logo
الحسين النور الذي بدد الظلمات في عاشوراء وإلى آخر الزمان

الحسين النور الذي بدد الظلمات في عاشوراء وإلى آخر الزمان

موقع كتاباتمنذ يوم واحد
في العاشر من محرّم عام 61 للهجرة، وقف جيش الإيمان كلّه أمام جيش الكفر والنفاق والظلم كلّه. جيش الإيمان كان قليلا في عدته، نحيلاً في قوامه، معدودا في صفوفه كفتيل نورٍ نحيلٍ وسط ظلام دامس. أما جيش الظلم والنفاق فكان كبير الحجم، سمين العدة، عديد الصفوف متخماً بالسواعد والسلاح والخيول؛ يختلط غبار جلبته بالظلام فيرسم وجه عسكره ومنهم مجتمعين يرسم وجه السلطة التي قادتهم، في مشهدٍ موحشٍ مظلمٍ مغبرٍ، كأنّ الجيشُ المظلم وحشٌ خارجٌ من أصقاع جهنم يعيثُ في الأرض فساداً وخرابا. كانت هذه السلطة الشيطانية، وبجلبة جيشها الدامس، رغم ضخامتهما و وحشيتهما وقوتهما، خائفين من ذلك الوميض النحيل من النور، فخبطاه خبط عشواء بمخالب النفاق والظلم والجحود، يريدان طمسه، لينطفئ إلى الأبد ويكون الظلام في الأرض سرمدا، فيكون إحتفال الظلم والظلام إحتفال الجحيم الأبدي على أنغام إبليس، في عالمنا الدنيوي!
حين بُعث الرسول برسالة الإسلام، وقف الأموييون بكل قوتهم ضد النبي وأتباعه القلائل. فعمدوا كل مكرٍ حازوه، وكل سبيل بصروه، ليطفئوا نوره إطفاء الشيطان نور الله بنفخته. فتدرجوا في القوة من شديد إلى أشد، وخداعٍ إلى أحط منه سبيلا. وما مكروا مكراً إلا وكان عاقبة مكرهم أنهم دُمروا، فلاذوا بالإسلام وهم يتهاوون فيفنون، ليتشبثوا بالبقاء فينظروا مكراً ويدبروا من جديدٍ أمرا. وحين فتح المسلمون مكة، لم يبق أمام كبير الأمويين وقومه سوى أن يدخلوا الإسلام مرغمين أذلاء، بعد أن حاربوه ثلاثة وعشرين سنة بكل ما أوتوا من قوة وعديد وعناد. وما لبث أن اشتدت سواعد الإسلام، وانكفأت ثعابين الشرك، وتوارت ضباع الكفر والظلم نحو جحور الظلام. وحين دخل المسلمون مكة فاتحين مزهوين بالنصر والإباء، وقد طُردوا منها قبل عشرٍ أذلاء، تحت وطأة الضرب والملاحقة وسلب كل ما ملكوا، وفي لحظة فوران الغضب والإنتقام وإلحاح العدالة، إذْ واتتهم الفرصة؛ أصدر النبي عفواً عاماً عن الظالمين المعتدين، الذين أذاقوا المسلمين صنوف الشر وأنواع الظلم وألوان العذاب. كان هذا فريداً في التأريخ كلّه، وسابقة في عالم السياسة والحروب، وخيراً وليداً لم تر عيون الأرض مثله أبدا.
الظلمة والمعتدون الذين عفى النبي عنهم، سمّوا بالطلقاء ومسلمة الفتح. وما مرّ الكثير من الوقت، حتى دبّ هؤلاء الطلقاء بين المسلمين يستجمعون قواهم، ويلملمون غزل نسيجهم المنقوض، ويرممون أوكارهم وجحورهم. وحيث أوصى النبي المسلمين مراراً وتكراراً، وهو يذكرهم على مر السنون والأيام، يضع لهم القواعد ويرسخ البنيان، أصبح مقصده واضحا كالشمس لا يختلف عليه إثنان، أن النبي بوحي من ربه يريد علياً خليفة له من بعده ووصيا على المسلمين، وأنّى لهم أفضل منه علماً و ورعاً وتقوىً وحكمة؟! وإذْ لم يكن للطلقاء دورٌ في المجتمع الجديد، ولم تكن لهم كلمة في تقرير مصائر الدولة والمجتمع، فنسجوا كرّة أخرى في الخفاء مكرهم الجديد القديم، على منوال معاداة النبي وأهل بيته، فعمدوا إلى رجال كان لهم عليهم