logo
يوحنا العاشر يازجي من دراسة الهندسة إلى الخدمة الكنسية

يوحنا العاشر يازجي من دراسة الهندسة إلى الخدمة الكنسية

الجزيرةمنذ 12 ساعات

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، شغل منصب المرجعية الدينية الأعلى للمسيحيين الأرثوذكس في سوريا ، ويُعد أرفع شخصية كنسية مسيحية في البلاد. يحمل الترتيب 158 في سلسلة بطاركة الكرسي الأنطاكي، وانتُخب في ديسمبر/كانون الأول 2012، وتسلّم مهامه رسميا في 10 فبراير/شباط 2013.
المولد والنشأة
وُلد يوحنا العاشر يازجي عام 1955 في مدينة اللاذقية بسوريا، ونشأ وترعرع في كنف عائلة أرثوذكسية مثقفة، تُعلي من شأن العلم والمعرفة، وتربّى مع إخوته الثلاثة في بيئة أسهمت في تشكيل مسيرته التعليمية والفكرية.
والدته لبنانية تُدعى روزه موسى، تنحدر من محافظة عكار شمال لبنان ، أما والده مناح يازجي، فهو شاعر سوري وأستاذ في اللغة العربية.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى تعليمه المدرسي في مسقط رأسه، وكان من ضمن الطلاب المتميزين دراسيا طوال فترات دراسته. وفي أوائل سبعينيات القرن الـ20، التحق بجامعة تشرين في اللاذقية، ونال منها درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية.
انطلاقا من رغبته في تكريس حياته للخدمة الكنسية، قرر الانتقال إلى دراسة اللاهوت، فالتحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي التابع لجامعة البلمند في لبنان. وهناك تلقى تعليما لاهوتيا متكاملا، أساسيا ومتقدما، وتخرج عام 1978.
لاحقا، أكمل دراساته العليا في التخصص ذاته بجامعة سالونيك في اليونان، متوجا مساره الأكاديمي بالحصول على شهادة الدكتوراه عام 1983، بأطروحة تحت عنوان "خدمة المعمودية المقدسة-دراسة تاريخية ولاهوتية وليتورجية".
أثناء إقامته في اليونان، حصل أيضا على شهادة في الموسيقى الكنسية من المعهد العالي للموسيقى البيزنطية في سالونيك عام 1981، كما أسس مدرسة لتعليم الترتيل البيزنطي، وتولى تدريب الجوقات الشبابية وشارك في فعاليات روحية عدة.
المسيرة الكنسية
بدأت المسيرة الكنسية ليوحنا العاشر عام 1979، حين رسّمه المطران يوحنا منصور شمّاسا على يد مطران اللاذقية للروم الأرثوذكس في سوريا، ثم جرى تعيينه كاهنا في أبرشية اللاذقية عام 1983.
في 1981 بدأ تدريس مادة الليتورجيا في جامعة البلمند، وتولى لاحقا عمادة الكلية اللاهوتية فيها بين عامي 1988 و1990.
في الفترة بين 1993 و2005، ترأس دير القديس جاورجيوس الحميراء في وادي النصارى بسوريا، وأسّس فيه مدرسة للتنشئة الإكليريكية لتأهيل الكهنة. كما أسهم في الفترة ذاتها في تأسيس "دير السيدة" للراهبات في بلمانا بمحافظة طرطوس.
عاد لتولي عمادة الكلية اللاهوتية مجددا في الفترة بين 2001 و2005، بالتوازي مع رئاسته دير سيدة البلمند البطريركي.
عام 1995، انتُخب أسقفا على أبرشية وادي النصارى، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2008، ثم اختاره المجمع الأنطاكي أسقفا على أبرشية أوروبا التي بقي على رأسها حتى انتخابه بطريركا عام 2012.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2012، اختير يوحنا العاشر يازجي بطريركا على "أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس"، خلفا للبطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم، الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه.
