logo
ثمن الابتكار: هل يدفع الكوكب فاتورة الذّكاء الاصطناعي؟

ثمن الابتكار: هل يدفع الكوكب فاتورة الذّكاء الاصطناعي؟

النهارمنذ 3 أيام
يشهد العالم طفرة متسارعة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يضع مراكز البيانات في صلب هذه الثورة الرقمية. لكن هذا التوسع لا يأتي دون ثمن بيئي باهظ. إذ تشير التقديرات إلى أن تطوّر الذكاء الاصطناعي حتى عام 2030 سيؤدي إلى زيادة هائلة في استهلاك الطاقة، ما يفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية والبيئة العالمية.
في عام 2023، كانت مراكز البيانات مسؤولة عن نحو 2% من الطلب العالمي على الكهرباء. ومع تزايد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المعتمدة على البيانات الضخمة، يتوقع أن يرتفع استهلاك الطاقة بنسبة 80% عالمياً بين عامي 2022 و2026. أما في الاتحاد الأوروبي، فقد تصل الزيادة إلى 60% بحلول عام 2030. ويُتوقّع أن يرتفع إجمالي استهلاك مراكز البيانات من 524 تيراواط/ساعة في 2023 إلى 1743 تيراواط/ساعة بحلول 2030، وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية".
في حديث لـ"النهار"، اعتبر ال دكتور محمد الكيالي ، رئيس الاتحاد الدولي للتكنولوجيا والاتصالات IFGICT، أن "الفرق جوهري عن مراكز البيانات التقليدية أنها لا تتطلب كثافة الطاقة نفسها المطلوبة لمعالجة الذكاء الاصطناعي، فمراكز البيانات المخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة تتميز بكثافة طاقة أعلى بكثير، والسبب هو طبيعة العمليات الحسابية حيث تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ينطوي على بلايين من العمليات الحسابية المتوازية والمعقدة التي تستمر لأيام أو حتى أسابيع، وهذا يتطلب آلافاً من الـGPUs التي تستهلك طاقة أعلى بكثير من وحدات المعالجة المركزية الـCPUs التقليدية، ما يزيد كثيراً من إجمالي استهلاك الطاقة".
استثمارات ضخمة من عمالقة التكنولوجيا
أدركت كبرى شركات التكنولوجيا أهمية توسيع مراكز البيانات لمواكبة هذا النمو، واستجابت باستثمارات ضخمة. فقد أعلنت "مايكروسوفت"، التي توفر البنية التحتية لـ"أوبن أيه آي"، عن خطط لاستثمار 100 مليار دولار خلال خمس سنوات، بإضافة 200 ميغاواط من القدرة شهرياً. وبدورها، تعتزم كل من "غوغل" و"أمازون" الاستثمار بمبالغ مشابهة لتوسعة قدراتها في دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لـ"فوربس".
إضافةً إلى استهلاك الطاقة، تمثل عملية تصنيع المعدات، مثل وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، عبئاً بيئياً آخر. على سبيل المثال، أعلنت "إنفيديا"عن بيع ما يُقدّر بمليوني وحدة من وحدات H100 خلال 2024، ويبلغ متوسط ​​استهلاكها للطاقة 700 واط، ما يُنتج طلباًَ إضافياً على الطاقة يتجاوز 12 تيراواط/ساعة سنوياً. كما أن إنتاج كل خادم "Server" يولّد نحو 1300 كغ من ثاني أوكسيد الكربون. ويُفاقم الأمر أن عمر هذه الأجهزة لا يتعدى 2 إلى 3 سنوات، مع تحديثات سنوية متكررة.
في هذا السياق، تبرز الإمارات كنموذج رائد في الحد من الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي، من خلال تبنيها استراتيجيات طموحة لتعزيز الاستدامة في البنية التحتية الرقمية. فقد حرصت الإمارات على تطوير مراكز بيانات تعمل بالطاقة المتجددة، مثل "مركز البيانات الأخضر" في دبي الذي يستخدم الطاقة الشمسية لتشغيل عملياته. كما تسعى الدولة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن خططها البيئية، من خلال استخدام هذه التقنيات في تحسين كفاءة الطاقة ومراقبة الانبعاثات.
ضمن هذا المنظور، شدد الدكتور الكيالي على "ضرورة وضع سياسات ومعايير تنظيمية دولية للحد من الأثر البيئي للمراكز، إذ يجب أن تتضمن هذه المعايير متطلبات للإبلاغ عن استهلاك الطاقة والانبعاثات وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة وتحديد مستويات الكفاءة. حيث يمكن للسياسات الدولية المستوحاة من معايير اتحاد IFGICT، أن تضمن النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي وسيره جنباً إلى جنب مع الالتزام القوي بالاستدامة البيئية".
ولفت إلى أن "الطاقة المتجددة هي حجر الزاوية في التخفيف من التأثير البيئي المتزايد لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، لذلك تحويل مصادر الطاقة لهذه المراكز نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية يمكن أن يقلل كثيراً من الانبعاثات الكربونية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب التقنيات الجديدة دوراً حيوياً بأسلوب آخر، نحن نتحدث عن ابتكارات في كفاءة الأجهزة مثل تطوير شرائح ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وهذا قد بدأ منذ زمن قريب".
إن مسار تطوير الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع رؤية بيئية مسؤولة. هذه الرحلة نحو "ذكاء اصطناعي مستدام" ليست سهلة، لكنها ضرورية لضمان ألا يتحوّل التقدم التكنولوجي إلى كارثة بيئية. إن توازناً ذكياً بين الابتكار والوعي البيئي هو ما سيسمح للتقنيات المتقدمة بخدمة البشرية دون الإضرار بكوكبها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شكوى تُهدّد طموحات "غوغل" حول الذكاء الاصطناعي
شكوى تُهدّد طموحات "غوغل" حول الذكاء الاصطناعي

