
المقالالذكاء الاصطناعي.. وبناء الثقة
ربما يعتقد البعض أن هلع الناس من الذكاء الاصطناعي يقتصر على المجتمعات الأقل تطوراً، وهذا خطأ كبير، فالخوف من مخاطره يجتاح العالم أجمع، حيث تشير آخر استطلاعات الرأي، إلى أن الناس متشائمون بشكل عام إزاء الذكاء الاصطناعي، إذ يعتقد 65% من الأمريكيين أنه سيزيد من انتشار المعلومات الكاذبة، بينما يخشى 56% من أنه سيهدد مستقبل البشرية، وقد ينتهي الأمر بالقضاء على البشر، ولهذا، يجب على الجهات التنظيمية، ورواد التكنولوجيا، معالجة هذا القلق عبر توضيح حقيقة هذه المخاطر، وأخذ مخاوف الناس على محمل الجد، ومن ثم، فإن أحد الأسئلة الأساسية هي: إلى أي مدى سيضع المنظمون حواجز أمام التكنولوجيا الفائقة من أجل حماية الناس من العواقب السلبية؟
يحمل الذكاء الاصطناعي ثلاثة مخاطر أساسية، وهي: فقدان الخصوصية، وتحيزات البيانات، وعدم القدرة على تفسير أو شرح النماذج، ولتفادي هذا المأزق، يجب ترسيخ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لأنها تُساعد أولًا: في التخفيف من المخاطر المرتبطة بالتقنية، وثانيًا: تُعزز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مما يضمن توزيع فوائده بشكل عادل على المجتمع، وثالثًا: تُعزز ثقة الجمهور في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر ضروري لاعتمادها ودمجها في مختلف جوانب الحياة اليومية، وربما يكمن التحدي الرئيس في مواءمة المتطلبات القانونية، مع التطورات التقنية، ولا ينبغي النظر إلى تقنين الذكاء الاصطناعي باعتباره صراعاً من أجل البقاء، ولكنه، يمثل محاولة جدية لتحقيق التوازن بين مصالح الفرد، ومصالح المجتمع.
لا يجب أن نغفل أن علماء الكمبيوتر درسوا مخاطر الذكاء الاصطناعي، وطوروا مجموعة واسعة من الحلول العملية، ولهذا، فإن تجاهل هذه الحلول الراسخة عند وضع اللوائح التنظيمية يُعد إغفالاً خطيراً، في الوقت نفسه، لا ينبغي افتراض أن جميع الشركات تفتقر إلى الالتزامات الأخلاقية أو أنها تتجاهل الحفاظ على سمعتها التجارية، أو أن جميع الشركات تتصرف بأخلاقيات عالية دون الحاجة إلى رقيب قانوني، ويجب أن يعكس التنظيم الاختلافات الحاصلة بين العناصر الفاعلة في منظومة الذكاء الاصطناعي، وأن يمنح التنظيم حوافز مشجعة للسلوك الإيجابي، في المقابل، يجب أن ندرك أن التشريعات الصارمة ليست الأفضل دائماً، لأن القواعد المتشددة قد تخنق الابتكار، وتُبطئ من عملية التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي، ونحن في النهاية نسعى إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي من أجل مجتمع عادل ومنصف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 3 ساعات
- أرقام
وكالات: رئيس وكالة الفضاء الروسية وصل إلى هيوستن لإجراء محادثات مع ناسا
ذكرت وكالات أنباء روسية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء أن ديمتري باكانوف رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) وصل إلى هيوستن، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس المؤقت لوكالة ناسا شون دافي. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن بيان من روسكوزموس أن من المقرر إجراء المحادثات في 31 يوليو تموز. وجاء في البيان "يعتزم الجانبان مناقشة المشاريع الجارية. ستكون هذه هي أول محادثات بين رئيسي روسكوزموس وناسا منذ 2018".