جاء انتخابه في مجمع كنسي شارك فيه 18 أسقفا، فيما تغيّب اثنان لأسباب صحية. وقد حصل يوحنا العاشر على 12 صوتا في الجولة الثانية من التصويت، مما حسم النتيجة لصالحه في مجمع انتخابي وُصف بـ"القصير والحاسم".
تسلّم البطريرك الجديد مهامه رسميا يوم 10 فبراير/شباط 2013، في حفل تنصيب أُقيم في "كنيسة الصليب المقدس" بحي القصاع في دمشق، بحضور عدد من البطاركة ورؤساء الكنائس، بمن فيهم البطريرك غريغوريوس الثالث لحام (الروم الملكيين الكاثوليك)، والبطريرك بشارة بطرس الراعي (الموارنة).
وقد وجّه البابا السابق " بنديكت السادس عشر" رسالة تهنئة للبطريرك الجديد، بينما مثّل الدولة السورية في الحفل رئيس مجلس الشعب آنذاك محمد جهاد اللحام، إلى جانب عدد من الوزراء، وحضور دبلوماسي محدود بسبب إغلاق العديد من السفارات في دمشق إثر اندلاع الثورة السورية.
عقب 3 أيام، أُقيم قداس احتفالي آخر في بيروت بمناسبة التنصيب، حضره رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك ميشال سليمان ، وعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين.
موقفه من الثورة السورية
في البداية امتنع البطريرك عن اتخاذ موقف سياسي مؤيد لأي طرف من أطراف الثورة السورية، مؤكدا أن "دور المسيحيين يتمثل في أن يكونوا جسرا للتواصل بين الأطراف المتنازعة".
وشدّد في مواقفه العلنية على "قِيَم الحرية والعدالة الاجتماعية"، رافضا "العنف والقتل بأي صورة كانت أو تحت أي ذريعة".
كما دعا إلى "الحوار بين الفرقاء للوصول إلى حل سياسي للأزمة"، معتبرا أن "الحوار والمخرج السياسي هما طريق الخلاص لسوريا".
ورغم حياده المعلن، التزم البطريرك بالتقاليد البروتوكولية المتبعة، ففي ديسمبر/كانون الأول 2012، زار الرئيس المخلوع بشار الأسد مباشرة بعد تنصيبه.
وفي أغسطس/آب 2014، أثناء قداس في دير القديس جاورجيوس الحميراء، أدلى بتصريحات أثارت الجدل، إذ أشار إلى أن "سوريا صامدة بقيادة بشار الأسد وشعبها وجيشها"، مؤكدا على "أهمية الوحدة الوطنية ورفض أي محاولة لفرز المجتمع طائفيا"، كما ختم بتوجيه دعاء لحماية الرئيس وأمن البلاد.
لاحقا، في مايو/أيار 2024، زار البطريرك النصب التذكاري ل حافظ الأسد ، ودوّن في سجل التعازي كلمات تقدير أثنى فيها على أسلوبه في الحكم، واصفا إياه بـ"رجل الدولة والإستراتيجي" الذي أسهم، بحسب تعبيره، في "تحقيق الاستقرار الوطني وإعلاء شأن الكرامة السورية".
تفجير كنيسة مار إلياس
في 22 يونيو/حزيران 2025، استهدف تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق وأودى بحياة 25 مسيحيا، وجهت عقبه الحكومة السورية أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وأثناء مراسم تشييع الضحايا التي أُقيمت في 24 من الشهر نفسه بكنيسة الصليب بالعاصمة، وجّه البطريرك يوحنا العاشر يازجي انتقادا علنيا للحكومة السورية، ووصف الهجوم بأنه "مجزرة وجريمة نكراء تمس جوهر النسيج السوري".
وشدّد البطريرك على "تحمل الحكومة كامل المسؤولية عن التقصير في حماية المواطنين، ولا سيما أبناء الطائفة المسيحية أثناء أدائهم الشعائر الدينية"، لافتا إلى غياب أي مسؤول حكومي عن موقع الهجوم بعد وقوعه، على الرغم من حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قباوات إضافة إلى وزير الطوارئ وإدارة الكوارث ومحافظ دمشق وغيرهم من المسؤولين الأمنيين وغير الأمنيين.
