logo
ضوء أخضر أم مرحلة ثانية من الحرب.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

ضوء أخضر أم مرحلة ثانية من الحرب.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

الجزيرةمنذ 7 ساعات
تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – إلى واشنطن في توقيت لا يبدو أنه اختيار عابر، بل محسوب بدقة في سياق صراع مستمر مع إيران، يتنقل بين ضربة عسكرية محدودة وإمكانية تصعيد أوسع.
وبينما يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الملف الإيراني سيكون على أجندة لقائه المرتقب مع نتنياهو، تتداول التحليلات فرضيتين: الأولى سعي نتنياهو للحصول على "ضوء أخضر" لاستكمال التصعيد ولو منفردا، والثانية اعتبار الضربة الأخيرة تمهيدا لمرحلة ثانية من الحرب تحظى بدعم ومشاركة أميركية.
في هذه القراءة، يبدو أن نتنياهو لا يكتفي بالضربة الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، بل يعتبرها تمهيدا لخطة إستراتيجية أوسع، قوامها خلق واقع جديد تندمج فيه القوة العسكرية مع الغطاء السياسي الأميركي.
فبحسب محللين، لم تكن الغارات الأخيرة هدفا بذاتها بقدر ما كانت رسالة ردع وتأسيس لحرب مقطّعة زمنيا، تُستكمل بمرحلة لاحقة أكثر حسما، وربما أكثر دموية.
هذا المنطق يتسق مع طريقة إسرائيل في إدارة صراعاتها الكبرى تاريخيا، إذ تميل إلى ما يشبه "مرحلة الاختبار" قبل الدخول في معركة شاملة، وهو ما أشار إليه الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين خلال مشاركته ببرنامج "ما وراء الخبر".
وتحدث جبارين عن أن إسرائيل اعتادت خوض حروبها على مرحلتين، تبدأ بجولة أولى لكسر الحاجز أو اختبار الإرادات، ثم تليها لاحقا جولة الحسم النهائي، ومن هذا المنظور، فإن ما جرى لا يشكل سوى "النصف الأول" من معركة مفتوحة، لم تُكتب نهايتها بعد.
رهان إسرائيلي
وفي قلب هذه الحسابات، يبرز الرهان الإسرائيلي على شخصية ترامب، فنتنياهو يدرك -كما يرى محللون- أن الرئيس الأميركي يوازن بين رغبته في صناعة سلام تاريخي، وبين استعداده لاستخدام القوة عند الضرورة.
إعلان
ومن هنا، فإن الرهان الإسرائيلي يقوم على استثمار اللحظة السياسية لإقناع ترامب بأن أي اتفاق مستقبلي مع إيران بشأن برنامجها النووي يجب أن يُبنى تحت سقف تل أبيب، وبشروط تضمن لإسرائيل التفوق الإستراتيجي وردع طهران بصورة لا تقبل التأويل.
لكن هذا الطموح يواجه معادلة أكثر تعقيدا، لا سيما في ظل تباينات أميركية داخلية حول جدوى التصعيد العسكري، وقلق مؤسسات داخل الولايات المتحدة من الانزلاق إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط.
فالصحفي الأميركي بيتر رووف، رغم دفاعه عن الضربات المحدودة بوصفها ضرورة أمنية، يؤكد أن ترامب لا يرغب في التورط بحرب شاملة، ويحرص على البقاء في خانة "صانع السلام"، لا في قائمة رؤساء الحروب.
هذا التعارض بين الطموح الإسرائيلي والتحفظ الأميركي يفتح الباب أمام سيناريو ثالث لا يقل خطورة، يتمثل في منح نتنياهو "تفويضا غير معلن" بمواصلة الضغط على طهران عسكريا، من دون مشاركة أميركية مباشرة.
وهو ما أشار إليه جبارين بوضوح، موضحا أن نتنياهو يسعى إلى جعل أجواء إيران مستباحة بشكل دائم، مثلما هو الحال في لبنان، دون الحاجة إلى موافقة أميركية لاحقة على كل خطوة ميدانية.
مشهد متشابك
وفي ظل هذا التوازن الحرج، تبدو إيران أمام مشهد بالغ التشابك، فعلى الجانب السياسي، لا تزال طهران متمسكة بخيار التفاوض المشروط، لكنها ترفض أي مسار لا يضمن حقوقها النووية، وتعتبر أي محاولة لإعادة طاولة المفاوضات تحت ضغط القصف فاقدة للشرعية.
أما على المستوى الأمني، فتعمل إيران على تعزيز منظومة ردعها تحسبا لأي مرحلة ثانية من الحرب، رافضة العودة للتفتيش أو التخلي عن التخصيب، باعتبار ذلك تنازلا في غير أوانه.
المفارقة أن الحديث عن "ضوء أخضر" أميركي لا يقتصر على الإعلام أو التحليلات، بل يظهر في مؤشرات متزايدة على تنسيق وثيق بين واشنطن وتل أبيب في المرحلة السابقة للهجمات.
ويكفي أن صحيفة "جيروزاليم بوست" أكدت أن نتنياهو يسعى خلال زيارته للحصول على موافقة من ترامب على إجراءات ردعية -وربما عسكرية- ضد أي مسعى إيراني لاستعادة برنامجها النووي، مما يعزز فرضية أن الجولة المقبلة ليست احتمالا نظريا، بل احتمالا يتم التحضير له سياسيا وميدانيا.
في المقابل، يرى مراقبون في طهران أن زيارة نتنياهو قد تمثل اللحظة الأخطر منذ اندلاع المواجهة الأخيرة، إذ تخشى إيران -وفق تعبير الباحث علي أكبر داريني- أن يقع ترامب مجددا في "فخ التصعيد" الذي ينصبه له رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما يعيد سيناريو الضربات العسكرية من بوابة التواطؤ لا المفاجأة.
وبين هذا وذاك، لا يغيب عن المشهد البعد الإقليمي، إذ تراهن إسرائيل على أن تطبيعها مع دول عربية، وربما دمج إيران اقتصاديا بشروط غربية، قد يكرّس حالة استنزاف دائم، تفرض "نهاية بلا نهاية" وتُبقي الضغط مستمرا دون الذهاب لحرب شاملة أو تسوية نهائية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب على غزة مباشر.. غارات إسرائيلية على اليمن وترامب يتحدث عن الاتفاق المرتقب
الحرب على غزة مباشر.. غارات إسرائيلية على اليمن وترامب يتحدث عن الاتفاق المرتقب

