logo
بالصور.. مستشفى ناصر الطبي يُقصف بمرضاه

بالصور.. مستشفى ناصر الطبي يُقصف بمرضاه

الجزيرة١٣-٠٥-٢٠٢٥
لم يكن المرضى في غرف مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس يتوقعون أن يتحوّل المكان الذي احتموا به طلبا للعلاج إلى ساحة قصف جديدة، لكن فجر اليوم الثلاثاء، الموافق 15 مايو/أيار الجاري، حمل إليهم ما بات مألوفا في غزة منذ بداية الحرب، نيران إسرائيلية لا تفرّق بين جريح وطبيب، ولا تترك لمرافق الصحة فرصة للاستمرار.
ومع قصف مبنى الجراحات في المجمع، استُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بينهم مرضى وطواقم طبية، في جريمة وصفتها وزارة الصحة الفلسطينية بأنها "جزء من خطة ممنهجة لتفكيك ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع"، الذي يعيش تحت حرب شاملة من القتل والتجويع والتدمير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي بيان شديد اللهجة، قالت الوزارة إن القصف الإسرائيلي "استهدف بشكل مباشر المرضى والجرحى داخل مجمع ناصر الطبي أثناء تلقيهم العلاج"، مضيفة أن تكرار استهداف المستشفيات يعكس إصرار الاحتلال على "حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم في العلاج" وتحويل المرافق الصحية إلى ساحات قتل.
ولم يتوقف الاستهداف عند حدود الأسرة الطبية، فقد أكدت المصادر الرسمية في قطاع غزة أن القصف ذاته أسفر عن استشهاد الصحفي حسن إصليح مدير وكالة "علم 24″، ليرتفع عدد شهداء الصحافة منذ بداية العدوان إلى 215 صحفيا، في مشهد يوضح كيف أصبح العمل الإعلامي في غزة مخاطرة بالحياة وسط حرب لا تعترف بقواعد أو حدود.
ونعى المكتب الإعلامي الحكومي إصليح، وقال إن "استهداف الصحفيين داخل المستشفيات ليس فقط محاولة لإسكات الحقيقة، بل أيضًا رسالة واضحة مفادها أن لا أحد بمأمن في هذا العدوان".
ولم يكن هذا القصف الأول لمجمع ناصر الطبي، فقد سبق أن تعرض المجمع -وهو من أكبر المستشفيات في جنوب القطاع- لقصف وعمليات اقتحام عنيفة من قبل قوات الاحتلال خلال عمليتها البرية في خان يونس مطلع العام الجاري، مما أدى حينها إلى إخراجه عن الخدمة وتهجير مرضاه بالقوة، في واحدة من أبرز الجرائم الموثقة ضد المرافق الصحية.
وترى وزارة الصحة الفلسطينية ومراقبون حقوقيون أن استهداف إسرائيل المتكرر للمستشفيات ليس حادثا عرضيا، بل نهجا مستمرا يستهدف تقويض قدرة القطاع على الصمود ودفعَ السكان إلى الاستسلام عبر حرمانهم من العلاج والرعاية.
ويؤكد مراقبون أن هذه السياسة تترافق مع استهداف مباشر لسيارات الإسعاف ومراكز الإيواء والمرافق الحيوية، في خرق واضح لاتفاقيات جنيف التي تُلزم الأطراف المتحاربة بحماية المؤسسات الصحية ومنع المساس بها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أنتَ حصيلة عاداتك!
أنتَ حصيلة عاداتك!

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

أنتَ حصيلة عاداتك!

