logo
المقالالذكاء الاصطناعي.. وبناء الثقة

المقالالذكاء الاصطناعي.. وبناء الثقة

الرياضمنذ 2 أيام
أصبح التعايش مع الذكاء الاصطناعي حقيقة لا مفر منها، لكنه تعايش محفوف بالمخاطر، فهو يشبه الإقامة مع مراهق، أحيانًا يكون رائعًا، وأحيانًا يكون متهوراً، ولهذا، نعتقد أن تنظيم الذكاء الاصطناعي بات أولوية قصوى، لطمأنة أولئك الذين ينظرون إليه بخوف وريبة، وهو تقنين ضروري أولاً: لبناء الثقة، وثانياً، لإيقاف جموح الشركات الكبرى التي تسعى للربحية فقط، دون مراعاة العنصر البشري.. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، اتفق الحزبان الرئيسان، هذا الأسبوع، على ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي، برغم خلافهما الدائم حول العديد من القضايا الرئيسة مثل الهجرة، والرعاية الصحية، والاجتماعية، والمساواة بين الجنسين.
ربما يعتقد البعض أن هلع الناس من الذكاء الاصطناعي يقتصر على المجتمعات الأقل تطوراً، وهذا خطأ كبير، فالخوف من مخاطره يجتاح العالم أجمع، حيث تشير آخر استطلاعات الرأي، إلى أن الناس متشائمون بشكل عام إزاء الذكاء الاصطناعي، إذ يعتقد 65% من الأمريكيين أنه سيزيد من انتشار المعلومات الكاذبة، بينما يخشى 56% من أنه سيهدد مستقبل البشرية، وقد ينتهي الأمر بالقضاء على البشر، ولهذا، يجب على الجهات التنظيمية، ورواد التكنولوجيا، معالجة هذا القلق عبر توضيح حقيقة هذه المخاطر، وأخذ مخاوف الناس على محمل الجد، ومن ثم، فإن أحد الأسئلة الأساسية هي: إلى أي مدى سيضع المنظمون حواجز أمام التكنولوجيا الفائقة من أجل حماية الناس من العواقب السلبية؟
يحمل الذكاء الاصطناعي ثلاثة مخاطر أساسية، وهي: فقدان الخصوصية، وتحيزات البيانات، وعدم القدرة على تفسير أو شرح النماذج، ولتفادي هذا المأزق، يجب ترسيخ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لأنها تُساعد أولًا: في التخفيف من المخاطر المرتبطة بالتقنية، وثانيًا: تُعزز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مما يضمن توزيع فوائده بشكل عادل على المجتمع، وثالثًا: تُعزز ثقة الجمهور في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر ضروري لاعتمادها ودمجها في مختلف جوانب الحياة اليومية، وربما يكمن التحدي الرئيس في مواءمة المتطلبات القانونية، مع التطورات التقنية، ولا ينبغي النظر إلى تقنين الذكاء الاصطناعي باعتباره صراعاً من أجل البقاء، ولكنه، يمثل محاولة جدية لتحقيق التوازن بين مصالح الفرد، ومصالح المجتمع.
لا يجب أن نغفل أن علماء الكمبيوتر درسوا مخاطر الذكاء الاصطناعي، وطوروا مجموعة واسعة من الحلول العملية، ولهذا، فإن تجاهل هذه الحلول الراسخة عند وضع اللوائح التنظيمية يُعد إغفالاً خطيراً، في الوقت نفسه، لا ينبغي افتراض أن جميع الشركات تفتقر إلى الالتزامات الأخلاقية أو أنها تتجاهل الحفاظ على سمعتها التجارية، أو أن جميع الشركات تتصرف بأخلاقيات عالية دون الحاجة إلى رقيب قانوني، ويجب أن يعكس التنظيم الاختلافات الحاصلة بين العناصر الفاعلة في منظومة الذكاء الاصطناعي، وأن يمنح التنظيم حوافز مشجعة للسلوك الإيجابي، في المقابل، يجب أن ندرك أن التشريعات الصارمة ليست الأفضل دائماً، لأن القواعد المتشددة قد تخنق الابتكار، وتُبطئ من عملية التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي، ونحن في النهاية نسعى إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي من أجل مجتمع عادل ومنصف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ذكاء الآلة وغياب الإنسان
ذكاء الآلة وغياب الإنسان

