logo
الفـن والعقيـدة

الفـن والعقيـدة

الرياضمنذ 4 أيام
الإنسان حين يملك أن ينظر إلى المظاهر جميعها متصلة سوف يدرك أن ثمة تياراً خفياً يسيطر عليها جميعاً ويضفي عليها جمالاً متميزاً ويجعل الإنسان يخشى من هذه القوى الخفية ويحاول استرضاءها، ولذا أقام الشعائر والممارسات الدينية ليعبر عن حاجاته ودوافعه إزاء الآلهة لينشأ بذلك ما يسمى بالعقيدة..
منذ أن وعي الإنسان بما حوله وبدأت أنامله تداعب الحجر لتشكل منه أدوات بدائية أو قطع فنية، ومنذ أن وقف في الماء ولامس أحياءه تسبح بين قدميه ودخل الكهوف واتخذها مساكن، كان هناك شيء خفي يشعر به بداخله ويعطيه القوة في مواجهة العالم المليء بالوحوش وأوجد الفكر الإنساني شكلاً راقياً من أشكال الفكر، بأن هناك قوى خفية تسيطر على هذا العالم تعمل دوماً على تحقيق التوازن، هذه القوة وإن كانت غير ظاهرة إلا أن أفعالها تدل عليها، فحاول دوماً التودد إليها خوفاً من بطشها فحاكاها في أفعالها، إذ إن تكوينات الصخور وهطول الأمطار عليها تشكل قطعاً فنية منحوتة، إذ تترك أشكالاً تبث الرهبة داخل نفس هذا الإنسان فرأى تماثيل نحتتها الطبيعة، ولأن الإنسان بطبيعته يحاكي ما يراه فصنع لآلهته أو هذه القوى الخفية أشكالاً ليتقرب إليها ويعبدها ويأنس بها في هذا العالم الموحش.
إن الإنسان الذي عاش في ظروف المجتمع البدائي لم يكن يفهم إلا الصلات القريبة منه كعلاقات القربى. كان التفسير بواسطة علاقات القربي أكثر تفسيرات الطبيعة إقناعاً له، فالسماء والهواء والأرض والبحر والعالم السفلي، أي الطبيعة برمتها كل ذلك لم يكن يبدو له أكثر من مشاعة قبلية ضخمة واحدة.
وهذه الطبيعة من حوله هي ما حرك الإنسان لمحاولة مسايرة الأوضاع من حوله فنشأ داخله اعتقاد سحري بقدرته على التغلب والانتصار. وما نراه من صور الحيوان في العصر الجليدي على الجدران وعلى أسقف الكهوف ولا سيما قدامى السكان في إسبانيا وجنوب فرنسا، إذ صوروا في كهوفهم صوراً للوعل والجاموس البري والخيول، وأغلب الظن أنهم لم يفعلوا ذلك للمتعة والجمال، فلقد كانت الكهوف من الظلمة بحيث لا تتيح الرؤيا وبالتالي لا تصلح أن تتخذ سكناً، ولكن أغلب الظن أنهم رسموا هذه الصور اعتقاداً منهم بأنها ستقع بين أيديهم إذا رسموها وهذا هو البعد السحري، "لا تزال بعض القبائل البدائية في أفريقيا تربط بين الصورة والحقيقة، فنراهم يحزنون إذا ما مر بهم سائح والتقط صوراً لهم ولماشيتهم، فهم يعتقدون أن ذهابه بصور الماشية سيجعلهم يفتقدونها فسترحل عنهم مثلما رحلت الصورة".
ومازالت هذه المعتقدات الموجودة في بعض القبائل التي تسمي أبناءها بأسماء الحيوان بل وفي رقصاتها ترتدي جلود الحيوانات، فرغم أن الإنسان الأول توصل إلى آلية الفكر إلا أنه لم يستطع أن ينسحب من الحقائق المحسوسة ليحولها إلى أشياء ملموسة تستطيع تجسيدها، فلقد أدرك في الفكر البدائي العلاقة بين السبب والنتيجة ولكنه لا يدرك ما يراه من سببية تعمل كالقانون آلياً وبدون أي هوى شخصي، فإن الإنسان المبكر ينظر إلى الوقائع كحوادث فردية، ولم يدرك هذه الحوادث أو يفسرها إلا كحركة، فلا يضعها بالضرورة إلا في قالب قصة، وبعبارة أخرى كان الأقدمون يقصون الأساطير عوضاً عن القيام بالتحليل والاستنتاج.
ومن هنا نشأت الأساطير التي كانت مجرد محاولة من هذا الإنسان البدائي لتفسير بعض الظواهر التي بدت غامضة على فهمه، وفي الوقت نفسه تشعره بنوع من الأمان من الغموض المحيط به، فالإحساس بالقصور إزاء المعنويات التي بدت غامضة هو الذي حرك العقل لاستجلابها، فإذا هو بذلك يضع الأساس الأول لنشأة الفنون والعلوم، فحملت أساطيره بعضاً من الصفات الخارقة للقوى الغيبية التي تطور الفكر اتجاهها ووضعها في مصاف الآلهة، فنشأ ما يسمى بتعدد الآلهة في الفكر اليوناني القديم وأيضاً في الشرق الأدنى والأوسط.
