
ويتكوف: نأمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة نهاية الأسبوع
وأشار ويتكوف إلى أنّه "نأمل أن نتوصل بحلول نهاية هذا الأسبوع إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً".
وأضاف أن "اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في غزة يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و9 جثث خلال 60 يوماً". اليوم 13:48
اليوم 13:16
وفي وقتٍ سابق، أشار القيادي في حركة حماس، باسم نعيم إلى مطالب حماس، وفي مقدمتها ضمان احترام الاحتلال للهدنة المؤقتة 60 يوماً، ودخول المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي. إضافةً إلى تقديم ضمانات أن تؤدي هذه المفاوضات إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات المعادية.
وطرح نعيم تساؤلاً مفاده "لماذا يعدّ الرد الإسرائيلي كل مرة هو الرد الوحيد للتفاوض عليه؟"، مؤكداً أنّ ذلك "يخالف النزاهة والعدالة في الوساطة، ويشكل انحيازاً كاملاً للطرف الآخر".
في المقابل، شمل الردّ الإسرائيلي، دخول المساعدات الإنسانية حسب خطته وليس على أساس ما قبل 2 آذار/مارس الماضي وفق اتفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025، وهنا أوضح أنّ المطلوب من الجانب الفلسطيني "شرعنة عسكرة المساعدات ومساعدة الاحتلال على خطة التهجير".
وتضمّن الرّد أيضاً تفاوض الاحتلال على خرائط الانسحاب من القطاع التي تم الاتفاق عليها في 19 كانون الثاني/يناير 2025 بناء على الوجود العسكري الإسرائيلي الجديد، وهنا لفت نعيم إلى أنّ المطلوب من الجانب الفلسطيني هو تأييد سيطرة وتحكم الاحتلال داخل قطاع غزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 18 دقائق
- IM Lebanon
مقدمة نشرة اخبار 'المنار' ليوم الثلاثاء 08.7.25
July 9, 2025 12:51 AM وكالات من بيت حانون كانت أصعب رسالة لاحقت بها المقاومة الفلسطينية بنيامين نتنياهو حتى البيت الابيض، فكان الفجر الأسود على جنوده الذين وقعوا في مكمن للمقاومين في أشد العمليات البطولية على القوات الصهيونية منذ بدء الحرب، ومع الحديث عن سقوط عشرات الجنود والضباط الصهاينة بين قتيل وجريح، اعترف جيش الاحتلال بخمسة قتلى وستة عشر جنديا جريحا بينهم اثنان في حال خطرة. وخطورة العملية ان صدى انفجاراتها سيسمع بقوة في أروقة البيت البيض، حيث يرسم دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خطتهما الاستراتيجية لمستقبل القضية الفلسطينية وعموم المنطقة.. وبمنطق الثقة والثبات أكدت كتائب القسام عبر المتحدث باسمها ابو عبيدة أن صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة هما من يرسمان معالم المرحلة القادمة، محذرة نتنياهو ومن وراءه من حماقة ابقاء الاحتلال على ارض القطاع. في القاطع اللبناني سرعان ما أضرم الصهاينة النار باوراق وتصريحات الموفد الأميركي توم براك عبر مسيرة اغارت على العيرونية شمال لبنان. فاستهدفت الصواريخ سيارة في المنطقة الواقعة بالقرب من طرابلس، ما أدى الى ارتقاء شهيدين وإصابة ستة بجروح بحسب وزارة الصحة اللبنانية، وبحسب حركة حماس فان ايا من كوادرها لم يستشهد بالهجوم الذي زعم الجيش العبري انه استهدف قياديا بارزا في حماس. فيما لم يتحمس احد من السياسيين البارزين بحرصهم على سيادة البلد ودستوره لادانة العدوان الصهيوني المتمادي والذي وصل للمرة الأولى منذ وقف الحرب في تشرين الماضي إلى عمق الشمال اللبناني. رسالة صهيونية سيسمع دويها على طاولة النقاش الأميركي اللبناني وفي المشاورات بين اللبنانيين، والتي كان ابرزها اليوم لقاء عين التينة بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، الذي قال بعد اللقاء ان الاجواء جيدة وان الرئيس نبيه بري 'كفى ووفى' بموضوع زيارة براك. زيارة لم تنته بمغادرة الموفد الأميركي ولن تتحدد معالمها بكلامه المنبري، فالانتظار سيد الموقف حتى يتضح على ارض الواقع ترجمة حقيقية لنبرة خطابه على المنابر. July 9, 2025 12:51 AM


