
حصيلة هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني بدأ التنظيم هجماته في البحر الأحمر على السفن التجارية نصرة لغزة، وتنبه العالم إلى أصداء هذا التحول في 19 نوفمبر/ تشرين الأول بعد اختطاف السفينة "غالاكسي ليدر"، وهي عملية أثارت صدى عالميا ثم تبعتها هجمات على 7 سفن أخرى.
بدأ التدخل الأميركي البريطاني المباشر ضد الحوثيين في 12 يناير/ كانون الثاني 2024، بعد رفض الجماعة إنذارًا دوليًا. وعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية نفذت الجماعة 520 هجوما استهدفت ما لا يقل عن 176 سفينة ونفذت 155 ضربة على أراضي إسرائيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
تواصل الحراك الدولي لإبرام اتفاقات تجارية مع أميركا قبل انتهاء مهلة ترامب
يتواصل الحراك مع سعي الإدارة الأميركية وعدد من البلدان للتوصل لاتفاقات تجارية وسط حالة من الضبابية مع اقتراب المهلة التي حددها الرئيس دونالد ترامب في الأول من أغسطس/آب لإعادة فرض الرسوم الجمركية. يتجه مفاوضو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نحو أسبوع جديد من المحادثات المكثفة، سعيًا للتوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من أغسطس/آب، وهو الموعد الذي هدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي. ويبدي المسؤولون في بروكسل استعدادهم لقبول اتفاق غير متوازن يصُب في مصلحة الولايات المتحدة إذا كان ذلك هو المطلوب لكسر الجمود قبل الموعد النهائي، لكن الجانبين لم يُحققا بعدُ اختراقًا حاسمًا رغم جولة مفاوضات سابقة في واشنطن الأسبوع الماضي، حسبما نقلت بلومبيرغ عن مصادر مطلعة. ويُكثّف الاتحاد الأوروبي استعداداته للرد في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ومن المقرر أن يجتمع مبعوثو الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لصياغة خطة إجراءات للرد على احتمال عدم التوصل إلى اتفاق مع ترامب، الذي يُنظر إلى موقفه التفاوضي بشأن الرسوم الجمركية على أنه قد تصلب قبل الموعد النهائي. وقال وزير المالية الفرنسي إيرك لومبارد، قبيل اجتماع مع اتحادات الأعمال في باريس: "هذه المفاوضات صعبة.. إذا لم نتوصل إلى اتفاق متوازن مع الولايات المتحدة الأميركية ، فإننا نحتفظ بالحق في اتخاذ تدابير مضادة متوازنة، بالطبع، لكنها تهدف إلى حماية مصالح الاتحاد الأوروبي". وحسب مصادر مطلعة، طلبت من بلومبيرغ عدم نشر هويتها، فإن الولايات المتحدة تُدفع الآن نحو فرض تعريفة جمركية شبه شاملة على سلع الاتحاد الأوروبي بنسبة تزيد عن 10%، مع تقليص الإعفاءات بشكل متزايد، والتي تقتصر على الطيران، وبعض الأجهزة الطبية والأدوية، ومجموعة محددة من معدات التصنيع التي تحتاجها الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه ليس لديه أي تعليق على المفاوضات الجارية. وأضافت المصادر أن الجانبين ناقشا كذلك سقفًا محتملًا لبعض القطاعات، بالإضافة إلى حصص للصلب والألمنيوم، وطريقة لحماية سلاسل التوريد من المصادر التي تُفرط في توريد المعادن، موضحةً أن التوصل لاتفاق محتمل، لا يغني عن موافقة ترامب ذي المواقف غير الواضحة. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في برنامج "واجه الأمة" على قناة "سي بي إس" يوم الأحد: "أنا واثق من أننا سنتوصل إلى اتفاق. أعتقد أن جميع هذه الدول الرئيسية ستدرك أنه من الأفضل فتح أسواقها أمام الولايات المتحدة الأميركية بدلًا من دفع رسوم جمركية باهظة". وفي حديثه على قناة "سي إن بي سي" يوم الاثنين، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الاتحاد الأوروبي "بدأ مفاوضاته التجارية بوتيرة بطيئة" قبل أن يصبح أكثر انخراطًا. وقال إنه بالنظر إلى العجز التجاري "الهائل" للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، ومستوى الرسوم الجمركية، "أتصور أنهم سيرغبون في التفاوض بشكل أسرع". وحسب بلومبيرغ، تُهدد مساعي الرئيس ترامب لاستهداف الصين من خلال شركائها التجاريين عبر سلاسل التوريد العالمية بتراجع نمو البلاد ومعظم صادراتها إلى الولايات المتحدة. واعتمدت الصين بشكل متزايد على دول ثالثة لتصنيع المنتجات النهائية أو المكونات، وهو اتجاهٌ تسارعَ في أعقاب الحرب التجارية الأولى لترامب وفرضه قيودًا أشد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وارتفعت حصة الصين من إجمالي القيمة المضافة لتصنيع السلع الموجهة إلى الولايات المتحدة عبر دول مثل فيتنام والمكسيك إلى 22% في عام 2023، مقارنةً بـ 14% في عام 2017، وفقًا لبلومبيرغ إيكونوميكس. ورأى محللون أنه إذا نجح ترامب في استهداف عمليات إعادة الشحن من خلال فرض رسوم أعلى أو متطلبات سلسلة التوريد، فسيُهدد ذلك 70% من صادرات الصين إلى الولايات المتحدة وأكثر من 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي للصين. وقالوا إن ثمة خطرًا من أضرار اقتصادية إضافية إذا أثرت القيود على رغبة الدول في التعامل مع الصين. وكتب محللو بلومبيرغ إيكونوميكس، تشانغ شو، ورانا ساجدي، وديفيد كو، في مذكرة بحثية اليوم الثلاثاء: "تدفقت التجارة عبر دول ثالثة كبيرة، وقد ساعدت في تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأميركية الحالية". وأضافوا أن تشديد الضوابط على هذه الشحنات من شأنه أن يزيد من أضرار الحرب التجارية، وقد يُضعف فرص النمو على المدى الطويل. وتزيد الولايات المتحدة الضغط على الصين بشكل متزايد من خلال دول أخرى؛ ففي سلسلة من الرسائل الموجهة إلى الدول، والتي أعلنت فيها عن فرض رسوم بحلول الأول من أغسطس/آب المقبل ما لم يتم الاتفاق على اتفاقيات تجارية ثنائية، هددت الإدارة بفرض رسوم جمركية أعلى على السلع التي يُعاد شحنها. ورغم عدم تقديم المزيد من التفاصيل، فإن هذا قد يسمح للبيت الأبيض باستهداف نطاق أوسع من صادرات الصين إلى الولايات المتحدة. وتشمل أكبر الدول التي تعتمد عليها الصين لشحن البضائع إلى الولايات المتحدة المكسيك وفيتنام، كما يُعد الاتحاد الأوروبي مركزًا رئيسيًا، ويمكن لدور الصين في إمداد العالم من خلال أطراف ثالثة أن يُشكل اتفاقيات الولايات المتحدة مع شركائها التجاريين. إعلان وثمة دلائل على حدوث ذلك بالفعل، فاتفاقية التجارة الأميركية مع بريطانيا تتضمن متطلبات تتعلق بأمن سلسلة التوريد والملكية في القطاعات الحساسة. في الوقت نفسه، صرّح تشانغ وخبراء اقتصاديون بأن "عدم اليقين يُلقي بظلاله على مدى صرامة الولايات المتحدة في فرض قيود إعادة الشحن. ولا تزال التعريفات الأميركية للسلع المحلية غامضة، وتفتقر إلى تفاصيل التحقق". الهند تضاءلت احتمالات التوصل إلى اتفاقية تجارية مؤقتة بين الهند والولايات المتحدة قبل الموعد النهائي الذي حددته واشنطن في الأول من أغسطس/آب، مع استمرار تعثر المحادثات حول تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية ومنتجات الألبان، حسبما نقلت رويترز عن مصدرين لم تذكرهما. وهدد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية 26% على الواردات الهندية في أبريل/ نيسان الماضي، لكنه علق التنفيذ مؤقتا لإتاحة الفرصة لعقد محادثات، والموعد