logo
للمرة الثانية.. فشل مهمة "ريزيلينس" اليابانية في الهبوط على القمر

للمرة الثانية.. فشل مهمة "ريزيلينس" اليابانية في الهبوط على القمر

الجزيرةمنذ 6 أيام
أعلنت شركة "آي سبيس" اليابانية، والتي تعمل في مجال استكشاف القمر، عن فشل هبوط مركبتها "ريزيلينس" على سطح القمر، بسبب عطل في أداة توجيه بالليزر.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة مشكلة، إذ تحطمت مركبتها الأولى عام 2023 بسبب خطأ في البرمجيات.
خطأ ليزري
حاولت المركبة الهبوط في منطقة "بحر البرودة" على سطح القمر، لكن أثناء الهبوط، كانت المركبة تستخدم أداة ملاحة بالليزر تُسمى "محدد المدى بالليزر" لقياس المسافة بين المركبة وسطح القمر.
وبحسب بيان رسمي من الشركة، حدث خلل في هذه الأداة، حيث كانت بطيئة في العمل ولم تقم بقياس المسافة بشكل صحيح، وبسبب هذا الخلل، استمرت المركبة في النزول بسرعة عالية بلغت نحو 42 مترًا في الثانية، فارتطمت بسطح القمر وفقد الاتصال بالمركبة قبل 5 ثوانٍ من التصادم.
وتأكد التحطم عبر صور من القمر أرسلتها مركبة ناسا المدارية، حيث ظهر أنها تحطمت وتبعثرت على سطح القمر
حملت "ريزيلينس" على متنها 5 أدوات علمية على متنها تخص عملاء مختلفين، منها معدات التحليل الكهربائي للماء، من شركة تاكاساغو للهندسة الحرارية، وتجربة إنتاج الغذاء، وهي وحدة مستقلة من شركة يوجلينا، وكلتاهما يابانيتان.
كما حملت المهمة على متنها مسبار إشعاع الفضاء العميق، من تطوير قسم علوم وهندسة الفضاء، في الجامعة الوطنية المركزية بتايوان، مع لوحة سبيكة تذكارية من تطوير معهد بانداي نامكو للأبحاث اليابانية، وهي مصممة على غرار "ميثاق القرن العالمي" من فيلم الرسوم المتحركة "موبايل سوت جاندام يو سي".
وإلى جانب ذلك، حملت "ريزيلينس" مركبة "تيناسيوس" الجوالة الصغيرة، من تطوير شركة "آي سبيس-أوروبا" والتي ستستكشف موقع الهبوط وتجمع تربة القمر، وتنقل البيانات إلى المركبة، وستكون مزودة بمجرفة، وكاميرا عالية الدقة مثبتة في الأمام.
شركات خاصة
ومن بين 7 محاولات هبوط على القمر من قبل شركات خاصة في السنوات الأخيرة، نجحت محاولة واحدة فقط بشكل كامل، وهي شركة "فايرفلاي إيروسبيس"، وهي شركة طيران وفضاء خاصة مقرها تكساس، التي هبطت مركبتها بلوجوست بنجاح في مارس/آذار 2025.
إعلان
وكانت شركة "إنتويتيف ماشينز" التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، قد هبطت بمركبة "أوديسيوس" على سطح القمر، ولكن كان الهبوط مصحوبا ببعض التحديات، مما جعله نجاحا جزئيا.
وكانت بلو جوست وريزيلينس قد انطلقتا معا في 15 يناير/كانون الثاني على متن أحد صواريخ شركة سبيس إكس، والذي قطع مسافة هائلة تجاوزت 3.5 ملايين كيلومتر قبل دخول المركبتين مدار القمر في 13 فبراير/شباط.
وتعتزم "آي سبيس" إجراء محاولة هبوط ثالثة في عام 2027 بالتعاون مع وكالة ناسا، بالإضافة إلى مهمة رابعة مخطط لها.
وخلال تلك الفترة ستضيف الشركة اختبارات وتحسينات إضافية بتكلفة تزيد عن 10 ملايين دولار لتحسين أداء المركبة،
كما سيشارك خبراء خارجيون في مراجعة الحادث، وستتعاون الشركة بشكل أوثق مع وكالة الفضاء اليابانية في الجوانب التقنية.
مستقبل السفر للفضاء
تلعب الشركات الخاصة دورا متزايدا في استكشاف الفضاء، وهو المجال الذي تهيمن عليه الوكالات الحكومية تقليديا.
وغالبا ما تقدم الشركات الخاصة نهجا مبتكرا وحلولا فعالة من حيث التكلفة لمهام الفضاء المعقدة، لأن طبيعتها التنافسية تدفع التقدم التكنولوجي والكفاءة التشغيلية.
أضف إلى ذلك أن سوق المهام الفضائية يتوسع بشكل كبير، بداية من نشر الأقمار الصناعية -وهو نطاق تهتم به كل دول العالم حاليا- وصولا إلى السياحة الفضائية، وهو نطاق واعد مستقبلا.
كما أن الشراكات بين الشركات الخاصة والوكالات الحكومية -مثل برنامج "كليبس" التابع لوكالة ناسا- تمكن من تقاسم الموارد والخبرات وتسريع الجداول الزمنية للمهمة وتوسيع البحث العلمي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خلايا شمسية جديدة تولد الكهرباء من ضوء المنازل والمكاتب
خلايا شمسية جديدة تولد الكهرباء من ضوء المنازل والمكاتب