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
ويتكوف يعلن الموعد المتوقع لاتفاق غزة... وترامب سيلتقي نتنياهو مجدداً
استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حركة "حماس" وإسرائيل الثلاثاء في الدوحة بشأن وقف إطلاق نار في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر فلسطيني مطّلع على سيرها، دون إحراز تقدم، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنهما سيلتقيان مجددا الليلة في البيت الأبيض. وقال ترامب للصحافيين: "إنّه (نتنياهو) آت إلى هنا (البيت الأبيض) في وقت لاحق. سنناقش، غزة بشكل شبه حصري. علينا أن نحلّ هذه المسألة". وكان الزعيمان قد التقيا الإثنين خلال زيارة نتانياهو الثالثة إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وأضاف ترامب: "إنّها مأساة، وهو يريد حلّها، وأنا أريد حلّها، وأعتقد أنّ الطرف الآخر يريد ذلك". ويزور نتنياهو العاصمة الأميركية حتى الخميس، حيث يلتقي الثلاثاء نائب الرئيس جاي دي فانس ورئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وأعضاء في مجلس الشيوخ. في آخر المستجدات، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن المفاوضات جارية "لتقريب وجهات النظر" بين حركة حماس وإسرائيل، وأعرب عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن غزة بنهاية الأسبوع الحالي. وأضاف أنه "تم تقليص القضايا الخلافية بين حماس وإسرائيل من 4 إلى واحدة"، لافتا إلى أنه "سيتمّ إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، وتسعة رهائن لقوا حتفهم". وأكد ويتكوف أن الولايات المتحدة تسعى "لسلام دائم في غزة وحل النزاع بصورة حقيقية". وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن "نقطة الخلاف الرئيسي المتبقية حاليا في المفاوضات هي مكان بقاء الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن "هذا يؤدي أيضا إلى بقاء مراكز توزيع الغذاء في أيدي المؤسسة الأميركية فيما سيسمح بإدخال المواد الغذائية للسكان بنفس الآلية القديمة في المناطق التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية". قبل ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنَّ المفاوضات الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حيال وقف لإطلاق النار في غزة "ستحتاج إلى وقت". وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحافي بالدوحة: "لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتاً"، وذلك مع دخول المحادثات يومها الثالث. "لا اختراق حتى الآن" في وقت سابق، قال مصدر فلسطيني لوكالة "فرانس برس" إن "المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تتواصل صباح اليوم في الدوحة بشأن آليات تنفيذ الاقتراح"، مضيفاً: "لا اختراق حتى الآن". وأشار إلى أن المفاوضات "تركّز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار". ووصف المفاوضات بـ"الصعبة" وتابع أن "حماس جادّة في التوصل لاتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأميركي على إسرائيل للوصول لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)". بدأت مساء الأحد في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين الجانبية، جاء عشية لقاء في واشنطن بين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب الذي أعرب عن أمله في التوصّل إلى اتفاق هذا الأسبوع. وقد أعلن مسؤول إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تعتبر تفكيك حركة "حماس" أحد أهدافها الأساسية. وأضاف: "هناك نية لنفي جزء من قيادتها إلى خارج قطاع غزة". ولفت المسؤول إلى أن ترامب "لا يزال جاداً في خطّته المتعلّقة بالهجرة الطوعية من غزة"، معتبراً أن الرد الأخير لحركة "حماس" يعني في جوهره "رفض الاقتراح المطروح". غزّة أمام الفرصة الأكثر جدّية... هل تتوقف الحرب؟ يصرّ ترامب على إنجاز هذه الصفقة والتمهيد لصفقات أخرى في المنطقة تخفّف من التوتر السياسي والعسكري الحاصل. ورأى ترامب الأحد أن هناك "فرصة جيّدة" للتوصّل إلى اتفاق. وقال للصحافيين "لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلّق بالأسرى المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقّع أن يتم ذلك هذا الأسبوع". يضغط الرئيس الأميركي مؤخراً من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي مزقته الحرب المستمرة منذ 21 شهراً. هجوم عنيف إلى ذلك، شن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هجوماً عنيفاً على مفاوضات الدوحة، وطالبا بسحب الوفد الإسرائيلي من قطر وقطع المساعدات عن غزة. وقال بن غفير: "أدعو رئيس الوزراء إلى إعادة الوفد الذي ذهب للتفاوض مع قتلة حماس في الدوحة فوراً، لا داعي للتفاوض مع من يقتلون مقاتلينا يجب سحقهم، وتجويعهم حتى الموت، وليس تزويدهم بالمساعدات الإنسانية التي تمدهم بالأوكسجين". ورأى أن "الحصار الشامل، والسحق العسكري، وتشجيع الهجرة والاستيطان هذه هي مفاتيح النصر الكامل، وليس صفقة متهورة تطلق سراح آلاف الإرهابيين، وينسحب ما سماه جيش الدفاع الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها دماء مقاتلينا". بدوره، قال سموتريتش: "أدعو رئيس الوزراء ورئيس الأركان إلى التوقّف فوراً عن حماقة إرسال المساعدات للعدو الذي يقاتل قوّاتنا ويقتل مقاتلينا، ومحاصرة مناطق القتال واستنزافه فيها قبل أن يلتقي بمقاتلينا الأبطال". وتابع :"كما أطالب بالإعلان أن أي أرض تُحتل وتطهر من الإرهاب بدماء مقاتلينا لن تعود". وختم: "من غير الأخلاقي وغير المنطقي، حتى في إطار صفقة أسرى، السماح للعدو بإعادة ترسيخ وجوده في المنطقة وتعريض مقاتلينا للخطر مجدّداً باضطراره إلى احتلالها مراراً وتكراراً، ليس هكذا تنتصر الحرب".


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
"طهران تايمز": على ماذا تنطوي استراتيجية "إسرائيل" لتقسيم إيران؟ ولماذا ستفشل؟
صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية تنشر مقالاً يتناول سياسة "إسرائيل" تجاه إيران، ولا سيما محاولاتها استغلال التنوع العرقي داخل إيران لتنفيذ مشروع "بلقنة" (تفتيت) الجمهورية الإسلامية من الداخل. ويخلص إلى أنّ هذه المحاولات محكومة بالفشل بسبب رسوخ التماسك الوطني الإيراني ومتانة الهوية الجامعة رغم التنوع العرقي. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: في غرب آسيا، لا يقتصر الأمن على الجانب الدفاعي فحسب، بل هو في جوهره تعبير عن ميزان القوى و صراع النفوذ. "إسرائيل"، التي شكلها تاريخ من العزلة الإقليمية وهوية صيغت في ظل الاستثنائية، جعلت من الأمن عدسةً تُفسر من خلالها كل فرصة وتهديد. ولكن ماذا يحدث عندما يصبح الأمن هاجساً ومبرراً أساسياً لجميع السياسات الخارجية؟ جعلت العقيدة الإسرائيلية من التحالفات مع الأقليات العرقية والدينية أداةً استراتيجيةً للتأثير على خصومها وتفتيتهم في نهاية المطاف. تُقدم إيران، بتركيبتها العرقية المعقدة، نفسها هدفاً مغرياً لسياسة "فرّق تسد". إنّ ترويج الروايات الانفصالية أو دعم الجماعات الهامشية سراً ليسا مجرد خطوة تكتيكية، بل هما جزء من رؤية أوسع: إضعاف التماسك الداخلي لخصم إقليمي وإعادة تشكيل توازن القوى في المنطقة. ولكن هذا النهج الذي يحركه الأمن ليس بريئاً ولا محايداً. فبتقليص المجتمعات بأكملها إلى مجرد بيادق في لعبة جيوسياسية، يُسلَب هؤلاء الفاعلون إرادتهم، ويُشرعَن التدخل تحت ستار الحماية. في هذا الإطار، يتوقف الأمن عن كونه حقاً عالمياً، ويصبح تقنية تُبرر المراقبة والتلاعب والتشرذم الاجتماعي. إنه نموذج، كما أشارت إليه أصوات ناقدة مختلفة، يُحوّل الاختلاف إلى تهديد والتنوع إلى معركة. لكن هناك ما هو أكثر من ذلك. يحثّنا محللون مثل سحر غومخور على النظر إلى ما وراء وخلفيات ذلك: فعندما يُفرض منطق الأمن، تُصبح قصص الإقصاء والمقاومة والتفاوض داخل المجتمعات المتضررة غير مرئية. إنّ استغلال الأقليات لا يعكس اهتماماً حقيقياً بحقوقها، بل يعكس فائدتها الظرفية ضمن أجندات القوى الخارجية. وهكذا، تُركّز المطالب المشروعة بالعدالة والاعتراف على استراتيجيات لا علاقة لها بتقرير المصير. في هذا السياق، تكشف السياسة الإسرائيلية تجاه إيران عن حدود ومخاطر رؤية أمنية متطرفة. فهي لا تُديم عدم الاستقرار الإقليمي فحسب، بل تُعزز أيضاً التراتبيات الاستعمارية، وتُعيد إنتاج منطق الاستثناء الذي يُبرر تقريباً أي إجراء يُتخذ تحت لواء الأمن. تهدف هذه المقالة إلى شرح الرغبة السياسية الإسرائيلية في تقسيم إيران وكيف تتجاهل هذه السياسة مقاومة المجموعات العرقية المختلفة داخل الجمهورية الإسلامية ضد هذه المحاولات لإثارة الانقسامات الداخلية. من أبرز الجهات الفاعلة في استراتيجية البلقنة هذه مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، ومقرها واشنطن. وقد جادلت بريندا شافر، من المؤسسة، بأن التركيبة العرقية المتعددة لإيران تُشكل نقطة ضعف يمكن استغلالها. ويتماشى موقفها مع افتتاحية نُشرت مؤخراً في صحيفة "جيروزالم بوست"، والتي دعت الرئيس السابق ترامب علناً، عقب الهجمات الإسرائيلية الأولية في الحرب الأخيرة ضد إيران، إلى دعم تفكيك البلاد. اقترحت الافتتاحية تشكيل "تحالف شرق أوسطي لتقسيم إيران" ومنح "ضمانات أمنية للمناطق السنية والكردية والبلوشية الراغبة في الانفصال". وقد دعت صحيفة "جيروزالم بوست" صراحةً إلى دعم "إسرائيل" والولايات المتحدة لانفصال ما تسميانه "جنوب أذربيجان"، في إشارة إلى المحافظات الإيرانية الشمالية الغربية ذات الأغلبية الأذربيجانية. إنّ هذه الأفكار ليست مجرد تصريحات معزولة؛ بل إنها تعكس نهجاً استراتيجياً لتفكيك الوحدة السياسية في إيران من خلال استخدام التنوع العرقي كوسيلة لإثارة عدم الاستقرار. من الناحية النظرية، شهدت نهاية القرن العشرين صعود القومية العرقية في السياسة الدولية. وقد سلّط تفكك الاتحاد السوفياتي وتفكك يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا الضوء على الدور المحوري للصراعات العرقية في السياسة العالمية، ما جذب انتباه الباحثين والاستراتيجيين على حد سواء. شكّل تشتت الجماعات العرقية والدينية في مختلف الدول، وتحولها إلى خطوط فاصلة نشطة، تهديداً لسلامة أراضي الدول ذات التنوع العرقي وتماسكها الاجتماعي. ونتيجةً لذلك، لم تُعتبر المطالبات بالهوية تحديات فحسب، بل فرصاً أيضاً للسياسات الخارجية لبعض الدول. 