
"هل وضع النبي محمد حجر الأساس لدولة سياسية دينية؟"- في صحيفة لوموند
نستهل عرض الصحف بمقال للمؤرخ المغربي، نبيل مُلين، المنشور في صحيفة لوموند الفرنسية، يتطرق خلاله إلى "قدرة النبي محمد على تأسيس إمبراطورية وحضارة يتشابك فيها الدين مع السياسية".
يقول الكاتب إنه مثل العديد من مؤسسي الأنظمة الجديدة، برز نبي الإسلام، الذي عاش في القرنين السادس والسابع الميلادي، "كشخصية تنتمي إلى المجال الديني بقدر ما تنتمي إلى المجال السياسي".
وأضاف أن النبي محمد "ظهر كواعظ وحكيم وشخص يزهد بالأمور الدنيوية وكذلك كصانع معجزات، ومشرّع ودبلوماسي وبالطبع محارب".
ويرى الكاتب أن كل هذه الصفات أدت إلى صعوبة وضعه في تصنيف دقيق واحد.
يقول الكاتب إنه "لم توجد طموحات سياسية للنبي محمد في بدايات دعوته"، موضحاً أنه اعتبر نفسه، خلال معظم الفترة المكية، مجرد" بشير" "ونذير". وكانت مهمته إقناع قومه بالعودة إلى التوحيد.
ووفقاً لكاتب المقال نبيل مُلين، "نجح النبي محمد في إقناع أقلية ضئيلة بصحة رسالته، حيث رفضه معظم أبناء قومه"، وهو الأمر الذي شكل له قناعة، "بأن الأمر يتطلب نظاماً سياسياً، وقد تواصل مع عدة جماعات، لكنه واجه رفضاً متكرراً".
ويستدرك ُملين، قائلاً إن الحل جاء من يثرب(المدينة المنورة)، حيث انضم بعض سكانها، إلى النبي محمد. ففي عام 622 استقر أوائل المسلمين في يثرب. وعُرف هذا الحدث بالهجرة، والذي كان نقطة تحول حقيقية في مسيرة النبي محمد. فقد تحول تدريجياً من "مبشر" و"نذير" إلى "قائد سياسي حقيقي".
وبمجرد وصول نبي الإسلام إلى يثرب، سعى محمد إلى ترسيخ مكانته كقائد، ونظم "المدينة الإلهية" الجديدة.
وقد عزز تنفيذ العديد من الشعائر الإسلامية كالصلاة والزكاة والصيام والحج والأُضحية، وحرص أيضاً على تطبيق الآداب الخاصة ببعض الممارسات الاجتماعية كالزواج والميراث والعقوبات والمعاملات التجارية.
كما أنه "حرم العديد من الممارسات كُمطالعة الغيب والقمار وشرب الخمر والزنا"، استناداً إلى الشريعة الإسلامية.
ويعلق الكاتب على ذلك قائلاً: "باختصار، سعى(النبي محمد) إلى إرساء قواعد السلوك الاجتماعي والديني القادر على ضمان النظام".
ويختتم الكاتب مقاله، بأن" استمرار النظام الذي أسسه النبي محمد، اضطر أتباعه إلى البحث عن نموذج آخر. ولأن العصر النبوي انتهى، سادت الملكية. وهكذا وُلدت الخلافة عام 612، بعد وفاة النبي. وقد رسّخت هذه المؤسسة بشكل قاطع وحدة السياسة والدين في الإسلام".
" ترامب لا يستطيع الوقوف في طريق نتنياهو"
ونطالع مقال رأي أخر في جريدة تلغراف البريطانية بعنوان" حتى ترامب لا يستطيع الوقوف في طريق نتنياهو"، لكون كافلين، محرر الشؤون الخارجية والدفاعية في الجريدة.
ويقول الكاتب البريطاني إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يتوقع من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة الأخير إلى واشنطن دعماً قوياً من نتنياهو لخطته لوقف إطلاق النار في غزة، كرد جميل للهجوم العسكري الإسرائيلي الأمريكي على طهران.
ويضيف الكاتب "الآن وبعد أن أجبر ترامب كل من إيران وإسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار، حوّل الرئيس الأمريكي اهتمامه إلى غزة"، مبيناً: "هذا رئيس دولة وهو يضع، في نهاية المطاف، نصب عينيه الفوز بجائزة نوبل للسلام، وكان إنهاء الحرب في غزة وحل النزاع في أوكرانيا، من أهم أهداف السياسة الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض".
