
وعي الشباب مفتاح استقرار الأسرة ونمو المجتمع
إن وعي الشاب والفتاة اليوم بدورهما المحوري لا يقل أهمية عن الجهود المؤسسية التي توفرها الجهات الحكومية؛ إذ إن إدراكهما معنى الزواج كشراكة ومسؤولية متبادلة، وليس مجرد مناسبة اجتماعية، يغيّر الصورة النمطية المستحدثة التي تطغى أحياناً على بعض الشرائح.
لقد كان المجتمع الإماراتي منذ القدم بيئة حاضنة للزواج، داعمة وميسّرة للشباب، وكان أولياء الأمور سنداً قوياً لأبنائهم في بناء أسر مستقرة.
ومع تعاقب الأجيال وتغير أنماط الحياة، ظهرت تحديات جديدة تتطلب من الجميع، أفراداً ومؤسسات، أن يعملوا معاً لحماية هذا الكيان الاجتماعي الأصيل.
من هنا تأتي أهمية أن يستفيد كل مقبل ومقبلة على الزواج من المبادرات المتنوعة التي أُطلقت خصيصاً لهم، بدءاً من الورش الإرشادية والدورات التوعوية، مروراً بالدعم المالي المخفف للأعباء، ووصولاً إلى برامج المتابعة والإرشاد الأسري.
مثل هذه الفرص لا تحقق أثرها الكامل إلا إذا التزم الشاب والفتاة بترجمتها إلى سلوك عملي، ونمط حياة مستقر يقوم على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل.
إن بناء حياة أسرية هادئة وآمنة تملؤها الطمأنينة والاستقرار والثبات، ليس حلماً بعيد المنال، بل هو ثمرة مباشرة لمدى استعداد جيل اليوم لتحمّل المسؤولية، ووعيهم بأهمية التربية السليمة للنشء ليكون قوياً وسليماً صحياً ونفسياً، مستعداً لبناء المستقبل ومواجهة تحدياته.
إن وعي الشباب والشابات اليوم هو الخطوة الأولى لصناعة غدٍ أفضل، وهم الجسر الحقيقي الذي تصل به هذه المبادرات إلى غاياتها الكبرى؛ أسرة إماراتية متماسكة ومستقبل زاهر للوطن.
ومن الجميل أن يردّ كل فرد هذا العطاء بتطبيق هذه المبادرات ونشرها بين أسرته ومحيطه، ليسهم في إحياء العادات الأصيلة والقيم النبيلة التي ظلّت على الدوام سرّ تماسك المجتمع الإماراتي واستقراره.
*خبيرة شؤون تعليم ومجتمع
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
«تاريخ الحرف والحركة».. تحولات وجماليات
ويسلط المعرض الضوء على أبرز المحطات المفصلية في تطور الكتابة العربية، ويبرز دور المصحف الشريف في الدفع نحو تحسين أدوات الكتابة وضبط النطق والقراءة. وقالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة: «يأتي معرض (تاريخ الحرف والحركة) في سياق جهود مكتبات الشارقة لتعريف الجمهور بتاريخ فني ومعرفي عريق، يتمثل في تطور الكتابة العربية».


الإمارات اليوم
منذ 11 ساعات
- الإمارات اليوم
ملتقى حول مواقع العين الثقافية
اختتمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بنجاح «الملتقى التوعوي حول مواقع العين الثقافية» حفيت، هيلي، بدع بنت سعود، ومناطق الواحات، المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي عُقدت فعالياته في مسرح بلدية مدينة العين. وتندرج هذه الفعالية ضمن خطة الدائرة التوعوية حول مواقع التراث العالمي في العين، إذ تُجسد هذه المبادرة المحورية الالتزام بحماية وتطوير التراث الغني في مدينة العين والمناطق المحيطة به وتنميته بأسلوب مسؤول ومستدام. صُمم المنتدى بهدف تعزيز الوعي بأهمية مواقع التراث العالمي وتطويرها لدى مكاتب الاستشارات الهندسية والمقاولين المحتملين، حيث سلط الضوء على أهمية هذه المواقع وتوضيح الأطر القانونية والتنظيمية التي تحكمها. وركز المنتدى بشكل بارز على المواقع الثقافية في مدينة العين، والتي تُعد حتى الآن الموقع الوحيد المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في دولة الإمارات، مُفصّلاً أهميتها التاريخية والأثرية والاجتماعية وغير المادية والمعمارية والثقافية الغنية. ومن خلال تزويد الحضور بإرشادات واضحة حول الأطر التنظيمية ومتطلبات التصميم، أسهم المُلتقى في تعزيز الشعور المشترك بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هوية مدينة العين. ويسهم هذا الجهد المتخصص في ضمان توافق جميع مشاريع التطوير مع سياسات الحفظ والصون، ما يدعم مكانة أبوظبي المستمرة واحدة من أفضل المدن الثقافية في العالم.


