
اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين ينعش الآمال وسط تصاعد التوترات التجارية والنفطية
أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، استكمال تفاصيل اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لتنفيذ إطار تفاهم تم التوصل إليه خلال مباحثات اقتصادية وتجارية في العاصمة لندن. وذكرت الوزارة أن واشنطن سترفع بعض القيود المفروضة على الصين، مقابل التزام بكين بمراجعة طلبات تصدير
المنتجات
الخاضعة للرقابة والموافقة عليها إذا استوفت الشروط القانونية. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان رسمي: "نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق"، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل سليم ومستقر ومستدام، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
التزامات متبادلة وتصعيد سابق
ودعا البيان الصيني إلى احترام ما تم الاتفاق عليه خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين في 5 يونيو/حزيران، مع التأكيد على أهمية آلية التشاور الاقتصادي والتجاري لمعالجة الخلافات وتطوير التفاهم بين الجانبين. وفي 2 إبريل/نيسان، فرض ترامب رسومًا جمركية إضافية على عدد من شركاء بلاده التجاريين، في مقدمتهم
الصين
، التي ردت بالمثل، ما أدى إلى رفع الرسوم الأميركية إلى 145% مقابل رسوم صينية بلغت 125%.
وردًا على هذه الإجراءات، فرضت الصين قيودًا جديدة على تصدير العناصر الأرضية النادرة التي تمثل الغالبية العظمى من الإمدادات العالمية. وفي أعقاب هذا التصعيد، عقد البلدان محادثات في جنيف يومي 10 و11 مايو/أيار، توصلوا خلالها إلى اتفاق بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتًا لمدة 90 يومًا اعتبارًا من 14 مايو/أيار، بحيث تنخفض الرسوم الأميركية على الواردات الصينية إلى 30%، مقابل خفض الصين رسومها إلى 10%. كما شهدت لندن في 10 و11 يونيو/حزيران مفاوضات مكثفة بين الجانبين، شارك فيها من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، هي ليفينغ، ومن الجانب الأميركي وزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بحسب "الأناضول".
ورغم التوصل إلى اتفاق، اتهم مسؤولون أميركيون لاحقًا بكين بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والتأخر في الموافقة على تراخيص تصدير المعادن النادرة. غير أن الجانبين جدّدا التزامهما بالمضي قدمًا في إطار تفاهم جنيف، وأعلنت بكين، اليوم الجمعة أن "الاتفاق تم تأكيده من الطرفين بعد مشاورات مكثفة"، وأن الصين ستراجع طلبات تصدير السلع الخاضعة للقيود "وتوافق عليها إذا كانت متوافقة مع القانون"، فيما ستقوم واشنطن برفع سلسلة من القيود التجارية المفروضة على الصين، وفقاً لـ"فرانس برس".
اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين... وترقب لتنفيذ الالتزامات
في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك: "سوف يقومون بتوصيل معادن الأرض النادرة إلينا، وبمجرد أن يحدث ذلك، سنرفع إجراءاتنا المضادة". وأضاف الرئيس دونالد ترامب، خلال مناسبة في البيت الأبيض أثناء حديثه عن صفقات مع دول أخرى: "لقد وقعنا اتفاقًا مع الصين أمس"، مشيرًا إلى احتمال وجود "اتفاق كبير جدًا" مع الهند أيضًا، دون أن يصدر تعليق فوري من الجانب الصيني حول الاتفاق.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب: التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يشمل المعادن النادرة
وأكد لوتنيك لقناة "بلومبيرغ" أن الرئيس ترامب يعتزم استكمال سلسلة من الصفقات التجارية خلال الأسبوعين المقبلين، في إطار المهلة التي حددها لإعادة فرض رسوم جمركية أعلى، والتي تنتهي في 9 يوليو/تموز، بعد تعليق هذه الرسوم في إبريل/نيسان. وكانت الحرب التجارية التي أطلقها ترامب مع بكين منذ فبراير/شباط قد أدت إلى تصعيد متبادل في الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أثار قلق الأسواق الدولية.