سطوة ومنّة ومكانة تبجيل في نفوسهم كانت قد نمت من عرى و وشائج القبلية وطبقيتها، منذ أيام الجاهلية حيث كان الأموييون جبّارين غشماء. وفي لحظة حرجة ومؤلمة وحاسمة، آوان وفاة النبي وإنشغال علي وقرابة النبي بتجهيز كفنه، ذهب الناس إلى السقيفة تحت أنظار ومراقبة الطلقاء، ليشكلوا النظام السياسي الجديد الذي لم يُحسب فيه لأهل بين النبوة أدنى حساب، بل وتعرضوا للإجحاف والإقصاء ومصادرة الحقوق، حتى بلغ بالقوم الإستيلاء على أرض ميراثٍ كان النبي تركها لبنته فاطمة وهي أم الحسين الذي كان النبي يشم رأسه ريحانةً يرويها بدموعه، مدركاً أن أمته ستذبحه وتهدر دمه كما أخبره الوحي. وكان المشهد مؤلماً، حيث جلبة الرجال عمدت بيت بنت رسول الله المفجوعة برحيل والدها الأعز الأكرم، وفي يدهم أعواد كالرماح تشتعل رؤوسها ناراً، وهم يطوقون بيت المفجوعة يريدون جرّ بعلها والمعتصمين ببيتها، للإقرار بنظام سياسي صنعوه على عكس ما أمر به النبي! فكانت الكارثة، إذْ سالت المصائب تتوالى، ودوائر الفتنة تتسع كقطع الليل المظلم. و وقعت المصيبة الأعظم فوق رؤوس عترة النبي الذين كساهم أمام الناس برداءٍ ليشرح لهم آية التطهير التي نزلت فيهم خصيصا، قلادةً حول أعناقهم، يُعرفون بها على مر الدهور والأزمان. وعبر سنين، ندم الذين صنعوا النظام السياسي وتمنوا لو أنهم لم يفعلوا، لأنهم رأوا بأم العين كيف تخرج الفتن بقرونها عقابيلَ لمقدمة لم يرسمها الوحي الإلهي.
المصيبة كانت عظيمة فوق رؤوس أهل بيت النبوة، فماتت فاطمة مفجوعة حزينة، لم تتحمل مشهد وفاة والدها وأي والدٍ يأتيه الوحي من السماء، يشير إلى فاطمة ويقول لها: أنتِ بضعة مني فمن آذاك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. وبموتها، بُعيد وفاة النبي بشهور قلائل، تركت فاطمة ريحانتي النبي، الحسن والحسين، يتامى وهما طفلان لهما أقل من ثمانية أعوام من العمر! وحيث عاد الطلقاء أقوياء، وهم يتسترون بعباءة الإسلام، وأخذوا مدناً وأمصارا، يهيئون الواقع لتلقف كرة الخلافة بأي ثمن فكان لهم ما أرادوا؛ دبّروا الحرب والإغتيال والموت لعلي وأهل بيته وأصحابه، كما دبرّوا للنبي وأهل بيته وأصحابه في أمس غير بعيد. وحين استتب لهم الأمر والحكم، بدأ الوجه الحقيقي لهم خلف قناع الإسلام الذي لم يقتنعوا به يوما وهم يحاربونه لربع قرن في مكة والمدينة. وتجلّى ذلك في تبديلهم سنّة النبي، وهو أمرٌ أنبأه الرسول إلى المسلمين في حياته، أن رجلاً من بني أمية سيكون أول من يبدل سنته. وتوالى التبديل في الدين، وتعاظم الظلم والجهر بالعصيان والذنوب، وصار الإسلام بعد عزٍ ذليلا غريبا، حتى بكى أنس حزنا وكمداً على تبديل الدين قائلا: لم أعد أعرف شيئا مما كان على عهد النبي غير الصلاة التي أحدثوا فيها ما أحدثوا! وتمت ملاحقة الصالحين الأتقياء، وأبعدوا وعذبوا وقتلوا تقتيلا. وكان على رأسهم أبا ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وإبن مسعود، والحجر بن عدي وآخرون كُثر دفعوا حياتهم ثمناً للتمسك بخط النبي. كان نور النبي ورسالته بعد متقدين يتشعشعان، لكن قطع الليل المظلم، وغيوم الظلم والإنحراف، والتبديل في الدين بالإتكاء على السلطة والقوة قد هيمنّ في سماء الإسلام، وكأنّ الجاهلية عادت فخيمت على الناس، وكأنّ مشركوا أمس المحاربون للنبي ورسالته في طريقهم نحو نصر نهائي.
