
الدولة الضرورة: فلسطين كحجر زاوية في إطار أمني إقليمي جديد
الحربُ الإيرانيةُ - الإسرائيليةُ العابرةُ للحدود، التي بدأت بها إسرائيلُ في الثالثَ عشرَ من يونيو (حزيران) 2025، تطرحُ أمامَ جميع دولِ المنطقة ضرورةَ إعادةِ تشكيل إطار أمني إقليمي جديد قابلٍ للاستمرار. في مقالي هذا، أطرح مقاربةً مختلفة: نقل القضية الفلسطينية من إطارها التقليدي الذي يضعها كـ«قضية حقوق» أو «مطالب قومية»، إلى مربع الأمنِ الإقليمي بوصفها حجرَ الزاوية أو الدولة الضرورة في أي تصور جديد للأمن الإقليمي، يشمل العربَ واللاعبين غيرَ العرب في المعادلة (إسرائيل، إيران، تركيا). الفكرةُ هنا هي أنَّ قيامَ الدولة الفلسطينية ليس مجردَ استحقاقٍ تاريخيّ، بل ضرورة أمنيةٌ إقليميةٌ عاجلة.
لذا، سأتطرق هنا لمعنى الأمن الإقليمي، فلكلّ دولة في المنطقة تصوُّرُها الخاصُّ لطبيعة التهديدات التي تواجه أمنَها القومي. الحالةُ الإسرائيلية مثالٌ لهذا القلق المفرط، حيث ترى كلَّ ما يحيط بها تهديداً وجودياً، سواء كان من دول كإيران، أو جماعات كـ«حزب الله» و«الحوثيين» و«حماس»... وغيرهم.
كشفت الحربُ بين إيران وإسرائيل ما يمكن تسميته «ميزان العجز الأمني» لدى دول الإقليم كافة تقريباً، وأظهرت أنَّ التفوقَ التكنولوجيَّ قابلٌ للاختراق، ولا يشكّل بوليصةَ تأمين حقيقية. كمَا أنَّ التكنولوجيا النوويةَ لم تعد بعيدةَ المنال، وإيرانُ أوَّلُ من اقتربَ منها. ومن ثم، فإنَّ حلَّ المعضلة الأمنية المزمنة في الإقليم لا يكمنُ في تكنولوجيا العنف، بل في تصوُّرٍ أمنيٍّ جديدٍ شامل.
إذا كانتْ دقةُ الوصفِ هي بداية المعرفة، فإنَّ أفضلَ توصيفٍ للشرق الأوسط كنظامٍ إقليمي هو: «السيولةُ الأمنيةُ والتوتراتُ المزمنة». وفي ظلّ غيابِ آليةٍ جماعيةٍ فعالة لإدارةِ هذه التهديدات وتفكيك النزاعات بعقلٍ بارد، تبقَى فكرةُ العجزِ في ميزانيةِ الأمنِ الإقليمي قائمةً، وتبقَى المنطقةُ عرضةً لانفجاراتٍ عنيفةٍ كلَّ عقدٍ من الزَّمن.
فلو أخذنَا مثلاً إسرائيلَ نموذجاً لمقاربةٍ أمنيةٍ ناقصة، لوجدنا أنَّها اتخذتْ مسارين لتعويضِ شعورِها بانعدام الأمن:
• الأول، مسارُ التَّطبيعِ مع دولٍ عربية، سواء أكان ثنائياً أم جماعياً جزئياً (كما في الاتفاقات الإبراهيمية).
• الثاني، مسار الرَّدعِ والمواجهة العنيفةِ ضد أي تهديدٍ لأمنِها، كمَا في حروبِها مع غزة وحربِها مع إيرانَ في يونيو 2025.
لكنَّ المشكلةَ هي أنَّ هذه المقاربةَ تضع إسرائيلَ في مركز الإقليم من دون مراعاةٍ لما تراه الدولُ الأخرى من تهديدات، ومن دونِ تفكيرٍ في التنافسات الإقليمية بين قوى كإيرانَ وتركيا والسعودية ومصر.
في هذا السّياق، تمثلُ القضيةُ الفلسطينية «الديناميت» الذي يفخّخُ الأمنَ الإقليمي، ويجعلُ احتمالية الحروبِ مرضاً مزمناً يتفاقمُ في أي لحظة.