يقول الشيخ علي الطنطاوي: "إن سلوك الإنسان مجموعة عادات، وإن كل عمل جديد هو بداية عادة جديدة، إما أن يستمر فيها وإما أن يرجع عنها". تُعرف العادة بأنها شيء تفعله باستمرار حتى يصبح فعله سهلًا؛ أي أنها سلوكيات تقوم بها بطريقة تلقائية ومن دون أيّ جهد، وهي محفورة في لاوعي الإنسان، يُمارسها تكرارًا -عن وعي أو عن غير وعي- مرات عديدة جدًّا إلى درجة أنها تصبح تلقائية. كتب الرياضي والفيلسوف ألفريد نورث وايتهيد: "الحضارة تتقدّم عن طريق التوسع في العمليات التي نستطيع تأديتها من دون التفكير فيها". ويخبرنا علم النفس بأن 90% من سلوكياتنا نكتسبها بالتعود! أي أن العديد من أنشطتنا اليومية هي ببساطة مجرد روتين؛ فمنذ استيقاظك في الصباح إلى الوقت الذي تذهب فيه للنوم مساءً، هناك مئات الأشياء التي تفعلها بالطريقة نفسها كل يوم. وهذا يشمل طريقة ارتدائك ملابسك، وتناولك الإفطار، وغسل أسنانك، وتفقدك بريدك الإلكتروني. العادات هي في الواقع بمثابة الخيارات الافتراضية في دماغنا، إنها الاستجابة التي يُفعّلها دماغنا، ونقوم بها من غير مراجعة أو تحليل واعٍ. والخبر الجيد هو أن العادات تساعد في تحرير ذهنك في أثناء عمل جسمك بشكل تلقائي، وهذا يسمح لك بتخطيط يومك في أثناء اغتسالك، أما الخبر السيئ، فهو أنك قد تتعلّق بالعادات التي لا تخدم مصلحتك، كأنماط السلوك الانهزامية التي تعيق نموك. كم من الوقت تحتاج لتغيير عادة ما؟ يقول جيمس كلير، مؤلف كتاب "العادات الذرية": "التخلص من عادة سيئة يشبه اجتثاث شجرة بلوط قوية من داخلنا، فيما بناء عادة حسنة يشبه غرس زهرة رقيقة، ورعايتها يومًا تلو آخر". إن أكثر الإجابات الشائعة لهذا السؤال هي: "حوالي 21 يومًا"… وما ستكتشفه أنه بعد 21 إلى 30 تجربة مع العادة الجديدة، سيصبح عدم فعلها أصعب من فعلها؛ فإذا كنت تفعل شيئًا مرارًا وتكرارًا لمدة 30 عامًا، فربما لا تستطيع التخلي عنه في بضعة أسابيع قليلة. "العادة هي العادة، ولن يستطيع أي إنسان الإلقاء بها من النافذة، بل عليه دفعها تدريجيًّا بمعدل درجة واحدة في كل مرة"، [مارك توين]. لن تتغير حياتك أبدًا حتى تُغيّر شيئًا ما تفعله بشكل يومي، وذلك يعني تبنّي عادات رائعة. نستطيع أن نروّض أنفسنا على أي سلوك من داخلنا إذا ما أدينا هذا السلوك بالتكرار الكافي والقوة العاطفية اللازمة. إنّ العادات هي الهندسة غير المرئية للحياة اليومية، إنّنا نُكرر حوالي 45% من سلوكياتنا يوميًّا، لذا فإن عاداتنا تشكل وجودنا ومستقبلنا، وإذا غيرنا عاداتنا فنحن نغير حياتنا. في سلسلة من ست دراسات تناولا فيها البالغين والأطفال، برهن براين غالّا وأنجيلا دكوروث، الباحثان في علم النفس، على أنّ العادات الإيجابية هي المفتاح لما نطلق عليه غالبًا -وبشكل خاطئ- عبارة "السيطرة على النفس". لنستطيع تشكيل عاداتنا بنجاح، يجب علينا معرفة ذواتنا. وتكوين العادات يختلف من شخص لآخر؛ فالعادات في سلوكنا تشبه الخيارات الافتراضية في الحاسوب فوائد بناء العادات الجيدة تحسين صنع القرار: وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "Plos One" أن الأشخاص الذين لديهم عادات جيدة يتخذون قرارات أفضل من أولئك الذين ليست لديهم مثل هذه العادات. انخفاض مستويات التوتر: تساعدك العادات