logo
من الفضاء إلى أفريقيا.. صخرة قمرية عمرها 2.35 مليار عام تكشف سراً عن قلب القمر

من الفضاء إلى أفريقيا.. صخرة قمرية عمرها 2.35 مليار عام تكشف سراً عن قلب القمر

البيانمنذ 11 ساعات
بوزن يبلغ 311 غراماً، وعمر يقترب من 2.35 مليار عام سقطت صخرة قمرية في شمال أفريقيا، لتكشف لنا أسراراً عن قلب القمر، خاصة مايتعلق بالنشاط البركاني، ويغطي عمرها فجوة مليار عام في عينات الصخور القمرية، حيث تشير إلى أن القمر كان يحتوي على مصادر حرارة داخلية استمرت لعصور.
تم العثور على النيزك وله توقيع كيميائي فريد في أفريقيا عام 2023، وهو ما يسد فجوة كبيرة في فهمنا للتاريخ البركاني للقمر.
تقدم نتائج دراسة قام بها علماء بريطانيون وكُشف عنها في مؤتمر جيوكيميائي كبير، بجولدشميت في براغ، تحليلات عن نيزك شمال غرب أفريقيا 16286، ورؤى جديدة حول كيفية تطور الجزء الداخلي من القمر، مما يسلط الضوء على طبيعة نشاطه البركاني طويل الأمد.
بعمليات توليد الحرارة الداخلية
وتعطي التحليلات التي أجراها باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة وزناً لنظرية مفادها أن القمر احتفظ بعمليات توليد الحرارة الداخلية التي تدعم النشاط البركاني القمري في عدة مراحل متميزة.
يُرجع تحليل نظائر الرصاص تاريخ تشكل الصخرة إلى حوالي 2.35 مليار سنة، وهي فترة لا تتوفر منها سوى عينات قمرية قليلة، مما يجعلها أحدث نيزك قمري بازلتي يُكتشف على الأرض. يُميزها تركيبها الجيوكيميائي النادر عن تلك التي عادت من بعثات قمرية سابقة، إذ تشير الأدلة الكيميائية إلى أنها على الأرجح تشكلت من تدفق حمم بركانية تجمدت بعد خروجها من أعماق القمر.
يقدم الدكتور جوشوا سناب، الباحث في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، بحثه في مؤتمر غولدشميت. وقال: "تُقدم لنا صخور القمر المُستقاة من بعثات إعادة العينات معلوماتٍ قيّمة، إلا أنها تقتصر على المناطق المحيطة مباشرةً بمواقع هبوط تلك البعثات. في المقابل، يُمكن أن تقذف النيازك القمرية عبر فوهات الاصطدام التي تحدث في أي مكان على سطح القمر، لذا، ثمة مصادفةٌ ما تحيط بهذه العينة؛ فقد صادف سقوطها على الأرض، كاشفةً أسرارًا عن جيولوجيا القمر دون تكلفة مهمة فضائية باهظة".
تحتوي هذه الصخرة على بلورات كبيرة نسبياً من معدن الزبرجد الزيتوني، وهو نوع من البازلت البركاني القمري يُسمى الزبرجد الزيتوني-الفايريك. تحتوي على مستويات معتدلة من التيتانيوم ومستويات عالية من البوتاسيوم. بالإضافة إلى العمر غير المعتاد للعينة، وجدت هذه الدراسة أن تركيبة نظائر الرصاص في الصخرة - وهي بصمة جيوكيميائية محفوظة منذ تشكلها - تشير إلى أنها نشأت من مصدر في باطن القمر ذي نسبة يورانيوم إلى رصاص عالية بشكل غير عادي. قد تساعد هذه الأدلة الكيميائية في تحديد الآليات التي أتاحت فترات من توليد الحرارة الداخلية المستمرة على القمر.
قال الدكتور سناب: "يُعد عمر العينة مثيراً للاهتمام بشكل خاص لأنها تملأ فجوةً تقارب مليار عام في تاريخ البراكين القمرية". وأضاف: "إنها أحدث من صخور البازلت التي جمعتها بعثات أبولو ولونا وتشانغ إي 6، لكنها أقدم من الصخور الأحدث بكثير التي جلبتها مهمة تشانغ إي 5 الصينية. يُظهر عمرها وتركيبها أن النشاط البركاني استمر على القمر طوال هذه الفترة الزمنية، ويشير التحليل إلى عملية مستمرة لتوليد الحرارة داخل القمر، ربما من تحلل العناصر المشعة وإنتاجها للحرارة على مدى فترة طويلة".
صخور القمر نادرة، لذا من المثير للاهتمام دائمًا العثور على شيء مميز ومختلف. تُقدم هذه الصخرة تحديدًا معلومات جديدة حول توقيت وكيفية حدوث النشاط البركاني على القمر، لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الماضي الجيولوجي للقمر، ومع إجراء المزيد من التحليلات لتحديد أصلها على السطح، ستُرشدنا هذه الصخرة إلى أماكن هبوط بعثات جمع العينات في المستقبل.
هذا النيزك، الذي يزن 311 غراماً، هو واحد فقط من 31 بازلتاً قمرياً حُددت رسميًا على الأرض. يُشير تركيبه المميز، بما فيه من جيوب وعروق زجاجية منصهرة، إلى أنه على الأرجح تعرض لصدمة نتيجة اصطدام كويكب أو نيزك بسطح القمر قبل قذفه وسقوطه على الأرض. تُصعّب هذه الصدمة تفسير التاريخ المُحدد للصخرة، لكن الباحثين يُقدّرون عمرها بهامش يزيد أو ينقص 80 مليون سنة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. تكامل الإبداع الإنساني والتطور التقني
الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. تكامل الإبداع الإنساني والتطور التقني