وفي إبريل/نيسان، رفع ترامب
الرسوم الجمركية
على الواردات الصينية إلى 145%، فيما بدأت تظهر بوادر انفراج قبل أسابيع قليلة. ووفق تصريحات سابقة لترامب، توصلت الدولتان إلى اتفاق مبدئي لتخفيف القيود على تصدير المعادن النادرة، بالإضافة إلى تقدم في ملف التعرفات الجمركية. وفي تصريحات لاحقة، قال لوتنيك إن البيت الأبيض يخطط لعقد اتفاقيات مع عشرة شركاء تجاريين رئيسيين. وأوضح أن الاتفاق مع الصين، والذي تم التوقيع عليه قبل يومين، ينظم الشروط التي تم بحثها خلال المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، ويشمل التزام الصين بتسليم معادن الأرض النادرة، وهي ضرورية لصناعات متعددة مثل توربينات الرياح والطائرات النفاثة.
وفي تطور اقتصادي آخر، أعلنت وزارة التجارة الصينية، اليوم الجمعة، عن تمديد رسوم مكافحة الإغراق على مادة التولويدين المستوردة من الاتحاد الأوروبي لخمس سنوات إضافية اعتبارًا من 28 يونيو/حزيران. وقد فُرضت رسوم بنسبة 19.6% على شركة "لانكسيس دويتشلاند جي.إم.بي.إتش" الألمانية، و36.9% على الشركات الأوروبية الأخرى. وتُستخدم مادة التولويدين في صناعة الأصباغ، الأدوية، والمبيدات الحشرية، وفقاً لـ"أسوشييتد برس".
الواردات الصينية من النفط الإيراني تسجل مستويات قياسية
وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة "رويترز" أن واردات الصين من
النفط الإيراني
ارتفعت في يونيو/حزيران مع تحسن الطلب من المصافي المستقلة وتسارع وتيرة الشحنات قبيل اندلاع توترات جديدة في المنطقة. ووفقًا لبيانات شركة "فورتيكسا" لتتبع السفن، استوردت الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – أكثر من 1.8 مليون برميل يوميًا في الفترة من 1 إلى 20 يونيو/حزيران، وهو مستوى قياسي. كما تشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن المتوسط بلغ 1.46 مليون برميل يوميًا حتى 27 يونيو، مقارنة بمليون برميل يوميًا في مايو/أيار.
ويرجع هذا الارتفاع، بحسب المحللين، إلى الإسراع في تفريغ كميات كبيرة من النفط العالقة في ناقلات، بعد أن سجلت صادرات إيران النفطية أعلى مستوى لها منذ سنوات عند 1.83 مليون برميل يوميًا في مايو. ومن المتوقع أن تبقى الواردات الصينية من النفط الإيراني مرتفعة في الفترة المقبلة. ورغم أن ترامب أكد استمرار سياسة "أقصى الضغوط" على إيران، بما في ذلك تقييد مبيعاتها النفطية، إلا أنه أشار إلى احتمال تخفيف العقوبات للمساعدة في
إعادة إعمار
البلاد.
أسواق
التحديثات الحية
ارتفاع الدولار وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية الأميركية الصينية
انخفاض الأرباح الصناعية في الصين بسبب التوترات التجارية
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الصيني أن الأرباح الصناعية في مايو/أيار تراجعت بنسبة 9.1% على أساس سنوي، نتيجة لتأثير التوترات الجمركية على النشاط الصناعي. كما تراجعت الأرباح خلال الفترة من يناير إلى مايو بنسبة 1.1% مقارنة بالعام السابق، رغم ارتفاع الأرباح التشغيلية بنسبة 2.7%. ويأمل المسؤولون الصينيون أن يساهم النمو الثابت في دعم تعافي الأرباح خلال الأشهر المقبلة. وتستهدف بكين تحقيق معدل نمو اقتصادي بنحو 5% لعام 2025، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 4% فقط.
يأتي الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين في لحظة دقيقة من العلاقات الاقتصادية الدولية، حيث تزداد المخاوف من تفاقم التوترات الجيوسياسية والجمركية. وبينما تسعى واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها التجارية قبل نهاية المهلة التي حددها الرئيس ترامب، تحاول بكين الحفاظ على توازن اقتصادي يسمح لها بمواصلة النمو وتحقيق هدفها السنوي.
