logo
بسبب سياسات ترمب... الدولار الأميركي يسجّل أسوأ أداء منذ 1973 في النصف الأول

بسبب سياسات ترمب... الدولار الأميركي يسجّل أسوأ أداء منذ 1973 في النصف الأول

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
شهد الدولار الأميركي أسوأ أداء له في النصف الأول من العام الحالي منذ عام 1973؛ إذ دفعت السياسات التجارية والاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب المستثمرين العالميين إلى إعادة النظر في تعاملاتهم مع العملة المهيمنة عالمياً، وفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز».
فقد انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات أخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني واليورو والين، بأكثر من 10 في المائة حتى الآن في عام 2025، وهي أسوأ بداية للعام منذ نهاية نظام «بريتون وودز» المدعوم بالذهب.
وقال استراتيجي العملات الأجنبية في «آي إن جي»، فرانشيسكو بيسول: «أصبح الدولار كبش فداء لسياسات ترمب المتقلبة». وأضاف أن حرب الرسوم الجمركية المتقطعة التي شنّها الرئيس، واحتياجات الولايات المتحدة الهائلة للاقتراض، والمخاوف بشأن استقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ قوّضت جاذبية الدولار بوصفه ملاذاً آمناً للمستثمرين.
وانخفضت العملة بنسبة 0.2 في المائة، يوم الاثنين، مع استعداد مجلس الشيوخ الأميركي بدء التصويت على تعديلات خاصة بمشروع قانون الضرائب «الضخم والجميل» لترمب. ومن المتوقع أن يضيف التشريع التاريخي 3.2 تريليون دولار إلى كومة الديون الأميركية على مدى العقد المقبل، وقد أثار المخاوف بشأن استدامة اقتراض واشنطن، مما أثار نزوحاً من سوق سندات الخزانة الأميركية.
ويضع الانخفاض الحاد للدولار على مسار أسوأ نصف أول له في العام منذ خسارة 15 في المائة في عام 1973، وأضعف أداء على مدار فترة ستة أشهر منذ عام 2009. وقد أربك انزلاق العملة التوقعات واسعة النطاق في بداية العام بأن حرب ترمب التجارية ستلحق ضرراً أكبر بالاقتصادات خارج الولايات المتحدة، في حين ستُغذّي التضخم الأميركي، مما يعزز العملة مقابل منافسيها.
بدلاً من ذلك، ارتفع اليورو الذي توقعت عدة بنوك في «وول ستريت»، أن يتراجع إلى مستوى التكافؤ مع الدولار هذا العام، بنسبة 13 في المائة ليتجاوز 1.17 دولار. في حين ركّز المستثمرون على مخاطر النمو في أكبر اقتصاد في العالم. فيما ارتفع الطلب على الأصول الآمنة في أماكن أخرى، مثل السندات الألمانية.
ونقلت «فاينانشال تايمز» عن كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت العالمي في شركة «بيمكو» العملاقة للسندات، أندرو بولز، في إشارة إلى إعلان ترمب «الرسوم الجمركية المتبادلة» في أبريل (نيسان): «لقد صدمتم بيوم التحرير، وبإطار السياسة الأميركية».
وجادل بولز بأنه لم يكن هناك تهديد كبير لوضع الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية بحكم الأمر الواقع. لكن هذا «لا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك ضعف كبير في الدولار الأميركي». وأضاف، مسلطاً الضوء على تحول بين المستثمرين العالميين للتحوط بشكل أكبر من تعرضهم للدولار، وهو نشاط يدفع الدولار إلى الانخفاض. كما دفع الدولار إلى الانخفاض هذا العام تزايد التوقعات بأن يخفّض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بشكل أكثر حزماً لدعم الاقتصاد الأميركي -بتشجيع من ترمب- مع توقع إجراء خمسة تخفيضات على الأقل بربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام المقبل، وفقاً للمستويات التي تشير إليها العقود الآجلة.
وساعدت الرهانات على انخفاض أسعار الفائدة الأسهم الأميركية على التخلص من مخاوف الحرب التجارية والصراع في الشرق الأوسط لتصل إلى مستويات قياسية. لكن ضعف الدولار يعني أن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» لا يزال متأخراً كثيراً عن منافسيه في أوروبا عند قياس العوائد بالعملة نفسها.
وأعرب كبار المستثمرين، من صناديق التقاعد إلى مديري احتياطيات البنوك المركزية، عن رغبتهم في تقليل تعرضهم للدولار والأصول الأميركية، وتساءلوا عما إذا كانت العملة لا تزال توفّر ملاذاً آمناً من تقلبات السوق.
وقال بيسول من «آي إن جي»: «يحتاج المستثمرون الأجانب إلى تحوط أكبر من مخاطر العملات الأجنبية للأصول المقومة بالدولار، وهذا عامل آخر يمنع الدولار من اللحاق بانتعاش الأسهم الأميركية».
كما سجّل الذهب مستويات قياسية مرتفعة هذا العام مع استمرار عمليات الشراء من قِبل البنوك المركزية والمستثمرين الآخرين القلقين من انخفاض قيمة أصولهم الدولارية.
ووصل انخفاض الدولار إلى أضعف مستوى له مقابل العملات المنافسة في أكثر من ثلاث سنوات. وبالنظر إلى سرعة الانخفاض، وشعبية الرهانات السلبية على الدولار، يتوقع بعض المحللين استقرار العملة.
وقال كبير استراتيجيي السوق في مجموعة زيورخ للتأمين، جاي ميلر: «أصبح ضعف الدولار تجارة مكتظة. وأعتقد أن وتيرة الانخفاض ستتباطأ».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«حماس» تدرس «هدنة الشهرين» بحذر... ومعلومات عن تباينات
«حماس» تدرس «هدنة الشهرين» بحذر... ومعلومات عن تباينات

