
معاريف لقيادة إسرائيل: إن لم توقفوا الحرب في غزة فسنخسر ما كسبناه في إيران
تعرض على إسرائيل اليوم فرصة نادرة لتغيير مكانتها وصورتها في العالم. ولا حاجة لنشرح أهمية هذا الأمر لحياتنا اليوم، وللمجتمع، والاقتصاد وكذا للأمن. لسنا شعباً يسكن وحده. كان هذا صحيحاً في عهد بلعم وحماره. أما اليوم فلا.
قسم كبير في العالم يعترف بعدالة هجومنا ضد إيران، وقسم يخجل من عدم مشاركته في هذا الهجوم، مثلما قال المستشار الألماني، 'إسرائيل قامت بالعمل القذر نيابة عنا'. والعالم كله، سواء كانوا أعداء أو كارهين، يتأثر بتصميم وشجاعة دولة صغيرة كإسرائيل وهي تهاجم دولة جبارة كإيران. الفتى العبري داود أطلق حجر مقلاعه نحو جبين جوليات الإيراني.
كان يمكن لهذه أن تكون ساعتنا الجميلة. نحن خلقناها. لكن ماذا نفعل؟ نغرق في وحل مضرج بالدماء في قطاع غزة مرة أخرى. الفرصة الاستثنائية لتغيير مكانة إسرائيل في العالم ستضيع هباء إذا لم نوقف حرب غزة. خيراً نفعل إذا ما تحررنا من إحساس الحق المطلق الذي يعنينا ونفتح عيوننا. ليس كل من ينتقدنا على استمرار الحرب في غزة يعتبر لاسامياً. وحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية، فإن أكثر من 50 ألف شخص قتلوا حتى اليوم في القطاع. حتى لو كانت هذه مبالغاً فيها، فإن التقتيل واسع النطاق.
رئيس الأركان الجديد أيال زمير، مؤثر في مواقفه وفي شخصيته؛ فقد استجاب لإدارة الحرب في القطاع بأمر من المستوى السياسي. زامير ملزم بفعل هذا، لكنه مخطئ في تعريف أهداف الحرب هناك. قال عن الحرب في إيران إن 'التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ندافع الآن عن وجود الشعب اليهودي في دولة إسرائيل'. هو محق. وبهذه الروح أضيف: التاريخ لن يغفر لنا إذا لم نوقف الحرب في غزة الآن، ولا نجري مفاوضات لتحرير المخطوفين كلهم دفعة واحدة. لا يمكن تحقيق الأمرين معاً؛ لا يمكن تحرير كل المخطوفين ومعه تصفية حماس في الوقت نفسه، وكلنا يعرف هذا. في الخيار بين إبادة حماس وتحرير كل المخطوفين بالسرعة الممكنة، الإمكانية فالثانية هي الأفضل. هذا إلزامي ليس فقط لتعزيز مكانتنا في العالم، بل أيضاً لتعزيز أنفسنا داخلياً. سلوك الحكومة الحقير تجاه المخطوفين وعائلاتهم والذي يؤدي أيضاً إلى توسيع دائرة الثكل في إسرائيل، يجب إنهاؤه.
ينبغي وقف الحرب في غزة الآن. ينبغي وقف التضحية بحياة المزيد من الجنود الشبان. يجب البدء بإجراء مفاوضات، ليس تحت النار، لإنهاء الحرب وتحرير كامل لكل المخطوفين. والآن، علينا أن نعرض مساعدات العلاج الطبي للأطفال الفلسطينيين في غزة ممن أصيبوا في المعارك وزيادة المساعدات الإنسانية.
رغم نجاح سلاح الجو في إيران، علينا ألا نزيغ بصرنا. فنحن ملزمون بالمحافظة على التوازنات. إسرائيل دولة صغيرة، هي قوة إقليمية عظمى بفضل سلاح الجو. على الخريطة، تبدو إسرائيل كدولة ممزقة مع حدود سخيفة. فيها أقل من ثمانية ملايين يهودي. في العالم الإسلامي نحو مليارا نسمة.