الجيدة على تقليل مقدار التوتر الذي تعاني منه في حياتك اليومية.. عندما يكون لديك روتين إيجابي، فإن كل شيء في حياتك اليومية يبدو قابلًا للإدارة. زيادة الدافع: يمنحك امتلاك عادات جيدة إحساسًا بالسيطرة على حياتك. تحسين احترام الذات: حين تكتسب عادات جيدة، تبدأ في رؤية نفسك من منظور أكثر إيجابية، وتنمو ثقتك في نفسك. السماح بالمرونة في أنماط سلوكك يجعلك قادرًا على المحافظة على عاداتك حتى وسط الظروف المتغيرة كيف تتشكل العادات؟ لنستطيع تشكيل عاداتنا بنجاح، يجب علينا معرفة ذواتنا. وتكوين العادات يختلف من شخص لآخر؛ فالعادات في سلوكنا تشبه الخيارات الافتراضية في الحاسوب، يمكنها أن تجعل الذهاب إلى السلوك الجيّد تلقائيًّا. يمكنك عبر هذه الخطوات البسيطة تكوين عادات صحية: إنشاء روتين يومي: هي الخطوة الأولى، وربما الأكثر أهمية.. الروتين اليومي الثابت لا يضطرك إلى التفكير في عاداتك في كل مرة تستيقظ فيها أو تذهب إلى النوم. اعتماد أسلوب المراقبة والمتابعة لسلوكك: يساعدك في اكتساب العادات التي تريدها. الاستمرار والمحافظة على "ألا تقطع السلسلة": كل انقطاع طويل عن سلوك معيّن، تسعى لتحويله إلى عادة، يمكنه منع نشوء هذه العادة أو زعزعة العادات الموجودة (مثل التخلف عن الذهاب إلى النادي مرات عدة، مقارنة بالتخلف مرة واحدة). يساعد ربط العادات الجديدة بالعادات الموجودة في تنمية العادات الجديدة: اربط الأمور التي ترغب في أن تبدأ القيام بها بانتظام (مثل تناول الفاكهة، أو حركات رياضية معينة) بأمر تفعله عادةً (مثل شرب القهوة في الصباح، أو الخروج إلى العمل). السماح بالمرونة: في أنماط سلوكك يجعلك قادرًا على المحافظة على عاداتك حتى وسط الظروف المتغيرة. مكافأة نفسك: قم بتحفيز نفسك، وعند تحقيق تقدم في بناء عادة جديدة، امنحها مكافأة صغيرة لتزيد من رغبتك في الاستمرار. الصبر والمثابرة: تكوين عادات جيدة يحتاج وقتًا.. تغيير سلوكك يتطلب وقتًا وجهدًا. صمم كل من ريتشارد باندلر وجون جريندر عملية إعادة تشكيل، لتحويل أي عادة غير مرغوب فيها إلى عادة مرغوب فيها، وذلك من خلال: تحديد النمط أو السلوك الذي ترغب في تغييره. إقامة تواصل مع ذلك الجزء من مخك الذي يولد هذا السلوك. التفريق بين القصد والسلوك. إيجاد سلوك بديل. النجاح مسألة فهم وممارسة بتفانٍ لعادات محددة وبسيطة تؤدي إلى النجاح دائمًا روبرت جيه رينجر عاداتك تحدد نتائجك، والعادات التي تكتسبها الآن تحدد في النهاية كيف يبدو مستقبلك. إن التغييرات التي تبدو بسيطة وغير مهمة في البداية، ستتراكم وتتحول إلى نتائج مذهلة لو أنك واصلت الالتزام بها لسنوات. كلنا نواجه عقبات، لكن جودة حياتنا على المدى البعيد تعتمد في الأساس على جودة عاداتنا. إن هذه المعارك الصغيرة هي التي ستحدد ما ستكون عليه حياتك في المستقبل.. إن الزمن يعظّم الهامش بين النجاح والفشل، وهو سيعظّم أي شيء تفعله. لا تصبح فوائد العادات الحسنة وتكاليف العادات السيئة جلية إلا حين نتأملها بعد مرور عدة أعوام لاحقة! وبعبارة أُخرى، إنك تدفع تكلفة عاداتك الحسنة في الحاضر، بينما تدفع تكلفة عاداتك السيئة في المستقبل. "النجاح مسألة فهم وممارسة بتفانٍ لعادات محددة وبسيطة تؤدي إلى النجاح دائمًا"، [روبرت جيه رينجر].