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

خلايا شمسية جديدة تولد الكهرباء من ضوء المنازل والمكاتب

في مختبر جامعي بتايوان، يعمل فريق بحثي على مشروع قد يغير جذريا علاقة البشر بالطاقة الشمسية. فبدلا من الحاجة إلى أشعة الشمس المباشرة أو الألواح العملاقة المثبتة على الأسطح، تمكن باحثون من تطوير خلايا شمسية قادرة على إنتاج الكهرباء من مجرد ضوء مصباح في غرفة مغلقة، وفقا لدراسة جديدة نشرت يوم 24 يونيو/حزيران في مجلة "إيه بي إل إينرجي". هذه الخلايا، المصنوعة من مادة تعرف باسم البيروفسكايت، تمثل جيلا جديدا من التكنولوجيا التي قد تجعل الشحن اللاسلكي الداخلي للأجهزة الإلكترونية أمرا شائعا خلال السنوات المقبلة. ويقول "فانغ-تشونغ تشين"، قائد فريق البحث في جامعة يانغ مينغ شياو تونغ الوطنية، في تصريحات للجزيرة نت: "نحن لا نبحث فقط عن مصدر طاقة بديل، بل عن طاقة مناسبة لعصر مختلف كليا من الأجهزة المحمولة والتقنيات الذكية". وداعا لسطوع الشمس خلافا للخلايا الشمسية التقليدية المصنوعة من السيليكون، التي تحتاج إلى أشعة الشمس القوية للعمل بكفاءة، فإن خلايا البيروفسكايت الجديدة مصممة خصيصا لتحويل الضوء الضعيف، مثل المصابيح الفلورية أو إضاءة المكاتب، إلى طاقة كهربائية. وتكمن المفارقة في أن كفاءتها تزداد كلما انخفضت شدة الإضاءة، ففي تجارب أجراها الفريق، وصلت كفاءة تحويل الضوء إلى كهرباء إلى نحو 38.7% تحت إضاءة داخلية عادية، وهو رقم يتجاوز بكثير قدرة الألواح التقليدية في الظروف نفسها. أما تحت أشعة الشمس المباشرة فكانت الكفاءة أقل نسبيا، بحدود 12.7%. لكن ما يجعل هذه التقنية مميزة ليس فقط قدرتها على توليد الكهرباء من الضوء الخافت، بل أيضا خصائصها الفيزيائية؛ فهي خفيفة الوزن، قابلة للانثناء، ويمكن أن تكون شفافة، يعني هذا أنه يمكن دمجها في النوافذ، أو الأجهزة المحمولة، أو حتى في أقمشة الملابس الذكية. خطوة نحو المنازل والمكاتب الذاتية التشغيل يرى "تشين" أن هذا التطور يمثل فرصة هائلة لتحويل البيئات الداخلية، مثل المكاتب والمنازل، إلى مصادر طاقة نشطة. فبدلا من استخدام البطاريات أو التوصيلات الكهربائية التقليدية، يمكن تشغيل عدد من الأجهزة الصغيرة، مثل أجهزة التحكم عن بعد والمستشعرات الذكية أو حتى ساعات اليد، باستخدام الضوء الموجود بالفعل في المكان. ويقول في تصريحاته للجزيرة نت: "نعمل على تكنولوجيا تستغل بيئة الإضاءة المحيطة بنا. كل تلك المصابيح في المكاتب والمنازل التي تضيء لساعات طويلة، لماذا لا نحولها إلى مصدر للطاقة بدل أن تكون مجرد مستهلك لها؟". لكن تطوير هذا النوع من الخلايا تطلب تحديا علميا دقيقا، يتمثل في ضبط "فجوة الحزمة" وهي خاصية تتحكم في مدى قدرة المادة على امتصاص أطوال معينة من الضوء وتحويلها إلى طاقة. وقد تمكن الباحثون من تعديل تركيبة المواد الكيميائية داخل الخلية لتحقيق أعلى كفاءة ممكنة من الضوء الصناعي، وهو أمر لا يمكن فعله بسهولة مع الخلايا السيليكونية. حل لتحديات الاستقرار والموثوقية رغم هذا التقدم، تواجه خلايا البيروفسكايت عادة مشكلة في الاستقرار، حيث تكون أقل قدرة على الصمود أمام عوامل التآكل والرطوبة مقارنة بنظيراتها المصنوعة من السيليكون. لكن الفريق التايواني طور آلية جديدة لمعالجة هذا العيب، عبر ما يعرف بـ"التمرير السلبي"، وهي تقنية تحسّن من تماسك الطبقة الفعالة وتزيد من عمر الخلية. ويعلق "تشين" على ذلك: "كنا نأمل فقط تحسين الكفاءة، لكننا فوجئنا بأن طريقتنا منحت الخلايا متانة إضافية، وهو أمر قد يفتح الباب أمام استخدامها على نطاق تجاري أوسع". ويؤكد الباحث أن التقنية جاهزة للتطبيق، والتحدي الآن هو كيفية تصنيعها بتكلفة منخفضة وجودة عالية.

اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف
اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

اكتشاف فيروسات خفافيش جديدة في الصين يثير المخاوف

اكتشف باحثون أكثر من 20 فيروسا جديدا داخل الخفافيش في الصين، مما يثير مخاوف من احتمال انتقال هذه الأمراض إلى الماشية أو حتى البشر. وأجرى الدراسة باحثون من المختبر الرئيسي الإقليمي للسيطرة على الأمراض الحيوانية المنشأ والوقاية منها بمقاطعة يونان الصينية، في معهد يونان للوقاية من الأمراض المتوطنة ومكافحتها، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة بلوس باثوجينز (PLOS Pathogens) في 24 يونيو/ حزيران الجاري وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية. حدد الباحثون باستخدام التسلسل الجيني 22 فيروسا في أنسجة كلى 142 خفاشا جمعت في مقاطعة يونان بين عامي 2017 و2021، اثنان منها متشابهان وراثيا مع فيروسي هيندرا ونيباه هينيبا القاتلين. وكشف التحليل أيضا عن أنواع أخرى من البكتيريا وطفيلي لم تكن معروفة سابقا للعلماء. وبحسب الفريق، تم العثور على الخفافيش وهي تتجول قرب بساتين الفاكهة المجاورة للقرى الريفية المأهولة بالسكان. تمثّل هذه الدراسة -وتحديدا اكتشاف فيروسين من نوع هينيبا لم يكونا معروفين سابقا ويطلق عليهما الآن اسم فيروس هينيبا خفاش يونان 1 و2- أول جينوم كامل الطول لهذا النوع من الفيروسات يكتشف في الخفافيش الصينية. إلى جانب اكتشاف الفيروسات، أفاد الفريق أيضا بالعثور على طفيلي وحيد الخلية لم يكن معروفا سابقا يدعى كلوسيلا يونانينسيس (Klossiella yunnanensis)، ونوعين بكتيريين وفيرين للغاية أحدهما الفلافوباكتيريوم يونانينسيس (Flavobacterium yunnanensis)، يوصف لأول مرة. حذر الباحثون من أن البول يمكن أن يكون طريق لانتقال فيروسات هينيبا، مما يزيد من خطر تلويث الخفافيش للفاكهة التي يستهلكها البشر أو الحيوانات، ويمهد الطريق لتفشي المرض. وصرح عالم الفيروسات الجزيئية، البروفيسور فينود بالاسوبرامانيام، من جامعة موناش الأسترالية: "تثير هذه الفيروسات قلقا بالغا لأنها وجدت بشكل رئيسي في كلى الخفافيش، وهو عضو مرتبط بإنتاج البول، مما يثير القلق بشأن احتمال تعرض البشر لها عن طريق الفواكه أو المياه الملوثة". كانت فيروسات هينيبا مسؤولة عن تفشيات عالية الوفيات في الماضي، وتشترك فيروسات خفافيش يونان المكتشفة حديثا فيما بين 52% و57% من مادتها الوراثية مع هذه الفيروسات الخطيرة. وفي حين ركزت الدراسات الفيروسية السابقة على الخفافيش على عينات البراز، حرصت الدراسة على الانتباه إلى الأعضاء الداخلية – وخاصة الكلى – نظرا لدورها في نقل الأمراض. وتشير النتائج إلى أن مجموعة أوسع من التهديدات الميكروبية قد تكون موجودة في هذه الأنسجة التي لم تدرس بشكل كاف، مما قد يزيد من خطر انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ. وقد تورطت الفيروسات التي تنقلها الخفافيش في العديد من تفشيات الأمراض الحيوانية المنشأ الرئيسية، بما في ذلك الإيبولا وماربورغ وسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وكوفيد-19. يمكن أن تنتقل هذه العوامل الممرضة إلى البشر مباشرة أو من خلال عوائل وسيطة، غالبا عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث.