وارتبطت هذه الأنشطة اليومية بالفن، ففنون الغناء والرقص قد تطورت من الأعمال الجماعية ومن الطقوس الدينية.
هذا الإحساس الديني هو ما جعلهم يعيشون في جماعات وفق منطق نفعي، الغرض منه الإحساس بالدفء والأمان، فالإنسان البدائي حين يحاول تفسير الظواهر الطبيعية يغدق على الجماد صفات إنسانية لأنه لا يعرف عالماً جامداً أبداً، فالعالم لا يبدو للإنسان البدائي جماداً أو فارغاً بل زاخراً بالحياة حتى وإن كان جماداً أو تمثالاً، فهو يحمل بداخله حياة محسوسة أو ما يسمى بقوة التأثير أو بالبعد السحري للفنون، ولذا نجحت مدرسة الواقعية السحرية في الفن، لأن "الأشياء يصبح لها لا بذاتها ولكن بوصفها قوى، إمكانات خفية تستطيع أن تؤثر على الإنسان، لذلك لا تكتسب الأشياء تحديداتها الخاصة وتتحول إلى فتشات، أي تصبح الأشياء حوامل لقوى سحرية".
فالوظيفة الأولية للفنون السحرية كافة هي إذكاء عواطف معينة في المرء أو في الأشخاص والتي تعد ضرورية ونافعة في سياق العمل المعيشي، فالنشاط السحري نوع من المحرك الذي يزود ميكانيكية الحياة العملية بتيار عاطفي ليسيرها، لذلك فالسحر الفني ضرورة في أي مجتمع صحي.
فالإنسان حين يملك أن ينظر إلى المظاهر جميعها متصلة سوف يدرك أن ثمة تياراً خفياً يسيطر عليها جميعاً ويضفي عليها جمالاً متميزاً ويجعل الإنسان يخشى من هذه القوى الخفية ويحاول استرضاءها، ولذا أقام الشعائر والممارسات الدينية ليعبر عن حاجاته ودوافعه إزاء الآلهة لينشأ بذلك ما يسمى بالعقيدة، إذ كان الإنسان يعبر عن تقديسه لتلك الآلهة بما تهديه إليه الفطرة من وسائل التعبير التي يحيي بها الطقوس العبودية في دفء جماعي لدى الشعوب البدائية وفي القبائل الأفريقية، كما نجده أيضاً في بدايات الدراما اليونانية فيما يسمى مرحلة الاستعراضات الدثرامبية التي تتم بشكل جماعي بغرض التأثير على جمهور المشاهدين بما تثيره هذه الاستعراضات من انفعالات داخل نفسية المتلقي، إذ ينتقل الانفعال الشديد ذاتياً، بواسطة نوع من العدوى النفسية من أحد أفراد القطيع إلى الآخر، حيث يحتاج الأمر إلى لغة مشتركة تصبح هذه النوبات الانفعالية وسيلة لتوحيد المجموع، وبالطريقة نفسها تتوحد الجماهير، ويصل جمهور المشاهدين إلى حالة من حالات الوجد، متناسين الهموم الحياتية في شكل أقرب للعبادة، ومثلما يعتقد الرجل البدائي أنه يستطيع أن يضمن وقوع الحدث الفعلي عن طريق التمثيل الرمزي لهذا الحدث إيماناً منه بما يسمى البعد السحري، فهو حينما يمثل في رقصة الصيد أنه يقتل حيواناً فإنه يعتقد اعتقاداً راسخاً أنه سوف يفلح في صيده، لذا كان يحاكي الأشياء من حوله حتى تبدو طبيعية ويحدث التأثير في الراقصين الصيادين يحدث التأثير أيضاً في جمهور المشاهدين أو ما يسمى بنظرية التفاعل (1- تفاعل الوجدان، 2- تفاعل العاطفة، 3- تفاعل النشاط).
أي أن هذا التفاعل يأتي من داخل الفرد نفسه وبفطرية وتلقائية ناتجة عن إحساسه الدائم بالعقيدة، ولقد بنيت الثقافة الشرقية على الغريزة، إذ أصبح يحس أنه أمام قدر مقدر عليه، ومن ثم يتواضع في صمت ودون أدنى رغبة منه أمام سر الوجود الأعظم الذي لا سبيل إلى اختراقه، ولقد يظهر خوفه فإذا هو عبادة وأصبح استسلامه دينياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المملكة تتصدر مشهد الإحصاء العالمي
المملكة تتصدر مشهد الإحصاء العالمي

