
"حلم الصحراء" في السعودية أحدث إلهام لها.. ألين أسمر دامان في حديث استثنائي لــ"هي" يستكشف أبعاد التصميم والهوية والنجاح!
في عالم العمارة والتصميم الداخلي، حيث يلتقي الفن بالحرفية، تبرز ألين أسمر دامان كواحدة من الأسماء التي أحدثت تحولًا عميقًا في هذا المجال. فالمهندسة المعمارية والمصممة اللبنانية، التي أسست "Culture in Architecture" في بيروت وباريس، لا ترى العمارة مجرد جدران وهياكل، بل سردًا حيًا للثقافة والتاريخ والمشاعر الإنسانية.
منذ بداياتها، كانت ألين أسمر دامان مشدودة إلى العلاقة العميقة بين التصميم والهوية، حيث تنسج في أعمالها مزيجًا متناغمًا بين التراث والحداثة. هذه الرؤية كانت جلية في مشاريعها البارزة، من تجديد أجنحة فنادق أسطورية إلى تصميم مساحات فاخرة تعكس روح الأماكن التي تحتضنها وصولًا إلى خطف الأضواء في مشروع قطار "حلم الصحراء" الفاخر في المملكة العربية السعودية، أول قطار من فئة الخمس نجوم في منطقة الشرق الأوسط.
ألين أسمر دامان في حديث استثنائي لــ"هي" - تصوير: Chloe Lereste
تؤمن ألين في حوارها الخاص مع "هي" بأن العمارة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية ثقافية تفرض على المصمم أن يروي قصصًا تعكس روح الإنسان والمكان. ولعل هذا ما يجعل أعمالها تفيض بالدفء، حيث تمتزج الحرفية مع المشاعر، والتاريخ مع المعاصرة، لتخلق تجارب حسية تتجاوز البصر إلى اللمس والشعور والانتماء.
في كل مشروع تخوضه، تسعى إلى تحقيق توازن بين الجمال والوظيفة، بين الحلم والواقع، وبين الإرث والابتكار. هذا النهج جعلها محط أنظار كبرى العلامات الفاخرة، حيث عملت مع دور مثل "فندي" و"بوتيغا فينيتا"، مجسدة رؤية التصميم كجسر بين الفن والحياة اليومية.
تعتبر ألين أن التحدي الأكبر في مجالها يكمن في الحفاظ على الأصالة في عالم يتغير بسرعة مذهلة. لكنها ترى أن المفتاح يكمن في البقاء وفيًّا للجذور، مع القدرة على التجدد والابتكار. هذه الفلسفة هي التي جعلت من أعمالها بصمة فريدة في عالم التصميم، حيث لا يكون الجمال غاية بحد ذاته، بل وسيلة للتعبير عن عمق الإنسانية وثراء الثقافة.
حوار غني وشيق خاص بـ"هي" مع المهندسة ألين أسمر دامان نستكشف فيه عالمًا مميزًا ومليئًا بالإبهار والإبداع.
هل يمكنك أن تعيدينا إلى البداية، ما الذي جذبك أولًا إلى عالم الهندسة المعمارية والتصميم؟ وكيف أثّر التراث اللبناني على أسلوبك الفني وفلسفتك التصميمية؟
وُلدت في لبنان، حيث تعلمك الظروف أن تقدر الحياة وتسعى إلى السلام والجمال. سواء في أنقاض مبنى، أو حجر مكسور، أو بقايا معلم أثري، اخترت أن أظل مبهورةً بالعالم من حولي، وأجد ملاذي في الكتب والأدب التي تشكل نوافذ إلى عالم أوسع. احتضنت العمارة كدعوة للحياة، أملًا في إعادة الإعمار والبعث من جديد. وغالبًا ما أستحضر كلمات Anaïs Nin: "لو لم أخلق عالمي الخاص، لكنت حتمًا قد مت في عوالم الآخرين". هذه الكلمات تعكس بعمق رغبتي في بناء عالمي الخاص، عالم يمزج بين شغفي برومانسية الأدب وفن العمارة، حركة اليد والخامات الخام، والتوازن المتناغم بين المتناقضات التي تلتقي لتُكوّن جمالًا نابضًا بالروح.
