logo
ظاهرة الاحتفال بالفائز... قبل الفوز!

ظاهرة الاحتفال بالفائز... قبل الفوز!

العربيةمنذ 9 ساعات
في بداية القرن الماضي كانت نسبة الأمية في دولنا العربية تفوق 95 %، لذا كان لمن يفك الخط ويقرأ ويكتب له هالة ومكانة وصيت، أما من يكمل دراسته الابتدائية ويلحقها بالمتوسطة ثم الثانوية، فالأمر له دلالة على العبقرية ويستحق فيه حينه التكبير والتهليل والرفع فوق الأعناق والفخر بإنجازه الفريد من قبل أهله ووطنه وعمل اللقاءات معه ليكشف لهم الأسرار الخفية للإنجاز العظيم.
***
تغير الأمر لاحقاً وأصبح خريجو الثانوية العامة، بالملايين والمتفوقون بمئات الآلاف في أوطاننا العربية، ولم يعد من العقل والمنطق مواصلة التهليل والاحتفالات المبالغ بها بخريجي الثانوية العامة ومتفوقيها، كما يحدث هذه الأيام في الكويت وبعض أوطاننا العربية، مع عدم القيام بالمثل بالدول والمجتمعات المتقدمة وهو أشبه بالاحتفال بفوز متسابق، وهو لايزال بمنتصف السباق في مجتمعات لا تحتفل بالقدر نفسه بمن يحصل على الدكتوراه من أرقى الجامعات بالعالم، وفي أكثر التخصصات صعوبة وندرة، وندر أن نجد منجزاً كبيراً بالحياة يقول إن غرس نجاحه وإبداعه في إنجازه تم عبر تفوقه بالثانوية العامة القائم في بلداننا المتخلفة على الحفظ من دون الفهم بالضرورة، ثم كتابة ما تم حفظه بالكلمة والحرف والنقطة، ولو أبدع وابتكر بالإجابة لتم إسقاطه، وبالطبع لا يوجد عمل أو تميُّز بالحياة يقوم على أن تعطي من يمارسه مادة يحفظها ثم يسمِّعها لاحقاً!
آخر محطة:
1) قبل عامين حصل طالب على ما سمي بالمرتبة الأولى على مستوى الجمهورية في بلد عربي عبر الدرجات الكاملة في كل المواد، لذا حاز منحة دراسية مجانية من جامعة أجنبية مقرها ذلك البلد العربي، بعد سنتين من الفشل المتواصل لذلك الطالب قررت الجامعة فصله واسترداد مبالغ المنحة التي صُرفت عليه، وهنا حدثت مشكلة عدم قدرة الطالب على دفع المبالغ، وتساقطت معها أكذوبة التفوق الزائف لبعض طلبة الثانوية العامة في الحياة لاحقاً، وهو أمر يعاني منه دكاترة جامعة الكويت مع بعض الطلبة الفائقين.
2) دولة خليجية قامت بتجربة مستحقة، حيث دعت بعض متفوقي الثانوية العامة بعد 3 أشهر من ظهور نتائج تفوقهم، وطلبت منهم الإجابة عن أسئلة من المناهج نفسها التي درسوها وحازوا درجات كاملة فيها، بعد تصحيح الأوراق اكتشف أن أغلبهم حاز 50 -60% من الدرجات - أي أن القضية لم تكن إلا حشو العقول بكلمات تحفظ ويتم تصحيح الامتحانات على إجابات نموذجية تقيِّم الطالب على قدرته على الحفظ لا الفهم، بعدها قامت تلك الدولة الخليجية بتغيير تام لمناهجها الدراسية وامتحاناتها، مستفيدة من التجربتين السنغافورية والفنلندية، وحازت بعد ذلك مراتب متقدمة بمستوى التعليم بالعالم، والأهم أصبح خريجو مدارسها الحكومية والخاصة متوافقين مع الثورة المعلوماتية ومتطابقين مع حاجيات السوق...
3) المرجو أن نعمل المثل بالكويت ونقوم بالتغيير الكامل للمناهج والامتحانات، مستعينين بخبرات الآخرين، ونوقف توازياً حكاية الاحتفال بالمتسابق وهو بمنتصف الطريق، بعد أن أصبح طلابنا جميعاً عباقرة، من حيث حصول أغلبهم بسبب الحفظ والدروس الخصوصية والامتحانات النموذجية وحصدهم بعد ذلك العلامات الكاملة في امتحانات ونتائج لا تؤهلهم لشيء مفيد بالحياة العملية اللاحقة...
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مساءات الرفقة في بودكاست «ذاكرة»
مساءات الرفقة في بودكاست «ذاكرة»