"ديفايس".. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي بناء وجهك من الحمض النووي؟
"ديفايس".. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي بناء وجهك من الحمض النووي؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

"ديفايس".. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي بناء وجهك من الحمض النووي؟

في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى أدوات دقيقة لتحديد الهوية، برز الوجه البشري كأحد أهم السمات البيومترية التي تحمل بصمة جينية فريدة. لطالما شكلت ملامح الوجه مفتاحا بصريا للتعرف على الأفراد، ليس فقط في الحياة اليومية، بل في ميادين دقيقة كعلم الأدلة الجنائية، حيث تلعب الخصائص الشكلية دورا حاسما في تحديد الهوية، خاصة عند غياب وسائل التعرف التقليدية. ومع تطور تقنيات التسلسل الجيني عالي الإنتاجية، اتسعت آفاق التعرف الجنائي لتشمل نهجا أكثر طموحا: استخراج ملامح الوجه من الحمض النووي وحده. ورغم التحديات التي تفرضها الطبيعة المعقدة للوراثة الوجهية، والتأثيرات المتشابكة للعوامل البيئية والجينية، تتوالى المحاولات لتجسيد الملامح البشرية انطلاقا من المادة الوراثية. بيد أن تحويل الشيفرة الوراثية مباشرة إلى ملامح وجهية واقعية ظل هدفا معقدا، بفعل محدودية الفهم الجيني وصعوبة التنبؤ الدقيق بشكل الوجه البشري. ولكن بزوغ تقنيات الذكاء الاصطناعي ، وخاصة نماذج التوليد متعددة الوسائط، أفسح المجال لابتكارات جذرية في هذا المجال. وضمن هذا السياق، تبرز تقنية "ديفايس" (Difface) بوصفها مقاربة جديدة توظف نماذج الانتشار وخرائط التقابل بين البيانات الجينية والصور، لإعادة بناء وجه الإنسان بصورة ثلاثية الأبعاد اعتمادا على تسلسل الحمض النووي. كيف يحول "ديفايس" الشيفرة الجينية إلى وجه ثلاثي الأبعاد؟ في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "أدفانسد ساينس" (Advanced Science)، طور فريق من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم نموذجا مبتكرا يدعى "ديفايس"، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد لوجوه البشر مباشرة من بيانات الحمض النووي. ويربط هذا النموذج بين متغيرات جينية محددة تُعرف بتعدد أشكال النوكليوتيد المفرد (Single Nucleotide Polymorphisms-SNPs) والملامح الوجهية الظاهرة، مما يمكّنه من توقع ملامح الوجه بدقة. وفي تعليق له، قال لونين تشين، أحد مؤلفي الدراسة: "تمكنت 'ديفايس' بشكل مذهل من إنشاء صور وجه ثلاثية الأبعاد للأفراد اعتمادا فقط على بيانات الحمض النووي، متوقعة مظهرهم في أعمار مستقبلية مختلفة". ويستخدم "ديفايس" مزيجا من تقنيات متقدمة، تشمل التعلم متعدد الوسائط بالتباين، والهياكل الهجينة من المحولات (Transformers)، والتلافيف الحلزونية (Spiral Convolutions)، إضافة إلى آلية توليد تعتمد على نماذج الانتشار (Diffusion Models)، لترجمة الشيفرة الوراثية إلى