logo
"سمكٌ مالح" هنا وهناك

"سمكٌ مالح" هنا وهناك

العربي الجديدمنذ 3 أيام
الذائع أن حاسوباً خاصاً في رئاسة الأركان الإسرائيلية يختار مسمّيات العمليات العسكرية عندما يبدأ بها جيش الاحتلال، بعد أن يُغذّى بمعلوماتٍ لازمةٍ عن طبيعة كل حربٍ وأهدافها. وليست مؤكّدةً، أقله لكاتب هذه المقالة، صحّة هذا الكلام، لكنّ هذا ليس مهمّاً، فالأهم أن التسميات التي تُخلع على الاعتداءات المتتالية التي تُواظب الدولة العبرية على اقترافها غالباً ما تُحيل إلى ما هو توراتي وديني يهودي ("عناقيد الغضب" ضد لبنان في 1996 و"عربات جدعون" في غزّة أخيراً)، ويحدُث أن تؤشّر إلى الطبيعة ("البرق" في غزّة 2006)، ويحدُث أن يكون كيفما اتفق، أو ساخراً ("الزفاف الأحمر" قتل القادة العسكريين في إيران أخيراً). ... ولكن، من أين جاءوا باسم "السمك المملّح" الذي كشف عنه جندي إسرائيلي لصحيفة هآرتس، في تحقيقها الذي أكّد ما هو مؤكّد، أن قتل الغزّيين عند نقاط توزيع بعض المؤن في مركز للمؤسّسة الأميركية المشبوهة مأمورٌ به، ويُقترَف عمداً؟ ولئن كانت الترجمة تذهب إلى "السمك المالح" أحياناً، فإن المقصود، على ما يُفهم، هو "الفسيخ" (الجافّ الذي يُحتفظ به مدّة مملّحا)، ومن عاداتٍ تكاد تغيب أن يحضُر هذا السمك في فطور يوم عيد الفطر، وإنْ يؤكَل في أي وقت.
كأنها واحدةٌ من نوبات العبث التي يحترفها رؤوسُ العدوان ومجرمو الحرب الحاكمون في دولة الاحتلال، فليس من مجازٍ أو استعارةٍ أو كنايةٍ أو أيٍّ من بلاغات القول، في تسميتها "سمكاً مالحاً" عملياتِ القتل بتعليماتٍ من قيادات جيش الاحتلال لجنوده، بأن يفتحوا النار على جموع الغزّيين غير المسلّحين، لإبعادهم عن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، رغم أن لا تهديد منهم. وحسناً صنع صاحب التحقيق في الصحيفة أنه ذكّر بأن هذه ليست المرّة الأولى لتعليماتٍ مثل هذه، فمألوفٌ هذا في الجيش الذي يُطنب قادتُه في الكذب عن "طهارة السلاح" في أيدي جنوده وضبّاطه. ... تُراهم، أولئك، زوّدوا ذلك الحاسوب، الغامض في وصف تقريرٍ تلفزيوني عنه، بأن مذاقاً مالحاً في نفوسهم وهم يفترضون في أنفسهم أنهم "يضطرّون" إلى قتل الفلسطينيين العزّل، الجائعين المحاصرين، هناك في قطاع غزّة، وقد قالتها غولدا مائير منذ نحو 60 عاماً إن الله لن يُسامح الفلسطينيين لأنهم يضطرّون الإسرائيليين لقتل أطفالهم. ومعلومٌ أن تلك الدردبيس من أمرَت بقتل المناضل الفلسطيني وائل زعيتر في روما، في عمليةٍ سمّتها "غضب الله"، وتلتها بجرائم قتل عديدة، منها التي سُمّيت "ربيع الشباب" في اغتيال كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت في 1973.
لا يُسعفني مرجعٌ يُعتّدُ به في فهم هذه التسمية لجريمة القتل المشهودة، والموثّقة، غير أن اسم كتاب بسّام أبو شريف "السمك المالح" (بيسان للنشر والتوزيع، بيروت، 2021) سيأتي إلى البال، عن اغتيال إسرائيل ياسر عرفات بالتسميم، ومحاولات قتله في بيروت. وقد اختار القيادي السابق في الجبهة الشعبية هذا الاسم لكتابه (الجيّد بالمناسبة) مما كشفه الصحافي الإسرائيلي، رونين برغمان، في كتاب له نشرَه في 2018، عن الموضوع نفسه، أن وحدةً من القوات الخاصة في جيش الاحتلال، حملت اسم "السمك المملّح" أوكلت لها مهمّة قتل عرفات، واسم رئيسها عوزي دايان، ونفّذت نحو عشر محاولاتٍ في هذا. ومن كثيرٍ يفيد به ذلك الكشف الذي "تسلّح" به أبو شريف أن غرام أجهزة دولة الاحتلال بالسمك المملّح (هل هو الفسيخ كما أعتقد، أم الرّنجي، بالتسمية المصرية للسمك المملّح المدخّن؟) قديم، منذ ما قبل "حماس"، منذ الزمن البيروتي لمنظّمة التحرير. إذ يعتمدون هذا السمك لاسم وحدة اغتيالٍ خاصة، وبعد عقودٍ يعتمدونه مسمّى عمليةٍ عسكريةٍ، أو جريمة حربٍ في توصيفٍ أصحّ، في غزّة، ليُقتل فيها فلسطينيون لا حول لهم ولا قوة.
كأنها إسرائيل لم تُغادر عقلية العصابات التي أنشأت الدولة في عام النكبة المعلوم. كانت تلك تقتل المدنيين الفلسطينيين كيفما شاءت، في مذابح وجرائم صُغرى وكبرى، في قرىً وبلداتٍ ومدنٍ وأرياف بلا عدد. كأن الدولة، النووية، الحليفة الأهم للولايات المتحدة والغرب، الأقوى في المحيط والإقليم والمنطقة، لا يقرّ لها قرار من دون أن تزاول القتل، فيؤمَر جنودُها وضبّاطُها بأن يستطعموه في أي وقت، وضد غزّيين مستضعفين، كما لو أنهم يزدردون سمكاً مالحاً، على ما سمّوا، لسببٍ لا أعرفه، جريمتهم المستجدّة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروندبرغ: الوضع في اليمن هش والانقسامات تتفاقم
غروندبرغ: الوضع في اليمن هش والانقسامات تتفاقم