النهائي لانتهاء سريان هذا التعليق هو الأول من أغسطس/آب المقبل، لكن الهند لم تتلق خطابا رسميا بعد بشأن هذه الرسوم، على عكس أكثر من 20 دولة أخرى. وعاد الوفد التجاري الهندي من واشنطن بعد عقد جولة خامسة من المحادثات دون إحراز أي تقدم يذكر. وقال أحد المصادر "التوصل إلى اتفاق مؤقت قبل أول أغسطس يبدو صعبا، رغم تواصل عقد المناقشات عن بعد"، متوقعا أن يزور وفد أميركي نيودلهي قريبا لمواصلة المفاوضات. وتعثرت المحادثات بسبب رفض نيودلهي تحرير قطاعي الزراعة والألبان بما لهما من حساسية سياسية، بينما ترفض واشنطن طلب الهند تخفيف الرسوم الجمركية المرتفعة على الصلب والألمنيوم والسيارات. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت لشبكة "سي إن بي سي" أمس الاثنين إن إدارة ترامب مهتمة بجودة اتفاقيات التجارة أكثر من توقيتها. ولدى سؤاله حول إمكانية تمديد الموعد النهائي للدول التي تجري محادثات، أجاب بيسنت بأن الأمر متروك لترامب. ويتمسك المسؤولون الهنود بأمل التوصل إلى اتفاقية أشمل بحلول سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول المقبلين، بما يتماشى مع ما اتفق عليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي وترامب في فبراير/شباط الماضي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
حرب غزة والنهايات الكبرى
ربط عدد هذا الصيف من مجلة "فورين بوليسي" بين نهاية الحداثة وبين التحولات الكبرى في ديناميكيات القوة العالمية والعلاقات الدولية، حيث ننتقل من حقبة ما بعد الحرب الباردة إلى التعددية القطبية، لكن هذه الديناميكيات كانت مصحوبة أيضًا بتفكك المعايير التي تشكلت بعد الحرب الثانية (1939-1945)، وفي مقدمتها حقوق الإنسان. من المؤكد أن عصر حقوق الإنسان، وخاصة كمبدأ أساسي في السياسة الخارجية لرئاسة الولايات المتحدة، على وشك الانتهاء. ويعزى هذا التحول في المقام الأول إلى الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب، والتي كانت تهدف إلى فك السياسة الخارجية عن حقوق الإنسان، على عكس التقليد الذي استمر خلال الإدارات السابقة، بما في ذلك فترة ولاية ترامب الأولى. يركز نهج ترامب على العلاقات القائمة على المصالح بين الدول والنظام العالمي القائم على القوة العسكرية والاقتصادية، مع عدم لعب "مجتمع القيم" أي دور. الجديد الذي تشير إليه المجلة هو أن التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان العالمية قد لا يستعيد الإجماع السياسي الذي كان يتمتع به ذات يوم، حتى بعد رئاسة ترامب. وعلى الرغم من ذلك، فإن الخطاب الأميركي حول الأهداف الأخلاقية غالبًا ما تناقض مع توظيفه الفعلي للقوة والمال في الخارج. وتُعتبر الإجراءات العسكرية التي اتخذها رؤساء مثل جورج دبليو بوش وباراك أوباما وجو بايدن، والتي أدت إلى ضحايا وإصابات كبيرة جدًا (قدّر مشروع جامعة براون عدد ضحايا الحرب على الإرهاب 2001-2021 بأكثر من 4.5 ملايين)، بمثابة تناقض مع فكرة "العصر الذهبي" لحقوق الإنسان. وبالإضافة إلى هذا كانت حماية حقوق الإنسان للمهاجرين في الولايات المتحدة محدودة بالفعل، وأصبحت أكثر تقييدًا في ظل إدارات مختلفة، مما يشير إلى استمرار المعاملة القاسية بدلًا من تغيير مفاجئ في عهد ترامب وحده. غزة هي التجسيد الحي لـ"نهاية عصر حقوق الإنسان"، ولا يُعزى هذا إلى حدثٍ فردي، بل إلى مزيجٍ من الخيارات السياسية، وتطبيق معايير مزدوجة، والتلاعب المتعمد باللغة والأطر القانونية، مما جعل مبادئ حقوق الإنسان الأساسية "غير شرعية وغير فعّالة". إن