ووفقاً للكاتب، أُجهضت كل جهود ترامب في أوكرانيا، بسبب عدم اهتمام بوتين الواضح بوقف إطلاق النار. كما "أن البيت الأبيض حقق نجاحاً ضئيلاً في غزة، حيث نجح في تحقيق هدنة قصيرة الأمد في القتال في وقت سابق من هذا العام"
وكان من أبرز بنود هذه الصفقة تبادل الأسرى الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسكان غزة المدنيين" المتضررين"، بحسب ما يوضح كافلين.
كما يوضح كافلين أن وقف إطلاق النار انهار في نهاية مارس/ آذار 2025، "وسط تبادل الاتهامات، حيث استأنفت إسرائيل هجومها العسكري على مسلحي حركة حماس".
ويقول الكاتب إن ترامب يعتقد، أنه بفضل تدخله الناجح في إنهاء المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، قد حان الوقت الآن للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، والذي سيكون على أساس شروط مماثلة للاتفاق السابق الذي تم تنفيذه في وقت سابق من هذا العام.
لكنه يشكك في اعتقاد ترامب هذا،"على الرغم من أنه من المتوقع أن يقبل نتنياهو بصيغة تبادل الرهائن بالسجناء، وأن يخفف القيود المفروضة على المساعدات، فإنه سوف يكون أكثر مقاومة لفكرة أي انسحاب عسكري من قطاع غزة طالما أنه لا تزال توجد بقايا من حماس".
ولذلك فإن كون كافلين يرى أن"خطر إزعاج ترامب، وإثارة واحدة من نوبات غضبه الشهيرة في المكتب البيضاوي، سيكون أحد أبرز مخاوف نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، فضلاً عن رغبته في ضمان تحقيق هدفه في نهاية المطاف بتدمير حماس في غزة".
وفي هذا السياق يوضح الكاتب البريطاني أن من بين أحد أهم نتائج الهجوم العسكري الأميركي الإسرائيلي على إيران، هو أن طهران لم تعد في وضع يسمح لها بالاستمرار في دعم أنشطة حركة حماس. "ما وضع الحركة في أضعف موقف لها منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
ويختتم الكاتب مقاله، قائلاً إنه "في ظل الوضع المتدهور الذي تعيشه حماس، سوف يظل نتنياهو ملتزما بتحقيق هدفه النهائي المتمثل في تدمير المنظمة إلى الأبد، حتى لو كان ذلك يعني إزعاج مضيفه في البيت الأبيض".
إيجاد حلول صديقة للبيئة لمواجهة موجات الحر في بريطانيا
ونختتم جولة عرض الصحف بمقال رأي في صحيفة الغارديان البريطانية، للكاتبة حنا مارتين/ بعنوان "موجات الحر القاتلة هي الواقع الجديد - نحن بحاجة إلى تحويل مدن وبلدات المملكة المتحدة لإبقائها على قيد الحياة"
وتبدأ حنا مقالها بالحديث عن الطقس الحار، الذي تشهده المملكة المتحدة بسبب التغير المناخي، وتقول إن سكان المملكة "ليسوا مستعدين على جميع المستويات لهذا النوع من الطقس"، لاسيما وأن المباني هناك شديدة الحرارة صيفاً و"مليئة بالعفن أثناء فصل الشتاء".
وتوضح الكاتبة أن أزمة المناخ تُلحق بالفعل أضراراً بالغة بالبنية التحتية العامة والخاصة، والأمر يزداد سوءاً " لاسيما وأن مدن المملكة المتحدة "غير المحمية" بنيت على "سهول فيضانية". كما أن خطوط السكة الحديد تغلق بسبب أدنى تحذير خاص بأحوال الطقس.
وتصف مارتين موجات الحر ب"القاتل الصامت"، حيث إن كبار السن والفئة الأكثر ضعفاً معرضين لخطر الموت وحدهم بداخل منازلهم.
وتقول كاتبة المقال، إنه على الرغم من أن الحل الرئيسي المُقترح هو استخدام تكييف الهواء، إلا أنه " يُفاقم آثار تغير المناخ والحرارة الشديدة على الجميع بضخ الهواء الساخن في الشوارع مع استهلاك كميات هائلة من الطاقة".