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

غروندبرغ: الوضع في اليمن هش والانقسامات تتفاقم

وصف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن، هانس غروندبرغ، الوضع في اليمن بأنه هشّ، رغم استمرار الهدوء النسبي على خطوط المواجهة، مؤكدًا أنه لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث على الأرض، ومحذرًا في الوقت ذاته من استمرار العمليات العسكرية في محافظات مثل الضالع والجوف ومأرب وتعز وصعدة. وأعرب عن قلقه أيضًا إزاء تحركات قوات عسكرية باتجاه الضالع ومأرب وتعز، مشيرًا إلى "وجود رغبة لدى بعض الأطراف، على جانبي الصراع، في التصعيد العسكري". جاء ذلك خلال إحاطته أمام مجلس الأمن أثناء اجتماعه الشهري حول اليمن. ورحب المسؤول الأممي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معبرًا عن أمله في أن "يُتيح الاتفاق المجال اللازم لاستعادة زخم الدبلوماسية، بما في ذلك في اليمن". وأشار إلى استمرار الهجمات الصاروخية، معربًا عن قلقه العميق "إزاء التصعيد في البحر الأحمر، حيث شنّ أنصار الله هجمات على سفينتين تجاريتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما أسفر عن خسائر في الأرواح وإصابات بين المدنيين، بالإضافة إلى احتمال وقوع أضرار بيئية". وأضاف أن هذه أول هجمات على سفن تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر، مشيرًا كذلك إلى الغارات التي شنتها إسرائيل على صنعاء، إضافة إلى موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء. وأعرب المبعوث الأممي عن قلقه من أن اليمن قد ينزلق إلى مزيد من التورط في أزمات إقليمية، محذرًا من أن ذلك قد يهدد بتقويض الوضع الهش للغاية في البلاد أساسًا. وشدد على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر ومنع استهداف البنية التحتية المدنية ضمن الصراع. وأكد غروندبرغ أن المخاطر التي يواجهها اليمن "كبيرة للغاية"، لافتًا إلى أن مستقبل البلاد يعتمد على "عزمنا الجماعي لحمايته من المزيد من المعاناة ومنح شعبه ما يستحقه من أمل وكرامة". الوضع داخل اليمن وشدد غروندبرغ على أن "الوقت ليس في صالحنا. كلما طال أمد الصراع، ازداد تعقيدًا. هناك خطر من تفاقم الانقسامات، ولذلك من المهم لكلا الجانبين عدم الانخراط في أي نشاط أحادي الجانب يضرّ بجميع اليمنيين. يجب على الجانبين إظهار استعداد حقيقي لاستكشاف السبل السلمية وتهيئة الظروف لتحقيق استقرار دائم". وأضاف: "من المؤشرات المهمة في هذا الصدد إطلاق سراح جميع المعتقلين المتبقين (...) إذ اتفق الطرفان على إطلاق سراح الجميع مقابل الجميع، والآن حان الوقت للوفاء بهذا الالتزام". وحذر غروندبرغ من تدهور إضافي للوضع الاقتصادي، ما يزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة. وقال: "يُعدّ الاقتصاد مجالًا يمكن فيه للتعاون العملي بين الأطراف أن يُحدث تغييرًا هادفًا وتأثيرًا إيجابيًا وفوريًا على حياة اليمنيين". وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة، رحبنا بافتتاح طريق الضالع، الذي زاد من حرية الحركة ووسع آفاق النشاط الاقتصادي، وهذا يُظهر ما هو ممكن". وفي هذا السياق، رحّب المبعوث الأممي بفتح طريق الضالع لما له من أثر في تعزيز حرية التنقل وتوسيع النشاط الاقتصادي، مؤكدًا أن هذه الخطوة تجسّد إمكانية