الشرق الأوسط

timeمنذ 24 دقائق

  • الشرق الأوسط

«حماس» تدرس «هدنة الشهرين» بحذر... ومعلومات عن تباينات

أفادت مصادر من حركة «حماس» بأن قيادتها تدرس المقترح الجديد بشأن هدنة في قطاع غزة لمدة شهرين (60 يوماً) التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قبول إسرائيل لبنوده. لكن المصادر قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن ثمة «حذر» يخيم على المداولات بشأن المقترح الجديد بسبب ما وصفه أحد هذه المصادر بـ«أفخاخ» في المقترح، وتطابقت تقديرات المصادر على أن مسألة «النص الواضح على إنهاء الحرب لا تزال غير واضحة». وتشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة حراكاً محموماً من قِبَل الوسطاء، بما فيهم الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق مؤقت على قاعدة مواصلة المفاوضات بمرحلة ثانية وصولاً إلى اتفاق شامل ينهي الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهراً، وخلفت عشرات الآلاف من الضحايا. فلسطينيون يتفقدون موقعاً قصفته إسرائيل في الزوايدة وسط قطاع غزة يوم الثلاثاء (رويترز) وقال ترمب، في تدوينة على منصة «تروث سوشيال»، مساء الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على مقترح جديد لوقف إطلاق النار، موضحاً أن ممثلي إدارته عقدوا «اجتماعاً مطولاً ومثمراً مع الإسرائيليين بشأن غزة». وفيما بدا رداً غير مباشر من ترمب على مخاوف «حماس» من عدم إنهاء الحرب، قال ترمب إن خلال مدة الـ60 يوماً، ستعمل جميع الأطراف على إنهاء الحرب. وحث ترمب «حماس» على قبول الاتفاق، وحذرها من أن رفضه ستكون له عواقب وخيمة: «آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل (حماس) بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً». وتؤكد مصادر قيادية من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن الحركة «تلقت المقترح الذي تحدث عنه ترمب، مبينةً أنه «نسخة محدثة بتعديلات جديدة على المقترح السابق للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف». وأشارت المصادر إلى أن «قطر ومصر شاركتا في تلك التعديلات بناءً على ما تم من اتصالات في الآونة الأخيرة بين قيادة الحركة والوسطاء». وبيّنت المصادر أن قيادة «حماس» نقلت المقترح إلى الفصائل الفلسطينية للتدارس بشأنه؛ رغبةً منها في الحصول على «إجماع فلسطيني في تأييد أي اتفاق قد يتم الوصول إليه». عناصر من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» (رويترز) ووفقاً لبعض المصادر من «حماس»، فإن المقترح الجديد كسابقاته لا يلبي جميع المطالب التي تحقق للفلسطينيين حقوقهم، وأنه «يحتوي على العديد من الأفخاخ التي بحاجة إلى محاولة تجاوزها، مرجحةً أنه بعد دراسته بشكل معمق سيتم الرد عليه بما يحمل الموقف الفلسطيني الشامل بعد التشاور مع الفصائل». ولفت مصدر من «حماس» إلى أن «هذا المقترح تجاهل بعض النقاط مما طلبه الوفد المفاوض خلال اللقاءات التي جرت في الأيام والأسابيع الأخيرة على بعض التعديلات التي كانت قدمت من الوسيط القطري بشكل خاص على مقترح ويتكوف ذاته المعروف باسم هدنة الـ60 يوماً». وتؤكد مصادر متطابقة من «حماس» أن الفصائل «بحاجة إلى بنود واضحة تتعلق بقضية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كما أنها تصرُّ على ضرورة الحصول على بند واضح فيما يتعلق بنهاية الحرب». وكذلك نبهت المصادر بأن «بند البروتوكول الإنساني المتعلق بشكل خاص بقضية إعادة إعمار المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، ما زال فضفاضاً ولا يحمل أي جانب إلزامي لإسرائيل بذلك، فيما كان البند يتحدث فقط عن زيادة عدد الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى القطاع». وترجح المصادر أنه «بعد إجراء المداولات أن يتم التعامل بشكل إيجابي مع المقترح مع نقل بعض التعديلات عليه للوسطاء». لكن مصادر أخرى «رجحت أن يتم القبول به كما هو حالياً على مضض»، مستدركة «القبول سيحدث في ظل تأكيدات عدة نقلت من الوسطاء بالتزامهم، وكذلك الولايات المتحدة، بضمان الاستمرار في الاتفاق طالما استمرت