logo
ارتفاع خطير في إصابات أطفال غزة بالتهاب السحايا

ارتفاع خطير في إصابات أطفال غزة بالتهاب السحايا

الجزيرةمنذ 2 أيام
غزة- تحتضن الشيماء عابد رضيعها يمان، تهدهده بين ذراعيها، في محاولة منها لتهدئته والتخفيف من أوجاعه إثر إصابته بمرض التهاب السحايا.
ويمان (3 أشهر) واحد من بين مئات الحالات، جلها في أوساط الأطفال الرضع الذين سجلت مستشفيات قطاع غزة إصابتهم بهذا المرض، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة من انتشاره السريع وأمراض معدية أخرى، في ظل بيئة غير آمنة ومنظومة صحية منهارة ناجمة عن تداعيات الحرب والحصار.
وفي غرفة ممتلئة بالأطفال المصابين بالتهاب السحايا داخل مستشفى شهداء الأقصى الحكومي الصغير والوحيد في مدينة دير البلح -والذي يخدم مئات الآلاف من السكان والنازحين في المحافظة الوسطى من القطاع- ترافق الشيماء (27 عاما) رضيعها يمان والقلق يتملكها على مصيره.
معاناة إضافية
الشيماء أم لـ3 أطفال، أصغرهم يمان، وتقول للجزيرة نت إنها لاحظت ارتفاعا شديدا في درجة حرارة رضيعها، فتوجهت فورا إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوص الطبية وأخذ العينات منه وتحليلها تأكدت إصابته بالتهاب السحايا أو ما تعرف بـ"الحمى الشوكية".
ولم تخض هذه الأم تجربة مماثلة مع طفليها السابقين، وقد لجأت إلى تطبيق ذكاء اصطناعي زودته بالأعراض التي ظهرت على رضيعها، وكانت نتيجة البحث أنه مصاب بالتهاب السحايا، ونصحها بالتوجه فورا إلى أقرب مستشفى، وهو ما أكدته تحاليل العينة والفحوص الطبية.
وقرر الطبيب المختص مبيت يمان في المستشفى، وحسبما تقول والدته فإنها سترافقه على الأقل لـ10 أيام سيكون خلالها تحت ملاحظة الأطباء والممرضين في المستشفى حتى يتماثل للشفاء.
وعلى سرير مجاور في الغرفة ذاتها ترافق الأم الثلاثينية إسراء شمالي ابنها الرضيع عمر (5 أشهر) منذ 9 أيام بعد أن أثبتت الفحوص وتحليل عينة الحمى إصابته بالتهاب السحايا.
أنجبت شمالي (32 عاما) توأما في الشهر السابع من الحمل، توفي أحدهما وبقي الآخر على قيد الحياة، لكن حالته الصحية استدعت بقاءه في قسم الحضانة لبضعة أسابيع.
وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة إلى ارتفاع معدلات الولادة المبكرة وإنجاب مواليد بأوزان منخفضة تستدعي الإبقاء عليهم في الحضانة نتيجة لسوء التغذية والأوضاع الصحية المنهارة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وهذه هي تجربة الحمل والولادة الأولى لشمالي، وتقول للجزيرة نت إنها تقيم في منزلها المدمر جزئيا بمخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وبعد أيام من خروجها برضيعها من قسم الحضانة أصيب خلالها بالتهابات في الصدر وضيق التنفس وارتفاع درجات الحرارة وإسهال وقيء اضطرت للعودة به إلى المستشفى.
وأثبتت نتيجة تحليل عينة الحمى إصابة عمر بالتهاب السحايا، ورغم أن والدته تشعر بتحسن مستمر على حالته الصحية فإنها تقول إن النوم لم يعرف طريقه إلى عينيها إلا قليلا طوال الأيام الماضية قلقا على ابنها الوحيد، في حين قلبها لم يبرأ بعد من فقد توأمه.
إمكانيات متواضعة
بدوره، يقول اختصاصي الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى الطبيب محمد حسين حماد للجزيرة نت إن المستشفى يستقبل يوميا من 3 إلى 5 حالات لأطفال مصابين بالتهابات السحايا وأمراض معدية أخرى "وهي سابقة لم نعتد عليها قبل اندلاع الحرب"، حسب قوله.
وما يزيد خطورة الأمر أن الفحوص تبين أن الإصابات بالتهاب السحايا هي نتيجة عدوى بكتيرية وليست فيروسية فقط، ولهذا مضاعفات أكبر وأشد خطرا على حياة الأطفال، خاصة مع الواقع المعقد في المستشفى لعدم توفر إمكانية العزل الطبي المطلوبة في مثل هذه الحالات، بحسب الطبيب حماد.
