logo
هذا الفيديو ليس لاعتراف خلية بالتخطيط لاغتيال أحمد الشرع بعد تفجير كنيسة مار الياس في دمشق FactCheck#

هذا الفيديو ليس لاعتراف خلية بالتخطيط لاغتيال أحمد الشرع بعد تفجير كنيسة مار الياس في دمشق FactCheck#

النهارمنذ يوم واحد

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اعتراف عضو في خلية بمخطط لاغتيال الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع بعد تفجير كنيسة مار الياس في دمشق" أخيرا.
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: هذا المقطع مجتزأ من فيلم أطول عرضته وزارة الداخلية السورية في 18 آذار 2025، بعنوان: "في قبضة الأمن المصير المحتوم". ويظهر اعترافات عضو في خلية إجرامية حاولت تنفيذ تفجيرات في معلولا والسيدة زينب، وتورطت بمقتل القائد في "هيئة تحرير الشام" أبو ماريا القحطاني، على قولها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
25 ثانية فقط. امام الكاميرا، رجل بثياب السجن، قائلا (بالعامية): "كان تخطيط العمل أن ينفذون بمقام السيدة زينب، ويبقى ثالث على هيئة صحافي في حال إذا جاء السيد أحمد الشرع، رئيس الإدارة السورية، وصار تجمع، هو ينفذ الثالث بيهم. وهذا كان ترتيب العمل". وكُتب في أعلى الفيديو الى اليسار: وزارة الداخلية السورية، وفي شريط أخضر اسفله: خلية تعترف بمحاولة اغتيال الرئيس أحمد الشرع بتفجير في دمشق.
منذ ساعات، ينتشر الفيديو في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "اغتيال الرئيس أحمد الشرع كان هو الهدف الثاني بعد تفجير الكنيسة في دمشق. أحد أعضاء الخلية (عراقي) يكشف المخطط الثلاثي: تفجير كنيسة مار الياس واغتيال الرئيس الشرع وتفجير جامع السيدة زينب".
اغتيال الرئيس أحمد الشرع كان هو الهدف الثاني بعد تفجير الكنيسة في دمشق..!!
أحد أعضاء الخلية (عراقي) يكشف المخطط الثلاثي:
(تفجير كنيسة مارالياس و اغتيال الرئيس الشرع و تفجير جامع السيدة زينب) pic.twitter.com/K5XNQFMv9p
— المعتصم بالله الشحود (@almo2tasem91) June 25, 2025
السلطات السورية تعلن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في الهجوم على الكنيسة
جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت السلطات السورية، الإثنين 23 حزيران 2025، توقيف عدد من المشتبه في ضلوعهم في الهجوم الانتحاري الدامي على كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، العاصمة السورية، الاحد 22 منه، بعيد تعهد الرئيس أحمد الشرع أن ينال المتورطون "جزاءهم العادل"، غداة التفجير الذي نسبته دمشق الى تنظيم الدولة الإسلامية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأسفر الهجوم غير المسبوق داخل كنيسة في سوريا، عن مقتل 25 شخصا وإصابة 63 آخرين، وفقاً لحصيلة رسمية الاثنين.
وأفادت وزارة الداخلية عن"إلقاء القبض على عدد من المجرمين المتورطين في الهجوم" على الكنيسة، مشيرة الى أنها ضبطت "سترا ناسفة وألغاما معدة للتفجير" إضافة إلى "دراجة نارية مفخخة، داخل أحد الأوكار، وذلك خلال عملية أمنية نوعية نُفذت ضد خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي" في ريف دمشق.
وجاء الاعلان بعد ساعات من تعهد الشرع "باستنفار كامل أجهزتنا الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وبحسب السلطات، "أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي" على الدخول الى الكنيسة، حيث "أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة".
ولم يتبن تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم.
ونشرت وزارة الداخلية السورية، في 24 حزيران، مجموعة صور لـ"عناصر الخلية الإرهابية التابعة لداعش، والمتورطة في التفجير الانتحاري في الكنيسة".
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكلّ هذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يقودنا الى خيوط توصلنا اليه منشوراً ضمن فيلم أطول في حساب وزارة الداخلية السورية في يوتيوب و فايسبوك ، في 18 آذار 2025، بعنوان: "في قبضة الأمن المصير المحتوم". وكتبت معه الوزارة: "إدارة الأمن العام، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات، تلقي القبض على خلية إجرامية حاولت التفجير في معلولا والسيدة زينب ومتورطة بمقتل القائد أبو ماريا القحطاني".
ويتضمّن الفيلم اعترافات رجل تمّ التعريف به أنه "أركان سعيد فضل، الملقب أبو الحارث العراقي، مسؤول ملف الوافدين، نائب مسؤول التجهيز لولاية العراق، ومسؤول الخلايا التابعة لولاية العراق في سوريا". وجاء المقطع المتناقل في التوقيت 7.41 في الفيديو أدناه:
وجاء في اعترافات "ابو الحارث العراقي" (بالعامية): "التحقت بالدولة الإسلامية سنة 2014. كان بداية التحاقي جندي، بعدها صرت على العبوات. من بعد العبوات صرت إدارة عسكرية. بقى عملي مع أبو ليث الجنابي على نفس الترتيب، تعبير الوافدين والتجهيز، بعدها أبو ليث طلب ترتيب مفارز على عمل أمني بالشمال السوري. بعدما أبو ليث طلب تجهيز مفارز أمنية بالشمال السوري، بدأنا بالتخطيط أنا وأبو ليث على العمل على أبو ماريا ميسر الجبوري. فبعدما تابعنا القضية، أرسلنا شباب استطلاع".
"بعد الاستطلاع، وبعدما راحوا الشباب كذلك استطلعوا المكان، وضعنا خطة أن ندخل الاستشهادي وندخل الشباب بصفة عشائرية. فثاني يوم قمنا بهذا العمل، ودخلوا الشباب بصفة عشائرية، ودخل معهم الاستشهادي". "جهزنا سيارة قريبة من المكان في حال إذا الاستشهادي اللي دخل على أبو ماريا تم اكتشافو، يدخل الاستشهادي الثاني ينهي المهمة على المظافة بالكامل. هذا كان تخطيط العمل".
"بعد سقوط النظام السوري، بدأنا بالتخطيط على العمل على الأقليات من النصارى والشيعة والعلوية لتأجيج الرأي العام والدولي". "فكان أول عمل هو على منطقة معلولا. فكان تخطيطنا على كنيسة. بعد التخطيط على العمل على منطقة معلولا، كونها نصارى، ويكون استهدافها أول ليل رأس السنة بسيارة مفخخة. فجهزنا على هذا الترتيب. فبعدها بهذه الليلة اللي كنا مخططين على العمل عليه، أرسلنا أخوة اتنين يدخلون، حاولوا وما قدروا، لأن كان تشديد أمني قوي. وبعدها فشلت هذه العملية".
"بعد فشل عملية معلولا، بدأنا بالتخطيط على استهداف مقام السيدة زينب. فكان ترتيب العمل. أرسلنا أبو وليد يأجّر بيت من أجل استقبال وافدين ،من أجل تخطيط العمل على السيدة زينب. بعد المتابعة والاستطلاع، صار الاتفاق أنو ندخل ثلاث أخوة على عملية السيدة زينب".
"بعدما أبو وليد أجّر بيت، تواصلت مع أبو وليد وقلت له فيه وافدين ثلاثة لبنانيين راح يجونك، لازم تستقبلهم. فبعدها صار هو وياهم على تواصل مباشر واستقبلهم ثلاثتهم، وصارو عنده. بعدها تم تجهيزهم بعبوات ناسفة. فكان التخطيط الدخول على مقام السيدة زينب وتفجيره".
"الغاية من العمل على السيدة زينب كان هو تأجيج الشارع العام والرأي الدولي وإثارة الفتنة، يعني تتخربط الأوضاع. كان تخطيط العمل أن يطبون إثنين ينفذون بمقام السيدة زينب، ويبقى ثالث على هيئة صحافي، في حال إذا جاء السيد أحمد الشرع، رئيس الإدارة السورية، وصار تجمع، هو ينفذ الثالث بيهم. لكن بعدها في ثاني يوم، الخلية التي كانت مكلفة بهذا العمل، تم القبض عليهم".
كذلك، تضمّن الفيلم اعترافات شخص آخر عُرّف به انه "محمد علي الحسين، الملقب أبو وليد الحمصي، لوجستي لدى أبو حارث العراقي". وروى تعاونه مع "أبو الحارث" في محاول تنفيذ عمليات التفجير هذه.
وقد أدى تفجير انتحاري إلى مقتل الجهادي العراقي البارز في "هيئة تحرير الشام" أبو ماريا القحطاني، واسمه الحقيقي ميسر علي عبدالله الجبوري، في منطقة خاضعة لسيطرة الفصيل في شمال شرق سوريا، وفقا لتقارير اعلامية نشرت في 4 نيسان 2024. وكانت الهيئة أفرجت عنه في 7 آذار 2024 بعد اعتقاله 7 أشهر بتهمة التواصل مع جهات معادية، بحسب المرصد السوري.
وأعلنت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، في بيان على مؤسسة أمجاد الإعلامية التابعة لها، "استشهاد الشيخ أبو ماريا القحطاني من جراء هجوم غادر باستخدام حزام ناسف، نفذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية".
وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان: "قتل الجهادي أبو ماريا القحطاني، وأصيب اثنان من مرافقيه بجروح خطيرة، نتيجة تفجير انتحاري".
وبحسب المعلومات ، فإن القحطاني لقي مصرعه، إثر قيام ثلاثة أشخاص بدخول مضافة كان مدعوًّا إليها في مدينة سرمدا في ريف إدلب، وتقديم هدية سيف داخل صندوق كان مُفخَّخًا وانفجر أثناء فتح القحطاني له.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الفيديو المتناقل هو "اعتراف عضو في خلية بمخطط لاغتيال الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع بعد تفجير كنيسة مار الياس الارثوذكسية في دمشق" أخيرا. في الحقيقة، هذا المقطع مجتزأ من فيلم أطول عرضته وزارة الداخلية السورية في 18 آذار 2025. ويظهر اعترافات عضو في خلية إجرامية حاولت تنفيذ تفجيرات في معلولا والسيدة زينب، وتورطت بمقتل القائد في "هيئة تحرير الشام" أبو ماريا القحطاني، على قولها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين
إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين

انطلقت صباح السبت في إيران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين البلدين، في اليوم الخامس لوقف إطلاق نار مستمر في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمهاجمة طهران مجدداً. وأعلن التلفزيون الرسمي في الساعة الثامنة صباحاً: "بدأت رسمياً مراسم تكريم الشهداء"، عارضاً مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران للمشاركة في جنازة "شهداء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني" حسب تعبيره. وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس". وانطلق الموكب من ساحة "انقلاب" وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي التي تبعد 11 كيلومتراً ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة. وشارك الرئيس مسعود بزشكيان في المراسم، بحسب مشاهد التلفزيون التي أظهرت كذلك قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاني. كما ظهر علي شمخاني أحد مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو يتكئ على عصا بعدما أصيب في ضربة إسرائيلية. وتجمع آلاف الإيرانيين في الشوارع حاملين أعلام الجمهورية الإسلامية ولافتات كتب على بعضها: "بوم بوم تل أبيب"، في إشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل رداً على ضرباتها. وكان محسن محمودي، وهو مسؤول ديني في محافظة طهران، أعلن الجمعة للتلفزيون الرسمي: "غداً سيكون يوماً تاريخياً لإيران الإسلامية ولتاريخ الثورة". وأغلقت العديد من الإدارات والمتاجر السبت. وبدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 حزيران/يونيو استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، وتخللته عمليات اغتيال باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، وهو ما تزعم طهران عدم السعي إليه. وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية. وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية. وتضم لائحة التشييع، ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته. وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم السبت، أربع نساء وأربعة أطفال. وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك. وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصاً على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين. وفي إسرائيل، قتل 28 شخصا جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية. ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترامب، بعد 12 يوماً من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وليل 21 إلى 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسية. وردّ نظام الملالي الديني في طهران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو الدولة العبرية، بينما أطلقت صواريخ نحو قاعدة أميركية في قطر رداً على ضربات واشنطن. وتوعد ترامب الجمعة بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهماً خامنئي بالجحود. وقال ترامب في منصة "تروث سوشال" التابعة له: "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته". وأشار الرئيس الأميركي إلى إنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفاً "بدلاً من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات". وكان التلفزيون الإيراني بث، الخميس، كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ"انتصار" الشعب الإيراني على "الكيان الصهيوني الزائف" وقلل من شأن الضربات الأميركية على منشآت نووية رئيسية. وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت بتصريحات ترامب "غير المقبولة" بحق خامنئي. وكتب عراقجي في "إكس" "إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين". وأضاف أن "الشعب الإيراني العظيم والقوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى بابا لتجنب أن يُسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات". وخلال ولايته الرئاسية الأولى، انسحب ترامب العام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع إيران. وهدف الاتفاق إلى جعل صنع إيران لقنبلة نووية أمراً مستحيلاً عملياً، لكنه في الوقت نفسه سمح لها بمواصلة برنامج نووي مدني، فيما كثفت طهران أنشطة التخصيب بعد انسحاب ترامب من الاتفاق. وأعلنت إسرائيل أنها "أحبطت المشروع النووي الإيراني" خلال الحرب، وكتب وزير خارجيتها جدعون ساعر الجمعة في "إكس": "تحركت إسرائيل في اللحظة الأخيرة الممكنة ضد تهديد وشيك ضدها وضد المنطقة وضد المجتمع الدولي". وقال ترامب بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، أن المفاوضات بشأن اتفاق جديد من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل. لكن طهران نفت استئناف المحادثات، وتعهد خامنئي في ظهوره الأول منذ وقف إطلاق النار بعدم الرضوخ لضغوط واشنطن التي تلقت "صفعة قاسية".