تحقيق تقدم ملموس على الأرض. كما تناول في إحاطته النقاشات التي أجراها مع رئيس الوزراء، سالم بن بريك، في عدن، والتي ركزت على تدابير عملية مثل صرف الرواتب كاملة دون تأخير، وتحسين القدرة الشرائية والخدمات العامة، وتحفيز الاقتصاد، إضافة إلى تمكين الحكومة من استئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز. أولويات المرحلة المقبلة وأعرب غروندبرغ عن أمله في أن يكون هناك تحول إيجابي في المنطقة نحو مزيد من الاستقرار، مشيرًا إلى أن ذلك قد "يسهم في تهيئة بيئة مواتية لليمن للمضي قدمًا، ولكن هذا لا يمكن أن يكون شرطًا مسبقًا للتغيير. يجب على اليمن أن يتقدم بغض النظر عن ذلك، بالانتقال من مجرد إدارة الصدمات والتقلبات إلى وضع خطوات عملية تُمهّد الطريق لحلول دائمة". أخبار التحديثات الحية غروندبرغ يؤكّد ضرورة "تسوية شاملة" للأزمة اليمنية وشدد غروندبرغ على ثلاث أولويات ضرورية لتحقيق ذلك، أولها خفض التصعيد على خطوط المواجهة، والعمل مع الأطراف على وضع معايير لوقف إطلاق نار شامل على الصعيد الوطني. وثانيها تمهيد الطريق للمحادثات بين الطرفين، بما يشمل تدابير اقتصادية وإنسانية وعملية سياسية. وثالثها مواصلة العمل مع دول المنطقة والمجتمع الدولي بشأن الضمانات الأمنية الأوسع، بما في ذلك حرية الملاحة في البحر الأحمر. وأضاف: "أولًا وقبل كل شيء، يجب أن يثق اليمنيون بأي اتفاق يتم التوصل إليه، ويجب على المنطقة والمجتمع الدولي أيضًا أن يثقا بأن شواغلهما قد تمت معالجتها. بهذه الطريقة نبني هيكل دعم مستدام لتسوية تفاوضية". الوضع الإنساني من جهته، حذر مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشير، من "تسارع أزمة الأمن الغذائي في اليمن بشكل كبير منذ أواخر عام 2023. اليوم، يعاني أكثر من 17 مليون شخص في اليمن من الجوع، وقد يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 18 مليونًا بحلول سبتمبر". وأضاف: "يعاني أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، وقد يرتفع هذا العدد إلى 1.2 مليون بحلول أوائل العام المقبل، مما يعرض الكثيرين لخطر الإصابة بأضرار صحية وذهنية دائمة". وأشار فليتشير إلى أن اليمن لم يشهد "مثل هذا المستوى من الحرمان منذ ما قبل الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أوائل عام 2022". وقال إن المجتمعات المحلية في محافظات حجة والحديدة وعمران تنزلق إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد وظروف شبيهة بالمجاعة، بينما يتراجع التمويل الدولي للمساعدات، مما يحد من القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية. وحذر أيضًا من فجوة التمويل الهائلة في خدمات الصحة والحماية المنقذة للحياة، خاصةً لـ 6.2 ملايين امرأة وفتاة يواجهن خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدًا أن "نقص الموارد يعرّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر ويدفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار". وختم فليتشير بالتأكيد على ثلاث أولويات، وهي زيادة التمويل الآن لتوسيع نطاق الدعم الغذائي والمساعدات الطارئة. ومواصلة الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني المعتقلين، اتخاذ خطوات فعّالة لدعم القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.