سأحاول إسداء مشورة متواضعة لوزير دفاعنا، حتى يكون معنياً بتأدية مهام منصبه بمسؤولية: رغم قوة سلاحنا الجوي، فلست من يدير العالم. كف عن توبيخ زعماء دول كأردوغان؛ فهذه ليست مهمتك، وكف عن تصريحات تبين فيها أي رئيس دولة يحق أن يعيش وأيهم يموت؛ فهذه أيضاً ليست مهمتك. ركز على مناعة الجيش الداخلية، فهي جزء لا يتجزأ من المعركة. إذا كنت ملزماً بإطلاق بيانات لوسائل الإعلام، فاشرح لماذا كنا ملزمين بتدمير النووي الإيراني وصواريخه الباليستية. إن اعتلاء موجات سمو روح قتالية وحماسة زائدة لا يساهم لأمننا بشيء.
إيران وقطاع غزة يرتبط أحدهما بالآخر، جبهة واحدة، ينبغي فهمها برؤية واسعة صحيحة، وهو ما لا تفعله حكومة إسرائيل. إذا لم نعرف استغلال عظمة الساعة، فسنخسر في قطاع غزة ما حققناه في إيران.
يجب أن نضع كل المصالح في سلة مصالحنا، ونعطي وزناً صحيحاً لكل منها. تصفية حماس اليوم بعد عشرين شهراً من الحرب ليست مصلحة تفوق عموم المصالح الأخيرة. وقف الحرب في غزة سيولد لإسرائيل منفعة أكثر من استمرارها.
معاريف 29/6/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 42 دقائق
- القدس العربي
الضباب يخيم على مفاوضات التهدئة.. حماس تهاجم بحبح: لا يصلح ولا يملك مقومات الوسيط
غزة – 'القدس العربي': لا يزال الضباب يخفي صورة التحركات الخاصة بملف التهدئة في قطاع غزة، فرغم الحديث الأخير من قبل الوسطاء عن وجود اتصالات، إلا أنها لم ترتق حتى اللحظة لتحديد موعد لعقد مفاوضات 'غير مباشرة' بين حماس وإسرائيل، فيما هاجمت الحركة بشكل علني ولأول مرة الوسيط الأمريكي 'غير الرسمي' بشارة بحبح، الذي التقى قادتها أكثر من مرة. ومع عودة الحديث الإسرائيلي مجددا عن التهدئة، بالتركيز على اللقاء المرتقب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وحديث الوسطاء عن وجود اتصالات في هذا الملف، فإن مصادر فلسطينية خاصة أكدت لـ'القدس العربي' أن الأمور لا تزال على حالها. وأشارت المصادر إلى أنه لم يجر حتى اللحظة تحديد موعد لعقد جلسة تفاوض 'غير مباشرة' برعاية الوسطاء، وأنه أيضا لم تقدم لحركة حماس أي مقترحات جديدة، بعد تلك التي قدمت سابقا من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي وضعت عليها إسرائيل شروطا قاسية. أشارت المصادر إلى أنه لم يجر حتى اللحظة تحديد موعد لعقد جلسة تفاوض 'غير مباشرة' برعاية الوسطاء، وأنه أيضا لم تقدم لحركة حماس أي مقترحات جديدة وكانت هناك توقعات داخل فصائل المقاومة، بأن يبادر الوسطاء لتقديم مقترحات جديدة تحمل تقاربات، من أجل تجاوز الخلافات الخاصة بانتهاء الحرب ووجوب أن يكون هناك ضمانات لذلك، وكذلك الأمور الفنية بعقد صفقة تهدئة محكومة بسقف زمني محدد تمتد لشهرين، يتخللها عقد صفقة تبادل جديدة. وقد اشتملت تحركات الوسطاء المصريين والقطريين خلال الأيام الماضية، على استكشاف المواقف من الطرفين، حيث أجريت عدة اتصالات بحركة حماس، ويتردد أن مثلها أجريت مع مسؤولين إسرائيليين. وهناك تخوفات بأن يصار إلى طرح ذات الخطة الأمريكية القديمة التي تلبيها الشروط والمطالب الإسرائيلية، ومحاولة فرضها على الأرض، من خلال عدة خطوات، أبرزها التصعيد الميداني على الأرض وهو أمر بدأ سكان غزة بتحسسه منذ أن عاد الحديث عن الصفقة كما المرات السابقة، وتمثل بمجازر دموية وتوسيع رقعة الهجوم البري، وتضييق الحصار بشكل أكبر، ما أدى إلى اتساع رقعة المجوعين، خاصة وأن الوسيط الأمريكي 'غير الرسمي' بشارة بحبح، عاد وحمل ذات الأفكار التي قدمت سابقا