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

مساءات الرفقة في بودكاست «ذاكرة»

بودكاست «ذاكرة» ليس استرجاعاً للماضي من أجل الترف العاطفي، بل هو تمرين حقيقي على أن التذكّر فعل مقاومة للنسيان، وبحث دائم عن المعنى، وإيمان بأن الإنسان لا يُفهم خارج ذاكرته. إنه بودكاست لا يروي لنا التاريخ، بل يجعلنا نعيشه، ونفهمه، ونتصالح معه.. في وقت تعج فيه المنصات بأصوات تتشابه، وتميل نحو الإيقاع السريع والمضامين السطحية، قدّم "ذاكرة" صوتًا هادئًا، متأنيًا، ولكنه عميق الأثر، هو أشبه بجلسة تأمل جماعية في تفاصيل كادت تُنسى، أو لحظات لم تُدوَّن في كتب التاريخ، لكنها تسكن وجدان الناس الذين عاشوها. في زمن يركض فيه الناس إلى المستقبل، ويغرق فيه الإعلام بالمستجدّات اليومية، ظهر بودكاست "ذاكرة" كحالة صوتية مميزة، واستغراق عاطفي ليستدعي الماضي ويجعل منه مادةً حية على طاولة الحاضر فأعاد ترتيب العلاقة بين شجن المتلقي وذكرياته، واستحضر الزمن الغابر لا كمجرد تذكّر، بل كمشاركة وجدانية حية، تُعيد تشكيل الواقع وتفتح باب التأمل. "ذاكرة" بودكاست لافت في شكله الفني، ومثرٍ في أسلوبه الإنتاجي، ويتجلى كمشروع ثقافيّ محلي وطني إنسانيّ عميق يقف خلفه منتج وطاقم يملكان الخبرة والرصيد المعرفي والتواصلي ما يمكّنهم من تقديم محتوى تواصلي لينثال على تلامس الزمن، وتقديم التاريخ، لا كصفحات مجففة، بل كأحاديث حميمة تُقال على مائدة، أو تُروى تحت ظل شجرة، أو تُهمس في مساءات الرفقة. ولعل ما يميّز مقدّمي هذا البودكاست، ليس تمكنهم من المادة التي يتناولونها فقط، بل قدرتهم العفوية على أن يجعلوا الذاكرة صوتًا نابضًا، يعيش في رأس المتلقي وقلبه في آنٍ واحد. لا يتكلّفون في الحديث، ولا يغرقون في التقريرية، بل يقدّمون الحكاية كما لو كانت جارة عزيزة طرقت الباب على حين دفء، وجلست تروي ما كان وكأنّه يحدث الآن. في كل حلقة من "ذاكرة"، يبدو أن الصوت لا يخرج من أفواه المقدّمين فحسب، بل من أعماق الذاكرة المحلية الوطنية، التي كثيرًا ما صمتت، أو لم تجد من ينصت لها بهذا القدر من الاحترام والتذوق. فهم لا يعرضون التاريخ كأحداث باردة، بل يضعونه على طاولة الحاضر، يقرّبونه من اليوم، ويحرّكون به ذواكر المستمعين، فيدهشوننا بالتفاصيل، وكيف أن حدثًا مرّ قبل سنين مضت قد يُحرّك دمعة أو يوقظ ابتسامة. تناولت الحلقات موضوعاتٍ شتى من الطفولة في أحياء كانت ذات يوم تغلي بالحياة، إلى مواقف سياسية وثقافية صنعت وعي الأجيال، ومن شخصيات منسية أعطت بعمق ولم تُحتفَ بها، إلى لحظات تحوّل تركت أثرًا لا يُمحى. لم يكن موضوع الحلقة هو البطل، بل كان مجرد باب، وراءه حكايات