'مجرم يدعم تاجر سلاح'.. بوريل ينتقد ترشيح نتنياهو لترامب لجائزة نوبل- (تدوينة)
'مجرم يدعم تاجر سلاح'.. بوريل ينتقد ترشيح نتنياهو لترامب لجائزة نوبل- (تدوينة)

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

'مجرم يدعم تاجر سلاح'.. بوريل ينتقد ترشيح نتنياهو لترامب لجائزة نوبل- (تدوينة)

روكسل: هاجم الممثل السابق للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ترشيحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، واوصفا الأول بأنه 'مجرم حرب'. جاء ذلك بمنشور لبوريل عبر منصة 'إكس'، غداة قيام نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب – بتسليم ترامب – الداعم للإبادة الإسرائيلية بغزة – رسالة ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض فجر الثلاثاء. An alleged war criminal wanted by the international justice proposes for the Nobel Peace Prize his largest supplier of weapons, and with which he is causing the greatest ethnic cleansing in the region since the end of World War II. — Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) July 9, 2025 وتعقيبا على ذلك، قال بوريل: 'مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية (نتنياهو) يقترح منح جائزة نوبل للسلام لأكبر مورد أسلحة (ترامب)، والذي يتسبب من خلاله في أكبر تطهير عرقي في المنطقة (الإبادة الإسرائيلية بغزة)'. والثلاثاء، كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية، عن وثائق أمريكية تشير إلى أن واشنطن تُنفق مئات ملايين الدولارات مساعدات عسكرية لإسرائيل. كما تتلقى إسرائيل 3.8 مليارات دولار سنويًا كمساعدات من واشنطن بموجب مذكرة تفاهم موقعة مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، تغطي الفترة من 2019 إلى 2028. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وخلال الشهر ذاته، قالت مفوضية الاتحاد الأوروبي إنها تدعم المحكمة الجنائية الدولية، وإن جميع دول الاتحاد ملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت هذه الحرب أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. (وكالات)

ترامب "يكافئ" نتنياهو بمشاريع عسكرية بمليارات الدولارات لقبول وقف الحرب
ترامب "يكافئ" نتنياهو بمشاريع عسكرية بمليارات الدولارات لقبول وقف الحرب

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب "يكافئ" نتنياهو بمشاريع عسكرية بمليارات الدولارات لقبول وقف الحرب