ووفقا له، فإن كل حالة مصابة تحتاج من أسبوع إلى 10 أيام من العزل الطبي والمتابعة والعلاج بالمضادات الحيوية الدقيقة، في ظل شح شديد بهذه المضادات، نتيجة الحصار المشدد وإغلاق المعابر.
ويفرض الاحتلال حصارا محكما، ويغلق المعابر كافة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ويمنع إدخال الإمدادات الإنسانية، بما فيها الطبية والوقود للمستشفيات التي تواجه خطر الانهيار نتيجة قلة الإمكانيات والاكتظاظ الشديد من جرحى ومرضى.
ويقول حماد "لا يمكن تطبيق بروتوكول العزل المتعارف عليه دوليا في ظل الضغط الهائل على هذا المستشفى وغيره من المستشفيات، ونسبة الإشغال التي تفوق القدرة الاستيعابية نتيجة الأعداد الهائلة من المرضى، وجرحى الحرب على مدار اليوم".
وفي ظل هذا الواقع الصحي المتدهور، يوضح اختصاصي الأطفال أنه يتم التعامل مع الإصابات بالتهاب السحايا وأمراض معدية أخرى -أغلبها جلدية- باستخدام بدائل أقل فعالية.
وبحسب حماد، فإن مرض التهاب السحايا يصيب الأغشية الحامية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي وينتشر عن طريق العدوى أو جراء ضعف المناعة الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية في ظل الواقع المتردي بالقطاع، ويقول "لا توجد لدينا في غزة فحوص للمناعة ونكتفي بالتشخيص: اشتباه نقص مناعة".
حالات تفشٍ
وسجلت حالات مماثلة بالمئات في مستشفيات جنوب القطاع وشماله، وفي بيان رسمي عممته وزارة الصحة أكد رئيس قسم الأطفال في مستشفى النصر ب مدينة غزة الدكتور راغب ورش آغا أن هناك "ارتفاعا مقلقا في معدل إصابات التهاب السحايا".
وخلال الأيام القليلة الماضية سجل هذا المستشفى نحو 300 إصابة بهذا المرض، ويقول الدكتور ورش آغا "نحن نشهد زيادة يومية في عدد الإصابات، وسط نقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، مما يفاقم فرص انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في مراكز الإيواء التي تعاني من الاكتظاظ وانعدام شروط الصحة العامة".
ويضيف أن المرافق الصحية تتعرض لضغوط غير مسبوقة نتيجة سياسة الاحتلال القائمة على الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بإخلاء قسري لنحو ثلثي مساحة القطاع من السكان، مما أدى إلى حشر أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في مناطق محدودة ومكتظة لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة أو الرعاية الصحية.
وأكد المسؤول الطبي أن "هذا التكدس السكاني الخطير يزيد احتمالية تفشي الأمراض المعدية مثل التهاب السحايا، في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمضادات الحيوية ومستلزمات الوقاية".
وللحد من خطورة انتشار هذا المرض حث الدكتور ورش آغا المنظمات الدولية والإنسانية على التحرك العاجل لتوفير المياه الصالحة للشرب، إلى جانب دعم المرافق الصحية الأدوية والمضادات الحيوية اللازمة، وتوفير الدعم لوحدات الرعاية الأولية.
ولا يختلف واقع الحال في مجمع ناصر الطبي الحكومي الوحيد في مدينة خان يونس المكتظة بنحو 900 ألف نسمة، ويقول رئيس قسم الأطفال والتوليد في المجمع الدكتور أحمد الفرا للجزيرة نت إن القسم استقبل خلال الأيام الأربعة الماضية نحو 40 إصابة بالتهاب السحايا، وسط واقع كارثي حيث لا تتوفر الأسرّة الكافية، وفي ظل عجز في المختبرات المتخصصة والأدوية والمضادات الحيوية وعدم القدرة على عزل المصابين نتيجة الاكتظاظ.
وتوقع الدكتور الفرا أن العدد في المدينة أكبر من ذلك بكثير، وحذر من تفشي الإصابة بهذا المرض واتساع رقعته نتيجة الازدحام الشديد في الخيام ومراكز الإيواء، وفي ظل واقع صحي منهار يزيد تعقيد التعامل مع التهاب السحايا وغيره من الأمراض المعدية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"توزيع مذل".. أمنستي تتهم إسرائيل باستخدام التجويع سلاحا للإبادة في غزة
"توزيع مذل".. أمنستي تتهم إسرائيل باستخدام التجويع سلاحا للإبادة في غزة