قراءة هادئة في خطاب البطريرك
قراءة هادئة في خطاب البطريرك

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

قراءة هادئة في خطاب البطريرك

حين أطلق البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) صرخته المدوّية، إبّان صلاة الدفن التي أقيمت لضحايا التفجير الإرهابيّ في كنيسة مار الياس في الدويلعة-دمشق، تعاطف معه كُثُر من المسيحيّين في سوريا وخارجها، وذلك على الرغم من أنّ الخطاب بدا انفعاليّاً وغير متماسك في أكثر من موضع - وربّما يكون هذا طبيعيّاً بفعل الارتجال وضغط اللحظة. من حقّ السلطة السياسيّة في سوريا، طبعاً، أن تفنّد بالنقد بعض مضمون هذا الخطاب. لكنّ ما يبدو اليوم أشدّ أهمّيّةً بما لا يقاس، ضرورةُ أن تتفكّر هذه السلطة في مغزى هذا التعاطف مع موقف البطريرك. لماذا يا ترى؟ لماذا شعر كُثُر من المسيحيّات والمسيحيّين في سوريا بأنّ البطريرك ينطق باسمهم كما لو أنّه "رئيس الملّة" إبّان الزمن العثمانيّ؟ لعلّ السبب الرئيس هو تعثّر الدولة السوريّة الجديدة الفاقع حتّى اليوم في أن تصبح دولة. من مذابح الساحل، مروراً بالاشتباكات في جرمانا وصحنايا، وصولاً إلى مجزرة كنيسة مار الياس، يسيطر شعور على كُثُر من السوريّات والسوريّين، لا المسيحيّين وحسب، بأنّ مشروع دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع في حمى القانون وتوفّر لهم الأمن والأمان، لم يتحقّق بعد بالحدّ الأدنى. يضاف إلى ذلك إحساس بأنّ السلطة السياسيّة غير محايدة تجاه الأديان، بل تحاول، كلّما سنحت لها الفرصة، أن تضيّق على بعض مساحات المجتمع، وأن تأخذه نحو شكل من أشكال الأسلَمة، خَفِر تارةً وسافِر طوراً. حيال الخوف الذي يعتري المسيحيّين (وغيرهم) من الأسلمة وشعورهم بعدم الأمان، من الطبيعيّ أن يضعف التصاقهم بمشروع الدولة، وأن يشتدّ تماهيهم بالجماعة الدينيّة التي ينتسبون إليها، والتي يشعرون بأنّ انتماءهم إليها مهدّد. ولعلّ هذا ما يسوقهم إلى التعاطف مع قادة هذه الجماعة، واستحضار محطّات من ذاكرتهم التاريخيّة كان فيها هؤلاء القادة "رؤساء الملّة" والناطقين باسمها. حيال تقهقر مشروع الدولة وعدم قدرته على فرض ذاته بالسرعة المطلوبة، كان من الطبيعيّ والمشروع والضروريّ أن يحمّل البطريرك الحكومة مسؤوليّة مجزرة الكنيسة، مستخدماً كلمات قاسيةً ومتهكّمة. فالقضيّة قضيّة حياة أو موت. وإذا بقيت سوريا على ما هي عليه اليوم، جمهوريّة موز، الكلمة فيها للرعاع وقطّاع الطرق، سيمعن الناس في الافتقار والهجرة، وربّما انفجرت حرب أهليّة لا تبقي ولا تذر. بيد أنّ مشكلة خطاب البطريرك تكمن في موضعين: أوّلاً أنّه استعاد مذابح العام 1860 في دمشق من دون أيّ مبرّر واضح. ليس الموضوع أنّ الخطاب البطريركيّ ينكأ جراح التاريخ، إذ من حقّنا أن نتكلّم على التاريخ وأن نتفحّصه بالنقد. لكنّ الخطاب أعطى الانطباع أنّ البطريرك يحمّل مسؤوليّة مجزرة الكنيسة للدمشقيّين من أهل السنّة عموماً، وهذه مقاربة إشكاليّة تتجاهل مدى تضامن المسلمين مع المسيحيّين في إثر حادثة الكنيسة. يضاف إلى ذلك أنّ الحديث عن "طوشة 1860"، كما يحلو لأهل دمشق أن يسمّوها، لا يستقيم من دون الحديث عن عبد القادر الجزائريّ، الذي حمى آلاف المسيحيّين ومنع إخوته في الدين من قتلهم. ربطُ مجزرة الكنيسة بمجازر العام 1860، سببه الخوف المتراكم في الوعي الجمعيّ لدى المسيحيّين لأسباب يجدر بالمؤرّخين وعلماء الاجتماع والسيكولوجيا أن يدرسوها. لكن من واجب الخطاب البطريركيّ أن يفكّك هذا الخوف، لا أن يزكيه. المشكلة الثانية في كلمة البطريرك أنّها خاطبت السلطة السياسيّة بإسم المسيحيّين، لكنّها لم تقدّم خطاباً يتكلّم باسم السوريّات والسوريّين عموماً. في الآونة الأخيرة، كثيراً ما استرجع السيّد البطريرك مآثر سلفه مغبوط الذِّكر، غريغوريوس حدّاد. إنّ سيرة البطريرك الحدّاد تُظهر، بما لا يقبل الجدل، أنّ عبقريّة الديناميّة المسيحيّة تكمن في قدرتها على تقديم خطاب لا يتخطّى الخوف المسيحيّ القابع في مطاوي منظومة أهل الذمّة فحسب، بل يذهب إلى الحيّز الذي يتلاقى فيه السوريّات والسوريّون أجمعون بوصفهم أهل أرض واحدة يتشاركون في الهواء والخبز والإبداع والأحلام، ويستطيعون من هذا المنطلق أن يؤسّسوا عقداً اجتماعيّاً قوامه المشترك بينهم، أي المواطنة. هذا البحث عن الحيّز المشترك يملي علينا أن نلقي عنّا، إلى غير رجعة، الغباوة التي تفترض، عن وعي أو عن غير وعي، أنّ دماء المسيحيّين أغلى من دماء سواهم، أو أنّهم يشكّلون في منطقتنا حالةً خاصّةً تبرّر لهم التعالي على سواهم. فالمسيحيّون لا يصبحون حالةً "خاصّة" إلّا عبر إخلاصهم لإنجيل المصلوب. وهذا الإنجيل يعلّمهم شيئاً واحداً: أن يكونوا "غَسَلة أرجُل"، وأن أيّ هويّة أخرى لهم من خارج هذه الهويّة الإنجيليّة تفضي بهم إلى اللامعنى. في غمرة المذبحة، من الصعب أن يختطّ المرء الطريق الذي يأخذنا من الحلقة المفرغة المتّصلة بالهويّة المأزومة، إلى رحاب خطاب يشعر معه الجميع، كائناً مَن كانوا، أنّ أسقف الجماعة المسيحيّة ينطق بإسمهم كما لو كان شيخهم الصوفيّ. لكن هذا تحدّي الكبار. وإذا لم يعكف الكبار على هذه المهمّة، مَن يقوم بها؟