وتضيف أنه يُمكن لتكييف الهواء أن يرفع درجة حرارة المدن بأكثر من درجتين مئويتين، في حال وُجد أن "إجراءات التبريد شكلت نحو 37 بالمئة من زيادة استخدام الكهرباء في الولايات المتحدة خلال الفترة من أبريل/ نيسان إلى سبتمبر/ أيلول 2024، مقارنةً بالفترة ذاتها في العام السابق".
وتدعو الكاتبة إلى تبني حلول عملية تعمل على تخفيض انبعاث الكربون، مثل زيادة الأشجار في المدن، والاستفادة من الظل الذي توفره لإطلاق بخار الماء في الهواء وتحسين جودته.
كما تقول حنا مارتين إنه "يمكن للحكومة الاستثمار في أساليب تبريد المياه، مثل النافورات المستدامة ومنصات وحدائق الرش وحماية المسطحات المائية كالقنوات المائية ومواصلة تطبيق تدابير للحد من استخدام السيارات".
لكن مارتين توضح أنه يمكن إعطاء الأولوية لاستخدام التكيف في الأماكن الأكثر حاجةً إليه، مثل المستشفيات ودور الرعاية ووسائل النقل العام ودور الحضانة.
وتضيف الكاتبة البريطانية في نهاية مقالها، إنه يجب دعم أصحاب المنازل، وإلزام المُلاك بخفض الحرارة الداخلية في منازلهم، داعية المجالس والحكومات إلى تطوير البنية التحتية الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات ودور رعاية المسنين من خلال توفير تهوية جيدة لتجنب ارتفاع درجة حرارتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 7 ساعات
- BBC عربية
كمين مسلّح يوقع قتلى من قوة إسرائيلية قبيل لقاء "مغلق" بين نتنياهو وترامب في البيت الأبيض
أكد شهود عيان ومصادر في جهاز الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي شنّ سلسلة من الغارات العنيفة بأحزمة نارية على بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، وذلك قبل ساعات من لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وتزامنت الغارات مع أنباء عن "حادث أمني صعب" نجم عن وقوع قوات إسرائيلية في "كمين مسلح"، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. وذكر موقع (حدوشوت بزمان) الإسرائيلي بـأن هناك "أمراً خطيراً وفوضى بمكان الحدث"، موضحاً بأن رتلاً من الآليات العسكرية الإسرائيلية مرّت من فوق حقل ألغام وبعد انفجاره استُهدف بصواريخ (آر بي جي RPG). وأكد الموقع أن الاتصال فُقد بأحد الجنود بينما عُثر على جنديين قتيلين في المكان ووجود مزيد من الجنود القتلى بعضهم محترق. وأشار إلى أن المشهد يُذكّر بحادثة خان يونس التي وقعت قبل أيام، عندما قام مسلح من حماس بوضع قنبلة كبيرة داخل عربة عسكرية إسرائيلية ما أدى إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين حرقاً. وفي أول تعليق لها، قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس عبر تليغرام: "جنائز وجثث العدو ستصبح حدثاً دائماً بإذن الله طالما استمر عدوان الاحتلال وحربه المجرمة ضد شعبنا". في المقابل، أكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة مقتل 10 أشخاص وإصابة 72 جراء قصف الجيش الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في منطقة المخيم الجديد وسط القطاع. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف استهدف "بسطة" لبيع المأكولات الشعبية في شارع الصحابة بحي الدرج شرق مدينة غزة. كما شنّت طائرات إسرائيلية مسيّرة غارة على منزل بجوار مدرسة تؤوي نازحين في شارع يافا، شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين. وأفادت مصادر طبية للوكالة الفلسطينية بارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم الاثنين إلى 60 على الأقل. على طاولة واشنطن: ترامب ونتنياهو يبحثان هدنة جديدة استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدي تصميماً على وضع حد للحرب في غزة، الإثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خضّم محادثات غير مباشرة تجري في الدوحة بين إسرائيل وحماس. ويجري اللقاء بين ترامب ونتنياهو- وهو الثالث في أقل من ستة أشهر- بعيداً عن الصحافيين، حسبما أفاد البيت الأبيض. ويسعى الرئيس الأمريكي إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد وضعاً إنسانياً كارثياً بعد 21 شهراً من الحرب المدمرة. وأعلن البيت الأبيض أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون ضمن مناقشات رئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن، مشيراً إلى زيارة سيجريها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى الدوحة في وقت لاحق هذا الأسبوع