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
اختبار «تسلق الشجرة»
«كل إنسان فيه شيء من العبقرية. غير أنك إن حكمت على السمكة من مقدرتها على تسلق الشجرة، فإنها سوف تمضي سائر حياتها معتقدة بأنها غبية». هذا القول المأثور يكشف النقاب عن معضلة حقيقية في شتى مناحي الحياة. عندما يتحامل عليك أحد المسؤولين، يضع لك اختبار «تسلق الشجرة»، بوصفه محاولة تعجيزية للتخلص ممن لا يشاطرهم وشائج المودة. الشخصنة داء عضال لا يزال سبباً في وأد خيرة شبابنا. ليس المهم أن نحب من حولنا، لكن الأهم مقدرتنا على إنجاز أكبر قدر من المشاريع مع أناس لا تربطنا بهم سوى علاقة مهنية. المهنية لغة عالمية تجمع الأضداد والخصوم في قارب واحد، وتعبر بهم إلى بر الأمان. هناك من يُصر على «اختبار الشجرة» رغم أن التوظيف الحديث يقوم على تكامل المهارات، لا كثرتها. كثير من موظفي أكبر 500 شركة أميركية يمتلكون مهارات محددة وتنقصهم أخرى. كما أن هناك نظرية الذكاءات المتعددة، التي قدمت لنا الذكاء بصفته أنواعاً شتى (وليس نوعاً واحداً) فمنه الذكاء اللغوي، والمنطقي، والجسدي، والاجتماعي، والبصري وغيره. فالحرفي الذي يعيّره قومه لأنه لم يكمل تعليمه هو في الواقع يمتلك ذكاءً جسدياً وحركياً، يمكنه من حل مشكلة مستعصية لا يقوى على التعامل معها حملة أعلى الشهادات والمناصب. في بعض الوظائف التي تتطلب احتكاكاً بالناس، لا يحتاج المرء سوى ذكاء اجتماعي، أي فهم الذات والآخرين، والتفاعل معهم بفاعلية ومرونة، وذلك عبر فهم مشاعرهم ودوافعهم، ثم اختيار الأسلوب الأمثل للتعاطي مع كل موقف. ولذلك لا يتحمل «الصداميون» الناس لأنهم يفتقرون لأبسط مهارات التواصل. هناك شخصيات تتنافر وأخرى تتجاذب، فالطيور على أشكالها تقع. ولذلك لا يصح أن تُقاس الكفاءة بالحب والكره، فالمعيار المهني هو ما ينبغي أن يحكم. مع الأسف، ما زال «اختبار الشجرة» يستخدم في أنظمة تعليمية تقيس العبقرية بحصيلة الدرجات. لكن كم من مبدع في بيئات العمل لم يتجاوز معدله الدراسي تقدير «جيد». وكم من خريج جامعة عريقة بقي عاجزاً عن الإبداع. العبقرية قد تتجلى على خشبة المسرح، والفنون، وصفحات الفكر والأدب، لكن لم يجرؤ أحد على أن يقدم لأصحابها «اختبار تسلق الشجرة»! إذا كان الأسد أقوى الحيوانات لا يقدر على تسلق شجرة، فبأي منطق نطلب من الإنسان ذلك، كي نعده كفؤاً؟


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
كويكب بحجم برج بيزا يقترب من الأرض
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أن كويكبًا ضخمًا بحجم برج بيزا المائل يتجه نحو الأرض، ومن المتوقع أن يمر بالقرب منها خلال الأيام القادمة دون أن يشكل خطرًا مباشرًا. الكويكب، المعروف باسم «2024 KF»، يبلغ قطره نحو 60 مترًا، ويُصنّف ضمن الأجسام القريبة من الأرض التي تُراقَب بشكل دائم لاحتمالية تغير مساراتها. ووفقًا للتقديرات، فإن الكويكب سيمر على بعد آمن نسبيًا، لكنه ضمن النطاق الذي يتطلب المراقبة المستمرة. وتأتي هذه المتابعة ضمن جهود علمية لرصد أي تهديدات محتملة من الفضاء، خصوصا في ظل تزايد عدد الكويكبات المكتشفة بفضل تطور تقنيات الرصد. وأشارت الوكالة إلى أن مرور كويكبات بهذا الحجم ليس بالأمر النادر، لكنه يسلط الضوء على أهمية جاهزية أنظمة الإنذار المبكر والكشف المبكر في حال حدوث انحرافات غير متوقعة. ويؤكد العلماء، أن فهم سلوك هذه الأجسام الفضائية ضروري لحماية الأرض مستقبلًا. أخبار ذات صلة