لا تنتهي، تُحرّك الساكن، وتبعث في القلب أسئلة، وفي الذهن صورًا، وفي الذاكرة أصواتًا كانت غائبة فعادت. وتنوّعت أطروحاتها بين مواقف ومشاهد وصور متعدد كالعادات القديمة في المأكل والملبس والتزاور والاحتفال والفرح والحزن والتواصل، وتغيرات المدينة كالرياض في حراكها وأحداثها وشواهدها وشوارعها وناسها وأسلوب حياتها وقيمها وغير ذلك. وإن تنوعت فهي تتوحّد في رسالتها؛ التذكير بأن الزمن ليس جدارًا نعلّق عليه الصور، بل كائن حيّ نعيش فيه ويعيش فينا. من الحديث عن المدن في لحظاتها العتيقة، إلى سرد تفاصيل الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والرياضية وحتى العائلية، كان كل موضوع في "ذاكرة" يُقدَّم وكأنه مشهد نعرفه مسبقًا، نكاد نراه، ونشمّ رائحته، ونسمع أصواته القديمة تتردّد. في كل حلقة، وكأنك أمام مرآةٍ زمنية، لا تعكس وجهك، بل ملامح أجيال سبقتك، تركت لك الإرث والمكان، واللغة والصمت، والفرح والشجن، ثم مضت. ومما يلفت الانتباه في هذا البودكاست، هو الانسجام بين المقدّمين، والتناغم الذي يتجاوز توزيع الأدوار، إلى إظهار حالة من الحوار التفاعلي الصادق، الذي لا يعتمد على نصوص مكتوبة بقدر ما ينطلق من أعماق خبرتهم وتلقائيتهم وبراعتهم في الإنصات لبعضهم ولما بين السطور، وقد استطاع هذا الأسلوب أن يمنح "ذاكرة" طابعًا خاصًا، لا يشبه إلا نفسه. وما يجعل "ذاكرة" مختلفًا أيضًا هو أنه لا يخاطب عقل المتلقي فقط، بل يربت على ذاكرته، وينشط وجدانه، ويثير أسئلته الشخصية: أين كنت عندما حدث ذلك؟ كيف كنا نعيش؟ وما الذي تغيّر؟ ومع كل إجابة، لا نكتشف الماضي فحسب، بل نكتشف الحاضر بطريقة أوضح، وأصدق. ويمكن القول إن "ذاكرة" قد نجح عبر شخصيتين تمتلكان خبرة عريضة، وبصيرة مؤرخ لا تَحكمه الوقائع بقدر ما تستثيره التفاصيل الصغيرة، تلك التي غالبًا ما تتسلل من الكتب ولا تسكن إلا في العيون التي عايشت. شخصيتان بارزتان، باحثان مؤرخان جديران هما الأستاذ منصور الشويعر والأستاذ منصور العساف، اسمان يمتلكان من الخبرة والرصيد المعرفي والتواصلي ما يمكّنهما من إدارة الحوار مع الزمن نفسه، ومن تقديم التاريخ، لا كصفحات مجففة، بل كأحاديث حميمة تُقال على مائدة، أو تُروى تحت ظل شجرة، أو تُهمس في مساءات الرفقة. ويبقى القول: بودكاست "ذاكرة" ليس استرجاعاً للماضي من أجل الترف العاطفي، بل هو تمرين حقيقي على أن التذكّر فعل مقاومة للنسيان، وبحث دائم عن المعنى، وإيمان بأن الإنسان لا يُفهم خارج ذاكرته. إنه بودكاست لا يروي لنا التاريخ، بل يجعلنا نعيشه، ونفهمه، ونتصالح معه.. بودكاست يُعيد تشكيل وعينا، حلقة بعد أخرى، فشكراً للناقل والمنقول.