أمَّا تأسيسُ تصورٍ أمنيّ جديدٍ، فيتطلَّبُ خيالاً استراتيجياً يتجاوز المقارباتِ المجزّأةَ، مثل معاهداتِ السَّلام المنفردة. في هذا التَّصور، لا تُطرَح القضيةُ الفلسطينية كملفٍّ تفاوضيٍّ هامشيّ، بل كشرطٍ بنيويّ ضروريّ لإعادةِ بناءِ النظامِ الأمنيّ الإقليميّ بشكلٍ مستدام يضمنُ الأمنَ لكلّ الأطراف.
الطَّرحُ يستند إلى نظريةِ الأمنِ الإقليمي المركَّب كما صاغَها باري بوزان وأولي ويفر في كتابهما «Regions and Powers (2003)»، التي تجمع بين مستويَي التحليل الدولي والمحلي، وتسعَى لدمجِ بنية النّظام الدولي بالخصائصِ الإقليمية. مساهمتِي تتعلَّقُ بدمجِ هذه النظريةِ بمقارباتٍ واقعية، ليبرالية، وبنيوية، لإنتاج إطار تفسيري يتجاوز الهويات المتصارعة، خصوصاً في ظلّ وجود حكومةٍ إسرائيليةٍ يمينيةٍ متطرفة.
هذا الإطارُ هو بداية عملية لمعالجةِ العجز الأمنِيّ المزمن الذي ينتجُ حروباً كلَّ مدَّة قصيرة من الزمن لا تتعدّى العقد، تُكلّف المنطقةَ والعالمَ كثيراً من الدماء والتوتر، وتعطّل التنمية.
من الدَّولةِ كرمزٍ إلى الدولةِ كضرورةٍ أمنيةٍ، وبعد الحربِ الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة، نجدُ أنفسَنا أمام سؤال جوهريّ: هل نريدُ استمرارَ موجات العنف؟ وهل نستمرُّ في إعادةِ تدوير النماذجِ الأمنية ذاتِها، متجاهلينَ خللاً بنيويّاً عنوانُه غيابُ بنيةٍ أمنيةٍ مستدامة؟
الرَّدعُ التقليديُّ لم يعد كافياً، بل يزيدُ الحرائقَ اشتعالًا، كما ظهر في الرَّدِّ الصَّاروخِي الإيراني على مدنٍ إسرائيلية.
هنا تأتي الدولة الفلسطينية نموذجاً للحلول المستدامة.
نعرف أنَّ دولاً كثيرةً نشأت بوصفِها صماماتِ أمان في سياقات إقليمية مضطربة، لا كتجليَّات قومية؛ مثال: الدولة البروسية بعد حرب الـ30 عاماً، دولة البوسنة والهرسك كحلّ أمنيّ فيدراليّ في البلقان.
ليست كل الدول وليدة حركات قومية أو بناء دولة تلقائي. أحياناً تُخْلَق الدول استجابة لحاجات أمنية ملحّة لتنظيم الفوضى، أو تأمين توازن إقليمي هش. أو حتى ما يُعرف بمفهوم «الدولة العازلة» التي ظهرت في القرن السابع عشر إثر تعدد الإمبراطوريات خوفاً من التصادم المريع بينها.
نماذج مثل بلجيكا (1830) التي نشأت كدولة حياد مفروض لتجنب الحروب بين القوى الكبرى، أو بوتان التي كانت منطقة عازلة بين الهند والصين، أو أوروغواي التي شكلت حائلاً بين الأرجنتين والبرازيل، كلها دلالات مهمة للدولة الفلسطينية.
أمَّا مملكةُ مراكشَ في العهد العثماني، فكانت دولةَ ضرورة للحفاظ على توازن القوى في شمال أفريقيا، وكانت تمثل حاجزاً واقياً بين النفوذ العثماني والطموحات الأوروبية.
إذن، فالدولة الفلسطينية المتماسكة ضرورة أمنية إقليمية؛ لأنَّها تعيد ضبطَ المجال الجغرافي بين إسرائيلَ ومحيطها، وتمنع الاحتكاكَ المباشرَ المستمر، مثلها مثل بلجيكا أو بوتان أو مراكش.
يمكن تصوّرُ دولة فلسطينية لا مركزية، تضم غزةَ والضفة، بدعم قوةٍ أمنية متعددة الجنسيات، بمشاركة من دول المنطقة، لا كمكافأة سياسية، بل كضرورةٍ هيكلية لتثبيت نظام الأمن الإقليمي.