إن ممارستي للهندسة المعمارية والتصميم تنبع من قناعة مطلقة بأن الجمال يمتلك القدرة على تغيير العالم. هذا السعي ليس مجرد بحث عن الكمال، بل هو حاجة ملحة إلى السرد والابتكار، متجذرة في قيم الإبداع ونقل المعرفة، تتجاوز الهوية والأصول والحدود التي قد تفرضها الانتماءات.
أحب أن أقتبس من الشاعر السوري أدونيس، الذي كتب: "الأمواج هي هويتنا"، فنحن نحمل أصولنا داخلنا، والجمال يكمن في السماح لها بالازدهار والنمو إلى ما هو أبعد من تصوراتنا الأولى، مسترشدين بالخيال وحب التبادل الثقافي. أنا لبنانية بفخر، وأشعر أنني باريسية، وسويسرية قليلًا بالزواج، لكنني دائمًا متصلة بجذوري الشرقية. يتحدث قلبي لغات عديدة، لكن الإبداع يوحدها جميعًا في لغة واحدة. لا أرى تحديًا لا يمكن التغلب عليه من خلال الالتزام الثابت بالسعي وراء الجمال والبقاء صادقين مع أنفسنا.
حلم الصحراء Dream of the Desert
كامرأة عربية في صناعة تنافسية للغاية، ما التحديات التي واجهتها في رحلتك، وكيف تغلبت عليها؟
في عملي كمهندسة معمارية، أسعى إلى تجسيد أنوثة قوية وملتزمة. كثيرًا ما أستحضر وصف الكاتبة الفرنسية كوليت لمصممة الأزياء كوكو شانيل: "شانيل تعمل بجميع أصابعها، بأظافرها، براحة يدها، بالدبابيس والمقص، على الفستان نفسه—ضباب أبيض ذو طيات طويلة، متناثر ببقع من الكريستال". هذا التصوير يحرّك مشاعري بعمق، لأنه يصف بعمق الطاقة والقوة الكامنة في النساء اللواتي يتحكمن في مصيرهن بكل ثقة.
العديد من النساء في العالم العربي يدفعن عجلة التغيير يوميًا، برقي وقوة تنبع من قناعاتهن الثقافية. أنا محظوظة لأنني أستلهم منهن وأقع في حب جذوري مرارًا وتكرارًا من خلال أفعالهن الجريئة. من بينهن، الراحلة ليدي إيفون سرسق كوتشران، التي تركت بصمة لا تُمحى في بيروت عبر إنقاذ العديد من بيوت التراث اللبناني؛ والشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، التي رسمت ملامح جديدة للمشهد الثقافي في الدوحة من خلال التزامها بالارتقاء بالتجربة الثقافية؛ والشيخة مي آل خليفة من البحرين، التي علمتني منذ سنوات أن كلمة "حب" في اللغة العربية لها أكثر من أربعين مرادفًا، وهو انعكاس لغنى لغتنا. إن تحدياتي تتضاءل أمام الجهود الاستثنائية لهؤلاء النساء، اللواتي يمهدن الطريق ويضمنّ أن تلمع ثقافتنا ولغتنا خارج حدودنا.
حلم الصحراء Dream of the Desert
تمتزج فلسفتك التصميمية بشكل جميل بين التراث والحرفية والحداثة. كيف يجسد مشروع "حلم الصحراء Dream of the Desert" هذه القيم؟
تشهد المملكة العربية السعودية تحوّلًا استثنائيًا، إذ تدعو العالم لاكتشاف نسيجها الثقافي الغني وتقاليدها العريقة، مع تبنّي الفنون والإبداع بروح استشرافية. ومع جدول حافل من الفعاليات الثقافية، تصيغ المملكة سردًا جديدًا يشرّفني لي أن أكون جزءًا منه. يجسد قطار "حلم الصحراء" هذه الرؤية، فهو متجذر في احترام عميق للتراث، مع انسيابية في احتضان الحداثة.