منشوراته بين الترجمة والتأليف
أولى البطريرك يوحنا العاشر يازجي اهتماما خاصا بالليتورجيا الأرثوذكسية، إذ أشرف على ترجمة عدد مهم من كتب الطقوس الكنسية إلى اللغة العربية ، بهدف تطوير النصوص الليتورجية وتيسير استخدامها في الكنائس الناطقة بالعربية.
إلى جانب ذلك، ألّف كتبا عدة وكتب مقالات وألقى محاضرات أكاديمية في منتديات دينية ومؤتمرات دولية متخصصة، تناولت موضوعات تتعلق أساسا باللاهوت والموسيقى والليتورجيا الأرثوذكسية.
ومن أبرز مؤلفاته ما يلي:
خدمة المعمودية المقدسة-دراسة تاريخيّة ولاهوتية وليتورجية، جامعة سالونيك عام 1983 (رسالة الدكتوراه باللغة اليونانية).
مبادئ الموسيقى البيزنطية، جامعة البلمند عام 1990 (طبعت منه طبعة ثانية عام 2001).
سيرة القديس نكتاريوس العجائبي، اللاذقية عام 1990.
الكهنوت وزواج الإكليروس، اللاذقية عام 1990.
المعمودية سر الدخول إلى الحياة في المسيح، اللاذقية عام 1992.
خدمة الكهنة، دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي عام 2001 (طبعت منه طبعة ثانية منقحة عام 2005).
سلسلة الدراسات الليتورجية المؤلفة من 6 أجزاء.
أبرز ترجماته إلى اللغة العربية:
"حياة أمنا البارة مكرينا"، للقديس غريغوريوس النيصصي، سلسلة "القدّيسين"، منشورات النور لعام 1984.
"فصول في الصلاة والحياة الروحية"، للقديس أفغاريوس البنطي والقديس مرقس النّاسك، ضمن سلسلة "آباء الكنيسة" لعام 1990.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يوحنا العاشر يازجي من دراسة الهندسة إلى الخدمة الكنسية
يوحنا العاشر يازجي من دراسة الهندسة إلى الخدمة الكنسية

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

يوحنا العاشر يازجي من دراسة الهندسة إلى الخدمة الكنسية

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، شغل منصب المرجعية الدينية الأعلى للمسيحيين الأرثوذكس في سوريا ، ويُعد أرفع شخصية كنسية مسيحية في البلاد. يحمل الترتيب 158 في سلسلة بطاركة الكرسي الأنطاكي، وانتُخب في ديسمبر/كانون الأول 2012، وتسلّم مهامه رسميا في 10 فبراير/شباط 2013. المولد والنشأة وُلد يوحنا العاشر يازجي عام 1955 في مدينة اللاذقية بسوريا، ونشأ وترعرع في كنف عائلة أرثوذكسية مثقفة، تُعلي من شأن العلم والمعرفة، وتربّى مع إخوته الثلاثة في بيئة أسهمت في تشكيل مسيرته التعليمية والفكرية. والدته لبنانية تُدعى روزه موسى، تنحدر من محافظة عكار شمال لبنان ، أما والده مناح يازجي، فهو شاعر سوري وأستاذ في اللغة العربية. الدراسة والتكوين العلمي تلقى تعليمه المدرسي في مسقط رأسه، وكان من ضمن الطلاب المتميزين دراسيا طوال فترات دراسته. وفي أوائل سبعينيات القرن الـ20، التحق بجامعة تشرين في اللاذقية، ونال منها درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية. انطلاقا من رغبته في تكريس حياته للخدمة الكنسية، قرر الانتقال إلى دراسة اللاهوت، فالتحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي التابع لجامعة البلمند في لبنان. وهناك تلقى تعليما لاهوتيا متكاملا، أساسيا ومتقدما، وتخرج عام 1978. لاحقا، أكمل دراساته العليا في التخصص ذاته بجامعة سالونيك في اليونان، متوجا مساره الأكاديمي بالحصول على شهادة الدكتوراه