logo
من المليارات إلى المتاهة السياسية.. جدران فولاذية تعترض حزب ماسك الجديد

من المليارات إلى المتاهة السياسية.. جدران فولاذية تعترض حزب ماسك الجديد

البيانمنذ يوم واحد
في تحوّل لافت من وادي السيليكون إلى دهاليز السياسة الأميركية، يحاول إيلون ماسك اقتحام الساحة الحزبية بتأسيس كيان سياسي جديد، لكنه يواجه جدرانًا فولاذية من التحديات. فبين نظام انتخابي يُقصي اللاعبين الجدد، ومشهد سياسي منقسم، يجد الملياردير المثير للجدل نفسه أمام متاهة معقّدة قد لا تنفع فيها الثروة أو النفوذ التكنولوجي. فهل ينجح ماسك في إعادة رسم الخريطة السياسية أم تتحطم طموحاته على صخور الواقع الأميركي الصلب؟
ويواجه أغنى رجل في العالم تحديًا سياسيًا جديدًا، لا يقل تعقيدًا عن طموحاته التكنولوجية، إذ تعرقلت خططه لتأسيس حزبه السياسي الجديد الذي أطلق عليه اسم "حزب أمريكا"، وذلك بسبب عقبات قانونية فيدرالية وإشكالات شخصية مع الرئيس دونالد ترامب.
أعلن ماسك، عبر منصته "X"، عن انطلاق الحزب الجديد تلبية لنتائج استطلاع أجراه في الرابع من يوليو، حيث صوّت 65.4% من متابعيه لصالح تأسيس الحزب. كتب ماسك: "بهامش 2 إلى 1، أنتم تريدون حزبًا جديدًا، وستحصلون عليه!"، مضيفًا: "اليوم، تم تأسيس الحزب الأمريكي ليعيد إليكم حريتكم".
لكن الحماس لم يدم طويلًا، فقد برزت أمام ماسك عقبة بيروقراطية صارخة تمثلت في لجنة الانتخابات الفيدرالية (FEC)، التي تشترط تسجيل أي حزب سياسي جديد إذا تجاوز نشاطه المالي حدودًا معينة. وبحسب تقارير صحيفة نيويورك تايمز، فإن خطة ماسك لا تزال في طور الفكرة أكثر من كونها خطوة تنفيذية حقيقية، ولم يتم حتى الآن تسجيل الحزب رسميًا لدى اللجنة.
المشكلة الأكبر أن اللجنة نفسها حالياً غير مؤهلة للعمل، نظرًا لشغور ثلاثة من مقاعدها الستة، مما يمنعها من بلوغ النصاب القانوني اللازم لاتخاذ القرارات. ومنذ بدء ترامب ولايته الثانية، لم يُعيّن أي مفوضين جدد، مما يعطّل قدرة اللجنة على الموافقة على إنشاء أحزاب جديدة أو التعامل مع مستجدات انتخابية.
في تقرير نشرته يوم الأحد، سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على العقبات الكبرى التي تواجه إيلون ماسك في مشروعه السياسي الجديد، بعد إعلانه تأسيس حزب "أمريكا".
ورغم الزخم الإعلامي والإمكانات المالية الهائلة، فإن مسار الحزب الوليد محفوف بالصعوبات. ووفقاً للتقرير، فهذه أبرز التحديات:
النظام المغلق.. الحزبان يحتكران اللعبة
يعاني النظام الانتخابي الأميركي من هيمنة ثنائية صارمة، حيث يعمل بمبدأ "الفائز يحصد كل شيء". هذا يعني أن الأحزاب الصغيرة أو الجديدة تواجه صعوبات جمّة في شق طريقها، لا سيما مع تعقيد قوانين تسجيل الأحزاب في الولايات، والحاجة لتواقيع ضخمة لتأهيل مرشحيها.
منذ عام 1968، لم ينجح أي مرشح من خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الفوز بأصوات المجمع الانتخابي. حتى محاولات ضخمة مثل حملة الملياردير روس بيرو عام 1992 انتهت دون تمثيل حقيقي في السلطة، مما يعكس تحديًا تاريخيًا متجذرًا.
يركّز ماسك، حسب التقرير، على دعم مرشحين محددين في انتخابات نصفية قادمة، لكنه لم يوضح بعد ما هي السباقات التي سيخوضها الحزب. هذه الضبابية قد تُربك الناخبين وتؤدي إلى تشتيت أصوات المحافظين دون تحقيق نتائج حاسمة.
يعوّل ماسك على جذب "الأغلبية الصامتة" أو الوسطية، لكن هذا الجمهور المتنوع أيديولوجيًا يصعب توحيده تحت مظلة واحدة. ويرى محللون أن الولاء العاطفي الراسخ للحزبين التقليديين لا يزال عائقًا كبيرًا أمام أي بديل.
خلافات ماسك العلنية مع ترامب والجمهوريين قلّصت من حجم التأييد السياسي الذي كان يتمتع به، خصوصًا من الجناح اليميني. ورغم امتلاكه المال والتأثير، تبقى معضلة ماسك في حشد دعم شعبي فعلي يُترجم إلى حملات ميدانية حقيقية.
رجل قليل الصبر في ميدان طويل النفس
يشكك خبراء في استعداد ماسك للالتزام بسنوات من العمل السياسي البطيء والمرهق. فالمعروف عن رجل الأعمال سرعته في اتخاذ القرار وتوقعه لنتائج فورية، وهو ما يتعارض تمامًا مع طبيعة التغيير السياسي العميق الذي يتطلب سنوات من التنظيم والتجذّر.
رغم حماسه الكبير وإعلانه المثير، يبدو أن طموح إيلون ماسك السياسي سيُختبر أمام واقع أميركي لا يرحم الغرباء عن مؤسساته، مهما بلغ تأثيرهم أو ثرواتهم.
وترى المحللة السياسية وعضوة اللجنة السابقة آن رافيل أن هذا الجمود قد يكون مقصودًا، قائلة: "من الواضح أن الرئيس ترامب لا يرغب في أن تعمل اللجنة، وقد يكون الهدف إبقاء الوضع تحت السيطرة لأسباب سياسية بحتة"، وفقا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل ".
الخلاف بين ترامب وماسك لم يكن وليد اللحظة. فبعد أن كانت العلاقة بينهما توصف بالودية، وعيّن ماسك كمستشار خاص للرئيس ومسؤول عن "وزارة كفاءة الحكومة"، توترت الأمور بعد خلاف حول مشروع قانون أطلق عليه ترامب اسم "الفاتورة الجميلة"، والذي أنهى الإعفاءات الضريبية عن السيارات الكهربائية – ما اعتبره ماسك هجومًا مباشرًا على تيسلا، الشركة التي يقودها.
بعد استقالة ماسك من منصبه، تصاعدت حرب التصريحات بين الطرفين، وتبادل الرجلان الاتهامات على العلن. ماسك وصف ترامب بالجحود، مؤكدًا أنه ساعده في الفوز بالانتخابات، بينما رد ترامب بوصف ماسك بـ"المجنون".
الأزمة تعمقت بعد أن ألغى ترامب ترشيح رجل أعمال مقرب من ماسك – جاريد إيزاكمان – لمنصب رئيس وكالة ناسا، بسبب تبرعاته السابقة للديمقراطيين.
وكما لو أن الأمور لم تكن مشتعلة بما يكفي، خرج ترامب مؤخرًا عن صمته ليعترف بأنه هو من سرّب معلومات عن تعاطي ماسك لمواد مخدرة، وهي الاتهامات التي وردت في كتاب للصحفي مايكل وولف، وتزعم أن ماسك استخدم مواد مثل الكيتامين والإكستاسي خلال حملته الانتخابية لدعم ترامب. ماسك أنكر هذه المزاعم ونشر نتائج اختبار مخدرات على حسابه ردًا على ذلك.
اليوم، يواجه ماسك تحديًا مزدوجًا: عرقلة قانونية تقف أمام تأسيس "حزب أمريكا"، وصدام سياسي مفتوح مع حليف الأمس دونالد ترامب. وبينما يتابع الرأي العام هذه التطورات بشغف، يبقى السؤال: هل سيتمكن إيلون ماسك من اقتحام المشهد السياسي الأمريكي بنفس الجرأة التي اقتحم بها عالم التكنولوجيا، أم أن البيروقراطية والسياسة القديمة ستقيدان طموحاته؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ونحن لا نريد الحروب
الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ونحن لا نريد الحروب