المـرأة المثقفة شريكة فـكر
المـرأة المثقفة شريكة فـكر

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

المـرأة المثقفة شريكة فـكر

هناك الكثير من العبارات الخالدة الجميلة التي تبقى في الذاكرة كعبارة ملهمة "مللنا البقاء في العالم الثالث وعلينا التوجه نحو العالم الأول" قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- هذه العبارة ليست مجرد تصريح عابر إنما هي بيان حضاري يحث على التحرر من التصنيفات الضعيفة والدفع نحو فضاء يتسع للفكر والكرامة والوعي وفي هذا المضمار، لم يكن للرجل وحده أن يسير نحو هذا الأفق.. بل سارت معه المرأة المثقفة، شقيقة الفكر والقرار، لا في موقع التمكين المجازي بل في موضع الفعل الحي والمشاركة الأصيلة، فالمرأة العربية اليوم لا تخرج للعلن لتثبت شيئاً بل لتجسد هويتها كما هي امرأة عربية بين العالم وسعودية الجذور تعرف قيمتها ومكانتها. نعم، نحن لا نطالب بمكان لنا بل نُعرف بأسلوبنا وفكرنا وموقفنا لقد صعدت المرأة السعودية المثقفة إلى المنابر وتقدمت إلى طاولات القرار وكتبت بمدادها ملامح وطن الذي يتسع للجميع، ولنا في ذلك الكثير والكثير من المثقفات القائدات حملن هم المعرفة والقيادة تترأسهن الأميرة ريما بنت بندر -حفظها الله- التي لم تمثل المرأة السعودية في المحافل الدولية فحسب، بل أعادت تعريفها على أسس القوة الناعمة، والوعي المتقد والهوية التي لا تنسلخ بل تتألق. أن تكون المرأة المثقفة اليوم في موقعها، ليس محض منحة ولا صدفة زمان.. بل هو نتيجة وعي متراكم، وتاريخ من المحاولات، وصبر لم يكن ناعمًا.. ولذا، وصولها للعالم الأول لم يكن ترفاً فكرياً بل استحقاق معرفي. وهي لا تقف اليوم في المنتصف بين التقاليد والتجديد، بل تتجاوزهما نحو ما تصنعه بوعيها، لا بما يُفرض عليها. أثمن ما يحب أن نعرفه أن المثقف الحقيقي لا يقاس بنوعه إنما بمحتواه، لقد تجاوزنا تلك الثنائيات السطحية التي تضع المثقف الرجل في موضع "الأصل" والمثقفة في موضع "التأثّر"، العالم الأول لا يعترف بجندر العقل، بل بمن يطرح سؤالًا، أو يحرّك وعياً أو يكتب نصاً لا يُنسى. اليوم، نجد مثقفات سعوديات يكتبن المقال، ويقدن المبادرات، ويشاركن في بناء الوعي العام.. من الصحافة إلى الفلسفة، من السرد إلى الحوار، من الفكر الأكاديمي إلى التأثير المجتمعي. المرأة المثقفة السعودية اليوم لا تحتاج إلى شهادة من أحد، بل إلى من يصغي. فهي تمشي نحو العالم الأول لا لتلحق بأحد، بل لتكون مع من يسير نحو المعنى. تأخذ من جذورها عمقها، ومن حاضرها قوتها، ومن لغتها هويتها. وحين تصل… لا تفعل ذلك بمفردها، بل تفتح الطريق لمن بعدها.. تماماً كما تفعل الريادة الحقيقية: لا تتباهى بل تبني. وكما قال خالد الفيصل :"مللنا البقاء في العالم الثالث…." فإن المرأة المثقفة اليوم تقول بلسانها الواعي: "أنا لست امتداداً لأحد، بل امتداد لوطن يسير نحو العالم الأول بي ومعي".