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

الحرب على غزة مباشر.. غارات إسرائيلية على اليمن وترامب يتحدث عن الاتفاق المرتقب

في مستهل اليوم الـ640 من حرب الإبادة على غزة ، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو بدأ شن غارات على الحديدة غرب اليمن، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى نتائج المفاوضات المرتقبة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة.

ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه "سخيف"

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد إعلان حليفه السابق إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد ووصفه بأنه "سخيف". وقال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي قبل صعوده طائرته عائدا إلى واشنطن"أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف.. نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري". وأضاف "لقد كان النظام دائما قائما على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك". وختم ترامب قائلا "يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف". وكان ماسك وترامب قريبين جدا، فقد ساهم أغنى رجل في العالم بأكثر من 270 مليون دولار في حملة الجمهوري الرئاسية، وقاد "لجنة الكفاءة الحكومية" لخفض الإنفاق الفدرالي، وكان ضيفا دائما على المكتب البيضاوي. صدام علني وغادر رجل الأعمال "لجنة الكفاءة الحكومية" في مايو/أيار للتركيز على إدارة شركاته، وخاصة تسلا المتخصصة في السيارات الكهربائية التي تضررت صورتها ومبيعاتها في أنحاء العالم نتيجة تعاونه مع ترامب. لكن بعد فترة وجيزة، وقع صدام علني بين الرجلين بشأن مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه الرئيس على الكونغرس وأقره الأخير. وكان إيلون ماسك قد وعد بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم اعتماد النص. وقد نفذ وعده السبت، في اليوم التالي للتوقيع على "قانون دونالد ترامب الكبير والجميل"، بإعلانه عن تأسيس "حزب أميركا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store