من أجل المحادثات حول الاتفاق. وقال مسؤول فلسطيني إن حماس وإسرائيل استأنفتا المحادثات في قطر، بالتزامن مع وصول نتنياهو إلى واشنطن، وفقاً لوكالة فرانس برس. وسيتطرّق ترامب ونتنياهو أيضاً إلى البرنامج النووي الإيراني، بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 24 يونيو/حزيران إثر هجوم شنّته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران على إيران وشهد مشاركة الولايات المتحدة في ضرب منشآت نووية إيرانية. "المفاوضات سوف تستمر" منذ الأحد، عُقدت جولتان من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، وفق مصادر فلسطينية قريبة من المفاوضات. وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في تصريح لوكالة فرانس برس مشترطاً عدم كشف هويته "انتهت بعد ظهر اليوم الاثنين جلسة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة" لافتاً إلى أنه "لم يتم تحقيق اختراق في اللقاء الصباحي، لكن المفاوضات سوف تستمر". وأضاف أن حماس "تأمل للتوصل إلى اتفاق". والأحد، رأى ترامب أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق. وقال للصحافيين "نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، سيجري إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع". من جانبه، قال نتنياهو للصحافيين في مطار بن غوريون قبل توجهه إلى واشنطن "أعتقد أن المحادثات مع الرئيس ترامب يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعاً". وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان على المناقشات بأن الاقتراح الأخير المدعوم من الولايات المتحدة، يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، تفرج خلالها حماس عن 10 رهائن أحياء وعدة جثث، مقابل الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل. ومن بين 251 رهينة خُطفوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يزال 49 منهم محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وقد أتاحت هدنة أولى لأسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهدنة ثانية لحوالى شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأمريكية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. خطة اليوم التالي كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصاعد التوتر داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) حول خطة إقامة "مدينة إنسانية" جديدة في جنوبي قطاع غزة، تهدف إلى استيعاب غالبية سكان القطاع وعزلهم بعيداً عن مقاتلي حركة حماس. وبحسب التقرير، وجّه رئيس الوزراء نتنياهو انتقادات حادة لرئيس الأركان، إيال زامير، خلال جلسة الكابينت، يوم الأحد، واتهم الجيش بالتأخير في تنفيذ المشروع الذي تعتبره القيادة السياسية أحد أركان خطة "اليوم التالي" لما بعد الحرب في غزة. وقال نتنياهو خلال الجلسة: "لا يوجد ما ننتظره بعد، يجب التقدُّم (في المشروع)". ويجري بلورة هذا المخطط بالتوازي مع زياة نتنياهو للويالات المتحدة وكذلك بدء جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة في قطر مع حركة حماس، وينص على إقامة مدينة واسعة بين محوري فيلادلفي وموراغ جنوبي القطاع. وسوف تضم المدينة الجديدة، التي أطلقت عليها الحكومة الإسرائيلية "مدينة إنسانية"، بنية تحتية أساسية من خيام ومبان دائمة، على أن تُخصص لتجميع أكبر عدد ممكن من سكان غزة، وستكون مركز تقديم المساعدات الإنسانية التي ستدخل لاحقاً إلى القطاع. وتأمل إسرائيل أن يساهم تركيز المساعدات داخل المكان الجديد في "خلق واقع مدني جديد"، يُضعف سيطرة حماس على السكان، ويُهيئ الأرضية لتطبيق آليات تشجّع على "الهجرة الطوعية" لسكان المدينة إلى دول ثالثة. ومع هذا حذرت مصادر مطلعة على الخطة الإسرائيلية بأنها هذه الخطوة قد تثير انتقادات دولية واسعة. وتؤكد جهات في المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل أن التحضيرات على الأرض لإقامة المدينة بدأت بالفعل، معتبرين المشروع محاولة لإعادة تشكيل الواقع في غزة بعد الحرب، من خلال الجمع بين السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإدارة مدنية إنسانية بديلة لحماس. لكن المشروع، الذي يوصف داخل بعض الأوساط بأنه "كاسر للتوازن"، يثير خلافات داخلية في إسرائيل وتساؤلات حول مدى إمكانية تطبيقه عملياً، فضلاً عن تداعياته السياسية والإنسانية في الساحة الدولية.