عام 1983، بأطروحة تحت عنوان "خدمة المعمودية المقدسة-دراسة تاريخية ولاهوتية وليتورجية". أثناء إقامته في اليونان، حصل أيضا على شهادة في الموسيقى الكنسية من المعهد العالي للموسيقى البيزنطية في سالونيك عام 1981، كما أسس مدرسة لتعليم الترتيل البيزنطي، وتولى تدريب الجوقات الشبابية وشارك في فعاليات روحية عدة. المسيرة الكنسية بدأت المسيرة الكنسية ليوحنا العاشر عام 1979، حين رسّمه المطران يوحنا منصور شمّاسا على يد مطران اللاذقية للروم الأرثوذكس في سوريا، ثم جرى تعيينه كاهنا في أبرشية اللاذقية عام 1983. في 1981 بدأ تدريس مادة الليتورجيا في جامعة البلمند، وتولى لاحقا عمادة الكلية اللاهوتية فيها بين عامي 1988 و1990. في الفترة بين 1993 و2005، ترأس دير القديس جاورجيوس الحميراء في وادي النصارى بسوريا، وأسّس فيه مدرسة للتنشئة الإكليريكية لتأهيل الكهنة. كما أسهم في الفترة ذاتها في تأسيس "دير السيدة" للراهبات في بلمانا بمحافظة طرطوس. عاد لتولي عمادة الكلية اللاهوتية مجددا في الفترة بين 2001 و2005، بالتوازي مع رئاسته دير سيدة البلمند البطريركي. عام 1995، انتُخب أسقفا على أبرشية وادي النصارى، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2008، ثم اختاره المجمع الأنطاكي أسقفا على أبرشية أوروبا التي بقي على رأسها حتى انتخابه بطريركا عام 2012. وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2012، اختير يوحنا العاشر يازجي بطريركا على "أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس"، خلفا للبطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم، الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه. جاء انتخابه في مجمع كنسي شارك فيه 18 أسقفا، فيما تغيّب اثنان لأسباب صحية. وقد حصل يوحنا العاشر على 12 صوتا في الجولة الثانية من التصويت، مما حسم النتيجة لصالحه في مجمع انتخابي وُصف بـ"القصير والحاسم". تسلّم البطريرك الجديد مهامه رسميا يوم 10 فبراير/شباط 2013، في حفل تنصيب أُقيم في "كنيسة الصليب المقدس" بحي القصاع في دمشق، بحضور عدد من البطاركة ورؤساء الكنائس، بمن فيهم البطريرك غريغوريوس الثالث لحام (الروم الملكيين الكاثوليك)، والبطريرك بشارة بطرس الراعي (الموارنة). وقد وجّه البابا السابق " بنديكت السادس عشر" رسالة تهنئة للبطريرك الجديد، بينما مثّل الدولة السورية في الحفل رئيس مجلس الشعب آنذاك محمد جهاد اللحام، إلى جانب عدد من الوزراء، وحضور دبلوماسي محدود بسبب إغلاق العديد من السفارات في دمشق إثر اندلاع الثورة السورية. عقب 3 أيام، أُقيم قداس احتفالي آخر في بيروت بمناسبة التنصيب، حضره رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك ميشال سليمان ، وعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين. موقفه من الثورة السورية في البداية امتنع البطريرك عن اتخاذ موقف سياسي مؤيد لأي طرف من أطراف الثورة السورية، مؤكدا أن "دور المسيحيين يتمثل في أن يكونوا جسرا للتواصل بين الأطراف المتنازعة". وشدّد في مواقفه العلنية على "قِيَم الحرية والعدالة الاجتماعية"، رافضا "العنف والقتل بأي صورة كانت أو تحت أي ذريعة". كما دعا إلى "الحوار بين الفرقاء للوصول إلى حل سياسي للأزمة"، معتبرا أن "الحوار والمخرج السياسي هما طريق الخلاص لسوريا". ورغم حياده المعلن، التزم البطريرك بالتقاليد البروتوكولية المتبعة، ففي ديسمبر/كانون الأول 2012، زار الرئيس المخلوع بشار الأسد مباشرة بعد تنصيبه. وفي أغسطس/آب 2014، أثناء قداس في دير القديس جاورجيوس الحميراء، أدلى بتصريحات أثارت الجدل، إذ أشار إلى أن "سوريا صامدة بقيادة بشار الأسد وشعبها وجيشها"، مؤكدا على "أهمية الوحدة الوطنية ورفض أي محاولة لفرز المجتمع طائفيا"، كما ختم بتوجيه دعاء لحماية الرئيس وأمن البلاد. لاحقا، في مايو/أيار 2024، زار البطريرك النصب التذكاري ل حافظ الأسد ، ودوّن في سجل التعازي كلمات تقدير أثنى فيها على أسلوبه في الحكم، واصفا إياه بـ"رجل الدولة والإستراتيجي" الذي أسهم، بحسب تعبيره، في "تحقيق الاستقرار الوطني وإعلاء شأن الكرامة السورية". تفجير كنيسة مار إلياس في 22 يونيو/حزيران 2025، استهدف تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق وأودى بحياة 25 مسيحيا، وجهت عقبه الحكومة السورية أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وأثناء مراسم تشييع الضحايا التي أُقيمت في 24 من الشهر نفسه بكنيسة الصليب بالعاصمة، وجّه البطريرك يوحنا العاشر يازجي انتقادا علنيا للحكومة السورية، ووصف الهجوم بأنه "مجزرة وجريمة نكراء تمس جوهر النسيج السوري". وشدّد البطريرك على "تحمل الحكومة كامل المسؤولية عن التقصير في حماية المواطنين، ولا سيما أبناء الطائفة المسيحية أثناء أدائهم الشعائر الدينية"، لافتا إلى غياب أي مسؤول حكومي عن موقع الهجوم بعد وقوعه، على الرغم من حضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قباوات إضافة إلى وزير الطوارئ وإدارة الكوارث ومحافظ دمشق وغيرهم من المسؤولين الأمنيين وغير الأمنيين. منشوراته بين الترجمة والتأليف أولى البطريرك يوحنا العاشر يازجي اهتماما خاصا بالليتورجيا الأرثوذكسية، إذ أشرف على ترجمة عدد مهم من كتب الطقوس الكنسية إلى اللغة العربية ، بهدف تطوير النصوص الليتورجية وتيسير استخدامها في الكنائس الناطقة بالعربية. إلى جانب ذلك، ألّف كتبا عدة وكتب مقالات وألقى محاضرات أكاديمية في منتديات دينية ومؤتمرات دولية متخصصة، تناولت موضوعات تتعلق أساسا باللاهوت والموسيقى والليتورجيا الأرثوذكسية. ومن أبرز مؤلفاته ما يلي: خدمة المعمودية المقدسة-دراسة تاريخيّة ولاهوتية وليتورجية، جامعة سالونيك عام 1983 (رسالة الدكتوراه باللغة اليونانية). مبادئ الموسيقى البيزنطية، جامعة البلمند عام 1990 (طبعت منه طبعة ثانية عام 2001). سيرة القديس نكتاريوس العجائبي، اللاذقية عام 1990. الكهنوت وزواج الإكليروس، اللاذقية عام 1990. المعمودية سر الدخول إلى الحياة في المسيح، اللاذقية عام 1992. خدمة الكهنة، دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي عام 2001 (طبعت منه طبعة ثانية منقحة عام 2005). سلسلة الدراسات الليتورجية المؤلفة من 6 أجزاء. أبرز ترجماته إلى اللغة العربية: "حياة أمنا البارة مكرينا"، للقديس غريغوريوس النيصصي، سلسلة "القدّيسين"، منشورات النور لعام 1984. "فصول في الصلاة والحياة الروحية"، للقديس أفغاريوس البنطي والقديس مرقس النّاسك، ضمن سلسلة "آباء الكنيسة" لعام 1990.