البوابة

timeمنذ 9 ساعات

  • البوابة

الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. تكامل الإبداع الإنساني والتطور التقني

شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورا غير مسبوق في السنوات الأخيرة وامتدت لتشمل مختلف جوانب الحياة وأصبحت عنصرا أساسيا في ميادين العلم والعمل معا وتعد الترجمة من أهم المجالات التي برزت فيها من أدوات مبتكرة جعلت التكنولوجيا شريكا داعما للعقل البشري في تعزيز جودة الترجمة ودقتها مع الحفاظ على بعدها الثقافي والإنساني. تقنيات الذكاء الاصطناعي رغم ما تتميز به أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة من سرعة ومرونة وتكاليف منخفضة فإنها لا تخلو من التحديات فلا يزال الذكاء الاصطناعي مفتقرا إلى الحس الثقافي والبعد الإنساني خاصة عند التعامل مع نصوص تتطلب دقة عالية مثل الترجمة الأدبية أو الدينية ولذلك يتجه كثير من خبراء الترجمة إلى تبني مبدأ التكامل بين العنصر البشري والتقنيات الحديثة لضمان أفضل جودة ممكنة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة. وحول إمكانية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة أكد الدكتور والمترجم الكبير حسين محمود أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة حلوان وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر في تصريحات صحفية أنه يجب التمييز بين محورين أساسيين أولهما أدوات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستخدم العادي بغرض التواصل والتفاهم بين البشر فهذه تسد الحاجة ولن تؤثر في هذه الحالة على أداء وعمل المترجمين أما الأدوات الموجهة للمترجمين فلابد من توظيفها والاستفادة منها واستخدامها بالشكل الإيجابي والمثمر للمترجم. وأوضح أن المحور الآخر متعلق بطبيعة ونوعية النصوص فأدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الترجمة بأنواعها تستطيع أن تنتج نصوصا في وقت قياسي إلا أنها قد تشوبها بعض الأخطاء وفي حالة النصوص الأدبية فهي تنتج نصوصا قد تكون صحيحة من الناحية اللغوية ولكنها تفتقر للجانب الجمالي الأدبي في اللمسات البشرية التي تعكس ثقافة المترجم وتذوقه للنص. وأضاف أن هناك أسرارا في اللغة يعرفها البشر ولا تعرفها الآلة حتى الآن وهي مهمة لا تستطيع أن تنجزها الأدوات التكنولوجية رغم محاولات نقل المشاعر والعواطف لكنها لن تكون مثمرة لأن الإنسان يحمل تاريخ وتراث وإدراك لن تتمكن الآلة مهما تقدمت أن تصل إلى المستوى الذي وصل إليه الإنسان. وفيما يتعلق بالحكم على دقة الترجمة وتحمل مسئوليتها شدد على أن