المفاوضات، أي أن الحرب لن تتجدد بعد الـ60 يوماً، ما دامت المفاوضات مستمرة». ورجحت أن يتم التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوع أو أسبوعين، في حال سارت الأمور وفق ما نراه يناسب تطلعات الشعب الفلسطيني. كما تقول المصادر. وعلى نحو متباين، قدرت بعض المصادر أن تصريحات ترمب، وكذلك إسرائيل، بشأن «التطورات الإيجابية في هذا الملف بمثابة خدعة»، مشيرةً بالقول: «لذلك يتم دراسة المقترح بشكل معمق»، مرجحةً ألا يطول الرد كثيراً. ولفتت مصادر إلى أن المشكلة حالياً لا تتعلق بشكل أساسي بعدد المختطفين الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم، أو جثث القتلى منهم، أو عملية توزيع مراحل ذلك. ونقلت القناة «الرابعة عشر» العبرية، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن أي صيغة تتناول إنهاء الحرب سترفق برسالة من الجانب الأميركي تضمن لإسرائيل إمكانية استئناف إطلاق النار إذا لم تُلبَّ مطالبها المتعلقة بنزع سلاح «حماس» ونفي قادتها إلى خارج قطاع غزة. ويبدو أن إسرائيل تربط مصير إنهاء الحرب بشكل واضح بحصولها على ضمانة أميركية بالعودة للقتال مجدداً في حال لم تنفذ شروطها. وبينت أن المقترح المقدم هو ذاته مقترح ويتكوف مع إحداث تغييرات طفيفة، مشيرةً إلى أن إسرائيل ما زالت تصرُّ على شروطها المهمة التي تشمل إنهاء حكم «حماس»، ونزع سلاح قطاع غزة، ونفي كبار قادة الحركة للخارج. مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ) ورجحت أن يتوجه وفد إسرائيلي قريباً إلى قطر في حال شعرت إسرائيل بوجود فرصة للتقدم. في حين ذكرت «هيئة البث» العبرية، وقناتا «12» و«13» الإسرائيليتان، قبل تصريحات ترمب، أن هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات، وأن التعديلات القطرية على مقترح ويتكوف مقبولة بالنسبة لإسرائيل لكنها ما زالت تدرسها. ووفقاً لـ«هيئة البث» الإسرائيلية، فإن ما قُدِّم من قِبَل قطر، يشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 8 مختطفين أحياء في اليوم الأول، واثنين في اليوم الخمسين، فيما سيتم تسليم 18 جثة لمختطفين إسرائيليين على 3 مراحل. وبينت أن المقترح المعدل، ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى محور «موراغ» الذي استحدثته إسرائيل مؤخراً جنوب قطاع غزة، والذي يفصل خان يونس عن رفح، ما يعني بقاء سيطرة القوات الإسرائيلية على تلك المنطقة، وهو أمر ترفضه «حماس» بشدة، وتتمسك بانسحاب كامل من كل مناطق القطاع. كما ينص المقترح على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ولفتت «هيئة البث» الإسرائيلية إلى أن هناك خلافات بشأن شروط إنهاء الحرب ومكان انسحاب الجيش الإسرائيلي. فيما ذكرت القناة «الثانية عشرة»، أن هناك اختراقاً حقيقياً، وأن إسرائيل باتت أكثر استعداداً للنظر في صيغ أخرى لم تكن مستعدة لها سابقاً، لا سيما فيما يتعلق بتقديم ضمانات لإنهاء الحرب، مشيرةً إلى أن هناك ضغطاً أميركياً كبيراً يتزايد في الأيام الأخيرة. ورغم الحديث الإيجابي الإسرائيلي عن إمكانية التوصل لاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يواجه تحدياً يتعلق بموقف الوزيرين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، اللذين يرفضان أي صفقة مع «حماس»، ويطالبان باستمرار الحرب في غزة وتوسيعها. فلسطينيون يحملون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية تم تفريغها من قافلة «برنامج الغذاء العالمي» التي كانت متجهة إلى مدينة غزة في شمال القطاع يوم 16 يونيو 2025 (أ.ب) وشهد اليوم خلافات بين سموتريتش وبن غفير، عندما ادعى الأخير أنه سيُعقد اجتماع بينهما لتشكيل كتلة مانعة ورافضة لأي صفقة، بينما نفى الأول ذلك، واتهم بن غفير بأنه يسعى لتحقيق مكاسب سياسية شخصية على حساب «النصر» الذي يحقق في غزة، ما يشير إلى إمكانية تغيير في مواقف سموتريتش تجاه الصفقة. وسيعقد نتنياهو مساء السبت جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت)، قبيل توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما يبدو للتصويت النهائي على المقترح الجديد.