في المقابل، تُظهر بيانات التجارة والنفط مؤشرات متباينة: من جهة، تشهد واردات الصين من النفط الإيراني قفزات غير مسبوقة، رغم العقوبات، ما يعكس تحولات في مصادر الطاقة والتعاون الإقليمي. ومن جهة أخرى، يضغط التباطؤ في الأرباح الصناعية على الحكومة الصينية لاتخاذ مزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد المحلي. وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى تنفيذ الاتفاقات هو التحدي الأكبر، وسط ترقب عالمي لما إذا كانت هذه التفاهمات ستؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار التجاري، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في حرب اقتصادية لم تبلغ نهايتها بعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 23 دقائق
- BBC عربية
إيران تشيّع جثامين 60 شخصاً قتلوا خلال الضربات الإسرائيلية على البلاد، وعراقجي يدين تصريحات ترامب "المهينة وغير المقبولة"
Update: Date: 28 June 2025 Title: محافظة طهران تعلن إغلاق المصالح الحكومية لـ"إتاحة الفرصة لحضور الجنازة" Content: أعلنت محافظة طهران، أمس، أن كافة المصالح الحكومية ستكون مغلقة اليوم السبت 27 يونيو/حزيران، بالتزامن مع مراسم التشييع. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن هذا القرار جاء بهدف إتاحة الفرصة للعامة والموظفين لحضور الجنازة. Update: Date: 28 June 2025 Title: Content: Update: Date: 28 June 2025 Title: ترامب يهدد بتوجيه ضربات أخرى لإيران إن قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري Content: قبل قليل، أشرنا إلى تغريدة لوزير الخارجية الإيراني على موقع "إكس"، انتقد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إليكم السياق الذي جاءت فيه تلك التغريدة. خلال ساعات الليل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، واتهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بـ"الجحود". ترامب قال على منصة "تروث سوشال": "كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأمريكية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته". وأضاف ترامب أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على رفع عقوبات مفروضة على إيران، وأوضح: "بدلا من ذلك تلقيت بيانا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات". منشور ترامب يبدو أنه جاء رداً على كلمة لخامنئي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني الخميس، أشاد فيها ب"انتصار" الشعب الإيراني على "الكيان الصهيوني الزائف" وقلل فيها من شأن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية. صدر الصورة، Reuters Update: Date: 28 June 2025 Title: قيادي في الحرس الثوري: مشاركة الشعب بمثابة إحدى عمليات "الوعد الصادق" Content: صدر الصورة، Reuters قال قائد فيلق "محمد رسول الله" التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد حسن حسن زاده إن مشاركة الشعب في مراسم تشييع الجنازات السبت، يعد بمثابة إحدى عمليات "الوعد الصادق". وأوضح زاده في مؤتمر صحفي أن المراسم تنطلق من ساحة "انقلاب" إلى ساحة "آزادي" في طهران، بحضور "حشود غفيرة من أبناء الشعب، ومن مختلف شرائح المجتمع". وأكد قائد فيلق "محمد رسول الله" إنه تم دفن جثامين عدد من القادة على مختلف المستويات، بالإضافة إلى أقاربهم من قوى الأمن والجيش والحرس الثوري خلال الأيام الماضية، مضيفاً أن مراسم السبت هي "جنازة رمزية وطنية لتكريم ذكرى جميع شهداء البلاد". وفي هذه المراسم، سيُجرى تشييع جثامين عدد من القادة والعلماء القتلى، بالإضافة إلى أفراد مدنيين من ضمنهم عدد من الأطفال، بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا". Update: Date: 28 June 2025 Title: كيف سيكون مسار الجنازة؟ Content: تجمع حشد من المُشيّعين عند الثامنة صباحاً (4:30 بتوقيت غرينيتش) في ساحة انقلاب (الثورة بالفارسية) وسط طهران، لحضور جنازة 60 شخصاً قتلوا خلال التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل. وستسير الجنازة وصولاً الى ساحة آزادي (الحرية) التي يتوسطها برج ضخم، ويُعد من أبرز معالم العاصمة طهران ، ويحظى بمكانة رمزية لدى الإيرانيين. وقال المسؤول الديني في محافظة طهران، محسن محمودي، للتلفزيون الرسمي يوم الجمعة، إن المراسم ستكون "قصيرة"، ثم "ستتجه مواكب الشهداء إلى ميدان آزادي على مسافة 11 كيلومترا". وأضاف محمودي أن اليوم "سيكون يوماً تاريخياً لإيران الإسلامية ولتاريخ الثورة". صدر الصورة، Reuters Update: Date: 28 June 2025 Title: وزير الخارجية الإيراني يندد بالتصريحات "المهينة وغير المقبولة" لترامب Content: ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت بالتصريحات "المهينة وغير المقبولة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إنه أنقذ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من "موت قبيح ومخز". وكتب عراقجي على حسابه على منصة "إكس" فجر اليوم: "إذا كان الرئيس ترامب يريد حقاً التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الإيراني، آية الله الخامنئي، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين". Update: Date: 28 June 2025 Title: بدء مراسم تشييع 60 شخصاً قتلوا خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل Content: بدأت قبل قليل في إيران مراسم التشييع الرسمية لستين شخصاً من القادة العسكريين والعلماء النوويين ومدنيين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال التصعيد الذي استمر إثني عشر يوماً بين البلدين. وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أنه "بدأت رسمياً مراسم تكريم الشهداء"، ونقل مشاهد مباشرة من طهران تظهر حشوداً من المواطنين يحملون أعلام إيران ويرفعون صور القادة العسكريين الذين قتلوا خلال التصعيد. صدر الصورة، Reuters صدر الصورة، Reuters صدر الصورة، Reuters Update: Date: 28 June 2025 Title: أبرز محطات التصعيد بين إيران وإسرائيل Content: قبل أن نبدأ برصد ومتابعة مراسم الجنازة الجماعية في إيران، دعونا نستذكر سوياً أبرز محطات التصعيد بين إيران وإسرائيل خلال الفترة الماضية: بعد إنذار إسرائيلي بساعات قليلة، أعلنت إسرائيل تنفيذ أول موجة من الضربات الجوية على طهران حوالي الساعة 03:30 بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش) في عملية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الأسد الصاعد". أعلنت طهران أنها ردت بهجمات صاروخية على مواقع إسرائيلية على الهجوم الإسرائيلي، في عملية أُطلق عليها " الوعد الصادق 3" - والحرس الثوري الإيراني يعلن إطلاق دفعة صواريخ باليستية على إسرائيل من قواعد صاروخية في طهران وكرمانشاه. واصلت إيران وإسرائيل القصف المتبادل، وتم الإبلاغ عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين بالإضافة إلى عدد من المدنيين. لمعرفة المزيد من التفاصيل حول اثني عشر يوماً من التصعيد بين إيران وإسرائيل اضغط هنا Update: Date: 28 June 2025 Title: Content: صباح الخير .. أهلا بكم إلى هذه التغطية المباشرة من بي بي سي نيوز عربي لمراسم تشييع 60 شخصاً قتلوا خلال الضربات التي شنتها إسرائيل على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري واستمرت اثني عشر يوماً. ابقوا على إطلاع وتابعوا تغطيتنا المباشرة، ويمكنكم التفاعل معنا عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر وإنستغرام.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
إدانات متصاعدة لترامب بعد قصف إيران.. 'انتهاك للدستور وخيانة للدبلوماسية'