جفاف غير مسبوق يهدد محاصيل القمح في سوريا
جفاف غير مسبوق يهدد محاصيل القمح في سوريا

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

جفاف غير مسبوق يهدد محاصيل القمح في سوريا

تواجه سوريا هذا العام أزمة زراعية حادة بفعل موجة جفاف تعد الأسوأ منذ أكثر من 6 عقود، مما يهدد محاصيل القمح بشكل خطير ويزيد من احتمالات انعدام الأمن الغذائي لنحو 16 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتضرر نحو 2.5 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح جراء ظروف مناخية قاسية، أبرزها انخفاض معدلات هطول الأمطار وقصر موسم الشتاء، وفق ما أفادت به منظمة الأغذية والزراعة (فاو). وتشير بيانات المنظمة إلى أن 95% من القمح البعل تضرر بشكل شبه كلي، بينما يتوقع أن يكون إنتاج القمح المروي أقل بـ30% إلى 40% من المعتاد، مما يُنذر بفجوة تتراوح بين 2.5 و2.7 مليون طن من الإنتاج المحلي. وتقول هيا أبو عساف، مساعدة ممثل الفاو في سوريا، إن "الظروف المناخية التي شهدها الموسم الزراعي الحالي هي الأسوأ منذ حوالي 60 عاما"، قائلة إن "سوريا شهدت موسم شتاء قصيرا وانخفاضا في مستوى الأمطار". وأشارت إلى أن آثار الجفاف لم تقتصر على القمح فحسب، بل طالت أيضا المراعي الطبيعية الضرورية لتربية المواشي. تغيرات مناخية قاسية وكانت سوريا تحقق اكتفاء ذاتيا من القمح قبل عام 2011 بإنتاج سنوي بلغ 4.1 ملايين طن، لكن سنوات الصراع المسلح إلى جانب تغيرات المناخ المستمرة والانخفاض الحاد في منسوب المياه الجوفية، أدى إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير، مما دفع البلاد إلى الاعتماد بشكل متزايد على الاستيراد. وفي الميدان، يعاني المزارعون من ضغوط متزايدة. ففي ريف عامودا شمال شرق البلاد، يشير المزارع جمشيد حسو (65 عاما) إلى صعوبة الموسم قائلا: "رغم سقي الأرض 6 مرات باستخدام المرشات، بقي طول السنابل قصيرا وحبوبها صغيرة". ويضيف أنه اضطر لحفر آبار عميقة تتجاوز 160 مترا للوصول إلى المياه، وهو أمر مكلف وغير مستدام على الأمد الطويل. وتحذر الفاو من انخفاض كبير في مستويات المياه مقارنة بالسنوات السابقة، واصفة الوضع بـ"المخيف"، خاصة مع ارتفاع التكاليف الزراعية وضعف الدعم. جفاف متواصل ويعمّق الجفاف المتواصل، المقترن بتداعيات تغيّر المناخ الذي يزيد من تقلبات الطقس ويفاقم موجات الحرارة وشح الأمطار، الأزمة المعيشية في بلد يعيش فترة انتقالية ويواجه آثار سنوات من الصراع. وتلعب الزراعة دورا محوريا في دعم الاقتصاد المحلي وتأمين مصادر دخل للعديد من العائلات، لا سيما في المناطق الريفية. ويؤكد حسو "ما لم يُقدَّم لنا الدعم، لن نستطيع الاستمرار. نحن نسير إلى المجهول، وإذا فقدنا الزراعة، سيفقد الناس قوتهم وسيتفاقم الفقر والجوع".