حين تبني إسرائيلُ أمنَها على قاعدة فلسطينية مستقرة، تنتقل التوتراتُ إلى فضاء تفاوضي عقلاني، ويصبح التطبيعُ مؤسساتياً قائماً على الأمن المشترك والاعتراف المتبادل مع دول الجوار والانتفاع المتبادل؛ ما يؤدي إلى نظام إقليمي مترابطٍ وليس تنافساً للهيمنة.
هذا يتطلَّبُ إعادة نسج الاتفاقات الأمنية الفلسطينية - الإسرائيلية كعقد جديد، متجاوزاً اتفاقات أوسلو وغيرها. يكون دورُ الدولِ العربية ليس فقط ضامناً سياسياً بل شركاء في بناء الدولة الفلسطينية، ويكون الدور الإيراني والتركي مراقباً ذكياً ضمن نظام دولي يحمي التوازن.
وباختصار في هذا التصور تصبح الدولةُ الفلسطينية دولةً ضرورة، وتُنْقل من مربع السرديات التاريخية إلى مربع الأمن الإقليمي. فلسطين الدولة كضمانٍ لا كمنّة من الغرب أو الشرق، فمثلما نشأت بلجيكا كأداة أمنية، يجب أن تولدَ الدولةُ الفلسطينية كشرطِ توازن، لا كمكرمة أو استثناء.
الشرق الأوسط لا يحتاج صراعات غير منتهية إضافية أو مزيداً من النزاعات، بل يحتاج إلى نظام أمن إقليمي مبني على مؤسسات أمنية حقيقية تبدأ بقيام دولة فلسطينية ليست بشكل رمزي هش، بل كشرطٍ وجودي لضمان استقرار ورخاء الإقليم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 20 دقائق
- العربية
وزير خارجية ألمانيا: بوتين لا يريد التفاوض بل استسلام أوكرانيا
وصل وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إلى العاصمة الأوكرانية كييف على متن قطار خاص صباح اليوم الاثنين في زيارة رسمية. وقال فاديفول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد مفاوضات، بل استسلاما، مؤكدا أنه سيُجرى لذلك مواصلة العمل على فرض العقوبات بأقصى قدر من الضغط. وفي ضوء الغارات الجوية الروسية المكثفة المستمرة، وعد فاديفول أوكرانيا بمواصلة دعمها بالأسلحة، وقال خلال الزيارة: "حرية أوكرانيا ومستقبلها هما أهم مهمة في سياستنا الخارجية والأمنية... سنقف بثبات إلى جانب أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها بنجاح - بأنظمة دفاع جوي حديثة وغيرها من الأسلحة، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية واقتصادية". وقال فاديفول على رصيف محطة القطار: "أوكرانيا تمر حاليا بوضع صعب للغاية". وفي إشارة إلى إيران، ذكر الوزير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل على ما يبدو التركيز على الشرق الأوسط لمواصلة حربه، التي تنتهك القانون الدولي، على حد تعبيره، وقال: "لا يمكننا السماح له بذلك. ولهذا السبب، يجب على أوروبا، وألمانيا، توضيح إلى أي جانب تقف: إلى جانب أوكرانيا". وأوضح فاديفول أن أوكرانيا ستحدد ما إذا كانت أوروبا ستبقى مكانا تُعلى فيه أهمية الحرية والكرامة الإنسانية، أم ستصبح قارة تتغير فيها الحدود بالقوة، وأضاف: "لذلك سنواصل التركيز الكامل على دعم أوكرانيا"، مشيرا إلى أن هذا يُظهر أيضا "صمودنا كأوروبيين". حزمة العقوبات باءت بالفشل ويوم الجمعة الماضي باء اعتماد حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الثامنة عشرة بالفشل بسبب اعتراض سلوفاكيا. وتم تأجيل التصويت الجديد إلى أجل غير مسمى. وتستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي في المقام الأول الاقتصاد الروسي، وتهدف إلى حرمان البلاد من الموارد المالية اللازمة لمواصلة حربها على أوكرانيا. وظلت الزيارة طي الكتمان لأسباب أمنية حتى وصول الوزير صباح اليوم، حيث سافر فاديفول إلى كييف بالقطار رفقة ممثلين عن قطاع صناعة الأسلحة الألمانية. وتُعدّ ألمانيا أحد الموردين الرئيسيين لأوكرانيا بالمعدات العسكرية والأسلحة والمساعدات المالية في الوقت الذي تواصل فيه البلاد صد غزو روسي شامل بدأ في شباط/فبراير 2022. محادثات ثنائية ومن المقرر أن يُجري فاديفول محادثات مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، ويشهد فاديفول أيضا مباحثات رفيعة المستوى بين قادة أعمال ألمان ومسؤولين أوكرانيين، وفقا لوزارة الخارجية الألمانية. وسبق أن زار فاديفول أوكرانيا في 9 مايو (أيار) الماضي، بعد أيام من توليه منصبه، حيث شارك في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مدينة لفيف غرب البلاد.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا
قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، إن الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن. وأوضح إيرواني في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية: "إذا أراد الأميركيون أن يفرضوا شروطهم علينا، فالمفاوضات معهم مستحيلة". ومن جهة أخرى، نفى الدبلوماسي الإيراني توجيه "أي تهديد" لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها، بعدما دعت صحيفة محلية إلى إعدام مدير الوكالة الأممية رافايل غروسي كونه "جاسوسا". وقال: "لا يوجد أي تهديد من جانب إيران ضد غروسي"، لكنه أكد أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا يمكنهم الآن دخول منشآتنا". وفي السياق ذاته، أكد إيرواني أن إيران "لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية". وتأتي تعليقات طهران بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين، حول مدى تأثر إيران بالضربات قبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. وقال ترامب في مقابلة على قناة "فوكس نيوز": "تم محوه (البرنامج النووي) بشكل لم يسبق له مثيل".


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
إيران تكشف عن هوية رفيق الظل لسليماني وتعلن مقتله
أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل مرافق بارز لقائد فيلق القدس الأسبق، قاسم سليماني، وذلك في الحرب الأخيرة مع إسرائيل. إيران نووي إيران الجيش الإيراني يعلن مقتل 56 من عناصره خلال المواجهة مع إسرائيل لأول مرة فقد كشفت وسائل إعلام إيرانية ولأول مرة، عن هوية "رفيق الظل" لسليماني، وهو حسن أبو الفضل حسن، المعروف باسم "الحاج يونس". وأشارت وكالة تسنيم إلى دور "حسن أبو الفضل" البارز في قيادة العمليات العسكرية لقوات "فيلق القدس" الإيراني في سوريا. كما لفتت الوكالة إلى ما قالت إنه دور بارز لعبه أبو الفضل حسن في قيادة العمليات العسكرية لقوات "فيلق القدس" في سوريا، ووصفت حضوره الميداني بأنه كان "محورياً ومؤثراً". "الضرر كان أقل مما توقعنا".. واشنطن بوست: تنصّت استخباراتي على مسؤولين إيرانيين يكشف حجم ضرر المنشآت النووية بعد القصف #إيران #العربية — العربية (@AlArabiya) June 30, 2025 كذلك أكدت وجود علاقات وثيقة تربطه مع القائد السابق لـ"فيلق القدس"، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية مطلع 2020. في حين نقلت قناة "صابرين نيوز"، المحسوبة على جهاز الدعاية والإعلام التابع لـ"فيلق القدس"، أن "الحاج يونس" قتل في غارة جوية إسرائيلية نفذت قبل 11 يوماً، من دون أية تفاصيل أخرى عن مكان أو ظروف مقتله. أتى ذلك بعدما أعلن الجيش الإيراني، يوم الجمعة الماضي، مقتل 56 من عناصره خلال المواجهة مع إسرائيل، وفق وكالة "مهر" للأنباء، في الوقت الذي أفادت فيه هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بإعلان إيران عن يوم حداد وطني، السبت الذي تلاه. حرب الـ 12 يوما وكانت إسرائيل قد شنت، صباح يوم الجمعة 13 يونيو الجاري، هجوما على إيران، أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء والمدنيين. وفي صباح يوم الأحد الموافق 22 يونيو، شنت الولايات المتحدة أيضا ضربات على المنشآت النووية الثلاث: فوردو ونطنز وأصفهان. وخلال الحرب التي استمرت 12 يوما، استهدفت إسرائيل وقتلت أكثر من 20 مسؤولا عسكريا رفيع المستوى، بعضهم قُتلوا داخل منازلهم.