إلى حركة حماس، وطالبها بقبولها، في أمر استغربته الحركة. وبدا ذلك واضحا، من خلال التصريحات الأخيرة للقيادي في حماس طاهر النونو، التي هاجم فيها بحبح، وقال 'لم يعد هناك أي دور أو وساطة يقوم بها السيد بشارة بحبح، فهو تحرك خلال مرحلة معينة وانتهت'، وقال 'بحبح ﻻ يملك مقومات الوسيط ولا يصلح لهذا الدور'، وأضاف منتقدا 'للأسف إطلاع السيد بحبح وفهمه للموضوع بسيط ولذلك تقييمه لما يجرى مغلوط وناتج عن قصور في فهم الصورة، وتصريحاته دليل على عدم فهمه'، وكان يرد على انتقادات بحبح الأخيرة لحماس. النونو قال في مقابلة صحافية إن 'تعنت نتنياهو والاحتلال ورفض وقف الحرب' هي الأسباب في عدم التوصل إلى اتفاق، وقال إن حماس جادة وجاهزة للوصول إلى اتفاق يتضمن وقف الحرب والانسحاب من غزة والإغاثة والإعمار وتبادل الأسرى.


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
قطر ومصر تبحثان جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزّة
بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، "جهود البلدَين مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار وحقن دماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، قالت فيه إنّ الجانبَين تبادلا وجهات النظر "حول مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والجهود المشتركة للبلدَين مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار وحقن دماء الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين (الإسرائيليين)، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عاجلاً ودون عوائق". ومساء الأحد، قال عبد العاطي في مقابلة تلفزيونية إنّ بلاده "تعمل حالياً على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتضمن هدنة 60 يوماً مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن (الإسرائيليين) وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع في أسرع وقت ممكن". وأمس الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إنّ المناقشات التي تجري حالياً بخصوص غزة لا ترتقي إلى ما وصلت إليه في وقت سابق، مضيفاً "لا يمكن القول إنّ هناك مفاوضات تجري الآن بين الأطراف، وإنما هناك اتصالات للوصول لصيغة للعودة للمفاوضات"، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن إطار زمني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن القيادي في حركة حماس طاهر النونو، قوله إنّ الحركة جادة وجاهزة للوصول إلى اتفاق ومستعدة للموافقة على أيّ مقترح إذا توفرت متطلبات إنهاء الحرب بوضوح أو ما يؤدي إلى إنهائها كلياً. وبدعم أميركي مطلق يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين. ومطلع مارس/ آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي. وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصّل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية للاتفاق، استجابة للمتطرّفين في ائتلافه الحاكم، لضمان استمراره بالسلطة، وفق المعارضة الإسرائيلية. ووفق بيان الخارجية المصرية استعرض عبد العاطي مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري "الترتيبات الخاصة باستضافة مصر لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة". رصد التحديثات الحية مداولات الكابينت بشأن الحرب على غزة: سيناريوهات متكررة والجيش يحذر وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار، كما تناول الاتصال "التطوّرات