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مكافآت أميركية ضخمة من واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامن مع اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة، في صورة استثمارات أميركية بمليارات الدولارات في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية. وجميع هذه المشاريع ممولة من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل التي تبلغ قرابة 4 مليارات دولار سنوياً، لكنها زادت وقت الحرب ثلاثة أضعاف. وفقاً لوثائق رسمية من سلاح المهندسين في الجيش الأميركي نُشرت على الإنترنت، قالت "هآرتس" يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تنفذ سلسلة مشاريع عسكرية ضخمة في إسرائيل ، تكلف مليارات الشواكل الإسرائيلية، تشمل تجهيز بنية تحتية جديدة لاستيعاب مروحيات وطائرات تزويد الوقود، إلى جانب إنشاء مقرات ووحدات جديدة، منها مقر جديد لأسطول الكوماندوز البحري، وقواعد صيانة متطورة للمركبات المدرعة. وأظهرت الوثائق الرسمية التي نشرها سلاح المهندسين الأميركي على الإنترنت عشرات المناقصات التي أُطلِقَت لصالح إسرائيل، وتراوح قيمتها بين ملايين ومئات الملايين من الدولارات، وأن وثائق العطاءات تحتوي على آلاف الصفحات التي تكشف بدقة تفاصيل الإنشاءات وتكاليفها. ومن أبرز المشاريع التي تشيدها أميركا لصالح إسرائيل بناء مخابئ لتخزين الذخيرة في قاعدة "هاتسيريم" الجوية بتكلفة 100 مليون دولار، وإنشاء منطقة مخصصة لتحميل المواد الخطرة وتفريغها بقيمة 10 ملايين دولار، وتجهيز قاعدة "تل نوف" لاستيعاب 12 مروحية جديدة من خلال هدم منشآت قائمة وبناء حظائر ومواقف ومستودعات، بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار. اقتصاد دولي التحديثات الحية موديز: الحرب مع إيران زادت الضغوط المالية على إسرائيل وسبق أن كشفت تقارير عام 2012 عن بناء مجمع سري تحت الأرض يُعرف بـ"الموقع 911" داخل قاعدة "نيفاتيم"، بالتعاون المباشر بين الجيش الأميركي وسلاح الجو الإسرائيلي. وفي عام 2012 أيضاً، أعلن سلاح الهندسة الأميركي بناء منشأة سرية أخرى تحت سطح الأرض في "موقع 81"، بتكلفة 100 مليون دولار، في ظل تخوف من تضرر السرية الإلكترومغناطيسية، لكن صوراً أرفقت بالتقرير كشفت عن أنه موقع تحت مبنى في وسط تل أبيب، وفقاً لصحيفة هآرتس. 20 مشروعاً بـ1.5 مليار دولار وأظهرت وثائق سلاح الهندسة في الجيش الأميركي أن دعوات وجهت لمقاولين عسكريين أميركيين لبناء مشاريع في إسرائيل تشمل أعمالاً بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار، ومشاريع مستقبلية تزيد على مليار دولار. وحسب وثائق سلاح الهندسة الأميركي، فإن عدد المشاريع يقارب العشرين بتكلفة 1.5 مليار دولار. ويسمح لشركات أميركية فقط بالتقدم للمناقصات بصفة مقاول رئيسي، لأن هذه المشاريع ممولة من المساعدات الأميركية، لكن تنفذها شركات إسرائيلية بصفة مقاولين ثانويين. ويبلغ المقاولون الذين يشاركون بجولات في المشاريع بصورة شفهية فقط بهدف الحفاظ على السرية، كذلك تطالب الوثائق شركات المقاولات التي تتنافس على تنفيذ الأعمال بالامتناع عن ذكر أي تفاصيل من شأنها أن تدل على مواقع المشاريع. اقتصاد دولي التحديثات الحية تصاعد المقاطعة الأوروبية للبضائع الإسرائيلية تضامناً مع غزة يذكر أن حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل في السنوات من 2019 حتى 2028 يبلغ 3.8 مليارات دولار سنوياً، لكن واشنطن قدمت معونات عسكرية وأسلحة مجانية إلى إسرائيل تعادل قرابة 44 مليار دولار بعد حرب غزة ولبنان وإيران، حيث تلقت إسرائيل في السنة الأولى من الحرب، حتى سبتمبر/أيلول 2024، ذخيرة وأسلحة بمبلغ 18 مليار دولار تقريباً، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" أول من أمس الاثنين. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي صدّق الكونغرس على مساعدة عسكرية خاصة لإسرائيل، بمبلغ 26 مليار دولار، ضمنها 4 مليارات دولار لشراء صواريخ اعتراضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store