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

شكوى تُهدّد طموحات "غوغل" حول الذكاء الاصطناعي

تلقّت شركة ألفابت شكوى من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار بشأن "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" من مجموعة من الناشرين المستقلين، الذين طلبوا أيضاً اتخاذ إجراء مؤقت لمنع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بهم، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها رويترز. "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" من غوغل هي ملخصات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تظهر فوق الروابط التقليدية لصفحات الويب ذات الصلة، وتُعرض للمستخدمين في أكثر من 100 دولة. بدأت الشركة بإضافة إعلانات إلى "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" في مايو/أيار الماضي. تُقدم الشركة أكبر رهان لها بدمج الذكاء الاصطناعي في البحث، لكن هذه الخطوة أثارت مخاوف بعض موفري المحتوى، مثل الناشرين. وثيقة تحالف الناشرين المستقلين، المؤرخة في 30 يونيو/حزيران، تتضمّن شكوى إلى المفوضية الأوروبية، وتزعم أن الشركة تُسيء استخدام نفوذها السوقي في البحث عبر الإنترنت. ذكرت الوثيقة أن "خدمة محرّك البحث الأساسي لغوغل تُسيء استخدام محتوى الويب لأغراض عرض البيانات المُدمجة في الذكاء الاصطناعي من غوغل في البحث، ما تسبب، ولا يزال، بأضرار جسيمة للناشرين، بمن فيهم ناشرو الأخبار، من حيث انخفاض عدد الزيارات والقراء وخسارة الإيرادات". وأفادت الوثيقة أن غوغل تضع بياناتها المُدمجة في الذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة نتائج البحث العامة لعرض ملخصاتها الخاصة المُنشأة باستخدام مواد الناشر، وتزعم أن هذا الترتيب يُضرّ بالمحتوى الأصلي للناشرين. وجاء في الشكوى: "لا يملك الناشرون الذين يستخدمون بحث غوغل خيار إلغاء الاشتراك في استيعاب موادّهم لتدريب نموذج اللغة الكبير للذكاء الاصطناعي من غوغل و/أو الزحف للحصول على ملخصات، دون فقدان قدرتهم على الظهور في صفحة نتائج البحث العامة لغوغل". ومن جهتها، رفضت المفوّضية التعليق. وأكدت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة تسلّم الشكوى. وأفادت غوغل أنها تُرسل مليارات النقرات إلى مواقع الويب يومياً. صرّح متحدث باسم الشركة قائلاً: "تُمكّن تجارب الذكاء الاصطناعي الجديدة في البحث المستخدمين من طرح المزيد من الأسئلة، ما يُتيح فرصاً جديدة لاكتشاف المحتوى والشركات". يُشير موقع تحالف الناشرين المستقلين إلى أنه مُجتمع غير ربحي يُدافع عن الناشرين المُستقلين، دون أن يُسمّيهم. ووقّعت على الشكوى كلٌّ من حركة الإنترنت المفتوحة، التي تضمّ مُعلنين وناشرين رقميين، وشركة فوكسغلوف القانونية البريطانية غير الربحية، التي تُدافع عن العدالة في عالم التكنولوجيا. وأكدتا ضرورة اتخاذ إجراء مؤقت لمنع إلحاق ضرر جسيم لا يُمكن إصلاحه بالمنافسة، ولضمان الوصول إلى الأخبار. وقال المتحدث باسم غوغل: "الحقيقة هي أن المواقع الإلكترونية يُمكن أن تكسب أو تفقد حركة المرور