8 تموز 12:49 7 تموز 10:46 ونتيجة لذلك، بدأ العديد من القوى بدعم مجموعات خارج حدودها من أجل اكتساب النفوذ والسلطة، واستغلال التوترات الداخلية لدى الآخرين لتعزيز مكانتها الإقليمية. كل عقيدة أمنية تنبع من مزيج من العوامل التاريخية والبنيوية والذاتية. في حالة "إسرائيل"، ينبع ما يُسمى بعقيدة "المحيط" - وهي استراتيجية تشكيل تحالفات مع جهات فاعلة غير عربية أو هامشية في المنطقة لمواجهة عزلتها - من قراءة وجودية للتهديد وهوية سياسية قائمة على الاستثنائية والشك. وقد صاغ هذه العقيدة ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لـ "إسرائيل"، بعد أزمة السويس عام 1956 كوسيلة لكسر الحصار العربي من خلال السعي للحصول على الدعم من البلدان الإقليمية غير العربية (مثل تركيا وإيران ما قبل الثورة) والأقليات العرقية على الهامش التي تواجه الضغوط العربية. إنّ الطبيعة الاستعمارية والإقصائية للمشروع الصهيوني، إلى جانب العزلة الإقليمية، عززت عقلية أمنية تنظر إلى كل الاختلافات باعتبارها تهديداً وأي جار باعتباره عدواً محتملاً. إلى جانب الدول، عززت "إسرائيل" علاقاتها السريّة مع الأقليات العرقية والدينية في الدول العربية والإسلامية لزعزعة استقرارها. ويُعد دعم الأقليات، من الكرد إلى الدروز، عنصراً أساسياً في تفتيت الكتلة العربية والحفاظ على التفوق الاستراتيجي. وقد عبّر المنظّرون الإسرائيليون صراحةً عن هذه السياسة. فقد اقترح أرييه أورنشتاين تفكيك الدول العربية إلى كيانات قبلية كفرصة لـ "إسرائيل"، بينما دعا جابوتنسكي إلى مساعدة الكرد لإضعاف الدول العربية. تعكس هذه الأفكار مشروعاً متعمداً لإثارة الطائفية وتقسيم الدول المجاورة. وبعد حرب عام 1967 والصعود العسكري لـ "إسرائيل"، تعززت هذه الاستراتيجية وأصبحت رسمية كجزء من مشروع الهيمنة الإقليمية. غالباً ما تغفل "إسرائيل" ورعاتها الغربيون عن فارق أساسي: استمرارية إيران التاريخية تميزها عن العديد من الدول الأخرى في غرب آسيا. فبينما وصف بعض المؤرخين دولاً أخرى في المنطقة بأنها "مصطنعة" نظراً لحداثة نشأتها نسبياً، تفتخر إيران بتاريخ يمتد لآلاف السنين، وتدّعي أنها أقدم دولة قائمة في العالم. على سبيل المثال، ضمّ الاتحاد السوفياتي دولاً وأقاليم متنوعة كانت خاضعة سابقاً لسيادات مختلفة. في المقابل، حافظت إيران على هوية وطنية متواصلة لآلاف السنين، حيث تميّز سكانها بالهوية الإيرانية على مرّ تاريخها. إيران بلدٌ يتميز بتنوع عرقي ولغوي ملحوظ، إلا أنّ هذا التنوع قائمٌ في إطار من التماسك السياسي والإقليمي الذي لطالما كان قائماً، والذي تحافظ عليه الجمهورية الإسلامية حالياً. من منظور جغرافي، تنقسم إيران إلى جزء مركزي أكثر تجانساً ووحدات طرفية غير متجانسة. ومع ذلك، أظهرت هذه الأجزاء، على مر تاريخها، سلوكاً متكاملاً ومنسّقاً داخل الدولة، ما ضمن استمرارية سياسية وإقليمية ووطنية متينة. ومن الأمثلة على هذه الاستمرارية غزو العراق لمنطقة خوزستان عام 1980 