في ثنايا هذه الظلمات والغيوم والتقهقر، وتحت أثقال الآلام والحيف والإجحاف الذي لحق ببيت النبوة، وإذْ تراكم الخوف والحزن واليأس والإستياء لما فعله الطلقاء وأعوانهم، من ظلم وتبديل وإطلاق للشر وقتلٍ للخير، وحيث قل أنصار الحق وعمّ الخوف والجبن والوهن، إمتطى الحسين نور رسالة جدّه، وخلفه أهل بيته يحملون مشاعل هداية الإسلام، وبضعة أعوان على الحق انضموا إليهم على مضض بعد أن كادوا لا يعرفون أن هذا هو نور الحق، فكان موكب الحسين إلى كربلاء قافلة من نور نبوي يشتعل بنبض الإيمان والعزم على تبديد الظلام وإشراق الحق، لتزول قطع الليل المظلم، فكانت ملحمة عاشوراء الحد الفاصل بين النور والظلمات، كسورٍ ضُرب بينهما باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
في عاشوراء انقسم العالم الإسلامي، وكان العالم الحي الوحيد في الكرة الأرضية، إلى ثلاثة دوائر. الدائرة الأولى الظلمة وأعوانهم، وكانت الدائرة الأكبر والأعم. ودائرة أصغر بكثير، وهم اليائسون الذين فضلوا الصمت والإنزواء، لأنهم كانوا فقدوا الأمل وأرادوا إقناع الحسين لينضم إلى دائرتهم. وكانت هناك دائرة صغيرة جداً، تكاد لا ترى من شدة صغرها وضعفها الظاهر، في أحشاء إمبراطورية مترامية الأطراف، بعظيم قوتها وأساطيلها وجيوشها وأموالها وعدتها. هذه الدائرة الصغيرة الأصغر هي دائرة الحسين وأهل بيته. فكانت المواجهة الملحمية الكبرى في عاشوراء بأرض كربلاء، بين فئة قليلة من نحو سبعين فتيةٍ آمنوا بربهم وزادهم هدى يقودهم الحسينُ قامة نور وإيمان، وإمبراطورية تمتد من جزيرة العرب إلى آسيا شرقاً وإلى أصقاع أفريقيا وإلى تخوم أوروبا، وكانت أعظم دولة في الأرض قاطبة. في هذه المواجهة التي لم يكن فيها أدنى موازين التكافؤ والتوازن، ولا حتى بصيص أملٍ بتقبل أدنى معقولية للمشهد، انتصر ذلك الفتيل النحيل من النور على الجيش العرمرم من الظلم والظلمات، في بطولة مازالت مستمرة، ونورٍ مازال يشع، ونبض مازال حيّا بينما تلك الإمبراطورية ليست سوى أطلال رماد، ولا حتى رماد!
في عاشوراء، سجل الكون أعظم مفارقة في تأريخ البشرية، حيث جيش كبير من الظلمات يبارز وميض نور نحيل ليطمسه وليطفئه بمخالب الظلم. على أرض المعركة كسب الظلام جولة الضرب، فظن أنه طمس النور إلى الأبد. لكن دم الحسين وأصحابه تناثر في الفضاء، ليشعل السماء نورا وشهباً بدد الظلام الذي غطى أعين الناس، وأظهر الدين من جديد وفق صورته النبوية، بعدما كاد يناله التشويه والإنحراف والتبديل. وبينما بقي النور يشع السماء، بدأ يرسل الشهب على تلك الإمبراطورية حتى أحرقها وحوّلها رماداً، وطغاتها جثثا تلاحقهم اللعنات على مر العصور. أما الحسين فمازال نور هداية يهدي الناس إلى الحق وشهاباً رصداً للطغاة والظالمين، يبدد الظلمات ويرسم الحدود بين الحق والباطل في كل زمان ومكان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين المهدي والماشيح: نبوءات الخلاص
بين المهدي والماشيح: نبوءات الخلاص