لأسباب مُختلفة، بما في ذلك الطلب الموسمي، واهتمامات المستخدمين، والتحديثات الخوارزمية المُنتظمة لمحرك البحث". وقالت روزا كيرلينغ، المديرة التنفيذية المُشاركة لفوكسغلوف، إن الصحافيين والناشرين يواجهون وضعاً مُزرياً. وأضافت لرويترز: "تواجه الأخبار المستقلة تهديداً وجودياً: نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي من غوغل". وقد قدمت المجموعات الثلاث شكوى مماثلة وطلباً باتخاذ إجراء مؤقت إلى هيئة المنافسة البريطانية.

الاتحاد الأوروبي يؤكد استمرار خطة تشريعات الذكاء الاصطناعي في موعدها
الاتحاد الأوروبي يؤكد استمرار خطة تشريعات الذكاء الاصطناعي في موعدها

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

الاتحاد الأوروبي يؤكد استمرار خطة تشريعات الذكاء الاصطناعي في موعدها

أكد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة أنه لن يؤجل الجدول الزمني المقرر لتطبيق تشريعات الذكاء الاصطناعي التاريخية، وذلك في مواجهة حملة ضغط قوية تقودها أكثر من مئة شركة تكنولوجيا كبرى تسعى لإبطاء تنفيذ القانون داخل دول الاتحاد، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". من بين هذه الشركات التي طالبت بتأجيل تنفيذ القانون، ظهرت أسماء بارزة مثل Alphabet المالكة لجوجل، و Meta، و Mistral AI، وASML. وحذرت هذه الشركات من أن الإسراع في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي قد يضر بقدرة أوروبا على المنافسة في هذا القطاع شديد التطور والسرعة. لا تأجيل ولا فترة سماح وفي رد رسمي، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس رينييه: "لقد اطلعت بالفعل على العديد من التقارير والرسائل والمواقف بشأن قانون الذكاء الاصطناعي. دعوني أكون واضحًا تمامًا: لا يوجد وقف للساعة. لا توجد فترة سماح. لا يوجد تأجيل". تشريعات قائمة على تقييم المخاطر يعتمد قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي على نهج تنظيمي قائم على تقييم المخاطر. ويحظر عددًا من التطبيقات المصنفة على أنها "تشكل خطرًا غير مقبول"، مثل تقنيات التلاعب السلوكي المعرفي أو أنظمة التقييم الاجتماعي. أما التطبيقات المصنفة ضمن "المخاطر العالية"، فتشمل تقنيات مثل التعرف على الوجه والقياسات الحيوية، أو استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة مثل التعليم والتوظيف. ويتوجب على مطوري هذه الأنظمة تسجيل تطبيقاتهم رسميًا والامتثال لمتطلبات صارمة لإدارة الجودة والمخاطر للحصول على إذن بالتسويق داخل السوق الأوروبية. في المقابل، تُصنف تطبيقات مثل روبوتات الدردشة (chatbots) ضمن فئة "المخاطر المحدودة"، وتخضع فقط لمتطلبات شفافية أقل صرامة. دخول تدريجي للقانون حتى 2026 بدأ الاتحاد الأوروبي بالفعل في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي منذ العام الماضي بشكل تدريجي، على أن تدخل القواعد الكاملة حيز التنفيذ بحلول منتصف عام 2026، مما يجعل أوروبا أول كيان عالمي يُطبق نظامًا تشريعيًا شاملاً لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل حدوده.