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

المملكة تتصدر مشهد الإحصاء العالمي

في مشهد يعكس تحولًا جذريًا لملامح السعودية، وفي سياق التحولات الكبرى التي تشهدها، مدفوعة برؤية طموحة يقودها الأمير محمد بن سلمان، لم يعد الحديث عن السعودية مقتصرًا على الذهب الأسود وثقله الاقتصادي التقليدي. اليوم، تبرز السعودية كلاعب محوري في ميدان بالغ الأهمية، غالبًا ما يبقى خلف الكواليس ولكنه يشكّل عصب التنمية والتقدم: عالم الإحصاء والبيانات. ففي خطوة تاريخية تؤكد مكانتها المتنامية وتأثيرها المتصاعد على الساحة الدولية، يظهر إنجاز جديد يضاف إلى سجلها الحافل، ولكنه يحمل في طياته دلالات إستراتيجية تتجاوز حدود القطاع الإحصائي التقليدي. حيث حصدت السعودية ممثلة في الهيئة العامة للإحصاء، بعد منافسة دولية قوية، حق استضافة منتدى البيانات العالمي لعام 2026. هذا الفوز يمثل علامة فارقة ويحمل في طياته دلالات عميقة، فهو ليس مجرد خبر عابر لفوز بتنظيم فعالية عالمية مرموقة أو محطة عابرة في مسيرة التنمية، بل هو إعلان مدوٍ عن ريادة سعودية جديدة وتتويج لريادة صاعدة واعتراف دولي صريح بالريادة الإحصائية التي باتت تتبؤوها السعودية ومكانتها كمرجع فاعل رئيسي ومصدر موثوق للمعرفة الإحصائية. إنه بمثابة شهادة اعتماد عالمية للمنهجية السعودية المتطورة في جمع وتحليل واستخدام البيانات، وهي المنهجية التي ارتقت بالعمل الإحصائي من مجرد جمع للبيانات إلى محرك إستراتيجي للتخطيط والتنمية المستدامة. لم يكن هذا التتويج والإنجاز الرفيع وليد الصدفة أو يأتي من فراغ، بل هو انعكاس لرؤية استشرافية قوامها رؤية طموحة يقودها سمو ولي العهد، تدرك أن «لغة الأرقام» هي الأساس المتين الذي تُبنى عليه القرارات الرشيدة والأصدق والأكثر دلالة في قياس التقدم وتقويم الأداء وتُقاس به منجزات الدول، وثمرة جهود مؤسسية دؤوبة وحثيثة وإستراتيجية واضحة المعالم تضع السعودية في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي وتترجم الرؤية الثاقبة لسمو ولي العهد في تحويل السعودية من أرض الصحراء الشاسعة إلى ثقل عالمي مؤثر في شتى القطاعات، ولم يكن الإحصاء، بما يمثله من عصب حيوي للتخطيط والتنمية واتخاذ القرارات المستنيرة، بمنأى عن هذا التحول النوعي. فمنذ أن أشرقت شمس رؤية السعودية 2030، أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا استثنائيًا بتطوير البنية التحتية الإحصائية، إيمانًا راسخًا بأن البيانات الدقيقة والشفافة هي الوقود الحقيقي لمحركات التنمية المستدامة. حيث شهد القطاع الإحصائي في السعودية نقلة نوعية جذرية ولم تعد البيانات مجرد أرقام تُجمع وتُعرض بشكل تقليدي، بل أصبحت لغة القرار وعقل التنمية. المتأمل في مسيرة التحول الوطني يدرك أن السعودية لم تعد تكتفي بدور المستهلك للبيانات، بل قفزت خطوات واسعة لتتبوأ موقع المنتج والمصدر للمعرفة الإحصائية الموثوقة، تجسّد ذلك في بناء وتطوير منظومة إحصائية عصرية متكاملة، ترتكز على أحدث المنهجيات والتقنيات وأفضل الممارسات والمعايير الدولية وأكثرها دقة، وتنتج 39 منتجًا إحصائيًا عالي الجودة تستند إلى بيانات