واشنطن- 'القدس العربي': أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ ضربات جوية ضد ثلاث منشآت نووية في إيران موجة انتقادات واسعة من قبل جماعات مناهضة للحرب ونواب ديمقراطيين في الكونغرس، حيث وُصفت الخطوة بأنها 'غير قانونية' وتنذر بإشعال مواجهة خطيرة في الشرق الأوسط. وأعلن ترامب، مساء السبت في واشنطن، أن ستّ قاذفات أمريكية من طراز B-2 ألقت 12 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها 30 ألف رطل، على مواقع نووية إيرانية، من بينها منشأة فوردو الأكثر تحصينًا تحت الأرض، إضافة إلى مواقع في نطنز وقرب أصفهان. Q: The DNI concluded in March that Iran is not building a nuclear weapon. So what new intelligence does the US have since then that Iran changed its position? HEGSETH: The president has made it very clear that he's looked at all the intelligence and come to the conclusion that… — Aaron Rupar (@atrupar) June 22, 2025 وقالت إيران مرارًا إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، في حين أشارت تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران لم تبدأ تصنيع سلاح نووي باستخدام اليورانيوم المخصب. ورغم ذلك، تهرّب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث، خلال مؤتمر صحافي الأحد، من الإجابة على سؤال حول وجود معلومات استخباراتية جديدة تفيد بعزم إيران على إنتاج قنبلة نووية. وكان مسؤولون إيرانيون يشاركون في مفاوضات مع واشنطن حين بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شنّ هجمات على أهداف داخل إيران مطلع الشهر. وادّعى نتنياهو مجددًا أن إيران قد تنتج سلاحًا نوويًا 'في وقت قصير جدًا' إذا لم يتم تدمير منشآتها النووية. وذكرت وكالة 'تسنيم' الإيرانية الرسمية أن عدة أشخاص أصيبوا جراء القصف على موقع فوردو. ورغم تصريحات ترامب السابقة بأنه لم يقرر بعد ما إذا كانت بلاده ستشارك مباشرة في الحرب الإسرائيلية، أثارت بيانات تتبع الطيران، التي أظهرت تحليق قاذفات B-2 فوق المحيط الهادئ السبت، شكوكا حول قرب تنفيذ الضربة الأمريكية. وقالت ميليسا بارك، المديرة التنفيذية لـ'الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية'، إن إدارة ترامب 'تنتهك القانون الدولي' بانخراطها في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، مضيفة: 'العمل العسكري ليس هو الحل لمعالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. التقييمات الاستخباراتية الأمريكية تشير إلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وبالتالي ما قامت به إدارة ترامب تصعيد خطير بلا مبرر، يقوض الجهود الدولية للحدّ من انتشار السلاح النووي'. ودعت بارك الإدارة الأمريكية إلى العودة للمسار الدبلوماسي، قائلة: 'هذا الهجوم لا يجعل المنطقة أو العالم أكثر أمنًا… على واشنطن وقف التصعيد والعودة إلى الحوار'. وفي الكونغرس الأمريكي، أدان ديمقراطيون الخطوة باعتبارها انتهاكًا للدستور، الذي يشترط موافقة الكونغرس على أي استخدام للقوة العسكرية. وقالت النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغن): 'قيام ترامب بإرسال القوات الأمريكية لقصف إيران دون موافقة الكونغرس يُعد انتهاكًا صارخًا للدستور. الشعب الأمريكي لا يريد حربًا لا نهاية لها في الشرق الأوسط… لقد خُدعنا من قبل بحجة أسلحة الدمار الشامل، ولن نقع في الفخ مرة أخرى'. وتقدّم نواب بمشاريع قوانين، بينها اثنان بموجب 'قانون سلطات الحرب'، لمنع أي عمل عسكري إضافي ضد إيران دون تفويض من الكونغرس، ووقع على هذه المبادرات حتى الآن 59 نائبًا ديمقراطيًا ونائب جمهوري واحد، وفقا لتقرير نشرته منصة 'كومن دريمز'. وفي حين دعم بعض القادة الديمقراطيين هذه التحركات لاحقًا، لم يكن من بينهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولا زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، اللذان دافعا عن الهجمات الإسرائيلية على إيران. لكن شومر انضم لاحقًا كمشارك في مشروع القرار الذي قدّمه السناتور تيم كين، داعيًا للتصويت عليه فورًا. من جهتها، قالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إن قرار ترامب 'الكارثي' بتنفيذ الهجوم بشكل أحادي 'يمثل بوضوح سببًا يستدعي المساءلة وربما العزل'. The President's disastrous decision to bomb Iran without