"أنقذونا من الموت".. صرخة يمنيين يصارعون الجوع مع أطفالهم
"أنقذونا من الموت".. صرخة يمنيين يصارعون الجوع مع أطفالهم

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

"أنقذونا من الموت".. صرخة يمنيين يصارعون الجوع مع أطفالهم

تعز –"أعجز عن توفير أبسط مقومات الحياة لأسرتي المكوّنة من 8 أفراد، ولديّ طفلة تعاني من ضعف حاد، ونضطر في كثير من الأحيان إلى استغاثة الناس كي نتمكن من البقاء"، بهذه الكلمات المؤلمة يصف حسن سليمان وضعه الصعب داخل خيمة مهترئة في مدينة تعز جنوب غربي اليمن. وبنبرة ملؤها الحزن، يشكو الرجل الخمسيني حالته لمراسل الجزيرة نت قائلا "إن زوجتي تصارع مرض الروماتيزم، وطفلتي الصغيرة ذات الخمس سنوات تعاني من ضعف حاد، ونحن لا نملك شيئا، لا غذاء ولا دواء، ولا ما نواجه به قسوة الأيام". وأضاف سليمان "نخرج كل يوم بحثا عن الفتات من بقايا الطعام لدى المطاعم والمحلات، بعد أن انسدت في وجوهنا كل سبل الرزق، فحتى الأعمال الشاقة مثل التنظيف في الشوارع أو حمل البضائع أصبحت نادرة، وإن وُجدت لا يتجاوز أجرها 7 آلاف ريال في اليوم (نحو دولارين ونصف) ولا تكفي لسدّ رمقنا". ملايين الجائعين وفقا لمؤشرات الأمم المتحدة، فإن اليمن يواجه واحدة من أصعب المراحل في تاريخه نتيجة الجوع والبطالة وتراجع المساعدات. وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أعلن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، يوم الأربعاء الماضي، أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن الذي مزقته الصراعات يعانون من الجوع، من بينهم أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يواجهون سوء تغذية حادا يهدد حياتهم. وفي الأول من يوليو/تموز الجاري، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عبر حسابه على منصة إكس عن تفاقم الجوع في أنحاء اليمن. وحسب رصد مراسل الجزيرة نت، يأتي تفاقم الجوع مع استمرار التراجع الحاد في تمويل العمليات الإغاثية باليمن بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة 10% حتى مايو/أيار الجاري، وهو الأمر الذي قلص من نسبة المساعدات المقدمة للجوعى والفقراء. كما تراجع الريال اليمني خلال عام، أي منذ مطلع يوليو/تموز 2024، بنحو 49%، إذ كان سعر الدولار حينها 1850 ريالا، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتزايد حدة الفقر. أنقذوا طفلتي ويواصل سليمان حديثه بكلمات يملؤها الأسى "لم تتكفل بنا أي منظمة إنسانية حتى اليوم، وما نحصل عليه من بعض الجيران لا يكاد يكفينا لأيام معدودة.. نحن نعيش بشكل لا يصدق". وأشار إلى أن طفلته الصغيرة بحاجة ماسة إلى إسعاف وعناية طبية عاجلة، في حين أن بقية أطفاله الآخرين مهددون بالضعف والهزال نتيجة غياب الغذاء والتغذية السليمة واستمرار الجوع. ومضى قائلًا "أتمنى أن تصل رسالتي إلى العالم، وأن يشعر أحد بنا، وأن تُنقذوا طفلتي من الموت، وأن نحظى بفرصة للحياة، ولو بسيطة". بدورها، تشكو أم سعيد، ربة منزل في تعز، من أنها تعيش وأسرتها معاناة مستمرة مع الجوع ، مشيرة -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الظروف القاسية أجبرتهم على تقليص عدد الوجبات والعيش في جحيم. وأضافت "لا نتناول مطلقا أكثر من وجبتين مكونتين من الدقيق والماء فقط، من دون زيت أو شاي أو أي مكونات أخرى، ونستخدم الطريقة التقليدية في الطهو على الحطب لعدم قدرتنا على شراء الغاز". وأردفت "زوجي يعمل بالأجر اليومي، لكن الأعمال شبه معدومة، والدعم من قبل