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ذكاء الآلة وغياب الإنسان

في عالم تتسارع فيه الخطى حتى يكاد الزمن نفسه يعجز عن ملاحقتها، خرج الذكاء الاصطناعي من ظلال الخيال العلمي ليجلس بيننا، كضيف مستمر وناطق باسم العصر، ومهندسا جديدا للمفاهيم، لم يعد الأمر محصورا في تطبيقات الهواتف الذكية أو برمجيات الإنتاج، لكن صرنا نتنفس ذكاءً اصطناعيًا دون أن ندري، صار هو الطبيب الذي يرى داخلنا، والمعلم الذي يرسم خرائط عقولنا، والكاتب الذي يقترح أن يكتب بدلا منا. الذكاء الاصطناعي أصبح فضاء نعيش فيه، وصوتا ينازعنا على الكلمة، وصورة تنافس وجوهنا في التعبير. في المستشفيات، تُشخص الآلة المرض قبل أن يظهر، وفي المصانع تُنجز آلاف المهام في دقائق دون خطأ، وفي الأسواق تراقب سلوك المستهلكين وتُعيد تشكيل رغباتهم في صمت. هذا انتقال في بنية السلطة نفسها، من الإنسان الخبير إلى الخوارزمية الدقيقة. إن هذه "القدرة" الجديدة، وإن كانت مُبهرة، تفتح أبوابا من التوتر. من يملك الخوارزميات، من يبرمجها، وعلى أي أساس أخلاقي تعمل، إذ لا يكفي أن تكون دقيقة، بل يجب أن تكون عادلة، وهذا ما لا تضمنه الأرقام وحدها. حتى التعليم، الذي لطالما اعتبر ضمن فضاء للتفاعل الإنساني، صار يدار بواسطة خوارزميات تراقب أداء الطلاب وتُخصص لهم المحتوى المناسب، لكنها في الوقت نفسه تزرع فيهم ما لا يُقال، أن المعرفة يُمكن تخصيصها مثل الإعلان، وأن التفكير يمكن توقعه. الذكاء الاصطناعي هنا لا يعلم فقط، بل يُشكل طريقة التعلم ذاتها، ويُعيد برمجة الإدراك من الداخل. والأخطر أن هذه الأنظمة تتعلم من بياناتٍ حافلة بالتحيزات، فتُعيد إنتاج التمييز بلغةٍ علمية، وتجعل من الظلم أمرا محايدا، لأن "الآلة قالت". وفي فضاء الفن، حيث كان يُعتقد أن الآلة لا تُبدع، بدأت تُدهشنا لوحات وموسيقى ونصوص كأنها نتاج عبقري متأمل، لكن الحقيقة أكثر قلقا. هل فقد الإبداع معناه حين صار قابلا للتوليد الآلي، هل نعيش زمن الفن بلا فنان، إن ما يُنتج اليوم ليس بديلا عن التعبير الإنساني، بل انعكاسًا لاختفاء معناه. ليس لأن الآلة باتت مبدعة، بل لأن الإنسان نفسه تراجع، وارتضى أن يُترجم حواسه إلى رموز رقمية تُعيد تركيبها الخوارزميات. ورغم كل هذه الإنجازات، هناك صمتٌ خفي يملأ المشهد، ملايين الوظائف تختفي بصمت، والمهارات التي كانت سبب بقاء الطبقات المتوسطة تُستبدل تدريجيًا بأنظمة لا تشكو ولا تُضرب عن العمل. والمجتمع لا يزال يُجمل هذا القلق بكلمات مثل: "التحول الرقمي" و"الكفاءة"، بينما الحقيقة أنه يُعاد توزيع القوة، لا المهارات فقط. هناك استبدال متسارع للقيمة البشرية، يُبرر بأنه من أجل المستقبل، لكن أي مستقبل يُبنى على استبعاد البشر. ثم تأتي الفوضى الكبرى، محتوى متكرر، سطحي، سريع الصنع، يغزو الفضاء الرقمي دون وجه أو توقيع، ويُعيد تدوير الأكاذيب بألف شكل وصوت. صار من السهل أن تُزيف حقيقة، أو تُقنع الملايين بخبر مصنوع، لأن "الآلة كتبته" أو "صممته"، في هذا المناخ، يذوب الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، ويصبح الخطر الأكبر ليس في وجود الذكاء الاصطناعي، بل في غياب الذكاء البشري القادر على نقده. لكن وسط هذا الزخم، لا أرى في الذكاء الاصطناعي عدوًا، بل مرآة، إنه يكشف عمّا نحن عليه، لا ما هو عليه، فإذا كنا قد صنعناه ليُشبهنا، فعيوبه ليست إلا نسخًا رقمية من تحيزاتنا، وطموحاتنا، وأحيانا من قسوتنا، لذلك فإن معركتنا معه ليست تكنولوجية، بل أخلاقية، معرفية، سياسية، لا يكفي أن نُبرمج آلة تُفكر، بل يجب أن نُعيد التفكير في من يبرمجها ولماذا. إن الذكاء الاصطناعي لن يُنقذ العالم، ولن يدمره، بل سيفعل ما نسمح له بفعله، نحن من نُحدد حدوده، أو نُطلقه بلا ضابط. ولذلك، يجب أن نُعلّم الأجيال القادمة أن التكنولوجيا لا تُفكر بدلًا عنهم، بل تُضيء الطريق فقط، وأن الذكاء ليس في الآلة، بل في من يُقرر كيف يستخدمها، ولماذا، ومتى يتوقف. في النهاية، ليست المسألة في "ماذا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يفعل"، بل في "ما الذي يجب أن نسمح له بفعله، هذه ليست مسألة تقنية، بل سؤال وجود. سؤال يخص الإنسان، بكل ضعفه وشكّه ووعيه، وما دمنا نمتلك القدرة على طرح هذا السؤال، فنحن لم نفقد السيطرة بعد.