موقع كتابات

timeمنذ 5 ساعات

  • موقع كتابات

بين المهدي والماشيح: نبوءات الخلاص

قراءة في تحليلات ألكسندر دوغين* وتقاطع الدين بالسياسة في صراع الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، لم تعد التحليلات العسكرية وحدها كافية لفهم أفق هذا الصراع المتنامي. فثمة طبقات أعمق تُلامس الوجدان الديني، وتستدعي مفاهيم الخلاص والظهور، وتتجاوز منطق الجيوسياسة إلى منطقة تتقاطع فيها النبوءات مع القرار السياسي. المفكر الروسي ألكسندر دوغين – أحد أبرز منظّري الفكر الأوراسي – يرى أن ما نشهده اليوم ليس مجرد نزاع سياسي تقليدي، بل مقدّمة لـ'حرب كونية دينية' قد تعيد رسم نهاية العالم كما نعرفه. لافتا الى أن المواجهة بين إيران وإسرائيل ليست صراعًا على النفوذ فحسب، بل ترجمة درامية لصراع عقائدي بين رؤيتين للخلاص. إيران، ليست مجرد دولة شيعية فحسب بل انها مركز حساس وفاعل لديمومة الفكر الشيعي من جهة ومجابهة انداده من كل لون، بترسيخ مفهوم الثقلين انهما ' كتاب الله، والعترة الطاهرة' من جهة ثانية. وعلى اساس ذلك قامت ثورتها وفقا لمدرسة اهل البيت وعقيدة الانتظار المهدوي 'لتملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان تملأ جورا' وظلما. وعلى الضفة الأخرى، تتحرك داخل إلكيان الاسرائيلي تيارات دينية متطرفة تعتقد أن العالم يقترب من نهاية الزمان، وأن الحرب مع إيران قد تكون بوابة لظهور 'الماشيح'** – المخلّص اليهودي – وبناء 'الهيكل الثالث' في القدس.وفي هذا الصدد يقول دوغين في إحدى محاضراته: 'ما يحدث الآن هو جزء من التحول النهائي في التاريخ، حيث تقترب النهايات التي تحدثت عنها كتب السماء. • من المهدي إلى الماشيح: عندما تصبح الجغرافيا مسرحًا للنبوءات: العقيدة الشيعية الإثنا عشرية تؤمن بأن المهدي ابن الحسن العسكري 'ع' سيظهر في زمن تغشاه الفتن، لتبدأ معارك فاصلة في الشام وفلسطين والجزيرة، تمهد لإقامة 'دولة العدل الإلهي'. أما في التصور اليهودي الماسياني*** المتطرف، فإن ظهور الماشيح لا يتحقق إلا بعد معارك كبرى مع 'أعداء الرب'، وفي بعض التفاسير يُشار إلى 'الفرس' كرمز ل'بابل الشر -وفق معتقداتهم' التي يجب أن تُمحى قبل اكتمال الوعد الإلهي. يقول دوغين: ان 'إيران تمثل الانتظار النشط للمخلّص، بينما إسرائيل تُحرّكها نبوءات إقامة الهيكل.. الصراع إذًا ليس سياسيًا فقط، بل بين مخلّصَين يتقدمان من ضفتين متقابلتين من التاريخ. الاول يلغي الثاني وينسفه ويؤكد انه الحقيقة المطلقة للمخلص المتتظر تتجسد بالإمام الثاني عشر. لان محمدا (ص) خاتم الانبياء والمرسلين، وان ( الدين عند الله الإسلام). • المرجعيات بين المهدوية السياسية واللاهوت التعبوي: رغم تباين الخطاب بين طرفين متناقضين، إلا أن البعد المهدوي حاضر – تصريحًا أو تلميحًا – في رؤية القيادات الشيعية الكبرى. فالسيد علي خامنئي يرى أن زوال الكيان الإسرائيلي 'حتمي'، لكنه يُبقي خطابه في الإطار السياسي المقاوم، مع إشارات رمزية إلى البعد العقائدي..أما في الجانب الآخر، فإن العديد من الحاخامات في إسرائيل يعلنون بلا مواربة أن معركة كبرى – تقود إلى بناء الهيكل – تقترب، وأن إيران هي العدو العقائدي، قبل أن تكون تهديدًا استراتيجيًا. • الغرب المادي بمواجهة الشرق الروحي: معركة ما وراء السياسة: في فلسفة دوغين، لا يمثل الغرب خصمًا جيوسياسيًا فقط، بل تجسيدًا لروح التفكك والعدمية. ويقابله 'الشرق الروحي' ممثلًا في روسيا الأرثوذكسية وإيران الشيعية، حيث لا يزال الإنسان يتجاوز مادّيته نحو معانٍ أعمق. يقول دوغين: 'إيران ليست وحدها من تقاتل، بل روح مقاومة عالمية تتجلى فيها… الغرب المادي يواجه الشرق الروحي في لحظة مصيرية. إنها معركة بين نبوءات متقابلة، وليست بين صواريخ متبادلة فقط.' • نهايات مفتوحة: ثلاث سيناريوهات للمستقبل؛ أمام هذا المشهد المعقد، يمكن رسم ثلاث فرضيات محتملة: – الاول- صراع محدود: ضربات محدودة متبادلة، ضمن حدود الردع والتكتيك، تبقي الوضع تحت السيطرة. الثاني -حرب إقليمية كبرى: تتورط فيها أطراف عربية وغير عربية، فتُغرق المنطقة في فوضى شاملة الثالث- حرب كونية دينية: تتجاوز السياسة والجغرافيا، لتتحول إلى مواجهة شاملة تقودها سرديات النبوءة والخلاص. في المنتهى … ان الصراع لم يعد رمزيًا! في ظل التوتر الإيراني–الإسرائيلي المتصاعد، ولا تكفي الجغرافيا وحدها لفهم ما يحدث.فثمة نبوءاتٌ تتحرّك، وعقائد تُستدعى، وصراعٌ يتجاوز السياسة ليبلغ مشارف 'الخلاص' و'النهاية. [ الهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة']. *الكسندر جليفيتش دوغين فيلسوف روسي وعالم سياسي واجتماعي، مؤلف النظرية السياسية الرابعة التي ترى نفسها الخطوة التالية لانتهاء المدارس السياسية الثلاث: الليبرالية والاشتراكية والفاشية . **الماشيح عند اليهود : هو المسيح، وهو شخصية متوقعة في نهاية الزمان، من نسل داود،

بين خطباء الوعي وخطباء الجهل
بين خطباء الوعي وخطباء الجهل

الزمان

timeمنذ 6 ساعات

  • الزمان

بين خطباء الوعي وخطباء الجهل

بين خطباء الوعي وخطباء الجهل – عبدالهادي البابي مع ولادة هلال شهر محرم الحرام من كل عام، يشخص المنبر الحسيني كواحد من أقدس الأدوات التي تحمل رسالة خالدة على مر العصور، منذ أن إرتقى الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عليه السلام أعواده في المسجد الجامع في مدينة دمشق عاصمة بلاد الشام، وذلك بُعيد أستشهاد أبيه الامام السبط الحسين بن علي عليهما السلام في كربلاء في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة، وثلة من أهل بيته وأصحابه الكرام الميامين على يد جيش البغي الذي حشد له الطاغية يزيد بن معاوية، في محاولة منهم للقضاء على الدين وأئمته. ولقد ظل [المنبر الحسيني] محافظاً على أصالته وأستقلاله واستقامته على الرغم من كل الظروف القاسية التي مرت عليه والتي حاولت شراءه لصالح الطغاةتارةً، أو تحريف مسار نهجه لينتهي إلى غايات غير سليمة تارةً أخرى، أو قولبته في أطر حزبية ضيقة، أو ما إلى ذلك من المحاولات، إلاّ أن إنتماء المنبر إلى الحسين السبط عليه السلام، وإلى رسالته الخالدة ، حالت دون ذلك كله، فبقي هذا المنبر عصياً على الإنحراف والتهميش والحزبية الضيقة وكل ما لا يمت إلى الإسلام وإلى رسالة الحسين بصلة. ولقد ظلت ترتقي هذا المنبر عمائم في غاية النبل والإنسانية، مملوءة علماً ومعرفة وأخلاقا وفّناً….ولكن وللأسف الشديد في السنوات الأخيرة أرتقت المنبر عمائم فاسدة تجهل رسالة المنبر الحسيني ولا تعي ما تقول ولا تفهم من فن الخطابة والبيان شيئاً، ولذلك فقد أساءت هذه العمائم للمنبر الحسيني وقبل ذلك أساءت للحسين الشهيد عليه السلام، ولرسالته الخالدة وثورته الإنسانية. إن مسؤولية الحفاظ على كرامة ومنزلة المنبر الحسيني هي مسؤولية تضامنية، تقع بالدرجة الأولى على عاتق المتلقين من الناس الذين يجب عليهم أن يميزوا بين الصالح والطالح من الخطباء الذين يرتقونه، فأذا علم الناس أن هذه الخطيب ليس أهلا لإرتقاء المنبر ويبدو أنه يثير الفتنة والطائفية ، فأن عليهم أن لا يشجعوه على المواصلة والأستمرار، وذلك من خلال مقاطعته وعدم الحضور عنده، والعكس هو الصحيح، فعندما يعرف الناس أن ذلك الخطيب أهلاً لإرتقاء المنبر وأن محاضراته خالية من الغلو والخرافات والفتنة والطعن برموز المسلمين ..فأن من واجبهم أن يتواصلوا معه بالحضور الفاعل وحث الآخرين على الإستماع إليه .