خلال الحرب العراقية الإيرانية. وقد رافق الهجوم العراقي شعار الوحدة الوطنية العربية، ودعاية تفرقة قائمة على الاختلافات العرقية. ورغم أنّ الجزء الغربي من خوزستان يغلب عليه الطابع العربي، إلا أنّ الغزو واجه مقاومة محلية وإقليمية واسعة. إيران ليست دولة هشّة ولا مزيجاً عرقياً على شفا الانهيار. إنّها أمة يبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة، ذات هوية تاريخية وثقافية راسخة تتجاوز مكوناتها المتنوعة. غالباً ما يُركز دعاة البلقنة بشكل مهووس على التعددية العرقية - الآذريون والكرد والبلوش والعرب - مُقللين باستمرار من شأن القوة التكاملية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية. المثال الأوضح على هذه المغالطة هو سكان إيران الأذربيجانيون، ثاني أكبر عدد بعد الفرس. يسكن الأذربيجانيون بشكل رئيسي شمال غرب البلاد، في محافظات مثل أذربيجان الغربية والشرقية، وأردبيل، وزنجان، وقزوين، ويمتدون أيضاً إلى همدان وجيلان الغربية. علاوة على ذلك، يندمج مجتمع أذربيجاني كبير بشكل كامل في المراكز الحضرية الرئيسية مثل طهران، وقم، وأراك. من المهم الإشارة إلى أنّ الأذربيجانيين يشغلون مناصب اجتماعية وسياسية بارزة في إيران، حيث تلعب النخب الفكرية والدينية والعلمية والثقافية أدواراً مهمة على الصعيدين المحلي والوطني. وفي هذا الصدد، تنتمي شخصيات رئيسية داخل النظام الإيراني، مثل الرئيس الحالي مسعود بزشكيان، وزعيم الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، إلى هذه الأقلية. وعلاوة على ذلك، تظهر دراسات مثل تلك التي أجراها راسموس إيلينغ وكيفان هاريس، استناداً إلى مسح اجتماعي واسع النطاق أجري في عام 2016، أنّ العديد من الإيرانيين لا ينتمون حصرياً إلى مجموعة عرقية واحدة، بل يعترفون بالانتماء إلى هويات متعددة. لذلك، ثبت خطأ الفرضية التي تبنتها "إسرائيل" ومراكز أبحاث مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) القائلة بأنه تحت ضغط خارجي، كما في التصعيد الأخير بين إيران و"إسرائيل"، ستثور الأقليات ضد الحكومة المركزية. بل إنّ التأثير الملحوظ بعد الهجوم الإسرائيلي كان عكس ذلك تماماً: تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي داخل إيران. الحقيقة هي أنّ التماسك الوطني الإيراني يفوق بكثير أي محاولة خارجية للتفتيت أو زعزعة الاستقرار. ففي ظل القيادة الحازمة والسيادية للجمهورية الإسلامية، رسّخت إيران هوية قوية تدمج مجتمعاتها المتنوعة في مشروع مشترك للمقاومة وتقرير المصير. هذه الوحدة لا تعكس فقط قوة البلاد التاريخية والثقافية، بل تعكس أيضاً قدرتها على مواجهة وتحييد التهديدات التي تهدف إلى تقويض سلامتها الإقليمية والسياسية. في أعقاب الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، شهدت إيران في السنوات الأخيرة بعضاً من أشد مظاهر الحداد والوطنية. واتسمت تجمعات الحداد الحاشدة بمرثياتٍ وأبيات شعرية حافلة بالإشارات إلى إيران، مستمدة من الأدب الفارسي الكلاسيكي، إضافة إلى الأغاني الشعبية المعاصرة، والشعر القومي، والأناشيد الوطنية. تعكس هذه الأعمال الثقافية والاجتماعية شعوراً عميقاً بالهوية الجماعية، يبرز بقوة رداً على أي عدوان خارجي، ما يُظهر صلابة المشروع الوطني الإيراني وصموده. وهكذا، بدلاً من تفتيت المجتمع، أسهمت محاولات البلقنة في تعزيز التماسك الداخلي وقدرة إيران على المقاومة كدولة قومية. نقلته إلى العربية: بتول دياب.