وعيالسرقة العلمية (2)
وعيالسرقة العلمية (2)

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

وعيالسرقة العلمية (2)

تحدثت لكم في مقال الأسبوع الماضي عن السرقات العلمية وخطورتها في الأوساط الأكاديمية المختلفة. ولا يختلف اثنان بأن الانفجار المعلوماتي الكبير بعد ظهور برامج الذكاء الاصطناعي قد جعل من السرقات العلمية أمرا أكثر سهولة مما سبق، ومع هذا تظل المؤسسات الأكاديمية تحارب السرقات العلمية بكل ما أوتيت من قوة لأنها تضرب هذه المؤسسات في مقتل "النزاهة العلمية". وإن كان هذا النوع من السرقات العلمية المبني على خوارزميات الذكاء الاصطناعي أمرا فيه من "الذكاء الشيطاني" ما فيه، إلا أن هناك نوعا آخر من السرقات العلمية مبنية على ما يمكن أن نسميه "الغباء الشيطاني". ومن صوره إقدام أحد المنتسبين ظلما للوسط الأكاديمي بالسطو على منتج علمي منشور وتقديمه كما هو باسمه!!! وهنا ينطبق قول الشاعر: إذا لم تخفْ ربَّ البرايا ولم تستحِ مما تفعلُ فكلُّ الذي في خاطرك من أذى وشرٍّ يصِلُ وهنا تبدأ قصة بحثي العلمي الموسوم: "تطور الفكر الديني في الجزيرة العربية قبل الإسلام: دراسة تاريخية نقدية" المنشور في المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، عام 2013م. لقد من الله عليَّ بتقديم هذا البحث الأصيل فكرة وموضوعاً للإجابة على سؤال واحد طالما كان مثار خلاف بين العلماء وهو أيهما أقدم زمنياً: التوحيد أم الشرك؟ حيث تم تشخيص واقع البحث العلمي الحالي حول هذه المسألة، وتحديد منطلقاته، واستقراء الأدلة الدينية والنقشية المعروفة لنا. وبحث كهذا ليس بالأمر الهين، فلا بد لكاتبه من معرفة النظريات التاريخية المختلفة وآليات نقدها، ووجود خلفية دينية قوية، ومعرفة ليس فقط بكتب التاريخ الحديث، بل ومختلف الآثار والنقوش. لذلك تم انتشار هذا البحث ولله الحمد والاعتماد عليه من قبل العلماء والدارسين، وإقراره ضمن المراجع العلمية المعتمدة لطلبة الدراسات العليا في بعض الأقسام. وكانت المفاجأة إقدام عضوة هيئة تدريس في إحدى الجامعات العربية بالسطو على هذا البحث وتقديمه بفكرته ومادته وأسلوبه ونتائجه وتوصياته ومصادره ومراجعه، والاختلاف الوحيد هو فقط حذف اسمي من على البحث، بل وعدم ذكره ضمن المراجع التي تم الرجوع إليها! وكأنها بهذا الحذف المتعمد لاسم صاحب البحث ستخفي معالم هذه الجريمة الأكاديمية! وقد اتضحت لي العديد من الأمور خلال مطالبتي بحقي جراء هذا الاعتداء الفكري الغاشم سواء ما يتعلق منها بالسارقة نفسها، أو تعامل بعض المؤسسات الأكاديمية مع هذه السرقات العلمية، أو واقع السرقات العلمية فيما يخص الإنتاج العلمي باللغة العربية، وهو ما سأخبركم به في المقال المقبل.