صحيفة الخليج

timeمنذ 41 دقائق

  • صحيفة الخليج

الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ونحن لا نريد الحروب

وجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اتهاماً لإسرائيل، بمحاولة اغتياله في ظل التوتر الذي تصاعد بين البلدين خلال الحرب الأخيرة في يونيو الماضي، مؤكداً أن طهران لا تنوي تطوير أسلحة نووية، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات صادرة فقط من جانب إسرائيل. وقال بزشكيان في مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون: «إسرائيل حاولت اغتيالي، وكما قلت مراراً: نحن لا نريد الحروب، ولا نسعى لامتلاك أسلحة نووية. أما هذه الصورة الزائفة وهذا التصور الخاطئ الراسخ في أذهان المسؤولين الأمريكيين وصناع القرار، فهو نتيجة مكائد دبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنظام الإسرائيلي». وأضاف بزشكيان: «صورة إيران المسلحة فرضتها إسرائيل على العالم، لكن طهران لطالما دافعت عن السلام». وقال: «أي تحول آخر في الصراع بالشرق الأوسط لن يؤدي إلا إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، وهذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة». وتابع في سياق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية: «إيران لا تضع أي عقبات أمام دخول المستثمرين الأمريكيين، القيود مرتبطة فقط بالعقوبات الأمريكية». واستدرك بالقول: «إيران لا ترى مشكلة في استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة».

