logo
الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه

الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه

العربي الجديد٢٢-٠٦-٢٠٢٥

بفعل شح المتساقطات وإقامة
سدود
على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير،
تراجع مستوى المياه
في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنيناً على ملايين السكان المتضرًرين أصلاً من
الجفاف
.
ويمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينيات القرن العشرين لتكون خزاناً للمياه، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط. وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية أيار/مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع حزيران/يونيو 2025.
وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه، ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريباً أي "نحو 24%" من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسب ما يقول مديره كوجر جمال، مضيفاً "لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة"، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة.
الصورة
تأثر سد دوكان بالتغير المناخي، العراق، 7 يونيو 2025 (فرانس برس)
ويعزو هذا الانخفاض أوّلاً إلى "التغيّر المناخي" وبالتالي "قلّة الأمطار" وعدم انتظامها. ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمتراً من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة، أمّا "السبب الثاني"، فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف.
تأثير التغيّر المناخي والسدود على المسطحات المائية
وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدوداً على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان كثيراً من تدفق نهرَي دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية. لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر.
وبحلول نهاية أيار/مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية، وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف. وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير.
يؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم
ويعمل حسين خدر (57 عاماً) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلاً إن إرضه كانت جزءاً من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام 2012، حيث يفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء. غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله.
زرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونماً، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، "لكنها لم تُثمر بسبب قلة الأمطار"، ما ألحق خسائر تقدر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريباً أي ما يعادل نحو 5600 دولار، ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية"، ويضيف "لا يمكن للأربعة دونمات التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونماً".
تقنين المياة والجفاف
ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم. ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من "انخفاض مفاجئ" بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم.
وفي العراق الذي شهد عقوداً من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بصورة متقطعة في صنابيرهم، ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعداً، وفق كريم.
بيئة
التحديثات الحية
الجفاف الشديد في العراق.. طلب دعم تركي
وفضلاً عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه. وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد، ويوضح كريم "نحاول ألّا نمنع المياه كلياً عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعاً "نريد أن يكون لكل محطّة حصة".
(فرانس برس)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند والمجر وبولندا تعود إلى الفضاء بعد 40 عاماً عبر "سبايس إكس"
الهند والمجر وبولندا تعود إلى الفضاء بعد 40 عاماً عبر "سبايس إكس"

العربي الجديد

timeمنذ 5 أيام

  • العربي الجديد

الهند والمجر وبولندا تعود إلى الفضاء بعد 40 عاماً عبر "سبايس إكس"