الإمارات اليوم
منذ 11 ساعات
- الإمارات اليوم
وعي الشباب مفتاح استقرار الأسرة ونمو المجتمع
لم تعد مبادرات دعم الزواج في الإمارات تقتصر على تقديم المساعدات المالية أو المنح، بل باتت رؤية الدولة أعمق من ذلك من خلال الاستثمار في وعي الشباب والشابات المقبلين على الزواج، فهو المفتاح الحقيقي لاستقرار الأسرة ونمو المجتمع، وهم الأساس والهدف لكل البرامج والمبادرات الموجّهة إليهم، مثل «نمو» و«مديم» وغيرهما من المبادرات التي تحرص على استقرار الأسرة الإماراتية. إن وعي الشاب والفتاة اليوم بدورهما المحوري لا يقل أهمية عن الجهود المؤسسية التي توفرها الجهات الحكومية؛ إذ إن إدراكهما معنى الزواج كشراكة ومسؤولية متبادلة، وليس مجرد مناسبة اجتماعية، يغيّر الصورة النمطية المستحدثة التي تطغى أحياناً على بعض الشرائح. لقد كان المجتمع الإماراتي منذ القدم بيئة حاضنة للزواج، داعمة وميسّرة للشباب، وكان أولياء الأمور سنداً قوياً لأبنائهم في بناء أسر مستقرة. ومع تعاقب الأجيال وتغير أنماط الحياة، ظهرت تحديات جديدة تتطلب من الجميع، أفراداً ومؤسسات، أن يعملوا معاً لحماية هذا الكيان الاجتماعي الأصيل. من هنا تأتي أهمية أن يستفيد كل مقبل ومقبلة على الزواج من المبادرات المتنوعة التي أُطلقت خصيصاً لهم، بدءاً من الورش الإرشادية والدورات التوعوية، مروراً بالدعم المالي المخفف للأعباء، ووصولاً إلى برامج المتابعة والإرشاد الأسري. مثل هذه الفرص لا تحقق أثرها الكامل إلا إذا التزم الشاب والفتاة بترجمتها إلى سلوك عملي، ونمط حياة مستقر يقوم على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل. إن بناء حياة أسرية هادئة وآمنة تملؤها الطمأنينة والاستقرار والثبات، ليس حلماً بعيد المنال، بل هو ثمرة مباشرة لمدى استعداد جيل اليوم لتحمّل المسؤولية، ووعيهم بأهمية التربية السليمة للنشء ليكون قوياً وسليماً صحياً ونفسياً، مستعداً لبناء المستقبل ومواجهة تحدياته. إن وعي الشباب والشابات اليوم هو الخطوة الأولى لصناعة غدٍ أفضل، وهم الجسر الحقيقي الذي تصل به هذه المبادرات إلى غاياتها الكبرى؛ أسرة إماراتية متماسكة ومستقبل زاهر للوطن. ومن الجميل أن يردّ كل فرد هذا العطاء بتطبيق هذه المبادرات ونشرها بين أسرته ومحيطه، ليسهم في إحياء العادات الأصيلة والقيم النبيلة التي ظلّت على الدوام سرّ تماسك المجتمع الإماراتي واستقراره. *خبيرة شؤون تعليم ومجتمع لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه