حملات إرشادية ، ودروس توعوية ، ومحاضرات وعظية ، وخطب منبرية ، ومناهج تربوية تبدأ من الاسرة أولا ،بمشاركة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ، اضافة الى مؤسسات التربية والتعليم والصحة والاتصالات والثقافة ، ولكن بعيدا كل البعد عن الأدلجة والتسييس، وحبذا لو يفعل الحظر لينتقل من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي ليعمل على غلق وحظر الملاهي والبارات والنوادي الليلية ، ومراكز – المزاج – عفوا – المساج كذلك . والحق أقول لكم فلقد عكفت خلال الأيام الماضية على متابعة والاطلاع على حجم المفاسد في العالم خاصة ، وفي الوطن العربي عامة ، فوجدت أن الانحطاط صار ممنهجا ومدروسا ومخططا له بعناية فائقة ولم يعد عفويا وغرائزيا وعبثيا وفوضويا يمارسه شذاذ الأفاق هنا أو هناك مدفوعين بشهواتهم البهيمية ، فهناك اليوم أدب رذائل، دراما رذائل ،سينما رذائل ،مسرح رذائل ،شعر رذائل، روايات رذائل،قصص رذائل ،فكر رذائل،ثقافة رذائل، كارتون وقصص اطفال رذائل'ولقد صدمت بأفلام كارتون تشجع على الشذوذ والإباحية والانحطاط والتخنث الذكوري والاسترجال الأنثوي بكل ما تعني الكلمة من معنى وبوضوح شديد وجرأة لافتة' ولقد راعني مشاهد عشرات الاطفال على التيك توك ، وهم يتراقصون داخل غرف نومهم خلسة بعيدا عن أنظار وعلم أسرهم ، وربما بعلمهم وبتشجيعهم أيضا طمعا بالشهرة والمال ، وهم يرتدون الملابس الخليعة الفاضحة والمثيرة ، متلفظين بعبارات خادشة للحياء ،وبكلمات مقززة يعف اللسان عن ذكرها ، حتى أن إحداهن ولما يتجاوز عمرها الـ 11سنة بعد، قالت في مقطع لها على التيك توك ' ما أحلى وضع حبيبي داخل القدر ومن ثم طبخه وأكله !!' فيما قال آخر وسنه لا يتجاوز 14 سنة على ذات المنصة ' لقد فات الزمن الذي يربي فيه الآباء أبناءهم ..اليوم نحن من سنربي آباءنا ، وعلى كيف كيفنا !!' لتظهر طفلة أخرى بعمر 12 سنة بملابس الرقص الشرقي الخليعة داخل غرفة نومها وهي ترقص على ايقاع أغنية مصرية ، وهز ياوز ولا سهير زكي ، أو نجوى فؤاد في عز شبابهنَّ ، وفي اوج شهرتهن ، وعلى منوالهم العديد من الأطفال ومن مختلف الدول العربية ممن أفقدهم التيك توك الصيني براءتهم ، وحطم طفولتهم، وبما أصابني بالأسى والهلع في آن واحد …الأسى على الحاضر القاتم المعاش ، والهلع من المستقبل المجهول المرتقب !! والخلاصة هي :


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
بريطانيا.. اتهام "محمد عمر خالد" بالتآمر بعد اقتحامه منشأة محظورة
شفق نيوز- لندن وجهت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا تهماً جديدة إلى الشاب "محمد عمر خالد" (22 عاماً)، على خلفية اقتحامه منشأة عسكرية محظورة تابعة لسلاح الجو الملكي في "بريز نورتون" بمقاطعة أوكسفوردشير. ووفقاً لما ذكرته شبكة "بي بي سي" يواجه خالد تُهماً بالتآمر لإحداث أضرار جنائية، والدخول عمداً إلى منشأة محظورة بغرض الإضرار بأمن المملكة المتحدة أو مصالحها، وذلك بموجب قانون الجرائم الجنائية. وقد تقرر حبسه على ذمة التحقيق، على أن يمثل أمام محكمة "ويستمنستر" الابتدائية. ووقع الحادث في حزيران/ يونيو الماضي، حين تسلّل نشطاء إلى قاعدة "بريز نورتون" الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي في أوكسفوردشير ورشّوا طلاءً على طائرتين من طراز "فويجر"، ما تسبب بخسائر قُدّرت بـ7 ملايين جنيه إسترليني. وأعلنت "بالستاين آكشن" مسؤوليتها عن العملية، وهي مجموعة مناهضة لتجارة السلاح، حظرتها الحكومة البريطانية لاحقاً بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، بعد سلسلة من الأنشطة التي استهدفت شركات تصنيع الأسلحة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وكان أربعة أشخاص قد وُجّهت إليهم التُهم نفسها في الشهر الماضي، فيما لا تزال امرأة أخرى قيد التحقيق بكفالة، وقد أُفرج عن رجل دون توجيه اتهامات. وقد حصلت "حركة فلسطين" مؤخراً على إذن للطعن القانوني في قرار الحظر.