انطلقت، الأربعاء، من قاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا، رحلة فضائية أميركية خاصة، تابعة لـ"سبايس إكس"، نحو محطة الفضاء الدولية، تضم أربعة روّاد فضاء ، من بينهم أول هندي يتوجّه إلى هذه المحطة المدارية، في خطوة تعكس الطموحات الفضائية المتزايدة للدولة الآسيوية العملاقة. وانطلق صاروخ "فالكون 9" التابع حاملاً الروّاد الأربعة داخل كبسولة "كرو دراغون"، وذلك في تمام الساعة 6:31 صباحاً بتوقيت غرينتش، في إطار مهمة خاصة تُعرف باسم "أكسيوم 4". ويشارك في المهمة أيضاً مجري وبولندي وأميركية. وهبطت المرحلة الأولى من صاروخ "فالكون 9"، القابلة لإعادة الاستخدام، بنجاح في منطقة الهبوط المخصصة لها بعد وقت قصير من الإقلاع. ومن المتوقّع وصول الرواد إلى المحطة يوم الخميس، قرابة الساعة 11:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، على أن تستمر مهمتهم مدة 14 يوماً. ويُشارك في هذه الرحلة رائد الفضاء الهندي شوبهانشو شوكلا، قائد المهمة، إلى جانب البولندي سوافوش أوزنانسكي-فيشنيفيسكي، والمجري تيبور كابو، والأميركية بيغي ويتسون، وهي رائدة فضاء سابقة في وكالة ناسا وتعمل حالياً في شركة أكسيوم سبايس التي تُنظّم هذه المهمة وتوفر خدمات رحلات فضائية خاصة. ومن المقرّر أن يُجري الطاقم نحو ستين تجربة علمية، تشمل تجارب على الطحالب المجهرية، وعلى كائنات "التارديغرادات" المعروفة بقدرتها المذهلة على التكيّف مع البيئات القاسية. علوم وآثار التحديثات الحية ماسك يهدّد بوقف عمليات مركبة الفضاء دراغون إثر خلافه مع ترامب وتُعدّ هذه الرحلة أول مشاركة فضائية للهند أو بولندا أو المجر منذ أكثر من 40 عاماً، ما يجعل منها محطة بارزة في مسار الطموحات الفضائية لنيودلهي. وفي هذا السياق، صرّح وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي جيتيندرا سينغ قائلاً: "ستكون لحظة فخر للهند!"، مشيداً بشوكلا، ومؤكداً أن الهند "أمة في طليعة الاستكشاف الفضائي". واعتبرت القوات الجوية الهندية أن المهمة تمثّل "أكثر من مجرد رحلة، بل تأكيداً على الأفق المتّسع باستمرار للهند". وقال شوكلا خلال مؤتمر صحافي أخير: "أحمل معي ليس فقط أدوات ومعدات، بل أيضاً آمال وأحلام مليار قلب". ويُتوقّع أن يُجري شوكلا البالغ من العمر 39 عاماً، فور وصوله إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، مقابلة مع "شخصية مهمة"، هي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ، بحسب ما أفادت وسائل إعلام هندية. وكان رائد الفضاء راكيش شارما، عام 1984، أول هندي يصل إلى المدار عندما زار محطة "ساليوت 7" السوفياتية، ما يجعل شوكلا أول هندي يصل إلى المحطة الدولية. وبينما أعلنت المجر، عام 2022، أنها دفعت 100 مليون دولار مقابل تذكرة رائد فضائها، لم تُفصح الهند أو بولندا عن الكلفة التي أنفقتها كل منهما. وتشير وسائل إعلام هندية إلى أن نيودلهي أنفقت أكثر من 60 مليون دولار على مشاركة شوكلا، في إطار رؤية وطنية لتعزيز القوة الناعمة الهندية، ومن المتوقع تنفيذها بحلول عام 2027. وكتب رئيس وزراء بولندا دونالد توسك عبر منصة إكس: "لقد نجحنا! بولندا وصلت إلى قمم جديدة"، وأرفق بالمنشور مقطع فيديو يظهر فيه وهو يشاهد عملية الإطلاق من مركز كوبيرنيكوس العلمي في وارسو. كما كتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عبر "فيسبوك": "مرة جديدة، يشارك رائد فضاء مجري في رحلة فضائية. إنه لفخر عظيم! حظاً موفقاً لتيبور كابو!". Mamy to! Polska sięgnęła gwiazd ✨🇵🇱 — Donald Tusk (@donaldtusk) June 25, 2025 خلافات تلقي بظلالها على "سبايس إكس" تأتي هذه المهمة بعد خلاف علني وقع في مطلع يونيو/حزيران بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، إذ هدّد رجل الأعمال الشهير بوقف تشغيل كبسولة "كرو دراغون"، قبل أن يتراجع لاحقاً عن تهديده. وتُستخدم هذه الكبسولة من قبل شركة أكسيوم، كما تؤدي دوراً أساسياً في أنشطة وكالة ناسا، إذ تُعد المركبة الأميركية الوحيدة المُعتمدة حالياً لنقل الروّاد إلى محطة الفضاء الدولية. وسلّط الخلاف بين ماسك وترامب الضوء على العلاقة الوثيقة التي تجمع الحكومة الأميركية بهذه الشركة الفضائية الخاصة، حيث تعتمد "ناسا" ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بشكل كبير على صواريخ ومركبات "سبايس إكس" في إرسال الفرق والحمولات والأقمار الاصطناعية إلى الفضاء. (فرانس برس)

كويكب ضخم قد يصطدم بالقمر عام 2032 ويتلف أقماراً اصطناعية
كويكب ضخم قد يصطدم بالقمر عام 2032 ويتلف أقماراً اصطناعية