بشأن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل"، وأكدا "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، والدفع بالحلول الدبلوماسية". وشدّد عبد العاطي على "دعم مصر لاستئناف المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، وكافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". (الأناضول، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يهاجم إيلون ماسك: لولا الدعم الحكومي لأغلق مشاريعه وعاد إلى جنوب أفريقيا
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، اليوم الثلاثاء، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، منتقداً ما وصفه بـ"اعتماده الكبير على الدعم الحكومي". وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشال": "ربما يحصل إيلون (ماسك) على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ، وبفارق كبير، وبدون الدعم ربما كان سيضطر إيلون إلى وقف أعماله والعودة إلى موطنه في جنوب أفريقيا". واقترح ترامب أن تدرس إدارة الكفاءة الحكومية خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك من أجل توفير أموال الحكومة الفيدرالية، قائلاً: "لا مزيد من إطلاق الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو إنتاج السيارات الكهربائية ، وستوفر بلادنا ثروة طائلة. ربما ينبغي علينا جعل إدارة الكفاءة الحكومية تلقي نظرة فاحصة وجادة حول هذا الأمر؟ إنها أموال طائلة يمكن توفيرها". وجاءت تصريحات ترامب في رد مباشر على انتقادات ماسك لمشروع قانون الإنفاق الذي يقترحه ترامب، والذي يتضمن خفضاً كبيراً للدعم المخصص للسيارات الكهربائية، وهو ما وصفه ماسك سابقاً بأنه "يضرّ بمستقبل الصناعة ويمنح الأفضلية لصناعات الماضي". كما تعكس تصريحات ترامب تحولاً سياسياً واضحاً في الخطاب الجمهوري تجاه الصناعات النظيفة. فبينما استفادت شركات مثل "تسلا" و"سبايس إكس" لعقود من حوافز بيئية ودعم الابتكار، يعيد ترامب ترتيب أولويات الموازنة نحو ما يسميه "الصناعات الحقيقية"، أي الوقود الأحفوري ، والمصانع، والبنية التحتية التقليدية. ويأتي هذا ضمن حملته لإعادة رسم السياسات الصناعية الأميركية لصالح ما يسميه "الطبقة العاملة التي تضررت من العولمة والتكنولوجيا". وأمس الاثنين، هاجم إيلون ماسك مشروع قانون الضرائب والإنفاق، مهدداً السياسيين الذين يصوّتون لصالحه بأنهم سيواجهون تحديات انتخابية أولية سيمولها أغنى رجل في العالم. وكتب ماسك على منصته "إكس": "كل عضو في الكونغرس خاض حملته الانتخابية على أساس خفض الإنفاق الحكومي ثم صوّت فوراً لصالح أكبر زيادة في الدين في التاريخ، ينبغي أن يشعر بالخزي والعار". وأضاف: "وسيفقدون مقاعدهم في الانتخابات التمهيدية العام المقبل، ولو كان هذا آخر شيء أفعله في حياتي". وفي منشور آخر، هاجم ماسك ما وصفه بـ"الحزب الواحد الديمقراطي-الجمهوري"، قائلاً إنه "إذا تم تمرير مشروع قانون الإنفاق المجنون هذا، فسيتم تأسيس حزب أميركا في اليوم التالي". وتابع: "حان الوقت لتشكيل حزب سياسي جديد يهتم فعلياً بالشعب"، مضيفاً في منشور آخر أن الولايات المتحدة أصبحت "دولة بحزب واحد.. حزب بوركي بيغ" (في إشارة تهكمية إلى شخصية كرتونية تمثل الثرثرة والعبث)، وفق ما نقلته "أسوشييتد برس". ويجري حالياً مناقشة مشروع القانون في مجلس الشيوخ، وإذا تم تمريره هناك، سيُحال إلى مجلس النواب للموافقة النهائية. وكان ترامب يضغط منذ أسابيع على معارضي المشروع داخل الحزب الجمهوري لتأمين تمريره. اقتصاد دولي التحديثات الحية هل بدأت إمبراطورية إيلون ماسك تتفكك بعد خلافه العلني مع ترامب؟ دعم إيلون ماسك وكشف تحقيقان صحافيان موسعان نشرا العام الجاري، الأول في صحيفة واشنطن بوست في 26 فبراير/ شباط الماضي، والثاني في شبكة "فوكس بيزنس" في السادس من يونيو/ حزيران الماضي، عن أنّ شركات إيلون ماسك، وعلى رأسها "تسلا" و"سبايس إكس"، تلقت ما لا يقل عن 38 مليار دولار من أموال الحكومة الأميركية خلال العقدين الماضيين. ووفقاً للبيانات التي اعتمدت على سجلات رسمية من مواقع " وملفات لجنة الأوراق المالية والبورصات، فقد تم تخصيص حوالي ثلثي هذا المبلغ خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط، في ظل توسع كبير في العقود الدفاعية والبيئية، ما يسلّط الضوء على التناقض بين الخطاب السياسي المحافظ ضد الإعانات، وبين واقع الاعتماد المتزايد عليها من قبل بعض رموز القطاع الخاص. وبحسب التقارير، شكّل عام 2024 الذروة في هذا التمويل، حيث حصلت شركات ماسك على ما لا يقل عن 6.3 مليارات دولار من عقود ومساعدات حكومية فيدرالية ومحلية. وتظهر الوثائق أنّ "سبايس إكس" تلقت تمويلاً سنوياً لا يقل عن مليار دولار منذ عام 2016، ارتفع إلى ما بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً خلال الفترة من 2021 إلى 2024، مقابل تطوير صواريخ، منصات إطلاق، وأقمار صناعية لصالح محطة الفضاء الأميركية "ناسا"، وزارة الدفاع، ووكالات استخباراتية، من بينها عقد سري بقيمة 1.8 مليار دولار لتطوير أقمار تجسس لصالح "National Reconnaissance Office"، بحسب "وول ستريت جورنال". اقتصاد دولي التحديثات الحية إيلون ماسك يدعو إلى رفض مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق وفي الوقت ذاته، استفادت "تسلا" من أكثر من 11.4 مليار دولار من الاعتمادات التنظيمية الفيدرالية والولائية منذ عام 2014، شملت حوافز السيارات الكهربائية وبرامج الطاقة النظيفة، وقد شكلت هذه الاعتمادات نسبة حاسمة من أرباح الشركة في سنواتها الأولى، خاصة خلال عام 2020 الذي كانت فيه الشركة ستخسر 718 مليون دولار لولا هذه الاعتمادات. ووفق "واشنطن بوست"، فإنّ هذه الأموال لم تكن محصورة فقط في العقود الدفاعية أو البيئية، بل شملت أيضاً قروضاً مباشرة، من بينها قرض منخفض الفائدة من وزارة الطاقة بقيمة 465 مليون دولار في 2010، ساعد "تسلا" على تصنيع أولى سياراتها الفاخرة "Model S". كما تلقت شركات ماسك إعانات من حكومات محلية في ولايات مثل كاليفورنيا ونيفادا ونيويورك، بما يفوق 3.5 مليارات دولار إضافية، من أجل بناء مصانع ومراكز إنتاج البطاريات. ومع ذلك، لم تف بعض هذه المشاريع بتعهداتها، كما حدث مع مشروع "سولار سيتي" في نيويورك، الذي فشل في الوصول إلى عدد الوظائف المتفق عليه. المفارقة الأبرز، كما أبرزتها "واشنطن بوست"، أنّ دعم الحكومة الأميركية ساعد في بناء واحدة من أكبر الثروات الشخصية في التاريخ الحديث، بينما يستمر ماسك في انتقاد الإعانات الحكومية علناً. ففي حين دعا إلى إنهاء حوافز السيارات الكهربائية للمستهلكين، لم يُطالب بوقف الاعتمادات التنظيمية التي تعتمد عليها "تسلا" مالياً، كما لم يتحدث صراحة عن العقود الدفاعية الضخمة التي تغذي توسع "سبايس إكس". وعلّق البروفيسور جيفري سونينفيلد من جامعة ييل على ذلك بقوله: "ماسك هو التجسيد الأكثر نجاحاً للسياسات الصناعية الحكومية في أميركا الحديثة. لم تستفد مايكروسوفت، ولا أمازون، ولا إنفيديا بهذا الشكل من المال العام".