BBC عربية
منذ 16 ساعات
- BBC عربية
"هل وضع النبي محمد حجر الأساس لدولة سياسية دينية؟"- في صحيفة لوموند
في عرض الصحف اليوم نطالع عدداً من الموضوعات، من بينها مقال يثير تساؤلاً حول دور النبي محمد في تعزيز الحكم الديني. ومقال آخر يناقش إمكانية موافقة إسرائيل على الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وأخيراً نتطرق إلى مقال يدعو إلى إيجاد حلول صديقة للبيئة لمواجهة موجات الحر في المملكة المتحدة. نستهل عرض الصحف بمقال للمؤرخ المغربي، نبيل مُلين، المنشور في صحيفة لوموند الفرنسية، يتطرق خلاله إلى "قدرة النبي محمد على تأسيس إمبراطورية وحضارة يتشابك فيها الدين مع السياسية". يقول الكاتب إنه مثل العديد من مؤسسي الأنظمة الجديدة، برز نبي الإسلام، الذي عاش في القرنين السادس والسابع الميلادي، "كشخصية تنتمي إلى المجال الديني بقدر ما تنتمي إلى المجال السياسي". وأضاف أن النبي محمد "ظهر كواعظ وحكيم وشخص يزهد بالأمور الدنيوية وكذلك كصانع معجزات، ومشرّع ودبلوماسي وبالطبع محارب". ويرى الكاتب أن كل هذه الصفات أدت إلى صعوبة وضعه في تصنيف دقيق واحد. يقول الكاتب إنه "لم توجد طموحات سياسية للنبي محمد في بدايات دعوته"، موضحاً أنه اعتبر نفسه، خلال معظم الفترة المكية، مجرد" بشير" "ونذير". وكانت مهمته إقناع قومه بالعودة إلى التوحيد. ووفقاً لكاتب المقال نبيل مُلين، "نجح النبي محمد في إقناع أقلية ضئيلة بصحة رسالته، حيث رفضه معظم أبناء قومه"، وهو الأمر الذي شكل له قناعة، "بأن الأمر يتطلب نظاماً سياسياً، وقد تواصل مع عدة جماعات، لكنه واجه رفضاً متكرراً". ويستدرك ُملين، قائلاً إن الحل جاء من يثرب(المدينة المنورة)، حيث انضم بعض سكانها، إلى النبي محمد. ففي عام 622 استقر أوائل المسلمين في يثرب. وعُرف هذا الحدث بالهجرة، والذي كان نقطة تحول حقيقية في مسيرة النبي محمد. فقد تحول تدريجياً من "مبشر" و"نذير" إلى "قائد سياسي حقيقي". وبمجرد وصول نبي الإسلام إلى يثرب، سعى محمد إلى ترسيخ مكانته كقائد، ونظم "المدينة الإلهية" الجديدة. وقد عزز تنفيذ العديد من الشعائر الإسلامية كالصلاة والزكاة والصيام والحج والأُضحية، وحرص أيضاً على تطبيق الآداب الخاصة ببعض الممارسات الاجتماعية كالزواج والميراث والعقوبات والمعاملات التجارية. كما أنه "حرم العديد من الممارسات كُمطالعة الغيب والقمار وشرب الخمر والزنا"، استناداً إلى الشريعة الإسلامية. ويعلق الكاتب على ذلك قائلاً: "باختصار، سعى(النبي محمد) إلى إرساء قواعد السلوك الاجتماعي والديني القادر على ضمان النظام". ويختتم الكاتب مقاله، بأن" استمرار النظام الذي أسسه النبي محمد، اضطر أتباعه إلى البحث عن نموذج آخر. ولأن العصر النبوي انتهى، سادت الملكية. وهكذا وُلدت الخلافة عام 612، بعد وفاة النبي. وقد رسّخت هذه المؤسسة بشكل قاطع وحدة السياسة والدين في الإسلام". " ترامب لا يستطيع الوقوف في طريق نتنياهو" ونطالع مقال رأي أخر في جريدة تلغراف البريطانية بعنوان" حتى ترامب لا يستطيع الوقوف في طريق نتنياهو"، لكون كافلين، محرر الشؤون الخارجية والدفاعية في الجريدة. ويقول الكاتب البريطاني إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يتوقع من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة الأخير إلى واشنطن دعماً قوياً من نتنياهو لخطته لوقف إطلاق النار في غزة، كرد جميل للهجوم العسكري الإسرائيلي الأمريكي على طهران. ويضيف الكاتب "الآن وبعد أن أجبر ترامب كل من إيران وإسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار، حوّل الرئيس الأمريكي اهتمامه إلى غزة"، مبيناً: "هذا رئيس دولة وهو يضع، في نهاية المطاف، نصب عينيه الفوز بجائزة نوبل للسلام، وكان إنهاء الحرب في غزة وحل النزاع في أوكرانيا، من أهم أهداف السياسة الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض". ووفقاً للكاتب، أُجهضت كل جهود ترامب في أوكرانيا، بسبب عدم اهتمام بوتين الواضح بوقف إطلاق النار. كما "أن البيت الأبيض حقق نجاحاً ضئيلاً في غزة، حيث نجح في تحقيق هدنة