في مرآة حمزة شحاتة:
كيف أضعنا حياتنا التي نحب.. لإرضاء الآخرين ؟
في مرآة حمزة شحاتة:
كيف أضعنا حياتنا التي نحب.. لإرضاء الآخرين ؟

عكاظ

timeمنذ 7 ساعات

  • عكاظ

في مرآة حمزة شحاتة: كيف أضعنا حياتنا التي نحب.. لإرضاء الآخرين ؟

في كل مرة أعود إلى قراءة مقالات الراحل حمزة شحاتة، أشعر وكأنني ألتقيه فعلاً. لا أملّ من الغوص في عباراته، ولا أكفّ عن ملاحقة تفاصيلنا في مقالاته ونصوصه. ليس لأنه أديب أو مفكر عميق وحسب، بل لأنه كان إنساناً صادقاً يرى الحياة بعمق، ويكتب عنها بصدق عارٍ من التزييف والخوف والتبعية المجتمعية. حمزة شحاتة، الذي رحل عن هذا العالم قبل أن أولد بأعوام، لا يزال يتحدث عن أعماقنا كأنه جالس على طرف هذا الزمن، يتأمل ما آلت إليه أحوالنا، ويسأل نيابة عنا: هل نحن حقاً نعيش حياتنا كما هي تخصنا.. أم نعيشها كيفما يعجب الآخرين؟! حين كتب حمزة شحاتة، مقاله «من أنا؟» لم يكن يخطّ معاناة شخصية بقدر ما كان يُفكك هندسة الوعي في مجتمعاتٍ تُرهق الشخصية الفردية الصافية، وتفرض الرتابة والالتزامات عليها، بحكم الحاجة والمستقبل والعادات ونظرات المجتمع على حساب جوهر الحرية الإنسانية. لقد أدرك حمزة شحاته، في لحظة متأخرة أن حياته لم تكن «حياته»، بل سيرة تمّت كتابتها بفعل الآخرين من أسرة، مجتمع، منظومة، وظيفة، شهرة، تصورات عن النجاح والخير والشر.. فهل ندرك نحن ذلك مبكراً؟! كم من موظف يعمل في غير تخصصه الذي درسه، ومُبدع قضى مسيرة دراسية طويلة من حياته في مجال لا يحبه، وكاتب لا يعبر عن قناعته، وأزواج اختاروا مصائرهم على حسابهم مشاعرهم وارتياحهم! هل كسرنا ذلك القيد الذي رآه حمزة يلفّ العقل والخلق، ويحول السلوك إلى قيد أخلاقي مستحيل الفكاك؟ أم أن كل ما تغير منذ نصف قرن هو أن أدوات التقييد أصبحت رقمية؟ اليوم، نحن نعيش في زمن يمنحك ألف طريقة لتختار؛ وظيفتك، ملابسك، نوع قهوتك، زوجتك، بل وحتى اسمك. لكن الحقيقة المرة: أن ما نسميه «حرية اختيار» عند غالبيتنا مرهون بالخوف من النتيجة، وليس سوى نسخة حديثة من الوهم ذاته الذي سخر منه شحاتة قبل عقود، وقدّم لنا وصفاً لحالنا نحن الذين تأخرنا في لقاء أنفسنا، أو ربما لم نلقها قط. فالقلق الذي سكن كلماته، هو القلق ذاته الذي يعتصر أبناء هذا العصر: شعور دائم بأننا نُجبر بقناعة على مصائر لا تشبهنا من وظائف وحياة وقرارات وغيرها، وتدفعنا لتقمّص أدوار لا نؤمن بها، والركض في سباق لم نختر خط بدايته، ولا نعرف غايته. نحن اليوم نُقيد أنفسنا طواعية، نخشى الصدق مع الذات، نخاف من المستقبل، نهرب إلى الضجيج، ونستمع للآراء أكثر من التفكير فيها. فهل نحن نعيش أم نُستهلك؟ وهل نملك مصائرنا أم نمثلها في مسرح الآخرين؟ أسئلة بحاجة إلى أن نجيب عنها بوعي وصدق. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store