النص الناتج عن الترجمة لا تستطيع أدوات التكنولوجيا الحكم على صحته أو خطأه وتحمل مسئوليته حتى القانونية فوحده المترجم هو الحكم والمسئول عن الترجمة فهو من يعرف اللغة المصدر التي جاء منها النص واللغة الهدف التي ينقل إليها وهو من يستطيع تقدير دقة وجودة الترجمة، ولذلك فإنه لا خوف على المترجم ومستقبل الترجمة البشرية من أدوات التكنولوجيا الحديثة في الترجمة، ولكن يستطيع المترجم أن يستفيد مما تتيحه المصادر التكنولوجية. بدوره قال دكتور محمد دياب، مدرس بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر :إن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي كان له أثر على مجال الترجمة والتحرير وتنوعت الطرق وتطورت لتصبح ذات كفاءة غير مسبوقة في مجال الترجمة وظهر تأثيرها على المخرج الناتج عن عملية الترجمة. أدوات الذكاء الاصطناعي في المخرجات الآلية وأضاف أن أهم التطورات التي تجلت في هذا الاتجاه ظهور الترجمة الآلية بعد التحرير التي يتعاون من خلالها المترجمون مع أدوات الذكاء الاصطناعي في المخرجات الآلية ما يعزز جودة الترجمة خاصة بدعم تلك الأدوات بالمفردات اللغوية مشيرا إلى أن تلك المشاركة تتضمن تصحيح العقل البشري للأخطاء المحتملة التي قد تظهر في أنظمة الترجمة الآلية والتي قد لا تعبر عن النص الأصلي بشكل كاف كما تقدم الترجمة الآلية بعد التحرير ترجمة غنية بالمعاني ودقيقة في التعبير اللغوي حيث يتم دعم أدوات الذكاء الاصطناعي بالمفردات والجذور اللغوية التي تساهم في إعطاء معنى صحيح للنص المترجم. وأوضح أنه إلى جانب المميزات التي يمنحها دخول الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة إلا أن هناك بعض العقبات أيضا لا يمكن تجاهلها فلكي تعطي ترجمة صحيحة لابد أن تكون معززة باللغتين الأصل والهدف كما أنه ستظل هناك حاجة للإشراف البشري على الترجمة مهما بلغنا من تطور لضمان جودتها لافتا إلى أنه خلال عملية الترجمة لابد من مراعاة ظروف التعبير للمؤلف في النصوص باللغة الأصلية ومقصودة من النص ومشاعره وهو أمر يصعب على الآلة إدراكه ونقل التعبيرات بأحاسيس المؤلف ذاتها وهو ما يؤكد عدم القدرة عن الاستغناء عن العقل البشري بشكل كامل. وفيما يتعلق بالترجمات الإسلامية على وجه الخصوص أكد أن لها طبيعة ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار فإلى الآن لم يتم تزويد أدوات الذكاء الاصطناعي بالمفردات اللغوية الكاملة والتعبيرات الإسلامية التي تستطيع من خلالها إعطاء معنى منضبط إلى حد كبير وتتطلب مراجعة مترجم متمرس في العلوم الإسلامية لتوصيل المعنى الصحيح.

من الفضاء إلى أفريقيا.. صخرة قمرية عمرها 2.35 مليار عام تكشف سراً عن قلب القمر
من الفضاء إلى أفريقيا.. صخرة قمرية عمرها 2.35 مليار عام تكشف سراً عن قلب القمر

البيان

timeمنذ 11 ساعات

  • البيان

من الفضاء إلى أفريقيا.. صخرة قمرية عمرها 2.35 مليار عام تكشف سراً عن قلب القمر

بوزن يبلغ 311 غراماً، وعمر يقترب من 2.35 مليار عام سقطت صخرة قمرية في شمال أفريقيا، لتكشف لنا أسراراً عن قلب القمر، خاصة مايتعلق بالنشاط البركاني، ويغطي عمرها فجوة مليار عام في عينات الصخور القمرية، حيث تشير إلى أن القمر كان يحتوي على مصادر حرارة داخلية استمرت لعصور. تم العثور على النيزك وله توقيع كيميائي فريد في أفريقيا عام 2023، وهو ما يسد فجوة كبيرة في فهمنا للتاريخ البركاني للقمر. تقدم نتائج دراسة قام بها علماء بريطانيون وكُشف عنها في مؤتمر جيوكيميائي كبير، بجولدشميت في براغ، تحليلات عن نيزك شمال غرب أفريقيا 16286، ورؤى جديدة حول كيفية تطور الجزء الداخلي من القمر، مما يسلط الضوء على طبيعة نشاطه البركاني طويل الأمد. بعمليات توليد الحرارة الداخلية وتعطي التحليلات التي أجراها باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة وزناً لنظرية مفادها أن القمر احتفظ بعمليات توليد الحرارة الداخلية التي تدعم النشاط البركاني القمري في عدة مراحل متميزة. يُرجع تحليل نظائر الرصاص تاريخ تشكل الصخرة إلى حوالي 2.35 مليار سنة، وهي فترة لا تتوفر منها سوى عينات قمرية قليلة، مما يجعلها أحدث نيزك قمري بازلتي يُكتشف على الأرض. يُميزها تركيبها الجيوكيميائي النادر عن تلك التي عادت من بعثات قمرية سابقة، إذ تشير الأدلة الكيميائية إلى أنها على الأرجح تشكلت من تدفق حمم بركانية تجمدت بعد خروجها من أعماق القمر. يقدم الدكتور جوشوا سناب، الباحث في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، بحثه في مؤتمر غولدشميت. وقال: "تُقدم لنا صخور القمر المُستقاة من بعثات إعادة العينات معلوماتٍ قيّمة، إلا أنها تقتصر على المناطق المحيطة مباشرةً بمواقع هبوط تلك البعثات. في المقابل، يُمكن أن تقذف النيازك القمرية عبر فوهات الاصطدام التي تحدث في أي مكان على سطح القمر، لذا، ثمة مصادفةٌ ما تحيط بهذه العينة؛ فقد صادف سقوطها على الأرض، كاشفةً أسرارًا عن جيولوجيا القمر دون تكلفة مهمة فضائية باهظة". تحتوي هذه الصخرة على بلورات كبيرة نسبياً من معدن الزبرجد الزيتوني، وهو نوع من البازلت البركاني القمري يُسمى الزبرجد الزيتوني-الفايريك. تحتوي على مستويات معتدلة من التيتانيوم ومستويات عالية من البوتاسيوم. بالإضافة إلى العمر غير المعتاد للعينة، وجدت هذه الدراسة أن تركيبة نظائر الرصاص في الصخرة - وهي بصمة جيوكيميائية محفوظة منذ تشكلها - تشير إلى أنها نشأت من مصدر في باطن القمر ذي نسبة يورانيوم إلى رصاص عالية بشكل غير عادي. قد تساعد هذه الأدلة الكيميائية في تحديد الآليات التي أتاحت فترات من توليد الحرارة الداخلية المستمرة على القمر. قال الدكتور سناب: "يُعد عمر العينة مثيراً للاهتمام بشكل خاص لأنها تملأ فجوةً تقارب مليار عام في تاريخ البراكين القمرية". وأضاف: "إنها أحدث من صخور البازلت التي جمعتها بعثات أبولو ولونا وتشانغ إي 6، لكنها أقدم من الصخور الأحدث بكثير التي جلبتها مهمة تشانغ إي 5 الصينية. يُظهر عمرها وتركيبها أن النشاط البركاني استمر على القمر طوال هذه الفترة الزمنية، ويشير التحليل إلى عملية مستمرة لتوليد الحرارة داخل القمر، ربما من تحلل العناصر المشعة وإنتاجها للحرارة على مدى فترة طويلة". صخور القمر نادرة، لذا من المثير للاهتمام دائمًا العثور على شيء مميز ومختلف. تُقدم هذه الصخرة تحديدًا معلومات جديدة حول توقيت وكيفية حدوث النشاط البركاني على القمر، لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الماضي الجيولوجي للقمر، ومع إجراء المزيد من التحليلات لتحديد أصلها على السطح، ستُرشدنا هذه الصخرة إلى أماكن هبوط بعثات جمع العينات في المستقبل. هذا النيزك، الذي يزن 311 غراماً، هو واحد فقط من 31 بازلتاً قمرياً حُددت رسميًا على الأرض. يُشير تركيبه المميز، بما فيه من جيوب وعروق زجاجية منصهرة، إلى أنه على الأرجح تعرض لصدمة نتيجة اصطدام كويكب أو نيزك بسطح القمر قبل قذفه وسقوطه على الأرض. تُصعّب هذه الصدمة تفسير التاريخ المُحدد للصخرة، لكن الباحثين يُقدّرون عمرها بهامش يزيد أو ينقص 80 مليون سنة.

أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي تدفعان ثمن تداعيات تغيّر المناخ
أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي تدفعان ثمن تداعيات تغيّر المناخ

الإمارات اليوم

timeمنذ 18 ساعات

  • الإمارات اليوم

أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي تدفعان ثمن تداعيات تغيّر المناخ

تحتل أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المرتبة الثانية بعد إفريقيا، كأكثر مناطق العالم تأثراً بتغير المناخ، وإضافة إلى عوامل مثل موقعها الجغرافي وتضاريسها، هناك عوامل أخرى مثل قدرتها المالية وطريقة إدارتها للموارد، وكتبت آمي كامبل، الطالبة في المركز الوطني للتأهب للكوارث بجامعة كولومبيا الأميركية، في تدوينة: «العديد من الدول الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ، غارقة في الديون». وقد أنشأ هذا المركز، بالتعاون مع مركز سياسة الطاقة العالمية في الجامعة نفسها، وبدعم من مؤسسة «روكفلر»، للمرة الأولى، مؤشراً لـ188 دولة يجمع بين ثلاثة متغيرات: تهديدات المناخ، والأمن المالي، والحوكمة. وتضيف كامبل أن «وكالات التصنيف الائتماني تخفض تصنيفاتها الائتمانية للدول بشكل متكرر، نظراً إلى ثقل ديونها، ما يزيد من كلفة رأسمالها، ويضع البلدان في مأزق، ولا يمكنها التكيف». وفي حالة دول منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، دخلت ثماني دول ما يطلق عليه الخبراء «المنطقة عالية الخطورة»، حيث تُصنف ضمن أكثر الدول ضعفاً، وتتصدر فنزويلا وهايتي هذه القائمة، تليها بليز، والإكوادور، والسلفادور، وغواتيمالا، وهندوراس، وبوليفيا، ويُمثل إجمالي عدد سكانها نحو 105 ملايين نسمة. ولإعداد المؤشر أخذ فريق جامعة كولومبيا في الحسبان مُدخلات المناخ من مركز إدارة مخاطر الكوارث، ومتغيرات انعدام الأمن المالي من البنك الدولي، ومؤشرات الحوكمة من البنك الدولي وصندوق السلام، وجمع الباحثون هذه البيانات في سلسلة من الطبقات، ما أدى إلى إنشاء «سيناريوهات فرعية»، من بينها سيناريو متشائم لما سيحدث إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة وفورية، والثاني متفائل. وتم أيضاً توقع كل هذه السيناريوهات في عامَي 2050 و2080، والهدف الذي حددته الدول، من خلال اتفاقية باريس للمناخ، هو منع ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين بحلول عام 2100، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وبذل قصارى جهدها لإبقائها دون 1.5 درجة مئوية. تحسين التشخيص وتقول نائبة رئيس المكتب الإقليمي لمؤسسة «روكفلر» في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ليانا لاتوري: «هدف هذا المؤشر هو تحسين التشخيص، وتحديد مصادر تمويل حلول أزمة المناخ بكفاءة أكبر، ليس فقط بعائدات أفضل، بل أيضاً بتأثير أكبر». ويُبرز تقرير جامعة كولومبيا أن غواتيمالا والسلفادور وهندوراس تظهر مراراً كدول معرّضة للخطر في جميع السيناريوهات الأربعة، وأن 13 دولة فقط في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لديها مخاطر تراوح بين منخفضة ومتوسطة في سيناريو 2050 المتفائل، وتضم: غيانا (الدولة الـ22) التي حصلت على أفضل درجة، متقدمة على تشيلي (51)، والمكسيك (60)، وبنما (64)، ودولاً أخرى في أميركا الجنوبية، مثل البرازيل (88)، وكولومبيا (100)، والأرجنتين (117)، أقرب إلى منطقة الخطر المتوسط في التصنيف العالمي في ظل هذا السيناريو المتفائل. وإذا ركزنا على بيانات دول مثل فنزويلا وهايتي مقارنة بتشيلي، وهي دولة ذات تصنيف أعلى في المؤشر، يتضح لنا سبب ارتفاع مستوى الضعف في الدولتين، ولا يقتصر الأمر على تعرض سواحلهما للتآكل الساحلي وارتفاع مستوى سطح البحر فحسب، بل إنهما أيضاً من الدول المثقلة بالديون أو تفتقر إلى الوصول إلى الأسواق المالية، وفي حين أن درجة الضعف المالي الإجمالية لفنزويلا وهايتي هي 100 و78 على التوالي، فإن درجة تشيلي هي 41 فقط. أما