بوثيقة "الفوز والهيمنة".. البيت الأبيض يكشف خطة عمل الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي
بوثيقة "الفوز والهيمنة".. البيت الأبيض يكشف خطة عمل الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

بوثيقة "الفوز والهيمنة".. البيت الأبيض يكشف خطة عمل الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي

أصدر البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، وثيقة "الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي: خطة عمل أمريكا للذكاء الاصطناعي"، موضحًا أولويات الولايات المتحدة لتحقيق "هيمنة عالمية" في هذا القطاع. ووفقًا لبيان البيت الأبيض، تحدد الخطة أكثر من 90 إجراءً سياسيًا فيدراليًا عبر ثلاث ركائز أساسية؛ تسريع الابتكار، وبناء البنية التحتية الأمريكية للذكاء الاصطناعي، والريادة في الدبلوماسية والأمن الدوليين - والتي ستتخذها إدارة ترامب خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وتشمل السياسات الرئيسية في خطة عمل الذكاء الاصطناعي ما يلي: تصدير الذكاء الاصطناعي الأمريكي حيث ستتعاون وزارتا التجارة والخارجية مع قطاع الصناعة لتقديم حزم تصدير آمنة وشاملة للذكاء الاصطناعي - بما في ذلك الأجهزة والنماذج والبرامج والتطبيقات والمعايير - إلى أصدقاء أمريكا وحلفائها حول العالم. تسريع وتحديث تصاريح مراكز البيانات ومصانع أشباه الموصلات، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات وطنية جديدة لزيادة المهن عالية الطلب، مثل الكهربائيين وفنيي التدفئة والتهوية وتكييف الهواء. إزالة اللوائح الفيدرالية المرهقة التي تعيق تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره، وطلب آراء القطاع الخاص بشأن القواعد الواجب إزالتها. دعم حرية التعبير في النماذج الرائدة تحديث إرشادات المشتريات الفيدرالية لضمان تعاقد الحكومة فقط مع مطوري نماذج اللغات الرائدة الكبيرة، الذين يضمنون أن تكون أنظمتهم موضوعية وخالية من التحيز الأيديولوجي. ووفقًا للبيان: تُرسي خطة عمل الذكاء الاصطناعي الأمريكية مسارًا حاسمًا لتعزيز هيمنة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أعطى الرئيس ترامب الأولوية للذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية للابتكار الأمريكي، مُعززًا بذلك عصرًا جديدًا من الريادة الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا والتأثير العالمي. ويؤكد البيان أن الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي أمرٌ لا غنى عنه، حيث "يجب أن تظل أمريكا القوة المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي لتعزيز الرخاء وحماية أمنها الاقتصادي والوطني"، بحسب البيان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store