استعداد 500 خريج ايراني للحرب ضد أمريكا وإسرائيل
استعداد 500 خريج ايراني للحرب ضد أمريكا وإسرائيل

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 20 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

استعداد 500 خريج ايراني للحرب ضد أمريكا وإسرائيل

وجاء في الرسالةٍ الموجهة إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء "عبد الأمير الموسوي"، أن التهديدات الأخيرة للكيان الصهيوني تمثل مرحلة جديدة من الحرب الشاملة المفروضة على إيران، مؤكدةً أن صمت العدو لا يعني تراجعه، بل يتطلب تعبئة كافة الطاقات لمواجهة مخططاته التدميرية. وأشار الخريجون - الذين يمثلون 30 تخصصاً علمياً ومهنياً - إلى أنهم يسعون لمواصلة مسيرة الشهيد "محمد علي حسين دوست" زميلهم الذي استشهد مؤخراً في مواجهة العدوان الصهيوني، مؤكدين التزامهم بتوجيهات القيادة الحكيمة لسماحة قائد الثورة الإسلامية في الدفاع عن قيم الإسلام والمقاومة. وطالب الخريجون المسؤولين باتخاذ الإجراءات التنظيمية اللازمة لتفعيل مشاركتهم في الجبهات العلمية والعسكرية والاقتصادية، معتبرين أن هذه الفرصة التاريخية تتطلب تعبئة جميع الطاقات لتحقيق قفزة نوعية في قدرات البلاد الدفاعية. وأكدت الرسالة أن الجيل الشاب الإيراني، المدرب على القيم الجهادية، مستعدٌ لبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل الله ونصرة المقدسات، معربين عن أملهم بأن تُختَم مسيرتهم بالشهادة في سبيل عزّة الإسلام والمسلمين. يأتي هذا الإعلان في إطار الاستعدادات المستمرة للجمهورية الإسلامية لمواجهة التحديات، وتأكيداً على روح المقاومة التي تجسدها سياسات إيران في دعم محور المقاومة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي. نص الرسالة .. بسم الله الرحمن الرحيم نقدم لكم أصدق التهاني بمناسبة تسلمكم هذه المسؤولية الجليلة، التي هي منّة من الله تعالى لخدمة شعب إيران العزيز والأمة الإسلامية. نحن مجموعة من خريجي جامعة أميركبير الصناعية، نعلن من خلال هذا الخطاب عزمنا على مواصلة مسيرة الشهيد البطل محمد علي حسين دوست زميلنا الذي استشهد في مواجهة العدوان الصهيوني، لنكون جنوداً أوفياء في خدمة الثورة الإسلامية تحت قيادة ولي الأمر سماحة القائد الخامنئي (حفظه الله). إن التهديدات الأخيرة للكيان الصهيوني الغاصب تمثل مرحلة جديدة من الحرب الشاملة التي يشنها الاستكبار العالمي ضد أمتنا، وهي تتطلب تعبئة كافة الطاقات والإمكانيات. إننا نؤكد أن صمت العدو لا يعني تراجعه، بل هو يحيك مؤامراته تحت غطاء الهدوء الظاهري. إننا نرى في اليقظة الوطنية الحالية نعمة إلهية عظيمة، وإذا ما أحسنا توظيفها فإنها ستشكل منعطفاً تاريخياً لتعزيز قدراتنا في كافة المجالات. نحن الخريجون الموقعون أدناه، نعلن استعدادنا لتخصيص جزء كبير من وقتنا وخبراتنا لخدمة متطلبات الدفاع المقدس، وقد أعددنا خططاً عملية في هذا المجال. إننا نطلب منكم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل مشاركتنا في الجبهات المختلفة، وفق الرؤية الاستراتيجية للقوات المسلحة الباسلة. إننا نؤمن أن إشراك الشباب المؤمن في هذه المعركة المصيرية هو ضمانة لتحقيق النصر بإذن الله. لقد حانت ساعة العمل الجاد، ونحن على أتم الاستعداد لبذل كل ما نملك في سبيل الله ودفاعاً عن حرمة الإسلام وأرض إيران العزيزة. نسأل الله أن يكتب لنا الشهادة في سبيله، وأن ينصر جند الإسلام في كل الميادين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store