استعداد الشخصيات السياسية والفكرية الغربية المؤثرة "للموافقة على إبادة غزة ومذبحة سكانها وتجويع أهلها، إلى جانب اضطهاد السكان في الضفة الغربية، قد خلق فجوة هائلة في النظام الأخلاقي العالمي". يتجلى هذا بوضوح من خلال الاعتقاد بأن حياة المدنيين الفلسطينيين أقل قيمة "بمئات المرات" من حياة الإسرائيليين، ويتم رفض الدعوات لوقف إطلاق النار لحماية الأطفال باعتبارها معاداة للسامية. نهاية الحداثة يشير مفهوم "نهاية الحداثة" إلى أزمة توجه، حيث تنهار الأطر التقليدية لفهم التقدم والمجتمع والحكم والعلاقات الدولية، مما يؤدي إلى حالة كبيرة من عدم اليقين ويجعل من الصعب رسم مسار مستقبلي. يستكشف المؤرخ كريستوفر كلارك مفهوم "نهاية الحداثة"، ويرى أن هناك أزمة تتكشف "أمام أعيننا – وفي رؤوسنا أيضًا"، مما يشير إلى أن الحداثة تتفكك. وفقًا لكلارك، فإن العصر الحديث، الذي استمر من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى حوالي 1989-1990، قد انتهى وبتنا نشهد انهيار الأطر التقليدية. لكن كيف انهارت الأطر التقليدية لفهم التقدم والمجتمع والحوكمة؟ ميزة العدد أنه جمع في إجابته بين: المداخل الثقافية والتطورات المجتمعية ودورها في تشكيل ديناميكيات القوة الدولية، كما أنه استطاع أن يربط بين المستويات كافة، وطنية وإقليمية ودولية، في صعيد واحد يرسم به التحولات التي تحدث في العلاقات الدولية، وبروز التعددية القطبية، والدور الذي تلعبه القضايا الثقافية والمجتمعية في تشكيل المشهد الجيوسياسي، بالإضافة إلى علاقة هذا كله بالتطورات داخل الكتل الإقليمية والدول الأخرى. تشير المجلة إلى أن هذا التفكك يؤثر على كيفية إدراك الناس للتاريخ والتنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي والأنظمة السياسية. لعدة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في أوروبا، شهدت فترة من "السلام الدائم" و"النمو الاقتصادي"، بدعم من الولايات المتحدة. لقد عزز هذا العصر الشعور بالوصول إلى "نقطة الذروة في تطور تاريخي طويل"، والوقوف على "أرض الحداثة المرتفعة". وقد تجسد هذا المنظور في مفاهيم مثل "نهاية التاريخ" لفرانسيس فوكوياما، مما يشير إلى أن التقدم التاريخي قد وصل إلى نهايته. كانت الحداثة، خلال هذا الوقت، مدعومة بـ"أسطورة" محددة و"سرد عظيم" يضع الناس في الوقت المناسب ويوفر إحساسًا بالاتجاه. وقد تضمنت هذه الرواية عددًا من المكونات منها: التقدم: الاعتقاد بأن المجتمع يتجه نحو زيادة الديمقراطية، والمساواة الكبرى، وظهور الأسرة النووية، وتراجع التدين، وتغلغل قانوني أعمق، ودول دستورية تحرر الأفراد من علاقات القوة الشخصية. نشر المعلومات: حيث يتم نشرها في المقام الأول من خلال "قنوات الإعلام المؤثرة" و"الصحفيين المدربين"، بدلًا من الكلام الشفهي ومروجي الشائعات. الرخاء الاقتصادي: حيث يوجد رابط مباشر بين زيادة الرخاء والنمو الاقتصادي. القيم العالمية: تم اعتبار عالمية حقوق الإنسان والمزايا الجوهرية لنموذج مجتمعي ليبرالي ديمقراطي محدد أمرًا لا غنى عنه. كان التفاؤل الذي أعقب تفكك الكتلة الشرقية وإنشاء دولة ألمانية جديدة سلميًا 1989 و1990 قصير الأجل. أدت سلسلة من "الكوارث" اللاحقة، بما في ذلك انهيار الاتحاد السوفياتي، والحروب المختلفة، والأزمات المالية وأزمة الهجرة العالمية، إلى تحول عميق، كما أن "النمو المذهل" غير المتوقع للصين في ظل نظام الحزب الواحد تحدى أيضًا الافتراضات السائدة حول النظام العالمي. إعلان وقد أدى هذا إلى نهاية "عصر ما بعد الحرب الباردة" وظهور "التعددية القطبية"، و"تفكك الحداثة" أمام أعيننا – وفق ما أشار إليه كلارك. تتلاشى الهياكل التقليدية مثل وسائل الإعلام الوطنية، والأحزاب السياسية كمرسيات للهوية، والنمو كمبدأ أساسي. الأحزاب السياسية القديمة تتفكك إلى "فصائل محاصرة"، وتتنازل عن نفوذها للشعبويين، ويكافح "الوسط السياسي الضعيف ضد اليسار الراديكالي واليمين المتطرف". ولم تعد "سردية التنمية" (التاريخ العالمي كرواية تكوينية) توفر الرفاهية. ينظر الآن على نطاق واسع إلى النمو الاقتصادي على أنه "كارثي بيئيًا". إن التهديد الوشيك لتغير المناخ "يثير تساؤلات حول طبيعة المستقبل". ويُنظر إلى الرأسمالية نفسها على أنها "تهديد للتماسك الاجتماعي"، وأدت إلى تفاوتات في الفرص والدخول والثروات بين الدول وفي داخل الدول أيضًا. وأدت الأزمات الأخيرة، مثل الأزمة المالية العالمية وجائحة كوفيد-19، إلى "تقويض الثقة" بشكل خطير في المؤسسات المالية والهيئات الحكومية والخبرة العلمية ووسائل الإعلام التقليدية. كما أدت الإبادة الجماعية في غزة إلى تقويض الثقة في التنظيم الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وما صاحبه من قواعد وتقاليد. وهناك انقلاب في الإعلام، حيث استولى "مروجو الشائعات"- على الإنترنت- على زمام المبادرة من الصحفيين المحترفين، مما أدى إلى "تشظي المعرفة والآراء" و"الاستقطاب المتعمد"، كما أدى الذكاء الاصطناعي إلى موت المؤلف. هذه الأزمة "داخل عقولنا أيضًا"، مما يجعل "التأمل الهادئ" صعبًا وسط "صرخات المعركة وحجج الديماغوجيين المتوحشين". وفي الولايات المتحدة، هناك ما يُتصور أنه "نشر عدواني للسلطة الرئاسية"، ويُخشى أن يشبه النظام الملكي، وهو انحراف عن نيّة المؤسسين في فصل السلطات. إن تصرفات الرئيس ترامب، مثل تهديد المعارضين، وتسليح الأموال الفدرالية، وتحدي الأوامر القضائية، والتشكيك في الدستور، تشير إلى انحراف عن الأعراف التاريخية والبنية الدستورية الأساسية. إن "الكونغرس ذا الأغلبية الجمهورية شديدة التحيز الحزبي" والذي يُظهر ولاءً شديدًا لترامب، يُفاقم مخاطر هذه "الرئاسة الإمبراطورية". توضح المقارنات التاريخية، مثل قرار ريتشارد نيكسون عام 1971 بتعليق تحويل الدولار إلى ذهب، كيف يمكن لأفعال زعيم أن "تقلب النظام النقدي العالمي رأسًا على عقب"، مما يؤدي إلى فترات من التضخم المرتفع وعدم الاستقرار الاقتصادي. وتوجد مخاوف أيضًا من أن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تُحدث ديناميكيات سلبية مماثلة. إن العصر الحالي يتميز بالتعددية القطبية، بدلًا من الاستقرار ثنائي القطب في فترة الحرب الباردة أو القطبية الواحدة بعدها، ويشمل ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الالتزامات الدولية والعلاقات المتوترة مع الشركاء التقليديين، مما يؤدي إلى اتباع نهج قائم على المصالح في التعامل مع العلاقات بين الدول بدلًا من نهج قائم على القيم المشتركة. لقد ظهرت قوى إقليمية جديدة، تؤكد هيمنتها في مجالات اهتمامها، وهو ما يذكرنا بالقرن التاسع عشر الذي لم يكن يمكن التنبؤ بأحداثه. ومع حالة عدم اليقين التي تسود حال التغيرات الكبرى، عادة ما نلجأ لمقارنة الحاضر بالماضي، أو نستخدم القياس التاريخي لعله يساعدنا في فهم ما نتعرض له من تغيرات في أوقات الاضطرابات والتغيير. عندما لا يكون هناك إحساس واضح بالاتجاه، تساعدنا القياسات التاريخية على مواجهة القلق الحالي والتغلب على "أزمة التوجيه". إنها توفر طريقة لفهم العالم، وربط الحاضر بالماضي وجعل المواقف غير المألوفة