قصيرة الأمد في القتال في وقت سابق من هذا العام" وكان من أبرز بنود هذه الصفقة تبادل الأسرى الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسكان غزة المدنيين" المتضررين"، بحسب ما يوضح كافلين. كما يوضح كافلين أن وقف إطلاق النار انهار في نهاية مارس/ آذار 2025، "وسط تبادل الاتهامات، حيث استأنفت إسرائيل هجومها العسكري على مسلحي حركة حماس". ويقول الكاتب إن ترامب يعتقد، أنه بفضل تدخله الناجح في إنهاء المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، قد حان الوقت الآن للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، والذي سيكون على أساس شروط مماثلة للاتفاق السابق الذي تم تنفيذه في وقت سابق من هذا العام. لكنه يشكك في اعتقاد ترامب هذا،"على الرغم من أنه من المتوقع أن يقبل نتنياهو بصيغة تبادل الرهائن بالسجناء، وأن يخفف القيود المفروضة على المساعدات، فإنه سوف يكون أكثر مقاومة لفكرة أي انسحاب عسكري من قطاع غزة طالما أنه لا تزال توجد بقايا من حماس". ولذلك فإن كون كافلين يرى أن"خطر إزعاج ترامب، وإثارة واحدة من نوبات غضبه الشهيرة في المكتب البيضاوي، سيكون أحد أبرز مخاوف نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، فضلاً عن رغبته في ضمان تحقيق هدفه في نهاية المطاف بتدمير حماس في غزة". وفي هذا السياق يوضح الكاتب البريطاني أن من بين أحد أهم نتائج الهجوم العسكري الأميركي الإسرائيلي على إيران، هو أن طهران لم تعد في وضع يسمح لها بالاستمرار في دعم أنشطة حركة حماس. "ما وضع الحركة في أضعف موقف لها منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023". ويختتم الكاتب مقاله، قائلاً إنه "في ظل الوضع المتدهور الذي تعيشه حماس، سوف يظل نتنياهو ملتزما بتحقيق هدفه النهائي المتمثل في تدمير المنظمة إلى الأبد، حتى لو كان ذلك يعني إزعاج مضيفه في البيت الأبيض". إيجاد حلول صديقة للبيئة لمواجهة موجات الحر في بريطانيا ونختتم جولة عرض الصحف بمقال رأي في صحيفة الغارديان البريطانية، للكاتبة حنا مارتين/ بعنوان "موجات الحر القاتلة هي الواقع الجديد - نحن بحاجة إلى تحويل مدن وبلدات المملكة المتحدة لإبقائها على قيد الحياة" وتبدأ حنا مقالها بالحديث عن الطقس الحار، الذي تشهده المملكة المتحدة بسبب التغير المناخي، وتقول إن سكان المملكة "ليسوا مستعدين على جميع المستويات لهذا النوع من الطقس"، لاسيما وأن المباني هناك شديدة الحرارة صيفاً و"مليئة بالعفن أثناء فصل الشتاء". وتوضح الكاتبة أن أزمة المناخ تُلحق بالفعل أضراراً بالغة بالبنية التحتية العامة والخاصة، والأمر يزداد سوءاً " لاسيما وأن مدن المملكة المتحدة "غير المحمية" بنيت على "سهول فيضانية". كما أن خطوط السكة الحديد تغلق بسبب أدنى تحذير خاص بأحوال الطقس. وتصف مارتين موجات الحر ب"القاتل الصامت"، حيث إن كبار السن والفئة الأكثر ضعفاً معرضين لخطر الموت وحدهم بداخل منازلهم. وتقول كاتبة المقال، إنه على الرغم من أن الحل الرئيسي المُقترح هو استخدام تكييف الهواء، إلا أنه " يُفاقم آثار تغير المناخ والحرارة الشديدة على الجميع بضخ الهواء الساخن في الشوارع مع استهلاك كميات هائلة من الطاقة". وتضيف أنه يُمكن لتكييف الهواء أن يرفع درجة حرارة المدن بأكثر من درجتين مئويتين، في حال وُجد أن "إجراءات التبريد شكلت نحو 37 بالمئة من زيادة استخدام الكهرباء في الولايات المتحدة خلال الفترة من أبريل/ نيسان إلى سبتمبر/ أيلول 2024، مقارنةً بالفترة ذاتها في العام السابق". وتدعو الكاتبة إلى تبني حلول عملية تعمل على تخفيض انبعاث الكربون، مثل زيادة الأشجار في المدن، والاستفادة من الظل الذي توفره لإطلاق بخار الماء في الهواء وتحسين جودته. كما تقول حنا مارتين إنه "يمكن للحكومة الاستثمار في أساليب تبريد المياه، مثل النافورات المستدامة ومنصات وحدائق الرش وحماية المسطحات المائية كالقنوات المائية ومواصلة تطبيق تدابير للحد من استخدام السيارات". لكن مارتين توضح أنه يمكن إعطاء الأولوية لاستخدام التكيف في الأماكن الأكثر حاجةً إليه، مثل المستشفيات ودور الرعاية ووسائل النقل العام ودور الحضانة. وتضيف الكاتبة البريطانية في نهاية مقالها، إنه يجب دعم أصحاب المنازل، وإلزام المُلاك بخفض الحرارة الداخلية في منازلهم، داعية المجالس والحكومات إلى تطوير البنية التحتية الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات ودور رعاية المسنين من خلال توفير تهوية جيدة لتجنب ارتفاع درجة حرارتها.