أسهم أوروبا ترتفع وسط ترقب المستثمرين تقدم المحادثات التجارية
أسهم أوروبا ترتفع وسط ترقب المستثمرين تقدم المحادثات التجارية

Independent عربية

timeمنذ 25 دقائق

  • Independent عربية

أسهم أوروبا ترتفع وسط ترقب المستثمرين تقدم المحادثات التجارية

ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء بقيادة أسهم شركات التعدين، في حين تلمس المستثمرون مؤشرات إلى إحراز أي تقدم في المحادثات التجارية الأميركية مع قرب الموعد النهائي لبدء تطبيق الرسوم الجمركية خلال يوليو (تموز) الجاري. وصعد مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.3 في المئة إلى 542.03 نقطة، وارتفعت أيضاً مؤشرات أسواق المال داخل المنطقة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الثلاثاء إنه لا يفكر في تمديد الموعد النهائي خلال التاسع من يوليو الجاري من أجل التفاوض على اتفاقات تجارية، وعبر عن تفاؤله في شأن التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل مع الهند، لكنه شكك في التوصل إلى اتفاق مماثل مع اليابان. ومن المنتظر أن يعقد المفاوض التجاري في الاتحاد الأوروبي محادثات داخل واشنطن هذا الأسبوع لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية أعلى. وارتفعت أسهم شركات التعدين 1.4 في المئة، في حين ارتفع المؤشر الفرعي للبنوك 1.3 في المئة. الدولار مستقر استقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوياته منذ فبراير (شباط) 2022 مقابل عملات رئيسة أخرى اليوم، خلال وقت يقيم فيه المتعاملون تلميحات من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في شأن تيسير السياسة النقدية، إلى جانب التأثير المحتمل لمشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. واستقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) 2021 مقابل اليورو، واقترب أيضاً من أدنى مستوى له منذ يناير (كانون الثاني) 2015 مقابل الفرنك السويسري. وأكد باول أمس، خلال المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في البرتغال، أن مجلس الاحتياطي الاتحادي يتبنى نهجاً صبوراً تجاه مزيد من خفوض أسعار الفائدة، لكنه لم يستبعد خفضها خلال اجتماع هذا الشهر، مؤكداً أن كل شيء يعتمد على ما يرد من بيانات. وتزيد هذه التعليقات من أهمية تقرير الوظائف غير الزراعية الشهري المقرر صدوره غداً الخميس، وأدت بيانات مسح فرص العمل ودوران العمالة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، والتي أشارت إلى متانة سوق العمل داخل الولايات المتحدة، إلى ارتفاع الدولار عن أدنى مستوياته أمس. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسة، قليلاً إلى 96.744 نقطة، لكنه لم يبتعد كثيراً من أدنى مستوى سجله خلال الليل عند 96.373. وتراقب الأسواق من كثب مشروع قانون ترمب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي ربما يزيد ديون البلاد بمقدار 3.3 تريليون دولار. وسيعود مشروع القانون، الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، إلى مجلس النواب للموافقة النهائية عليه. وقال المحلل في بنك أستراليا الوطني رودريجو كاتريل "التأكيد أن هذا (التشريع) يتضمن زيادة في الإصدارات (أدوات الدين) وفي الإنفاق الحكومي بما يفوق الموارد المتاحة، لا يعد بالضرورة أخباراً إيجابية لسوق سندات الخزانة، ويمكن القول إنه أحد الأسباب وراء انخفاض الدولار". وأيضاً، أثرت انتقادات ترمب المستمرة لباول على أداء العملة الأميركية، مما وضع استقلال البنك المركزي في دائرة الضوء. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأرسل ترمب أول من أمس الإثنين قائمة بأسعار الفائدة الرئيسة للبنوك المركزية العالمية إلى باول مصحوبة بتعليق مكتوب بخط اليد، يقول فيه إن سعر الفائدة داخل الولايات المتحدة يجب أن يراوح ما بين 0.5 في المئة كما هو الحال في اليابان و1.75 في المئة مثل الدنمارك، وأخبره أنه "متأخر جداً... كالمعتاد". واستقر الدولار الأميركي عند 0.7917 فرنك سويسري بعد انخفاضه إلى 0.7873 فرنك ضمن الجلسة السابقة، وانخفض اليورو قليلاً إلى 1.1791 دولار لكنه ظل قريباً من ذروته خلال الليل عند 1.1829 دولار. واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3739 دولار وهو مستوى أقل بقليل من أعلى مستوى سجله أمس عند 1.3787 دولار، وهو المستوى الذي لامسه آخر مرة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وحقق الدولار مكاسب طفيفة مقابل العملة اليابانية وزاد 0.2 في المئة ليصل إلى 143.68 ين، بعد انخفاضه 0.4 في المئة خلال الجلسة السابقة. وقال مايكل براون من "بيبرستون" في مذكرة للعملاء "لا يزال التوقع الأساس بالنسبة إلي هو تراجع الدولار الأميركي بوتيرة بطيئة لكن ثابتة مع مرور الوقت، وذلك مع تراجع الثقة تدريجاً في فكرة استقلال السياسة النقدية". الذهب وضعف العملة الأميركية استقرت أسعار الذهب اليوم في ظل ترقب المستثمرين بيانات الرواتب الأميركية وموقف جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الحذر في شأن خفض أسعار الفائدة، في حين أسهم ضعف الدولار في الحد من خسائر المعدن المقوم بالعملة الأميركية. واستقر الذهب خلال المعاملات الفورية عند 3337.12 دولار للأونصة، واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3346 دولاراً. وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في "تاست لايف" إيليا سبيفاك "تشهد أسعار الذهب استقراراً، بعد تسجيل أقوى مكاسب لها خلال أسبوعين. ويواصل الاتجاه العام دعم الاتجاه الصعودي في الوقت الحالي"، مضيفاً أن توقعات سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي تتصدر المشهد حالياً. وقال سبيفاك "أكبر خطر على الذهب هو صدور نتائج قوية بصورة غير متوقعة لبيانات الوظائف غير الزراعية، لكن من المستبعد حدوث ذلك على ما يبدو". وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، لم يطرأ تغير على الفضة في المعاملات الفورية لتسجل 36.06 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1352.50 دولار، وزاد البلاديوم 1.3 في المئة إلى 1114.16 دولار. تراجع السوق اليابانية تراجعت الأسهم اليابانية بصورة طفيفة اليوم متأثرة بعمليات بيع لأسهم شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة وحال الضبابية التي تحيط بالرسوم الجمركية، في حين قدمت احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة بعض الدعم للأسواق. وفي الداخل، يترقب المستثمرون اليابانيون انتخابات الغرفة العليا من البرلمان والمقررة خلال الـ20 من يوليو الجاري وفرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، والذي أشار الرئيس دونالد ترمب إلى أنه قد لا يتوصل إليه قبل الموعد النهائي الذي حدده خلال التاسع من يوليو الجاري لفرض رسوم جمركية أعلى. وتراجع المؤشر الياباني "نيكاي" 223.85 نقطة بما يعادل 0.6 في المئة ليغلق عند 39762.48 نقطة، وعلى رغم انخفاضه بأكثر من ثلاثة في المئة خلال الأسبوع الجاري فإنه ارتفع بنحو 11 في المئة منذ الثاني من أبريل (نيسان) الماضي حينما أعلن ترمب عن رسومه الجمركية المضادة. وقال كبير المحللين الاستراتيجيين لدى "دايوا" للأوراق المالية كينجي آبي إن قوة "نيكاي" ترجع إلى توقعات خفض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة، وارتفاع أسهم أشباه الموصلات عالمياً خلال الشهر الماضي. وأضاف "توقع جزء من المتعاملين في السوق الأخبار التي تفيد بأن المفاوضات التجارية بين اليابان والولايات المتحدة لا تسير على ما يرام لأنها استغرقت وقتاً طويلاً... لذلك، فإن احتمال عدم توصل طوكيو وواشنطن إلى اتفاق ليس مفاجئاً".