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

"توزيع مذل".. أمنستي تتهم إسرائيل باستخدام التجويع سلاحا للإبادة في غزة

اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الإسرائيلية باستخدام التجويع سلاحا في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة استمرار فرض حصار خانق وسياسات "مميتة ومُذلّة" لتوزيع الغذاء. وأوضحت المنظمة، أن تلك الإجراءات أدت إلى تفاقم معاناة السكان ودفعت مئات الآلاف إلى حافة الهلاك، خاصة الأطفال والنساء. ووثقت العفو الدولية، بشهادات أطباء وأسر ضحايا ونازحين، مشاهد مفجعة لأطفال أدخلوا المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد وجوع يهدد حياتهم يوميًا. وأكدت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار، أن حرمان الفلسطينيين عمدا من الغذاء والدواء يعمق الكارثة الصحية، وسط استمرار إسرائيل في منع دخول معظم المساعدات الإنسانية الحيوية، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بالسماح بوصول الإغاثة دون عوائق. وخلال الشهر الذي تلا فرض خطة توزيع المساعدات ذات الطابع العسكري، قتل مئات الفلسطينيين وجرح آلاف آخرون أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بينما وصفته كالامار بأنه "استهداف متعمد من القوات الإسرائيلية"، ونتيجة متوقعة لسياسات توزيع "غير مسؤولة ومميتة". وأشارت إلى أن أطفال غزة خصوصا، يعانون من سوء تغذية حاد وأمراض خطِرة قد تؤدي إلى الوفاة، وسط عجز النظام الصحي وندرة حليب الأطفال والأدوية. وأشارت التقارير إلى أن قطاع غزة شهد في الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى أكثر من الضعف، إضافة لارتفاع وفيات الأمهات وصعوبة وصول معظم الأطفال للمستشفيات بسبب القصف وأوامر التهجير. ودعت العفو الدولية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار الكامل والسماح بوصول المساعدات دون قيد أو شرط، ووقف الإبادة الجماعية بحق سكان غزة. كما طالبت بتعليق جميع أشكال الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، وفرض عقوبات على المتورطين في الانتهاكات الجسيمة، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.

لتحسين التواصل.. 9 نصائح للتعامل مع مريض ألزهايمر
لتحسين التواصل.. 9 نصائح للتعامل مع مريض ألزهايمر