الجفاف يهدد الأمن الغذائي بسوريا والحكومة تبحث عن حلول
الجفاف يهدد الأمن الغذائي بسوريا والحكومة تبحث عن حلول

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

الجفاف يهدد الأمن الغذائي بسوريا والحكومة تبحث عن حلول

دمشق- تشهد سوريا موجة جفاف غير مسبوقة تهدد بتلف نسبة كبيرة من المحاصيل الزراعية، مما دفع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إلى التحذير من أن هذه الموجة قد تشكل خطرا كبيرا على الأمن الغذائي لملايين السوريين. وتشير التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية إلى أن شدة الجفاف وشموله مناطق واسعة في البلاد فاقما حجم الكارثة، في حين يعاني محصول القمح -الذي يعد المحصول الإستراتيجي في البلاد- أزمة كبيرة هذا الموسم بسبب غياب مياه الري وقلة هطول الأمطار. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج القمح خلال عام 2025 انخفض لما دون النصف، حيث بلغت تقديرات الإنتاج 38 ألف طن في حين كان الإنتاج سابقا ما يقارب 100 ألف طن، وهذا لا يكفي سوى أشهر عدة من تقديم مادة الخبز للمواطنين. وتتوقع المنظمة "عجزا غذائيا يقدّر بـ2.7 مليون طن من القمح هذا العام، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص لمدة عام كامل"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة رويترز عن ممثل الفاو في سوريا طوني العتل. ودفع الإنتاج المتدني لهذا العام الحكومة السورية إلى توقيع عقود مع دولة صديقة لاستيراد شحنات من القمح لسد النقص حتى حلول العام المقبل. جفاف غير مسبوق وبحسب تقرير للجزيرة نت، شهدت سوريا اتجاها متزايدا نحو الجفاف بين عامي 1981 و2021، مع تسجيل أحداث جفاف كبيرة في سنوات 1999 و2010 و2014 و2017 و2021، مما يشير إلى أن الجفاف يتحول من موسمي متقطع إلى حالة ممتدة ومتزايدة الحدة. واستطلعت الجزيرة نت آراء بعض المزارعين والمسؤولين بهدف الوقوف على جوانب الأزمة والتعرف على الإجراءات الحكومية للحد من تأثيرها. ويقول المزارع السوري حسين العبد الله إن المحاصيل بحاجة لعملية إنعاش فورية نتيجة حالة الجفاف التي لم يشهد مثلها رغم عمله في الزراعة منذ سنوات. وأشار العبد الله في حديثه إلى أن من لا يملك بئر ماء لا يمكن أن يعيش لا هو ولا أرضه جراء الجفاف الذي أصبح يؤثر على المحاصيل الزراعية من جهة، وعلى الأمن المائي في المسطحات المائية والأنهار من جهة أخرى. وأضاف أن الجفاف هذا العام سبّب خسائر كبيرة للمزارعين بالمحاصيل الزراعية البعلية والأشجار المثمرة، والكثير منهم لم يجن محصوله هذا العام، وهذا سبّب كارثة كبيرة للمزارع الذي ينتظر موسمه من العام إلى العام. وناشد العبد الله المنظمات والدول العربية والأجنبية والحكومة السورية الإسراع إلى إنقاذ المزارع وتقديم الخدمات الزراعية الضرورية له من خلال الحبوب الهجينة والأدوية اللازمة والقروض الحسنة، كما حث على تقديم المساعدة للمزارعين بحفر آبار جوفية. آثار سلبية من جهته، أوضح مدير الهيئة العامة للموارد المائية في وزارة الطاقة المهندس أحمد الكوان أن موجة الجفاف الناتجة عن قلة الهاطل المطري لهذا العام ستكون لها آثار سلبية على الواقع الزراعي في سوريا. وبفعل هذه الحالة غير المسبوقة ستتأثر الخطة الزراعية بقلة الهطول المطري وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وغزارة الينابيع وتخزين السدود. وحذر الكوان في حديثه للجزيرة نت من أن يؤدي ذلك إلى عدم إمكانية تأمين المياه بالشكل الكافي