بالنسبة لي، تعدّ الحرفية الجسر المثالي بين الماضي والحاضر، وهي شكل من أشكال الفخامة التي تنتقل عبر الأجيال، من يد ماهرة إلى أخرى. أقضي ساعات في دراسة تفاصيل العمارة السعودية: المنسوجات المزخرفة بدقة، النقوش الخشبية الرقيقة، والمصابيح الزيتية التي تنثر ضوءًا سينمائيًا، ثم أعيد ترجمتها بعدسة حداثية راقية، تتكيف بعناية مع القيود المكانية والتقنية الخاصة بقطار.
وهناك أيضًا ذلك الشعور الطاغي بالدهشة، ما يسميه الكاتب ستندال "متلازمة الجمال"، عند لقاء العجائب في الحِجر، حائل، العلا، وسواها من المواقع السعودية الساحرة. هذه الأماكن تحكي قصصًا عن الزمن والصمود والجمال، وتلهم كل جانب من جوانب هذا المشروع.
إن تميز الحرفية الإيطالية، إلى جانب تعاوننا مع Arsenale ووزارة الثقافة السعودية، يضيف بعدًا آخر لهذا الحوار الثقافي المتبادل. "حلم الصحراء" ليس مجرد مشروع، بل هو تحية تقدير لسحر التبادل الثقافي والإلهام اللامحدود الذي ينبع من التراث السعودي والامتداد الشعري للصحراء.
حلم الصحراء Dream of the Desert
هل يمكنك إطلاعنا على العملية الإبداعية وراء "حلم الصحراء"؟ ما الذي ألهم المفهوم، وكيف قمتِ بتجسيده؟
ينبع عملي من نقل الماضي إلى المستقبل، دائمًا في سياق غني بالروابط الثقافية والقصص. حلم الصحراء" هو أول تجربة لي في تصميم داخل قطار، لكن الفلسفة التي تحركه تظل متماشية مع منهجي في تصميم مشاريع الضيافة الكبرى داخل المباني التاريخية—مثل قصر دونا جيوفانيلي Palazzo Dona Giovannelli ، فندق أورينت إكسبريس القادم في البندقية، أو فندق دو كريون Hotel de Crillon ، أحد فنادق روزوود في باريس، على ساحة الكونكورد.
تنطلق الرحلة الإبداعية دائمًا من سياق المشاريع، ومن القصص التي تنبثق عنها، لترشدنا إلى آفاق غير متوقعة ولكنها غنية بالإلهام والابتكار. لقد عملتِ على مشاريع أيقونية حول العالم، من إحياء قصر دونا جيوفانيلي في البندقية إلى تعاوناتكِ مع 19M ا لتابع لشانيل. كيف يقارن "حلم الصحراء" بهذه المشاريع؟
إنها تجربة عميقة أن أغمُر نفسي في عالم السكون الديناميكي والروحانية الغامضة التي تتميز بها الصحراء. الطبيعة البكر في المملكة العربية السعودية، باتساعها وصمتها، تبعث إحساسًا بالفطرة واللانهاية، تروّضه خلال التقاليد البدوية في الصبر خلال الرحلات. كل ذلك يتماشى مع مفهوم جديد للسفر اليوم: السفر البطيء Slow Travel.
خلال العمل على le19M مركز Métiers d'Art التابع لشانيل
جوهر السفر البطيء هو دعوة إلى احتضان الثقافة بكل طياتها، والعيش بالكامل في اللحظة، والاستغراق في السياق المحيط بنا.، فهذا التحول في الإيقاع أصبح رفاهية نادرة، وأحد السمات الأساسية للفخامة الجديدة، حيث يسمح لنا بفصل أنفسنا عن العالم الخارجي وإعادة الاتصال بجوهر ما يحيط بنا، ما يعزز القيم الإنسانية في عالم استهلاكي. إنه نفس النهج الإنساني الذي أجده في le19M، مركز Métiers d'Art التابع لشانيل، حيث تتجذر لغة الإبداع في تقاليد نقل الحِرفة عبر الأجيال، ما يلامس العواطف بجودة خالدة. العقل واليد لا ينفصلان في هذه السعي نحو التفوق، حيث يكمن السمو فوق كل شيء. كما قال نوفاليس: "الشعر هو الواقع المطلق، فكلما كان أكثر شاعرية، كان أكثر صدقًا."