تبدو أكثر ألفة. على سبيل المثال، تم استدعاء الحروب الصليبية، أو ما أطلق عليه مؤرخونا حروب الفرنجة، بالإضافة إلى الحقبة الاستعمارية الغربية لفهم التوحش الإسرائيلي المدعوم غربيًا. وعلى الرغم من أهمية هذه التشبيهات التاريخية، فإنها لم تسعفنا في فهم طبيعة هذه الهجمة المعاصرة التي تكتسب طبيعتها من عوامل وهياكل جديدة، ولها تأثيرات مختلفة. يشير أحد مقالات العدد إلى أن القياسات التاريخية تعتبر أدوات فكرية قيمة يمكنها المساعدة في رسم خريطة الخيارات التي يواجهها صناع السياسات. إنهم يملؤُون عالم صنع القرار بشخصيات وتفاصيل تاريخية، مما يجعل الخلافات المعقدة أكثر وضوحًا للعامة. ومع ذلك، هناك خطر يتمثل في أن صناع السياسات قد يختارون بشكل انتقائي القياسات التي تتناسب مع معتقداتهم الحالية، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. أحد أدوار القياسات التاريخية هو خلق شعور بالهوية والاتجاه. لقد خلق "العصر الحديث" أساطيره الخاصة، وهي قصة ساعدت الناس على تحديد موقعهم في الوقت المناسب، وفهم من أين أتوا وإلى أين يتجهون. إن النظر إلى الماضي يمكن أن يساعد في رسم مسار نحو المستقبل، فهو بمثابة إطار معرفي لفهم التحولات الجارية، لكنه لا يكفي وحده لرسم إستراتيجيات التأهب الممكنة للتعامل معها. خطورة النظر التاريخي وحده أنه قد يتحول إلى نبوءات مستقبلية تستدعي التاريخ بالرغم من أن التاريخ لا يكرر نفسه. في الواقع الجيوسياسي الحالي، الخوف أن تحل فينا القياسات التاريخية محل رؤى المستقبل باعتبارها الوسيلة الأساسية لمواجهة هذا التوحش غير المسبوق. يختار صناع السياسات وكثير من مثقفينا هذه القياسات بشكل انتقائي، مما قد يشكل فهمهم للأزمات ويؤثر على القرارات ومنظور التحليل، وأحيانًا ما تكون له "عواقب وخيمة". في المقابل، فلا يزال عدد من مثقفينا عالقين في حقبة الحداثة، يبشرون بصبحها الذي لم يتنفس على أوطاننا، ومتماهين مع أسئلتها وقضاياها، ولم يستطيعوا أن يتقدموا خطوات ليتحرروا من طريقة التفكير التي هيمنت عليهم لعقود. وعلى الرغم من أن منطق القياسات التاريخية يقلل إلى حد كبير من المركزية الغربية حين يجعلها أكثر تجذرًا في مجموعة متنوعة من التواريخ الوطنية، فإن هؤلاء المثقفين تسيطر عليهم هذه المركزية، ولا يرون مستقبل أوطانهم إلا فيها ومنها. على سبيل المثال، بينما قد ينظر البعض في الغرب إلى أزمة النظام الدولي الحالية على أنها عودة إلى الفاشية، قد يُنظر إليها في الصين على أنها النهاية الحاسمة لـ"قرن الإذلال" الذي عاشوه، بينما هؤلاء المثقفون ينظرون إلى سبب هزيمتنا أو نكبتنا الثانية أننا لم نحقق الحداثة التي تفككت.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
وزير الخارجية التركي: الهجري يتصرف وكأنه وكيل إسرائيل في المنطقة
عاجل | وزير الخارجية التركي: الهجري يتصرف وكأنه وكيل إسرائيل في المنطقة عاجل | وزير الخارجية التركي: على كافة المناطق في سوريا أن تدخل تحت سيطرة الحكومة المركزية في دمشق عاجل | وزير الخارجية التركي: قوى إقليمية وعلى رأسها إسرائيل لا تريد لسوريا أن تؤسس سيادتها ووحدة ترابها عاجل | وزير الخارجية التركي: على بعض الجهات والأطراف في المنطقة الكف عن التصرف وكأنها وكيلة لدول الجوار وإسرائيل عاجل | وزير الخارجية التركي: إسرائيل تسعى للإضرار بالاستقرار والأمن في سوريا والتدخل في شؤونها بذريعة حماية الدروز عاجل | وزير الخارجية التركي: نعمل مع كل الأطراف في سوريا لتأمين الاستقرار وإيقاف مخططات إسرائيل الخطرة التفاصيل بعد قليل..