authorization is a grave violation of the Constitution and Congressional War Powers. He has impulsively risked launching a war that may ensnare us for generations. It is absolutely and clearly grounds for impeachment. — Alexandria Ocasio-Cortez (@AOC) June 22, 2025 أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقال إن ترامب 'خان إيران' التي كانت في مفاوضات معه، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول: 'بلدي يتعرض لهجوم وعدوان، وسنردّ بناء على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا'. وكانت إيران قد هددت في وقت سابق باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال شاركت واشنطن في الحرب الإسرائيلية. وقال رائد جرار، مدير السياسات في منظمة 'الديمقراطية الآن للعالم العربي'، إن خطوة ترامب 'ستؤدي غالبًا إلى ردّ فعل إيراني يعرّض القوات والمواطنين الأمريكيين في الشرق الأوسط للخطر'، داعيًا إلى إقرار تشريع يمنع أي مشاركة عسكرية إضافية حتى في حال وجود ردّ انتقامي. بدوره، قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، إن ترامب 'وقع في فخ نتنياهو' وسهّل على إسرائيل 'جرّ بلادنا لمزيد من التواطؤ مع إبادة جماعية في غزة وهجمات متعددة في المنطقة'، وأضاف: 'تمامًا كما دفع المحافظون الجدد إدارة جورج بوش لشنّ حرب كارثية في العراق، اعتمد ترامب على معلومات مضللة لدفع البلاد إلى حرب لا طائل منها'. ودعا عوض إلى وقف جميع الأعمال العسكرية ضد إيران، وإنهاء الدعم الأمريكي لـ'دولة مارقة تسعى لفرض هيمنتها على المنطقة من خلال حملة لا تنتهي من الموت والتجويع والتطهير العرقي والدمار'. أما جمال عبدي، رئيس المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، فقال إن الهجوم تم 'لأن ترامب وغيره من القادة الأمريكيين لا يعرفون كيف يقولون 'لا' لنتنياهو'، مضيفًا: 'إذا كان نتنياهو قد أشعل طاولة المفاوضات، فإن ترامب قد صبّ عليها الوقود. لقد انهارت القنوات الدبلوماسية مع إيران فعليًا'. ورأى عبدي أن 'الصقور' في واشنطن وتل أبيب يريدون حربًا دائمة مع إيران، و'ترامب أطلق كلاب الحرب، والمستقبل يبدو أكثر خطورة من أي وقت مضى… علينا جميعًا الآن أن نعيد بناء طريق نحو السلام'. وحذّرت 'رابطة ضبط التسلح' من أن الضربات قد تضر بالمواقع النووية الإيرانية، لكنها لن تمحو المعرفة التقنية لدى طهران، ما قد يدفعها للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وربما التفكير فعليًا في التسلّح النووي. وأضافت المنظمة: 'رغم الأضرار، يبقى المسار التفاوضي هو السبيل الأفضل لاحتواء البرنامج النووي الإيراني. على ترامب أن يقدّم خطة للتهدئة والانخراط الدبلوماسي بدلًا من التصعيد'.


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات في أفريقيا
وقّعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق سلام في واشنطن، بهدف إنهاء عقود من الصراع المدمر بين الجارتين، بينما تشير التوقعات إلى أن الاتفاق ربما سيمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن. وما تزال التفاصيل قليلة حول تفاصيل الاتفاق، لكنه يطالب بـ"فض الاشتباك ونزع السلاح والدمج المشروط" للجماعات المسلحة المتقاتلة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وعلى الرغم من فشل اتفاقيات السلام السابقة في المنطقة، إلا أن ذلك لم يثنِ الرئيسين الأمريكي والكونغولي عن اعتبار هذا الاتفاق انتصاراً. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة: "اليوم، انتهى العنف والدمار، وبدأت المنطقة بأكملها فصلاً جديداً من الأمل والفرص". وحضر توقيع الاتفاق في المكتب البيضاوي، نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومندوبين من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. ووصف ترامب اتفاق السلام بأنها "نصرٌ مجيد". وقبيل توقيعه على اتفاق السلام - الذي صادق عليه المندوبون الأفارقة المعنيون - قال الرئيس الأمريكي: "هذا إنجازٌ عظيم". وفي وقت سابق، وقّع وزيرا خارجية الكونغو ورواندا على الاتفاقية في وزارة الخارجية الأمريكية. وقال مكتب الرئيس الكونغولي قبيل توقيع الاتفاقية، يوم الجمعة، إن هذا "نجاح دبلوماسي آخر للرئيس فيليكس تشيسكيدي، وهو بلا شك الأهم منذ أكثر من 30 عاماً". وترددت أنباء عن زيارة الرئيس الكونغولي تشيسكيدي ورئيس رواندا بول كاغامي إلى واشنطن للقاء ترامب، إلا أنه لم يُحدَّد موعدٌ للزيارة حتى الآن. وتصاعد الصراع - المستمر منذ عقود - في وقت سابق من هذا العام، عندما سيطر متمردو حركة 23 مارس/أذار أو "إم 23" المسلحة على أجزاء كبيرة من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك العاصمة الإقليمية غوما، ومدينة بوكافو، ومطارين. وقُتل ألاف الأشخاص خلال التصعيد الأخير، بينما أُجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح من منازلهم. وبعد خسارتها للأراضي، لجأت الحكومة الكونغولية إلى الولايات المتحدة طلباً للمساعدة؛ حيث أشارت التقارير إلى أنها عرضت على واشنطن السماح بالوصول إلى معادن حيوية، مقابل ضمانات أمنية. ويُعد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منطقة غنية بمعدن الكولتان وموارد أخرى حيوية لصناعات الإلكترونيات العالمية. في المقابل، تنفي رواندا دعمها لحركة "إم 23" رغم وجود أدلة دامغة على ذلك، وتصر على أن وجودها العسكري في المنطقة هو إجراء دفاعي ضد التهديدات التي تشكلها جماعات مسلحة مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة تتألف في معظمها من الهوتو - وهي جماعة عرقية ارتبط اسمها بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وتتهم رواندا بدورِها الحكومةَ الكونغولية بدعم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي تشكل مصدر قلق كبير لحكومة كيغالي، غير أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تنفي تلك الاتهامات. وعند الكشف عن بعض المعلومات حول الاتفاق الأسبوع الماضي، تحدّث بيانٌ عن "بنودٍ تتعلق باحترام وحدة الأراضي وحظر الأعمال العدائية"، وتطرق إلى "تسهيل عودة اللاجئين والنازحين داخلياً"، لكن دون تفاصيل إضافية. ووفقاً لتقريرٍ لوكالة رويترز، فقد ضغط المفاوضون الكونغوليون من أجل الانسحاب الفوري للجنود الروانديين، لكن رواندا، التي لديها ما لا يقل عن 7000 جندي على الأراضي الكونغولية رفضت ذلك. وفي بيانٍ غاضبٍ صدر قبل يومٍ من توقيع الاتفاق، أدان وزير خارجية رواندا، أوليفييه ندوهونغيريه، "تسريب مسودة اتفاق السلام"، قائلاً إن بلاده "طالبت الأطراف الأخرى باحترام سرية المناقشات". وتُعدّ الدعوات إلى الانسحاب الكامل للقوات الرواندية من جمهورية الكونغو الديمقراطية نقطة خلافٍ رئيسية خلال المفاوضات. ومع ذلك، قال ندوهونغيريه إن "كلمات (قوة دفاع رواندا) أو (القوات الرواندية) أو (الانسحاب) غير موجودة في الوثيقة". وقبل ساعات قليلة من حفل التوقيع، صرّح مكتب الرئيس الكونغولي بأن الاتفاق "ينص بالفعل على انسحاب القوات الرواندية، لكنه فضّل مصطلح "فض الاشتباك" على "الانسحاب"، باعتبار أن "فض الاشتباك أشمل" على حد قوله. وفيما لم تُعلن التفاصيل الكاملة للاتفاق الموقع حتى الآن، تبقى عدة أسئلة جوهرية عالقة بلا إجابة، ومنها: قبل توقيع الاتفاق يوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، يولاند ماكولو، لوكالة رويترز، إن "رفع الإجراءات الدفاعية في منطقتنا الحدودية" سيكون مشروطاً بـ"تحييد" القوات الديمقراطية لتحرير رواندا. وتعدّ حركة "إم 23" أحد الأطراف الرئيسية في الصراع الدائر، وقد انبثقت عن اتفاق سلام سابق أُبرِم قبل 16 عاماً، ولم يضمن حلّ الجماعات المسلحة. وفي العام الماضي، توصل خبراء روانديون وكونغوليون إلى اتفاقين بوساطة أنغولية بشأن انسحاب القوات الرواندية وقوات العمليات المشتركة ضد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا؛ لكن وزراء من كلا البلدين لم يؤيدوا الاتفاق. وفي نهاية المطاف، تخلت أنغولا عن دورها كوسيط في مارس/آذار الماضي.