تمثيل وجه واقعي عالي الدقة. دقة جينية مدهشة في محاكاة الملامح بحسب ما جاء في ورقة البحث، تمّ تدريب نموذج "ديفايس" باستخدام 9674 مجموعة بيانات تشمل ملفات المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" (SNPs) وعمليات مسح ثلاثي الأبعاد لوجوه أفراد من عرق الهان الصيني. حيث يعتمد النموذج على تمثيل البيانات الجينية والسطوح الوجهية في مساحة مميزة منخفضة الأبعاد عبر تقنيات التعلم بالتباين، ثم يستخدم مكونات توليدية قائمة على نموذج الانتشار لإعادة بناء الوجه ثلاثي الأبعاد من هذا التمثيل. وقد ساهم دمج متغيرات إضافية مثل العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) في تعزيز دقة إعادة البناء بشكل ملحوظ، حيث حقق نموذج "ديفايس" معدل تعريف من الدرجة الأولى (Rank-1) بنسبة 3.33%، ومنطقة تحت المنحنى (AUC) بنسبة 80.7% في مهام التحقق. من جهة أخرى، بلغ متوسط خطأ إعادة بناء الوجه (المسافة الإقليدية) 3.52 مليمترات عند استخدام متغيرات "إس إن بي إس" فقط، وانخفض إلى 2.93 مليمتر عند تضمين المتغيرات الظاهرية. كما أظهر النموذج قدرة دقيقة على التقاط التغيرات الوجهية عبر الفئات العمرية المختلفة، وحقق دقة تصنيف عالية في التمييز بين السمات الوجهية. هل يمكن الوثوق بنتائج "ديفايس" رغم محدودية البيانات؟ رغم تفوق نموذج "ديفايس" في الحفاظ على دقة عالية حتى عند استخدام بيانات جينية جزئية، فقد لوحظ تراجع في الأداء عندما انخفضت تغطية المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" إلى أقل من 70%. ومع ذلك، أظهر النموذج تنوعا وجهيّا شبه مطابق للتنوع الواقعي، حيث بلغت درجة التنوع "دي بي بي" (DPP) قيمة 9.66 مقارنة بـ0.9999 في الصور الحقيقية. ومن أبرز مزاياه أيضا قابليته للتفسير، فبفضل استخدام قيم "إس إتش إيه بي" (SHAP) وتقنيات تحليل "جي دبليو إيه إس" (GWAS)، استطاع الباحثون تحديد المتغيرات الجينية "إس إن بي إس" ذات ارتباط وثيق بسمات محددة مثل شكل الأنف وبنية عظام الخد. وقد تم التحقق من هذه النتائج بيولوجيا، حيث أظهرت توافقا مع مسارات تطورية معروفة في إطار "علم دلالة الجينات" (Gene Ontology). آفاق تطبيقية واسعة ومستقبل واعد يُظهر "ديفايس" إمكانات تطبيقية متعددة في مجالات متنوعة، من أبرزها: الطب الشرعي: إذ يمكن استخدامه للتعرف على الأفراد اعتمادا على عينات "دي إن إيه" (DNA) تالفة أو غير مكتملة. وفي الطب الشخصي: يساهم في تقديم رؤى حول دور الجينات في تشكيل ملامح الوجه. وفي البحوث الجينية: يعزز فهم العلاقة بين الجينوم (Genome) والصفات الشكلية. وفي تجربة ميدانية، تمكن المشاركون من مطابقة الوجوه الحقيقية مع الوجوه التركيبية بدقة بلغت 75.6% ضمن اختبارات متعددة الخيارات من 5 صور. إعلان ورغم أن النموذج تم تطويره باستخدام بيانات جينية من مجموعة سكانية متجانسة عرقيا (العرق الصيني)، فإن بنيته قابلة للتعميم. وقد شدد الباحثون على ضرورة