لجميع الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية للمزارعين. وأضاف أن الضرر لا يقتصر على الزراعة فقط، إنما يمتد إلى الثروة الحيوانية بسبب نقص الأعلاف وتدهور المراعي وانتشار الأوبئة في المحاصيل الزراعية. وستتأثر شريحة واسعة من المواطنين بخسائر القطاع الزراعي بسبب قلة إنتاج بعض المحاصيل الرئيسية جراء خروج بعض الأراضي من الإنتاج، إضافة إلى مواجهة صعوبات كثيرة في تأمين مياه الشرب بالشكل الأمثل، وانخفاض نصيب الفرد من المياه المخصصة للشرب. وستتسبب هذه الأوضاع في هجرة بعض سكان الريف المعتمدين على الزراعة إلى المدينة للحصول على عمل، مما سيؤدي إلى تدني جودة المياه ومستوى المعيشة. بدوره، يقول مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في إدلب مصطفى الموحد إن الجفاف ضرب المنطقة بشكل عام، وليس سوريا فقط، موضحا أنه من خلال تتبع الأرقام والإحصائيات وجد أن موجة الجفاف هذه لم تحدث منذ عام 1958. وأضاف الموحد في حديثه للجزيرة نت أن موجة الجفاف هذه تسببت في خروج كامل إنتاج المحاصيل البعلية بمنطقتي الاستقرار الثانية والثالثة عن الإنتاج، في حين خرج 90% من منطقة الاستقرار الأولى من الإنتاج بمنطقة إدلب. وأشار إلى أن الجفاف أثر أيضا على المحاصيل المروية بانخفاض نسبة الإنتاج إلى النصف تقريبا، سواء في محصول القمح أو البقوليات أو المواد العطرية والخضروات، كما طال أيضا الأشجار المثمرة -خاصة أشجار الزيتون- لعدم وجود مخزون مائي في التربة لتستفيد منه. إرشادات للمزارعين وعملت وزارة الزراعة على تقديم الإرشادات الفنية للمزارعين بالقيام بعملية ري تكميلي حتى تستطيع الأشجار المثمرة مقاومة عوامل الجفاف، بالإضافة إلى توجيههم بضرورة ري المحاصيل الزراعية كالقمح وباقي الحبوب والبقوليات لمن يملك آبارا ووسائل ري. ويشير الكوان إلى أن البلاد تتجه لعملية الترشيد المائي في استخدامات المياه، ولا سيما في القطاع الزراعي الذي يعتبر المستهلك الأساسي للمياه، كما تسعى إلى تقنين استخدام المياه في قطاع الري بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ومستخدمي المياه من خلال: التوجه بالخطة الزراعية نحو الزراعات الملائمة لظروف وندرة الموارد المائية المتاحة. العمل على معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي قبل صرفها إلى المجاري المائية بهدف استخدامها في الري الزراعي كمصدر إضافي. التحول إلى منظومة الري الحديث. نشر ثقافة العمل الجماعي والتشاركية في مجال استخدام المياه. التوجه إلى مستخدمي المياه من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لخلق أسلوب تواصل مع شريحة واسعة منهم، ورفع الوعي لديهم، وتسليط الضوء على التكاليف الكبيرة التي تتحملها الدولة لتأمين المياه بالكمية والنوعية المناسبة. منع مخالفات الحفر العشوائي التي تستنزف المياه الجوفية دون مراقبة، حيث إن مشكلة الحفر العشوائي للآبار هي مشكلة قديمة يمكن وصفها بأنها ممارسات خاطئة غير نظامية متجاوزة للقانون بسبب مفاهيم مائية خاطئة ناتجة عن غياب الوعي المائي والثقافة المائية لدى المواطنين. تقنين استخدام على المياه، والبحث عن مصادر مائية اضافية، والعمل على تحقيق أهداف الاستعمال المستدام للمياه، وهي الكفاءة الاقتصادية والمساواة الاجتماعية والاستدامة البيئية. تطوير الكوادر المختصة مع ما يلزم من البنية التحتية، ووضع خطة تشغيل وصيانة لتحقيق الاستدامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store