العربي الجديد

timeمنذ 7 أيام

  • العربي الجديد

كويكب ضخم قد يصطدم بالقمر عام 2032 ويتلف أقماراً اصطناعية

قد يؤدي اصطدام كويكب كبير بالقمر عام 2032، والذي يُقدّر علماء الفلك احتمال حدوثه بنسبة 4.3%، إلى إتلاف أقمار اصطناعية والتسبب في زخات نيزكية مذهلة، لكنها غير ضارة على الأرض، بحسب باحثين. وكان الكويكب 2024 YR4 قد استأثر بالاهتمام لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا العام، بعدما أعلنت وكالات الفضاء أنها تراقب الكويكب الذي يبلغ قطره 60 متراً، نظراً لاحتمال اصطدامه بالأرض عام 2032. لكن عمليات رصد جديدة، أُجريت منذ ذلك الحين، استبعدت احتمال حدوث اصطدام مباشر مع الأرض. في المقابل، ارتفعت احتمالات اصطدام الكويكب بالقمر إلى 4.3%، بحسب بيانات جمعها تلسكوب جيمس ويب الفضائي في مايو/أيار. وتُقيّم دراسة أولية، نُشرت على منصة أركايف (ArXiv) للبحوث العلمية الأولية وقُدّمت إلى مجلة أستروفيزيكل جورنال ليترز (Astrophysical Journal Letters)، للمرة الأولى العواقب المحتملة لمثل هذا الاصطدام. وسيكون الكويكب 2024 YR4، في حال اصطدامه بالقمر، أكبر كويكب يرتطم بالقمر الطبيعي منذ نحو 5000 عام، وفق ما أوضح بول ويغرت من جامعة ويسترن أونتاريو الكندية، وهو المعد الرئيسي للدراسة التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، في تصريح لوكالة فرانس برس. علوم وآثار التحديثات الحية تراجع احتمالات اصطدام الكويكب 2024 YR4 بالأرض إلى الصفر وأشار ويغرت إلى أن الاصطدام "سيضاهي انفجاراً نووياً ضخماً من حيث كمية الطاقة المنبعثة عنه". وبحسب سلسلة من المحاكاة التي أجراها الباحثون، فإن الاصطدام قد يؤدي إلى قذف ما يصل إلى 100 مليون كيلوغرام من المواد من سطح القمر. وفي حال وقوع الاصطدام على الجانب القريب من القمر، والذي يُقدَّر احتمال حدوثه بنحو 50%، فإن جاذبية الأرض قد تسحب ما يصل إلى 10% من هذا الحطام نحو محيطها. وفي الأيام التي تلي الحادثة، قد يسجل أكثر من 1000 ضعف العدد المعتاد من النيازك التي تهدد الأقمار الاصطناعية في المدار الأرضي. وتحدث ويغرت عن ما وصفه بـ"صخرة قطرها سنتيمتر واحد تتحرك بسرعة عشرات آلاف الأمتار في الثانية"، مضيفًا أنها تُشبه "الرصاصة" في خطورتها. مع ذلك، يُفترض أن تتفكك هذه الشظايا الصغيرة عند دخولها الغلاف الجوي للأرض، من دون أن تُشكل خطراً على البشر، الذين سيشاهدون، مع ذلك، زخات نيزكية "مذهلة"، بحسب الدراسة. وبعد أشهر من الرصد، سيبتعد الكويكب 2024 YR4 بشكل ملحوظ عن الأرض، إلى أن يعود مرة أخرى في عام 2028، حين يُصبح بالإمكان تتبّع مساره مجدداً. وفي حال ارتفعت احتمالات اصطدامه بالقمر بحلول ذلك الوقت، فسيُعتبر "هدفاً مناسباً" لتدريب عمليات الدفاع الكوكبي، بحسب ويغرت الذي أكّد: "أنا واثق من أن المسألة ستُؤخذ بجدية". ويُذكر أن حجم الكويكب 2024 YR4 يعادل نصف حجم كويكب ديمورفوس، فيما لا تتجاوز كتلته 10% من كتلة الأخير، وهو الكويكب الذي اصطدمت به مركبة فضائية تابعة ل وكالة ناسا عمداً عام 2022 لتغيير مساره، في أول اختبار ناجح للدفاع الكوكبي. (فرانس برس)

الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه
الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه

العربي الجديد

time٢٢-٠٦-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

الجفاف في العراق: سد دوكان يفقد 75% من مياهه

بفعل شح المتساقطات وإقامة سدود على الجانب الإيراني من نهر الزاب الصغير، تراجع مستوى المياه في سدّ دوكان بشمال العراق بنسبة 75% هذا العام، ما يفرض تقنيناً على ملايين السكان المتضرًرين أصلاً من الجفاف . ويمكن ملاحظة الجفاف بالعين المجردة، قرب البحيرة الاصطناعية الضخمة التي أُنشئت في خمسينيات القرن العشرين لتكون خزاناً للمياه، إذ تظهر تشقّقات في أرض كانت تغطيها المياه بالكامل قبل عام واحد فقط. وتُظهر صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية في إطار مهمة "سنتينيل-2"، حلّلتها وكالة فرانس برس، أن مساحة بحيرة دوكان تقلّصت بنسبة 56% بين نهاية أيار/مايو 2019، وهو آخر تاريخ كان فيه السدّ ممتلئا بالكامل، ومطلع حزيران/يونيو 2025. وتبلغ قدرة سدّ دوكان الاستيعابية، وهو أكبر سدّ في إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، سبعة مليارات أمتار مكعّبة من المياه، ويبلغ مخزونه الحالي 1,6 مليار تقريباً أي "نحو 24%" من إجمالي قدرة الاستيعاب، حسب ما يقول مديره كوجر جمال، مضيفاً "لم نسجّل مثل هذا المستوى المنخفض خلال السنوات الـ20 أو 25 الأخيرة"، حتى لو أن السدّ شهد في تاريخه فترات شحّ مشابهة. الصورة تأثر سد دوكان بالتغير المناخي، العراق، 7 يونيو 2025 (فرانس برس) ويعزو هذا الانخفاض أوّلاً إلى "التغيّر المناخي" وبالتالي "قلّة الأمطار" وعدم انتظامها. ففي فصل الشتاء هذا العام، سجلت هذه المنطقة هطول نحو 220 ميليمتراً من الأمطار، مقارنة بما لا يقلّ عن 600 ميليمتر في العادة، أمّا "السبب الثاني"، فهو السدود التي أنشأتها "الدولة المجاورة" على نهر الزاب الصغير، أحد روافد نهر دجلة ويغذّي بحيرة دوكان وينبع من إيران التي أنشأت عشرات السدود لتخزين كميات أكبر من المياه لمواجهة الجفاف. تأثير التغيّر المناخي والسدود على المسطحات المائية وتندد بغداد بانتظام بإقامة جارتيها تركيا وإيران سدوداً على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما يقلّلان كثيراً من تدفق نهرَي دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية. لكن الوضع في بحيرة دوكان يعكس كذلك بعض آثار التغيّر المناخي الذي يضرب العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، بينها ارتفاع درجات الحرارة وفترات جفاف متلاحقة منذ ما لا يقلّ عن خمسة أعوام وازدياد التصحّر. وبحلول نهاية أيار/مايو، كان مخزون المياه في العراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاماً بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية، وتراجع تدفق دجلة والفرات، ما سيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف. وتوفّر قرية سرسيان الواقعة بين تلال مطلّة على دوكان، إطلالة خلّابة على البحيرة وعلى مصبّ نهر الزاب الصغير. يؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم ويعمل حسين خدر (57 عاماً) على تهيئة تربة حقل متشققة للزراعة، قائلاً إن إرضه كانت جزءاً من الأراضي التي غمرتها مياه دوكان منذ العام 2012، حيث يفضّل الفلاحون في هذه الأراضي الخصبة المتاحة بشكل متقطع، زراعة محاصيل قصيرة الأجل يحصدونها في الخريف، مثل الخيار والبطّيخ والحمّص وبذور عباد الشمس والفاصولياء. غير أن هذه المحاصيل الصيفية التي تُباع في الأسواق المجاورة، لن تكفي لتعويض الخسائر التي سجّلها خدر في موسم الشتاء هذا، وفق قوله. زرع الرجل هذا الشتاء، على مساحة 54 دونماً، محاصيل أغلبها من الحنطة، في أرض قريبة من القرية، "لكنها لم تُثمر بسبب قلة الأمطار"، ما ألحق خسائر تقدر بثمانية ملايين دينار عراقي تقريباً أي ما يعادل نحو 5600 دولار، ويقول بأسف "عانينا عند زراعة القمح من قلّة المياه، وليس لدينا آبار كبيرة لسقي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية"، ويضيف "لا يمكن للأربعة دونمات التي أحصدها في الحقل على ضفّة النهر أن تعوّض خسارتي في 54 دونماً". تقنين المياة والجفاف ويؤثر نقص المياه في دوكان على أربعة ملايين نسمة في محافظتَي كركوك والسليمانية وعلى مياه شربهم. ومنذ أكثر من شهر، تعاني محطات تنقية المياه في كركوك من "انخفاض مفاجئ" بنحو 40% لكميات الماء الواردة إليها، بحسب مدير الموارد المائية في المحافظة زكي كريم. وفي العراق الذي شهد عقوداً من النزاعات خلّفت بنى تحتية متهالكة وسياسات عامة غير فعّالة، يتلقى السكان المياه بصورة متقطعة في صنابيرهم، ويفرض هذا النقص الأخير بالمياه "إجراءات صارمة في تطبيق نظام" التقنين، بالإضافة إلى توزيع المياه على فترات تزداد تباعداً، وفق كريم. بيئة التحديثات الحية الجفاف الشديد في العراق.. طلب دعم تركي وفضلاً عن حملات توعية بشأن الإسراف في استهلاك المياه، تلاحق السلطات المحلية التوصيلات غير القانونية بشبكة المياه. وفي كركوك التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونَين، تسعى السلطات إلى تقليل الأثر على مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه، ربما على حساب قرى ومناطق أبعد، ويوضح كريم "نحاول ألّا نمنع المياه كلياً عن محطات الإسالة، حتى لو أن إجراءاتنا قد تؤدي إلى قصور في تزويد بعض المحطات"، متابعاً "نريد أن يكون لكل محطّة حصة". (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store