المفوضية الأوروبية: «حوار جيد» بين ترامب وفون دير لاين.. ونريد تجنب الرسوم الجمركية
المفوضية الأوروبية: «حوار جيد» بين ترامب وفون دير لاين.. ونريد تجنب الرسوم الجمركية

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

المفوضية الأوروبية: «حوار جيد» بين ترامب وفون دير لاين.. ونريد تجنب الرسوم الجمركية

قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الاثنين: إن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجريا «حواراً جيداً» الأحد، مضيفاً أن هدف الاتحاد الأوروبي لا يزال التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن بحلول التاسع من يوليو/تموز. وأضاف المتحدث للصحفيين خلال مؤتمر صحفي يومي: «نريد التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. نريد تجنب الرسوم الجمركية. نعتقد أنها تتسبب في مشكلات. نريد تحقيق نتائج نافعة للجميع، لا نتائج الكل فيها خاسر». وأعلنت إدارة ترامب أن خطابات سترسل لإخطار الشركاء التجاريين الذين لم يتوصلوا إلى اتفاقات تجارية بحلول التاسع من يوليو/تموز برسوم جمركية أعلى، ستدخل حيز التنفيذ في أول أغسطس/آب. (رويترز)

توقعات بارتفاع مبيعات الإنترنت في أمريكا إلى 23.8 مليار دولار
توقعات بارتفاع مبيعات الإنترنت في أمريكا إلى 23.8 مليار دولار

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

توقعات بارتفاع مبيعات الإنترنت في أمريكا إلى 23.8 مليار دولار

من المتوقع أن يرتفع الإنفاق عبر الإنترنت إلى 23.8 مليار دولار لدى تجار التجزئة الأمريكيين، خلال فعالية «يوم أمازون برايم» التي تستمر 96 ساعة هذا الأسبوع، وفقاً لتوقعات أدوبي أناليتكس الصادرة الاثنين، حيث يسعى المتسوقون إلى الحصول على خصومات كبيرة على مستلزمات العودة إلى المدارس، من الملابس إلى الإلكترونيات. وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ترتفع المبيعات في الفترة من 8 إلى 11 يوليو بنسبة 28.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد سجّل تجار التجزئة مبيعات عبر الإنترنت بقيمة 14.2 مليار دولار خلال فعالية أمازون للتسوق التي استمرت يومين في يوليو الماضي. أشارت شركة أدوبي إلى أن «هذا يعادل جمعتين أسودتين»، مضيفةً أن المستهلكين المهتمين بالميزانية يُعدّلون عادات تسوقهم باستخدام الذكاء الاصطناعي المولّد لإيجاد عروض مميزة والبدء مبكراً في مشتريات العودة إلى المدارس. وأدت حالة عدم اليقين التجاري العالمي، التي غذّاها الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية غير متوقعة، إلى زعزعة ثقة المستهلكين ووضع الشركات في حالة من التوتر قبل الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو للدول، للتفاوض على اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة. تمديد فترة المبيعات ومدّدت شركة أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، فترة مبيعاتها إلى 96 ساعة، بدلاً من 48 ساعة، في الوقت الذي تُطلق فيه شركات منافسة مثل وول مارت وتارجت عروضها الترويجية الخاصة. ومن المتوقع أن يستفيد المتسوقون من الخصومات الكبيرة لشراء سلع أعلى سعراً، مثل الإلكترونيات، والأدوات الرياضية، والأجهزة المنزلية، مع اختيار بدائل بأسعار معقولة في فئات مثل مستلزمات المنزل والحديقة أو البقالة. ومن المتوقع أن تشهد الملابس أكبر الخصومات بنسبة 24%، ارتفاعاً من 20% العام الماضي، بينما من المتوقع أن تنخفض الخصومات على الإلكترونيات قليلاً إلى 22%، وفقاً لشركة أدوبي أناليتكس. ومن المتوقع أيضاً أن تزداد مبيعات حقائب الظهر، وعلب الغداء، والمستلزمات الجامعية الأساسية، بما في ذلك سماعات الرأس وأجهزة الكمبيوتر. استخدام «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» تتوقع شركة البيانات أن يزداد استخدام خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» (BNPL) بشكل طفيف خلال فعالية «برايم داي»، ليُشكّل 8% من إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت، مُقارنةً بحصة العام الماضي البالغة 7.6%. وتستند توقعات أدوبي على تحليل تريليون زيارة لمواقع التجارة الإلكترونية للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، والتي تغطي 100 مليون وحدة تخزين و18 فئة من المنتجات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store