رغم سعي آسيا لاسترضاء ترمب .. المهلة التجارية تقترب من نهايتها بنتائج دون المأمول
رغم سعي آسيا لاسترضاء ترمب .. المهلة التجارية تقترب من نهايتها بنتائج دون المأمول

الاقتصادية

timeمنذ 25 دقائق

  • الاقتصادية

رغم سعي آسيا لاسترضاء ترمب .. المهلة التجارية تقترب من نهايتها بنتائج دون المأمول

تنتهي في التاسع من يوليو الجاري مهلة الـ 90 يوما التي سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتعليق فرض الرسوم الجمركية "المتبادلة" خلالها، دون أن تنجح إدارته في تحقيق مكاسب كبيرة على صعيد الاتفاقيات التجارية، حيث كل ما كشفت عنه حتى الآن هو إبرام صفقة مع بريطانيا واتفاق مع الصين. ترمب، الذي عبر في تصريح للصحفيين أمس الثلاثاء عن عدم رغبته في تمديد المهلة لإتاحة مزيد من الوقت للتفاوض، قال إنه سيشرع قريبا في إرسال خطابات لإبلاغ عديد الدول بمعدلات الرسوم الجديدة. بيد أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية عبروا علنا عن أملهم في إمكانية الكشف عن مزيد من الاتفاقات خلال الأيام المقبلة. وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أشار الأسبوع الماضي إلى وجود 10 اتفاقات جاهزة، في حين صرّح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، في الآونة الأخيرة بأنه قد يتم الإعلان عن اتفاقيات تجارية بعد الرابع من يوليو. كان ترمب قد فرض في الثاني من أبريل الماضي رسوما جمركية مرتفعة على أغلبية دول العالم، ثم ما لبث أن علقها بعد أسبوع، لمنح فرصة للمفاوضات. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، دخل شركاء تجاريون للولايات المتحدة في مفاوضات مكثفة، أملا في خفض الرسوم. غير أن نتائج محدودة تحققت حتى الآن. مباحثات أمريكا مع اليابان تصل إلى طريق مسدود اتفاق الإدارة الأمريكية مع المملكة المتحدة، إلى جانب الاتفاقية التجارية التي أبرمتها مع الصين، أعادت الرسوم مع هذين البلدين إلى مستويات ما قبل فرضها في "يوم التحرير"، الذي أعلن فيه ترمب الرسوم "المتبادلة". لكن في المقابل، ما زالت النتائج المتحققة دون المأمول، حيث وصلت المحادثات بين الولايات المتحدة واليابان إلى طريق مسدود، بحسب مجلة "فورتشن". وقال ريوسي أكازاوا، كبير المفاوضين اليابانيين، للصحفيين يوم الخميس الماضي إن الرسوم الجمركية على السيارات "أمر لا يمكننا قبوله". كان ترمب فرض رسوما جمركية مرتفعة، بلغت 25% على السيارات اليابانية. يحتل هذا القطاع الياباني المرتبة الرابعة في العالم من حيث الحجم، كما يسهم بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ويعمل فيه 1 من كل 8 أشخاص. وتعد الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات السيارات اليابانية، حيث تشتري ثلث إجمالي إنتاجها. في ظلّ عدم التوصل إلى حل بشأن الرسوم الجمركية على السيارات، قال أكازاوا إنّ المفاوضات "ما زالت ضبابية". تواجه اليابان أيضا رسوما جمركية على جميع صادراتها، إضافة إلى ضريبة نسبتها 50% على الصلب والألمنيوم. مفاوضو كوريا الجنوبية لا يبدون متفائلين تسعى كوريا الجنوبية إلى الحصول على إعفاء كامل من الرسوم الأمريكية، بما في ذلك نسبة الـ 25% المفروضة على صادراتها، ورسوم السيارات، والصلب والألمنيوم. يو هان كو، كبير المفاوضين التجاريين الكوريين، التقى وزير التجارة الأمريكي لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير لبدء المفاوضات يوم الاثنين الماضي. وبينما أكدت جميع الأطراف التزامها بالتوصل إلى اتفاق قريبا، صرح القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى كوريا الجنوبية جوزيف يون الأسبوع الماضي بأن اتفاقية تجارة حرة جديدة بين البلدين قد تكون قيد الإعداد. لكن على الرغم من المحادثات، لا يبدو أن المفاوضين الكوريين متفائلون بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل التاسع من يوليو، إذ قال مسؤول كوري رفيع للصحفيين الاثنين إن سيول ستحاول طلب تمديد المهلة. يمثل ملف التجارة التحدي الأول للرئيس الكوري الجنوبي المنتخب حديثا لي جاي ميونغ، الذي وصف "الحمائية المتزايدة" في خطاب تنصيبه بأنها "تهديد وجودي". ترمب يتوقع إبرام اتفاق مع الهند قريبا رغم انتقاده توجه "أبل" إليها أعربت الولايات المتحدة والهند في البداية عن تفاؤلهما بإمكانية التوصل إلى اتفاق، حيث كانت الهند من أوائل الدول التي بدأت المفاوضات في أبريل الماضي. غير أنه لم يُعلن حتى الآن التوصل إلى أي اتفاق بين الجانبين. وما زالت الهند تواجه رسوما جمركية بنسبة 26% على صادراتها إلى الولايات المتحدة. ويتردد صنّاع القرار في الهند بشأن خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية، بحسب تقارير، إذ سيسمح هكذا قرار للمنتجات الأمريكية بدخول السوق. تُعد الزراعة أكبر قطاع توظيف في الهند، حيث يعمل ما يقارب نصف سكان البلاد في هذا القطاع. في الوقت ذاته، تأمل الهند في الاستفادة من انتقال سلاسل الإمداد خارج الصين، حيث تستثمر شركات مثل "أبل" و"فوكسكون" في مصانع في الهند لتنويع مصادر الإنتاج وتفادي الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية. انتقد ترمب محاولات "أبل" تصنيع هواتف آيفون في الهند، مطالبا الشركة الأمريكية بتصنيع هواتفها في الولايات المتحدة. على الرغم من هذه التوترات، قال الرئيس الأمريكي إنه ما زال متفائلا بقرب إبرام اتفاق، وذكر أمس أن الولايات المتحدة ستكون قادرة قريبا على "الدخول والمنافسة" في السوق الهندية، وأن نيودلهي ستحصل على اتفاق "برسوم أقل بكثير" إذا فتحت أسواقها. دول جنوب شرق آسيا تسعى لاسترضاء واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاقات فرضت الولايات المتحدة في أبريل رسوما جمركية مرتفعة على دول جنوب شرق آسيا، وصلت بعضها إلى 49 % . وتعتمد بعض دول المنطقة على الصادرات إلى السوق الأمريكية لتحقيق النمو، ما دفع قادتها إلى تقديم تنازلات وتعهدات برفع حجم واردات دولهم من السلع الأمريكية سعيا إلى إبرام اتفاقيات تجارية مع واشنطن. وقال رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشينه، الأسبوع الماضي إنه واثق من إمكانية التوصل إلى "اتفاق إيجابي" قبل انتهاء المهلة. كذلك، أعربت إندونيسيا وماليزيا، اللتان تواجهان رسوما بنسبة 32% و24% بالترتيب، عن تفاؤلهما بإمكانية إنهاء المفاوضات قبل عودة الرسوم الأسبوع المقبل . أما تايلاند، فما زالت غير متأكدة من وضع مفاوضاتها التجارية، حيث قال وزير ماليتها بيتشاي تشونهواجيرا، لدى وصوله إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين لبدء محادثات مباشرة، إنه يأمل في تمديد المهلة بعد التاسع من يوليو .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store