المنظمات الإنسانية منقطع منذ 6 سنوات. لا نملك حاليا سوى 3 كيلوغرامات من الدقيق، تبرع بها بعض جيراننا جزاهم الله خيرا ". وتابعت "نضطر أحيانًا إلى التسول أو العمل مع الجيران ومساعدتهم مقابل القليل من الدقيق أو أجر زهيد، وفي أغلب الأوقات أعجز عن إسكات أطفالي من شدة الجوع وصراخهم المستمر، وأخشى أن يصيبهم الهزال والضعف ويتعرضوا لأمراض خطرة نتيجة غياب التغذية السليمة وانعدام الرعاية الصحية". وختمت حديثها قائلة "نفتقر إلى كل مقومات الحياة؛ من الطعام والملبس، وحتى أثاث المنزل، فأطفالي ينامون على فرش ممزقة، ويرتدون ثيابًا مرقعة، ويأكلون طعامًا بالكاد يصلح للعيش". مجاعة حادة ومعلقا على أزمة الجوع، يقول الناشط الإنساني عبد الله البركاني إن اليمنيين اليوم يعانون من أزمة غير مسبوقة تتجسد في مجاعة حادة، ولا يمكن إيجاد حلول لها في ظل غياب سلطة واقعية على الأرض تقدم الخدمات وتغيث المواطنين. وأضاف البركاني للجزيرة نت أن وضع الناس وخصوصا الأطفال يعد كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن توقفت معظم المساعدات الإغاثية والإنسانية، وانسحبت أغلب المنظمات الدولية، مما فاقم بشكل كبير من انتشار المجاعة في مختلف أرجاء الجمهورية، خصوصًا في المناطق الساحلية والريفية. وأفاد البركاني الذي سبق أن شارك وقاد مبادرات خيرية في مدينة تعز بأن الفقر بات سمة ملازمة لمعظم أسر اليمن، في ظل انعدام المساعدات الإنسانية، وتأخر صرف الإغاثة لفترات تصل إلى 5 أو 6 أشهر، مما أدى إلى كارثة إنسانية، كان الأطفال هم الضحية الأشد فيها. وأشار إلى أن برامج التغذية المقدمة للأطفال بشكل خاص كانت تُصرف منذ عام 2016 حتى توقفت بشكل تام في 2023 مما جعل البلاد تقف اليوم على أعتاب مجاعة مدمّرة، لا سبيل لتفاديها سوى بوجود سلطة مسؤولة وفاعلة تدير الوضع من الداخل. ونبه البركاني إلى أن الوضع الحالي ليس فقط كارثيا، بل يعد من بين الأسوأ على مستوى العالم، مشددا على ضرورة تكاتف المنظمات والهيئات المحلية ورجال الأعمال وفاعلي الخير لإغاثة الناس بشكل عاجل، للتخفيف من تفاقم المجاعة. وضع يهدد الأطفال وتعليقًا على الوضع الإنساني المتفاقم، يقول الدكتور محمود البكاري، نائب المدير العام لمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية بمحافظة تعز، إن الأوضاع المعيشية تفاقمت بصورة تفوق قدرة أي أسرة على تلبية احتياجاتها في ظل تدهور شامل لمقومات الحياة، وانعدام فرص العمل، وزيادة معدلات البطالة، وهو ما انعكس سلبًا على حياة الناس وواقع الطفولة. واعتبر في حديث للجزيرة نت أن إعلان الأمم المتحدة وجود مليون طفل يعانون من الجوع يعد مؤشرًا على أن الأوضاع الإنسانية للسكان بلغت أدنى مستويات الفقر، وأن الحرب أدت إلى شلل تام في عملية التنمية. وأشار البكاري -وهو أيضا أكاديمي بارز في قسم علم الاجتماع بجامعة تعز- إلى أن تعرض الأطفال لسوء تغذية حاد يُعد جزءا من انتهاكات حقوق الطفولة، بفعل الحرب القائمة التي جعلت الوضع الاجتماعي في اليمن غاية في السوء، وسط حرمان من كافة متطلبات الحياة الحرة الكريمة. ويرى البكاري أن الوضع الاجتماعي أصبح من كل النواحي مزريا ومتفاقما، وأن جميع شرائح المجتمع تعاني لكن معاناة الأطفال هي الأكثر حدة، حيث أصبح الوضع يهدد مستقبلهم برمته. وحول الحلول لهذه الأوضاع، يشدد البكاري على ضرورة وقف الحرب، وبناء السلام، وإعادة تطبيع الحياة، وتنفيذ برامج التنمية، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار من دون تنمية حقيقية.