أرى هذا الشغف بالمعنى والجمال في ثقافة Métiers d'Art لدى le19M. حيوية الورش الحِرفية آسرة، حيث تسرد كل قطعة قصةً تجمع بين التراث والحداثة.
حين دعاني le19M لتصميم Le Petit Salon، أردت أن يكون مساحةً خاصة تحتفي بالبراعة الحِرفية الاستثنائية لدى سكان Maisons d'Art. يقع في مقرهم الباريسي، الذي صممه رودي ريتشيوتي، حيث يعمل أكثر من 700 حرفي يوميًا لخلق السحر. يتجسد في Le Petit Salon جوهر فلسفتي—المادية الشعرية، الحِرفية الراقية، والديكورات المُفعمة بالإيحاء. إنه ركن علوي مفاجئ، حافل بالإشارات الفنية والأدبية. إنه دعوة للدهشة الحسية، حيث تجتمع الكلمات مع القوام، ويرتبط الرسم المعماري بسحر الكتابة من خلال براعة لا مثيل لها. إن Le Petit Salon في le19M يعكس بهجة الإبداع المشترك، واحتفالًا بالفن والحِرفة.
يعد الحفاظ على التراث موضوعًا متكررًا في عملكِ، كيف تتعاملين مع إحياء المساحات التاريخية مع الحفاظ على روحها؟
التصميم يروي قصصًا سامية ترفع الروح، وتبعث إحساسًا بالدهشة والفرح الهادف. قد لا نتمكن من إنقاذ العالم من خلال التصميم، لكن الإبداع يمكنه تغيير العوالم. كل قرار تصميمي تحركه الثقافة، الرُقي، الأناقة الخالدة، والسرد العميق المتجذر في المكان. كل تفصيلة تهمس بقصة حديثة مصممة لتبقى. أحب أن أرى نهجي التصميمي كتوازن دقيق بين حفظ التراث والتقاط روح الحداثة، حيث يتم تعزيز الحِرفية مع إضفاء إحساس بالتجديد على الأناقة الخالدة. الربط بين الخام والثمين، الماضي والمستقبل، وإغراق كل مشروع في النسيج الثقافي العميق لمحيطه هو جوهر عملي.
وفرة الأفكار هي ما يميز العمل من الهندسة المعمارية إلى الديكور، تنسيق كل عنصر، اختيار الكتب والفنون، البحث عن الكنوز العتيقة، كلها أجزاء من المغامرة الخاصة بـCulture in Architecture.
في عالم سريع التغير، سيظل الإبداع والذكاء العاطفي، القائمان على سرد صادق وقوي، محل تقدير دائم. هذا ما أحب أن أسميه "الشعر الملموس للمهندسين المعماريين."
لقد تعاونتِ مع بعضٍ من أبرز الأسماء في عالم الأزياء والتصميم. كيف أثر هذا النهج متعدد التخصصات على هويتكِ الإبداعية؟
بصفتي مهندسة معمارية ومصممة داخلية، فإنني محظوظة لممارسة شغفي يوميًا من خلال مشاريع استثنائية ومواقع ذات معنى. كل لقاء مع الشركاء، الحرفيين، والمبدعين يضيف طبقات من العمق والفرح إلى الرحلة. وغالبًا ما تنشأ لحظات سحرية عندما لا نتوقعها، وأحيانًا تكون هذه اللحظات نقطة تحول في المسيرة المهنية—مثل لقائي مع كارل لاغرفيلد، أحد أعظم المبدعين في عصرنا، والذي كان لي شرف التعاون معه.
التقيتُ بكارل للمرة الأولى أثناء عملي على التوجيه الفني والتصميم الداخلي للأجنحة المميزة في فندق دو كريون الشهير، أحد معالم باريس الفريدة. لطالما كنتُ معجبة بقدرته الفريدة على ترجمة العصور إلى أسلوب في الموضة، وكنتُ على دراية بشغفه بالقرن الثامن عشر وبمعرفته الواسعة بالفنون الزخرفية الفرنسية، لكنني لم أتخيل يومًا كيف سيكون لقائي الأول به.