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

لتحسين التواصل.. 9 نصائح للتعامل مع مريض ألزهايمر

من المؤلم أن تشهد تدهور حالة شخص عزيز عليك مصاب بألزهايمر أو أحد أنواع الخرف الأخرى، إذ يفقد المريض تدريجيا قدرته على التذكر والتفكير ويزداد اعتماده على من حوله. ووفق منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد المصابين بالخرف في العالم 57 مليون شخص في عام 2021، ويتم تسجيل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام. الخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية، وينتج عن أمراض مختلفة تصيب الدماغ، مثل السكتات الدماغية أو إصابات الرأس أو مرض باركنسون. أما مرض ألزهايمر، فهو السبب الأكثر شيوعا للخرف، ويشكّل نحو 60 إلى 80% من حالاته. ويُعد ألزهايمر مرضا دماغيا تدريجيا يؤدي إلى تدهور مستمر في الوظائف العقلية، وخاصة الذاكرة، ويظهر عادة بعد سن 65. ومع تفاوت الأعراض من حالة لأخرى واختلاف طريقة التعامل من مريض إلى آخر، يؤكد الخبراء أن مريض الخرف يستطيع أن يعيش حياة مرضية من خلال التواصل الفعال معه وتبنّي بعض التقنيات البسيطة وأهمها التحدث معه بوضوح وبصوت دافئ والتحلي بالصبر والتفهم، ولا سيما خلال نوبات غضبه، وفي ما يلي 9 إستراتيجيات قد تساعدك: قد تكون المحادثات أكثر صعوبة بالنسبة لشخص طبيعي في وجود بعض المشتتات مثل صوت التلفزيون أو الراديو أو ركض الأطفال، فما بالنا بشخص يعاني من مشاكل إدراكية! ووفق جمعية ألزهايمر الكندية، إذا كنت تتحدث مع مصاب بألزهايمر أو أحد أشكال الخرف الأخرى، ابحث عن مكان هادئ ومريح للتحدث وأطفئ التلفاز أو أي موسيقى صاخبة في منزلك، وإذا كنت في مقهى أو متجر فكر في إيجاد مقعد أو ركن هادئ بعيدا عن صخب الحياة. استمع إلى ما يقوله الشخص المصاب بالخرف، وانظر إليه مباشرة أثناء حديثك معه، وشجعه على قول المزيد مع استخدام لغة جسد إيجابية كالتواصل البصري والإيماءات. وقد يتضمن الاستماع الفعال أيضا إعادة صياغة ما سمعته منه بلطف إذا بدا غير مفهوم، أو أن تطلب منه تكرار ما قاله مع تجنب مقاطعته أو إكمال جملته. استخدم اسمك وأسماء الآخرين إعلان تقول الاختصاصية المعتمدة في علاج الخرف بريندا غورونغ، لموقع "بليس فور مام"، إن من الضروري "تعريف نفسك بالاسم بدلا من الاكتفاء بتوضيح العلاقة التي تربطك بالمريض"، إذ قد ينسى المصابون بالخرف طبيعة العلاقة التي تربطهم بالحفيد أو الابن أو الزوج، وفي المقابل قد يكونون أكثر انتباها وإدراكا لأحداث في مراحل مبكرة جدا من حياتهم. وتضيف غورونغ "قد يكون من الأفضل ذكر اسمك وعلاقتك بالمريض في كل مرة كأن تقول: مرحبا، أنا فلان، بدلا من: مرحبا، أنا ابنك أو أنا ابنتك"، كذلك ينبغي الإشارة إلى أفراد العائلة بأسمائهم المفضلة بدلا من ألقابهم، وتجنب استخدام ضمائر مثل "هو" و"هي" و"هم" أثناء حديثك. قد لا يتمكن المصاب بالخرف من إدارة أفكاره بكفاءة للحفاظ على محادثة طويلة أو متعددة المواضيع، لذلك ينبغي أن تكون المحادثات موجزة وبسيطة وتقتصر على موضوع واحد في كل مرة مع الحفاظ على بساطة اللغة واستخدام كلمات وجمل قصيرة وأسئلة مباشرة. على سبيل المثال، إذا كنت تتصفح ألبوم صور قديم، يمكنك أن تقول: "هذا فستان جميل، ما رأيك؟" بدلا من: "هل تتذكرين يوم زفافكِ؟". تنصح مدرسة هارفارد الطبية بتجنب طرح الأسئلة المعقدة والمربكة للشخص المصاب بالخرف، مع توجيه أسئلة مباشرة مثل: "هل ترغب في كوب من الشاي؟ بدلا من "ماذا ترغب أن تشرب؟"، وبالمثل فإن سؤاله "هل تشعر بالحزن؟" أفضل من "بماذا تشعر؟". كذلك ينبغي تقديم خيارات محدودة تقلل من شعوره بالحيرة والإحباط، فمثلا: إذا كنت تريد أن تسأله عما يرغب في ارتدائه اليوم فلا تسأله: "ماذا تريد أن ترتدي؟"، ولكن يمكنك رفع قميصين وطرح السؤال عليه كما يلي: "هل تفضل القميص المزين بالزهور الصفراء أم القميص المخطط باللون الأزرق؟ وبالطريقة نفسها لا تسأله "ماذا تريد على الغداء اليوم؟" والأفضل أن تقول "هل ترغب في الدجاج أم السمك؟". لا تحاول تصحيح معتقداته الخاطئة مع تقدم الخرف، يجد الشخص صعوبة في تقبل المنطق، وقد يتعذر إقناعه بخطأ معتقداته، لذلك إذا قال إن شيئا ما أسود وأنت تعلم أنه أبيض، فهو أسود، ولكن إذا تبنى اعتقادا يعزز توتره ويشعره بالضيق حاول طمأنته واصرف انتباهه إلى شيء يستمتع به كمشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل أو تناول وجبة خفيفة مفضلة. على سبيل المثال، إذا سألت أحد أفراد عائلتك المصاب بألزهايمر إن كان قد تناول دواءه وأجاب بنعم، لكنك لاحظت أن الدواء لا يزال كما هو، فتجنب المواجهة، ولا توجه إليه عبارات من قبيل "لا أصدق أنك تكذب!" أو "انظر، لقد نسيت"، يمكنك الانتظار بضع دقائق والقول: "يبدو أن حبوبك لا تزال في علبة الدواء، لماذا لا نتناولها الآن؟" من دون حتى الإشارة إلى نسيانها، وإذا طلب الذهاب إلى العمل في أحد الأيام، فأخبره أن مديره اتصل وأخبره أن المكتب مغلق للتجديدات أو تم إلغاء العمل بسبب سوء الأحوال الجوية. عند التحدث إلى شخص يعاني من الخرف، احرص على إضفاء بعض الفكاهة والضحك، ولكن تأكد من أنه لا يشعر بأنك تضحك عليه أو تسخر منه. استخدم الإشارات غير اللفظية إعلان تشير جمعية ألزهايمر في شيكاغو إلى أن الإشارات غير اللفظية تلعب دورا حاسما في مراحل الخرف المتقدم. وللتواصل الناجح في هذه المرحلة، عبر عن قصدك بإشارات بصرية أو إيماءات للتعبير عن الود والتفهم وتعزيز ما تحاول إيصاله. على سبيل المثال، إذا قلت: "لنذهب في نزهة"، استخدم حركة ذراع مع دعوتك، وحافظ على التواصل باللمس بما في ذلك إمساك الأيدي أو لف يدك بلطف حول ذراعيه للمساعدة في طمأنته، أو استمعا معا إلى موسيقى مفضلة لاسترجاع ذكريات سعيدة. وبشكل عام، احرص على احترام المساحة الشخصية لمريض الخرف في جميع مراحل مرضه، ولا تتحدث معه بلغة الطفل، ولا تصف حالته للآخرين كما لو كان غائبا أو لا يفهم ما تقوله.