روبوتات دردشة من ميتا تراسلك وتتذكر اهتماماتك.. 10 هواتف ذكية قادمة في شهر يوليو 2025
روبوتات دردشة من ميتا تراسلك وتتذكر اهتماماتك.. 10 هواتف ذكية قادمة في شهر يوليو 2025

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

روبوتات دردشة من ميتا تراسلك وتتذكر اهتماماتك.. 10 هواتف ذكية قادمة في شهر يوليو 2025

نشر موقع "صدى البلد"، مجموعة من الموضوعات الخاصة بأحدث أخبار التكنولوجيا خلال الساعات الماضية، تناولت أخبارا وتقارير عن أحدث التقنيات، نستعرض أبرزها فيما يلي: سلسلة اختراقات تطال علامات فاخرة في كوريا.. ولويس فويتون الأحدث أعلنت شركة لويس فويتون في كوريا أنها تعرضت لهجوم إلكتروني أدى إلى تسريب بيانات عملاء، لتنضم بذلك إلى قائمة من العلامات الفاخرة التي شهدت حوادث مماثلة مؤخرا، مثل ديور، وتيفاني، وكارتييه. أبرمت شركة OpenAI اتفاقا مع أوراكل Oracle لاستئجار قدرة حوسبية هائلة تبلغ 4.5 جيجاواط، في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 30 مليار دولار سنويا، مما يجعلها واحدة من أكبر اتفاقيات الحوسبة السحابية في تاريخ الذكاء الاصطناعي. أطلقت شركة هونر HONOR، جهاز اللابتوب MagicBook Art 14 (2025) في الصين، والذي يتميز بتصميم عصري ومتين بفضل هيكله المصنوع من سبيكة المغنيسيوم المعتمدة في صناعة الفضاء، ويزن 1.03 كجم فقط ويبلغ سمكه 11.5 مم. تخيل أنك تتبادل الرسائل مع أصدقائك عبر تطبيق ماسنجر أو واتساب، وفجأة يصلك إشعار برسالة غير متوقعة من روبوت دردشة آلي يعشق الأفلام. شهد شهر يونيو عام 2025 إصدار مجموعة واسعة و جاء الهواتف الذكية التي استهدفت مختلف الفئات السعرية، حيث جاءت الخيارات الاقتصادية مثل موتورولا Edge 60 وInfinix GT 30 Pro، مرورا بالأجهزة المتوسطة المتقدمة مثل بوكو F7 وVivo T4 Ultra، ووصولا إلى هواتف رائدة مدمجة مثل ون بلس 13s. أطلق مطور ألماني يدعى سيباستيان فوجلسانج تطبيقا جديدا يدعى Flashes، وهو بديل بصري لتطبيق إنستجرام، لكنه مبني على شبكة بلوسكاي Bluesky الاجتماعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store