اتخذتُ خطوة جريئة وتواصلتُ معه بطريقة بسيطة—رسالة مكتوبة بخط اليد، أُرسلت مباشرة إلى مكتبه الخاص. في اليوم التالي، تلقيتُ اتصالًا شخصيًا منه على هاتفي المحمول. كان ذلك من أكثر اللحظات إثارةً في مسيرتي، ونقطة انطلاق لما تلاها من تعاونات.
دعوتُ كارل إلى تصميم "Les Grands Appartements" في فندق دو كريون، حيث عملت كمهندسة تنفيذية، وأشرفت على تحويل رؤيته الإبداعية إلى واقع. هذه الأجنحة تجسد جوهر التراث الباريسي، حيث تندمج أناقة الإرث الفرنسي مع الحداثة، وتعكس إحساس كارل الاستثنائي بالتناسب والجمال، إلى جانب مخزونه الهائل من الحكايات التاريخية والفكاهة الراقية.
لم يتوقف تعاوننا عند هذا الحد. بدأنا مشروعًا جديدًا—تصميم مجموعة "Architectures"، وهي مجموعة من المنحوتات الوظيفية تتضمن طاولات، مرايا، ومصابيح مصنوعة من رخام أبيض وأسود نادر. كانت هذه المجموعة تحيةً لحب كارل للثقافة والأساطير اليونانية، التي كان يراها منبع الجمال.
لقد كان شرفًا عظيمًا أن أشارك في تطوير هذه المجموعة مع كارل، وسأظل أحمل ذكرى حفل الافتتاح في باريس داخل Carpenters Workshop Gallery في أواخر عام 2018. هذه القطع، التي تبدو كشظايا من ماضٍ مثالي برؤية عصرية، كانت من آخر التصاميم التي ابتكرها كارل، وأشعر بامتنان عميق لكوني جزءًا من هذا المشروع.
بالنظر إلى المستقبل، ما هي المشاريع التي تثير حماسكِ؟ هل يمكنكِ مشاركة أي تفاصيل حصرية معنا؟
أنا متحمسة للغاية للعمل على إعادة ترميم أحد أهم المعالم التايخية في البندقية، قصر دونا جيوفانيلي، الذي سيصبح قريبًا فندق أورينت إكسبريس المستقبلي. هذا المشروع أشبه برحلة مسرحية عبر الزمن، غني بالإرث والحرفية. يجسد روح الحياة الفينيسية وفن السفر الحالم الذي لطالما ميز أورينت إكسبريس. إنه وعدٌ برحلة استثنائية، ستكشف عن عمل متقن متعدد الطبقات بحلول عام 2025.
كما أنني منجذبة إلى مفهوم الضيافة المستقبلية، تلك التي تتماشى مع تطلعات المسافرين الباحثين عن تجارب منسوجة بدقة، تتجاوز الفخامة التقليدية نحو ارتباط عميق بجذور الثقافة والمجتمع والخيال. هذا النهج يتماشى مع رؤيتنا في Culture in Architecture، حيث نسعى لخلق مساحات تنبض بالحكايات والتصميم الداخلي وتنسيق الفن، تمامًا كما لو كنا نقلب صفحات كتاب خالد، نعيش فيه رومانسية الماضي بوهج الحاضر.
مشروع آخر يثير حماسي هو عملية الترميم الدقيقة لفيلا بلينزاغي Villa Belinzagh ، الواقعة ضمن أيقونة الضيافة فيلا ديستي على ضفاف بحيرة كومو. هذه التحفة المعمارية تجسد روح الضيافة الكلاسيكية، وأعمل على الحفاظ على جمالها التاريخي مع تعزيز السحر الآسر الذي يميز عالم فيلا ديستي—حيث يلتقي التاريخ بالرومانسية.
حاليًا، أنا متحمسة أيضًا لإطلاق معرضي الشخصي The Power of Tenderness في معرض روسانا أورلاندي Rossana Orlandi Gallery في ميلانو خلال أسبوع التصميم. يفتتح المعرض في أوائل أبريل، وسيمتد لمدة ستة أشهر، حيث سيعرض مجموعتي Literary Concrete "الأدب الملموس"، أرائك جورجيا، وقطعًا أخرى، بما في ذلك إصدار محدود من الكعكات المصممة بالتعاون مع الشيف تشيزاري مورزيلي Cesare Murzilli.
استلهمت هذا المعرض من كلمات جبران خليل جبران الجميلة:
"اللطف والحنان ليسا دليلًا على الضعف واليأس، بل هما تعبير عن القوة والعزم."
هذا المعرض يجسد فلسفتي في التصميم حيث الثقافة هي الإطار الأساسي، وعشق الرخام الجامح، وابتكار قطع فنية مؤثرة تحتفي بقوة الأنوثة.
أخيرًا، كانت رحلتكِ كمهندسة ومعمارية مصدر إلهام كبير. ما النصيحة التي تقدمينها للنساء الطموحات في مجالي التصميم والهندسة المعمارية، خصوصًا في العالم العربي؟
التصميم يروي قصصًا ترفع الروح، وتخلق إحساسًا بالفرح والدهشة مع هدف واضح. بينما قد لا نتمكن من إنقاذ العالم من خلال التصميم، إلا أن الإبداع يمتلك القدرة على تغيير العوالم.
الثقافة، الرقي، الأناقة الخالدة، والقصص العميقة هي ما يوجه كل قرار تصميمي أتخذه، حيث تهمس أدق التفاصيل بقصة عصرية تُصمم لتدوم.
كل امرأة تعمل في مجالات التصميم، الموضة، الهندسة المعمارية، الفن، وريادة الأعمال—خاصةً أولئك اللاتي يتجاوزن الحدود—هن مصدر إلهام. أنا شغوفة جدًا بالقوة الدافعة وراء دافع المرأة في تشكيل المستقبل ودفع التغيير للأمام.
نهجي في التصميم هو توازن دقيق بين الحفاظ على التراث و الاستفادة من روح الحداثة. أسعى لتوسيع دور الحرفية بينما أجدد الأناقة الخالدة. إنه الاتصال بين الخام والثمين، الماضي والمستقبل الذي يشكل أعمالي. إن ثراء الأفكار في عملي يتضمن تجميع القصص، من الهندسة المعمارية إلى التصميم الداخلي والديكور، وتنسيق الأشياء، وتنظيم الكتب والفن، وحتى البحث عن الكنوز العتيقة. هذه جزء من مغامرة غير محدودة في ثقافة العمارة. في عالمنا السريع، سيظل الإبداع والذكاء العاطفي المبنيين على رواية حقيقية وقوية دائمًا محط تقدير. هذا هو شعر الهندسة المعمارية الحقيقي، خاصةً بالنسبة للنساء المعماريات.
من بين أعمال الهندسة المعمارية التي تستمر في إلهامي، أستلهم من أعمال زها حديد، ليس فقط بسبب قوتها الإبداعية ورؤيتها الفريدة، بل أيضًا بسبب ما وصفته بـ "صراع العمر". ولكن حقًا، كل امرأة في مجالات *التصميم، الموضة، الهندسة المعمارية، والفن، كل رائدة أعمال بلا حدود، هي منارة إلهام.
نصيحتي النهائية للنساء الطموحات في العالم العربي وما بعده هي دعم بعضهن البعض، والنمو معًا، وفتح الطريق للأجيال الجديدة، مع حمايتهن وتغذيتهن بأجنحة الحرية والمحبة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
ترقب لمواجهات "ليلة الأبطال"..ليلة حماسية من الرياض: نزالات "سماك داون" تشعل الأجواء بحضور جماهيري كبير
شهدت العاصمة السعودية الرياض ليلة من أكثر ليالي المصارعة إثارة وتشويقًا، حيث احتضنت "المملكة أرينا" عرض "سماك داون" ضمن فعاليات موسم الرياض 2025، وسط حضور جماهيري كبير امتلأت به المدرجات، في مشهد يؤكد شغف الجمهور في السعودية بعالم WWE. وبدأ العرض مساءً بلحظة مفاجئة، حين دوى تصفيق الجماهير إثر دخول النجمين كودي رودز وراندي أورتن، تمهيدًا لنزالهما المرتقب السبت في ليلة الأبطال. إذ خاطب أورتن الجمهور قائلاً: "أتشرف بتواجدي في بلدكم، أنتم شعب عظيم وتملكون ثقافة رائعة"، مضيفًا: "السعودية مذهلة، ففي كل مرة أقطع فيها 15 ساعة للوصول إليها، أشعر بسعادة أكبر من المرة السابقة". وعلى صعيد المنافسات، احتدم الصراع في ثلاث مواجهات نارية تُوّج خلالها الفائزون بالألقاب. ففي بطولة WWE للسيدات، تألقت النجمة جوليا وتوجت بلقب الولايات المتحدة الأميركية للسيدات بعد فوز مستحق على زيلينا فيغا، في نزال جمع بين خبرة فيغا وتألق جوليا التي تُوجت باللقب للمرة الثالثة في مسيرتها. وفي واحدة من أكثر المواجهات عنفًا في العرض، حافظت تيفاني ستراتون على لقبها في نزال "Last Woman Standing" ضد نيا جاكس، بعد صراع محتدم امتد لأسابيع، حيث كانت المواجهة مليئة بالدمار بجانب الحلبة. وفي منافسات الفرق الزوجية، دخل فريق "ذا ستريت بروفيتس" للدفاع عن ألقابه ضد "ذا وايت سيكس" في مواجهة مشحونة بالندية. لكن النزال انتهى من دون فائز بعد فوضى عارمة اجتاحت الحلبة، ليحافظ "ذا ستريت بروفيتس" على ألقابهم وسط توقعات بمواجهة إعادة قريبة. وحقق الثنائي أندريا ورينا فكليس فوزًا لافتًا على فريق "دي أي وي"، في نزال شهد تفاعلًا جماهيريًا واسعًا، حيث قدّم الفريق الأبيض أداءً قويًا أنهاه بحركة ختامية ألهبت المدرجات. وضمن المواجهات نال النجم الصاعد جي سي ماتيو فوزاً مستحقاً على المخضرم جيمي أوسو، في نزال أثبت فيه ماتيو أنه رقم صعب قادم في مستقبل WWE، بعد أن تصدّى بذكاء لهجمات أوسو، ليقتنص فوزًا مهماً وسط صيحات الإعجاب في "المملكة أرينا". إلى ذلك، تتجه الأنظار غداً (السبت) إلى ليلة حاسمة من عروض WWE في الرياض، حيث تستكمل مواجهات كبرى ضمن أحداث بطولة "King and Queen of the Ring". وتشهد الليلة المنتظرة نزالاً على بطولة WWE بلا منازع بين الأسطورتين جون سينا وسي إم بانك، في مواجهة تعيد ذكريات الصراعات التاريخية. كما يتواجه كودي رودز وراندي أورتن في نهائي بطولة "ملك الحلبة"، في حين تتصارع جايد كارجيل مع النجمة اليابانية أسوكا في نهائي "ملكة الحلبة". وتشتد المنافسة على بطولة الولايات المتحدة بمواجهة قوية بين جاكوب فاتو وسولو سيكوا، بينما تخوض النجمتان ريا ريبلي وراكيل رودريغيز نزالاً من نوع "ستريت فايت"، وتُختتم النزالات بنزال سامي زين ضد كاريون كروس في لقاء منتظر.


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
"وزير التعليم" يكلف "السبيعي" عميدًا للكلية التقنية برماح
صدر قرار وزير التعليم بتكليف محمد بن خالد السبيعي عميدًا للكلية التقنية بمحافظة رماح. ويُعد محمد من الكفاءات الوطنية المتميزة التي استفادت من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –رحمه الله– للابتعاث الخارجي، حيث حصل على درجة البكالوريوس في تخصص نظم الأعمال والمعلومات من جامعة بيدفوردشير في المملكة المتحدة، ثم واصل مسيرته العلمية بحصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية من جامعة ميدلسكس البريطانية. ويمتلك محمد خبرات متعددة في سوق العمل؛ إذ بدأ مشواره المهني كممثل توظيف في شركة "معادن"، ثم عمل مسؤولًا لإدارة المخزون في شركة "أقاليم"، قبل أن ينضم إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كعضو هيئة تدريب. وقد تدرج في عدد من المناصب القيادية داخل المؤسسة، بدءًا من رئاسة أحد الأقسام، ثم وكيلًا للكلية، وصولًا إلى منصبه الحالي كعميد للكلية التقنية برماح. نسأل الله له التوفيق والسداد في مهامه الجديدة، ومزيدًا من النجاح والعطاء في خدمة الوطن.


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
جامعة تبوك تُعلن عن دليل القبول للعام الجامعي القادم 1447هـ
أعلنت جامعة تبوك اليوم، عن إصدار دليل القبول الجامعي للعام الدراسي القادم 1447هـ، والذي يشمل جميع الضوابط العامة، والتخصصات الأكاديمية، وآليات التقديم، ويهدف إلى تمكين الطلبة من اختيار المسارات التعليمية المناسبة لمؤهلاتهم وميولهم في مختلف كليات الجامعة داخل مدينة تبوك وفي المحافظات التابعة لها. وتضمنت ضوابط القبول العامة أن يكون المتقدم سعوديًا أو من أم سعودية، وألا يكون قد مضى أكثر من خمس سنوات على حصوله على شهادة الثانوية العامة (وسنتين للتقديم على التخصصات الصحية)، وألا يتجاوز عمره 30 عامًا، مع اشتراط اللياقة الطبية في بعض البرامج، وأن تكون درجات القدرات العامة والتحصيل الدراسي لا تقل عن (50%)، كما حددت الجامعة نسبًا موزونة تختلف حسب البرنامج، حيث يشترط (85%) للتخصصات الصحية، و (80%) للتخصصات الهندسية والتصميم الداخلي، و (75%) للتخصصات التقنية، و (70%) لدرجة البكالوريوس عمومًا، و (65%) للتقديم على برامج الدبلوم. وأوضحت الجامعة أن النسبة الموزونة تحتسب بواقع (40%) من معدل الثانوية العامة، و (30%) من درجة اختبار القدرات، و (30%) من اختبار التحصيل الدراسي، مع إمكانية حسابها إلكترونيًا عبر موقع عمادة القبول والتسجيل، وتضم البرامج الأكاديمية المتاحة في المقر الرئيس بتبوك تخصصات الطب والجراحة، والصيدلة، والتمريض، والعلاج الطبيعي، وتقنية المختبرات الطبية، إضافة إلى المسار الهندسي الذي يشمل تخصصات الهندسة المدنية الكهربائية والميكانيكية، الصناعية، وهندسة الحاسب، كما تقدم كليات الجامعة تخصصات نوعية في مجالات الحاسبات وتقنية المعلومات، والعلوم، وإدارة الأعمال، والشريعة والقانون، إلى جانب اللغة الإنجليزية، والتصميم الداخلي وتصميم الأزياء والمنسوجات، أما في الكليات الجامعية بالمحافظات، فتتوافر فيها برامج البكالوريوس في علوم الحاسب، والتمريض، والتسويق، واللغة الإنجليزية، وإدارة الأعمال، ونظم المعلومات الإدارية، وذلك في محافظات حقل، وضباء، والوجه، وأملج، وتيماء. ولفتت الجامعة إلى أنها ستطرح إضافة إلى ذلك برامج دبلوم متوسط في السجلات الطبية، ومكافحة العدوى، وإدارة المحميات، والموارد البشرية، والبرمجة، والصحة العامة، وحماية البيئة، والدراسات البيئية، إلى جانب مسار السياحة والضيافة الذي يتم تدريسه في كلية السياحة والضيافة بمحافظة الوجه، ويتضمن تخصصات السفر والسياحة، وإدارة الضيافة، وإدارة الأغذية والمشروبات، كما تقدم الكلية التطبيقية بتبوك برامج الدبلوم المشارك في تخصصي أنظمة المراقبة والإدارة المكتبية. ودعت الجامعة جميع الطلاب والطالبات إلى الاطلاع على تفاصيل دليل القبول عبر موقع عمادة القبول والتسجيل، والاستفادة من قنوات الدعم والمساندة الرسمية، إلى جانب متابعة حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي لمواكبة جميع التحديثات والتعليمات الخاصة بعملية القبول. أخبار ذات صلة