الرأي العام
منذ 15 ساعات
- الرأي العام
أسترالي يستلم 3.5 مليون دولار بالخطأ
أظهرت تحقيقات استمرت لثمانية أشهر سلسلة من الأخطاء الحاسمة أدت إلى تحويل مبلغ ضخم قدره 3,583,363 دولارا عن طريق الخطأ إلى حساب بنكي تم افتتاحه خصيصا لغرض احتيالي. وفقا لموقع 'ديلى ميل' فقد قام شخص يدعى سيف نافل، البالغ من العمر 38 عاما من لورنيا جنوب غرب سيدني، أرسل فى نوفمبر رسالة إلكترونية إلى وكالة حكومية في الإقليم الشمالي، مدعيا أنه مقاول من شركة إنشاءات تعمل مع الوكالة في مشروع إسكان للسكان الأصليين. وأوضحت التفاصيل أن شركة الإنشاءات المزمع تقليدها تدعى 'Bukmak Constructions' والتى كانت تفرض على الحكومة رسوما قدرها 3 ملايين دولار شهريا على مدار خمس سنوات لبناء 87 منزلًا. يقال إن نافل قدم نموذج تعريف بائع مزيف بمعلومات بنكية محدثة، ما أدى إلى تحويل الأموال إلى الحساب المزعوم تحت اسم الشركة الوهمية. وبعد أيام قليلة، لاحظ بنك ANZ سلسلة من التحويلات المشبوهة، فتدخلت الشرطة الفيدرالية الأسترالية لتفتح تحقيقا موسعا فى القضية، وتتبعت التحقيقات أثر رقم الهاتف المرتبط بالنموذج المزيف، والذي قاد السلطات إلى المحتال على بعد حوالى 4000 كيلومتر في سيدني، حيث تم التقاط لقطات عبر كاميرات المراقبة تظهر نافل وهو يقف في طابور ماكينة الصراف الآلى لسحب النقود. وفي خطوة حاسمة، داهمت الشرطة منزل نافل يوم الأربعاء الماضى وضبطت الأجهزة الإلكترونية والوثائق المتعلقة بتسجيل الشركة الوهمية. ووجهت إليه تهمة التعامل في عائدات جريمة تقدر قيمتها بمليون دولار أو أكثر، حيث ظهر أمام محكمة ليفربول المحلية يوم الخميس الماضي وحصل على الكفالة، ومن المقرر أن يعاد المثول أمام المحكمة في سبتمبر، وفي حال إدانته، قد يواجه نافل عقوبة تصل إلى 12 عاما فى السجن. من جهتها، نجحت جهود بنك ANZ في استرداد جميع الأموال المسروقة باستثناء مبلغ 11,603 دولاراً، وقد حذرت مفتشة المباحث ماري أندرسون المواطنين من الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني، مؤكدة ضرورة التحقق من رسائل البريد الإلكترونى والتواصل مع الجهات الرسمية عبر أرقام هواتف معتمدة فقط. وفى تعليق من ميلان جيجوفيتش من بنك ANZ، تم التأكيد على التعاون المشترك بين البنك والجهات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون لكشف ومنع مثل هذه الاحتيالات، سعيا لتعزيز دفاعات القطاع المالى وحماية الشركات الأسترالية.