دقيقة وشفافة تغطي كافة القطاعات الوطنية ومختلف جوانب الحياة. هذا الاهتمام الدقيق بالتفاصيل والالتزام بالشفافية والصدق المنهجي وهذه القفزة النوعية لم تكن هدفًا بحد ذاته، بل كانت أداة إستراتيجية مكنت السعودية من تحقيق إنجازات مبهرة على صعيد تحقيق مستهدفات الرؤية، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 93% في عام 2024، وهو رقم يتحدث عن قوة التخطيط ودقة التنفيذ المستند إلى بيانات موثوقة تمثل الوقود الحقيقي لهذا التقدم. ويعكس قوة الأساس الذي تستند إليه هذه الطموحات. إن هذا الإنجاز يعزز قناعة راسخة بأن الطموحات الكبرى لرؤية 2030 لم تكن مجرد أحلام، بل تستند إلى قراءة دقيقة للواقع، مدعومة بمنظومة إحصائية متطورة وقادرة على توفير البيانات الموثوقة التي تدعم عملية صنع القرار بكفاءة وفاعلية. فاليوم، نشهد الأرقام تتحدث عن قصة نجاح سعودية استثنائية، حيث تسبق الإنجازات المواعيد المحددة، وتتحول الطموحات إلى حقائق ملموسة. إن استضافة منتدى البيانات العالمي 2026 تضع السعودية في قلب المشهد الإحصائي الدولي، محط أنظار الخبراء والباحثين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم. هذه ليست فقط فرصة لعرض التجربة السعودية الرائدة في تطوير القطاع الإحصائي وبناء منظومة إحصائية حديثة وفعالة، بل هي أيضًا منصة للتبادل المعرفي والإسهام في رسم ملامح مستقبل العمل الإحصائي على المستوى الدولي. بعيدًا عن الصورة النمطية لدولة تعتمد على ثرواتها الطبيعية فقط، تقدم السعودية اليوم نفسها للعالم كقوة صاعدة وفاعلة في صناعة المعرفة والابتكار في مجال الإحصاء والبيانات. إنها قصة تحول ملهمة واستثنائية، يقودها طموح قيادة لا يعرف المستحيل ولا يحده سقف، ورؤية إستراتيجية تضع الإحصاء في صميم عملية التنمية وبناء المستقبل. ففي السعودية الجديدة، لم تعد الأرقام مجرد إحصائيات جامدة أو تفاصيل هامشية، بل أصبحت لسانًا يعبر عن طموحات وطن، وشاهدًا على إنجازات قيادة، وبوصلة ترشد الخطى نحو مستقبل مزدهر ومستدام. وعندما تتحدث الأرقام بمصداقية وشفافية، فإنها تسكت كل الأصوات المشككة، وتعلن بوضوح أن حلم الريادة السعودية لم يعد مجرد طموح، بل واقع يتجسد يومًا بعد يوم. إن السعودية، بقيادة طموحة ورؤية واضحة، لم تكتفِ بتحقيق إنجازات نوعية على الصعيد المحلي، بل تخطت ذلك لتتبوأ مكانة مرموقة على الخريطة الإحصائية العالمية. وباستضافتها لمنتدى البيانات العالمي 2026، فإنها تؤكد للعالم أنها ليست فقط قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة، بل أيضًا مركز عالمي للمعرفة الإحصائية والابتكار في مجال البيانات. هذا الإنجاز هو شهادة حية على أن الاستثمار في بناء منظومة إحصائية قوية ومتطورة هو استثمار في مستقبل الوطن وازدهاره، وهو ما أدركته القيادة الرشيدة فكان هذا التميّز الدولي ثمرة هذا الإدراك العميق. أخبار ذات صلة

المملكة تحتفظ بالمرتبة الأولى في "الأمن السيبراني"
المملكة تحتفظ بالمرتبة الأولى في "الأمن السيبراني"

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

المملكة تحتفظ بالمرتبة الأولى في "الأمن السيبراني"