تدريبه مستقبلا على بيانات متعددة الأعراق لتوسيع نطاق استخدامه، وضمان العدالة والإنصاف في مختلف التطبيقات. تساؤلات أخلاقية ملحّة على الرغم من التقدم التقني اللافت الذي يقدمه "ديفايس"، فإن استخدامه يثير تساؤلات جوهرية تتعلق بالخصوصية الجينومية، وإمكانية إعادة التعرف على الأفراد، وتوظيف التقنية في أنظمة المراقبة البيومترية. إذ إن القدرة على توليد ملامح وجه من بيانات وراثية مجهولة الهوية تفتح الباب أمام احتمالات إساءة الاستخدام في مجالات مثل القانون، والرعاية الصحية، وشركات التأمين. وقد حذر الخبراء من أن إساءة استخدام القدرة على استنتاج النمط الظاهري من الحمض النووي قد يؤدي إلى الوصول غير المصرح به إلى بيانات شخصية حساسة، أو حتى تمييز قائم على السمات الجينية المتوقعة. فعلى سبيل المثال، رغم أن التصوير الظاهري الجنائي "إف دي بي" أصبح أداة متقدمة تستخدم في القضايا المعقدة، فإنه لا يزال يفتقر إلى الدقة الكافية فيما يتعلق بتوقع ملامح الوجه، مما قد يؤدي إلى الاشتباه الخاطئ في أبرياء أو مجموعات سكانية بعينها. وتجلى هذا القلق في حادثة وقعت عام 2022 في كندا، حينما طلبت شرطة مدينة إدمنتون من العامة المساعدة في التعرف على مشتبه به باستخدام صورة مولدة حاسوبيا بناء على بيانات وراثية من الحمض النووي، في قضية اعتداء جنسي. وقد واجهت هذه الخطوة انتقادات شديدة بسبب ضعف الشفافية في منهجية توليد الصورة، مما دفع الشرطة لاحقا إلى سحب طلبها. وكانت الصورة قد أُنتجت من قبل شركة "بارابون نانو لابس" (Parabon NanoLabs)، التي خضعت لانتقادات متكررة من قبل نشطاء الخصوصية والأخلاقيات. من جهته، أكد الباحث المشارك تشين لموقع "كور هاوس نيوز سيرفس" (CourtHouse News Service) عبر البريد الإلكتروني أن الجانب الأخلاقي لم يكن هامشيا، بل "جزءا لا يتجزأ من عملية البحث"، مشيرا إلى أن الفريق اتخذ منذ البداية عددا من الإجراءات الإيجابية لضمان الامتثال الأخلاقي والقانوني، بما في ذلك العمل وفق معايير المراجعة المؤسسية الأخلاقية، وتقييد استخدام البيانات الجينية ضمن حدود البحث العلمي. إلا أن الأمر يظل مرهونا بوضع إطار تشريعي وأخلاقي شامل، وفتح حوار متعدد التخصصات يجمع بين العلماء، والمشرعين، والخبراء في حقوق الإنسان، لضمان توجيه هذه الابتكارات ضمن مسارات آمنة ومنصفة. بالنهاية، ورغم الدقة المتقدمة التي بلغها، لا يزال نموذج "ديفايس" في مرحلة التجربة والاستكشاف، مما يستدعي توسيع قاعدة البيانات العرقية، وتحسين تمثيل التنوع البشري، إلى جانب تعزيز الأطر الأخلاقية والقانونية المصاحبة له. ولعل السؤال الأبرز في المستقبل لن يكون فقط: "هل يمكن التنبؤ بوجه الإنسان من حمضه النووي؟"، بل: "كيف يمكننا استخدام هذه القدرة بمسؤولية؟". سؤال يضع الذكاء الاصطناعي والعلوم الجينية أمام اختبار مزدوج: اختبار التقنية والقيم في آن واحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store