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفاق
انتهت الجلسة الأولى من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في قطر دون إحراز تقدم يذكر، وفقاً لما ذكره مصدران فلسطينيان مطلعان لرويترز فجر الاثنين. ومن المُقرر أن تُستأنف المناقشات لاحقا اليوم. وقال المصدران إن الوفد الإسرائيلي لم يكن لديه تفويض كافٍ للتوصل إلى اتفاق مع حماس، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوضح أن المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في المحادثات لديهم تعليمات واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشروط تقبلها إسرائيل. من ناحيته، قال مصدر فلسطيني مطّلع لوكالة فرانس برس إن المحادثات بدأت الساعة 18:30 بتوقيت غرينيتش وتم خلالها "تبادل المواقف والإجابات عبر الوسطاء". وتركز المحادثات المتجددة على شروط اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، مع إيلاء اهتمام خاص لتفاصيل إطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين. وتسعى حماس أيضاً إلى زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والحصول على ضمانات بإنهاء دائم للحرب. وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان على المناقشات أن الاقتراح الأخير المدعوم من الولايات المتحدة، يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، تفرج خلالها حماس عن 10 رهائن أحياء وعدة جثث، مقابل الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل. بدوره، أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بوجود "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائن من غزة ووقف إطلاق النار مع حركة حماس هذا الأسبوع. وقال ترامب للصحفيين قبل مغادرته إلى واشنطن، "لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع". وأضاف أن الولايات المتحدة "تعمل على قضايا عدة مع إسرائيل"، ومن بينها "ربما اتفاق دائم مع إيران". نتنياهو: اللقاء مع ترامب "قد يُسهم" في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق للنار ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين في اشنطن. وقبيل سفره إلى واشنطن الأحد، بيّن نتنياهو أن اللقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب "قد يُسهم" في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وقال نتنياهو في إحاطة للصحفيين من أمام الطائرة التي ستُقلّه إلى واشنطن في مطار بن غوريون، إن العمل جارٍ على "إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها"، معتبراً أن المحادثة مع الرئيس ترامب "يمكن أن تُسهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي يتمناه الجميع". وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ يوم الأحد، إن نتنياهو "يحمل خلال زيارته لواشنطن مهمة هامة، وهي دفع اتفاق يُعيد جميع رهائننا إلى الوطن"، معبراً عن دعمه لهذه الجهود "دعماً كاملاً، حتى وإن شملت قرارات صعبة ومعقدة ومؤلمة". ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا يزال 49 منهم محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وقد أتاحت هدنة أولى لأسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهدنة ثانية لحوالى شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأمريكية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل معظمهم من المدنيين، في حين قُتل في غزة ما لا يقل عن 57418 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، خلال الهجوم الاسرائيلي على غزة، وفق حصيلة وزارة الصحة في القطاع.