مشهد من غزة.. كيس الطحين أغلى من الروح
مشهد من غزة.. كيس الطحين أغلى من الروح

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

مشهد من غزة.. كيس الطحين أغلى من الروح

لأن روح الإنسان غالية ولا تقدر بثمن، يسعى كل شخص لحماية نفسه بالفرار أو الاختباء عند استشعار الخطر؛ فهذه قاعدة بدهية لدى جميع البشر. لكن هناك بقعة من الأرض يبدو أن هذه القاعدة لا تنطبق على سكانها. إنها غزة ، حيث يعيش أهلها حرب إبادة وتجويع إسرائيلية منذ ما يقارب العامين. فقد انتشر مقطع فيديو من غزة ينسف هذه القاعدة لشاب غزي جريح، يدخل إلى مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس وهو يعرج على قدمه النازفة من الإصابة، ولا يزال يحمل كيس الطحين على كتفه. هذا المشهد أثار حالة من الدهشة والذهول لدى رواد مواقع التواصل الذين قالوا: "لقد بلغ الجوع بالإنسان حدا جعله يحتمل الألم والجراح، لأنه لو لم يكن الجوع أشد قسوة من الإصابة لترك كيس الطحين". وكتب آخرون "كأن كيس الطحين كان انتصاره الوحيد وسط الركام، حمله بيد دامية حتى باب المستشفى، رافضًا أن يسلبه القصف آخر ما تبقى له من الحياة! مشاهد كهذه لا تراها إلا في غزة، حيث يولَد الألم وتُصنع البطولة من عذابات السكان". وعلق ناشطون على المشهد قائلين "إلى هذا الحد وصل بنا الحال؟ يتمسك بكيس الطحين رغم إصابته… مكان اعتراض العربات من قِبل البلطجية يبعد عن مجمع ناصر الطبي 3 إلى 4 كيلومترات، أي إن هذا الشاب قطع المسافة وهو مصاب، يا الله فرجك!". ووصف آخرون المشهد قائلين إنه "كان يحمل كيس الطحين كما لو كان يحمل حياته. تعثّرت خطواته على الأرض الوعرة، وقدمه المصابة تنزف وجعًا لا يرحم، لكن عينيه لم تعرفا التراجع. كل خطوة كان يسيرها اختلطت فيها آهات الألم بقرقرة الجوع في جوفه. لم يشأ أن يترك الكيس رغم ثقله وجراحه، فقد كان يدرك أن لا شيء ينتظره سوى هذا الكيس… في داخله خبزه، عزته، وربما غده. مضى مطأطئ الرأس، مرفوع الإرادة، يقاتل الجوع، والوجع، والانكسار… بكيس طحين". إعلان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store