حافظت المملكة العربية السعودية على المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني، وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2025م، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) بسويسرا. وفي هذا الشأن رفع معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، باسمه واسم أعضاء مجلس إدارة الهيئة وجميع منسوبيها، الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على الدعم والتوجيهات الحكيمة والمتابعة المستمرة التي يحظى بها قطاع الأمن السيبراني في المملكة، وجعلته يتبوأ مراتب متقدمة على مدى سنوات متتالية في مختلف المؤشرات الدولية؛ ومنها تصنيف المملكة أنموذجًا رائدًا في الفئة الأعلى (Role-Model) للمؤشر العالمي للأمن السيبراني 2024م، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة عبر وكالتها المتخصصة الـ(ITU). وقال: "إن هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسلة الإنجازات والنجاحات التي تسطرها المملكة في جميع المجالات منذ إطلاق الرؤية الاستباقية الثاقبة للقيادة الرشيدة -أيدها الله- في تأسيس قطاع الأمن السيبراني في المملكة على نحو شمولي بشقيه الأمني والتنموي وبمختلف أبعاده المحلية والدولية، حتى شهدت منظومة الأمن السيبراني تطورًا كبيرًا في زمن قياسي منذ إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بصفتها الجهة المختصة في المملكة بالأمن السيبراني، والمرجع الوطني في شؤونه، وإنشاء الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت) كشريكها الإستراتيجي والتقني، وهما ركيزتان أساسيتان في النموذج السعودي للأمن السيبراني الذي أسهمت مخرجاته في تعزيز الأمن السيبراني الوطني والسيادة التقنية، وتوطين التقنيات ذات الأولوية، وتعزيز مشاركة المعلومات وأعمال التعاون الدولي". وتُعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى تعزيزه حماية للمصالح الحيوية والبنى التحتية للدولة وأمنها الوطني، وتختص بتحفيز نمو قطاع الأمن السيبراني في المملكة، وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، ووضع السياسات وآليات الحوكمة والأطر والمعايير والضوابط والإرشادات المتعلقة بالأمن السيبراني؛ للوصول إلى فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار. .

"مدرستي" تحصد الجائزة الكبرى في قمة مجتمع المعلومات WSIS 2025
"مدرستي" تحصد الجائزة الكبرى في قمة مجتمع المعلومات WSIS 2025

صحيفة سبق

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة سبق

"مدرستي" تحصد الجائزة الكبرى في قمة مجتمع المعلومات WSIS 2025

في إنجاز عالمي جديد يضاف لسجل المملكة في التحول الرقمي، حصدت منصة "مدرستي" الجائزة الكبرى في منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS 2025 عن فئة التعليم الإلكتروني، وذلك ضمن مشاركة المملكة ممثلةً بوزارة التعليم. ويُعد هذا التتويج العالمي تقديرًا لإسهامات منصة "مدرستي" في تطوير بيئة تعليمية رقمية متكاملة، تخدم أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة، وأكثر من 500 ألف معلم ومعلمة في مختلف مناطق المملكة، مما يعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المملكة في توظيف التقنيات الحديثة لخدمة التعليم العام. ويأتي هذا الإنجاز ثمرة لجهود وطنية متكاملة قادتها وزارة التعليم، بالشراكة مع عدد من الجهات الداعمة، في مقدمتها هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، التي تولّت متابعة المشاركة الوطنية بصفتها الراعي الرسمي للجائزة، إلى جانب هيئة الحكومة الرقمية، حيث ساهمت الجهتان في تعريف الجهات الحكومية بمعايير الترشح وآليات التقديم. وتم تقديم مشروع "مدرستي" للجائزة في يناير 2025، ليُقبل رسميًا في مارس، وتلاه فتح باب التصويت العالمي في أبريل، مصحوبًا بحملات إعلامية لدعم المشاركة الوطنية. ويُعد منتدى WSIS من أبرز المبادرات الدولية التي تُكرّم المشاريع الرقمية المتميزة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التنمية المستدامة. وقد شكّلت الجائزة فرصة نوعية لوزارة التعليم لعرض تجربتها الرائدة في التحوّل الرقمي وتحسين جودة التعليم الإلكتروني. هذا التتويج يعزز حضور المملكة على خارطة الابتكار التعليمي العالمي، ويؤكد أن الرؤية السعودية في رقمنة التعليم باتت نموذجًا يحتذى به على مستوى العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store