الصليب الأحمر ينتقد استهداف مواقع توزيع الأغذية في غزة
الصليب الأحمر ينتقد استهداف مواقع توزيع الأغذية في غزة

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

الصليب الأحمر ينتقد استهداف مواقع توزيع الأغذية في غزة

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المستشفى الميداني في رفح استقبل أمس 132 مصابا بجروح ناجمة عن أسلحة نارية قرب مواقع توزيع المساعدات استشهد منهم 31 شخصا. وهذا أكبر تدفق للضحايا إلى المستشفى منذ بدء عمله في مايو/ أيار العام الماضي، عالج خلالها أكثر من 3400 مصاب، في حين سجلت أكثر من 250 حالة وفاة. وقالت اللجنة "إن الغالبية العظمى من الإصابات نجمت عن أعيرة نارية"، مشيرة إلى أن "جميع المصابين كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء". ووصفت اللجنة الوضع بأنه "غير مقبول"، مشيرة إلى أن فداحة هذه الحوادث "تعكس الظروف المرّوعة التي يعيشها المدنيون في غزة"، ودعت إلى "توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين في أسرع وقت ممكن، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق". وأكدت اللجنة أن فرقها تعمل في ظل تحديات كبيرة لتقديم الرعاية الصحية وسط استمرار التصعيد العسكري، مما يزيد من معاناة الأهالي في القطاع. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال. بدورها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا"، اليوم الأحد، إن فرقها تواصل عملها لمساعدة أكثر الفئات ضعفا في غزة. وقالت "الأونروا"، في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إن عيادتها في غزة شهدت زيادة في عدد حالات سوء التغذية منذ مارس/ آذار الماضي عندما بدأ الحصار الذي فرضته حكومة إسرائيل. وأضافت "لم يسمح للأونروا بتقديم أي مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين"، مشيرة إلى أنه "رغم النقص الحاد في الإمدادات الضرورية للعلاج، تواصل فرقنا عملها في غزة لمساعدة أكثر الفئات ضعفا، ويشمل ذلك التقييم الغذائي للأطفال".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store