إيران تشيّع ضحايا الضربات الإسرائيلية وسط تهديدات أمريكية جديدة
إيران تشيّع ضحايا الضربات الإسرائيلية وسط تهديدات أمريكية جديدة

صدى البلد

timeمنذ 6 ساعات

  • صدى البلد

إيران تشيّع ضحايا الضربات الإسرائيلية وسط تهديدات أمريكية جديدة

تقيم إيران، اليوم السبت، مراسم تشييع رسمية لستين شخصاً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، قضوا خلال الضربات الجوية التي شنّتها إسرائيل خلال الحرب الأخيرة التي استمرت اثني عشر يوماً. وتُعد هذه المراسم أول حدث جماهيري واسع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل. وبحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس"، تنطلق مراسم التشييع عند الثامنة صباحاً من ساحة "انقلاب" وسط طهران، مروراً بشوارع رئيسية وصولاً إلى ساحة "آزادي"، حيث البرج الشهير الذي يُعد رمزاً للثورة الإسلامية التي أطاحت بحكم الشاه عام 1979. ويتوقّع أن تستقطب المراسم حشوداً ضخمة من الإيرانيين، كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات الوطنية ذات الطابع العسكري والديني. تضم قائمة القتلى الذين سيتم تشييعهم اليوم ثلاثين ضابطًا من كبار القادة في الحرس الثوري والجيش الإيراني، إلى جانب عدد من العلماء العاملين في البرنامج النووي، من بينهم محمد مهندي طهرانجي وزوجته. كما تشمل القائمة أربع نساء وأربعة أطفال، بحسب مصادر رسمية. وقد بلغ إجمالي القتلى الإيرانيين جراء الضربات الإسرائيلية نحو 627 شخصًا، بحسب وزارة الصحة الإيرانية، التي أوضحت أن هذه الحصيلة تقتصر على المدنيين فقط، من دون أن تشمل العسكريين. وفي المقابل، أشارت السلطات الإسرائيلية إلى مقتل 28 شخصاً داخل إسرائيل جراء الضربات الإيرانية المضادة. تهديدات أمريكية تجري مراسم التشييع في ظل أجواء من التوتر الشديد، خصوصاً مع التهديدات المتواصلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال صراحة يوم الجمعة إن بلاده "ستقصف إيران مجددًا بلا شك" إذا تأكدت من أن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. واتهم ترامب المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بـ"الجحود"، مدّعيًا أنه أنقذه من "موت قبيح ومخز" عبر منعه الجيش الأمريكي وإسرائيل من اغتياله خلال الأيام الأخيرة من الحرب. وخلال نفس التصريحات، قال ترامب إنه أوقف خطة إسرائيلية كانت تستعد لشن هجوم كبير على العاصمة طهران، وطلب إعادة سرب من الطائرات إلى قواعدها لتفادي "كارثة إنسانية"، على حد وصفه. وقف هش لإطلاق النار ومخاوف من التصعيد على الرغم من سريان وقف إطلاق النار، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن التوتر لا يزال على أشده، خصوصاً بعد التصريحات المتبادلة بين طهران وواشنطن، واستمرار الغموض حول مستقبل الاتفاق النووي وملف تخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد توعد في وقت سابق بأن "الرد على أي عدوان لن يكون محدودًا في الزمان أو المكان"، مشيرًا إلى أن بلاده تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب. وفي سياق متصل، وردّت إيران خلال الحرب بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، كما استهدفت قاعدة أمريكية في قطر، في أول تصعيد مباشر ضد الوجود العسكري الأمريكي في الخليج منذ سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store