إذا ركزنا فقط على تقييم مخاطر المناخ، فإن فنزويلا تحصل على درجة 67، وهايتي 70، وتشيلي 36. تحديات بيئية ووفقاً لكامبل، فإن الوصول إلى الموارد أمر بالغ الأهمية، وتضيف: «قد لا تكون الدول الأفقر من حيث الناتج المحلي الإجمالي، لكن إذا لم تتمكن من الحصول على رأس المال اللازم للتكيف، فإنها ستظل عالقة في دوامة الكوارث والتعافي». وبحسب لاتوري، فإن المؤشر، الذي عُرض خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية المنعقد حالياً في إشبيلية بإسبانيا، يُشكك أيضاً في كيفية عمل النظام المالي الحالي، الذي لا يُلبي تحديات الأزمة البيئية. وتُضيف لاتوري: «تدفع آلية الائتمان، الدول إلى أقصى حدودها، في وقت ينبغي فيه أن يعتمد تمويل المناخ بشكل أساسي على المِنح». وعلى الرغم من أن هذه الدول لا تُصدر حتى 1% من غازات الاحتباس الحراري المُسببة لتغير المناخ، فإنها لاتزال تتحمل آثاره المدمرة، بما في ذلك أعاصير أكثر شدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، وموجات جفاف شديدة، والتعافي من هذا ليس بالأمر السهل عندما تكون هذه البلدان غارقة في الديون، وإذا لم تتوافر لها الأموال اللازمة للتعافي، فستكون لديها أموال أقل للتكيف مع الأزمات في المستقبل. عن «إل باييس» مؤشر جامعة كولومبيا يدعم التمويل الميسر والاستثمارات للتكيف مع المناخ يهدف مؤشر جامعة كولومبيا إلى دعم عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالتمويل الميسر والاستثمارات المباشرة في مجال التكيف مع المناخ وتخفيف المخاطر، ويهدف هذا المؤشر - من خلال تحديد البلدان المعرضة لمخاطر المناخ، والتي تفتقر إلى إمكانية الحصول على التمويل اللازم للتخفيف من هذه المخاطر - إلى المساعدة في تحديد البلدان المستهدفة للحصول على المنح والقروض الميسرة أو آليات مالية مماثلة أخرى مثل «الضمانات». والمستخدمون المحتملون لمؤشر «قابلية التأثر بتغير المناخ» هم المؤسسات المالية العالمية والإقليمية، ووكالات المعونة الأجنبية التي تخصص تمويلاً للتكيف مع تغير المناخ، إضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات المسؤولة عن الإشراف على اتفاقيات المناخ العالمية، مثل لجنة التكيف التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، دمج هذا المؤشر في أطر عملها لرصد تمويل التكيف، وتوفير مؤشرات إرشادية، مثل الهدف العالمي للتكيف. ومن بين الفئات الرئيسة الأخرى التي تستفيد من هذا المؤشر، صانعو السياسات والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في المناطق المعرضة لتغير المناخ، ويمكن لهذه الجهات المعنية استخدام المؤشر لتحديد المجالات ذات الأولوية لاستثمارات التكيف، وتعزيز طلباتها للحصول على تمويل دولي، وتوجيه التخطيط المحلي والوطني للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية. وبالمثل، يمكن للمنظمات الرجوع إلى مؤشر جامعة كولومبيا، لضمان التوزيع العادل لأموال التكيف، ورصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف المرونة متعددة الأبعاد، والدعوة إلى زيادة الدعم للمجتمعات الضعيفة، ويعتمد المؤشر على أبحاث سابقة من خلال دمج مؤشرات مركبة ومتعددة لتوفير تقييم شامل ومتعدد الأبعاد لمدى الضعف المناخي، ضمن هيكل التمويل المناخي العالمي المُيسر. وخلافاً لتقييمات المخاطر أو الضعف التقليدية، يتضمن هذا المؤشر آليات لمساعدة صانعي السياسات والمؤسسات المالية على توجيه التمويل إلى حيث تشتد الحاجة إليه، ما يضمن حصول البلدان الضعيفة على تمويل مُيسر بشكل أفضل. ومن خلال ربط تقييمات الضعف مباشرة بإمكانية الوصول المالي، يسد المؤشر فجوة حرجة في توجيه تمويل المناخ نحو تعزيز المرونة في المناطق الأكثر تضرراً. • الهدف الذي حددته الدول، من خلال اتفاقية باريس، هو منع ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين بحلول عام 2100.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store